اختبار شاب سعودي ، مشاعره ، حياته ، كبواته
و تغيره بين أكثر من مذهب اسلامي قبل أن يقرأ الإنجيل و يقتنع به :
الرب يبارك حياته و يجعلها نوراً للكثيرين ...
_____________________
بسم الآب والابن والروح القدس . الإله الواحد آمين
الحمد لك يا الله على نعمة الخلاص. الحمد لك يا رب يا عظيم يا قدوس يا كريم على نعمتك عليّ..
وعلى محبتك لي،
فمن أنا يا الله لكي تفتح عيني وتنور بصري وبصيرتي؟
ومن هو أنا يا الله لتجعل فكري وعقلي غير مستعبد للعلماء والشيوخ؟؟
لماذا يا الله تحبني، وأنا لا أستحق حبك..؟ لماذا تحب عبداً عصاك ولم يحفظ كتبك عن ظهر قلب؟
ولماذا جعلتني من النخبة المؤمنة؟
من أنا؟
من أنا لتجعلني ابنا لك..؟
قد جعلتني مؤمناً بعد أن كنت في مزبلة الحثالة،
وبعد أن كنت في القائمة السوداء،
وبعد أن كنت أقرأ "كهيعص" ولست أفهمها..
وبعد أن كنت أصلي للإله المجهول خمس مرات يومياً، من أنا؟!!.. لماذا اخترتني وأنا الذي كان يحتويني قلب صحراوي بدائي متحجر يرفض الرأي الآخر، ولم يقبل إلا نفسه! وكانت العنصرية في داخلي.. قبل أن أمتلئ بالروح القدس.. وقبل أن أؤمن بنعمة الخلاص.. وبالفداء على الصليب.. وببنوتي لإلهي وربي..
أنا الآن يا الله لستُ ابناً للبشر..
بل ابناً لك أنت يا إلهي وأبي..
ثبتني على نعمة الخلاص..
أرجوك يا الله لا تنزع مني هذه النعمة لكي أدخل إلى ملكوت السماء..
ملكوتك أنت وجنتك..
الملكوت المقدس..
سأتنازل عن الحور العين والولدان المخلدون وأنهار الخمر..
سأتنازل عن كل ما هو واطي ودوني، لكن أرجوك ألا تنزع مني نعمتك..
قال رب المجد يسوع المسيح : "إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلامِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلا يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ المَوْتِ إِلَى الحَيَاة". آمين
مجداً لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة..
مجداً لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة..
مجداً لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة..
أنا يا أعزائي لم أكن أؤمن بالإيمان الحقيقي يوماً منذ ولدتني أمي.. بل كنت مسلماً أتبع محمد رسول الشيطان.. وأتبع كله ما يقوله من كذب ونفاق ونقيض.. لم أكن أتصور أن هناك فرق شاسع وكبير بين ديانة الإسلام والإيمان المسيحي..
تصورت بأن المسيحية السابقة هي الإسلام..
والإسلام هي المسيحية!
لم يخبرني أحد عن روح المحبة والنعمة والسلام الموجودة في هذا الإيمان العظيم والتي يخلو منها في الإسلام.
وبنعمة ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح عرفت كل شيء، وفهمت كل شيء،
كنت أعتقد سابقاً كأي إنسان مسلم تربى على نهج محمد؛ أن الإسلام هو دين الحق وعلى كل الأديان أن تزول بالسيف.. ورغم كرهي ومقتي للجهاد والقتال لأي سبب كان، إلا إني مهدت نفسي لهذا اليوم الذي سيأتي وأجاهد به الكفار.. لم أحب الحروب يوماً !
وكم كنت أود أن ألغي الحروب والقتل والقتال والإرهاب من سنة الحياة.. وامحوها من التاريخ، تمنيت أن تكون تلك المعارك السابقة مجرد أساطير نحكيها لأطفالنا، تمنيت أن يكون هناك دين واحد يجمع كل البشر..
ولكن! كنت أمهد نفسي دائماً للحرب والقتال الذي سيحدث يوماً ما مع المشركين والكفار..
عزيزي المسلم وعزيزتي المسلمة..
إلى متى ستصدقون كل ما قيل على المنابر؟ وتصدقون كل ما قيل عن المعجزات التي تحدث للإسلام والمسلمين؟ وتصدقون الإعجاز العلمي في القرآن؟ وأن الله ربي وربكم أرسل لنا نبيه محمد ليهدينا لطريق الحق؟!..
ألا تشعر معي بأن قد حان الوقت لإظهار الحق والحقيقة؟ دون تزييف.. ودون كذب.. ودون خداع.. والأهم هو دون تعصب.. فلنتجرد من التعصب يوماً، هل الأمر صعباً لهذا الحد ؟
مررت بهذه التجربة ونجحت فيها والحمد لله..
صحيح إني لم أكن ذو لحية طويلة ولست مواظباً بالذهاب للمسجد دوماً، لكنـّي على الأقل كنت دارساً للدين الإسلامي بشكل مكثف..
بطاقتي الشخصية :
الاسم الحقيقي: بلا شك سأعلنه في يوم من الأيام..
الاسم الذي اشتهر به: peace ..
الجنسية: سعودي.. وسابقاً كنت أقول عن نفسي بأني كويتي..
مكان الإقامة: المملكة العربية السعودية..
تاريخ الميلاد الجسدي: 1982
تاريخ الميلاد الروحي: 5 يناير/كانون الثاني 2007 ..
أعزائي في كل مكان وزمان.. هذا الموضوع هو لشخص كان مسلماً سنياً، عاش في بيئة متعصبة إن لم تكن متطرفة..
ربما سيلاحظ الكثير في قصتي بأني لن اذكر المناطق والأعوام بشكل واضح..
وأيضاً لن أذكر مجال تعليمي أو أي شيء يدل على شخصيتي إلا بطريقة غامضة ومبهمة..
فهذا أفضل لي.. فربما سأقتل بحكمي مرتداً عن الدين الحق!!!..
أرجوك يا الله ألا تدخلني في تجربة لكن نجني من الشرير بالمسيح يسوع ربي
لأنك لك القوة والملك والمجد إلى الأبد. آمين.
قصتي..
عشت في أسرة مسلمة محافظة.. اعتدنا منذ نعومة أظافرنا أن نحافظ على تقاليدنا العربية وتراثنا الإسلامي-أغلب المسلمين يرفضون نعت الإسلام بتراث رغم أن الدلائل تشير لذلك- ولم نكن نحمل للمسيحيين أي حب أو مودة، بل ولم نحمل عليهم أي كره أو عداوة.. والسبب بكل بساطة أننا نعيش في بيئة تخلو من المسيحيين... السعودية طبعاً..
لم تكن هناك مشاعر نحونا ونحوهم، ربما قد تصل العلاقة بيننا إلى صداقة أو إلى احترام أو حتى لإعجاب! لكن أن تصل العلاقة إلى محبة أو أخوة؟ لا أعتقد..
كنت من الذين يصلون ويصومون ويقرأون القرآن بشكل شبه يومي.. وأقرأ المعوذتين قبل أن أغط لنومي.. وحياتي كلها كانت تحت تأثير إسلامي، ألبس بالطريقة الاسلامية، آكل وأشرب بالطريقة الاسلامية، أنام وأصحو بالطريقة الاسلامية.. حياتي كانت كلها اسلامية!.. في السابق كنت أفتخر بهذا المبدأ العظيم، فرسولنا لم يترك لنا شيء إلا وتممه.. أما الآن ونحن في القرن الواحد والعشرين نعي تماماً أن الإسلام هو دين غير مناسب لجميع الأزمنة! والمضحك أيضاً أن نجد علماء الإسلام اليوم يدققون في كل صغيرة وكبيرة في حياة المسلم حتى وصل تدخلهم في دخول الشخص لدورات المياه! أيدخلها برجلها اليمنى أم اليسرى؟ وفي الجانب الآخر من العالم نرى كيف أن الغرب وهم الكفار حسب التفكير الاسلامي دخلوا بأرجلهم تلك التي مازلنا حيارى في دخولها لدورات المياه قد دخلوا بها للقمر!!..
كنت أعرف تماماً بأن العالم الاسلامي هو عالم متخلف وجاهل! لا بد من شيء ليقويه، فالمسلم لا يستطيع أن يقف على رجليه إلا بمساعدة الرجل المسيحي أو اليهودي أو الملحد.. هو بحاجة لمن يدعم إسلامه، فكلام شيوخنا اليوم لا يكفي في بعض الأحيان؟؟ بل علينا أن نستمع لأقوال الأعداء حتى نصدق بأن ديننا هو الدين الحق..
بالفعل؛ كنا بحاجة لهذا الدعم والصقل!.. وكيف لا ؟ أليس هم أصحاب العقول النيرة والذكاء الباهر؟
في طفولتي أذكر حينما سألت أستاذي معلم الدين بمادة التوحيد:
لماذا الكفار هم أذكى منا؟ إن مجالهم الصناعي والعلمي والثقافي أقوى بكثير من مجالنا، لماذا؟ لماذا الكافر يبرع في الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء والأحياء، والمسلم يأخذ منهم مباشرة دون أي جهد بذله؟ لماذا؟
أجابني بكل بساطة: ليس العلم هو من يدخلني الجنة.. بل الشهادتين..
احترت كثيراً بهذه الإجابة!..
ربما كان يتحدث معي على أساس إني طفل صغير..
لكن هذا الكلام أثر فيني إلا مدى بعدي من الزمن..
كبرت؛ وأنا على الدين الإسلامي، وليس في داخلي أي شك اتجاه الله ومحمد والإسلام أبداً.. اللهم إلا عن تساؤلاتي نحو ذكاء الكافر المسيحي واليهودي وغباء المسلم وتخلفه..
أكملت دراستي في المدرسة ونجحت بنسبة جيدة لحد ما؛ وبعدها مباشرة ذهبت للجامعة لأكمل تعليمي؛ وكان لزاماً على الطالب بعد السنتين الإعداديتين أن يذهب لمدينة أخرى ليطبق دراسته في العمل..
فذهبت لإحدى المدن وهي من المدن التي يقطنها السنة والشيعة على سواء وبشكل كبير.. ورغم جهلي الكبير والواضح تجاه المذهب الشيعي إلا إني قررت أن أحاورهم وأجادلهم -بالتي هي أحسن- في البداية رفض الشيعة ذلك لكوني سنيّ فربما أكون عميل للأمن أو ما شابه.. ولكن مع إصراري الشديد.. وإظهار محبتي لهم بشكل غير طبيعي وافقوا على الحوار..
والحق يقال؛ أن لدى الشيعة الطيبة والمحبة التي لم أجدها عند أهل السنة.. ويمتازون أيضاً بخبثهم الذكي، وهو ما نسميه اليوم: الدبلوماسية... فدبلوماسيتهم كانت ممتازة إلى حد كبير.. مما جعلني أصدقهم في كل ما يقولون وآخذ حججهم بعين الاعتبار.. والمعروف عن الشيعة أن رأيهم عن الصحابة حادة بعض الشيء.. وقد يصل الأمر أحياناً إلى السب والشتائم!!! لذلك كنت أتضايق منهم حيناً.. وأتقرب إليهم حيناً.. فقد تسبب هذا في الكثير من المشاكل مع أهلي وأصدقائي السنة..
وأصبحوا يسألونني إن كنت شيعياًً أم لا ؟؟ أو هل أصبحت شيعياً ؟
لا أدري ما سبب هذا الخوف..؟
لدرجة بأنهم بدأوا يرسلوا لي الرسائل عن طريق الجوال بشكل مكثف لنبذ عقيدة الشيعة –الروافض-. كنت متضايقاً إلى حد كبير من تصرفات المقربين إليّ !! هذا وأنا أصاحب الشيعة والذين هم بحسبة المسلمين يفعلون بي ذلك..
فما عساهم أن يفعلوا بي إن تقربت إلى "النصارى" أو اليهود ؟
لذلك قررت أن أكذب على أهلي وأقول بأن التطبيق العملي قد تحول لمدينة أخرى.. والمدينة تلك كانت مدينة سنية.. فالشيعة لا تأتي إلا هناك إلا نادراً.. اضطرت لأن أكذب بشأن هذا.. فقد طفح الكيل من إزعاجهم لي..
وبعد تلك "الكذبة البيضاء" أردت أن أستغلها فرصة وأتقرب إلى الشيعة أكثر لأعرف عقائدهم أكثر..
استطعت أن أقرأ كتبهم وأستمع لشيوخهم.. والطريف في كتبهم وأشرطتهم هي ثلاثة أمور:
الأولى: أن شيوخ الشيعة تبدأ محاضرتها بالنعي والبكاء والعزاء على الحسين حفيد محمد .. والبكاء هو بكاء مصطنع بلا شك..
الثانية: قرأت أكثر من خمسين كتاب مشهور عند الشيعة.. وكلها ترد على عقائد السنة أو المذهب السني.. وكأن الدنيا ليس بها إلا مذهبي السنة والشيعة.. تساءلت عدة مرات: لماذا لا يردون على اليهود أو المسيح؟ لما ردودهم دائماً تكون نحو أهل السنة فقط؟
الثالثة: وهذه الحقيقة التي لا يستطيع أي شيعي ان ينكرها.. وهو أنه لتقوية المذهب الشيعي في نفوس الشيعة عليهم بقراءة مصادر سنية تثبت عقائدهم الشيعية.. يبدو وكأن المذهب السني هو الميزان لدى أهل الشيعة..
عموماً..
بعد دراستي للمذهبين السني والشيعي اتخذت قراراً بأن أكون شيعياً وللأبد! قرأت أكثر من خمسين كتاب للشيعة وسمعت أشرطة عديدة.. وقرأت أيضاً كتب أهل السنة التي ترد على الشيعة.. وسمعت الأشرطة كذلك.. لكني شعرت بأن المذهب الشيعي هو أقرب لنفسي.. وبما أنني أعيش في مدينة بعيدة عن المدينة التي يعيش بها أهلي فقد كان هذا من حسن حظي.. فإن علم الأهل ما جرى.. سيحبسونني في بيتي كالمجرم..
لذلك اتقيت شر أهل السنة.. ومنهم أهلي وأصدقائي..
الاختلافات المتعارف عليها بين السنة والشيعة وباختصار شديد:
1- أهل السنة يقولون بأن الخلافة السياسية بعد محمد تكون شورى بين المسلمين.. على خلاف رأي الشيعة التي تقول بأن الخلافة هي بالنص من محمد لابن عمه علي.
2- أهل السنة يرفضون وبشدة زواج المتعة.. أما الشيعة فتقبلها وتحث عليها، لكونها موجودة في القرآن ومن كتب السنة أيضاً ...
3- أهل سنة يروون في الصحابة أنهم جميعهم مسلمين مؤمنين متقين أدوا الأمانة بأكمل وجه، وناصروا الله ورسوله وما حدث معهم من أخطاء فحدث لكونهم بشر غير معصومين وعلى كل مسلم ألا يتلفت للأمور التي تجلب الفتنة.. عكس الشيعة تماماً فهم يقولون علينا أن ندرس كل صحابي ونقسمهم لكافر ومؤمن!! لذلك صار أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية والسيدة عائشة والسيدة حفصة وأبو عبيدة الجراح وأبو هريرة وغيرهم والذين هم من كبار الصحابة لدى أهل السنة؛ كفار عند الشيعة..
4- الكرامات.. هي معجزات تحصل للمسلم فقط.. فالسنة تقول بأن المعجزات تحصل لإنسان الحيِّ فقط.. أي أنه يجوز على كل مسلم أن يذهب لشخص صالح على قيد الحياة ويلتمس منه الدعاء.. أما الشيعة فتقول أنه من الجائز أن يذهب المسلم للشخص الصالح حياً كان أم ميتاً.. فما يحدث اليوم في قبر الحسين وزينب ما هو إلا طلب دعاء واستغاثة..
5- صفات الله في القرآن هي حقيقة لدى أهل السنة.. أما الشيعة فتراها صفات مجازية.. مثلاً صفة "يد الله" هي تعبير عن القوة.. أما السنة فتراها أنها "يد" حقيقي وليس بالضرورة أن يكون مثل أيدي البشر.. وهذه من الأمور التي بدأت تستحدث مؤخراً وبشكل كبير في الإعلام..
6- من الأمور التي تميز أهل السنة أنهم يتبعون القرآن عقلاً بعيداً عن العاطفة.. أما الشيعة فتتبعها عقلاً لكن العاطفة تكون دوماً أقوى من القرآن.. فكثيراً ما يجامل الشيعي رموزه ويعطيه مركزاً أكبر مما يستحق.. فصارت كربلاء أفضل من مكة.. وصار علي بن أبي طالب أفضل من الأنبياء جميعهم.. وصار قبر الحسين أعظم من قبر محمد نفسه؟؟ و ولاية علي بن أبي طالب أهم من وحدانية الله وأهم من الإقرار بنبوة محمد.. ويستغيثون بأناس غير موجودين في القرآن ولا في سيرة محمد مثل أبو فضل العباس ابن علي ابن أبي طالب.. والأدهى أنهم يطلبون العون من علي والحسين وفاطمة وزينب وأم البنين والمهدي المنتظر والعباس.. وقد ركنوا الله جانباً ؟ حتى محمد نبيهم.. وضعوه على المنصة ..
هذه أهم الاختلافات بين السنة والشيعة.. وهي من الأمور التي قد تسبب المشاكل بينهم..
وهناك أيضاً اختلافات أخرى..
نطلب من الله القدوس أن يهديهم للطريق الحق.. طريق يسوع المسيح.
العودة إلى الديار
كنت أذهب لتطبيق عملي في أحدى المدن، ولا أعود لمدينتي إلا في كل أسبوعين أو ثلاثة مرة واحدة فقط.. ومن أصعب الأمور التي عشتها كان عليّ أن أكون شيعياً أمام أهلي وبما أن الشيعة تجيز التقية وتعتبرها من الأمور القرآنية التي لا ينكرها إلا كافر فرحت لهذا الشرع.. وكنت أمثل عليهم بأني مازلت سنياً.. لكن داخلي كان شيعي بلا شك.. وكنت أقول في نفسي: [كلها يوم أو يومين وأعود لشقتي وأمارس طقوسي الشيعية كما أشاء] .
نعم.. كان هذا في البداية فقط.. لكني لم أكن أعرف أن السنة التطبيقية هي سنة واحدة فقط..
بل أقل!..
لذلك اضطررت أن أعود لمنزلي عند أهلي وأقاربي-رغم اشتياقي الكبير لهم-.. وكنت أصلي كل صلاة مرتين.. مرة أمامهم وهي الصلاة السنية.. ومرة لوحدي في غرفتي الصلاة الشيعية.. لذلك كنت أعيش جواً مضطرباً.. وصراع شديد في داخلي.. حيث أنه كان لا بد في بعض المواقف أن أقف ضد الشيعة أو أشتمهم بكلام جارح حتى لا يشك فيني احد.. والحقيقة إني أكره النفاق وأمقته. وكم أحزنني كثيراً أن أبتسم في وجه الشيعة وأسبهم من ورائهم!
بل حتى العقائد .. كان يجب عليّ أن أكون سنياً أمام أهلي وألا أظهر أي شي من تشيعي.. وإن اضطررت أن أظهره؛ ظهرته بصورة مازحة أو بصورة غير مفهومة..وليس هذا كله خوفاً من أهلي فحسب..
بل المشكلة الأساسية إني أعيش في بلد سني حقيقي.. يرفض أي رأي آخر حتى الآراء الشيعية والتي هي قريبة منهم.. تأكدت بأنه ان اكتشفني أحد من أمن الدولة سيعاملونني معاملة المرتد.. و .. سيقتلونني بكل تأكيد..
كانت لحظات مخيفة أمر بها دون أن أتخطاها.. صعبة جداً ، بالفعل كانت صعبة..
صراع شديد بيني وبين نفسي..
درست الإسلام وحفظته.. فاخترت الشيعة لكونها تتبع تعاليم القرآن، لكن أهل السنة أيضاً تتبع تعاليم القرآن..
فمن أصدق؟ كلٍ يدعي انه على حق، وأن غيره على باطل..
شعرت بأني لا شيء..
لا فائدة من وجودي في الدنيا..
شهادتي العلمية لم تكن مبهرة..
لم أكن متزوجاً في ذاك الوقت في حين أن أصدقائي جميعهم تزوجوا..
بل حتى مذهبي غير محدد.. هو بين السنة والشيعة..
لا أدري من أنا ؟
"يا إلهي من أنا ؟"
كنت أتكلم مع الله بقلب محروق ومقهور..
صراع رهيب جداً.. كان أقوى مني..
نويت الهجرة..
أردت الانتحار..
لم أكن أدري ما هو الحل اتجاه هذه المشاكل..
صرت ابكي وأنا وحدي..
صرت أبكي سريعاً بسبب وبغير سبب..
أبكي كالأطفال اليتامى ..
أبكي كالثكلى التي فقدت ابنها الوحيد..
شعرت حقاً بأن الله الذي خلق الكون والعالم بتدبيره الخاص..
لم يعرف كيف يثبت قلبي بالإيمان؟؟
لم يحبني..
شعرت بأن الله الذي أحبه أتعبده خلقني عبثاً..
"لماذا تفعل هذا بي يا الله؟"
وعلى الفور بعد أن اسأل هذا السؤال أقول وبسرعة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
فأنا أعرف أن بيني وبين الله خطوط حمراء عليّ ألا أتعداها..
استهتار ..
عرفت بأن مذهب السنة ليس الدين الصحيح..
وكذلك الشيعة..
لكني على ثقة بأن هناك إله أعبده..
وكنت واثقاً تمام الثقة أن الإسلام هو الدين الصحيح
لكن أيهما الأصح؟ السنة أم الشيعة؟
فالكل له مميزاته وعيوبه..
فأنأ أرفض زواج المتعة بشكل كبير..
ولأسباب واضحة..
فكل عاقل يعرف تماماً أن المتعة هي دعارة شرعية بلا شك..
إذن هل عليَّ أن أرفض الشيعة وأقبل السنة؟
لا ..
فالشيعة لهم أدلة قوية عن كيفية الصلاة وأوقات الصلاة مستدلين بها من القرآن نفسه وأصح كتب أهل السنة..
بل حتى مدة الصوم..
وهي من الفجر حتى غروب الشمس حسب قول القرآن وتفعلها الشيعة..
وهذا يخالف رأي السنة الذي ينهون من صيامهم أثناء الغروب أي على خلاف القرآن..
إذن هل عليّ أن ارفض السنة وأقبل الشيعة؟
لا ..
فكما قلت..
أن المذهب الشيعي به ثغرات كثيرة لا إجابة لها..
أولاً إن كان علياً هو أفضل من الأنبياء جميعهم بل حتى وصل لمرتبة محمد نفسه! فأين هو في القرآن؟
ولماذا لا نراه بشكل واضح في القرآن؟
وكذلك غلوهم للعباس وفاطمة والمهدي وغيرهم ..
كل هذه الأمور جعلتني أقف وقوفاً حازماً وأقول أيهما على حق؟
السنة أم الشيعة؟
كان هذا في أواخر عام 2006 بل في نهايته بكل تأكيد ..
أصبحت صلاة سنية أمام أهلي.. ولا أصححها مع نفسي بصلاة شيعية..
عشت حياة مستهترة جداً مع الله القدوس..
اذهب للمنتديات الاسلامية التي ترد على المسيحيين.. ولا أبالي..
أذهب للمنتديات المسيحية التي ترد على الاسلام.. وأيضا لا أبالي..
السنة تهاجم الشيعة.. لا أكترث.. والعكس أيضاً ..
دخلت لمواقع الملحدين اللادينيين.. وأقرأ مواضيعهم.. ولا أهتم
فليذهب الجميع لجهنم.. فأنا وحدي أعرف طريق الحق..
الكل متعصب ومتدين ومؤمن..
والتدين والإيمان في قاموسي = كفر ..
إذن جميع البشر هم كفار ..
كنت أجد نفسي الوحيد الذي يعبد الرب كما ينبغي..
ومع ذلك كنت أخاف منه..
الله ربي وإلهي.. أحبه؟ نعم.. لكن هناك خوف شديد..
لا بد أن أذهب الآن وأدرس جميع مذاهب الإسلام..
و تغيره بين أكثر من مذهب اسلامي قبل أن يقرأ الإنجيل و يقتنع به :
الرب يبارك حياته و يجعلها نوراً للكثيرين ...
_____________________
بسم الآب والابن والروح القدس . الإله الواحد آمين
الحمد لك يا الله على نعمة الخلاص. الحمد لك يا رب يا عظيم يا قدوس يا كريم على نعمتك عليّ..
وعلى محبتك لي،
فمن أنا يا الله لكي تفتح عيني وتنور بصري وبصيرتي؟
ومن هو أنا يا الله لتجعل فكري وعقلي غير مستعبد للعلماء والشيوخ؟؟
لماذا يا الله تحبني، وأنا لا أستحق حبك..؟ لماذا تحب عبداً عصاك ولم يحفظ كتبك عن ظهر قلب؟
ولماذا جعلتني من النخبة المؤمنة؟
من أنا؟
من أنا لتجعلني ابنا لك..؟
قد جعلتني مؤمناً بعد أن كنت في مزبلة الحثالة،
وبعد أن كنت في القائمة السوداء،
وبعد أن كنت أقرأ "كهيعص" ولست أفهمها..
وبعد أن كنت أصلي للإله المجهول خمس مرات يومياً، من أنا؟!!.. لماذا اخترتني وأنا الذي كان يحتويني قلب صحراوي بدائي متحجر يرفض الرأي الآخر، ولم يقبل إلا نفسه! وكانت العنصرية في داخلي.. قبل أن أمتلئ بالروح القدس.. وقبل أن أؤمن بنعمة الخلاص.. وبالفداء على الصليب.. وببنوتي لإلهي وربي..
أنا الآن يا الله لستُ ابناً للبشر..
بل ابناً لك أنت يا إلهي وأبي..
ثبتني على نعمة الخلاص..
أرجوك يا الله لا تنزع مني هذه النعمة لكي أدخل إلى ملكوت السماء..
ملكوتك أنت وجنتك..
الملكوت المقدس..
سأتنازل عن الحور العين والولدان المخلدون وأنهار الخمر..
سأتنازل عن كل ما هو واطي ودوني، لكن أرجوك ألا تنزع مني نعمتك..
قال رب المجد يسوع المسيح : "إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلامِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلا يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ المَوْتِ إِلَى الحَيَاة". آمين
مجداً لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة..
مجداً لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة..
مجداً لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة..
أنا يا أعزائي لم أكن أؤمن بالإيمان الحقيقي يوماً منذ ولدتني أمي.. بل كنت مسلماً أتبع محمد رسول الشيطان.. وأتبع كله ما يقوله من كذب ونفاق ونقيض.. لم أكن أتصور أن هناك فرق شاسع وكبير بين ديانة الإسلام والإيمان المسيحي..
تصورت بأن المسيحية السابقة هي الإسلام..
والإسلام هي المسيحية!
لم يخبرني أحد عن روح المحبة والنعمة والسلام الموجودة في هذا الإيمان العظيم والتي يخلو منها في الإسلام.
وبنعمة ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح عرفت كل شيء، وفهمت كل شيء،
كنت أعتقد سابقاً كأي إنسان مسلم تربى على نهج محمد؛ أن الإسلام هو دين الحق وعلى كل الأديان أن تزول بالسيف.. ورغم كرهي ومقتي للجهاد والقتال لأي سبب كان، إلا إني مهدت نفسي لهذا اليوم الذي سيأتي وأجاهد به الكفار.. لم أحب الحروب يوماً !
وكم كنت أود أن ألغي الحروب والقتل والقتال والإرهاب من سنة الحياة.. وامحوها من التاريخ، تمنيت أن تكون تلك المعارك السابقة مجرد أساطير نحكيها لأطفالنا، تمنيت أن يكون هناك دين واحد يجمع كل البشر..
ولكن! كنت أمهد نفسي دائماً للحرب والقتال الذي سيحدث يوماً ما مع المشركين والكفار..
عزيزي المسلم وعزيزتي المسلمة..
إلى متى ستصدقون كل ما قيل على المنابر؟ وتصدقون كل ما قيل عن المعجزات التي تحدث للإسلام والمسلمين؟ وتصدقون الإعجاز العلمي في القرآن؟ وأن الله ربي وربكم أرسل لنا نبيه محمد ليهدينا لطريق الحق؟!..
ألا تشعر معي بأن قد حان الوقت لإظهار الحق والحقيقة؟ دون تزييف.. ودون كذب.. ودون خداع.. والأهم هو دون تعصب.. فلنتجرد من التعصب يوماً، هل الأمر صعباً لهذا الحد ؟
مررت بهذه التجربة ونجحت فيها والحمد لله..
صحيح إني لم أكن ذو لحية طويلة ولست مواظباً بالذهاب للمسجد دوماً، لكنـّي على الأقل كنت دارساً للدين الإسلامي بشكل مكثف..
بطاقتي الشخصية :
الاسم الحقيقي: بلا شك سأعلنه في يوم من الأيام..
الاسم الذي اشتهر به: peace ..
الجنسية: سعودي.. وسابقاً كنت أقول عن نفسي بأني كويتي..
مكان الإقامة: المملكة العربية السعودية..
تاريخ الميلاد الجسدي: 1982
تاريخ الميلاد الروحي: 5 يناير/كانون الثاني 2007 ..
أعزائي في كل مكان وزمان.. هذا الموضوع هو لشخص كان مسلماً سنياً، عاش في بيئة متعصبة إن لم تكن متطرفة..
ربما سيلاحظ الكثير في قصتي بأني لن اذكر المناطق والأعوام بشكل واضح..
وأيضاً لن أذكر مجال تعليمي أو أي شيء يدل على شخصيتي إلا بطريقة غامضة ومبهمة..
فهذا أفضل لي.. فربما سأقتل بحكمي مرتداً عن الدين الحق!!!..
أرجوك يا الله ألا تدخلني في تجربة لكن نجني من الشرير بالمسيح يسوع ربي
لأنك لك القوة والملك والمجد إلى الأبد. آمين.
قصتي..
عشت في أسرة مسلمة محافظة.. اعتدنا منذ نعومة أظافرنا أن نحافظ على تقاليدنا العربية وتراثنا الإسلامي-أغلب المسلمين يرفضون نعت الإسلام بتراث رغم أن الدلائل تشير لذلك- ولم نكن نحمل للمسيحيين أي حب أو مودة، بل ولم نحمل عليهم أي كره أو عداوة.. والسبب بكل بساطة أننا نعيش في بيئة تخلو من المسيحيين... السعودية طبعاً..
لم تكن هناك مشاعر نحونا ونحوهم، ربما قد تصل العلاقة بيننا إلى صداقة أو إلى احترام أو حتى لإعجاب! لكن أن تصل العلاقة إلى محبة أو أخوة؟ لا أعتقد..
كنت من الذين يصلون ويصومون ويقرأون القرآن بشكل شبه يومي.. وأقرأ المعوذتين قبل أن أغط لنومي.. وحياتي كلها كانت تحت تأثير إسلامي، ألبس بالطريقة الاسلامية، آكل وأشرب بالطريقة الاسلامية، أنام وأصحو بالطريقة الاسلامية.. حياتي كانت كلها اسلامية!.. في السابق كنت أفتخر بهذا المبدأ العظيم، فرسولنا لم يترك لنا شيء إلا وتممه.. أما الآن ونحن في القرن الواحد والعشرين نعي تماماً أن الإسلام هو دين غير مناسب لجميع الأزمنة! والمضحك أيضاً أن نجد علماء الإسلام اليوم يدققون في كل صغيرة وكبيرة في حياة المسلم حتى وصل تدخلهم في دخول الشخص لدورات المياه! أيدخلها برجلها اليمنى أم اليسرى؟ وفي الجانب الآخر من العالم نرى كيف أن الغرب وهم الكفار حسب التفكير الاسلامي دخلوا بأرجلهم تلك التي مازلنا حيارى في دخولها لدورات المياه قد دخلوا بها للقمر!!..
كنت أعرف تماماً بأن العالم الاسلامي هو عالم متخلف وجاهل! لا بد من شيء ليقويه، فالمسلم لا يستطيع أن يقف على رجليه إلا بمساعدة الرجل المسيحي أو اليهودي أو الملحد.. هو بحاجة لمن يدعم إسلامه، فكلام شيوخنا اليوم لا يكفي في بعض الأحيان؟؟ بل علينا أن نستمع لأقوال الأعداء حتى نصدق بأن ديننا هو الدين الحق..
بالفعل؛ كنا بحاجة لهذا الدعم والصقل!.. وكيف لا ؟ أليس هم أصحاب العقول النيرة والذكاء الباهر؟
في طفولتي أذكر حينما سألت أستاذي معلم الدين بمادة التوحيد:
لماذا الكفار هم أذكى منا؟ إن مجالهم الصناعي والعلمي والثقافي أقوى بكثير من مجالنا، لماذا؟ لماذا الكافر يبرع في الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء والأحياء، والمسلم يأخذ منهم مباشرة دون أي جهد بذله؟ لماذا؟
أجابني بكل بساطة: ليس العلم هو من يدخلني الجنة.. بل الشهادتين..
احترت كثيراً بهذه الإجابة!..
ربما كان يتحدث معي على أساس إني طفل صغير..
لكن هذا الكلام أثر فيني إلا مدى بعدي من الزمن..
كبرت؛ وأنا على الدين الإسلامي، وليس في داخلي أي شك اتجاه الله ومحمد والإسلام أبداً.. اللهم إلا عن تساؤلاتي نحو ذكاء الكافر المسيحي واليهودي وغباء المسلم وتخلفه..
أكملت دراستي في المدرسة ونجحت بنسبة جيدة لحد ما؛ وبعدها مباشرة ذهبت للجامعة لأكمل تعليمي؛ وكان لزاماً على الطالب بعد السنتين الإعداديتين أن يذهب لمدينة أخرى ليطبق دراسته في العمل..
فذهبت لإحدى المدن وهي من المدن التي يقطنها السنة والشيعة على سواء وبشكل كبير.. ورغم جهلي الكبير والواضح تجاه المذهب الشيعي إلا إني قررت أن أحاورهم وأجادلهم -بالتي هي أحسن- في البداية رفض الشيعة ذلك لكوني سنيّ فربما أكون عميل للأمن أو ما شابه.. ولكن مع إصراري الشديد.. وإظهار محبتي لهم بشكل غير طبيعي وافقوا على الحوار..
والحق يقال؛ أن لدى الشيعة الطيبة والمحبة التي لم أجدها عند أهل السنة.. ويمتازون أيضاً بخبثهم الذكي، وهو ما نسميه اليوم: الدبلوماسية... فدبلوماسيتهم كانت ممتازة إلى حد كبير.. مما جعلني أصدقهم في كل ما يقولون وآخذ حججهم بعين الاعتبار.. والمعروف عن الشيعة أن رأيهم عن الصحابة حادة بعض الشيء.. وقد يصل الأمر أحياناً إلى السب والشتائم!!! لذلك كنت أتضايق منهم حيناً.. وأتقرب إليهم حيناً.. فقد تسبب هذا في الكثير من المشاكل مع أهلي وأصدقائي السنة..
وأصبحوا يسألونني إن كنت شيعياًً أم لا ؟؟ أو هل أصبحت شيعياً ؟
لا أدري ما سبب هذا الخوف..؟
لدرجة بأنهم بدأوا يرسلوا لي الرسائل عن طريق الجوال بشكل مكثف لنبذ عقيدة الشيعة –الروافض-. كنت متضايقاً إلى حد كبير من تصرفات المقربين إليّ !! هذا وأنا أصاحب الشيعة والذين هم بحسبة المسلمين يفعلون بي ذلك..
فما عساهم أن يفعلوا بي إن تقربت إلى "النصارى" أو اليهود ؟
لذلك قررت أن أكذب على أهلي وأقول بأن التطبيق العملي قد تحول لمدينة أخرى.. والمدينة تلك كانت مدينة سنية.. فالشيعة لا تأتي إلا هناك إلا نادراً.. اضطرت لأن أكذب بشأن هذا.. فقد طفح الكيل من إزعاجهم لي..
وبعد تلك "الكذبة البيضاء" أردت أن أستغلها فرصة وأتقرب إلى الشيعة أكثر لأعرف عقائدهم أكثر..
استطعت أن أقرأ كتبهم وأستمع لشيوخهم.. والطريف في كتبهم وأشرطتهم هي ثلاثة أمور:
الأولى: أن شيوخ الشيعة تبدأ محاضرتها بالنعي والبكاء والعزاء على الحسين حفيد محمد .. والبكاء هو بكاء مصطنع بلا شك..
الثانية: قرأت أكثر من خمسين كتاب مشهور عند الشيعة.. وكلها ترد على عقائد السنة أو المذهب السني.. وكأن الدنيا ليس بها إلا مذهبي السنة والشيعة.. تساءلت عدة مرات: لماذا لا يردون على اليهود أو المسيح؟ لما ردودهم دائماً تكون نحو أهل السنة فقط؟
الثالثة: وهذه الحقيقة التي لا يستطيع أي شيعي ان ينكرها.. وهو أنه لتقوية المذهب الشيعي في نفوس الشيعة عليهم بقراءة مصادر سنية تثبت عقائدهم الشيعية.. يبدو وكأن المذهب السني هو الميزان لدى أهل الشيعة..
عموماً..
بعد دراستي للمذهبين السني والشيعي اتخذت قراراً بأن أكون شيعياً وللأبد! قرأت أكثر من خمسين كتاب للشيعة وسمعت أشرطة عديدة.. وقرأت أيضاً كتب أهل السنة التي ترد على الشيعة.. وسمعت الأشرطة كذلك.. لكني شعرت بأن المذهب الشيعي هو أقرب لنفسي.. وبما أنني أعيش في مدينة بعيدة عن المدينة التي يعيش بها أهلي فقد كان هذا من حسن حظي.. فإن علم الأهل ما جرى.. سيحبسونني في بيتي كالمجرم..
لذلك اتقيت شر أهل السنة.. ومنهم أهلي وأصدقائي..
الاختلافات المتعارف عليها بين السنة والشيعة وباختصار شديد:
1- أهل السنة يقولون بأن الخلافة السياسية بعد محمد تكون شورى بين المسلمين.. على خلاف رأي الشيعة التي تقول بأن الخلافة هي بالنص من محمد لابن عمه علي.
2- أهل السنة يرفضون وبشدة زواج المتعة.. أما الشيعة فتقبلها وتحث عليها، لكونها موجودة في القرآن ومن كتب السنة أيضاً ...
3- أهل سنة يروون في الصحابة أنهم جميعهم مسلمين مؤمنين متقين أدوا الأمانة بأكمل وجه، وناصروا الله ورسوله وما حدث معهم من أخطاء فحدث لكونهم بشر غير معصومين وعلى كل مسلم ألا يتلفت للأمور التي تجلب الفتنة.. عكس الشيعة تماماً فهم يقولون علينا أن ندرس كل صحابي ونقسمهم لكافر ومؤمن!! لذلك صار أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية والسيدة عائشة والسيدة حفصة وأبو عبيدة الجراح وأبو هريرة وغيرهم والذين هم من كبار الصحابة لدى أهل السنة؛ كفار عند الشيعة..
4- الكرامات.. هي معجزات تحصل للمسلم فقط.. فالسنة تقول بأن المعجزات تحصل لإنسان الحيِّ فقط.. أي أنه يجوز على كل مسلم أن يذهب لشخص صالح على قيد الحياة ويلتمس منه الدعاء.. أما الشيعة فتقول أنه من الجائز أن يذهب المسلم للشخص الصالح حياً كان أم ميتاً.. فما يحدث اليوم في قبر الحسين وزينب ما هو إلا طلب دعاء واستغاثة..
5- صفات الله في القرآن هي حقيقة لدى أهل السنة.. أما الشيعة فتراها صفات مجازية.. مثلاً صفة "يد الله" هي تعبير عن القوة.. أما السنة فتراها أنها "يد" حقيقي وليس بالضرورة أن يكون مثل أيدي البشر.. وهذه من الأمور التي بدأت تستحدث مؤخراً وبشكل كبير في الإعلام..
6- من الأمور التي تميز أهل السنة أنهم يتبعون القرآن عقلاً بعيداً عن العاطفة.. أما الشيعة فتتبعها عقلاً لكن العاطفة تكون دوماً أقوى من القرآن.. فكثيراً ما يجامل الشيعي رموزه ويعطيه مركزاً أكبر مما يستحق.. فصارت كربلاء أفضل من مكة.. وصار علي بن أبي طالب أفضل من الأنبياء جميعهم.. وصار قبر الحسين أعظم من قبر محمد نفسه؟؟ و ولاية علي بن أبي طالب أهم من وحدانية الله وأهم من الإقرار بنبوة محمد.. ويستغيثون بأناس غير موجودين في القرآن ولا في سيرة محمد مثل أبو فضل العباس ابن علي ابن أبي طالب.. والأدهى أنهم يطلبون العون من علي والحسين وفاطمة وزينب وأم البنين والمهدي المنتظر والعباس.. وقد ركنوا الله جانباً ؟ حتى محمد نبيهم.. وضعوه على المنصة ..
هذه أهم الاختلافات بين السنة والشيعة.. وهي من الأمور التي قد تسبب المشاكل بينهم..
وهناك أيضاً اختلافات أخرى..
نطلب من الله القدوس أن يهديهم للطريق الحق.. طريق يسوع المسيح.
العودة إلى الديار
كنت أذهب لتطبيق عملي في أحدى المدن، ولا أعود لمدينتي إلا في كل أسبوعين أو ثلاثة مرة واحدة فقط.. ومن أصعب الأمور التي عشتها كان عليّ أن أكون شيعياً أمام أهلي وبما أن الشيعة تجيز التقية وتعتبرها من الأمور القرآنية التي لا ينكرها إلا كافر فرحت لهذا الشرع.. وكنت أمثل عليهم بأني مازلت سنياً.. لكن داخلي كان شيعي بلا شك.. وكنت أقول في نفسي: [كلها يوم أو يومين وأعود لشقتي وأمارس طقوسي الشيعية كما أشاء] .
نعم.. كان هذا في البداية فقط.. لكني لم أكن أعرف أن السنة التطبيقية هي سنة واحدة فقط..
بل أقل!..
لذلك اضطررت أن أعود لمنزلي عند أهلي وأقاربي-رغم اشتياقي الكبير لهم-.. وكنت أصلي كل صلاة مرتين.. مرة أمامهم وهي الصلاة السنية.. ومرة لوحدي في غرفتي الصلاة الشيعية.. لذلك كنت أعيش جواً مضطرباً.. وصراع شديد في داخلي.. حيث أنه كان لا بد في بعض المواقف أن أقف ضد الشيعة أو أشتمهم بكلام جارح حتى لا يشك فيني احد.. والحقيقة إني أكره النفاق وأمقته. وكم أحزنني كثيراً أن أبتسم في وجه الشيعة وأسبهم من ورائهم!
بل حتى العقائد .. كان يجب عليّ أن أكون سنياً أمام أهلي وألا أظهر أي شي من تشيعي.. وإن اضطررت أن أظهره؛ ظهرته بصورة مازحة أو بصورة غير مفهومة..وليس هذا كله خوفاً من أهلي فحسب..
بل المشكلة الأساسية إني أعيش في بلد سني حقيقي.. يرفض أي رأي آخر حتى الآراء الشيعية والتي هي قريبة منهم.. تأكدت بأنه ان اكتشفني أحد من أمن الدولة سيعاملونني معاملة المرتد.. و .. سيقتلونني بكل تأكيد..
كانت لحظات مخيفة أمر بها دون أن أتخطاها.. صعبة جداً ، بالفعل كانت صعبة..
صراع شديد بيني وبين نفسي..
درست الإسلام وحفظته.. فاخترت الشيعة لكونها تتبع تعاليم القرآن، لكن أهل السنة أيضاً تتبع تعاليم القرآن..
فمن أصدق؟ كلٍ يدعي انه على حق، وأن غيره على باطل..
شعرت بأني لا شيء..
لا فائدة من وجودي في الدنيا..
شهادتي العلمية لم تكن مبهرة..
لم أكن متزوجاً في ذاك الوقت في حين أن أصدقائي جميعهم تزوجوا..
بل حتى مذهبي غير محدد.. هو بين السنة والشيعة..
لا أدري من أنا ؟
"يا إلهي من أنا ؟"
كنت أتكلم مع الله بقلب محروق ومقهور..
صراع رهيب جداً.. كان أقوى مني..
نويت الهجرة..
أردت الانتحار..
لم أكن أدري ما هو الحل اتجاه هذه المشاكل..
صرت ابكي وأنا وحدي..
صرت أبكي سريعاً بسبب وبغير سبب..
أبكي كالأطفال اليتامى ..
أبكي كالثكلى التي فقدت ابنها الوحيد..
شعرت حقاً بأن الله الذي خلق الكون والعالم بتدبيره الخاص..
لم يعرف كيف يثبت قلبي بالإيمان؟؟
لم يحبني..
شعرت بأن الله الذي أحبه أتعبده خلقني عبثاً..
"لماذا تفعل هذا بي يا الله؟"
وعلى الفور بعد أن اسأل هذا السؤال أقول وبسرعة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
فأنا أعرف أن بيني وبين الله خطوط حمراء عليّ ألا أتعداها..
استهتار ..
عرفت بأن مذهب السنة ليس الدين الصحيح..
وكذلك الشيعة..
لكني على ثقة بأن هناك إله أعبده..
وكنت واثقاً تمام الثقة أن الإسلام هو الدين الصحيح
لكن أيهما الأصح؟ السنة أم الشيعة؟
فالكل له مميزاته وعيوبه..
فأنأ أرفض زواج المتعة بشكل كبير..
ولأسباب واضحة..
فكل عاقل يعرف تماماً أن المتعة هي دعارة شرعية بلا شك..
إذن هل عليَّ أن أرفض الشيعة وأقبل السنة؟
لا ..
فالشيعة لهم أدلة قوية عن كيفية الصلاة وأوقات الصلاة مستدلين بها من القرآن نفسه وأصح كتب أهل السنة..
بل حتى مدة الصوم..
وهي من الفجر حتى غروب الشمس حسب قول القرآن وتفعلها الشيعة..
وهذا يخالف رأي السنة الذي ينهون من صيامهم أثناء الغروب أي على خلاف القرآن..
إذن هل عليّ أن ارفض السنة وأقبل الشيعة؟
لا ..
فكما قلت..
أن المذهب الشيعي به ثغرات كثيرة لا إجابة لها..
أولاً إن كان علياً هو أفضل من الأنبياء جميعهم بل حتى وصل لمرتبة محمد نفسه! فأين هو في القرآن؟
ولماذا لا نراه بشكل واضح في القرآن؟
وكذلك غلوهم للعباس وفاطمة والمهدي وغيرهم ..
كل هذه الأمور جعلتني أقف وقوفاً حازماً وأقول أيهما على حق؟
السنة أم الشيعة؟
كان هذا في أواخر عام 2006 بل في نهايته بكل تأكيد ..
أصبحت صلاة سنية أمام أهلي.. ولا أصححها مع نفسي بصلاة شيعية..
عشت حياة مستهترة جداً مع الله القدوس..
اذهب للمنتديات الاسلامية التي ترد على المسيحيين.. ولا أبالي..
أذهب للمنتديات المسيحية التي ترد على الاسلام.. وأيضا لا أبالي..
السنة تهاجم الشيعة.. لا أكترث.. والعكس أيضاً ..
دخلت لمواقع الملحدين اللادينيين.. وأقرأ مواضيعهم.. ولا أهتم
فليذهب الجميع لجهنم.. فأنا وحدي أعرف طريق الحق..
الكل متعصب ومتدين ومؤمن..
والتدين والإيمان في قاموسي = كفر ..
إذن جميع البشر هم كفار ..
كنت أجد نفسي الوحيد الذي يعبد الرب كما ينبغي..
ومع ذلك كنت أخاف منه..
الله ربي وإلهي.. أحبه؟ نعم.. لكن هناك خوف شديد..
لا بد أن أذهب الآن وأدرس جميع مذاهب الإسلام..
تعليق