إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

    الجمعة 1 يونيو 2007

    طريق في وسط البحر !


    ومدَّ موسى يده على البحر، فأجرَى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل، وجعل البحر يابسة وانشق الماء، فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة ( خر 14: 21 ، 22)

    أمام بحر سوف، استعرض الشعب الأماكن التي يمكنه أن يجد فيها النجاة، فوجد أنه لا مكان! فالعدو الغاضب وراءهم يريد أن يقتنصهم، والبحر أمامهم يمكنه بسهولة أن يبتلعهم! لم يكن بإمكانهم التقدم للأمام ولا الرجوع للخلف! أي أنه لا نجاة!! فصرخ الشعب إلى الرب وقالوا لموسى: «هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية؟» وصرخ موسى إلى الرب، وهنا يظهر إله النجاة الذي لا يُعدَم مكانًا منه يرسل النجاة لشعبه المحتاج.

    فبينما فرعون في نشوة الشعور بأنه نال المرام، وبينما الشعب في غاية اليأس من أية نجاة، كان إله النجاة في غاية الهدوء والروعة وهو يقول لموسى قولاً عجيبًا: «مالَك تصرخ إليَّ؟». وإني شخصيًا أعتقد أن هذه الكلمة هي آخر كلمة كان موسى يتوقع أن يسمعها من الرب في هذه اللحظات الاستثنائية والعصيبة جدًا! لأن الرّد المنطقي جدًا على هذا السؤال هو: مالي أصرخ؟! ألا يوجد ما يستدعي الصراخ؟! وإن كنت لا أصرخ اليوم، فمتى أصرخ؟ هذا لأن موسى لم يكن يرى ما يراه إله النجاة، أو ربما لأنه نسيَ للحظات سلطان إله النجاة. فإله النجاة يرى الريح ويعلم من أين تأتي وإلى أين تذهب، وله سلطان على التحكم في كميتها واتجاهاتها! بل هو الذي يُخرجها من خزائنه ( مز 135: 7 يو 3: 8 ؛ 51: 16)، تلك التي قال عنها الرب يسوع إنها تَهُّب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب (يو3: 8). إنها ليست فقط تَهُّب حيث تشاء، بل إنها تفعل أيضًا ما تشاء ولا رادع لها! لكن هذه التي تَهُّب حيث تشاء، وتفعل ما تشاء، صارت خاضعة خانعة خادمة لإله النجاة لتفعل ما هو يشاء! فها هو يأمرها لتحوِّل مسارها وتضرب بقوة محسوبة، وزاوية مُحددة، وفي نقطة معينة، مياه بحر سوف، لكي تشقها وتكومها على الجانبين وتجمِّدها لتصبح سورًا عن اليمين وسورًا عن الشمال، لكي يعبر الشعب المفدي في وسط البحر على اليابسة ماشين على الأقدام!! لقد فتح لهم في البحر طريقًا مُستخدمًا قوة الريح! لقد أوجد لهم نجاة من مكان آخر لا يدرون عنه شيئًا، بل ولا يمكن أن يخطر لهم على بال! أَ بعد هذا نشك في أن إله النجاة لا يعدم مكانًا منه يرسل النجاة لشعبه المحتاج؟

    ماهر صموئيل
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

    السبت 2 يونيو 2007

    الساكن في ستر العلي


    الساكن في سِتر العلي، في ظل القدير يبيت. أقول للرب: ملجأي وحصني. إلهي فأتكل عليه ( مز 91: 1 ، 2)

    مزمور91 ينطبق تمام الانطباق على المسيح، فلم تكن البرية بالنسبة له سهلة، ومع ذلك كان رجل الإيمان الواثق والفرحان ( لو 10: 21 ؛ مز16: 9، 11). إلا أننا نجد فيه تشجيعًا لنفوسنا ومواعيد عُظمى ترفع النفس وتسندها وسط صعوبات الحياة وعواصف الزمان.

    وهذان العددان اللذان في صدر هذا المقال هما من أجمل آيات الكتاب المقدس. فهما يوضحان تمامًا احتياج الإنسان وكفاية الله.

    «الساكن في ستر العلي»: ما أجمل سِتره في يوم الشر، وفي عالم العواصف والرياح المُضادة ( مز 27: 5 )! وكل مؤمن فينا يسكن لدى الرب آمنًا «يستره طول النهار» ( تث 33: 12 ).

    «في ظل القدير يبيت»: فالرب ليس لنا فقط ستارًا من السيل، بل إنه أيضًا ظل صخرة عظيمة في أرضٍ مُعيية ( إش 32: 2 ).

    وكلمة «يبيت» توحي لنا أن هذه الحياة التي نعيشها مجرد ليلة، سريعًا ما تعبر. وما أجمل أن تُقضى تلك الليلة في ظل القدير! لقد رجعت الحمامة المُتعَبة إلى نوح عند المساء لكي تبيت داخل الفُلك. وهكذا أيضًا راعوث الموآبية، التي كان المستقبل غامضًا أمامها بعد أن فقدت رجلها، عندما وصلت إلى أرض غريبة، ومارست فيها عمل الفقير واليتيم، إذ التقطت وراء الحصادين، نصَحَتها حماتها أن تذهب في الليل عند بوعز، حيث تجد راحتها الحقيقية عند رجليه، وهو قال لها: «بيتي الليلة» ( مز 30: 5 ). وفي الصباح حدث أعظم مما كانت تتصوره راعوث، واختبرت كلمات المرنم: «عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح ترنم» (مز30: 5). والذين ينتظرون الصباح، ويترقبون بزوغ الصبح المُنير، فإن أفضل وضع لكل منهم هو: «في ظل القدير يبيت».

    «أقول للرب ملجأي وحصني، إلهي فأتكل عليه» (ع2). إنها تعزية قليلة أن نعرف أن الله حصن، أما أن نقول بصدق إن الله «حصني»، فيا لها من تعزية قوية! تمامًا كالفارق بين مَنْ يعرف أن الرب راعٍ، وبين مَنْ يقدر أن يقول بصدق: «الرب راعيَّ».

    إن مَنْ يقول للرب: «ملجأي، حصني، إلهي» يمكن أن يضيف «فأتكل عليه». وهي لغة الإنسان الكامل المُتكل على الله ( مز 16: 1 ).

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

      الأحد 3 يونيو 2007

      الوديع الذي لا يخاصم


      هوذا عبدي الذي أعضده، مُختاري الذي سُرَّت به نفسي. وضعت روحي عليه فيُخرج الحق للأمم. لا يصيح ..ولا يُسمع في الشارع صوته ( إش 42: 1 ، 2)

      بعد شفاء الإنسان ذي اليد اليابسة في المجمع يوم سبت ( مت 12: 9 - 13)، احتَّد غضب الفريسيين على الرب «فتشاوروا عليه لكي يُهلكوه»، وهنا يُعلن لنا الروح القدس موقف الرب البديع: «فعلم يسوع وانصرف من هناك» ( مت 12: 15 ). والكلمة «انصرف» في اليونانية، كلمة مُعبرة جدًا، فهي لا تعني مجرد الرحيل ومُغادرة المكان، بل الرحيل البعيد مدفوعًا بغرض. والغرض ليس بالطبع الخوف من الفريسيين، إنما يُعلن لنا الروح القدس هذا الغرض: «لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: هوذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي، أضع روحي عليه فيُخبر الأمم بالحق».

      إن ما اقتبسه الروح القدس على فم إشعياء أصحاح 42، يتكلم على أن مختار الرب لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحدٌ في الشارع صوته. يا لها من أخلاقيات أدبية راقية وسامية! فيكفي أن نلقي نظرة على ما يحدث حولنا في الشوارع، سنجد الصياح والمُخاصمة في كل مكان، ولكن المسيح ـ تبارك اسمه ـ ابتعد عن المكان حتى لا تكون هناك مواجهة، نتيجتها الحتمية هي المُخاصمة.

      والمسيح كان يستطيع أن يستغل الموقف بأسلوب آخر، فمجموع المرضى التي تبعته وقد شفاهم جميعًا كانوا بلا شك يدينون له بالولاء ـ حتى ولو كان ولاءً وقتيًا ـ فلو كان استخدم فن الخطابة وتحدَّث إليهم بأسلوب حماسي، وهم ملتفون حوله، مُعلنًا أنه ابن داود المخلِّص المُنتظر، وها معجزات الشفاء أمام أعينهم تُثبت أنه ”المسيا“، مستغلاً كل ذلك في حملة انتخابية، كما يفعل الساسة في وقتنا الحاضر ـ وهو صادق في كل ما يقوله وينسبه إلى نفسه ـ فستكون النتيجة الحتمية ما يُسمى اجتماعيًا ”ثورة الرعاع والغوغاء“. والكتاب (أع19)، والتاريخ يحدثاننا عن بشاعة هذه الثورات وعواقبها الوخيمة. ولا شك أن هذه الثورة كانت ستتجه ضد الفريسيين الذين تشاوروا عليه لكي يهلكوه، وستنقلب عليهم الدائرة، وسيهلكهم بدلاً من أن يُهلكوه منتقمًا لنفسه. غير أنه ـ تبارك اسمه ـ لم يفعل ذلك على الإطلاق. فما أعظمك أيها المعلم الصالح الكريم!

      مسعد رزيق
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

        الاثنين 4 يونيو 2007

        المحبة الإلهية


        وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تُدركوا مع جميع القديسين، ما هو العرض والطول .. وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة ( أف 3: 18 ، 19)

        إن محبة الله مقدسة، ودائمًا تناسب كمالاته الأزلية الأبدية. إنها تفوق كل عقل، وتسمو فوق كل وصف، ومع ذلك فهي مُقدمة لكل إنسان، ويستطيع أبسط الناس وأقلهم ذكاء، أن يقبلها ويتمتع ببركاتها.

        إنها المحبة التي تكره الخطية، ومع ذلك تحب كل الخطاة، وعملت على إنقاذهم منها ومن سلطانها بالطريقة العادلة، إذ «بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ).

        أخي القارئ .. إن كلمة الله تُعلن أن «مَنْ لا يحب، لم يعرف الله، لأن الله محبة» ( 1يو 4: 8 ). وقد سُكبت هذه المحبة في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا. والمحبة للمؤمن هي:

        1ـ مسلك وطريق إذ يحرِّض الروح القدس قائلاً: «واسلكوا في المحبة» ( أف 5: 2 ). كما يذكر الرسول في آخر 1كورنثوس12 «وأيضًا أُريكم طريقًا أفضل». ثم يتكلم بعد ذلك في أصحاح 13 عن المحبة.

        2ـ المحبة رداء يرتديه المؤمن. وهذا يتضح من القول الكريم «وعلى جميع هذه البسوا المحبة» ( كو 3: 14 ).

        3ـ المحبة رباط يربط المؤمنين معًا «لكي تتعزى قلوبهم مُقترنة في المحبة» ( كو 2: 2 ).

        4ـ المحبة هي القوة المُحركة لإيمان المؤمن «لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع، ولا الغرلة، بل الإيمان العامل بالمحبة» ( غل 5: 6 ).

        5 ـ المحبة أصل وأساس يثبت فيه المؤمن «وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة» ( أف 3: 18 ).

        6ـ المحبة باكورة ثمر الروح الذي يظهر في حياة المؤمن «وأما ثمر الروح فهو محبة ...» ( غل 5: 22 ).

        7ـ المحبة مظهر من مظاهر الإيمان، يقدمه المؤمن «قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة ... وفي الموَّدة الأخوية محبة» ( 2بط 1: 5 - 7).

        والمحبة هي المناخ الذي يعيش فيه المؤمن، وفي هذا الجو العَطِر تصبح أفكاره مُشبَّعة بالمحبة، وكلماته مليئة بالمحبة، وأعماله هي أعمال المحبة. يا ليتنا نعيش هكذا، فنُشبع قلب سيدنا.

        خليل حزقيال
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

          الثلاثاء 5 يونيو 2007

          عابرين في وادي البكاء


          طوبى لأُناس عزهم بك. طُرق بيتك في قلوبهم. عابرين في وادي البكاء، يُصيّرونه ينبوعًا ( مز 84: 5 ، 6)

          صديقي المتألم .. لقد تاه داود في يومه، وضل دربه. لقد ضاقت نفسه جدًا. نعم وبكى حتى لم تبقَ له قوة للبكاء. لكنه تشدَّد بالرب إلهه، وطلب مراحمه، وسأله فلم يردُّه، واستجابه في نعمته، بل وأعطاه نصرًا كاملاً، وردَّ نفسه وأرجعه مرة أخرى ليكون ويظل مرنم إسرائيل الحلو.

          لقد جلس إيليا في يومه تحت الرتمة وطلب الموت لنفسه بعدما أضناه الطريق. هل فعلت هذا؟! لا ترتع رفيقي، فإن الكثيرين جدًا فعلوا نظيره. لكن الرب في رأفته مُعد لك كعكة حلوة تُعينك على استكمال مسيرك، وفي النهاية، لا مركبة نارية فقط لترفعك وتصل بك إلى المرفأ الأمين، بل الرب نفسه بصوت بوق وهتاف عظيم سيأتي ليخطفنا إليه في مشهد رائع سامٍ نفيس. هناك ستمكث جواره بلا نحيب. هناك ستودّع ظلم الحياة وكَدَر العيش. هناك ستُمسك قيثارة من صُنع ذا الفادي، وترنم بها لحن الظفر للأبد. لن تعلق رفيقي أعوادك على الصفصاف مرة أخرى، بل سيستمر فرحك وترنيمك وتهليلك طوال الأبدية. ألا يفرحك هذا الرجاء يا صديقي؟! ألا يخفف عنك أتراح الطريق؟! ألا يرفعك فوق وطأة الغربة وثقل البرية؟! إن الرحلة أوشكت على النهاية. وعند مُنتهى السفر ستراه بالعيان، وستنسى كل ما صادفك في الطريق.

          أخي .. رفيقي عبر دروب هذه البرية، ثق فيمَن عرف ما هو حضن أبيه، فأخبرنا قائلاً: «فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تُعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات؟». ألا تثق أن أبانا السماوي يعلم؟ وأن وحيده المحبوب رئيس كهنة يرثي لضعفاتنا، ويقدر أن يُعين المُجرَّبين؟ نعم إننا بين يدي مَنْ هو خبير بالألم!

          ربما صديقي أنت تعلم كل هذا وأكثر، لكنني أحني ركبتيَّ لدى مَنْ معه أمرنا، مَن يحفظ كل دموعنا في زقه ويكتبها في سفره لكي تعيش حياة التسليم لمشيئته، ثم الفرح الكامل فيه؛ فهذا هو قوتنا. ولا تكن يا ابن الملك ضعيفًا خائرًا من يوم إلى يوم، بل منتظروا الرب يجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور. حلِّق أخي فوق الظروف ـ ارفع جناحيك عاليًا، عاليًا فوق كل مرتفعاتها. فأنت طائر مغرِّد، وَهَبك الله صوتًا جميلاً وجناحين قويين.

          ف. ولسن
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

            الأربعاء 6 يونيو 2007

            سمعتم أنه قيل.. أما الإيمان فيقول


            وأما الإيمان فهو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى ( عب 11: 1 )

            * سمعتم أنه قيل ”المادة لا تفنى ولا تُخلق من عَدَم“، أما الإيمان فيقول: «بالإيمان نفهم أن العالمين أُتقنت بكلمة الله حتى لم يتكوَّن ما يُرى مما هو ظاهر (أي خُلقت من عدم)» ( عب 11: 3 )، ويقول أيضًا: «هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى (أي تفنى)» ( عب 1: 11 ).

            * سمعتم أنه قيل «ليس إله» ( مز 14: 1 )، أما الإيمان فيقول: «يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه» ( عب 11: 6 ).

            * سمعتم من البعض قولاً إن ”المسيح لم يَمُت“ ومن البعض أنه ”لم يَقُم“. أما الإيمان فيقول: إن «المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» ( 1كو 15: 3 ، 4).

            * سمعتم أنه قيل «ليس قيامة أموات»، أما الإيمان فيقول: «إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع سيُحضرهم الله أيضًا معه» ( 1تس 4: 14 ).

            * سمعتم من البعض قولاً إن الرب يهتم بأمورنا العظيمة، أما الأمور الصغيرة فلا يهتم بها، أما الإيمان فيقول: إن الرب يهتم بإعلان السر الذي هو الكنيسة ومشورات الله، ويهتم أيضًا بمعدة وأسقام تيموثاوس ( أف 3: 3 ؛ 1تي5: 23) وإن «شعور رؤوسكم جميعها مُحصاة» ( لو 12: 7 ).

            * إن صوت الحية دائمًا: «ومَنْ هو الإله الذي ينقذكم من يدي»، أما الإيمان فيقول: «لا يلزمنا أن نُجيبك عن هذا الأمر. هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا» ( دا 3: 15 - 17).

            * قد يقول البعض إن ذلك الإله العظيم، لا بد أن يطلب منا إيمانًا عظيمًا، أما الرب فيقول: «إن كان لكم إيمان مثل حبة خردل» ( لو 17: 6 )، نعم، قد يكون لنا إيمان ضئيل، لكنه إيمان في إله عظيم.

            عزت نظير
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

              الخميس 7 يونيو 2007

              مَنْ منا أبفراس؟


              أبفراس العبد الحبيب معنا، الذي هو خادم أمين للمسيح لأجلكم...أبفراس، الذي هو منكم، عبدٌ للمسيح، مجاهدٌ كل حين لأجلكم بالصلوات.. ( كو 1: 7 ؛ 4: 12)

              أبفراس هو واحد من الشخصيات التي سجَّل عنها الوحي كلمات قليلة ( كو 1: 7 ، 8؛ 4: 12، 13؛ فل23)، إلا أنها أظهرت صفات جميلة جمعت بين الخدمة والصلاة، العَلَن والخفاء، الأمانة والألم لأجل المسيح.

              (1) الأمانة اللازمة: والأمانة هي الصفة المتقدمة التي ينبغي أن يتحلى بها كل مَنْ يريد أن يكون نافعًا للرب ( 2تي 2: 2 )، وهي تسبق الكفاءة من حيث أولوياتها، وهي الأساس الذي ستتم المكافأة عليه أمام كرسي المسيح ( مت 25: 21 - 23). إنها الأمانة في العمل لمجد المسيح، وخير القطيع ليس إلا. وهي الأمانة في تفصيل كلمة الحق بالاستقامة كذلك.

              (2) الصلاة المجاهدة: أي الصلاة بروح المُقاتل؛ بكل عزيمة ومواظبة وإصرار، مع اللجاجة في خفاء المخدع لأجل القديسين. وقد امتدت غيرة أبفراس واجتهاده وجهاده في الصلاة، لا لأجل بركة الكولوسيين فقط، بل إلى كل مَنْ حولهم؛ لأجل الذين في لاودُكية، والذين في هيرابوليس، كما لأجل الكولوسيين أيضًا ( كو 4: 13 ). وكم نحن في أمسّ الحاجة إلى هذه الخدمة المنسية والمُهملة في هذه الأيام. فهكذا يجب أن تتسع دائرة صلواتنا لكي تشمل المؤمنين وعمل الرب في كل مكان.

              (3) الرؤية الشاملة: لقد كانت لأبفراس، نتيجة شركته مع الرب، الرؤية الصحيحة. لقد رأى محبة إخوته في الروح، وعرف احتياجهم إلى التعليم، والصلوات. وكانت صلواته لأجلهم مُحددة المعالم، وواضحة الرؤية، وشاملة حاجتهم إلى الثبات الروحي والنضوج، وعدم وجودهم في حالة نقص روحي من أي جانب، مُختبرين ملء مشيئة الله ( كو 4: 12 ).

              (4) الآلام التابعة: لقد شارك أبفراس الرسول بولس ـ اختياريًا على الأرجح ـ في سجنه الأول (فل23). وما أروع التسلح بنية الألم في طريق تبعيتنا للمسيح، سواءً كانت آلامًا اختيارية أم اضطرارية. إنها هبة لنا من الله ( في 1: 29 ). وهي آلام تحمل معها بركات حاضرة، ومكافآت مستقبلة، وأمجاد مُحققة.

              ليت مثال أبفراس يحفزنا لنكون سبب بركة لاجتماعاتنا المحلية أولاً، ثم للاجتماعات المجاورة أيضًا ( كو 4: 12 ، 13).

              إسحق إيليا
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                الجمعة 8 يونيو 2007

                تجدوا راحة لنفوسكم


                احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم ( مت 11: 29 )

                المسيح ليس فقط مخلِّص، بل إنه أيضًا رب. لذا يقول الرسول: «لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت» ( رو 10: 9 ). فلا عجب أن المسيح بعد ندائه العجيب للخطاة في العدد السابق: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم»، فإنه يتحدث هنا فورًا عن النير، الذي يمثل الطاعة.

                والنير الذي يعطيه الرب لتلاميذه، ليس هو نير الناموس الثقيل الذي لم يستطع البشر أن يحملوه ( أع 15: 10 )، بل هو نير التلمذة لشخصه والتعلُّم منه. وحقًا ما أبعد الفارق بين هذا المعلم الوديع، وبين غيره من الذين جلسوا على كرسي موسى، الذين يُحمِّلون الناس أحمالاً ثقيلة عَسِرة الحِمل، وهم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم ( مت 23: 4 )!

                ونلاحظ أن المسيح في ع28 قال: «تعالوا إليَّ»، هنا نرى حضنه الدافئ في دعوة الراحة؛ وفي ع29 يقول «تعلموا مني», وهنا نرى قدميه حيث يمكننا أن نتعلم منه مثلما فعلت مريم أخت لعازر (لوقا10). وفي ع28 يقول المسيح «وأنا أُريحكم»، وفي ع29 يقول «فتجدوا راحة لنفوسكم». ذلك لأن المسيح يعطي أكثر من نوع من الراحة: الراحة الأولى هي راحة الضمير، فالإنسان الخاطئ مُتعب، يهرب ولا طارد، وهو يحتاج لمن يبرره من خطاياه لكي يتصالح مع الله، وبذلك يحصل على راحة الضمير المُتعب. لكن بعد أن يتمتع الإنسان بهذه الراحة في أول طريق علاقته مع الله، يجد المؤمن نفسه في عالم يُشبه البحر المضطرب، وكل شيء فيه مُعاكس للحياة الإلهية التي فيه، فكيف نستريح في عالم كهذا، الإجابة: بالخضوع لنير المسيح المُريح. أن نخضع كما خضع هو لمشيئة الآب، ولا سيما وأننا نعلم أن الله يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه ( رو 8: 28 ). إذًا فبعد راحة الضمير في أول الطريق تأتي راحة القلب طول الطريق. الراحة الأولى يعطيها المسيح لمن يأتي إليه، وأما النوع الثاني فقد قال الرب عنه: «تجدوا راحة لنفوسكم». إنها راحة عن طريق التلمذة الحقيقية، واتباع ذلك المعلم الوديع.

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                  السبت 9 يونيو 2007

                  غضب المسيح


                  فنظر حوله إليهم بغضب، حزينًا على غلاظة قلوبهم، وقال للرجل: مُدّ يدك. فمدَّها، فعادت يده صحيحة كالأخرى ( مر 3: 5 )

                  إننا نتعلم من الرب يسوع المسيح، كيف يجب أن يكون الغضب في حياة الرجل القوي المالك روحه، لأن الكثير من غضبنا هو الضعف بعينه لا القوة، هو الصياح والصراخ وحدة الطبع وسوء الخلق وجموح العاطفة التي نعجز عن السيطرة عليها. وكثير من غضبنا قاسٍ ولا يلين ولا يرحم، ومُرّ لا أثر فيه للرقة والعذوبة، وحاقد لا يغفر ولا ينسى.

                  ولكن ماذا عمل الرب يسوع المسيح عندما غضب؟ إنه «لا يصيح ولا يرفع ولا يُسمع في الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يُطفئ. إلى الأمان يُخرج الحق» ( إش 42: 2 ، 3). نعم، لقد غضب ”سيدي“ في مناسبات مختلفة، ولكنه ـ تبارك اسمه ـ لم يخطئ قط في غضبه. فيا للكمال!! .. ويا للجمال!!

                  ولقد كان غضب الرب دائمًا مقترنًا بالحزن. إن حزنه على الخطاة كان يمضي جنبًا إلى جنب مع غضبه على خطيتهم. والغضب الذي شعر به إزاء الخطية، كان دائمًا مقترنًا بالإشفاق والعطف نحو الخطاة الذين ارتكبوها، ولم يكن في دخيلة نفسه أية كراهية شخصية. وفي الآية موضوع تأملنا اليوم، نجد المسيح ينظر إلى اليهود بغضب مقدس، ولكن خلف هذا الغضب، كان هناك حزن شديد في قلبه لقساوة قلوبهم التي ظهرت في عدم المُبالاة لحاجة الإنسان المسكين ذي اليد اليابسة.

                  ولقد نطق الرب بثمانية ويلات خطيرة على أولئك القادة الدينيين الذين أضلّوا شعبه وقادوهم إلى رفضه، وأعلن أن الدينونة تنتظرهم، هم وأتباعهم. ثم صرَّح بالحكم النهائي على أورشليم المدينة المحبوبة (مت23)، ولكن قلبه كان مُفعمًا بالحزن المقدس، فقد بكى عليها عند إقباله إليها ( لو 19: 41 - 44). وما زالت هذه هي مشاعره نحو الخطاة الذين يموتون في خطاياهم!

                  وإن غضب الرب لا يتعارض مع محبته واستعداده الدائم للصفح والغفران، بل إن غضب المسيح هو الوجه الآخر لمحبته. فإن المحبة الصحيحة هي التي تغار للحق، ولا تتساهل مع الشر. إنها «لا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق» ( 1كو 13: 6 ). ولا يليق أن تكون المحبة على حساب حق الله وكرامة بيته، فإن المحبة في هذه الحالة لا تكون محبة صادقة، بل رياء.

                  فايز فؤاد
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                    الأحد 10 يونيو 2007

                    وأي شرٍّ عمل ؟


                    فقال الوالي: وأي شرٍّ عمل؟ فكانوا يزدادون صراخًا قائلين: ليُصلب! ... وقالوا: دمه علينا وعلى أولادنا ( مت 27: 23 ، 25)

                    ويحك أيها الإنسان. إن الذين بالأمس هتفوا بالأوصنا، يصرخون اليوم: اصلبه! اصلبه! وبين عشية وضحاها انقلب الحماس الجارف إلى عداوة قاتلة. ومع هذا الإنقلاب المفاجئ المتفجر أُهدر كل مبدأ «وأي شرٍّ عمل؟» هذا ما يُثيره بيلاطس.

                    إن الله، الذي تداخل المرة بعد المرة ليشهد من السماء لابنه الحبيب، يسكت في تلك الساعة وفي ذلك اليوم، ونحن نعرف لماذا، ومع ذلك فإن براءة الرب يسوع في حياته على الأرض وفي مماته، تبرهنت أحد عشرة مرة بواسطة الإنسان: مرة بفم يهوذا ( مت 27: 4 ) وسبع مرات بفم بيلاطس ( لو 23: 4 ، 14، 15، 22؛ يو19: 4، 6؛ مت27: 24)، ومرة بواسطة زوجة بيلاطس ( مت 27: 9 )، ومرة بواسطة اللص التائب ( لو 23: 41 )، ومرة أخيرة بواسطة قائد المائة ( لو 23: 47 ).

                    ورغم كل ذلك، فإن ذلك الوالي القاسي الذي كان معهودًا فيه الجبروت والظلم، وقد شهد سبع مرات أن هذا الذي يتهمونه بما يستحق الموت، بريء، وكان يمكنه أن يستند إلى موقف هيرودس أو إلى تحذير امرأته أو إلى ما حل بيهوذا الذي أسلمه شهادة على براءته، ولكنه لم يفعل، بل بالحري استسلم للجمهور لأنه رأى «أنه لا ينفع شيئًا» ( مت 27: 24 ). وهذه العبارة تُرينا الضعف الأدبي عند هذا الوالي ـ كان يخشى هياج الشعب لأنه كان يخاف على منصبه ـ كان يحب العالم ومجد الوظيفة «كان يريد أن يعمل للجميع ما يرضيهم» ( مر 15: 15 ) فحكم لهم بما طلبوه. ولما نطق بالحكم وغسل يديه إشارة إلى براءته، صاح جميع الشعب وقالوا تلك العبارة الخطيرة: «دمه علينا وعلى أولادنا».

                    والله الذي يعرف كل كلمة في أفواهنا، في طول أناته، أعطى ذلك الشعب أربعين سنة كلها نعمة، بعد هذا الحكم الذي قبلوه على أنفسهم (دمه علينا وعلى أولادنا). لكن عندما انتهت سنوات هذه النعمة، جاءت على الذين لم يقبلوا الإنجيل، اللعنة التي أرادوها لأنفسهم حرفيًا. ويقول التاريخ إن مليون يهودي قُتلوا عندما أخرب تيطس الروماني أورشليم في سنة 70 ميلادية. وإلى يومنا هذا لم يَزَل ذلك الشعب التعيس الأعمى يرزح تحت هذه اللعنة.

                    فريتز فون كيتسل
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                      الاثنين 11 يونيو 2007

                      الدعوة إلى حمل الصليب


                      وقال للجميع: إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي، فليُنكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني ( لو 9: 23 )

                      بعد أن رسم الرب الخطوط العريضة لمستقبله (ع22)، دعا تلاميذه إلى اتّباعه. وكان هذا يحتِّم عليهم ضرورة إنكار ذواتهم وحمل صليبهم. وإنكار النفس يعني التنازل طوعًا عما يُسمَّى الحق في التخطيط أو في الاختيار، والاعتراف بربوبيته وسيادته على كل جانب من جوانب حياتنا. أما حمل الصليب، فيعني أننا نختار طوعًا صنف الحياة التي عاشها الرب. وهذا يتضمن: مقاومة الأحباء لنا، وتعيير العالم، وأحيانًا ترك العائلة والبيت والأراضي وترفُّه هذه الحياة، الاتكال الكُلي على الله، الطاعة لإرشاد الروح القدس، إذاعة رسالة غير مُرحَّب بها عند العامة، السير في درب موحش، هجمات منظمة مصدرها القادة الدينيون الرسميون، التألم لأجل البر، التعرُّض للإهانة والخجل، بذل الحياة لأجل الآخرين، الموت عن الذات وعن العالم.

                      إلا أن ذلك يتضمن أيضًا الإمساك بالحياة؛ الحياة الفعلية. كما أنه يعني العثور على السبب الكامن وراء وجودنا، ويعني أيضًا نوال المُجازاة الأبدية.

                      وأضاف الرب قائلاً: «فإن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها، ومَنْ يُهلك نفسه من أجلي فهذا يُخلِّصها» (ع24). فنحن نميل بشكل طبيعي إلى تخليص حيواتنا من خلال موقف أناني، ورتيب، وحقير؛ شعاره الاكتفاء بما نحن عليه. وقد ننغمس في الملذات والشهوات، من خلال تنعُّمنا بالرخاء، والرفاهية، والراحة، وبعيشنا ليومنا الحاضر، وبتسخيرنا أفضل ما نملك من مهارات للعالم، مقابل بعض السنوات من الطمأنينة المزيّفة. لكننا بفعلنا هذا، نُهلك حيواتنا، أو نخسرها، بمعنى أننا نخطئ عن بلوغ الهدف الحقيقي من الحياة، مع ما يجب أن يرافقها من مُتعة روحية عميقة. ومن جهة أخرى، قد نُهلك حيواتنا في سبيل المُخلِّص، وفي هذه الحال، سيعتبرنا الناس مجانين إن كنا نضرب بطموحاتنا الأنانية عرض الحائط، ونطلب أولاً ملكوت الله وبره، وإن كنا نسلِّم نفوسنا للرب تسليمًا كاملاً، ومن دون أي قيد أو شرط. إلا أن حياة التسليم للرب هذه تُشكِّل الحياة الحقيقية. ففيها من الفرح، ومن النُصرة المقدسة على القلق، ومن الشبع الداخلي العميق، ما يعسر وصفه.

                      وليم ماكدونالد
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                        الثلاثاء 12 يونيو 2007

                        المجد الإلهي


                        ولكني دائمًا معك. أمسكت بيدي اليُمنى. برأيك تهديني، وبعدُ إلى مجدٍ تأخُذني ( مز 73: 23 ، 24)

                        إن النعمة التي تغنى بها آساف، لا تقف عند حد حفظ الرب لنا، أو عدم رفضه لنا رغم ضلالنا، بل إنها تقودنا إلى المجد، فيقول آساف «برأيك تهديني، وبعدُ إلى مجدٍ تأخذني». إنها معنا حتى نبلغ المجد!

                        «وبعدُ» ما أعظمها كلمة! فبعد الصراع والمعارك، بعد الشكوك والمخاوف، بعد الانتصارات والهزائم، بعد الغيوم والمطر، بعد التعب والمُعاناة في الطريق، بعد الاغتراب والحيرة، بعد الآلام والضنك. بعد ذلك كله، فإنك تأخذني إلى المجد!

                        وكم يلذ لنا مقطع الترنيمة الذي يقول: يا تُرى ماذا يكون بعد هذا في السما؟ أ تعرف ما الذي سيكون هناك في السماء؟ يقول المرنم: «أمامك شبع سرور. في يمينك نِعَم إلى الأبد» ( مز 16: 11 ). حقًا إن التقوى لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة. فالرب معنا في طريق الغربة الآن، يهدي طريقنا، وبعد ذلك هناك مستقبل بهيج ومبارك «أسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام» ( مز 23: 6 ).

                        ما أجمل الأفكار التي في هذه الآية ( مز 73: 24 ). إنها تحدثنا عن اكتفاء المؤمن بالرب في هذا العالم وفي الآتي، كما أنها تذكِّرنا بأخنوخ، الذي سار مع الله، ثم انتقل ليكون معه. أخذه إليه! وعليه، فيمكن القول إن حياة المؤمن تبدأ بانتقال وتُختم بانتقال. فالمؤمن يبدأ المسيرة بالانتقال من دائرة الظلمة إلى دائرة النور، ومن سلطان الشيطان إلى الله وملكوت ابن محبته، ومن العبودية إلى حرية النعمة، ولكنها أيضًا تُختم بانتقال مجيد، من هذا العالم إلى محضر الرب يسوع في السماء، حيث تبدأ الترنيمة الأبدية التي لن يعقبها أنين ولا آلام!

                        رائعة هذه الرُباعية المتضمنة في الآية التي في رأس المقال:

                        «دائمًا معك»: يا للكرامــة!

                        «أمسكت بيدي اليُمنى»: يا للأمـان!

                        «برأيك تهديني»: يا للامتياز!

                        «وبعد إلى مجدٍ تأخذني»: يا للسعادة!

                        أخي الحبيب شريك السياحة الآن، والمجد عن قريب. ما أعظم كنوز النعمة التي تناسب احتياجاتنا في هذا العالم، وما أعظم كنوز المجد التي تناسب أفراحنا في العالم الآتي!

                        يوسف رياض
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                          الأربعاء 13 يونيو 2007

                          آمن تخلص


                          آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك ( أع 16: 31 )

                          إن الله، إله كل نعمة، تبارك اسمه، قد جعل للنفس ما دامت في أرض الأحياء موضعًا للرجاء، إذ فتح أمامها باب الرحمة على مصراعيه مستعدًا لقبولها كما هي «.. مَن يعطش فليأتِ. ومَن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجانًا» ( رؤ 22: 17 ). وأول نظرة تلقيها النفس بالإيمان على المسيح، فيها الخلاص العاجل «التفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض، لأني أنا الله وليس آخر» ( إش 45: 22 ). وكثيرون قد خلصوا بواسطة هذا الإله المُخلِّص، بينما كانوا على حافة الهاوية وانتُشلوا كما يُنتشَل العود من النار. نعم ولا يستطيع أحد غيره أن يُخلِّص، فقط إذا نحن التفتنا إليه بالإيمان. ولدينا على صفحات المكتوب أمثلة عديدة كأنها الأصابع المُشيرة ترشدنا إلى طريقة النجاة من الغضب واقتناء الحياة الأبدية . ومن هذه الأمثلة: اللص على الصليب، وشاول الطرسوسي، والسجان في فيلبي. ولنتأمل قليلاً في هذا الأخير، فنرى أن الشيطان قد قاده إلى آخر نقطة في اليأس، حتى أنه استّل سيفه وأراد أن يقتل نفسه. إنما لحظة واحدة كانت بينه وبين ضربة الموت والسقوط رأسًا في وهدة الهلاك، فقد وقف على حافة مزالق الهاوية، والشيطان من ورائه يريد أن يدفعه الدفعة الأخيرة، ولكن هوذا نبرات النعمة الحلوة تأتيه من داخل، بل هوذا نغمات المحبة الجميلة تصل إليه من قلب الله، فتطرق أذنيه وتوجِّه أفكاره إلى الصوت القائل: «لا تفعل بنفسك شيئًا رديًا!» ( أع 16: 28 ). نعم إن تلك الكلمات الرقيقة قد كسرت قلب السجان المسكين فوقع أسيرًا لا في قبضة إبليس، بل في قبضة محبة المسيح المنتصرة «فطلب ضوءًا واندفع إلى داخل، وخَرَّ لبولس وسيلا وهو مُرتعد. ثم أخرجهما وقال: يا سيديَّ، ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟ فقالا: آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك ... وتهلل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله» ( أع 16: 29 - 34)

                          يا ليت القارئ المحبوب يقف ويصغي إلى صوت المحبة. إنه صوت الرب يسوع الذي تخرج من شفتيه كلمات النعمة الكاملة، وقد قال إنه جاء «لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك» ( لو 19: 10 ). فالتفتْ إليه قبل أن تخطو خطوة أخرى. التفتْ إليه كهالك وهو يخلصك «طوبى لجميع المتكلين عليه» ( مز 2: 12 ).

                          تشارلس ستانلي
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                            الخميس 14 يونيو 2007

                            جدعون وطريق الإيمان


                            وقال الرب لجدعون: لم يَزَل الشعب كثيرًا. انزل بهم إلى الماء فأنُقيهم لك هناك ( قض 7: 4 )

                            لقد تدَّخل الرب ليُعلن لجدعون أن العمل هو عمله، ولا يجب أن يكون للشعب فرصة للافتخار على الله، فيقول «يدي خلصتني». وتبعًا لذلك كان على جدعون أن ينادي في آذان الشعب قائلاً: «مَنْ كان خائفًا ومُرتعدًا فليرجع وينصرف» ( قض 7: 3 ). وكانت بلا شك تجربة لإيمان جدعون أن يرى اثنين وعشرين ألفًا من الشعب يرجعون: ولكن هذا هو طريق الإيمان. إذا كان قد آمن، فلا يجب أن يرتبك ويتحيَّر حينما يرى الوسائل التي توقّع أن تضمن له النهاية المرغوبة وقد ذابت تقريبًا. ولكن رغم هذه التجربة، نرى جدعون قويًا في الله، ولم يفقد شجاعته، وهذا نتيجة لتعليم الله ومُعاملاته معه بالنعمة، لأنه من الأفضل لرجل الإيمان أن يكون معه قلة من الأمناء، على أن يكون معه أُناس كثيرون ضعفاء ومتقلقلون.

                            ورغم أن الشعب الذي بقى كان أقل من ثُلث العدد الأصلي، إلا أن هذا العدد كما أعلن الرب «لم يَزَل كثيرًا». ثم يأمر بأن الجماعة الباقية كلها توضع تحت الاختبار؛ وذلك لغربلتها، وإظهار كل مَنْ هو مستعد حقيقة للحرب وللشهادة لأجل الرب. إن هذا الامتحان هو ككل السهام التي في جُعبة الله، برمية واحدة تُصيب الهدف، وتنتج ما تعجز عنه كل المجهودات والمحاولات البشرية. إنها تميز أفكار القلب ونياته. لقد كان هذا الامتحان وسيلة لإظهار حقيقة هذه الجماعة الباقية: هل هم جميعًا مشغولون بالغرض الواحد: الإرسالية الوحيدة، أم سيَسهون عنها ولو لحظة واحدة لكي يتمتعوا بانتعاش الطبيعة؟ هذا هو معنى اختبار الماء. ويا لها من نتيجة! فقد وجد أن تسعة آلاف وسبعمائة من الشعب لم يكونوا موحدي الفكر: لقد جثوا على ركبهم ليشربوا. ورغم أنهم بدون شك كانوا مشغولين جدًا بالنجاح، ولكن هذه المشغولية لم تَسُدْ تمامًا على رغبتهم الطبيعية لأجل الانتعاش الشخصي. ولم يوجد إلا ثلاث مئة رجل قلوبهم موحّدة للرب، ولهم مثل هذا الإنكار للذات، حتى أنهم لم يأخذوا إلا ما هو ضروري لتقويتهم، ثم أسرعوا للمحاربة الحسنة، بصرف النظر عن الحاجة الشخصية أو الانتعاش الطبيعي. ووأسفاه! إذا وضع مثل هذا الامتحان لنا، كم منا سيُحسب ضمن جماعة جدعون الأخيرة؟!

                            ج. ستوني
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2007

                              الجمعة 15 يونيو 2007

                              أصبع الله (1)


                              إذا أرى سماواتك عمل أصابعك، القمر والنجوم التي كوَّنتها، فمَن هو الإنسان حتى تذكره؟ وابن آدم حتى تفتقده؟ ( مز 8: 3 ، 4)

                              نقرأ في الكتاب عن أصبع الله في سُباعية رائعة، وهي بحسب ترتيبها الأدبي نجدها في تناسق بديع، توضح قصة الله مع الإنسان كالآتي:

                              (1) أصبع الله المُبدعة: «إذا أرى سماواتك عمل أصابعك، القمر والنجوم التي كوَّنتها» ( مز 8: 3 ). هنا نرى اصبعه ـ تبارك اسمه ـ في إبداع الكون، وفي كتاب الطبيعة، ليُعلن ذاته للإنسان كالخالق، إذ يقول الرسول بولس: «لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مُدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته، حتى إنهم بلا عذر» ( رو 1: 20 ). فقد أبدع الله في كتاب الطبيعة، وجعل القمر والنجوم كل منها في مَدَار خاص وبسرعات خاصة وبجاذبية خاصة وإضاءة خاصة. حقًا ما أروعه كالخالق!

                              (2) أصبع الله الموجعة: «فقال العرَّافون لفرعون: هذا إصبع الله» ( خر 8: 19 ). لقد تقسّى قلب فرعون، ورفض أن يُطلق الشعب قائلاً: «لا أعرف الرب وإسرائيل لا أطلقه» ( خر 5: 3 )، فكانت النتيجة أن الرب ضرب فرعون وكل أرض مصر بضربات عشر. ففي الضربة الثالثة، وهي ضربة البعوض، قال العرَّافون لفرعون: هذا أصبع الله. وقد ضُرب الناس والبهائم بالبعوض مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة. وحقًا كانت إصبع الله مُوجعة لفرعون.

                              (3) أصبع الله المُشرِّعة: أصبع الله أبدعت الكون وأظهرت قدرة الله ولاهوته في كتاب الطبيعة المفتوح، ولكن الله قدم شريعته لشعبه، وكأن الله لم يكتفِ بأن ينظر الإنسان إلى كتاب الطبيعة، فأرسل إليه كتابًا مكتوبًا، وأعطى الله لموسى لوحين من حجر مكتوبين بأصبع الله عليهما الوصايا العشر ( خر 31: 18 ).

                              (4) أصبع الله المُفزعة: «في تلك الساعة ظهرت أصابع يد إنسان وكتبت بإزاء النبراس على مُكلس حائط قصر الملك ... حينئذِ تغيَّرت هيئة الملك وأفزعته أفكاره» ( دا 5: 5 ، 6). وهنا نجد أصبع الله تمتد مرة أخرى بالقضاء على شر الإنسان، فقد أعلن الله ذاته في كتاب الطبيعة بالإبداع، ولكن الإنسان تقسّى فامتدت أصابع الله بالأوجاع، ولكن الإنسان تقسّى أكثر ضاربًا بمقدسات الله عرض الحائط، مُمثلاً في شخصية بيلشاصر الملك الذي شرب خمرًا في أواني القدس، فما كانت من أصبع الله إلا أن تمتد بالقضاء عليه.

                              يعقوب جاد
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

                                  يعمل...
                                  X