إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" سبتمبر 2003

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" سبتمبر 2003

    الاثنين 1 سبتمبر 2003


    من ينابيع القوة

    --------------------------------------------------------------------------------

    لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين.. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه(عب4: 12،16)

    كما أن الطائر يستمد قوته على الطيران وحفظ اتزانه بواسطة جناحيه، هكذا يستمد المؤمن قوته الروحية كيما يحلّق في أجواء الشركة بواسطة الصلاة وكلمة الله.

    لقد كان الرسل من الوجهة الإنسانية ضعفاء نظيرنا، لكنهم كانوا يستمدون القوة غير العادية في خدمتهم من ذات الينابيع. ويمكننا أن نرى في قول الاثنى عشر "أما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة" (أع6: 4). وفي أفسس6: 17،18 يكلمنا الرسول بولس عن جزئين مرتبطين معاً من سلاح الله الكامل وهما "سيف الروح الذي هو كلمة الله" والصلاة "مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت". وكذلك ما ورد في عبرانيين4: 12،16 كلمة الله الأمضى من كل سيف، وعرش النعمة الذي نتقدم إليه في الصلاة.

    ويهوذا في ختام تحريضاته في الرسالة يقول: "وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس (الحقائق الإيمانية كما وردت في كلمة الله) مُصلين في الروح القدس.

    وبالصلاة وكلمة الله يمكننا أن نمارس الشركة مع الله. فالصلاة شركة فيها يستخدم المؤمن فمه ليتكلم ويميل الرب أذنه ليسمع، والكلمة شركة فيها يستخدم المؤمن أذنيه ليسمع فم الرب متكلماً.

    والرب يسوع هو مثالنا العظيم في الصلاة وحفظ الكلمة. تأمله في مشهد المعمودية "وإذ كان يصلي انفتحت السماء" (لو3: 21) ثم بعدها انقاد بالروح في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من إبليس وكان جوابه الدائم على أقوال الشيطان "مكتوب. مكتوب. مكتوب" (لو4: 1-12)، بل كان هو الصلاة والكلمة مُجسمين. ففي مزمور109: 4 يقول: "أما أنا فصلاة" وفي يوحنا8: 25 عندما سأله اليهود "مَنْ أنت؟ فقال لهم أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به".

    الصلاة تعطي قوة للمصلي، فنقرأ عن داود أنه تشدد بالرب إلهه (1صم30) وعن شاول "هوذا يصلي" ثم بعد ذلك كان يزداد قوة (أع9). وعندما صلى الرسل في أعمال4 كانوا يؤدون الشهادة بقوة عظيمة. وكلمة الله أيضاً فيها القوة "ولما كلمني تقويت" (دا 10: 19)، وفيها القدرة أن تحكِّم للخلاص (2تي3: 15)، وقادرة أن تبني (أع20: 22) وقادرة أن تخلِّص نفوسكم (يع1: 21).


    وهيب ناشد
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    الثلاثاء 2 سبتمبر 2003


    أخطاء الزمن

    --------------------------------------------------------------------------------

    قد رأيت عبيداً على الخيل ورؤساء ماشيين على الأرض كالعبيد(جا10: 7)


    غالباً ما يستولي المتكبرون على المكانة العالية، بينما العظماء الحقيقيون مُستترين الآن. وهذا اللغز الذي نراه في العالم اليوم سوف يُحل في ذلك اليوم الذي فيه ستفرح قلوب الأبرار. وإنها حقيقة معروفة لنا أنه يجب أن لا نتذمر عندما نجد نفوسنا في وضع كهذا، فعندما كان سيدنا المبارك على الأرض ـ مع أنه ملك ملوك الأرض ـ لكنه سلك طريق الآلام والخدمة كعبد العبيد. لذلك لا يوجد ما يدعو للتعجب أن ينظر الناس لأتباعه الذين هم ملوك المستقبل باحتقار وازدراء، فنحن في عالم الأمور فيه مقلوبة رأساً على عقب، فالأولون آخرون والآخرون أولون.

    انظر لمن استعبدهم الشيطان ... يا لها من خيول عالية يمتطونها!!! وكم يرفعون قرونهم إلى العلاء! فهوذا هامان الرديء يتربع في القصر، بينما مردخاي الأمين على باب القصر! داود مُطارد في البراري والجبال، وشاول على العرش يحكم! إيليا يشكو في المغارة وإيزابل تتفاخر في القصر! ومع ذلك مَنْ يتمنى أن يأخذ مكان هؤلاء الأشرار المستكبرين!! ومن الناحية الأخرى مَنْ لا يتمنى خاتمة القديسين المُحتقرين!! وعندما تدور عجلة الزمن، سوف يرتفع المحتقرون وسوف ينخفض المستكبرون! لذلك اصبروا أيها القديسون، فالأبدية سوف تصحح أخطاء الزمن.

    لنحترس أيها القديسون من أن نَدَع عواطفنا ورغائب الجسد فينا تصول وتجول، بينما قوتنا الروحية النبيلة تسير في التراب. ولا ننسى أن أعضائنا هي آلات للبر. كما أن الروح القدس يحب الترتيب والنظام، لذلك يضع قوتنا وقدرتنا في ترتيب دقيق، مُعطياً حيزاً كبيراً له لكي يربطنا بالملك العظيم. دعونا لا نشوّه الترتيب الإلهي، لكن باستمرار نُقيم في النعمة التي تساعدنا لنجعل أجسادنا خاضعة للسيد، فنحن لم نصبح خليقة جديدة لنسمح لعواطفنا ورغباتنا الجسدية أن تسيطر علينا، لكن يجب أن نحكم على ذواتنا وذلك لمجد الله الآب إلى أن يجيء السيد.

    عما قريب يدوي بوق ويهتف جُند السماء
    يسوع آتٍ بجلاله هيا اصعدوا إلى الهواء


    مؤلف مجهول
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      الأربعاء 3 سبتمبر 2003


      مَلخُس وأذنه المقطوعة!

      --------------------------------------------------------------------------------

      وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليُمنى. فأجاب يسوع وقال دَعوا إليَّ هذا. ولمس أُذنه وأبرأها(لو22: 50،51)
      وكان اسم العبد ملخس(يو18: 10)


      المرجّح جداً أن مَلخُس هذا كان في مقدمة الرَكب الكبير الذي أتى للقبض على الرب يسوع، حتى أن بطرس بدأ به لكونه أبرز تلك الجماعة وأوقحهم. لكن رغم ذلك العداء فقد كانت محبة المسيح أقوى. وكم من أشخاص أظهروا العداء للمسيح من كل قلوبهم، لكنه ـ تبارك اسمه ـ مدّ يده وشفاهم.

      يقول الرب في نبوة هوشع "لم يعرفوا أني شفيتهم! كنت أجذبهم بحبال البشر بربُط المحبة، وكنت لهم كمن يرفع النير عن أعناقهم" (هو11: 3،4). تُرى هل عرف مَلخُس الرب الذي شفاه؟ وهل تجاوب مع تلك اليد التي امتدت نحوه بالبركة؟ أيمكن أن يكون مَلخُس قد آمن بالرب؟ نعم. ونحن لا نستبعد أن هذا العبد آمن فعلاً وخلص، ودليلنا على ذلك أن يوحنا اهتم بذكر اسمه لنا. ونحن نتذكر أن في قصة الغني ولعازر التي سجلها لوقا البشير (لوقا16) لم يهتم الكتاب بتسجيل اسم الرجل الغني لأنه غير مؤمن. بينما ذكر لنا اسم لعازر المؤمن رغم أنه مسكين، مُصاب بالبلايا، ومضروب بالقروح.

      والآن عزيزي القارئ، ماذا بالنسبة لك أنت؟ هل تعتبر أن حالتك أفضل بكثير من مَلخُس هذا؟ وأنك على أي حال أفضل من الكثيرين الذين تعرفهم إذا قارنت نفسك بهم؟ وهل تعتقد أن الله عنده في النهاية رحمة لمواجهة حالتك؟ فلا داعي مُطلقاً للانزعاج!

      عزيزي. الله فعلاً عنده رحمة ما أوسعها، وهو مستعد أن يغدقها عليك، إن أنت أتيت إليه بالتوبة والإيمان. مكتوب "ليترك الشرير طريقه، ورجل الإثم أفكاره، وليَتُب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يكثِّر الغفران" (إش55: 7). لكن المسيح الذي هو اليوم مخلص، سيكون غداً الديان.

      حذار إذاً من أن تضيع منك فرصة الخلاص الحالية بدون إيمان وبدون توبة، ولا تبقى لك سوى تلك المرثاة الأسيفة "مضى الحصاد، انتهى الصيف، ونحن لم نخلص" (إرميا8: 20). فماذا أنت فاعل بالمسيح المصلوب وبنعمته الغنية؟ إنه مستعد أن يقبلك ويغسلك من خطاياك في دمه مهما كان ماضيك، ومهما ثقلت خطاياك، إن أنت أتيت نادماً عنها مؤمناً في رحمته وكمال كفارته على الصليب لأجلك. فهل تنظر إليه الآن بالإيمان؟


      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        الخميس 4 سبتمبر 2003


        ملكي صادق وملك سدوم

        --------------------------------------------------------------------------------

        فخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه ... وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزاً وخمراً، وكان كاهناً لله العلي، وباركه...(تك14: 17-19)


        في "وادي الملك" تقابل أبرام مع ملكين. تقابل أولاً مع ملكي صادق ملك ساليم، كاهن الله العلي، وقد أعطى لأبرام خبزاً وخمراً، وباركه. وهو صورة للرب يسوع الكاهن العظيم الذي يمد المؤمن بالمعونة والتسنيد والإنعاش الذي يحفظه من السقوط في التجربة. كان أبرام راجعاً من المعركة في حالة من الإعياء، لكن ملكي صادق لقيه بالخبز والخمر والبركة. وأبرام ميَّز عظمة هذا الشخص فأعطاه عُشراً من كل شيء.

        بعد ذلك تقابل أبرام مع ملك سدوم، وهو صورة للمجرِّب الذي يأتي ويعرض ما عنده. قال له: "أعطني النفوس وأما الأملاك فخذها لنفسك" (تك14: 21). إنه قبل أن يعطي سيأخذ. وهو إن قدَّم بعض العطايا، فإن النفوس الغالية هي الثمن. والإيمان الذي انتصر على شراسة العالم، هو الإيمان الذي ينتصر على عطايا العالم وإغراءاته.

        وفي "وادي الملك" تعلم أبرام درسين. قال له ملكي صادق "مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض: (ع19)، هذا هو الدرس الأول. فالذي باركه هو مالك السماوات والأرض. وهذا قاده إلى الترفع عن عطايا ملك سدوم. وكأنه يقول للرب: أنت "مجدي ورافع رأسي" فماذا ينقصه؟ كيف ينظر إلى أملاك وقد بورك من مالك السماوات والأرض؟ لقد امتلك كل شيء ولهذا فقد نظر إلى كل عطايا العالم باحتقار مقدس.

        الدرس الثاني: "ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك" (ع20). أي احذر من أن تفكر أنك بقوتك ومهارتك أو برجالك وعبيدك قد حققت الانتصار، الله هو الذي أسلمهم في يدك. وأبرام إذ أدرك أن الفضل كله للرب، قد أعطى عُشراً من كل شيء لملكي صادق الذي يمثل الله، اعترافاً بنعمة الرب عليه.

        "فقال أبرام لملك سدوم: رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض. لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك. فلا تقول أنا أغنيت أبرام" (ع22،23). كان هذا نوعاً من القَسَم والتعهد، ولعل أبرام كان قد وعد الرب أنه إذا أعطاه النجاح فلن يأخذ شيئاً من الغنائم. لقد رفض العطايا بناء على ما تعلمه من ملكي صادق.


        محب نصيف
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          الجمعة 5 سبتمبر 2003


          عطش في رفيديم


          --------------------------------------------------------------------------------

          ونزلوا في رفيديم. ولم يكن ماء ليشرب الشعب.. ودعا اسم الموضع مَسَّة ومَريبة... من أجل تجربتهم للرب قائلين أفي وسطنا الرب أم لا؟(خر17: 1-7)

          هل خطية عدم الإيمان، يا أخي، بعيدة بالتمام عن شعب الله اليوم؟ كلا. فهنالك روح الشك واليأس التي تكاد تكرر سؤال رفيديم القديم "أفي وسطنا الرب أم لا؟". ذلك أن كثيرين يتصايحون بالشكوى من انعدام القوة في الاجتماعات. فالمؤمنون يجتمعون للسجود والخدمة ولكنهم يغادرون أماكن الاجتماعات بغير ارتواء. ينظر أحدهم إلى الآخر تطلعاً إلى اندفاق ماء الانتعاش، فلا يجد إلا خيبة مريرة، ويبقى الظمأ ليضاعف من صدأ النفس، وينحون باللائمة على خدام الرب، وتمتد أرواحهم في داخلهم، إذ لا تعود عيونهم تقع على عيون إيليم.

          ألا يمكن، يا إخوتي، أن تكتب "مسَّة ومريبة" على بعض أماكن اجتماعاتنا؟ ألا يمكن أن تصل الحال بقوم منا حتى يتساءلوا: هل الرب حقاً في وسط اثنين أو ثلاثة يجتمعون باسمه كما وعد؟ أم ترانا نتصور أنه ـ له المجد ـ أقل نشاطاً بين اثنين أو ثلاثة من بين مئات وألوف؟

          الحقيقة أن كثيرين من أولاد الله قد تناسوا كل النسيان الحضرة غير المنظورة في وسطهم، فجفت حلوقهم ويبست شفاهم. لقد فشلوا في أن يروا الرب واقفاً على الصخرة المضروبة التي من جوفها اندفق الماء الحي ليُشبع ويروي الظمأ. ألم يَقُل الرب "الماء الذي أعطيه أنا يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية"؟

          وإنني لأهيب بإخوتي ألا ينسوا الصخرة المضروبة في وسطهم، والتي من جوفها لا تزال المياه الحية تجري وتفيض. فليس يكفي أن يكون بين أيدينا الترخيص الكتابي الواضح لاجتماعنا، بل يجب أن يكون لنا خاتم حضور الرب الحي الحبيب في الوسط.

          وحينما نقدم ذبيحة التسبيح، هل نحن نقدمها دائماً بإحساس مَنْ يؤمنون ويثقون أن في وسطنا مَنْ قد حضر لكي يتقبل تلك الذبيحة؟ هل نعرف أن الرب حاضر في اجتماع الصلاة بوصفه سامع الصلاة؟ وعند قراءة فصول من الكتاب أو خدمة الكلمة، هل نحس بصوت الرب متكلماً للتشجيع والتعليم، للتقويم والتوبيخ والتحريض؟

          إن حضور الرب هو الأمر المهم، وسواء أكانت رفيديم أو إيليم، فذلك اعتبار ثانوي، لكن المهم حقاً "يهوه شمَّه" أي الرب هناك. فالرب وحده هو الذي يمنحنا الشبع والفرح.



          ماكنتوش
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            السبت 6 سبتمبر 2003


            ناظرين إلى يسوع

            --------------------------------------------------------------------------------

            يسوع نراه مُكللاً بالمجد والكرامة(عب2: 9)


            هل نحن نثبِّت عيوننا على السماء؟ وآسفاه ما أقل ما تداوم قلوبنا للتطلع إلى فوق. لكن الروح القدس يأخذ بعيوننا دائماً ويثبِّتها على الرب يسوع لأن هذا غرضه باستمرار أن يعلن ويمجّد المسيح.

            حسن وجيد أن ننفض أيدينا من أنفسنا وأن نتعلق بالرب يسوع. لنا أن ننسى كل شيء ما عدا يسوع المسيح.

            في الرسالة إلى العبرانيين (12: 1،2) يحرِّض الرسول المؤمنين بأسلوب جميل للتخلي عن كل معطل وعن كل معوّق. الواقع أنه ونحن ناظرون إلى يسوع، ليس أسهل علينا من طرح الأثقال، ولكن عندما نتحول عنه، فليس أصعب علينا من ذلك.

            وما أريد أن أنبهكم إليه هو أن تتعلموا المسيح (أي تدرسوه دراسة) حتى نكون مثله هنا، وليس هناك ما يملأ النفس بركة ونشاطاً مثل تعلم المسيح، وليس هناك ما يقدّس الحياة ويملؤها إحساساً بمحبة الله مثل تعلم المسيح.

            ليت الرب يعطينا ونحن نستريح على كفاية وقيمة دمه الكريم، أن نلهج بالتأمل فيه ونتغذى به. نلهج بالتأمل في شخصه الصابر المبارك المتواضع والجالس الآن عن يمين الله، ذلك الذي يحفظ قلوبنا سالمة في عالم مليء بالحماقة والكبرياء.

            إن المشغولية به لا تجعل الشر أقل شراً، لكن تُبعدنا عنه بقوة الصلاح العاملة في النفس.

            بحق إن النظر إلى فوق، إلى شخصه الكريم، يجعل الواحد منا فوق المد والجزر، ويجعل المشي على البحر الهائج كالمشي فوق الأرض الثابتة.

            بحق إن التطلع إليه والتأمل فيه يجعلاننا نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد وأيضاً يمكن للمؤمن الفرد النظر إلى الرب يسوع والتمتع بالشركة معه والاتكال القلبي عليه، فيكون راضياً بما يختاره له الرب أو يسمح به.

            والقلب الذي يعرف الرب لا يستطيع أن يستغني عن هذا الاتكال وتلك الثقة. يا ليتنا نستمر مُطيعين للروح القدس الذي يأخذ بأبصارنا وقلوبنا حيث المسيح.


            داربي
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              الأحد 7 سبتمبر 2003


              المسيح الملك

              --------------------------------------------------------------------------------

              أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي(مز2: 6)


              يحدثنا المزمور الثاني عن المسيح، بل إن سبب تسميته المسيح (وتعني الممسوح) واضحة هنا في قول الآب: "أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي" (مز2: 6).

              ويُخبرنا الكتاب المقدس أن الرب يسوع مُسح ثلاث مرات:

              1ـ المسحة للخلق (أم8: 23). وهذه تمت في الأزل. فالرب مُسح لكي يُبدع الكون والخليقة. لكن الخليقة فسدت بسبب سقوط الإنسان، فمُسح الرب أيضاً مسحة للفداء.

              2 ـ المسحة للفداء: وَرَدت في إشعياء61: 1. ولقد اقتبس الرب يسوع هذا الجزء مطبقاً إياه على شخصه الكريم (لو4: 18 ).

              3 ـ المَسحَة للمُلك (مز2: 6): وما أحلى هذا المرسوم من الآب، عن مسحة المُلك قائلاً: "أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي". فالرب مُسح ليملك على كل شيء.

              ونلاحظ أن المسحة الأولى (المسحة للخلق) ارتبطت ببداية الزمان (تك1: 1). والمسحة الثانية، المسحة للفداء، ارتبطت بملء الزمان (غل4: 4)، والمسحة للمُلك مرتبطة بنهاية الزمان، أو ما يسميه الوحي "تدبير ملء الأزمنة" (أف1: 10).

              ونجد هذه المسحات كلها في آية واحدة في عبرانيين1 "جعله وارثاً لكل شيء (كالملك) الذي به أيضاً عمل العالمين (الخالق) ... بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا (الفادي)" (عب1: 2،3).

              ومسحة ملء الزمان تمت عند معمودية المسيح من يوحنا، عندما "مسحه الله بالروح القدس والقوة" (أع10: 38 ). وهذه المسحة وردت في الأناجيل متى ومرقس ولوقا. وهي الأناجيل التي تتحدث عن المسيح باعتباره الملك والنبي والكاهن على التوالي. وفي العهد القديم كان كل من الأنبياء والكهنة والملوك يُمسحون. فالأنبياء سُموا مُسحاء في مزمور105: 15 (قارن مع 1مل19: 16)، وكذلك كان الكهنة يُمسحون (لا8: 12)، وكذلك أيضاً الملوك (1صم10: 1،6؛ 16: 13). والمسيح شغل هذه الوظائف مجتمعة: النبي والكاهن والملك. وهو مُسح باعتباره النبي ليبشر، وباعتباره الكاهن ليفدي، وباعتباره الملك ليحكم.

              ونلاحظ أن داود أيضاً قد مُسح ثلاث مرات: في بيت، ثم في حبرون، وأخيراً في حبرون أيضاً (1صم16؛ 2صم2؛ 5).

              يوسف رياض
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                الاثنين 8 سبتمبر 2003


                كل صباح

                --------------------------------------------------------------------------------

                يُوقظ كل صباح. يوقظ لي أُذناً لأسمع كالمتعلمين(إش50: 4)


                هل تأملنا ذلك الشخص الفريد الذي كان يذهب في الصباح باكراً جداً إلى مكان خلاء ليصلي؟ هل سمعناه يكرر كلمات النبي: "السيد الرب .... يوقظ كل صباح، يُوقظ لي أذناً لأسمع كالمتعلمين؟" ألا تكون دهشتنا عظيمة ونحن نرى المالك لكل شيء، خالق أقاصي الأرض جاثياً في كل صباح في الصلاة لإلهه وأبيه؟

                إذا كان الرب يسوع نفسه في أيام جسده كان يشعر بالحاجة إلى هذه الساعة المبكرة ليكون في شركة وثيقة مع أبيه، ألا يجب علينا نحن الضعفاء والجهلاء أن نشعر بضرورتها وقيمتها؟ لقد كانت أيامه مزدحمة بالعمل ومع ذلك كان يكرس اللحظات الأولى من اليوم للصلاة والتأمل الفردي!!

                هل اختبرنا حلاوة تلك اللحظات التي تُقضى في فجر اليوم في الانفراد عند قدميه لنتذوق مراحمه التي هي جديدة في كل صباح (مرا 3: 23)؟ هناك ونحن منفردون معه نسمع صوته في صفحات الكتاب المقدس. هناك نتعلم منه لكي نعكس في الساعات التالية بعض الكمالات التي يعطينا الروح القدس أن نكتشفها في هذا الشخص العجيب. وبعد أن نكون قد دعوناه ليتكلم، نستطيع نحن بدورنا أن نقول له كل ما في قلوبنا وأن نضع كل شيء أمامه "يا رب ... بالغداة أُوجه صلاتي نحوك وأنتظر" (مز5: 3).

                وعندما يكون الرب قد كلمنا بهذه الطريقة، لنحفظ بعناية في قلوبنا الكلمة الخاصة التي يكون قد أعطاها لنا، لنسجلها ونرددها في أذهاننا خلال اليوم. لنطبقها في حياتنا، وإذ نعيشها هكذا تصبح كنزاً يغير شيئاً فشيئاً كياننا الداخلي.

                وإذا كان إلهنا يسمح بوقت مُظلم في حياتنا، وإذا كانت التجربة تأتينا في أي صباح، فلا ننسى أن قلبه مشغول بنا (أي7: 17،18 ) لأنه عرف جيداً الألم وبالتالي يقدر أن يرثي لنا في كل ضعفاتنا. فلنأتِ إذاً في كل صباح عند قدميه لنسمع الصوت الذي وحده يقدر أن يغيث المُعيي بكلمة ولعديم القوة يكثِّر الشدة.

                وهكذا نحن نحتاج أن نشرب من النهر في الطريق وأن نجلس تحت ظله ونتذوق ثمرته في انتظار الصباح الخالي من الغيوم حيث سيكون الفرح كاملاً وأبدياً لأننا سوف نرى الرب.


                جورج أندريه
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  الثلاثاء 9 سبتمبر 2003


                  الألم وبركاته

                  --------------------------------------------------------------------------------

                  فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز، لكن حينئذ وجهاً لوجهٍ. الآن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عُرِفت(1كو13: 12)


                  لا شك أن طريق الآلام لم يكن طريق سيدنا ـ له كل المجد ـ وحده؛ رجل الأوجاع ومُختبر (خبير) الحَزَن (إش53: 3)، بل هو طريق كل تابعيه، فالامتحان قرين الإيمان. ولعل تزايد جرعات الألم كماً وكيفاً في حياتنا في هذه الأيام يُعَد مؤشراً إضافياً على أن "نهاية كل شيء قد اقتربت"، حتى عندما يجيء العريس السماوي لا يوجد في قلب أحدنا ما يحزن على تركه في هذه الأرض!

                  إن الألم هو غالباً المبعوث الإلهي لتحقيق مقاصد الله العظيمة في حياة أولاده، وهو ليس دون سبب من جانبنا غالباً، وليس دون محبة من إلهنا دائماً. وأروع هبات الله وعطاياه الثمينة عادة ما تصلنا مُغلَّفة بالألم. إنه يتمجد جداً في احتمالنا للألم كما نرى في بولس (أع9: 16)، بل ويعرف أن يُخرج من وسط آلامنا أروع التسبيحات مثلما أنشد داود أجمل مزاميره وهو مُطارد (انظر مزمور 84: 5،6؛ أيوب35: 9،10).

                  كما أن مثل هذه الاختبارات المؤلمة تكون عادة من أروع الفرص للالتصاق بالرب أكثر، ومعرفة قلبه أعمق، واختبار كفايته أفضل من كل الماضي. فنحن عادة ما نتمتع بقوة الله التي لنا عندما ندرك ضعفنا وسط ظروف الحزن والألم والذي عادة ما يجردنا من إرادتنا الذاتية ويفرّغنا من كل اعتداد بأنفسنا، فنتهيأ "لكل ملء الله". فقط علينا أن نحترس من الانحراف عن الرب، والذي يجر علينا المتاعب والآلام إذ أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً، أما الآلام التي يسمح بها الرب كجرعات يرى هو في حكمته احتياجنا إليها في البرية، فعلينا أن نشكره لأجلها، مستودعين أنفسنا بالتمام بين يديه "كما لخالق أمين". فإن كنا لسنا بدون تجارب، لكننا أيضاً لسنا بدون إله في وسط هذه التجارب. وهو ـ تبارك اسمه ـ لا يسمح لنا بشرخ في أعماقنا إلا لكي يملأه بشخصه ومجده. وفي وسط الألم هو يعطي المعونة والمشجعات والنعمة التي تكفي للصبر والاحتمال! إذ هو يعرف طاقة احتمالنا فلا يسمح بزيادة المدة أو زيادة الجرعة عن طاقاتنا وإن كان يستخدم هذا كله ليوسّع من هذه الطاقة فنصبح أكثر نفعاً له ولشعبه.

                  ويوماً سنتطلع من فوق قمة السنين، وستتضح لنا مبررات كل أعماله الحكيمة والعظيمة معنا.


                  اسحق إيليا
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    الأربعاء 10 سبتمبر 2003


                    بديلي

                    --------------------------------------------------------------------------------

                    لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع(1تي2: 5،6)


                    أثناء الثورة الفرنسية اعتُقل كثيرون، كان من بينهم الكونتس "لابياني" وتم احتجازها هي وخادمتها في انتظار تنفيذ حكم الإعدام فيها.

                    ظلت الكونتس لابياني في بكاء مستمر، تعبيراً عن مخاوفها وأحزانها وضيقة نفسها، حتى لم تبق لها قوة على البكاء؛ وعندها راحت في سُبات عميق من التعب والإعياء. بعد قليل استيقظت الكونتس منزعجة، ولشدة دهشتها أنها لم تجد خادمتها، ولكن وجدت ملابس خادمتها مُلقاه بجوارها، كما لم تجد الكونتس ملابسها الشخصية التي كانت موجودة معها في الحجرة.

                    وبعد دقائق فُتح الباب ودخل ضابط، فأيقنت الكونتس أن ميعاد الموت قد جاء، وأن هذا الضابط سيقودها إلى حبل المشنقة لا محالة. ولكن، ويا للعجب، قال لها الضابط: "أيتها الخادمة .... اذهبي بسلام، لقد تم تنفيذ حكم الإعدام في سيدتك الكونتس لابياني". وعندما نظرت إلى قائمة المحكوم عليهم بالإعدام، وجدت اسمها وبجواره مكتوب: تم تنفيذ حكم الإعدام فيها.

                    خرجت الكونتس ودموعها تسيل بغزارة من مُقلتيها، وقد أدركت أن خادمتها لبست، طواعية واختياراً، ملابسها، ليُنفذ فيها حكم الإعدام بدلاً منها، وبالفعل ماتت لأجلها في قصة فداء نبيلة، قليلاً ما يعرفها العالم.

                    قارئي العزيز .. بالتأكيد أُعجبت واندهشت من حُب هذه الخادمة لسيدتها .. ولكن لديَّ قصة أعجب جداً من هذه، وهي أن السيد مات لأجل العبيد. فلقد مات الرب يسوع، وهو الله الظاهر في الجسد (1تي3: 16) وملك الملوك ورب الأرباب (رؤ19: 16)؛ مات لأجلي ولأجلك، نحن البشر مخلوقاته الذين كنا عبيداً للخطية (يو8: 34)، وللشيطان (عب2: 15). وليس كما لبست الخادمة ملابس سيدتها لبس المسيح ملابسنا فقط، لكنه أخذ جسداً مثلنا، ذاك الذي "إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب" (في2: 6-8 ).

                    ما أعجب حبه! اسمعه قبل أن يذهب ليموت لأجلنا قائلاً: "ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13). إنه يحبك، فهل تقبله بديلاً ونائباً عنك فتخلص خلاصاً أبدياً؟


                    زكريا ستاورو
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      الخميس 11 سبتمبر 2003


                      أكيلا وبريسكلا .. والكنيسة التي في بيتهما

                      --------------------------------------------------------------------------------

                      يسلم عليكم في الرب كثيراً أكيلا وبريسكلا مع الكنيسة التي في بيتهما(1كو16: 19)


                      لم يكن بيت أكيلا وبريسكلا بيتاً فقط، ولكنه كان فيه كنيسة أيضاً، وحيثما تنقل هذان الزوجان كانا يجعلان من بيتهما كنيسة (1كو16: 19؛ رو16: 3-5) .. وما أجمل هذا الوصف!! ما أجلّ أن يتحول البيت للعبادة وخدمة الرب واستضافة القديسين.

                      ولست أدري أكان هذا البيت فخماً أم بسيطاً؟ كبيراً أم صغيراً؟ مفروشاً بالأرائك وأفخم الأثاث، أم مجرداً من الزينة والأبهة؟

                      وماذا عن الأولاد؟ هل أنجبا أولاداً وبناتاً؟ لم يحدثنا الروح القدس عن شيء من هذا، لكن الروح القدس حدثنا عن شيء خالد مجيد؛ حدّثنا عن كنيسة في بيت!! فلربما نمتلك مسكناً فخماً ولكننا نعاني فيه من الضغوط والصراعات، وعلى الرغم من مظاهر الغنى، فقد يُحيطنا الفراغ وتعتصرنا القلوب الجريحة. والكتاب المقدس يعلمنا صراحة أن الغنى لا يهب السعادة. ونجد في سليمان مثالاً قوياً للشخص الذي كانت له كل الموارد الأرضية بوفرة هائلة ومعها كآبة القلب والنفس (جامعة2؛ أم15: 16،17؛ 16: 8،19؛ 17: 1). ولكنه من الأمور المُبهجة والمشجعة أن نرى ليس فقط الأفراد، بل البيوت تعمل لأجل الرب وسط شر العالم وتشويش المسيحية الاسمية. وإنه من امتيازنا ومسئوليتنا كذلك أن ننصرف عن مسراتنا الذاتية لنرتب أنفسنا وبيوتنا أيضاً لخدمة الرب والقديسين (1كو16: 15).

                      أيها الأحباء: إن ما في بيوتنا يعكس دائماً ما في قلوبنا. والرب يسأل كل واحد منا: "ماذا رأوا في بيتك؟" (2مل20: 15). إن الرب يعلم تماماً ما يحدث في بيوتنا، وهو لا يسأل هذا السؤال لكي يحصل على معلومات لا يعرفها، ولكن لكي يوقظ ضمائرنا. فيا ترى ماذا يرى الزائرون في بيوتنا؟ وعما نتحدث إليهم؟ هل نتحدث عما نفتخر بامتلاكه؟ أم عن الشخص الذي له كل شيء؟ بل الأفضل من ذلك أن نسأل أنفسنا: "ماذا يرى الله في بيتي؟" .. وماذا عن شهادتنا المنزلية البيتية؟ إننا نستطيع، بل ومن واجبنا أن نفتح بيوتنا للرب ولشعبه، ولا نجعلها لمُتعة ذواتنا أو لأجل العالم الذي رفض الرب. وإننا كلما أكثرنا النظر والتأمل في المسيح، وأطلنا الاستماع إلى كلامه والانشغال بشخصه، كلما رآه الناس بأكثر وضوح في بيوتنا (تث6: 6-9؛ مز118: 15).


                      فايز فؤاد
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        الجمعة 12 سبتمبر 2003


                        أسلوب الغفران الإلهي

                        --------------------------------------------------------------------------------

                        وإذ كان لم يَزَل بعيداً رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله(لو15: 20)


                        كم سمعنا من البعض قولاً كهذا: إني أعترف لفلان بالفضل عليَّ في أمر كذا ولكني أنكر عليه الطريقة التي اتخذها في إيصال معروفه لي حتى أنه ضيَّع التأثير الذي كان يُنتظر منه. أما ربنا المبارك فله أسلوب بديع في تنفيذ أفكاره. فهو لا يحسن العمل نفسه فقط، بل يصوغه في قالب يؤثر فينا بحيث نشعر أن قلبه في العمل الذي يُجريه لأجلنا. فالعمل بديع وأسلوب إجرائه بديع.

                        تأمل معي قليلاً في لوقا15 وهو الفصل المشهور بطلاوة أحاديثه، تجد الأسلوب الذي ينسج على منواله الرب؛ آية في البلاغة وقوة التعبير. لأنه ماذا يقول عن الرجل الذي وجد الخروف الضال؟ هل يصف لنا أتعابه وما قاساه من الضنك ويمثله لنا في صورة الشاكي الباكي وهو يسوق الخروف أمامه. كلا، بل يقول إنه "يضعه على منكبيه فرحاً" لا متوجعاً ولا باكياً. وما أرق هذا التعبير حيث نقرأ أنه رجع به مسروراً وما دام الخروف على المنكبين، فلا بد من وصوله إلى المكان آمناً مهما كان شكل إرجاعه. ولكن مَنْ منا لا يتأثر من قوله "فرحاً" ومَنْ منا لا يُسرّ بالأسلوب الذي يتم به خلاصنا.

                        وهكذا في أمر المرأة ودرهمها المفقود منها حين يقول "ألا توقد سراجاً وتكنس البيت وتفتش" ولكن هل بتراخِ وملل وعدم مُبالاة؟ كلا، بل "باجتهاد" كمَنْ له رغبة شديدة وقلبه على العمل، فظهر من ذلك أنها تنوي البحث عن الدرهم حتى تعثر عليه. وفي طريقة سيرها تبرهن ذلك بوضوح كامل.

                        وأخيراً أرجوك أن تتأمل معي في الأسلوب الذي قابل به الأب ذلك الابن الشارد المسكين وهو راجع إليه لأنه "إذ كان لم يَزَل بعيداً رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله". إن الأب لم يرسل أحد عبيده ليدعوه، ولا أمر أن ينتظر في قاعة الاستقبال، أو يقف عند الباب، ولا أرسل ليستحضره إلى المنزل مباشرة، بل بنفسه "ركض" وكأنه في تلك اللحظة خلع ثوب جلاله ليفسح المجال لعواطفه الأبدية. فهو لا يكتفي بقبول ذلك الضال، بل يرى من اللازم أن يكشف له ما في قلبه عند قبوله، وهو لا يرى أن ذلك يتم بمجرد قبوله فقط، بل يتخذ أسلوباً بديعاً في تنفيذ عزمه. فيا لسمو الأسلوب الذي يعامل به الله الإنسان عند القبول والغفران.


                        ماكنتوش
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          السبت 13 سبتمبر 2003


                          صديق نصف الليل

                          --------------------------------------------------------------------------------

                          أقول لكم وإن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه، فإنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج(لو11: 8 )


                          التعليم الروحي في هذا المَثَل مهم. فنحن نذهب إلى الصديق المقتدر: المسيح الذي ليس مثله صديق، المحب الألزق من الأخ، وعلينا ألا نخشى مُطلقاً أننا سنزعجه، لأنه دائماً يرحب بنا، فهو قبْل أن يترك الأرض، وعلى مسمع من تلاميذه الأحباء، قال: "لأجلهم أقدس أنا ذاتي" (يو17: 19).

                          ثم إننا نذهب إليه بشعور العوز المحتاج، كما قال الصديق في المَثَل: "ليس لي ما أقدمه له". آه لو أحس كل مَنْ أخذ خدمة من الرب أنه ضعيف في ذاته وعاجز. عندئذ ستصبح صلواتنا بلجاجة هي أملنا وملجأنا الوحيد. إن الصلاة بصفة عامة تستلزم شخصاً مسكيناً بالروح، يحس بأنه لا يملك شيئاً، فينال من الرب كل شيء.

                          ثم إننا نطلب من الرب لأجل صديق لنا: قد يكون هذا الصديق هو الزوج أو الابن أو الأخ. أو قد يكون هو أخاً مؤمناً معنا، أو قد يكون شخصاً بعيداً عن الله، لكننا بعواطف المسيح نحبه ونتمنى له الخلاص.

                          وبالإضافة إلى ذلك فعلينا عندما نذهب إلى الرب للطلب، أن نطلب طلباً محدداً. كان الطلب في المَثَل "ثلاثة أرغفة". وهي طبعاً تشير إلى شيء أعظم بكثير من مجرد الطعام البائد، إنها تشير إلى الطعام الباقي للحياة الأبدية.

                          على أن الدرس الرئيسي في المَثَل هو ما ورد في ع8، إذ يقول المسيح "أقول لكم وإن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه، فإنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج". وتعبير "لجاجته" يعني حرفياً "عدم خجله": فعادة تصرف كهذا من الصديق النائم، كفيل بأن يجعلنا ننكص على أعقابنا. أما هذا الصديق الطالب، فقد قبل أن يُعامل كما لو كان شحاذاً.

                          ونجد نموذجاً عجيباً لهذه اللجاجة في المرأة الفينيقية التي أتت لتطلب لأجل ابنتها (مت15: 21-28 )، والرب لم يصرفها فارغة، بل أعطاها حاجتها.

                          لاحظ قول الرب في المَثَل إن الصديق أعطى صديقه لا بقدر ما طلب، بل بقدر الاحتياج. ويؤكد الرسول بولس على هذا الفكر ويقول: ليس إن الله سيعطي فقط بقدر ما نحتاج، بل "فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع" (في4: 19).


                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            الأحد 14 سبتمبر 2003


                            سر النجاح

                            --------------------------------------------------------------------------------

                            طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار ... لكن في ناموس الرب مسرته(مز1: 1،2)


                            يتكون المزمور الأول من ستة أعداد قصيرة، ولكنها عميقة وتعلمنا دروساً خطيرة:

                            (ع1) الانفصال السلبي: فعلى التقي أن يأخذ قراراً سلبياً، إذ يُقال عنه "لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس". وسواء كنا نتحدث عن العصر الحاضر، أو العصور الماضية، فإن المبدأ يظل ثابتاً. وهذه هي البداية الحقيقية للحياة التقوية (دا 1: 8 )؛ عيشة الانفصال عن كل الدنس المُحيط بنا: سواء في العمل أو المجتمع أو في مجال الدراسة.

                            (ع2) التأمل الإيجابي: وهنا نجد السرور الإيجابي بناموس الرب، وهو ليس مجرد الوصايا العشر، بل كل الكتب المقدسة. فبالنسبة لنا عبارة "ناموس الرب" تسري على كل الكتاب. وكل تقي عليه أن يُشكل حياته ويصوغها بحسب هذه الكلمة النافعة البناءة (2تي3: 16،17).

                            وما أحلى مبدأ الطاعة لكلمة الله، نقرأ في سفر يشوع "بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه" (يش1: 8 ). هذه أقوال الله موجهة ليشوع في وقت حساس، عند الدخول الفعلي لشعب الله إلى أرض الموعد. فينصح الرب يشوع لكي يهب ذاته تماماً لقراءة وطاعة كلمته.

                            (ع3) النتيجة: الإثمار والنجاح: فالنتيجة الطبيعية للانفصال، والتأمل المستمر في كلمة الله هي الإثمار. نظير الشجرة المغروسة عند مجاري المياه والتي تعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل. وهكذا المؤمن الذي ينهل باستمرار من كلمة الله، كل ما يصنعه ينجح "لأنك حينئذ تُصلح طريقك وحينئذ تفلح" (يش1: 8 ).

                            (ع4ـ6) والنقيض؟ الدمار! القسم الثاني من المزمور هو تحذير للأشرار الذين "ليسوا كذلك". أولئك الرافضين لكلمة الله، والسائرين وراء إرادتهم الذاتية. وعلى الرغم من أن لهم صورة الثبات والغنى والقوة حالياً (مز73: 3-12)، إلا أنهم سرعان ما سيسقطون كالعصافة (التبن أو القش).

                            وواضح جداً أن هذا المزمور ينطبق أساساً انطباقاً كاملاً وتاماً على شخص الرب يسوع المسيح، الذي ولد وعاش وكان "التقي" الحقيقي على هذه الأرض. وفي حياته الكاملة ظهرت بوضوح تام ثلاثية: الانفصال، التأمل في كلمة الله، والإثمار.


                            دوجلاس هاي هو
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              الاثنين 15 سبتمبر 2003


                              فكر التواضع

                              --------------------------------------------------------------------------------

                              لا شيئاً بتحزب أو بُعجب بل بتواضع، حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم(في2: 3)


                              إن الطبيعة البشرية ترفض أن تُعطي الكرامة لإنسان، أكثر مما تكرم نفسها. فهذا يُعّد طعنة للذات، وهو ما ليس في طاقة الإنسان الطبيعي أن يفعله. ولكن سُكنى الروح القدس يعطي الطاقة لتختفي الذات، ومن ثم يستطيع الإنسان أن يقدم الآخرين عليه في الكرامة.

                              ونرى في جدعون التطبيق العملي للنص السابق. فبعد أن هزم المديانيين بثلاثمائة رجل، طلب من "أفرايم" أن يدخل المعركة في اللحظة الأخيرة، حتى يوجه أفرايم لهم الضربة الأخيرة وهم قطعوا طريق الهروب على المديانيين وأسروا اثنين من قادتهم. ولكنهم اشتكوا على جدعون أنهم لم يُخبَروا بأمر المعركة منذ بادئ الأمر، وبالتالي لم يشاركوا فيها إلا في المشهد الأخير. وكانت إجابة جدعون التي ظهر فيها روح الآية موضوع دراستنا "أليس خصاصة أفرايم خيراً من قطاف أبيعزر" (قض8: 2). وبمعنى آخر إن الضربة الأخيرة التي وجهها أفرايم للمديانيين (خصاصة أفرايم) هي أفضل من كل الحملة التي عملها جدعون (قطافه). وهذه الروح المتواضعة أرضت أفرايم.

                              أما في العهد الجديد فنرى بولس في فيلبي وهو يقدم خدمة القديسين على خدمته، فيعتبر أن الخدمة المادية التي قدموها له الأخوة القديسين في فيلبي، هي الذبيحة الأساسية المقدمة لله، أما خدمته هو فهي مجرد السكيب على ذبيحة إيمانهم.

                              ولكن المثال الأعظم في الاتضاع وتقديم الآخرين هو ربنا المعبود، فهو الذي اتضع حتى نرتفع نحن، بل افتقر حتى نستغني نحن، بل إنه وضع نفسه حتى الموت لكي نحيا نحن.

                              أيها الأحباء ... هناك طريق للبركة مرسوم أمامنا في رسالة فيلبي: "ليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع" (في2: 5)، هو طريق الاتضاع ـ الاتضاع دائماً. لقد كانت كل خطوات سيدنا المعبود تنازلية دائماً حتى وصل إلى الخطوة التي ليس بعدها اتضاع أو نزول "حتى الموت موت الصليب".

                              ليت الرب يحفظنا قريبين منه، خادمين إياه بتواضع، آخذين من شخصه أكثر مما نصرف في خدمته.


                              وليم ماكدونالد
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X