إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناظرة الدهر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة الدهر

    مُناظرة الدهر
    قبل ألفي سنة تقريباً تمت أكبر مناظرة في التاريخ، كانت بين أن يقتل القدوس البار لأجل الفجّار وبين أن يُطلق المجرم المدان.
    ويعلم الجميع أن تلك المناظرة إنتهت بأن يسّلم القدوس المبارك للصلب والموت بسبب حسد الناس من نجاح معجزاته وتعلق قلوب التائبين بغفرانه وأطلق سراح المجرم القاتل بياناً على إعوجاج حكم القضاء وغباوة الإنتقاء وحماقة الإزدراء.

    إذا حللنا تلك المناظرة من زاوية البشر نجد إنّ أصوات المتظاهرين بديانة الله كانت مع المجرم براباس والكل يرى كيف أنّ رجال الدين هيجوا المحتشدين لكي يصوتوا لصالح المجرم وكأنّ الخير إنتصر على الشر لأول وهلة، وسفهاء الباطل انتصروا على صمت الحق وندرة كلمات الحكمة، ورجع التلاميذ إلى بيوتهم يجّرون أذيال الفشل وخيبة الأمل، إذ أنّ قائدهم هُزِم إذ لم يقدر أن يدافع عن نفسه ولم يحاور أو يناظر المشتكين ضده. لكن عندما نفحص تلك المناظرة بتلسكوب إلهي أي من وجهة مشيئة الله تقترب الصورة ليس لعيوننا فقط بل لقلوبنا وضمائرنا أيضاً وبذلك تنفتح بصيرتنا ونرى كيف تمم الله مقاصده وكيف استخدم الله جهالة الناس ومؤامرتهم المفضوحة لتحقيق حكمة الرب المكتومة!! بل واستخدم سفاهة قادة الدين العميان قلبياً لأسكات حجة الشيطان المُطالب الخطاة بمساكنته في جهنم المحتومة.

    لقد بادل الله شراسة القلوب ببركات خرجت من جنب يسوع المحبوب وغفران للذنوب من قلب يسوع الذي ذاب كالشمع لإنارة قلوب المهتدين للنور العجيب، لقد تم رشق يسوع بكلام سليط لكنه كان صدى لنبوات قيلت منذ سابق الدهور على ما سيتم بابن الإنسان في ملء الزمان.



    إن ذلك اليوم في التاريخ لن يُنسى إذ تحولت مناظرة العصر الخاسرة بنظر المقاومين إلى معادلة الدهر الرابحة في عين المؤمنين فتحقق الفداء لمن كان مُمسكاً بعبودية من الشيطان واصبح للمفتدي ضمان للدخول إلى حضرة الحنان للتمتع ببركات السماء وملأ الرجاء قلب من كان يائساً وهالكا في خطية العصيان.
    لقد إنقلبت كفة الموازنة المجحفة بحق يسوع إلى مبادلة لا نظير لها ليتشكل منها ميزان الحق بيد الله لتتعادل كفة رحمته مع عدالته وكفة قداسته مع دينونته إذ قَبِل الفادي عن طيب خاطر لعنة الخطية على الصليب ليبارك من يقبل الإيمان بشخصه الكريم، وقَبِل حكم الدينونة ليصدر قراراً ببراءة من يطلب الحرية مِن خلف القضبان مِن ذنوب الهلاك، ورّد يسوع على كراهة صالبيه بمحبة متناهية كانت في قلبه قبل أن يبدأ الزمان وفتح أمامهم باباً للغفران ليكون ملجأ أميناً يهرب إليه من أخطأ سهواً في كل الأوقات.

    عزيزي القارئ هل تريد أن تعمل مناظرة مع يسوع؟ إنه يناظرك بعين الرحمة وبقلب الشفقة وبصوت المحبة. هل تريد أن يرتفع صوتك عليه كما فعل رجال الدين في ذلك الوقت؟ لا أعتقد ذلك، لأنك ستستخدم حذاقتك وفراستك في النظر الى يسوع المصلوب الذي مات لأجلك وبدلاً عنك.
    تستطيع أن تقف أمام صليبه عندما تقرأ الإصحاحات الأخيرة من البشائر الأربعة وأثق أنك ستخرج لا بنظرية او مناظرة بل بنظرة إيمانية، بمنظور سماوي أبدي يفتح الآفاق أمام قلبك بنظرة متجددة لحياة أبدية لا يستطيع أن يصفها إلا الذي يأخذها مجاناً بنعمة من يسوع الذي أحبك في الماضي ويحبك في الحاضر والمستقبل.
    كلمة أخيرة لإخوتي المؤمنين أقول، علينا ان نكرز لا بأنفسنا بل بيسوع المصلوب إذ أن الصليب هو محور الأخبار السارة للنفوس المكبلة بسلاسل الظلام.
    لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( إنجيل يوحنا 16:3 )

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X