إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

    الثلاثاء 16 سبتمبر 2008

    سلام وفرح رغم الظروف


    جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع... لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فسادًا ( مز 16: 8 - 10)

    مَنْ سوى المسيح تنطبق عليه هذه الآيات تمامًا؟! ومَن يستطيع أن يقول عبارة «كل حين» في مزمور16: 8 غير المسيح القدوس المكتوب عنه «ولذّته تكون في مخافة الرب»، وقد قال هو له المجد بفمه الكريم «لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه» ( يو 8: 29 ).

    صحيح أن كل مؤمن تقي يرغب أن يضع الرب أمامه في كل حين، ولكن هل الواقع يبين ويُظهر ذلك؟ هل داود ـ كاتب هذا المزمور ـ كان الرب أمامه في كل حين؟ ألَم يحدث في أوقات معينة في حياته أن الرب لم يكن أمامه؟ عندما قال مرة: «إني سأهلك يومًا بيد شاول» ( 1صم 27: 1 )، هل في ذلك الوقت كان الرب أمامه أم شاول؟

    وعندما خاف إيليا وهرب طالبًا الموت لنفسه، هل كان الرب أمامه، أم إيزابل؟ فكثيرًا ما نضع أمامنا أفكارًا أو أشخاصًا، مشاكل أو صعوبات، لكن المسيح كان لسان حاله دائمًا: «جعلت الرب أمامي في كل حين».

    ولأن المسيح هو التقي الفريد، كان من المنطقي أن يكون هو الواثق الفريد «في مخافة الرب ثقة شديدة» ( أم 14: 26 )، «الرب نوري وخلاصي ممن أخاف؟» ( مز 27: 1 ). فلأنه جعل الرب أمامه في كل حين، لذلك فرح قلبه وابتهجت روحه (ع9). والذي هذه حياته، بوسعه أن يعيش مطمئنًا في مواجهة الحياة، أو في مواجهة الموت.

    عجبًا! إننا في هذه الآيات نرى بهجة المسيح وطمأنينته وهو يواجه ملك الأهوال، أعني به الموت. ونحن أيضًا بوسعنا على حساب مَن انتصر على الموت، وقام ناقضًا أوجاع الموت ( أع 2: 24 ) أن نعتبر الموت ربحًا ( في 1: 21 ).

    وليس مَنْ يرقد من المؤمنين هو فقط الذي يواجه الموت بثقة، بل أيضًا أحباؤه المؤمنون إذ لا يحزنون كالباقين. فنحن اليوم عندما ندفن أحباءنا نوقن أنه سيتبع ذلك قيامة. فالمؤمنون الذين يؤمنون بقيامة الأموات، يعلمون عن يقين أن مَنْ ندفنهم في ظلمة القبر لن يظلوا هناك بلا نهاية، بل لا بد أن تُسترد الوديعة، لا بد أن تقوم الأجساد، وموقفنا اليوم بعد موت المسيح وقيامته، هو أفضل جدًا من موقف مؤمني العهد القديم، فلقد أبطل الله الموت، وأنار لنا الحياة والخلود بواسطة الإنجيل ( 2تي 1: 10 ).

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

      الأربعاء 17 سبتمبر 2008

      ماضينا الشرير وحاضرنا المُنير


      كل طير طاهر تأكلون. وهذا ما لا تأكلون منه ... كل غراب على أجناسه ( تث 14: 11 - 14)

      الغراب على أجناسه من الطيور النجسة ( لا 1: 15 نش 5: 11 )، ويُضرب به المَثَل في لونه الأسود الحالك ( إش 34: 11 )، وهو يعيش في الخِرَب (إش34: 11)، لا يعرف أن يهاجم فريسته ويأكلها، كما يفعل النسر مثلاً، بل هو يتغذى على الكائنات الميتة. ويا لها من صفة غريبة! إن الجيف النتنة ذات الرائحة الكريهة العفنة، يجد الغراب فيها طعامًا مقبولاً، بل وشهيًا!!

      إن ما نتعجب منه هنا في عالم الطيور، نجده يحدث روحيًا في عالم الإنسان الفاسد البعيد عن الله، فهو يميل إلى ما تُشير إليه الجيف، وهي أكثر رداءة وفسادًا منها، إنها تلك الممارسات الرديئة التي يصفها الرسول بولس بأنها «أعمال الظلمة» والتي لم يستحسن أن يستفيض في شرحها إذ أن «ذكرها أيضًا قبيح» ( أف 5: 12 ).

      يقول الرسول بولس وهو يصف حالة الناس البعيدين عن الله: «مملوئين من كل إثم وزنا وشر وطمع وخبث، مشحونين حسدًا وقتلاً وخصامًا ومكرًا وسوءًا، نمامين مفترين، مُبغضين لله، ثالبين متعظمين مُدّعين، مُبتدعين شرورًا، غير طائعين للوالدين، بلا فهم ولا عهد ولا حنو ولا رضى ولا رحمة. الذين إذ عرفوا حكم الله أن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت، لا يفعلونها فقط، بل أيضًا يُسرّون بالذين يعملون» ( رو 1: 29 - 32).

      وكم نشكر الرب جدًا، فلقد كان فينا قبل الإيمان صفات نقشعر الآن حينما نتذكرها، لكننا تمتعنا بغسل الميلاد الثاني، وانطبقت علينا كلمات الرسول بولس «إن كان أحدٌ في المسيح، فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا» ( 2كو 5: 17 ).

      وهذا ما يؤكده أيضًا الرسول في قوله: «أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلوا: لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور، ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتّامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. وهكذا كان أُناس منكم. لكن اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» ( 1كو 6: 9 -11).

      عاطف إبراهيم
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

        الخميس 18 سبتمبر 2008

        يوشيا وإزالة الرجاسات


        وفي السنة .. ابتدأ يطهر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والسواري والتماثيل.... وكسَّر السواري.... وهدم المذابح ... ودق التماثيل ناعمًا ( 2أخ 34: 3 - 7)

        في 2ملوك23 نجد قائمة تفصيلية عن الأرجاس التي كان على يوشيا، ذلك الخادم المكرس لله أن يزيلها، والتي تُرينا المسافة الهائلة التي يمكن أن يصل إليها حتى رجال الله عندما يبتعدون ولو بدرجة صغيرة عن سلطة الوحي المقدس. وهذا في الحقيقة درس عظيم الأهمية. ففي اللحظة التي يبتعد فيها الإنسان عن الوحي قيد شعرة فلا حد للتطرف الهائل الذي يمكن أن يندفع إليه.

        ونحن نندهش كيف أن رجلاً مثل سليمان يمكن أن يُقاد إلى أن يبني «المرتفعات .. لعشتاروث رَجاسة الصيدونيين، ولكموش رجاسة الموآبيين، ولملكوم كراهة بني عمون» ( 2مل 23: 13 ). ولكنه إذ بدأ بمخالفة كلمة إلهه في الذهاب إلى تلك الأمم ليأخذ منها زوجات، سقط بكل سهولة إلى أحط غلطة بإدخال آلهتهم ( 1مل 11: 1 - 8).

        لكن دعنا أيها القارئ المسيحي نتذكر أن كل الضرر وكل الفساد والارتباك، وكل الخجل والخزي كان مبدؤه نسيان وإهمال كلمة الله. وهذه حقيقة خطيرة وفعالة وتفوق حد التعبير. ولقد كانت على الدوام خطة الشيطان الخاصة أن يقود شعب الله بعيدًا عن الوحي، وهو يستعمل كل وسيلة لهذا الغرض؛ فيستعمل التقاليد، وما يسمونه بسلطة الكنيسة، واللباقة، والتدليل العقلي، والرأي العام، والشهرة، والنفوذ، والأخلاق، والمركز، والفائدة العامة، كل هذه يستعملها لكي يبعد القلب والضمير بعيدًا جدًا عن الكلمة الذهبية والشعار الإلهي الأبدي «مكتوب». وكل تلك الكومة من الأرجاس التي قدر الملك الفتى المكرس أن «يدقها» ويسحقها «ناعمًا» كلها سببها الإهمال الفظيع لتلك الكلمة الثمينة للغاية. وما كان يهم يوشيا أن تلك الأشياء كانت تمتاز بصفة كونها أثرية أو بطابع سلطة آباء الأمة اليهودية، ولا هو تأثر بفكرة أن هذه المذابح والمرتفعات وتلك السواري والتماثيل يمكن أن تُعتبر براهين على رحابة القلب واتساع الفكر والحرية التي ترفض كل تضييق وتعصب وعدم احتمال، والتي لا يمكن أن تنحصر داخل الحدود الضيقة للشريعة اليهودية بل يمكن أن تمتد خلال العالم المتسع جدًا وتضم الكل في دائرة المحبة والإخاء. لا شيء من هذا أثَّر على يوشيا كما نعلم لأنها لم تكن مبنية على القول: «هكذا يقول الرب» وكان عليه أن يعمل معها شيئًا واحدًا وهو أن «يدقها ناعمًا».

        ماكنتوش
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

          الجمعة 19 سبتمبر 2008

          مثل الأرز والنسرين (2)


          في جبل إسرائيل العالي أغرسه، فينبت أغصانًا ويحمل ثمرًا ويكون أرزًا واسعًا، فيسكن تحته كل طائر، كل ذي جناح يسكن في ظل أغصانه ( حز 17: 23 )

          علينا أن نتذلل وننكسر لكي ننال البركة. إن التأديب يحفظنا للرفعة في المستقبل، وإن أذلنا في هذا العالم. إنه حقل مُثمر جدًا للنفس، ولكن نفوسنا تأبى قبول هذه الحقائق وتنفر منها تمامًا وتفضل أن تعطف أصولها على مَن تجد فيه عونًا في العالم الحاضر، ولكن إن سرنا في هذا الطريق كما سار صدقيا من قبلنا، أفضت النهاية إلى الخزي والخجل والخراب (2مل25). أما إذا قبلنا قضاء الله وتواضعنا تحت يده القوية، أدت بنا الخاتمة إلى البركة والرفعة كما صار مع يهوياكين. هذا هو مَثَل الأرز والنَسرين (حز17).

          وفي عددي 22، 23 نرى النبي يمد بصره إلى الأمام وينتظر حضور المسيا وهو أرز هذا المَثَل في يومه، وارث بيت داود. وهذا النص يرسمه لنا كالمتواضع المنكسر مع أمة إسرائيل، مع عرش بيت داود، وذلك حسب فكر الله لذلك رفّعه الله وأعطاه ملكوتًا.

          صحيح أنه تذلل وانكسر، ولكن لا في ضميره ولا في نسبته فهو منزه عن تبكيت الضمير كما يجري معنا. ولماذا؟ لأنه هو القدوس البار الذي بلا عيب ولا دنس ولا لوم ولا فساد، لا من الداخل ولا من الخارج، لذلك لم يكن في حاجة إلى التواضع والانكسار من هذا القبيل. إن ظروفه كانت وضيعة جدًا واجتاز فيها لمجد الله ولبركة شعبه. الرب يسوع باختياره وُجد في الظروف المُذلّة، وارث العرش ارتضى أن يكون نجارًا، رب الأرض وملئها لم يكن له أين يسند رأسه، كان الغصن اللّين، الشجرة الحقيرة، العرق في الأرض اليابسة (إش53). هذا الفرع اللّين سيُغرس يومًا ما على جبلٍ عالٍ شامخٍ ( حز 17: 22 ، 23).

          يسوع الناصري، المحتقر، سيكون الملك في مدة الألف السنة. يسوع الناصري الذي نبت كعرق من أرض يابسة، سيكون الأرز العالي الذي سينبت أغصانًا ويحمل ثمرًا في مُلك الألف السنة، بل هو يسوع نفسه الذي أعلن أفكار ومبادئ حق الله ودافع عنها «فتعلم جميع أشجار الحقل أني أنا الرب، وضعت الشجرة الرفيعة، ورفعت الشجرة الوضيعة، ويبَّست الشجرة الخضراء، وأفرَخت الشجرة اليابسة. أنا الرب تكلمت وفعلت» (ع24). هذه هي معاملات الله معنا في وسط مشهد الكبرياء والعصيان.

          بللت
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

            السبت 20 سبتمبر 2008

            كلِّم الصخرة


            خُذ العصا واجمع الجماعة أنت وهارون أخوك، وكلما الصخرة أمام أعينهم أن تعطي ماءها، فتُخرج لهم ماءً من الصخرة وتسقي ... ( عد 20: 8 )

            في رفيديم كان هناك فرح وابتهاج لأن الجمهور الذي كاد العطش يقتله من رجال ونساء وأطفال قد أروى ظمأه بالمياه الباردة التي جاءت إليهم من الصخرة التي ضُربت فانشقت. غير أن المكان دُعيَ «مريبة» لأجل مخاصمتهم لموسى، و«مسَّة» لأجل تجربتهم الرب حين قالوا: «أَ في وسطنا الرب أم لا؟» ( خر 17: 1 - 7). ولكن على الرغم من هذا التوبيخ، عاودهم عدم الإيمان الخاطئ فظهر مرة أخرى في قادش، وخاصموا موسى مرة أخرى لأنه لم يكن ماء ليشربوا. وهناك نسوا يهوه الذي أعطاهم الماء من صخرة حوريب (عد20).

            لكن في هذه المرة لم تكن حاجة لأن يضرب موسى بعصاه، بل كان يكفي أن «يُكلم الصخرة أمام أعينهم» ( عد 20: 8 ). فهل تُرى تكلَّم إخوتنا العطاش الذين يرمون خدام الرب باللوم ويؤملّون في الخادم لا في رب الخادم، هل تكلموا مع المسيح الصخرة؟ أ لعلهم نسوا أنه لا يزال في الوسط؟ إن الصخرة المضروبة هو النبع الدائم للماء الحي ولا تزال جداول حقه ونعمته تجري طوال البرية لتفرح نفوس أولاد الله.

            تفكَّروا في هذا أيها المعدومي التعزية واخجلوا من شكواكم. كانت الصخرة «أمام أعين» بني إسرائيل، ومع ذلك قالوا عن المكان «ولا فيه ماءٌ للشرب!»، وكانت الصخرة المسيح الذي منه يجري ماء الحياة بغزارة ( 1كو 10: 4 ). وإنه من عدم الإيمان الشرير أن يقول أحد أفراد شعب الله: سنموت من العطش.

            وفي الوقت الحاضر: أ ليس صحيحًا، فضلاً عن وجود اجتماعات العبادة والصلاة ودرس الكلمة ـ أ ليس صحيحًا أن الكتاب المقدس لا يزال بين أيدينا، وهو يشهد عن المسيح؟ إذًا فعلينا بمطالعة الكلمة أفرادًا في مخادعنا. وعلينا أن نطلب من الآب باسم ربنا يسوع المعونة والشجاعة التي نفتقر إليها. لنصلِ لأجل ذواتنا ولأجل إخوتنا. الرب نفسه لا يزال أبدًا معنا، فلنمارس شركتنا معه باستمرار، ولنكف عن التذمر والتشكي. حينئذٍ نتمتع بالمياه الحية المُنعشة التي نحتاج إليها وتحِّن إليها نفوسنا، إذ تكون في متناولنا، قريبة إلينا جدًا، فلنبعد إذًا أفكار الأنين والأسف العديم الإيمان، ولنأتِ إلى الجدول الصافي لنشرب ونحيا، فإن مسيحنا العزيز هو النبع، هو بئر المحبة العميق الحلو.

            كاتب غير معروف
            التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 28-09-08, 03:39 AM.
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

              الأحد 21 سبتمبر 2008

              قد أُكمل


              فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل. ونكَّس رأسه وأسلمَ الروح ( يو 19: 30 )

              كثيرون، عندما أتت لحظة موتهم، نظروا إلى ماضيهم وتأملوا ما تمموه في حياتهم بالمقابلة مع ما كانوا ينوون أن يفعلوه، فامتلأوا بالأسى والأسف، وكأنهم يقولون: ”ما أعظم ما كنت أوّد أن أفعل، وما أقل ما أنجزته بالفعل!“. أما المسيح فليس هكذا. وحتى لو كان هؤلاء أنجزوا كل ما كانوا يتمنون، فأضافوا بذلك إلى رقعة المعرفة مساحة جديدة، أو وطئوا بأقدامهم أرضًا جديدة، فما قيمة هذا كله بالمقابلة مع ذلك العمل الذي أتمه ابن الله من فوق الصليب؟ فلا غرابة في أن النطق السادس للمسيح من فوق الصليب «قد أُكمل» لم يَرِد إلا في إنجيل يوحنا فقط الذي هو إنجيل ابن الله، فمَن سوى الكلمة الأزلي الذي صار جسدًا وحلَّ بيننا، يقدر أن ينطق بمثلها؟!

              نعم لقد أكمل المسيح العمل العسير الذي أمامه يُعتبر خلق السماوات والأرض شيئًا أيسر بكثير. فخلْق الكل كان بمجرد أمر وكلمة «بكلمة الرب صُنعت السماوات، وبنسمة فيه كل جنودها» ( مز 33: 6 )، أما مُصالحة الكل فاستلزمت دم الصليب.

              والرسول يوحنا الذي ذكر كلمة «قد أُكمل» في إنجيله، أشار أيضًا مرتين في سفر الرؤيا إلى عبارة مُشابهة (لكنها ليست الكلمة عينها) وهي عبارة «قد تمَّ». المرة الأولى في رؤيا16: 17، مع هذا الفارق أن عبارة رؤيا16 تتحدث عن الدينونة التي ستقع على العالم الأثيم المُذنب، أما في الإنجيل فتشير إلى الدينونة التي احتملها ابن الله. ومع خطورة الدينونة التي ستقع على الأشرار، لكنها لا تُقارن بتلك التي احتملها المسيح على الصليب، عندما كان يتعامل مع الخطية أصلاً وفرعًا.

              والمرة الثانية في رؤيا21: 6، وذلك بالارتباط بوصول الله إلى غايته من مشروع الفداء، فلقد تم إبطال كل الأعداء، وكان آخر عدو يُبطَل هو الموت. ولقد مضت السماء الأولى والأرض الأولى، وحل محلهما سماء جديدة وأرض جديدة. ولقد وصلت عروس المسيح إلى عريسها، وشاهد الرائي «مسكن الله مع الناس». بعد هذا كله قال الجالس على العرش: «قد تمَّ». نعم سيتمم الله حتمًا ما قصده في الأزل، لكن في الصليب وضع المسيح الأساس الراسخ لهذا كله.

              يوسف رياض
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

                الاثنين 22 سبتمبر 2008

                كيف نضمن النُصرة؟


                فسار يشوع إليه وقال له: هل لنا أنت أو لأعدائنا؟ فقال: كلا، بل أنا رئيس جند الرب الآن أتيت ( يش 5: 13 ، 14)

                سأل يشوع الشخص الذي رآه واقفًا مقابل أريحا «هل لنا أنت أم لأعدائنا؟» فأجابه قائلاً: «أنا رئيس جند الرب الآن أتيت» فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد، وقال له: «بماذا يكلم سيدي عبده؟» ( يش 5: 13 - 15).

                فهل نقول نحن مثل هذا القول؟ أم لو كنا في مكانه كنا نقول: ”نحن نشكرك يا قائد على تطوعك ولكننا في الواقع لا نحتاج إلى مساعدة ـ لأنه يمكننا بأنفسنا أن نأخذ أريحا؟“.

                لو كان يشوع قد قال شيئًا من هذا لَمَا أخذ أريحا أبدًا. ومع ذلك فهذا ما يفعله المسيحيون، يستعملون المجهود الشخصي، قوة الإرادة، الجهاد والمصارعة، ولكن الله يطلب منا أن نَدع أسلحتنا جانبًا، ونُبطل محاولاتنا ومصارعاتنا ونعهد إليه بالعمل لأننا لسنا كُفاة في أنفسنا لمواجهة العدو ولكنه هو وحده يستطيع أن يحصل على النُصرة. فرجاؤنا الوحيد هو «المسيح فيكم» ذاك الذي هزم الشيطان على الصليب، ومن السهل عليه أن يهزمه المرة تلو المرة.

                أ فلا نسحب ثقتنا من أنفسنا ونضعها فيه؟ ألا نعترف بضعفنا وعدم كفايتنا ونَعهَد للرب من هذه اللحظة أن يعمل لأجلنا؟ إن المجهود الذاتي لا ينفع. «المسيح يحيا فيَّ» هو نُصرتي.

                وكثيرًا ما يتساءل البعض: هل يمكن أن تُضمن النصرة؟ والجواب بسيط: هل الرب قادر؟ هل يستطيع أن يحفظ إلى لحظة، إلى ساعة؟ وإن كان الأمر كذلك فما المانع أن يحفظ يومًا كاملاً؟ ولماذا لا يحفظ باستمرار؟ شكرًا للرب إنه يستطيع أن يكفل لنا النصرة دائمًا.

                والمسألة المهمة هي أن نثبّت أنظارنا في المسيح. لقد نظر بطرس إلى الأمواج، وفي الحال ابتدأ يغرق. ولكن حالما رفع نظره إلى الرب يسوع مرة ثانية نجا. ونحن كم من مرة ننظر إلى الصعاب التي تحيط بنا من كل جانب! وبما أنه من المستحيل أن ننظر إلى اتجاهين متعاكسين في وقت واحد، فإننا عندما نريد أن نحل مشاكلنا بأنفسنا يتحتم علينا أن نحوِّل عيوننا عن الرب. وعندما نريد أن نتطلع إلى الرب مرة أخرى يتحتم علينا أن نحوّل عيوننا عن الظروف المُحيطة بنا. فثبّت نظرك في الرب يسوع تستمر منتصرًا.

                أزوالد ج. سميث
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

                  الثلاثاء 23 سبتمبر 2008

                  الملك البار


                  فهذه هي كلمات داود الأخيرة... إذا تسلَّط على الناس بارٌ يتسلط بخوف الله.... أَ ليس هكذا بيتي عند الله؟ ( 2صم 23: 1 - 5)

                  على رأس الفضائل التي تميز المسيح في شخصه أنه «البار». يذكر الوحي في العهد الجديد عن المسيح 11 مرة أنه «البار» مما يبرهن على أن هذه الصفة أصيلة فيه، كما أنها تميزه وحده ولا سواه. وعلى رأس صفات المسيح كالملك نقول إنه ”الملك البار“.

                  أين ذلك الملك البار على مدى الآلاف من السنين، حكم البشر فيها عددٌ ليس بقليل من الرجال والنساء؟ ولعل أفضل حاكمين شاهدتهما الأرض هما نوح الذي سلَّطه الرب مُجدَّدًا على الخليقة بعد الطوفان ( تك 1: 28 تك 9: 24 )، وداود الرجل الذي بحسب قلب الله. كلاهما قيل عنه إنه «بار»، لكن كليهما كان أبعد ما يكون عن البر المُطلق، فنوح جاء عليه يوم سكر وتعرَّى، وجلب بهذا التصرف المُخزي اللعنة على ذريته ( 2صم 23: 5 ، 25)، وداود تطاول على نعجة الرجل قريبه، فحكم عليه الرب بالقول: «لا يفارق السيف بيتك» (2صم11، 12). فأين إذًا ذلك الملك صاحب البر المُطلق؟ إن داود في آخر أيامه تنبأ عمَّن هو أعظم منه فقال: «إذا تسلَّط على الناس بار، يتسلط بخوف الله»، ثم يستطرد بعد ذلك قائلاً: «ليس هكذا بيتي عند الله» (2صم23: 5 ـ ترجمة داربي)، فهو يعترف أنه لا هو، ولا بيته ينطبق عليهم ذلك الوصف ”الملك البار“.

                  لكن الملك البار حقًا هو «ابن داود»، ربنا يسوع المسيح، الذي يقول عنه النبي إشعياء: «ويخرج قضيب من جذع يسى ... ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض .... ويكون البر منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه» ( إش 11: 1 - 5). كما يقول أيضًا «هوذا بالعدل يملك ملكٌ، ورؤساء بالحق يترأسون» ( إش 32: 1 ). كما يتغنى بنو قورح عن ذلك الملك العظيم المرتقب فيقولون: «قضيبُ استقامة قضيب مُلكِك. أحببت البر وأبغضت الإثم» ( مز 45: 6 ؛ عب1: 9).

                  ولقد كان ملكي صادق رمزًا صغيرًا لربنا يسوع المسيح في كهنوته وفي مُلكه، ويقول عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين: «المترجم أولاً ملك البر ... هو مُشبَّه بابن الله» ( عب 7: 1 - 3). ولكن لن يكون الملك بمفرده البار، بل كل معاونيه في حكم البلاد والعباد سيكونون أيضًا أبرارًا ( إش 32: 1 - 5).

                  حقًا، يا له عصرًا سعيدًا حين يملك المسيح. يا رب عجِّل بذلك الوقت السعيد!

                  يوسف رياض
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

                    الأربعاء 24 سبتمبر 2008

                    الأعمى الذي انتصر


                    فقال له يسوع: اذهب. إيمانك قد شفاك. فللوقت أبصر، وتبع يسوع في الطريق ( مر 10: 52 )

                    قصة ذلك الأعمى قصة كفاح ونُصرة رائعة، فقد قامت بينه وبين المسيح معطلات، ونهضت في طريقه مُعثرات، لكنه نحاها جميعًا، وظفر بها، واقترب من المسيح الشافي، فتم له ما أراد، وتحقق له ما ابتغى، فهو إذًا ”الأعمى الذي انتصر!“.

                    لقد كان العَمَى حائلاً يقف في الطريق بينه وبين المسيح، فهو لا يرى طلعته، فلم يكن من السهل عليه أن يعرف شعور المسيح من نحوه، الشعور الذي يتمثل عادة في قسمات الوجه! وأظن أن الأعمى فكّر في هذا، ثم عاد يفكر في ”الجمع الغفير“ المحيط بالمسيح، الذي كان كل فرد منه يحاول أن يكون الأقرب إليه، فربما كان هذا عائقًا أيضًا أمام الأعمى.

                    وكان فقر بارتيماوس عقبة أخرى. فقد كان الرجل يستعطي، وربما كان يظن أن المُحيطين بالمسيح هم علية القوم. وأن الطبيب القدير يسوع يُحاط بأكابر الناس! فكيف له وهو مهلهل الثياب، ذري الهيئة، أن يتقدم إلى الطبيب العظيم، أمام هؤلاء الناس؟! .. وما أن بدأ يصرخ طالبًا المسيح حتى نهضت عقبة أخرى قاسية، فها كثيرون ينتهرونه ليسكت، وكانت كل زجرة من الناس معولاً يحطم عوامل الرجاء في نفسه!!

                    يرى الأعمى كل هذه العقبات، لكنه ينادي بقوة وإيمان «يا ابن داود ارحمني»، بل يصرخ بذلك أكثر كثيرًا. وقد سمع المسيح نداء الأعمى، فأوقف الموكب العظيم وأمر أن يُنادى. لقد سمع صراخه فاستجاب له. ما أحن قلب المسيح!! وما أعظم محبته!! فقد أزال هو كل العراقيل من طريق الأعمى بنفسه!

                    والآن وقد أُزيحت كل العقبات من طريقه، نرى الأعمى وقد طرح رداءه وقام وأتى إلى يسوع. وتلك العيون المُظلمة التي لم ترَ النور، وتلك الأجفان المُغلقة التي لم تنفتح .. رأت وانفتحت!! وهل يعسر على الرب شيء؟! ولقد وقعت عينا بارتيماوس أول ما وقعت على ذلك الوجه الباسم الحنان، ثم تبع يسوع في الطريق .. حالما أبصر، أسره جمال المسيح، وجذبته شخصيته فتبعه! لم يسأله أين يمضي، أو ما هو برنامج رحلته! لقد تبع يسوع في الطريق بلا قيد ولا شرط. فما أسماها نُصرة!! جاء ضريرًا فأصبح بصيرًا، جاء فقيرًا فأضحى غنيًا، جاء لا قيمة له فصار ابنًا لله!!

                    و.ج. هوكنج
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

                      الخميس 25 سبتمبر 2008

                      أرسْطُوس.. المحبوب


                      فأرسل (بولس) إلى مكدونية اثنين من الذين كانوا يخدمونه: تيموثاوس وأَرسطُوس، ولَبِثَ هو زمانًا في أسيا ( أع 19: 22 )

                      مع أن الرسول بولس كان خادمًا عظيمًا للمسيح، إلا أنه كان إنسانًا تحت الآلام مثلنا، مُعرضًا للضغوط والمتاعب. ولكن مهما كانت أسباب آلام ومتاعب الرسول بولس، فإن الله أبا ربنا يسوع المسيح، أبا الرأفة وإله كل تعزية، اقترب إليه وعزّاه. ولم ينس الرب قط خادمه الأمين الذي اختبر كثيرًا مرارة عداوة الناس وضغوط ومتاعب الخدمة. ولم يشأ الرب أن يجتاز الرسول كل هذه الاختبارات وحيدًا منفردًا. فإن كان الرسول بولس قد أصبح مُبغضًا أكثر من الجميع، فقد كان في أشد الحاجة للتعزية والمحبة أكثر من الجميع. وكانت من ضمن ينابيع التعزيات الإلهية التي فاضت في نفسه أن نعمة الله جمعت حوله قلوب الكثيرين من الأصدقاء والرفقاء، المُحبين الأمناء، الذين كانوا سبب تسلية وتعزية وتشجيع له ( كو 4: 11 )، ومنهم مَنْ حرموا أنفسهم ليُعطوه ( 2كو 8: 1 - 5)، بل أن هناك مَنْ وضع عنقه لأجله ( رو 16: 3 ، 4).

                      وكان معه «سوباترُس البيري، ومن أهل تسالونيكي: أرستَرخُس وسكُوندُس وغَايوس الدري وتيموثاوس. ومن أهل أسيا: تيخيكس وتُروفيمُس» ( أع 20: 4 ) .. وأنسيمس، ومَرقس، ويسوع المدعو يُسطس، وأبَفراس، ونمفاس، وديماس، ولوقا الطبيب الحبيب ( كو 4: 7 - 16)، وأَبفرودتس ( في 2: 25 - 30)، وكان معه أيضًا «أَرَسطوس أحد الذين كانوا يخدمونه» ( أع 19: 22 ) .. كانوا يخدمونه في ظروف سجنه ومرضه وشيخوخته. فيا للرقة! ويا للعواطف! وكل واحد من هؤلاء الرفقاء كان لازمًا، ليستخدمه الرب لتشجيع الرسول على الاستمرار في خدمته. ويا لها من شركة مقدسة تلك التي جمعته بين هذه النفوس!

                      أما عن الاسم «أَرَسطوس» فمعناه «المحبوب». والمميِّز الأعظم لجماعة الرب هو محبة المسيح لهم. إنه يُحبنا كما أحبَّه الآب. ولقد قال الرب يسوع في يوحنا15: 9 «كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا». فكم هي عميقة هذه المحبة لأنها على قياس محبة الآب للمسيح. وما أعجب قول الرب يسوع أيضًا لخاصته «لأن الآب نفسه يحبكم» ( يو 16: 27 )، بل وما أروع ما نسمعه في حديثه مع الآب إذ يقول: «وأحببتهم كما أحببتني» ( يو 17: 23 )، نعم، إن الآب أحبنا كما أحب ابنه الوحيد، واختارنا فيه، وأنعم علينا «في المحبوب» ( أف 1: 3 - 6). لذلك فلا عجب أن يحبنا كما أحبه.

                      فايز فؤاد
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

                        الجمعة 26 سبتمبر 2008

                        لا ينسى المسكين


                        ذكرهم. لم ينسَ صراخ المسكين .... لأنه لا ينسى المسكين إلى الأبد. رجاء البائسين لا يخيب إلى الدهر ( مز 9: 12 ، 18)

                        هل من الممكن فعلاً أن ندعو الله «إله المساكين»؟ لا شك أن مَن يقرأ الكتاب بصفة عامة، وسفر المزامير بصفة خاصة يُجيب بالقول: نعم بكل تأكيد إن الله هو إله المساكين. إله قد يتأنى كثيرًا على المساكين، لكنه لا ينساهم أبدًا. هذا ما قد يحير المساكين، أناة الله الحكيم! إنهم يصرخون وهو كأنه لا يسمع! لكن حاشا له! «أ غارس الأذن لا يسمع؟» بلى إن أناته كانت وما زالت سبب حيرة القديسين على مرّ العصور، بل وأحيانًا سبب عثرة للبعض منهم، بل وستظل أسرارها غامضة لن تنكشف إلا أمام كرسي المسيح، لكن مع هذا تؤكد لنا كلمة الله أنه يسمع زعقة البائسين ويشعر بضيقتهم ويتذوق مرارة أنفسهم حتى وإن كان يتأنى في استجابته لهم. لقد تأنى الرب على داود كثيرًا حتى ظن في وقت ما أن الرب قد نسيه أو حجب وجهه عنه، لكن عندما جاء الوقت المحدد أنصفه الرب سريعًا، تمامًا كما علَّمنا السيد قائلاً: «أ فلا ينصف الله مُختاريه، الصارخين إليه نهارًا وليلاً، وهو مُتمهل عليهم؟ أقول لكم: إنه ينصفهم سريعًا» ( لو 18: 7 ). لذلك كتب داود يقول عنه: «ذَكَرهم. لم يَنسَ صراخ المساكين ... لأنه لا ينسى المسكين إلى الأبد. رجاء البائسين لا يخيب إلى الدهر» ( مز 9: 12 ، 18).

                        نعم أحبائي: هناك نهاية لآلام المسكين، يحدد وقتها وشكلها ملك الدهور. لكن إلى أن يحين وقتها سيظل الله هو إله المساكين، معهم بكل حبه وعطفه. لذلك أقول لكل مسكين: إياك أن تطرح ثقتك في إله المساكين! إن رجاءك فيه لن يخيب أبدًا.

                        ثم إني أريد أن أؤكد شيئًا آخر في غاية الأهمية، ألا وهو أن أناة الله على المساكين ليست هي أسلوبه الدائم، فهناك أمور هو يرى ـ طبقًا لحكمته التي لا تُفحص ـ أنها ينبغي أن تُحسم سريعًا، لذلك نجده يستجيب فيها بسرعة لا تخطر على البال! فها هو داود نفسه يكتب عنه عندما خلَّصه الرب من مأساة جت فيقول: «هذا المسكين صرخ، والرب استمعه، ومن كل ضيقاته خلَّصه» ( مز 34: 6 ). وقد خلَّصه الرب في الحال كما نعلم من 1صموئيل21؛ مزمور34.

                        ماهر صموئيل
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

                          السبت 27 سبتمبر 2008

                          أصحاب السَبْقِ


                          فجمع (هيرودس) كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب، وسألهم: أين يولد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية ( مت 2: 4 ، 5)

                          كان رؤساء الكهنة والكتبة، بحكم مراكزهم، يتظاهرون بأنهم ينتظرون المسيا، وبحكم علمهم يقرّون بأنه المدبِّر راعي إسرائيل، فماذا فعلوا لما سمعوا بأمر ولادته؟ لقد كان المولود على بُعد أقل من عشرة كيلو مترات، فهل ذهبوا؟! لقد كان عندهم العلم الكافي للتفاخر، فعرفوا أين وُلد، ولقد كان الرد حاضرًا فأعطوه سريعًا وبدقة مُدعمًا بالشواهد ولم يحتاجوا للبحث. لكن لم يكن لهم البتة التقوى التي تنتظر الرب والتي تنشئ الرغبة الصادقة في إكرامه. فما الذي فعلته لهم هذه المعرفة الدقيقة بالنبوات؟! لقد تحولت لأداة في يد عدو المسيح!! بل هم تحولوا، بعد ذلك، إلى ألدّ أعداء المسيح!!

                          وهكذا تتوالى الأحداث، فنجد أنه في الوقت الذي بقيَ العلم المجرَّد في أورشليم، وصل المجوس إلى المسيح. ويا للتباين! .. إن ما يُحسب وينفع ويبقى هو أشواق القلب لا استعراض المعلومات. والعيب بكل تأكيد ليس في المعرفة الكتابية مطلقًا، بل في عدم اقترانها بالمحبة العملية للسيد والتقدير المتزايد له والتكريس الحقيقي لشخصه.

                          «حينئذٍ دعا هيرودس المجوس سرًا .... ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال: اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه فاخبروني، لكي آتي أنا أيضًا وأسجد له» ( مت 2: 7 ، 8).

                          ها قد تبلورت الصورة، وإذ بنا نرى الموقف من المسيح وقد أصبح هكذا: هيرودس، بمخططاته الشريرة، يسعى لقتله .. واليهود، بمعرفتهم الخالية من التقوى، يتجاهلونه .. بينما المجوس، رغم كل ما مرَّ بهم، يواصلون سعيهم الدؤوب للسجود له .. أوَلَيس هذا الحال اليوم: فهناك مَن يناصبه العداء، ومَنْ هم محسوبون عليه أنهم شعبه لكنهم يضنّون عليه بالإكرام. وما أعذب أن نرى مَنْ يُسرون بأن يكرموه وسط هذا المشهد.

                          ثم اسمع هذا الأفّاك ماذا يقول: «آتي أنا أيضًا وأسجد له» .. آه يا هيرودس ستجثو له قَسرًا، أنت يا صاحب الأيدي الملوثة بدماء أطفال بيت لحم وغيرهم. وسيجثوا معك رؤساء الكتبة والكهنة معترفين بذلك الكريم ربًا لمجد الله. ويا لبؤس حالكم ذلك اليوم! أما أولئك الذين قدموا له السجود، حبًا وتقديرًا، فيا لغبطتهم يومئذٍ! ويا سعد كل مَنْ يقتدي بهم اليوم!

                          عصام خليل
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

                            الأحد 28 سبتمبر 2008

                            قيامة المسيح


                            حَسَب عَمل شدة قوته الذي عمله في المسيح، إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويات ( أف 1: 19 ، 20)

                            يصف الرسول في أفسس1: 19، 20 أعظم عرض عرفه العالم للقوة الإلهية، وذلك لكي يشدد على عظمتها. تلك هي القوة التي أقامت المسيح من بين الأموات وأجلسته عن يمين الله. قد يتبادر للذهن أن خلق الكون هو أعظم عرض لقوة الله. أو ربما نظن أن عبور البحر الأحمر المعجزي يُظهر قوة الله العظيمة، إلا أن العهد الجديد يعلمنا، على خلاف ذلك، أن قيامة المسيح وصعوده تطلبا أعظم عرض لقوة الله في التاريخ.

                            وإذا سألنا ”لماذا؟“، يتبين لنا أن كل قوات الجحيم تجمعت لتعطل مقاصد الله بإبقاء المسيح في القبر، أو بمنعه من الصعود بعد قيامته. لكن الله انتصر على كل أشكال المقاومة وكانت قيامة المسيح وتمجيده هزيمة ساحقة للشيطان وأجناده، وعرضًا مجيدًا لقدرته الإلهية الفائقة. وليس بمقدور أحد أن يصف هذه القوة تمامًا، لذلك يستعير بولس بعض الكلمات من ألفاظ ”فيزياء الحركة“ في وصفه للقوة المبذولة من أجلنا «حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات». ويبدو أن الكلمات تنوء بثقل الفكرة، ونادرًا ما نحتاج إلى أن نميز بين الكلمات المختلفة، إنما يكفينا أن نتعجب من عُظم تلك القوة ونعبد إلهنا الكلي القدرة.

                            يهتف ماير قائلاً: لقد كان ارتفاعًا مجيدًا! من قبر الفناء إلى عرش الله الأبدي الذي له وحده عدم الفناء. ومن ظلمة القبر إلى بهاء نور السماء. من هذا العالم الصغير إلى مركز الكون وعاصمته.

                            لقد كانت قيامة المسيح أول حادثة من نوعها في تاريخ البشرية بحسب الكتب المقدسة ( 1كو 15: 23 ). فمع أنه أُقيم آخرون من الأموات سابقًا، فقد ماتوا ثانيةً. ولكن الرب يسوع كان أول مَنْ قام بقوة حياة لا تزول. وبعد قيامة المسيح وصعوده أجلسه الله عن يمينه في السماويات. وتُشير العبارة «يمين الله» إلى مركز الامتياز ( عب 1: 13 )، والقوة ( مت 26: 64 )، والتفوق ( عب 1: 3 )، والمسرة ( مز 16: 11 )، والسيادة ( 1بط 3: 22 ).


                            هللويا قد تحقق الخبرْ هللويا قام حقًا وانتصرْ
                            هللويا فمخلِّص البشرْ بالقيامة شوكة الموتِ كَسرْ

                            وليم ماكدونالد
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

                              الاثنين 29 سبتمبر 2008

                              طاعة من القلب


                              وكان له كلام الرب قائلاً: قُم اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأَقِم هناك. هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك. فقام وذهب .. ( 1مل 17: 8 ، 9)

                              كان بإمكان إيليا أن يعتذر بسبعة أعذار إن أراد أن يستعفي من المأمورية المُكلَّف بها من قِبَل الرب، ألا وهي الذهاب لصرفة التي لصيدون:

                              1ـ كان عليه أن تعوله امرأة: وهل من السهل عليه كرجل شرقي أن يقبل أن تعوله امرأة؟

                              2ـ ليست فقط امرأة ولكنها أرملة: فإن كانت المرأة صورة للضعف، فإن الأرملة تعبِّر عن أشد حالات الضعف، فهي تحتاج إلى مَن يعولها لا إلى مَن تعوله ( 1تي 5: 3 ، 16؛ يع1: 27).

                              3ـ أنها أرملة فقيرة: كانت في أشد حالات الفقر والعَوز، وهي ليست ميسورة الحال. لكن هل اتخذ إيليا من فقرها عذرًا يستعفي به؟ كلا، فلا ترملها ولا فقرها منعاه عن طاعة الرب.

                              4ـ كانت الحالة جوع عظيم ( لو 4: 25 )، حتى أن هذه الأرملة لم يكن لديها سوى ملء كف من الدقيق في الكوار، وقليل من الزيت في الكوز، ولكن على الرغم من علم إيليا بالجوع العظيم، لكن بنى إيمانه على كلام الرب له: «أمرت .. أرملة أن تعولك».

                              5ـ أرملة أممية: بالتأكيد كان شاقًا على نفس إيليا كنبي يهودي عظيم له مكانته، أن يذهب إلى أرملة أممية في صرفة، لا سيما وأنه كان يوجد في إسرائيل في ذلك الوقت أرامل كثيرات ( لو 4: 25 ). لكن الرب لم يرسله إلى واحدة منهن، لأنه ـ تبارك اسمه ـ رأى أن يُظهر وميضًا من النعمة بإرساله إلى أرملة أممية.

                              6ـ المأمورية غير مُحددة الأجل: لم يذكر الرب في كلامه لإيليا كم من الوقت كان عليه أن يقضيه في صرفة عند الأرملة. وقد تبين بعد ذلك أنها مدة طويلة للغاية، فهي ليست مأمورية قصيرة مثلما كانت مأمورية يونان إلى نينوى ( يون 3: 3 ).

                              7ـ إيليا لم يعلم شيئًا عن الأرملة: الرب لم يعطِ إيليا أي بيان عنها، فهو لم يَقُل شيئًا عن اسمها، ولا عنوانها، ولا أي من صفاتها. فلم يكن عند إيليا شيء يستدل به عن هذه الأرملة، ومع ذلك فقد ذهب متكلاً على كلام سيده.

                              إذًا فإيليا لم يعارض أو يرفض لأنها: امرأة .. أرملة .. فقيرة .. في جوعٍ عظيم .. أممية .. مأموريته غير محددة الأجل .. لا يعلم الاسم أو العنوان أو الصفات .. لكنه ضرب بكل هذه الأعذار عرض الحائط، وكان بداخله إصرار على الطاعة، وكأنه يقرر «ينبغي أن يُطاع الله» ( أع 5: 21 ) .. ليتنا جميعًا هكذا!

                              عادل حبيب
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - سبتمبر 2008

                                الثلاثاء 30 سبتمبر 2008

                                مُمحص الفضة


                                لأنه مثل نار المُمحص، ومثل أشنان القصَّار. فيجلس مُمحصًا ومُنقيًا للفضة. فينقي بني لاوي ويصفيهم كالذهب والفضة، ليكونوا مُقربين للرب، تقدمة بالبر ( ملا 3: 2 ، 3)

                                اجتمعت بعض السيدات لمطالعة الكتاب المقدس وكن يقرأن الأصحاح الثالث من سفر ملاخي. وقد أبدَت إحداهن ملاحظتها على «نار الممحص» و«أشنان القصَّار» وعن الآية الثالثة من الأصحاح «فيجلس مُمحصًا ومُنقيًا للفضة». وقالت إحداهن إنها سوف تزور أحد الصياغ لتجمع أقصى ما يمكن من المعلومات عن ”تمحيص الفضة وتنقيتها“ وتوافي أخواتها بما يقوله ذلك الصائغ في الموضوع.

                                وفعلاً ذهبت إليه وطلبت إليه أن يشرح لها عملية تنقية الفضة، فشرحها لها بالتفصيل، فسألته قائلة: ”ولكن هل تكون جالسًا أثناء عملية التنقية؟“ فأجابها الصائغ: ”نعم يا سيدتي، يجب أن أجلس وأثبِّت عيني على البوتقة لأنه إذا زاد الوقت اللازم للتنقية عن حَدِّه لحظة واحدة فلا بد أن تتلف الفضة“. عندئذٍ أدركت تلك السيدة جمال وتعزية الكلمات القائلة «فيجلس مُمحصًا ومُنقيًا للفضة».

                                هكذا يرى الله أنه من اللازم أن يضع أولاده في البوتقة ولكنه يجلس إلى جانبها وعيناه مُثبتتان على عملية التنقية، وبالحكمة والمحبة يراقب العملية، فتجاربهم لم ترتبها الصدفة مُطلقًا.

                                ولما همّت السيدة بالقيام قال لها الصائغ: ”إن لي شيئًا آخر أقوله لكِ وهو أني أعرف أن عملية التنقية تمت عندما أرى صورتي منعكسة على الفضة“. ما أجمله تعبيرًا! عندما يرى المسيح صورته في شعبه، حينئذٍ لا يحتاجون إلى تنقية!! قد تكون البوتقة موضوعة على نار متقدة بشدة ولكن عيني المُمحص تراقبان، وليس غرضه أن يهلك ويحرق بل أن يُصفي ويُنقي.

                                يستطيع المؤمن في وسط تجاربه أن يقول: إن أحكام الرب عادلة وبالحق. ولكن دعني أسألك أيها المؤمن المُجرَّب: ”هل هذه التجربة ليست لازمة؟“ أ ليست هي ما يقول عنها أوغسطينوس إنها ”رحمة تأديب الله القاسية“. هل هي قاسية حقًا؟ آه ولكن أقل من هذا لا ينفع. هل قادك الله إلى أتون؟ نعم ولكنه ليُريك ”واحدًا شبيهًا بابن الآلهة“.

                                وإني أسألك سؤالاً آخر: ”متى كان الله قريبًا إليك وأنت قريب إلى إلهك أكثر من وقت التجربة؟“ كانت أجزاء البخور تُسحق في الهيكل قديمًا، وذهب المنارة كان ذهبًا مطروقًا. فاهدأي يا نفسي. اصبري لأن الصبر هو الطريقة الوحيدة لتمجيد الله، واخضعي لمشيئة الآب السماوي.

                                كاتب غير معروف
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X