إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك :من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك :من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2011

    الخميس 1 ديسمبر 2011

    راعوث وعُرفة

    فقالتا لها: إننا نرجع معكِ إلى شعبك... ثم رفعن أصواتهن وبكين أيضًا. فقبَّلت عُرفة حماتها، وأما راعوث فَلَصقت بها ( را 1: 10 ، 14)

    كلٌ من راعوث وعُرفة أظهرتا اعترافهما بالولاء لنُعمي. وكلتاهما اعترفتا بترك أرض آبائهما، وكلتاهما اتجهتا نحو أرض الرب. ولكن كل اعتراف له امتحانه دائمًا. «فقالت نعمي لكنَّتيها: اذهبا ارجعا كلُّ واحدةٍ إلى بيت أمها» (ع8). كانت لهما فرصة للرجوع ( عب 11: 15 ). وانكشف ذهن عُرفة في الحال، فقد كان قلبها مرتبطًا بأرض ميلادها. أما راعوث فسنرى رغبتها في ”مدينة أفضل“. عُرفة قدمت اعترافًا جميلاً في مظهره، ولكنه اعتراف فقط. وما يُلفت النظر أن راعوث تذكر إله نُعمي (ع16)، أما عُرفة فتذكر نُعمي وشعب نُعمي (ع10). وبالرغم من كلمات عُرفة ودموعها وقُبلاتها، ولكنها تحولت عن نُعمي وإله نُعمي وأرض البركة، وعادت إلى شعبها وآلهتها وأرض ظل الموت.

    وكم اختلف الأمر في تاريخ راعوث، إذ أصبحت شاهدة لنعمة الله. لقد أعطت راعوث اعترافًا صحيحًا، وتكلمت بكلمات جميلة كذلك، وتحركت عواطفها بعمق مثل عُرفة، ورفعت صوتها وبَكَت. ولكن عند راعوث ما هو أكثر من ذلك. مع عُرفة كان هناك فقط الاعتراف الخارجي للمحبة، وأمكنها أن تُقبِّل نُعمي وتتركها، مثلما حدث ليهوذا الإسخريوطي في وقت متأخر أنه قبَّل المسيح ثم أسلمه. أما عن راعوث فلم يُقال عنها إنها قبَّلت نُعمي، ولكن بالرغم من عدم وجود تعبير المحبة الخارجي، لكنها كانت تحمل المحبة الحقيقية.

    نقرأ عن راعوث أنها «لصقت بها» (ع14). فالمحبة عندما تكون حقيقية لا تتخلى عن غرضها، ويجب أن تكون في شركة مع مَن تحبه، ولذلك تضيف راعوث: «لا تلحِّي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ».

    وبالإضافة إلى ذلك، فإن إيمانها تساوى مع عواطفها. وفي قوة إيمانها تغلَّبت على جاذبية أرض ميلادها وبيت أمها وشعبها وآلهتها، وقبلت طريق السياحة فقالت: «حيثما ذهبتِ أذهب»، كما احتضنت نصيبها كالغريبة «وحيثما بتِ أبيت». لقد وحَّدت نفسها مع شعب الله «شعبك شعبي». وفوق الكل وضعت ثقتها في الله الحقيقي، فهي لم تَقُل فقط «شعبك شعبي»، بل أضافت «إلهك إلهي». والموت لا يمكن أن يُرجعها إلى موآب، فقالت: «حيثما مُتِ أموت وهناك أندفن». إنها في الحياة وفي الموت وحَّدت نفسها تمامًا مع نُعمي، فإن شعب نُعمي شعبها، وإله نُعمي إلهها. لقد ألقت نصيبها مع نُعمي في ترمُلها، وفي تغربها، وفي فقرها.

    هاملتون سميث
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2011

    الجمعة 2 ديسمبر 2011

    الأب المُحب

    فقام وجاء إلى أبيه. وإذ كان لم يَزَل بعيدًا رآه أبوه، فتحنن وركض ووقعَ على عُنقه وقبَّلهُ ( لو 15: 20 )

    يا له من شيء يفوق الوصف! فهنا خمسة أمور (رقم النعمة) تُنسب للأب المحب:

    أولاً: «وإذ كان لم يَزَل بعيدًا رآه أبوه». إنه لم يكن مجرد ينتظر ابنه الضال، بل كان ينتظره بلهفة. إذ كانت عيونه المُحِّبة في غاية الشوق! حتى وهو ما زال «بعيدًا» رآه أبوه.

    ثانيًا: «تحنن». لا شك أن مظهر هذا الضال كان في غاية التعاسة، إذ أكل معيشته مع الزواني (ع30)، والتي تمثل المحبة المُنهى عنها للأشياء التي في العالم، بدلاً من محبة الرب من كل قلوبنا، فقد عانى من تأثير الجوع الشديد (ع14)، وخرج إلى الحقل ليرعى الخنازير (ع15)، ولا بد أنه أصبح مجرد كيان تافه! ومع ذلك فإن أباه «تحنن» عليه. آه أيها القارئ المسيحي العزيز، كيف كنا أنت وأنا قبل أن يقبلنا الآب؟ الفكر مُظلم، القلب شرير للغاية، الإرادة عاصية، ولكن «من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أَحيانا مع المسيح» ( أف 2: 4 ، 5)!!

    ثالثًا: «ركض» ليقابله. لا نقرأ أن الضال ركض عندما قرر الرجوع لأبيه، فكل ما قيل عنه: «فقام وجاء إلى أبيه»، ولكنه قيل عن الأب إنه «ركض»! هل تعلم عزيزي القارئ، هذه هي الآية الوحيدة في كل الكتاب التي تُظهر الله وهو في عَجَلة!! في تجديد الخليقة نرى الله يعمل كل شيء بترتيب، أو يمكننا أن نقول بتمهل، في كل شيء آخر عدا هذا الأمر، يُظهر الله وهو يعمل بهدوء وتأني، كما يتناسب مع مَن له الأبدية كلها تحت إمرته. ولكن هنا نجد ما يمكن أن نطلق عليه ”نفاذ صبر المحبة الإلهية“!

    رابعًا: «وقع على عُنقهِ»، فهو ليس فقط «رآه» وهو ما زال بعيدًا، وليس فقط «تحنن» على هذا الضال التافه، وليس فقط «ركض» ليقابله، ولكنه «وقع على عُنقه»! لقد عانقه وأحاطه بأذرع المحبة المُرحِّبة!

    خامسًا: «قبَّله». نُشير مرة أخرى أنه لم يُذكر أن الابن قبَّل أباه. فالأب هو الذي يأخذ المبادرة في كل مرحلة! لقد «قبَّله» وليس صدَّه. «قبَّلهُ» وليس طرده. «قبَّلهُ» ولم يوبخه على تيهانه. يا لها من نعمة رائعة! إن كل هذا يكشف قلب الآب! فالقُبلة تكلمنا عن المحبة، وعن المُصالحة، وعن العلاقة الحميمة.

    يا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

    آرثر بنك
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2011

      السبت 3 ديسمبر 2011

      خادم الرب والكتاب المقدس

      لأن كلمة الله حية وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مَفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته ( عب 4: 12 )

      خادم الرب يجد غذاءه وطعامه وشبعه في الكلمة الحية، وبدون الكلمة والتغذي بها تجف حياته وتنشف موارده وتذبل خدمته، لأنه يكون في واقع الأمر قد ترك قوام الحياة الروحية.

      وكما يحتاج الخادم إلى كلمة الله للنضارة والقوة، يحتاج إليها أيضًا للقداسة في العيشة والتحرر من شهوات الخطية الساكنة فيه. ومن أبشع الأمور أن يقدِّم خادم الإنجيل حق الله للنفوس، وهو نفسه لم يتقدس بهذا الحق ولم يتحرر به من خطايا معينة هو مغلوب منها، كما قال أحد المؤمنين: ”إنها بشاعة وخيانة أن يتاجر أحد بالحق الذي لا يشعر بسلطانه على ضميره شخصيًا“.

      وكم من كارثة أدبية حلَّت بأُناس أذكياء كان لهم قدر ملحوظ في الفصاحة، ولكنهم لم يكونوا فعلاً مقدسين في الحق. ولن أنسى أبدًا ذلك التدريب الذي اختبرته مع الله بعد تجديدي بست سنوات، لقد جثوت على ركبتيَّ، وكتاب الله مفتوح أمامي، وقلت: ”يا رب بنعمتك من هذه الليلة فصاعدًا، أريد أن أحيا طبقًا لكل ما أتعلمه من المكتوب“. ذلك لأنني اختبرت في الست سنوات التي مضت أني كنت فيها قليلاً ما أتأمل فيما يقول الله في كتابه، ولكن عندما وصلت إلى تلك النقطة الحاسمة، في تلك اللحظة تفتحت أمامي الكلمة، وكانت بركة تكريس نفسي بصورة أقوى، وكانت غنىً جديدًا أُضيف إلى موارد خدمتي.

      إنني أحتاج إلى الكتاب المقدس لعلاج الأخطاء الكثيرة التي تقع في حياتي اليومية، وهذا يتطلب معرفة كافية بهذه الكلمة حتى عندما تواجهنا تجربة أو خِدعة من العدو أو فخ منصوب لنا يمكننا بوعي إدراك ما تقوله كلمة الله التي ترشدنا إلى النُصرة والنجاة. ومثالنا في ذلك سيدنا الذي واجه تجارب الشيطان بالمكتوب، والأمر لم يكن محتاجًا إلى الأخذ والرَّد مع الشيطان، ولكن «المكتوب» كان فيه الكفاية لإفحامه، ومن هنا يتضح أن الدراية بالمكتوب لازمة جدًا.

      إذًا أيها الأحباء، ينبغي أن يكون خادم الرب على ثقة كاملة في صِدق المكتوب، وأنه موحى به من الله، وينبغي أن يتمسك به كالحق، وينبغي أن يكون للمكتوب، أي ”حق الله“ المُعلَن، سلطانه على حياته الشخصية، كما يجب عليه أن يستعمله، كسيف الروح، لأجل النجاح والانتصار.

      أيرنسايد
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق

      من قاموا بقراءة الموضوع

      تقليص

      الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

        معلومات المنتدى

        تقليص

        من يتصفحون هذا الموضوع

        يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

          يعمل...
          X