إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

    الجمعة 1 أغسطس 2008

    واهب في سُوفَة


    لذلك يُقال في كتاب ”حروب الرب“ وَاهبٌ في سُوفة وأودية أرنُون ( عد 21: 14 )

    في سفر العدد الأصحاح الحادي والعشرين، نقرأ عن العديد من الدروس الرمزية والروحية: فهو يحدثنا عن الحية النحاسية (ع4- 9)، ثم عن الارتحال نحو شروق الشمس (ع10، 11)، وبعدها يحدثنا عن الأودية ومصب الأودية (ع12- 15)، ثم عن الارتواء من البئر (ع16)، وأخيرًا عن الترنم والنشيد (ع17).

    في هذا الترتيب الجميل، نجد أولاً الشفاء بالمسيح، الذي كانت الحية النحاسية رمزًا إليه (قارن مع يوحنا3: 14، 15)، يتبع ذلك تحول القلب إلى المسيح (شمس البر)، يليه الارتواء بالبئر (الروح القدس)، وهذا يقود النفس أخيرًا للفرح والترنيم.

    وما أجمل هذا الترتيب! فالمؤمن بعد أن وجد شفاءه في المسيح لا يتحول عنه أبدًا. حقًا إنه يمكننا أن نرتحل في الاتجاه الخاطئ بعيدًا عن المسيح، ساعتها لن نكون سوى حزانى وعابسين، لكننا من الجانب الآخر يمكننا أن نرتحل نحوه، تجاه ”شروق الشمس“. وتمتلئ نفوسنا بالفرح وقلوبنا بالسجود.

    وبالإضافة إلى تلك الدروس الجميلة فإن تلك الأعداد تحدثنا أيضًا كثيرًا عن الارتحال. إنها تحدثنا عن تحركات الشعب حتى وصولهم إلى عربات موآب، التي منها عبروا إلى أرض الموعد. وتتكرر عبارة «ارتحلوا» بداية من شرب ماء الصخرة (عد20) وحتى وصولهم إلى عربات موآب (عد22) سبع مرات، منها أربع مرات في أربع آيات متتالية ( عد 21: 10 - 13). إن شعب الرب شعب متحرك صوب الراحة والبركة، ولكن له في أثناء الرحلة العديد من المشجعات والمعونات الإلهية.

    يلي ذلك عبارة جميلة في ع14: «لذلك يُقال في كتاب ”حروب الرب“ واهبٌ في سُوفَة وأودية أرنُون». ويرجح البعض أن هذه الكلمة «واهبٌ» هي اسم علم لشخص أو مدينة في موآب، ويعتقد البعض الآخر أنها فعل يعني ”ماذا فعل؟“. وفي هذه الحالة الأخيرة يكون المعنى: ماذا فعل الرب في سوفة (أو بحر سوف)؟، وماذا فعل في أرنون؟ أو بكلمات أخرى: ماذا فعل الرب ليُخرج شعبه من مصر؟ وماذا فعل ليُدخلهم إلى كنعان؟ ماذا فعل ليُخرجهم من بيت العبودية وليُدخلهم إلى أرض الميعاد؟ وبالنسبة لنا حسن أننا نتذكر كل الطريق من البداية حتى النهاية، وأن نتتبع معاملات الرب الرحيمة بداية من التحرير من عبودية الشيطان وحتى وصولنا إلى المجد.

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

    السبت 2 أغسطس 2008

    سلة أول الثمار


    فيأخذ الكاهن السلة من يدك ويضعها أمام مذبح الرب إلهك. ثم تصرِّح وتقول أمام الرب إلهك: أراميًا تائهًا كان أبي ( تث 26: 4 ، 5)

    إن الساجد الحقيقي هو شخص متواضع. وفي الفصل المطروح أمامنا (تثنية26) لم يكن هناك مكان لكبرياء الجنس، والشكل، والمكان، وكان اعترافه «أراميًا تائهًا كان أبي»، فلم يعطِ لنفسه أي امتياز، ولم يكن فيه عقدة التسامي على الآخرين، ولم يحاول أن ينتفخ بأية صورة وهو يأتي إلى محضر الله، فتمجيد الذات لم يكن له مكان، والجسد لم يكن له محل، ذلك الجسد الذي قال عنه المسيح ”الجسد لا يُفيد شيئًا“ ( يو 3: 63 ). فلم يكن مسموحًا بمكان للغطرسة، لأن الإسرائيلي كان له أصل واحد «أراميًا تائهًا كان أبي». ونحن نعلم أنه ـ بالأسف ـ لا يوجد نظير للغطرسة الدينية، المُمثلة في الفريسي، الذي صلى هكذا مع نفسه: «اللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس» ( لو 18: 11 ، 12).

    وكل مؤمن يعمل حسنًا لو وضع هذا في قلبه وهو يتقدم إلى عرش الله القدوس، فالله يكره الكبرياء في أية صورة، وقد قال بلسان إشعياء: «لأنه هكذا قال العلي المرتفع، ساكن الأبد، القدوس اسمه: في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحق والمتواضع الروح، لأُحيي روح المتواضعين، ولأحيي قلب المنسحقين» ( إش 57: 15 ). ونقرأ ثانية «يقاوم الله المُستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» ( يع 4: 6 ). والكبرياء لا تتفق مع المؤمن لأنه كان خاطئًا خلَّصته النعمة، وأنه لولا نعمة الله كان مصيره حتمًا في الجحيم.

    والساجد الحقيقي هو شخص يعطي الله. «ها أنذا قد أتيت بأول ثمر الأرض التي أعطيتني يا رب. ثم تضعه (الثمر) أمام الرب إلهك، وتسجد» (ع10). فمن المُلاحظ في هذا الأصحاح أن الساجد لا يطلب شيئًا من الله، فهو لا يأتي إلى الله وعلى شفتيه طِلبة، ولكن يأتي وفي يديه تقدمة، وصحيح أنه أحضر إلى الله ما سبق الله وأعطاه إياه، إلا أن الله يفرح بالتقدمة ويحسبها له.

    قفزت فتاة صغيرة إلى حِجر والدها وسألته خمسة جنيهات، ولما سألها أبوها عما سوف تفعله بالجنيهات الخمسة، أجابت ببراءة: إنني أريد أن أشتري لك هدية، فأعطاها أبوها ما طلبت، وفي اليوم التالي كانت الفتاة تقدم الهدية لأبيها الذي سبق ودفع ثمنها، ولا داعي أن نقول كيف قدَّر الوالد عاطفة ابنته وهديتها.

    الفريد ب. جيبس
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

      الأحد 3 أغسطس 2008

      ماذا تظنون في المسيح؟


      ماذا تظنون في المسيح؟ ابن مَنْ هو؟ ( مت 22: 42 )

      لقد صار المسيح إنسانًا دون أن يعني هذا أن الله تحول إلى إنسان، ولا أن المسيح كان هنا على الأرض مجرد إنسان، لا أكثر ولا أقل. فلقد بقيَ في لاهوته كما هو من الأزل وإلى الأبد. لكنه اتخذ بالإضافة إلى ذلك جسدًا وشاركنا في البشرية، ما خلا الخطية. وهذه الحقيقة: أعني اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص واحد، وردت حتى في أسفار التوراة التي بين أيدي اليهود، فيقول النبي: «لأنه يولد لنا ولد (مُشيرًا إلى ناسوت المسيح). ونُعطى ابنًا (مُشيرًا إلى لاهوته)، ويُدعى اسمه عجيبًا، مُشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام» ( إش 9: 6 ). ويقول أيضًا: «أما أنتِ يا بيت لحم .. وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنكِ يخرج لي (هنا يشير إلى ناسوت المسيح) الذي ... مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل (إشارة إلى لاهوته)» ( مي 5: 2 ).

      ومع أن هذه الآيات وغيرها موجودة في أسفار التوراة التي ما زالت إلى اليوم بين أيدي اليهود، لكن حتى في أيام المسيح كان غير المؤمنين من اليهود متعثرين أمام هذه الحقيقة، مما جعل المسيح يسألهم ذات مرة: «ماذا تظنون في المسيح؟ ابن مَنْ هو؟ أجابوه: ابن داود. فقال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلاً: قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك؟» فلم يستطيعوا الإجابة. أما المؤمن، الذي أنار الروح القدس ذهنه، فإنه يعرف أن المسيح بالجسد هو ابن داود، لكنه هو في الوقت نفسه رب داود. ويوضح المسيح نفسه هذه الحقيقة في آخر أصحاح في العهد الجديد، بل في آخر صفحة في الكتاب المقدس إذ يقول: «أنا أصل وذرية داود» ( رؤ 22: 16 ). إنه أصل داود لأنه خالقه، وذرية داود لأنه نسله، وقد وُلِدَ منه!

      ولقد قَبِل هذا الشخص العظيم أن يصير إنسانًا ليخلِّصنا. إذ قَبِلَ أن يفدينا بذبيحة نفسه. وذاك الذي لا يكِّل ولا يعيا ( إش 40: 28 ) تعب مرة من السفر ليخلِّص إنسانة مسكينة أتعبتها الخطية. وذاك الجاعل السحاب مركبته ( مز 104: 3 ) عبر من شطٍ إلى شطٍ في بحيرة طبرية، وذهب إلى القبور ليخلِّص إنسانًا بائسًا أذلته الأرواح الشريرة. وذاك المعلِّق الأرض على لا شيء ( أي 26: 7 ) قَبِلَ أن يُعلَّق فوق الصليب، ليهَبنا جميعًا الخلاص الأبدي.

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

        الاثنين 4 أغسطس 2008

        الصداقة الحقيقية


        وفي اليوم الآخر أقبلنا إلى صيداء، فعامل يوليوس بولس بالرفق، وأذن أن يذهب إلى أصدقائه ليحصل على عناية منهم ( أع 27: 3 )

        يستطيع الأصدقاء أن يفرحوا معًا وأن يحزنوا معًا، وفي لوقا15: 6، 9 صورة لمثل هذا الفرح. عندما وجد الراعي الخروف الضال جمع أصدقاءه ليشاركوه فرحته. وبالمثل فعلت المرأة عندما وجدت الدرهم المفقود. إلا أن القلوب غير الروحية ـ للأسف ـ لا تعرف مثل هذا الفرح، بل غالبًا ما تحسد مَن يجدون عندهم نجاحًا روحيًا أو ماديًا، مثل شاول أول ملوك إسرائيل الذي غضب لأن النساء مدحن انتصارات داود ( 1صم 18: 6 - 9)، وبالمثل حسد قادة إسرائيل الرب يسوع بسبب قوته وشعبيته لدى الناس العاديين ( مت 24: 18 ).

        إن الصداقة الحقيقية تُسرُّ بمشاركة فرح الآخرين، ويقول الكتاب عن جسد المسيح «إن كان عضوٌ واحدٌ يُكرم، فجميع الأعضاء تفرح معه» ( 1كو 12: 26 ).

        عندما كان بولس سجينًا في طريقه إلى رومية، توقفت السفينة في صيداء، وسمح له قائد المئة «أن يذهب إلى أصدقائه ليحصل على عناية (إنعاش) منهم» ( أع 27: 3 ). ولا نعلم مَن مِن هؤلاء الأصدقاء كان في صيداء إذ لا يوجد في الكتاب ما يشير إلى شهادة مسيحية هناك، إلا أننا نستطيع أن نتصوّر أية مسرة كانت لبولس أن يكون وسط أصدقائه. ولا شك في أننا مررنا باختبارات مُشابهة، إنعاش مؤمنين لهم نفس الفكر في عالم قاحل ليس بوسعه أن يقدم إنعاشًا روحيًا. لقد كان فليمون واحدًا ممن يقدمون مثل هذا الإنعاش «لأن أحشاء القديسين قد استراحت (انتعشت) بك أيها الأخ» (فل7)، كذلك كان أنيسيفورس الذي مرارًا كثيرة أنعش بولس بحسب ما جاء في تيموثاوس الثانية1: 16، وأيضًا الأخوة الثلاثة؛ استفاناس وفرتوناتوس وأخائيكوس، الذين أنعشوا لا روح بولس فقط، بل أيضًا روح إخوة كورنثوس ( 1كو 16: 17 ، 18).

        كيف ننعش الآخرين؟ ننعشهم، بكل تأكيد، بدفئنا ومحبتنا عندما نجتمع معًا. الحديث عن الأمور الطاهرة والأبدية أيضًا يجلب إنعاشًا كما يقول أمثال10: 11 «فم الصديق ينبوع حياة». إن في الصداقة، بكل تأكيد، مثل هذا الإنعاش المُتبادل. والأصدقاء الذين يُعتمد عليهم لا يُقدَّرون بثمن، فهم دائمًا بجانبك وقتما تحتاجهم، يمكنك أن تسألهم أن يفعلوا أشياء لأجلك وأن تعتمد عليهم لمساعدتك «يوجد محب (صديق) ألزق من الأخ» ( أم 18: 24 )، والضيق غالبًا ما يُثبت لنا مَن هم أصدقاؤنا الحقيقيون.

        فرانك والاس
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

          الثلاثاء 5 أغسطس 2008

          فرح الشرير وفرح المؤمن


          أما علمت .. أن هتاف الأشرار من قريب، وفرح الفاجر إلى لحظة! ( أي 20: 4 ، 5) ويفرح جميع المتكلين عليك. إلى الأبد يهتفون... ويبتهج بك مُحبو اسمك ( مز 5: 11 )

          الفرح عند الإنسان الطبيعي يأتي من الخارج للداخل، لأنه يرتبط بظروف الحياة الخارجية، كاستقرار الحالة المالية، والنجاح في الحياة العملية، وانتعاش الأسواق التجارية، وزيادة المحاصيل الزراعية، وسلامة الحالة الصحية، وتوافر وسائل الترفيه والتسليات العالمية، أو كقول الكتاب «كثرت حنطتهم وخمرهم» ( مز 4: 7 ). ولكن إلى أي مدى تستمر هذه الأفراح وكيف تنتهي؟ إنها إلى لحظة ونهايتها مأساوية، وإليك المثال:

          * العمالقة الذين غزوا صقلغ وأخذوا منها غنيمة، وصنعوا وليمة كانوا فيها يأكلون ويشربون ويرقصون .. ولكن في تلك الليلة بالذات ضربهم داود، ولم ينج منهم رجلٌ إلا أربع مئة غلام الذين ركبوا جمالاً وهربوا (1صم30).

          * بيلشاصر الملك صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف، وكانوا يشربون الخمر ويُسبحون آلهتهم، ولكن في تلك الليلة قُتل بيلشاصر الملك وأخذ مملكته داريوس المادي (دا 5).

          لكن هناك نوع آخر من الفرح لنوعية مختلفة من الناس، إنه فرح المؤمن الذي لا يرتبط بأمور منظورة، بل ينبع من الداخل للخارج. فكم من مؤمنين مُجربين ومتألمين، يُعانون من أمراض كثيرة وظروف صعبة لا تُحتمل وتجارب ينحني أمامها الجبابرة، ومع هذا نجدهم فرحين، وإليك المثال:

          * في رسالة فيلبي نجد، كلاً من كاتب الرسالة والذين وُجهت الرسالة إليهم، في تجارب قاسية وظروف صعبة. فالرسول بولس يكتب وهو في السجن، لمؤمنين فقراء. ولكن العجيب أن هذه الرسالة من أكثر رسائل العهد الجديد كلامًا عن الفرح (18 مرة).

          * ولنتأمل أيضًا النبي حبقوق وهو يتفقد المعطيات الطبيعية للحياة فلم يجد منها شيئًا. بل إن كل ما رآه لا ينبئ عن انفراجة في المدى القريب. فلم يجد زهرًا في التين، ولا حملاً في الكروم، ولا طعامًا في الحقول، ولا غنمًا في الحظائر، ولا بقرًا في المذاود ... ويا لها من حالة تُصيب بالحزن والكآبة! لكن اسمعه وهو يترنم قائلاً: «فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي» ( حب 3: 17 - 19). هذا هو فرح المؤمن الذي لا يُستمد من الأمور التي تُرى، بل الفرح الذي مصدره الرب يسوع، والذي يدوم إلى الأبد.

          معين بشير
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

            الأربعاء 6 أغسطس 2008

            العلاج في الحية النحاسية


            فقال الرب لموسى: اصنع لك حية مُحرقة وضعها على راية، فكل مَن لُدغ ونظر إليها يحيا في القصة الواردة في سفر العدد21 نجد أن العلاج من لدغات الحيات المُحرقة كان ينحصر في الحية النحاسية وحدها.

            * فالرب لم يطلب من موسى عمل مراهم لعلاج اللدغات، رغم أن هذا قد يكون أكثر معقولية ـ بحسب النظرة البشرية ـ لعلاج الملدوغين. ونحن نتذكر أن المرأة نازفة الدم التي وردت قصتها في الإنجيل، تألمت كثيرًا من أطباء كثيرين، فلم تنتفع شيئًا، بل صارت إلى حالٍ أردأ، ولكنها لما سمعت بيسوع، أتت إليه، ولمسته بالإيمان فنالت الشفاء الفوري واللحظي.

            * ولم تكن تنفع العظات مع الذين لدغتهم الحيات. ولا نقرأ عن تحريض لهم لعمل الخير ليتم تخفيف آلامهم، بل كان المطلوب مجرد نظرة. كثيرون يظنون أن في عمل الخير للآخرين، تكفيرًا لذنوبهم أو شفاءً لأنفسهم من ضربات الحيَّات. ولكن هيهات.

            * ولم يطلب الرب تجنيد القوى لمقاومة الحيات، ولا إشعال حرب لطردها من المحلة، فهذا لم يكن يُجدي. واليوم كثرت المنظمات التي تحارب الشر، وفي المقابل فإن الشر أيضًا كثر وزاد. وهو يذكّرنا بما هو حادث مع الطب والمرض. فمنذ أن وعينا للدنيا، تقدم الطب كثيرًا، وتقدم المرض أكثر!

            * ولم يطلب الرب من الملدوغين أية تقدمات مقابل شفائهم من لدغات الحيَّات المُحرقة. ولم تكن هناك عطايا تُقدم للحية النحاسية، وذلك لأن شفاء الله وخلاصه هو من مجرد النعمة وحدها.

            الله لا يطلب من الخاطئ أن يقدم أي شيء، بل أن يَقبَل المسيح الذي بذله الله عن الخطاة، وأن يحصل على تبريره بالإيمان وبالمجان «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون» ( أف 2: 8 ).

            ولقد أمر الله موسى أن يضع الحية التي يصنعها على راية، لتكون ظاهرة لكل الشعب. وكان كل مَن نظر إلى حية النحاس يحيا. إذًا فما كان يكفي صُنع حية من نحاس لتكون رمزًا للمسيح، بل كان يجب بالإضافة إلى ذلك أن توضع هذه الحية على راية، لتكون في متناول رؤية كل الشعب. وهكذا أيضًا رُفع المسيح فوق الصليب ومات «لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 14 ، 15).

            يوسف رياض
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

              الخميس 7 أغسطس 2008

              برنابا


              كان رجلاً صالحًا وممتلئًا من الروح القدس ( أع 11: 24 )

              عادةً عندما يأتي ذكر برنابا نتفكَّر في المشاجرة التي حدثت بينه وبين الرسول بولس بسبب مرقس ابن أخته، وتكون نظرتنا تُجاه برنابا سلبية، في أنَّه تأثَّر بالروابط الطبيعيَّة. ونختزل حياة برنابا في هذا الحَدَث فقط، ونتجاهل تاريخه الروحي المليء بالإيجابيات. وأُريد بنعمة الرب أن ألمس بعض هذه الجوانب:

              1ـ سخاؤه وعطاؤه: في بداية تكوين الكنيسة، كثير من المؤمنين باعوا ممتلكاتهم ووضعوا أثمانها عند أرجل الرسل، وكان برنابا أحد الذين فعلوا ذلك ( أع 4: 34 -36). لقد كان سخيًّا للرب معطاءً، فلم تكن حياته فقط مكرَّسة للرب، بل كل ممتلكاته صارت أيضًا للرب.

              2ـ مكانته وقلبه الراعوي: عندما حاول شاول أن يلتصق بالتلاميذ، كانوا يخافونه، فأخذه برنابا وأحضره للرسل ( أع 9: 26 -28). لقد كان لبرنابا تقدير واعتبار عند الرسل حتَّى أنَّهم وثقوا في كلامه عندما أخبرهم عن التغيير الذي حدث لشاول، كما كان له قلب راعوي، فهو الذي لاحظ شاول، وأدرك أنَّه صار مسيحيًّا حقيقيًّا، فاحتضنه وشجَّعه، وقدَّمه للرسل.

              3 ـ موهبته وروحانيته: عندما سمع الرسل بأن عددًا كبيرًا في أنطاكية آمنوا بالمسيح، أرسل الرسل برنابا ليثبِّت الذين آمنوا، «ولمَّا أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب.. فانضم إلى الرب جمعٌ غفير» ( أع 11: 23 ، 24). لقد كان موهوبًا من الرب، فرغم أنَّ كلماته كانت موجهة لتشجيع المؤمنين وتثبيتهم، إلا أنَّ جمعًا غفيرًا انضمَّ للكنيسة.

              4ـ تمييزه وفطنته: عندما رأى برنابا العمل المتكاثر في أنطاكية، أدرك أن رجلاً كبولس بإمكانياته وطاقاته يصلح أن يُشاركه الخدمة، ذهب إليه في طرسوس وأحضره إلى أنطاكية ( أع 11: 25 ، 26). وكم يشهد التاريخ على رجاحة تفكير برنابا! لقد استطاع بحكمة وفطنة أن يستكشف موهبة بولس غير العادية، واستطاع أن يُفسح له مجالاً كي يُظهرها ويستثمرها.

              5ـ أمانته وتقواه: عندما بدأت بوادر مجاعة في أورشليم، استحسن الإخوة في أنطاكية أن يُرسلوا خدمة لإخوتهم في أورشليم، فأرسلوا هذه الخدمة بيد برنابا وشاول ( أع 11: 27 -30). لقد كان شخصًا جديرًا بأن يُستأمن من إخوته على عطاياهم.

              عاطف إبراهيم
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

                الجمعة 8 أغسطس 2008

                ..مَن مثله!


                سلموا على أَسينكريتُس ( رو 16: 14 )

                «أَسينكريتُس» أحد المؤمنين في كنيسة رومية أرسل له الرسول بولس تحياته. والاسم «أَسينكريتُس» معناه في اليونانية ”ليس مثله“ أو ”لا نظير له“ أو ”لا يُقارن“. ومعنى الاسم يُذكّرنا بآخر ما نطق به موسى رجل الله، ذلك الرجل العظيم الذي ”لا مثيل له“ بين جميع أنبياء إسرائيل «ولم يَقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عَرفه الرب وجهًا لوجه» ( تث 34: 10 قارن عد12: 6- 8). ففي آخر حياة ذلك الرجل العظيم، ابتدأ بروح النبوة يبارك أسباط إسرائيل الإثنى عشر واحدًا فواحدًا، وأتى في النهاية بتلك الكلمة الإجمالية ووضعها على رأس تلك البركات «ليس مثل الله يا يشورون» ( تث 33: 26 ).

                وما أوقع تلك الكلمات إذ تصدر من شخص كموسى عرف الرب مائة وعشرين سنة، منذ الطفولية إلى نهاية حياته. رأى عنايته به صغيرًا، ولم يجد مثله، إذ لم يستطع أبوه وأمه أن يحفظاه في البيت. ورأى قوته وآياته في أرض مصر، وشاهد أعماله وعجائبه في البرية فاستطاع أن يترنم مع بني إسرائيل هذه التسبيحة للرب وقالوا: «مَن مثلك بين الآلهة يا رب؟ مَنْ مثلك مُعتزًا في القداسة، مخوفًا بالتسابيح، صانعًا عجائب؟» ( خر 15: 11 ). وحقًا «لا مثل لك بين الآلهة يا رب، ولا مثل أعمالك» ( مز 86: 8 ؛ مز89: 6، 8؛ 1صم2: 2؛ 2صم7: 22؛ 1مل8: 23؛ مي7: 18، 19).

                ولكن وإن كان «ليس مِثل الله»، فليس هناك أيضًا مثل شعب الله «طوباك يا إسرائيل! مَنْ مثلك يا شعبًا منصورًا بالرب؟» ( تث 33: 29 ؛ 2صم7: 23). ولكن وإن كان ليس مثل شعب الله القديم، الذي باركه الله بكل البركات الأرضية، وسيتمم له كل المواعيد المُعطاة للآباء، فكم وكم يكون الحال مع الكنيسة التي ليس مثلها بين كل المؤمنين في كل التدابير «كنيسة الله التي اقتناها بدمه» ( أع 20: 28 )، والتي هي جسد المسيح «ملء الذي يملأ الكل في الكل» ( أف 1: 23 )، وعروسه ( رؤ 20: 2 )، والتي أسكَن فيها روح قدسه. فاختيارها وبركاتها ومقامها أسمى من كل المؤمنين في كل التدابير.

                فايز فؤاد
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

                  السبت 9 أغسطس 2008

                  مواظبة الإيمان


                  فقبلوا كلامه بفرحٍ، واعتمدوا، وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس. وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز،... ( أع 2: 41 ، 42)

                  في يوم الخمسين كان هناك اندفاع كبير للناس الذين يرغبون أن يعتمدوا كدليل خارجي على أنهم قبلوا كلام بطرس بفرح باعتباره كلام الرب لهم. وانضم لجماعة المؤمنين في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس. فإذا كان البرهان على أن أية عظة كانت بالروح القدس هو تغيير النفوس ورجوعهم إلى المسيح، فإن عظة بطرس في ذلك اليوم كانت من هذا النوع. ولا شك أن هذا الصياد الجليلي تذكَّر كلمات الرب يسوع: «سأجعلكما صيادي الناس» ( مت 4: 19 )، وربما تذكَّر قول المخلِّص: «مَن يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها، لأني ماضٍ إلى أبي» ( يو 14: 12 ).

                  ومن الجدير أن نتعلم الحرص والدقة اللذين سجل بهما لوقا عدد الذين تحولوا إلى المسيحية إذ قال: «نحو ثلاثة آلاف نفس». فعلى خدام الرب أن يمارسوا نفس الحرص والدقة في ذكر الأمور الخاصة بالخدمة وبالمسيح.

                  وإن برهان حقيقة التحول هو الاستمرارية. فهؤلاء الذين اهتدوا إلى المسيح برهنوا حقيقة إيمانهم الذي جاهروا به بالمواظبة على:

                  1ـ تعليم الرسل: وهذا يعني التعاليم الموحى بها للرسل، والتي أُعطيت شفويًا في الأول، وهي الآن مدوّنة في العهد الجديد.

                  2ـ الشركة: دليل آخر على الحياة الجديدة هو رغبة المؤمنين الجُدد أن يكونوا مع شعب الله، وأن يكون كل شيء مشتركًا بينهم. كان هناك عزم على أن ينفصلوا عن العالم، وأن يكونوا لله، وأن يُكوّنوا مجتمع الخير والصلاح مع المؤمنين الآخرين.

                  (3) كسر الخبز: استُخدم هذا التعبير في العهد الجديد ليُشير إلى كل من عشاء الرب، والأكل معًا. ويتحدد المعنى في كل حالة على حدة من معنى الفقرة التي ذُكر فيها. ومن الواضح أن كسر الخبز هنا يُشير إلى عشاء الرب. ومن أعمال20: 7 نعرف أن العادة عند المسيحيين الأوائل أنهم يكسرون الخبز في أول الأسبوع. وفي الأيام الأولى للكنيسة كانت تُقام وليمة محبة (الأجابي) مع عشاء الرب كتعبير عن محبة القديسين بعضهم لبعض. إلا أنه تسللت إساءة استعمال هذه الولائم، فلم تستمر ولائم المحبة هذه.

                  (4) الصلوات: وهي تعبِّر عن الاعتماد الكامل على الرب في العبادة والإرشاد والحماية والخدمة.

                  وليم ماكدونالد
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

                    الأحد 10 أغسطس 2008

                    رمية حجر


                    وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى ( لو 22: 41 )

                    لم يستطع واحد من الثلاثة (بطرس ويعقوب ويوحنا) أن يتقدم أكثر، فقد أمرهم الرب يسوع قائلاً: «امكثوا هنا» ( مت 26: 38 ) لأن هذا هو آخر حدود قدراتهم. لكن الرب استمر في سيره بعد ذلك دون أية رفقة. وهو تصوير دقيق للمشهد الذي تم كحقيقة بعد أقل من 24 ساعة. فلكي يتم عمل الكفارة كان لا بد للمسيح أن يكون وحده. وفي هذا كان «يوم الكفارة العظيم» في العهد القديم ظلاً لثلاث ساعات الظلمة في الجلجثة «ولا يكن إنسانٌ في خيمة الاجتماع من دخوله (رئيس الكهنة) للتكفير في القدس إلى خروجه» ( لا 16: 17 ). والآن لكي يكون الرمز صحيحًا، كان لا بد أن يكون يسوع وحده.

                    لكن هل كان ذلك الموضع في جثسيماني يتكلم عن الثلاث ساعات الأخيرة للجلجثة؟ بكل يقين. لاحظ أنه ـ له المجد ـ انفصل عنهم «نحو رمية حجر» ( لو 22: 41 ). وفي المكان الذي كان سيسقط فيه الحجر تمامًا. خرّ سيدنا وجثا على ركبتيه وصلى. ولكن لماذا يُخبرنا البشير لوقا عن ذلك؟ لأن رمي الحجر كان هو الطريق الإلهي للدينونة الواجب أن تُنفذ في إسرائيل؟ إن الوسيلة الإلهية لتنفيذ القضاء، عندما يكون الحكم هو الموت، كان الرجم.

                    والآن نُلقي بعض الضوء على عبارة «رمية حجر» هذه: أ لسنا نرى فيها جمالاً مقدسًا؟ لكنه يملأ نفوسنا بخوفٍ عظيم عند التأمل في مكان رمية الحجر؟ إنه المكان عينه الذي أشار إليه عندما دخل البستان. كانت طريقه تنتهي حيث ينفذ الحكم. لقد كان هناك الظل في جثسيماني، أما الحقيقة فكانت في الجلجثة. أ لم ينتهِ مسار الآلام بالدينونة؟!

                    لكن إلى أي بُعد كانت رمية الحجر هذه؟ هذا الأمر لا يمكن تحديده. فهل لدينا وسيلة لمعرفة ثقل الحجر وما إذا كان خفيفًا أم ثقيلاً؟ الإجابة نجدها في متى26: 29 حيث نقرأ «ثم تقدم قليلاً»، لاحظ كلمة «قليلاً» وبما أن هذا القليل هو مسافة رمية الحجر فإننا ندرك أن الحجر كان حجرًا ثقيلاً وكبيرًا.

                    نعم ـ عزيزي القارئ ـ ألا نعلم أن ذلك أمر حقيقي؟ مَنْ يستطيع أن يقدِّر ثقل الدينونة التي احتملها الرب عندما عمل الكفارة، لخطايانا ولكل العالم أيضًا!

                    ف.ش. جيننجز
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

                      الاثنين 11 أغسطس 2008

                      باكورة من خلائقه


                      شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه ( يع 1: 18 )

                      في أفسس1: 4 نرى المؤمنين مختارين «فيه قبل تأسيس العالم (لكي) نكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة»، وفي رومية8: 29 نراهم معيّنين «ليكونوا مُشابهين صورة ابنه». وبينما ينتظر هذان القصدان تحقيقهما في المستقبل، فإن الآية المذكورة في يعقوب1: 18 تُرينا أن هناك قصدًا حاضرًا أيضًا؛ إنها تُبرز بوضوح أن لمشيئة الله قصدًا من ولادتنا، وهو أن «نكون باكورة من خلائقه».

                      إن غرض الله النهائي لهذا العالم هو أن يُحكم بالبر، إلا أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا عندما يأتي الرب يسوع ويؤسس ملكوته بالقوة والمجد. وفي هذا إشارة إلى مشهد بعيد مجيد، حيث ينتهي الشر تمامًا، وتتكون «سماء جديدة وأرض جديدة يسكن فيها البر» ( 2بط 3: 13 )، ويفسح البر الألفي مكانًا للبر والسلام الأبديين. إنه بالارتباط بكل هذا يكون المؤمن «باكورة من خلائقه» الآن، ولهذا السبب وُلِدنا ثانيةً.

                      إن باكورة أي حصاد تنبئ بنوعية هذا الحصاد، وعلى المؤمنين أن يرسموا صورة، في كل كرامة البنوة، لا فقط ليقينية العالم العتيد، بل لطابعه أيضًا، وعليهم أن يفعلوا ذلك الآن وسط الخليقة الحاضرة.

                      لقد أصبح المؤمنون بالفعل «شركاء الطبيعة الإلهية» ( 2بط 1: 4 )، ويمكنهم أن يقولوا: «الآن نحن أولاد الله» ( 1يو 3: 3 )، وكل واحد منهم مسؤول عن أن يسلك بما يوافق الإظهار العملي لتلك الحياة. وقد كتب يعقوب عن الطرق التي توافق مشيئة الله السامية من ولادتنا، وأن الله يتوقع أن تكون حياة كل مؤمن متفقة مع تلك الحياة والعلاقة الجديدتين.

                      إن ما عمله الله مع المؤمنين وسط بقية خليقته، أنه جعلهم أفضلها وأولها «باكورة من خلائقه». الأفضل في كل شيء: في الاستقامة، والسلوك، والتصرف، والمظهر، والكلام، والتقوى، إلخ. أما من جهة الطابع فهم الأرقى، في تصرفاتهم، هم الأكثر رقة، ودوافعهم هي الأسمى، وفي الكرامة هم الأنبل، وهكذا. وفي الحقيقة قد اختارهم الله ووضعهم بنفسه في العالم لكي يُظهروا المسيح.

                      إن المسيح هو ما ينبغي أن تقدمه شفاهنا وحياتنا، وهو ما ينبغي أن نستعرضه بالقول والفعل وننقله إلى العالم بأسلوب حياتنا بصفتنا «رسالة المسيح مقروءة ومعروفة من جميع الناس» ( 2كو 3: 2 ، 3). هذا هو، بكل تأكيد، أعظم دور للمسيحي الحقيقي: أن يعيش يومًا فيومًا، وكل يوم، باكورة من خلائق الله ـ أفضلها وأولها جميعًا.

                      والتر ليكلي
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

                        الثلاثاء 12 أغسطس 2008

                        ظهور المسيح


                        وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح .. قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيًا علي سحاب السماء بقوة ومجد كثير ( مت 24: 30 ). ( مت 24: 30 )

                        نقرأ هنا عن أروع لحظة في كل تاريخ هذا العالم، أعني بها لحظة ظهور الرب مُستعلنًا بالمجد والقوة لهذا العالم الشرير. والرب هنا يصف تلك الحادثة بأسلوب بسيط وواضح وقاطع.

                        قليلون هم الذين رأوا المسيح عند مولده في بيت لحم، وقليلون أيضًا رأوه بعد قيامته من الأموات، ولكن عند ظهوره ستراه كل عين، ولن يخطئه أحد.

                        ومن الأهمية بمكان أن نميِّز بين مجيء المسيح لاختطاف كنيسته، جماعة المؤمنين الحقيقيين بشخصه، وظهوره بالمجد والقوة لكي يؤسس ملكوته. وهو ما سيتم بعد الاختطاف بحوالي 7 سنين. سيكون الاختطاف سريًا وفي لحظة في طرفة عين. وبعد الاختطاف ستحدث الضيقة العظيمة التي تكلم المسيح عنها هنا، وبعدها سيأتي المسيح ظاهرًا لكل عين. وهذا ما يُسمي في الكتاب المقدس ”ظهور مجيئه“ أو ”الاستعلان“. ونحن ننتظر بشوق مجيئه للاختطاف، كما أننا نحب ظهوره أيضًا.

                        في الاختطاف سيتم فداء الأجساد ( رو 8: 23 أف 1: 14 )، وأما في الظهور فسيتم فداء المُقتنى ( كو 1: 20 )، أي كل ما اقتناه المسيح، ودفع ثمن مصالحته دمه الكريم (كو1: 20).

                        في الاختطاف سيأتي المسيح ليأخذ قديسيه إلي السماء، ويلتقي بهم في الهواء، كما هو واضح من يوحنا14؛ 1تسالونيكي4. أما هنا فنرى مجيئه مع قديسيه إلى الأرض، كقول الرائي: «هوذا يأتي مع السحاب، وستنظره كل عين». ولهذا يقول الرب هنا: «ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير» ( رؤ 1: 7 ). فكما صعد المسيح إلي السماء، وأخذته سحابة عن أعين تلاميذه، هكذا سيأتي على سحاب السماء ( أع 1: 9 ، 11). وكما صعد من فوق جبل الزيتون سيأتي مرة ثانية وتقف قدماه علي جبل الزيتون ( زك 14: 4 ).

                        ونلاحظ أن الذي سيؤخذ في الاختطاف سيؤخذ للبركة، إذ بعد الاختطاف ستأتي على البشرية أصعب أيامها على الإطلاق، وأما في الظهور فإن الأشرار هم الذين سيؤخذون بالقضاء، إذ بعد الظهور ستأتي أسعد أيام البشرية (مُلك المسيح الألفي السعيد).

                        في الاختطاف سيأتي المسيح ككوكب الصبح، الذي يسبق ظهور الشمس، والذي يراه الساهر فقط؛ وأما في الظهور فسيكون مجيء المسيح مثل شروق شمس البر، الذي يراه الجميع.

                        يوسف رياض
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

                          الأربعاء 13 أغسطس 2008

                          اخرج من سفينتي يا رب!


                          أَمسكوا سمكًا كثيرًا جدًا.. فلما رأى سمعان بطرس ذلك خرَّ عند ركبتي يسوع قائلاً: اخرج من سفينتي يا رب، لأني رجل خاطئ ( لو 5: 6 - 8)

                          في إنجيل لوقا5: 1- 11 نجد صورة للإنسان إذ أُحضر فعلاً تحت قوة الله. إن صيدة سمك، ولتكن كبيرة وغير مُنتظرة، لا يمكن أن يكون فيها بحسب الطبيعة شيء يتصل بالتبكيت على الخطية، ولكن في طريق الله يمكن أن يكون ذلك، لأن اكتشاف حضرة الله هو الذي يقود دائمًا إلى التبكيت الصحيح والتوبة. إنه في نور الله فقط يمكننا أن نعرف حقيقة ذواتنا. لقد كان الاعتقاد السائد عند جميع الذين فيهم مخافة الله قديمًا أنه لا يمكنهم أن يروا الله ويعيشوا. وكانوا يحملون هذا الضمير منذ أن توارى آدم من حضرة الله بين أشجار الجنة. فمنوح اعتقد أنه لا بد مائت لأنه رأى الله، وجدعون كان عنده الاعتقاد نفسه، وحزقيال سقط على وجهه، ودانيال تحولت نضارته إلى فساد عندما حدث لهم اتصال بالمجد، وإشعياء عرف نجاسة شفتيه لما نظر الملك رب الجنود. وهذه المعرفة التي عرفوا بها أنفسهم كانت صحيحة لأنهم لم يعرفوا أنفسهم بأنفسهم ولا بين أنفسهم، بل بواسطة الله. فقد وصلوا إلى معرفة أنه قد أعوزهم جميعًا مجد الله ( رو 3: 23 ).

                          هكذا هو الحال هنا مع بطرس فقد اقترب منه المجد جدًا بكيفية قد لا يلاحظها غيره، لأنه ما هي صيدة سمك كبيرة في نظر الصياد العادي إلا رمية موفقة أو من حُسن الحظ! ولكن أصغر الأشياء قد تنطق بأمور عظيمة في أذن النفس التي يقصد الله أن يقتادها؛ فثقب في الحائط يكفي لأن يرى النبي رجاسات عظيمة ( حز 8: 7 - 10)، والسحابة التي لا تزيد في الحجم عن كف إنسان يراها المُنتبه ملأى بأعمال الله وتسابيحه ( 1مل 18: 44 ). لقد كان أمام بطرس ذاك الذي له البحار وكل ما فيها، ولذلك كانت صيدة السمك بمثابة المجد أمام ذلك الخاطئ الذي تقوده أصبع الله. وبطرس ما أن رأى المجد حتى تعلم حقيقة ذاته نظير غيره من القدماء. عيناه قد رأتا الله ولذلك يرفض ويندم في التراب والرماد ( أي 42: 5 ، 6). ومعرفة هذه بواسطة نور الله هي بدء التوبة. قد نراجع صفحات تاريخنا الملوث ونخجل منه ونحزن عليه، ولكن قرارة أنفسنا في نور مجد وحضرة الله تقودنا إلى التوبة التي ينشئها فينا الروح القدس. أ تعلم أني «سوداء» عندما تطلع عليَّ الشمس ( نش 1: 5 )، عندما يشرق عليَّ بهاء مجد الله كما أشرق هنا على بطرس؟

                          بللت
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

                            الخميس 14 أغسطس 2008

                            الأرامل الثلاث


                            فقالت نُعمي لكنتيها: اذهبا إرجعا كل واحدة إلى بيت أمها ... وليُعطكما الرب أن تجدا راحة كل واحدة في بيت رجلها ( را 1: 8 ، 9)

                            عند مغادرة موآب شعرت الأرملة الكبرى أن حال رفيقتيها يختلف عن حالها؛ فهي إسرائيلية راجعة إلى أرض ميلادها ـ أرض ميراثها وأرض إلهها، أما عُرفة وراعوث فليس لهما مصلحة في يهوذا، فضلاً عن ترك أقاربهما وأوثانهما في موآب. من ثم شعرت نُعمي أنها لا ينبغي أن تنتظر منهما التضحية بروابطهما الطبيعية لأجل خاطرها، ولذلك نصحتهما بالعودة كل واحدة إلى بيت أمها طالبة بركة الرب لهما لأجل معروفهما نحوها ونحو الموتى (ع8، 9).

                            تأثرت كل من الأرملتين الشابتين بكلمات نُعمي الرقيقة، فبكتا عندما قبلتهما ولكنهما عارضتا بشدة في الرجوع وأبدتا استعدادهما لمرافقتها إلى بيت لحم قائلتين: «إننا نرجع معكِ إلى شعبك» (ع9، 10). ولكن نُعمي كانت قد اكتسبت حكمة من اختباراتها، فتذكَّرت بلا شك القرار الأهوج الذي اتخذه زوجها بترك ”بيت الخبز“ والسعي وراء الطعام في مكان آخر، وراجعت العواقب الوخيمة التي نتجت عن ذلك، فطلبت من كنتيها أن لا تتسرعا في الاختيار وبيَّنت لهما أنه لا تُرجى لهما منفعة أرضية من وراء اتباع أرملة بائسة ومتروكة مثلها، فلا يُنتظر لهما زواج في بيت إسرائيل مرة أخرى (ع11- 13).

                            ولقد أثّرت كلمات نُعمي الحزينة في قلبي كنتيها «فرفعن أصواتهن وبكين أيضًا» (ع14) عسى أن يجدن في الدموع تخفيفًا للوعتهن شأن النساء جميعًا. ولكنهما وقفتا هناك على مفترق الطرق لتقررا مصيرهما. لقد كانت كلمات نُعمي الصريحة امتحانًا قاسيًا لإخلاصهما: هل تهجران حماتها أم والدتيهما؟ هل تطلبان الرب إله نُعمي، أم تستمران في عبادة آلهة شعبهما؟ هل تذهبان إلى أرض إسرائيل، أم تبقيان في موآب؟ وكل منهما قد اختارت لنفسها «فقبَّلت عُرفة حماتها، وأما راعوث فلصقت بها» (ع14).

                            إن قُبلة عُرفة كانت تحتوي على معنى التوديع الحُبي والاعتبار المُخلص لحماتها ليس إلا. أما مُعانقة راعوث فقد تضمنت هذا وأكثر منه ـ تضمنت تسليم نفسها تسليمًا مُطلقًا لحياة الإيمان بالله الحي.

                            و.ج. هوكنج
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2008

                              الجمعة 15 أغسطس 2008

                              هو يكون معك


                              والرب سائر أمامك. هو يكون معك. لا يهملك ولا يتركك، لا تخف ولا ترتعب ( تث 31: 8 )

                              قال الرب ليشوع: «.. لا أهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع ... أَمَا أمرتك. تشدد وتشجع، لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب» ( يش 1: 5 ، 9).

                              عزيزي القارئ: هل تتقوى حقيقةً كل يوم، وفي كل موقف، بقراءة كلمة الله؟ وفي شئون حياتك اليومية، هل تستعين بالكلمة، وبما تقوله عن كل موقف تجتاز فيه؟ هذا التساؤل يبرز عندما أرى البعض بالكاد يتصورون أن كلمة الله حقيقةً مصدر للتعزية والقوة، فتراهم لا يتقوون بسماع أعداد من مزمور23 مثلاً. قد يكون الكتاب بحوزتهم، ولكن، هل يجدون قوة في قراءته .. هل هذا أمر واقع بالنسبة لهم؟ حسنًا دعونا الآن نتعرَّف ماذا تقول الكلمة، عندما تبرز الصعوبات.

                              أولاً: أعداد اليوم مُحمَّلة بالتشجيع للأشخاص الذين يجتازون في ظروف مُستجدة بالنسبة لهم، والتي فيها يحتاجون إلى اتخاذ قرارات غير معروفة العواقب، وهم يدركون أنهم ضعفاء إزاءها، وأن قوتهم قاصرة حيالها.

                              ثانيًا: هذه الأعداد تُرينا أن الله مُحيط بالأمور، وأنه يعرف ما يجري معنا. إنه يعرف دقائق الموقف الذي تجتاز فيه، ويعرف ضعف الإنسان، ويعرف أنك تجتاز فيه، ويعرف أنك تحتاج إلى التشجيع، وهو لن يبخل به عليك.

                              ثالثًا: من هذه الأعداد نتعلم أن الله لا يوكل أمر الاهتمام بك إلى آخر يمكن أن يتركك عندما تتعقد الأمور، بل هو بنفسه معنا. اسمعه يقول: «أنا معك».

                              رابعًا: ثم نتعلم أن الله معين لنا، يرافقنا ويقودنا حيثما نذهب. الله القدير هو قائدنا .. وكل ما علينا أن نتبعه. ماذا يعوزنا بعد؟

                              في دُجى الظلام هو لي رَفيقْ

                              إلبيرس
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X