إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسيح المجد والسلام والمسرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسيح المجد والسلام والمسرة

    المسيح المجد والسلام والمسرة
    Christ is The Glory, Peace and Joy

    رسالة ميلادية
    Christmas Message



    قراءة {لو 2: 8-14}

    أحبائي؛
    في عالمٍ مليء بالحروب والاضطرابات والحوادث،
    في عالمٍ تقل فيه الطمأنينة ويسود عدم الأمان،
    نقدّم المسيح المولود
    فلقد كان المسيح مصدر السـلام يوم مولده.
    ولقد كان واضحاً لكل من كتبوا لنا بإرشاد الروح القدس ولكل من قرؤوا الكتاب المقدس،
    و مازال واضحاً لكل من يقرأه، أن مصـدر عطية السلام هو الله في المسيح، الله في كلمته،
    فلقد جاء لنا كلمته بالسـلام، وتجسد الله في الجسد في المسيح في الكلمة حباً وقدرةً و لخطةٍ ساميةٍ مرسومةٍ،
    تجسّد الله في المسيح وجسّد لنا معه السـلام.
    مكتوب: "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح"{رو 5: 1 }.
    " وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" {في4 : 7}.
    لاحظ معي دقة وحي الكتاب وقصده من التعبير{بربنا يسوع المسـيح} والتعبير {في المسيح يسوع}. ففي كل مراحل حياة المسيح السلام، كلمة الله، وجـدناه يعطي السلام، فهو مصدر السلام في مولده وحياته ومماته وقيامته.

    أو ليس هو من أنشدت له الملائكة يوم مولده وعلي مسمع واضح للرعاة: "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السـلام وبالناس المسرة " {لو2:14}. وكل منا يبحث عن السعادة و المسرة. وهي لن تأتي إلا من مصدرها الصحيح ـ ألا وهو المسيح ـ الذي هو مجد الله في الأعالي الذي تجسد علي الأرض، فجاء بالسلام ونتجت عنه المسرة، نعم : يحل السلام علي الأرض ـ أي يحل المسيح علي الأرض، وبذلك يسعد البشر ويسرون ويختبرون عطايا المسيح التي منها عطية السلام.

    أرجوكم الآن أن نقول الآية السابقة بصوت مرتفع وواضح، وبكل سرور وتعمق وتأمل ، "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السـلام وبالناس المسرة " {لو2:14}. ثم نضع اسم المسيح مكان المجد والسلام والمسرة ونقولها مرة أخري كما يلي : " المسيح لله في الأعالي، وعلي الأرض المسيح ، وبالناس المسيح ". نكررها .....


    المسيح المجد والسلام والمسرة

    كرّرنا معاً {لو2:14} بالطريقة السابقة واضعين اسـم المسـيح بدلاً من كلمات المجد والسلام والمســرة. ذلك لأن المسيح هو بالفعل المجد وهو السلام وهو المســرة. وهذا أمــر واضح من معني الآية العميق.
    ولقد قالت الملائكة هذا وأعلنت أن في الأعالي مجد، والمســــيح هو مجد الأعالي، وأعالي المجد،
    وقالت إن علي الأرض السلام، وقد وُلِدَ المسيح المخلص رب السلام في ذلك الوقت، فالمسيح هو المخلص الناصر ـ مصدر السلام، والخلاص هو أساس السلام؛ وقد قهر المسيح الخطية أساس التعاسة. والمسيح هو الخلاص وهو السلام. وأوضحت الملائكة أن بالناس المسرة، وقد وصل المســيح لعالم البشر وصار مثلهم ـ فيما عدا الخطيةـ وواحداً منهم، وحلّت بهم مسرة الآب ، وحلَّ المسيح الفرح والسرور بهم.

    ونحن يا أحبائي؛ نعيش في عالم ضاع مجده ، وافتقد سلامه، واختفت مسرته. فنحن نحيا علي أرض بلا مجد وبلا سلام وبلا مسرة؛ بالرغم من التقدم وارتفاع مستويات المعيشة، بالرغم من التكنولوجيا الحديثة المطبقة في الواقع لراحة الناس، و بالرغـم من الغني الفاحش الموجود لدي بعض الدول أو الأفراد في مختلف أنحاء العالم.

    بالرغم من كل هذا يعيش العالم في الحضيض بلا مجد؛
    ويحيا في الحروب و القلاقل بلا سلام؛
    ويظهر عليه الحزن و السأم بلا مسرة.

    ولقد حثني روح الله أن أقدم لكم أيها الأحباء رسالة المجد والسلام والمسرة، جئت إليكم بها علي لسان الملائكة الأجلاء؛ فجوق جند السماء رنم يوم ميلاد الفادي قائلا:" المجد{ المســـيح }لله في الأعالي، و علي الأرض السلام {المسيح} ، وبالناس المسـرة { المســـيح } ". فإلي العالم الذي يبحث عن المجد الحقيقي والسلام الواقعي والمســـرة الحية - العالم المشرد الحزين اقدم هذه الرسالة الروحية عن : المسيح السلام والمجد والمسرة.
    إلي كل فرد تضعه الخطية في الأسافل إلي كل إنسان يتوق إلي السلام مع نفسه ومع الناس و فوق الكل الله،
    إلي كل إنسان متألم يائس حزين يحتاج إلي الفــرح،
    إلي كل هؤلاء و إليك وإلي نفسي: اوجه النظر إلي ذاك المولود العجيب إلي المسيح الوليد،
    إلي عمانوئيل، الله معنا، الله النور، الله الفــرح ، اللــه المحب ،
    الله المجد - الله السلام - لكل من السماوات و الأرض :
    اوجه النظر إلي المسيح: المسيح عمانوئيل الله معنا،
    المسيح النور - المسيح الفرح - المسيح المحبة - المسيح السلام - لكل من السماوات و الأرض:
    اوجه النظر إلي عظمة سر التقوى "فعظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" وهذا بالإجماع { 1تى 3:16 }
    فتأمل معي المســـيح المجد، والمسيح السلام ، والمسيح المسرة.

    أولا : المسيـــح المجـــد:

    مكتوب و المكتوب واضح يشرح نفسه: " الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة0 كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء الذي به أيضاً عمل العالمين. الذي وهو بهاء مجده ورســـم جوهره وحامل كل الأشـياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظـمة في الأعالي " {عب 1:1-3}. هو بهاء مجد الآب ورسم جوهر الآب ـ صورة الله ـ كلمـة الله، وقد جلس عن يمين العظمة في الأعالي، أي في مركز القوة والسلطان ومركز الصدارة في الأعالي ، انه الممجد بل وهو المجد بعينه. إن كل مجد أرضي زائل ، لكن مجد الله باق.

    وهكذا فاعتماد الإنسان علي الجاه والســــلطان والجبروت والثروة دون الاعتماد علي الله ؛ هو اعتماد زائل وضائع. مكتوب والمكتوب حـق: " الحكماء يرثون مجداً، والحمقى يحملون هواناً. " { أم 3:35 }. ولا ننسى أن مجده لا يعطيه لأخر. هذا هو يسوع المسيح : انه المجد ـ مــوقع مخازن العطايا ، وعلي رأسها عطية السلام. انه المجد في الأعالي و من الأعالي يجيء السلام. لذلك:

    ثانيًا: المسيح السلام:

    ياله من عاطٍ قادرٍ ، فمكتوب في الوحـي ما قاله المسـيح في آخر أيام حياته علي الأرض:" سلاماً أترك لكم. ســلامي أُعطيكم. ليس كما يُعطي العالم أُعطيكم أنا. لا تضطرّب قلوبكم ولا ترهب " {يو14:27} وقال بكل ثقة واقتدار وقوة: "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا. أنا قد غلبت العالم" {يو16:33 }.

    وبرغم الحزن الذي يتبع انتقال غني مؤمن مثلاً، فمن يرثونه يفرحون بالتركة التي يتركها، ويحصل كل منهم علي نصيبه، ونحن يا تري ماذا ترك لنا المسيح ؟ وما هي تركتنا؟ ما هو ميراثنا، وما هو نصيبنا؟ هل ترك لنا المسيح ثروة أو عمارات أم شيء آخر غير هذه؟! ... لقد ترك لنا المسيح السلام ، التركة هي الســلام، إنه الميراث والنصيب الذي تركه لتلاميذه وتابعيه ـ عطية السلام. وما أعظمها تركة وما أحلاه ميراث وما أقيمه نصيب:السلام عطية المسيح.السلام عطية الله. شــــكراً لله. ويقول كاتب الرسالة إلي العبرانيين عنه، انه إله السـلام، وهذه تسـمية رائعة، كأحد ألقاب الله الرائعة والواقعية المختبرة عنه: إله السلام {عب13: 20}. ومن هذه التسمية يمكننا أن نرشد الناس إلي كتاب الســـــلام، ذلك لأن الكتاب المقدس يأخذ صفاته من صاحبه، فصفته كتاب الســــلام لأنه مثل صاحبه ومعلمنا العظيم، رب السلام وإله السـلام والسلام نفسه. لذلك عليك أن تتبع رب السلام وتطيع كتاب السلام دستور حياتنا للإيمان والأعمال.

    بكل حزن وتأثر أُسجّل أن هناك حروباً وأخبار حروب. وهناك غليان وغزو لا أخـلاقي.
    هناك حروب معنوية وحروب حقيقة. وهناك حروب نفسية وحروب واقعية.
    هناك حــروب بالأقلام وحروب بالمدافع وكل أنواع الأسلحة المتقدمة.
    وهناك من يقتل أخــيـه الإنسان بسبب الاختلاف في الرأي أو المذهب أو الفكر أو العقيدة.
    هناك مـــن يتركون بلادهم نهائياً بسبب تطرّف بعض الجماعات المتطرفة.
    وهناك ملايين المشردين والمطردوين والجوعى الخائفين بسبب مجاعات الحروب والحصارات وخوف الطرد والأوبئة ورعب الحوادث الطارئة والكوارث الطبيعية. فهل من طـمـأنيـنة وســـلام للناس ؟! هل يمكن أن يحل علي هذه الأرض المشـتعلة سـلام؟! وأين هو هذا السلام؟! نعم، فالمسيح سلامنا:
    لأنه هو سلامنــــا و صانع لنا فدائنـــــا
    مصالحاً لنا إلهنا
    في جسمه علي عود الصليب

    المسيح هو السلام لتلاميذه، فلقد كان بالنسبة لهم بمثابة صمام الأمان وبلســم السلام. وسلام المســيح في كل الأوقات ولكل تابعيه حتى الآن. ويمكنك أن تــكون واحداً من تابعيه الآن، فقط أطلب ذلك منه يعطيك إياه. وسلام المسيح هذا يقــف في وجه العواصف وأمام المهاجمات، سلام يطمئنك حتى وقت الحروب بمختلف أنواعها المرعبة. سلامه يصلح ويدوم حتى وقت الزلازل والمجاعات، وقت البراكين وحـممها البغيضة الملتهبة أو غازاتها السامة المهلكة. ســـــلام المسيح يصلح حتى في الأوبئة والكوارث والمجاعات الطاحنة، ســــــلام وشبع واطمئنان، حتى وقت هجوم المتطرفين والحاقدين والغادرين و الإرهابيين وأعوان إبليس الذين لا يحــبون الخير والسلام للآخرين، فانهم يعيشون علي الدم ويفرحون برؤيته. أنصت معي الآن إلي المرنم وهو يقول بإيمان وثقة:" الرب نوري وخلاصــي ممن أخاف. الرب حصن حياتي ممن أرتعب. عندما اقترب إلي الأشرار ليأكلوا لحمــي؛ مضايقي وأعدائي عثروا وسـقطوا. إن نزل عليَّ جيش لا يخاف قلبي. إن قامت عليَّ حرب ففي ذلك أنا مطمئن." {مز27:1ـ3 }.
    نعم فالمسيح سلامنا وأمننا؛ وفي ذلك نسبح مع المرنم:

    1) أحيا عمري في ظل جناحيك أدرك كم ســــلام لي لديك
    غربة تغشـــاني فـــلا أخاف إذ أعيش تحت ظل جناحـيك
    القرار
    أنت حصني وســلامي وأماني يا يســوع
    في حماك ورضاك تصفو نفسي يا يســـوع

    2) كل أمني في ظـل جناحيك أنت ترســي وتكلاني عليك
    تدنو نحوي السهام لا أخاف إذ أعيش تحت ظل جناحيك

    إنه هو القادر وحده علي أن يجعلنا في سلام معه ومع نفوسنا والناس. فهو إله السلام. عجيب. إله السلام في المذود. إله السلام يتجسّد وسط أرض الحروب. عجيب. لكنها المحبة القادرة لإله السلام. فبميلاد المسيح حلَّ علي الأرض السلام؛ حلَّ علي البشر سـلام. انه رب السلام إله السلام صاحب السلام ومانح السلام الذي يعطيه لكل من يطلبه منه. فأطلبه الآن تحصل عليه. إن شعار المؤمن:
    إن تطم حولي النائبات كاللج وسط البحـــر
    يدم سـلامي في ثبــات أسـاسـه في الصخــر
    وسلام المسيح للمؤمن شامل كامل في كل الأزمنة والأوقات، ذلك لأن عطايا المسيح تأخذ من صفاته، وسلامه شامل كامل في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل. ففي الماضي سلام الغفران وفي الحاضر سلام الأمن والأمان وفي المستقبل سلام الخدمة والسماء. إنه ترياق الماضي وعلاج الحاضر وقوة المستقبل. هللويا ؛ فالمسيح ســــلامنا في مولده. وهذا تحقيق لنبوته عن ميلاده التي قالها ميخا النبي: " ويكون هذا سلاماً. " {5:5,2}.

    ثالثاً: المسيح المــســــرة:

    هو مســــرتنا وفرحنا وسرورنا وبهجتنا وسعادتنا وانشراحنا وتمتعنا ولذتنا وغبطتنا. ربما لاحظت معي أنه بعد أن ظهر المسيح لتلاميذه وقال لهم: سلام لكم. أراهم يديه وجنبه؛ ويقول الكتاب المقدس: " ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" {يو20:20}. إن النتيجة الطبيعية للمجد في الأعالي وللسلام علي الأرض هي أن يسعد الناس ويفرحون ويسرون، لأنه تمَّ الاتصال بين الأعالي والأرض.تَّم الاتصال بين السماء والأرض. تمَّ الاتصال بين الآب والناس؛ وكان الوســــيط المصالح والموصل لكل العطايا الصالحة مصدر الفرح هو المسيح المجد والسلام والمسرة.

    فكيف لا نفرح يا أحبائي؛ وقد أُزيل الحاجز بين الله وبيننا ؟! ذلك الحاجـــز الذي صنعته خطايانا التي صارت فاصلة بيننا وبين إلهنا القدوس. كيف لا نُسر وقد وُلِـَـــد المسيح المسرة؟!
    وكل من يختار ذا المسيح ملجأ له فيستريح
    يحيـا سـعيـداً مــزينـاً ببره الـصــريـح
    إن المسيح هو السلام هو السعادة هو الفرح هو السرور هو الانشراح هو المسرة هو اللذة هو المتعة هو البهجة وهو الغبطة والتمتّع فيه ومعه لكل من يتبعه ويحيا له. إن يسوع المسرة هو من نادى بالتطويبات لأنه يستطيع أن يطوّب ويُسعد ويُدخل الفرح والسـعادة لقلوب البشر، إنه مسيح المسرة و السرور وعن طريقه سُرَّ الله بنا. ولقد وُلِدَ سلام علي الأرض بعد مجد في الأعالي؛ لنُســر؛ نُسر بالمولود في بيت لحم، نُسر بالرغم من بكاء راحيل علي أولادها ـ فقد قتل هيرودس الكبير الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها المجاورة من ابن ســـنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس ـ هؤلاء الحكماء الذين حاول هيرودس الماكر خـداعهم ؛ هؤلاء العلماء الذين فرحوا بميلاد المسيح وسُروا جداً محتملين المسـافات البعيدة ليأتوا ويسجدوا له. مكتوب:" فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عـظيماً جـداً." {مت2:10 }.

    فإلي عالم الكآبة والحزن، عالم الشرود واليأس، وعالم الضيق والبؤس نقدم رسالة المسيح المسرة و المتعة الحقيقية. تلك الرسالة التي كانت في أساسها من المسيح المجد والمسيح السلام. فاتبعوا السلام مع الجميع تسـعدوا وتُسْعِدُون الآخرين أيضاً ؛ فيسعد الجميع معكم وبكم. آمين.
    القس / الفريد فائق صموئيل
    قسيس إنجيلي

    D. Min. Studies, Fuller

  • #2
    مشاركة: المسيح المجد والسلام والمسرة

    الرب يباركك على هذه التأملات الرائعة!

    تعليق


    • #3
      مشاركة: المسيح المجد والسلام والمسرة

      الاخ مخلص كركي
      شكراً لتشجيعك وأرجو أن يكون المسيح يسوع ربنا هو مجد وسلام ومسرة العالم كله؛ لينضم مع جوقة السماء في التسبيح والتمجيد.
      القس / الفريد فائق صموئيل
      قسيس إنجيلي

      D. Min. Studies, Fuller

      تعليق

      من قاموا بقراءة الموضوع

      تقليص

      الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

        معلومات المنتدى

        تقليص

        من يتصفحون هذا الموضوع

        يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

          يعمل...
          X