نحن لنا الروح القدس

[القس / الفريد فائق صموئيل]

نحن لنا الروح القدس
(يو 16:14-18)
الأعداد من 16 إلي 18
تأمل بقلم: القس / الفريد فائق صموئيل

كان عند الرب يسوع الكثير ليقوله عن الروح القدس في رسالة العلية؛ فبدون معونة روح الله لا نستطيع أن نحيا الحياة المسيحية التي يريدنا الله أن نحياها. وينبغي أن نعرف من هو الروح القدس، وماذا يفعل، وكيف يفعل.

لقد دعا الرب يسوع الروح القدس باسمين مميزين: " معزيا آخر "، " روح الحق ". والكلمة اليونانية التي ترجمت " معزيا "هي باراكليتوس، ويوحنا فقط هو الذي استخدمها (يو 4 1: 16 و 26 ؛ 5 1: 26 ؛ 16: 7 ؛ 1 يو 2: 1 )، وهي تعني: مخصص ليسير بجانبنا لكي يعيننا.. فالروح القدس لا يعمل بدلاً منا أو رغما عنا، لكنه يعمل فينا ومن خلالنا.

وكلمة تعزية في اللغة الإنجليزية (comfort) مشتقة من كلمتين في اللغة اللاتينية معناهما "مع القوة". ونحن غالتا ما نعتقد أن المعزي هو الملطف أو المواسي، وهذا صحيح إلى حد ما، لكن التعزية الحقيقية هي التي تقوينا وتدعمنا لكي نواجه الحياة بشجاعة ونستمر في المسير. فالتعزية لا تنزع عنا مسئولياتنا أو تجعل الأمور سهلة بالنسبة لنا لكنها تقوينا، وبعض الترجمات تدعو الروح القدس " المشجع "، وهذا أمر صحيح.

أما كلمة معزى فقد تُرجمت في (1 يو 2: 1) بكلمة " شفيع "، وهي تعني من يمثلك في ساحة القضاء ويقف بجانبك لكي يترافع عنك.

و " روح الحق " يرتبط بالمسيح- الذي هو الحق، وبكلمة الله التي هي الحق (يو 14: 6 " 17: 17).. فالروح أوحى بالكلمة، وأنار الكلمة حتى نستطيع أن نفهمها، وبعد ذلك سيشرح يسوع في هذه الرسالة- رسالة الوداع- الخدمة التعليمية للروح القدس. وبما أن الروح القدس هو روح الحق فهو لا يستطيع أن يكذب أو أن يرتبط بالكذب " لذا فهو لا يقودنا على الإطلاق لنعمل أي أمر مضاد للكلمة " لأن كلمة الله هي حق.

وإن كنا نريد لروح الله أن يعمل في حياتنا ينبغي أن يكون اهتمامنا أولاً تمجيد المسيح، وينبغي أن نطبق كلمة الله في حياتنا. عندما نقارن (أف 5: 18- 6: 9 مع كو 3: 16- 4:\ ) نستطيع أن ندرك أن كلأ منهما يصف ذات النوعية من الحياة المسيحية.. حياة الفرح، والشكر، والخضوع. وأن تمتلئ بروح الله فهذا معناه أنك تُقاد بكلمة الله؟ فروح الحق يستخدم كلمة الحق ليرشدك في اتجاه إرادة وعمل الله.

إن الروح القدس يسكن في المؤمنين.. إنه عطية من الآب استجابة لطلب الابن؟ فعندما كان الرب يسوع على الأرض كان يرشد ويحرس ويعلم تلاميذه، لكن الآن لابد أن يتركهم. والروح القدس سيأتي إليهم ليسكن فيهم ويأخذ مكان سيدهم. ولقد دعاه يسوع " معزيا آخر "، والكلمة اليونانية التي ترجمت " آخر " تعني " آخر من نفس النوع.. فروح الله لا يختلف عن ابن الله؟ لأن كليهما هو الله. والروح القدس مكث مع التلاميذ في شخص يسوع المسيح، لكن الآن سوف يمكث في داخلهم.

وبالطبع لقد كان روح الله على الأرض من قبل، وكان يقوي الرجال والنساء في العهد القديم ليتمموا عمل الله، لكن في زمن العهد القديم كان الروح القدس يأتي ليحل على الأشخاص ثم يتركهم.. " وذهب روح الرب من عند شاول " (1 صم 16: 14 " 18: 12)، وعندما اعترف داود بخطيته طلب من الرب أن لا ينزع روحه القدوس منه (مز 51: 11)، وعندما أعطى الروح القدس في يوم الخمسين أعطى لشعب الله لكي يمكث معهم إلى الأبد، حتى وإن أحزنا الروح لكنه لن يتركنا!

لكن نحن نتعامل مع الروح القدس بنفس طريقة تعاملنا مع الرب يسوع " فأجساد المؤمنين هي هياكل لروح الله (1 كو 6: 19 و 20)؟ لذلك فإن ما تفعله بجسدك سيؤثر على روح الله الساكن فيك. ولقد كتب الروح القدس كلمة الله؟ لذا فطريقة تعاملنا مع الكلمة هي طريقة تعاملنا مع روح الله ومع ابن الله.

والعالم لا يستطيع أن يقبل روح الله " لأن العالم يحيا بالعيان لا بالإيمان، كما أن العالم لا يعرف يسوع المسيح، وأنت لا تستطيع أن تعرف روح الله بعيداً عن الابن. ووجود الروح القدس في العالم هو في واقع الأمر دليل اتهام ضد العالم؟ لأن العالم رفض المسيح.
إن الكلمة التي تُرجمت " يتامى " في (يو 14: 18) العدد 18 تعني: في وحدة، بلا عون، بلا أمل، مهجورين. وحيثما تذهب فالروح سيكون معك " إذا لماذا تشعر وكأنك يتيم؟ لا داعي لاضطراب القلب عندما يكون روح الله ساكتا فيك!