إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

    الأربعاء 1 أكتوبر 2008

    في عرشه أم تحت قدميه؟


    قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك ( مز 110: 1 )

    يبدأ مزمور110 بالإشارة إلى صعود المسيح وجلوسه في يمين عرش العظمة في السماوات ( عب 8: 1 )، وكان ذلك بسبب العمل العظيم الذي أتمه على الصليب (مز109). فالذي رفضته خاصته ولم تقبله ( يو 1: 11 )، «كان ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رّد كل شيء» ( أع 3: 21 ). لقد رفَّعه الله، وأجلسه الآب عن يمينه، منتظرًا حتى يضع جميع أعدائه موطئًا لقدميه ( عب 10: 13 ). وكما فعل يشوع بالأعداء قديمًا، حيث أصدر الأمر لقوّاده أن يتقدموا ويضعوا أرجلهم على أعناق الأعداء ( يش 10: 24 ) هكذا، بمجدٍ أعظم، سيفعل الآب بكل أعداء المسيح، ويضعهم تحت قدميه وأقدام الذين له، كما هو مكتوب «وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا» ( رو 16: 20 ).

    قارئي العزيز: أمامك اليوم أن تختار: الجلوس مع المسيح في عرشه، ويا لسمو المَقَام! أو أن تكون موطئًا لقدميه. وهذا متوقف على قبولك إياه ربًا وسيدًا على حياتك، أو أن تستمر في عدائك غير المُبرر له.

    لقد وقف الرب يسوع يومًا في مجمع الناصرة، وقرأ من سفر إشعياء النبي (61: 1، 2) «روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأُبشر المساكين ..... وأكرز بسنة الرب المقبولة» ( لو 4: 17 ، 18). وسنة الرب المقبولة هذه يُشار إليها هنا في العبارة «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك». فكلمة «حتى» تغطي كل فترة النعمة الحاضرة التي يميزها صبر المسيح، ذاك الذي جلس منتظرًا حتى يُوضع أعداؤه موطئًا لقدميه ( عب 10: 13 ). واليوم «أناة الله تنتظر»، ويوم النعمة له الآن نحو ألفي عام!

    ولكن بعد انتهاء تدبير النعمة الحاضر بمجيء ربنا يسوع للاختطاف، سيُكمل المسيح بقية عبارة نبوة إشعياء التي لم ينطق بها في مجمع الناصرة، وهي عبارة «يوم انتقام لإلهنا» ( إش 61: 2 )، لأن الرب يعلن قائلاً: «لأن يوم النقمة في قلبي» ( إش 63: 4 ).

    عزيزي .. إنك إن لم تتقابل اليوم مع إله كل نعمة ( 1بط 5: 10 )، فلا بد في يوم قريب جدًا أن تقابل إله كل نقمة ( مز 94: 1 ). وإن مَنْ لا يذوب قلبه أمام محبة المسيح في يوم النعمة، لن يبقى أمامه إلا أن يحترق بنار غضبه في يوم النقمة القادم.

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

    الخميس 2 أكتوبر 2008

    بولس وشيوخ أفسس


    أنتم تعلمون من أول يوم دخلت أسيا، كيف كنت معكم كل الزمان، أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة، وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود ( أع 20: 18 ، 19)

    نجد في أعمال20: 17- 38 كلمات بولس الأخيرة التي قالها لشيوخ كنيسة أفسس، وهي أيضًا كلمات يحملها الروح القدس بالتعليم لنا لأجل خدمة ناجحة. ويشدد بولس في ع18 على أهمية التصرف بصورة لائقة وهو يقول: «كيف كنت معكم كل الزمان». لقد اتبع تعليم الرب الذي ذكره في آخر كلامه معهم «مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ» ( أع 20: 35 1تس 2: 3 ). وقد شدد على أسلوب التصرف هذا عينه في رسالته الأولى إلى التسالونيكيين عندما ذكر أنه تجنب كل هذه: «ضلال .. دنس .. مكر .. علة طمع .. مجدًا من الناس» (1تس2: 3- 5).

    ويخبرنا عدد19 كيف أن بولس خدم «بكل تواضع». إن الكبرياء يدمر أي خدمة، وأسوأ أنواع الكبرياء هو الذي ينتج من معرفة بدون تواضع. وقد قال بولس لتيموثاوس «وعبد (خادم) الرب لا يجب أن يُخاصم، بل يكون مترفقًا بالجميع» ( 2تي 2: 24 ). ولقد سكب بولس أيضًا «دموع كثيرة» في الصلاة وهو يفكر في خطورة العمل، والخطر الشديد المُحدق بغير المخلَّصين، والمسؤولية الواقعة على مَن يخدمون، وخداع العدو الذي يريد أن يسقط المؤمنين في فخاخه. كما كان مُدركًا للتجارب التي أصابته «بمكايد اليهود»، ومُدركًا تمامًا للمقاومة التي أمامه إلا أن ذلك لم يثنهِ عن إكمال الخدمة.

    ويبين ع20 أن هناك هدفًا كان أمام بولس: «لم أؤخر شيئًا من الفوائد إلا وأخبرتكم به». وقد نصح كلاً من تيموثاوس وتيطس أن يتجنبا المباحثات الغبية والسخيفة ( 2تي 2: 23 ؛ تي3: 9). ينبغي أن يسأل الخادم من الرب أن يقوده دائمًا لِما هو نافع حقًا، سواء جهارًا أو في خدمة فردية؛ «جهرًا وفي كل بيت».

    ويلخص ع21 رسالة بولس لكل من اليهود والأمم. إن أطول المباحثات وأكثرها طلاقة مع شخص غير مؤمن، سواء كان مسيحيًا بالاسم أو شخصًا من ديانة أخرى هي بلا فائدة إن لم تشرح للسامع احتياجه للتوبة والإيمان. لقد قابلت بعض الأشخاص الذين تركوا دياناتهم لأن المسيحية بَدَت جذابة أكثر بالنسبة لهم، لكنهم لم يصبحوا أبدًا مسيحيين حقيقيين. من المهم أن يقود الخادم الآخرين إلى «التوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح»، وإلا يكون العمل ناقصًا وفاشلاً.

    أنيس بهنام
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

      ربنا يعوضك كل خير
      بجد رائع ربنا يثمر خدمتك

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

        الأخت بنت النعمة
        الرب يباركك شكرا لمداخلتك - تمنياتى أن تأتى الكلمة بثمارها
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

          الجمعة 3 أكتوبر 2008

          إلى من نذهب؟


          يا رب، إلى مَنْ نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك، ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي ( يو 6: 68 ، 69)

          «إلى مَن نذهب؟»، ألا يقف البشر مكتوفي الأيدي منكمشي الإرادة أمام تجاربنا وضيقاتنا بينما إلهنا المجيد يتغلغل معنا فيها «في كل ضيقهم تضايق» ( إش 63: 9 )، وهناك وسط الأتون المُحمى سبعة أضعاف يظل هو بجوارنا ( دا 3: 24 ، 25).

          هذا هو سيدنا وربنا وفادينا «عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا» ( مت 1: 23 ). فلنَسِر تحت قيادته وإرشاده غير هيابين ولا خائفين من الأيام القادمة فكلها تحت سلطانه وهو ملجأ في أيام الشر، يُخزي مطاردينا ويسحق أعداءنا ويُخرجنا من المعركة منتصرين.

          وهذا هو يسوع مخلصنا، نور العالم، شجرة التفاح بين أشجار الوعر، المَن السماوي الذي منه نأكل ونشبع، الصخرة التابعة لنا لننهل منها ونرتوي، وهناك تحت ظله نجلس آمنين.

          هذا هو ربنا يمتعنا بجوده، وينقذنا بذراعه القوية ويده الممدودة من الفخاخ التي تُنصب في طريقنا. ولكن لا يغربن عن أذهاننا أنه أيضًا نار آكلة. ولئن كان قد جاء مملوءًا نعمة إلا أنه قد جاء أيضًا مملوءًا حقًا ( يو 1: 17 ). فهو يغمرنا بنعمته ولكنه في الوقت عينه لا يمكن أن يصادق على الشر. وكما أنه في أيام تجسده، عندما دخل إلى هيكل الله ورأى أنه جُعل مغارة لصوص، غار على مجده وأخرج منه جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام وقال لهم: «مكتوبٌ: بيتي بيت الصلاة يُدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص!»، كذلك يفعل اليوم فينا لأن «بيته نحن» ( عب 3: 6 )، «أَما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم» ( 1كو 3: 16 ). وهو يطرد اليوم من قلوبنا كل غريب وينزع منها الميول التي لا ترضيه، ويفطمنا بالضيق والتأديب حتى يردنا إلى طاعته ونشترك في قداسته. ولا يتبادر إلى أفكارنا أنه يرضى أن تظل قلوبنا مغارة لشهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة. ولنعلم أنه إن تمسكنا بها وحرصنا عليها فلا بد أن يجرِّد السياط ليلهب بها قلوبنا ويدميها، فنترك الشهوات المتغلغلة فينا، والدموع تسيل من المآقي والأسى يملأ الحشا على الحصاد المُر الذي حصدناه نتيجة عصياننا وتمردنا وانحرافنا وراء أباطيل الحياة ( 1كو 11: 30 ).

          إسحاق لوزا
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

            السبت 4 أكتوبر 2008

            الملاقط والمنافض


            وتصنع منارة من ذهبٍ نقي .... وملاقطها ومنافضها من ذهب نقي ( خر 25: 31 ، 38)

            المنارة من جانب تشير إلى المسيح، الذي هو الشاهد الأمين، ومن الجانب الآخر تشير إلى المؤمنين الذين هم شهادة لله في هذا العالم. ولكي ينير المسيح فقد مُسح بالروح القدس ( إش 61: 1 )، وكذلك المؤمنون أيضًا لهم مسحة من القدوس ( 1يو 2: 20 ؛ 2كو1: 21، 22). لذلك فقد قال المسيح: «أنا هو نور العالم»، كما قال أيضًا لتلاميذه: «أنتم نور العالم» ( يو 8: 12 ؛ مت5: 14).

            ونلاحظ أن المنارة لا تشع ضوءًا بل تحمله. وذلك لأننا لسنا نورًا في ذواتنا، بل إننا نور في الرب ( أف 5: 8 ). ولقد كانت المنارة تتكون من سُرج سبعة (رقم الكمال)، لكنها كانت تعطي نورًا واحدًا. وكل المطلوب منا لكي ننير هو أن نكون ممتلئين من الروح القدس.

            ويرتبط بالمنارة وضوئها شيء عملي على جانب كبير من الأهمية، وهو إصلاح السُرج، وهو ما كان يقوم به رئيس الكهنة ( خر 30: 7 ، 8)، مستخدمًا ملاقط من ذهب نقي، ومنافض من ذهب نقي ( خر 25: 38 ).

            الفتائل في المنارة تشير إلى المؤمنين، أي إلى الأواني البشرية التي يستخدمها الروح القدس لإظهار نور المسيح. وهذه تحتاج بدون شك إلى الملاقط والمنافض لحفظ نورها لامعًا. ونلاحظ أن الرماد لا يتكون من الزيت، أي من الروح القدس، بل من الفتائل. وبدون هذه الخدمة الإلهية التي يقوم بها كاهننا العظيم، المسيح نفسه، مستخدمًا الملاقط والمنافض، فإن نور المنارة حتمًا سيخبو. ولذلك فإن المؤمنين في احتياج مستمر إلى سهر ورعاية كهنوتيين، سواء من المسيح الكاهن العظيم، أو من كل المؤمنين الذين يتميزون بالروح الكهنوتية، كقول الرسول بولس: «أصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة» ( غل 6: 1 ).

            كانت المنارة في خيمة الاجتماع تضيء «من المساء إلى الصباح» ( خر 27: 21 )، أي طول الليل. ونحن الآن في ليل غياب الرب، والعالم يعيش في ظلمة روحية منذ أن صُلب المسيح وتم دفنه في القبر، وحتى يأتي ثانية إلى العالم. وفي الصباح سيتم إصلاح السُرج؛ أي أن كل عيب فينا، أيًا كان نوعه، سيتم إصلاحه أبديًا، لكي تُحضَر الكنيسة للمسيح كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن ولا شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب ( أف 5: 27 ). عندئذٍ سنكون أمام مجد الرب بلا عيب، في الابتهاج، كما سنضيء بلمعان أعظم، وذلك إلى أبد الآبدين.

            يوسف رياض
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

              الأحد 5 أكتوبر 2008

              استحقاقه للرفعة


              ولكن الذي وُضع قليلاً عن الملائكة، يسوع، نراه مُكللاً بالمجدِ والكرامة، من أجل ألم الموت ( عب 2: 9 )

              بعد أن أكمل الرب يسوع المسيح العمل، واحتمل الآلام، وجلس عن يمين الله في السماء، فإن الروح القدس يُسرّ، أن يأخذ مما له من أمجاد ويُخبرنا بها.

              ونتعلم من رسالة أفسس أن مشورة الله الأزلية كانت تقصد رِفعة المسيح إذ نقرأ «حَسَبَ مسرته التي قصدها في نفسه، لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الأرض» ( أف 1: 9 ، 10). وحسب هذا القصد قد «أجلسه عن يمينه في السماويات، فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسمٍ يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا، وأَخضع كل شيء تحت قدميه» ( أف 1: 20 ، 22).

              ونتعلم من رسالة كولوسي أنه يجب أن يكون للمسيح الرِفعة بسبب مجده الشخصي. فهو «صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة ... فيه خُلق الكل .. الكل به وله قد خُلق، الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل»، ولذا كان من الطبيعي أن «يكون متقدمًا في كل شيء» ( كو 1: !5- 18).

              وفي رسالة فيلبي نرى أن اتضاعه قد كفل له المجد، إذ نقر أنه «أَخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس، وإذ وُجدَ في الهيئة كإنسان، وَضَعَ نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفَّعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم» ( في 2: 7 - 9).

              وفي رسالة العبرانيين نجد أن الآلام قد أعدته للمجد، فالذي نراه الآن مُكللاً بالمجد والكرامة قد كُمّل أولاً بالآلام ( عب 2: 9 ، 10).

              وفي رسالة بطرس الأولى نجد أن رفعته شهدت على كونه كريمًا في عيني الله؛ فالحجر الذي احتقره البناؤون ورفضوه، هو «مُختارٌ من الله كريمٌ» ولقد صار «رأس الزاوية».

              وعلاوة على ذلك فإن يوحنا يخبرنا في إنجيله بأنه لكي يشاركه كثيرون في هذا المجد كان ينبغي أن يجتاز الألم والموت كطريق للرفعة. فلما جاءت الساعة ليتمجد ابن الإنسان، كان ذلك هو الوقت الذي ينبغي أن تقع فيه حبة الحنطة في الأرض وتموت، وإلا بقيت للأبد وحدها.

              قد احتملت وحدَكَ الـ آلامَ والصليبْ
              والآن لكَ وحدَكَ الـ إكرامُ يا حبيبْ

              هاملتون سميث
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

                الاثنين 6 أكتوبر 2008

                كيف يفكر المؤمنون؟


                فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا ( في 2: 5 )

                يجب التوقف عن التفكير في الذات الذي يأخذ اتجاهًا من اثنين: إما تعظيم الذات، أي أن نعتبر أنفسنا أكثر ما نحن عليه، أو إذلال الذات، أي تقدير أنفسنا بأقل مما هي عليه، وكلاهما ببساطة مشغولية بالذات.

                إن رسالة فيلبي، مثل سفر التثنية في العهد القديم، تعطينا النتيجة العملية لمقام شعب الله في عيني الله، وكذلك النتيجة الناشئة عن إدراكنا لهذا المقام، وإدراكنا لله ذاته. هنا لا نجد للذات مكانًا. إن كل أصحاح في هذه الرسالة يكلمنا عن المسيح، وعن تجاوب المؤمن مع صاحب الاسم الذي هو فوق كل اسم ( في 2: 9 ).

                * أصحاح1 يوضح سيادة المسيح على الحياة، وكيف يحيا المؤمنون.

                * أصحاح2 يوضح نُصرة المسيح على الموت، وكيف يفكر المؤمنون.

                * أصحاح3 يضع أمامنا المسيح في قمة المجد، وما ينبغي أن يسعى إليه المؤمنون.

                * أصحاح4 يقدم لنا المسيح فوق كل شيء، والمؤمنون فوق كل الظروف.

                في الأصحاح الثاني نرى المسيح منتصرًا على الموت. وكيف ينبغي أن يفكر المؤمنون. إن المؤمنين ذوي الفكر الواحد ليسوا هم بالضرورة ذوي الآراء الواحدة، بل هم الذين لهم فكر المسيح «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا» ( في 2: 5 ). فالله المتجسد نفسه، يسوع «أخلى نفسه، آخذًا صورة عبدٍ، صائرًا في شبه الناس، وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب» ( في 2: 7 ، 8). وقال المسيح: «لهذا قد وُلدت أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق» ( يو 18: 37 ). وعندما يتواضع المرء فإن في ذلك فرح عظيم وابتهاج له. وهذا الاتضاع هو ما كان يميز قلب الرسول بولس ( في 2: 17 )، وذات الاتضاع القلبي ميَّز تيموثاوس ( في 2: 20 )، كما ميَّز أبفرودتس أيضًا ( في 2: 30 ). ولقد قال الرب يسوع نفسه «وأكبركم يكون خادمًا لكم» ( في 2: 30 ). إن الخادم هو شخص بلا امتياز، ويتخلى عن أية حقوق شخصية، إلا أننا مُطالبون بأن يكون مثله مُكرمًا عندنا ( في 2: 29 ) بتقدير عظيم كعزيز لدينا، فمثل هؤلاء هم مثل المسيح.

                توم ستير
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

                  الثلاثاء 7 أكتوبر 2008

                  علامات مجيء الرب


                  قل لنا .. ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟ ( مت 24: 3 )

                  حديث المسيح فوق جبل الزيتون، جاء ردًا على استفهام التلاميذ الوارد في صدر هذا المقال، وورد في كل من الأناجيل المتماثلة متى ومرقس ولوقا، وهو من أعظم الأحاديث النبوية في الكتاب المقدس. والكتاب المقدس كله هو كتاب نبوي. الكتب الأخرى تحدثنا عما حدث في الماضي، وتتفاوت في دقتها بعضها عن بعض. أما الكتاب الوحيد الذي يحدثنا عن المستقبل فهو الكتاب المقدس، وذلك لأنه كتاب الله، والله عنده المستقبل كالماضي والحاضر. والكتاب المقدس يحوي كلامًا نبويًا في منتهى الدقة، ونحو ثلثه يتحدث عن المستقبل.

                  وحديث جبل الزيتون هو حديث عظيم حقًا، لأنه نبوة نطق بها المسيح شخصيًا، ولأنه يدور حول علامات مجيء المسيح وانقضاء الدهر.

                  ولا نهاية للحديث عن نهاية العالم. علماء في الفلك وعلماء في الطبيعة وعلماء في اللاهوت يكتبون عن نهاية العالم، ولا قيمة تُذكر لما يكتبون، فهم يتخبطون خبط عشواء، وأما المسيح فحديثه هنا أعظم حديث جامع مانع عن أمور آخر الزمان.

                  ولو كان هناك زمن ينبغي فيه الانتباه أكثر من غيره لأقوال هذه العظة، فهو هذه الأيام التي نعيش فيها. فهي بلا شك الأيام التي تسبق مجيء الرب للاختطاف.

                  والمسيح كان في أول عظة قالها بعد خروجه للخدمة، بحسب لوقا 4، ألمح إلى أنه كما أتى بالفعل إلى العالم، فإنه سيأتي أيضًا ثانية. فهو أتى بالنعمة لكي يبشر المساكين، وقدم خلاصه لجميع البشر، ولأنه تحدث عن مجيء النعمة، فإنه لم يَشِر إلى يوم الانتقام لإلهنا. لكنه لا بد أن يأتي مرة ثانية لكي ينتقم من الذين احتقروا نعمته ورفضوا خلاصه المجاني، ولا بد أن يتم باقي القول المُقتبس من إشعياء 61 «أكرز .. بيوم انتقام لإلهنا». ويحدثنا المسيح من فوق جبل الزيتون عن هذا المجيء الثاني المرتقب.

                  وهناك مفتاح مهم لفهم النبوة بصفة عامة بما فيها هذه العظة، وهو أن الكنيسة ـ باعتبارها كانت سرًا في العهد القديم ـ فإنها ليست موضوع النبوة. لكن المسيح، سواء في آلامه أو في أمجاده، هو موضوع كل النبوات. ومن هذا المنطلق نحن يلذ لنا دراسة النبوات، ليس لأنها تتحدث عنا، بل لأنها تتحدث عن سيدنا الحبيب.

                  يوسف رياض
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

                    الأربعاء 8 أكتوبر 2008

                    الحياة للقاتل والملدوغ


                    وهذا هو حكم القاتل الذي يهرب إلى هناك فيحيا ( تث 19: 4 )
                    فكان متى لدغت حية إنسانًا ونظر إلى حية النحاس يحيا ( عد 21: 9 )

                    أعدت نعمة الله مدن ملجأ يهرب إليها القاتل سهوًا، وأيضًا حية نحاسية على راية ينظر إليها كل مَن لدغته الحيات المُحرقة. وهنا نقف أمام عظمة الكتاب المقدس الذي يصف لنا حالة الإنسان الداخلية؛ فلا يقول عن القاتل عندما يهرب أنه ينجو من الموت، ولا يقول عن الملدوغ عندما ينظر أنه يُشفَى، بل عن كليهما يقول «يحيا»، مع أن حالة الإنسان الخارجية، للقاتل أو الملدوغ، تقول إنهما لم يموتا بعد بل هم أحياء بدليل قدرة الأول على الهَرَب، والثاني على النظر. من هذا نفهم أنهما في الحقيقة مائتان. فالقاتل من لحظة سقوط القتيل أصبح موضوعًا تحت الموت، وما هي إلا دقائق أو ساعات قليلة ويدركه وليّ الدم ويقتله. والملدوغ من اللحظة التي لدغته الحية المُحرقة ودخل السم إلى جسمه وبدأ يسري في عرقه أصبح في حكم الموت. فما هي إلا دقائق قليلة ويصل السم إلى قلبه فيتوقف ويموت. لأجل ذلك يقول الكتاب عن كليهما ـ إنه يحيا ـ لأنهما في عِداد الموتى.

                    صديقي: قد تقول مالي والقاتل والملدوغ؟ أقول لك إن الكتاب المقدس يُخبرنا أن كل الجنس البشري قتلة وملدوغون: قتلة، والقتيل هو المسيح ابن الله الحي الذي قُتل على الصليب بسبب خطايانا ( رو 4: 25 )، وأنت واحد من الناس «وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع» ( رو 5: 12 ). والجميع ملدوغون بسُم الخطية إذ ينطبق على الجميع القول: «هأنذا بالإثم صُورت، وبالخطية حَبَلت بي أمي» ( مز 51: 5 ).

                    وقد تقول إنك حي، وفي نظر الآخرين كذلك، لأنك تمارس حياتك بصورة طبيعية، وقد تكون من المتدينين، والمترددين على أماكن العبادة، وقد تكون لك صورة التقوى ( 2تي 3: 5 ) ولك اسم أنك حي ( رؤ 3: 1 )، ومع كل هذا فأنت ميت بالذنوب والخطايا ( أف 2: 1 ). ولكن إن أتيت للمسيح الذي مات لأجلك وآمنت به، سيحسب لك كل خطاياك أنها سهو وسيعطيك حياة أبدية «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» ( يو 3: 36 ). وإن أجّلت الهروب إلى المسيح والنظر إليه، فاعلم أن الموت الثاني، والذي هو الطرح في بحيرة النار والكبريت، ينتظرك.

                    عزيزي: اهرب لحياتك إلى المسيح

                    معين بشير
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

                      الخميس 9 أكتوبر 2008

                      إيليا تحت الرتمة


                      أتى وجلس تحت رتمة وطلب الموت لنفسه ... وإذ بملاك قد مسّه وقال: قم وكُل... قُم وكُل، لأن المسافة كثيرة عليك ( 1مل 19: 4 - 7)

                      ماذا كان يعوز هذا النبي، الرجل الملآن نشاطًا، الذي لم يعرف للخوف معنى، الذي استطاع أن يواجه أخآب ويجابه إيزابل؟ لكن أتت لحظة فيها هرب بطل الإيمان خوفًا من وعيد إيزابل، تاركًا كل شيء وراءه، وهاربًا إلى البرية، وتمنى الموت لنفسه، ونام تحت الرتمة إلى أن أيقظه ملاك الرب، فوجد عند رأسه كوز ماء وكعكة رضفًا؛ فقام إيليا وأكل وعادت إليه قوته.

                      وما أجمل هذا الرمز إلى كلمة الله! وها النبي قد اكتشف الموارد التي جعلها الله في متناول ذراعه، فقام وأكل ثم اضطجع ثانية، ثم عاد الرسول السماوي وقال له: «قُم وكُل» فنفض عنه النبي النعاس وأكل ثانية.

                      وما أحوجنا إلى هذا الدرس في كل حين! وكم يلزمنا أن نتغذى بكلمة الله! إننا من اللحظة التي نشتاق فيها أن نكون في تماس مباشر مع الله لا نجد وسيلة توصلنا إليه إلا هذا الطعام السماوي، كلمة الله. وينبغي أن نتنبه للرجوع إلى هذه الكلمة للظفر بالتغذية منها، لكي نستمد القوة اللازمة لنا للوصول إلى نهاية سفرتنا، والوجود في حضرة الله.

                      شرع إيليا في المسير، وسافر طريقًا طويلاً، وماذا وجد في نهايته؟ ابتدأ يقدِّر نفسه ويقول عنها «بقيت أنا وحدي» لأشهد لك. لقد أحسن إيليا الظن في ذاته، وافتكر عنها فكرًا ساميًا، مع أن الذات أول شيء يجب هدمه وإذلاله. ومتى حسنت أفكارنا عن ذواتنا بخسنا الآخرين قدرهم، وانحطت أفكارنا عنهم، وأمسى إيليا مشتكيًا شعب الله. فأخذ الرب خدمته منه وأوصاه أن يسلمها لآخر، وتعلَّم إيليا أن حكم الله يختلف عن حكمه. أ لم يَقُل له الله إنه يوجد سبعة آلاف غير معروفين منه ولكنهم معروفون من الله؟

                      أمكن لإيليا أن يتعلم أمورًا كثيرة في حضرة الله لم يكن في مقدوره أن يتعلمها في مكان آخر، ولا كان في طوقه أن يصل إلى حوريب لولا اقتياته من طعام الله. أما نحن فحينما نجد أنفسنا في حضرة الله لا نلاقي إلا القضاء على الذات والحكم على ما نظنه في نفوسنا وما نظنه في غيرنا. وبماذا نظفر بعد الحكم على الذات؟ نظفر بالشيء الواحد: النعمة. سمع إيليا صوتًا خفيفًا منخفضًا لأن الدينونة عبرت بعبور الريح العاصفة والزلزلة والنار، وخرج النبي الآن إلى باب المغارة ليقابل إله النعمة.

                      هنري روسييه
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

                        الجمعة 10 أكتوبر 2008

                        الحامل لكل الأشياء


                        حاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1: 3 )

                        إن السماوات وكل العالمين تشهد في روعتها لقدرة الله؛ إنها تحدِّث بمجده. هذه السماوات تنظمها قوانين عجيبة، قوانين غير معروفة عند الإنسان المخلوق الترابي الضعيف الساكن في واحد من أصغر الكواكب بين خليقة الله. وفقط أولئك الذين عميت بصيرتهم وخَلَت قلوبهم من الإيمان وتخبطوا في الظلام الدامس، هم الذين يقولون إن تلك القوانين قد كونت نفسها وهي التي تعمل عملها من تلقاء ذاتها بدقة وبدون توقف بطريقة آلية منتظمة. هذه هي عقيدة التطور. لكن الإنسان الحكيم الذي يفطن، يعلم أن الرب الخالق لم يقرر فقط قوانين الكون التي على نمطها ينتظم، بل أيضًا هو الحامل لها. فكل نجم وكل كوكب وملايين لا تُحصى منها، ونظام شمسي يفوق الإدراك البشري، كل ذلك محمول بكلمة قدرته. كل ما يحدث في هذه العوالم إنما نظمته يداه. وبدون تلك القدرة الحاملة يغرق الكل في تشويش لا نهائي. وما أقل ما يعيه عقلنا المحدود من كل ذلك! ولا نحن نعرف كيف يحمل له المجد عالم الأرواح غير المنظورة وجماهير الملائكة التي لا تُحصى. كل أولئك في حاجة إلى قدرته الحاملة.

                        ومن جهة أرضنا التي عليها سكن الإنسان الكامل، ووُضع قليلاً عن الملائكة، يسوع ( عب 2: 9 )، هو أيضًا الحامل لكل الأشياء. نعم هو لم يتبوأ بعد كإنسان ـ عرش مجده كملك الملوك ورب الأرباب، لكنه الآن يرتقي عرشه في المجد، عرش السيادة لأن إليه دُفع كل سلطان في السماء وعلى الأرض. لذلك لا نخاف شيئًا ولا نخشى. قد تتزحزح الأرض وتتزلزل، وقد تهتز السماوات، لكن مقاصده الأزلية لا بد أن تتم فيها جميعًا لمدح ولمجد اسمه.

                        ولنا نحن الذين ننتمي إلى كل مَن يحمل كل الأشياء، تعزية قوية. إن يدي القوة القادرتين اللتين تحملان العالمين، واللتين تضبطان كل الأشياء، تحملاننا أيضًا في أيامنا القليلة التي نقضيها هنا. هذه تعزية نود أن نزفها إلى قطيع الرب الصغير. إن الحامل لكل الأشياء هو ربنا المحب المُنعم الذي محبته من نحونا تفوق المعرفة، تلك المحبة التي ظهرت في موته على الصليب. ونحن في نظره أغلى من كل العوالم، من أجل ذلك نستطيع أن نعتمد على محبته وقدرته في كل الظروف لتعضيدنا وتسنيدنا في كل طرقنا، إلى أن يأخذنا لنكون معه في منازل المجد الأبدية.

                        أدولف سفير
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

                          السبت 11 أكتوبر 2008

                          معطلات السجود: الكسل


                          عبرت بحقل الكسلان وبكرم الرَّجُل الناقص الفهم، فإذا هو قد علاه كله القريص، وقد غطى العوسج وجهه، وجدار حجارته انهدم ( أم 24: 30 ، 31)

                          إذ نعرف أن السجود هو مشغولية المؤمن العُليا، فلنا أن نتأكد أن الشيطان العدو الخبيث، والعالم العدو الخارجي، والجسد العدو الداخلي، سوف يتحدون ليعوِّقوا المؤمن وهو يسعى للسجود لله، ومن المستحيل أن نعدّ كل العوائق لأنها كثيرة جدًا، لكننا نذكر منها: الكسل، ونعني بهذا، الفشل في استخدام الوسائل التي هيأها الله لإنارة المؤمن لتقدير قيمة السجود، والتلذذ به في القلب.

                          السجود ليس شيئًا سهلاً، ولكنه ينمو حين يتمسك المؤمن بنشاط مقدس هيأه الله له في المسيح. والسجود لا يُخلَق بالجلوس المُريح، ولا ينمو في جو اللامُبالاة الروحي، والإهمال. وثمار السجود لا تنمو في حقل الكسل ( أم 24: 30 - 34)، ولكنه يأتي بالزراعة المُصِّرة، وهذا يتطلب من المؤمن العزم القلبي والعقلي.

                          إن فترات الصمت التي يعتريها الارتباك، والتي تحدث في اجتماع المؤمنين للسجود، هي النتيجة المُحزنة لهذا العائق: الكسل. فالكسل يعني أن القديسين ليس لديهم ما يقدمونه لله، لأنهم لم يجمعوا شيئًا من الله، وبدلاً من أن تمتلئ سلالهم بتقدير الله وابنه نتيجة دراسة شخصية للكلمة، أهملوا كتابهم المقدس، وأهدروا أوقاتهم في التفاهات، ولذلك يظهرون أمام الله فارغين. ومثل هؤلاء المؤمنين غالبًا ما يشكون من أنهم لا يحصلون على الطعام الروحي الذي يرغبون فيه، والواقع هو أنهم لا يرغبون ـ روحيًا ـ في الطعام الذي هيأه لهم الله. فالنقص ليس في الطعام، ولكن في الشهية. لقد راحت راعوث تجمع في حقل بوعز، وكانت النتيجة أنها امتلكت شيئًا تقدمه لحماتها ( را 2: 15 - 18). وإذ يجمع المؤمن في حقول الكتاب المقدس الغنية، ويخبط ما يجمع بالتأمل، فلن يكون هناك نقص في السجود في قلبه، لأنه سيكون ممتلئًا من التقدير لله، وما فعله.

                          والتهيئة الروحية، بدراسة الكتاب والصلاة، جوهرية جدًا للسجود، وهي تتطلب جهدًا مُثابرًا ومنظمًا، فالحياة اليوم تسير بوقع متزايد باستمرار، والأعمال والواجبات العائلية تصرخ مُطالبة بوقت المؤمن، فإن لم يكن منتبهًا، فسوف يكتشف المؤمن سريعًا أن الأعمال العالمية قد زاحمت الواجبات المقدسة، لذلك عليه أن يحرص كل الحرص على الوقت الذي يقضيه في فرص التعبد الخاصة.
                          الفريد ب. جيبس
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

                            الأحد 12 أكتوبر 2008

                            أدلة كمال العمل


                            قد أُكمل ( يو 19: 30 )

                            يمكننا أن نتتبع عدة أدلة لكمال عمل المخلص من فوق الصليب، وهي أدلة فورية وقوية وأبدية كالآتي:

                            أولاً: الأدلة الفورية: وهي أدلة منظورة ومحسوسة. فنحن نعرف أنه عندما كان المسيح مُعلقًا فوق الصليب حدثت ظلمة معجزية فوق الأرض كلها. وما إن صرخ يسوع بصوتٍ عظيم وأسلم الروح حتى انقشع الظلام الذي خيَّم بغتةً على الأرض، وملأ الكون الضياء. وهذا يدل على أن المسيح، الذي كان متروكًا من الله، قد أنهى العمل وأنجز المهمة. لكن ليس فقط عاد الضياء، بل حدث شيء آخر، أعني به الزلزلة التي شقّقت الصخور، وفتَّحت القبور، بل أيضًا قام كثير من أجساد القديسين الراقدين، مُعلنة نُصرة المسيح على الموت، عدو البشرية الأول. فكأن الله لم يسمح بأن يدخل المسيح إلى القبر إلا بعد أن يعلن أولاً نُصرة المسيح على الموت وعلى القبر.

                            ثانيًا: الأدلة القوية. وهي ليست أدلة في العالم الطبيعي، كعودة النور وتشقق الصخور وتفتح القبور، ولا هي أدلة في العالم غير المنظور، مثل دليل قيامة كثير من أجساد القديسين، بل إنه دليل في العالم الروحي والديني، إذ انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل. ويا له من دليل قوي! فذلك الحجاب، الذي كان طوال العهد الأول يعلن لكل مَنْ يريد الاقتراب إلى الله أن ”ممنوع الدخول“، قد انشق إلى اثنين مُعلنًا ترحيب الله بالخاطئ التائب، فإذ كُمِّل رئيس خلاصنا بالآلام فقد أمكن أن يأتي الله بأبناء كثيرين إلى محضره.

                            ثالثًا: الأدلة الأبدية. وهي بكل يقين أقوى هذه الأدلة جميعها، وأعني بها قيامة المسيح من الأموات في اليوم الثالث. إن هذه القيامة تعلن أن الله قَبِلَ المسيح وارتضى بعمله؛ وإلا فكيف قام المسيح من الأموات لو أن المسيح لم يكن قد أوفى كل الدين؟

                            وليس فقط قام المسيح من الأموات، بل إنه صعد إلى السماء، وتمجَّد إذ جلس عن يمين الله في الأعالي، ومن هناك أرسل الروح القدس ليسكن في قلوب المؤمنين به.

                            هللويا الـرب قـامْ بعدَ إكمـالِ العَمَلْ
                            بعـدَ مـوتٍ وآلامْ فلنُعظِـمِ الحَمَـلْ

                            يوسف رياض
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2008

                              الاثنين 13 أكتوبر 2008

                              حساب العطاء والأخذ


                              ليس أني أقول من جهة احتياج.. غير أنكم فعلتم حسنًا إذ اشتركتم في ضيقي.... ليس أني أطلب العطية، بل أطلب الثمر المتكاثر لحسابكم ( في 4: 11 - 17)

                              لم يكن الرسول بولس متلهفًا لعطية مؤمني فيلبي أو غيرهم، وهو لا يخفى عنهم ذلك، ولكنه بأسلوب رقيق جميل يُعرفهم بما تعبِّر عنه العطية من حب وعناية تجاه الرب وتجاهه. ويبين أن مؤمني فيلبي قد تفوقوا في هذه الموهبة، وأنهم فعلوا ذلك تكرارًا منذ وصول الإنجيل إليهم، وأنهم قدموا نفس الخدمة له في الماضي ـ في مكدونية وتسالونيكي ـ وهو ما لم تفعله أية كنيسة أخرى، والآن يهتمون به وهو في روما.

                              وما يعظّم خدمة مؤمني فيلبي في هذا المجال، أنهم كانوا فقراء جدًا. وهي حقيقة نعرفها من الرسالة الثانية إلى كنيسة كورنثوس ( 2كو 8: 2 ). لقد كانوا «في اختبار ضيقة شديدة» ولكن «فاض وُفُور فرحهم وفقرهم العميق لغنى سخائهم». وهذا كله لتعليمنا، فكثيرًا ما نتصف بعدم التعاطف واللامبالاة، وهذا لأن خبرتنا بالآلام وبالمشاركة الروحية ضحلة.

                              وبعد تلقيه عطيتهم بيد أبفرودتس، يُعرفهم الرسول أنه قد استوفى كل شيء وفاض عنه (الآية 18). وعطيتهم لم تفِ باحتياجاته فقط، بل يعتبرها «نسيم رائحة طيبة، ذبيحة مقبولة مرضية عند الله»، مثل ذبائح رائحة السرور التي يتكلم عنها العهد القديم. وهذا يضيف إلى عظمة عطائهم.

                              ولكن ماذا عن مؤمني فيلبي أنفسهم؟ لقد تفاقم احتياجهم، واستنفذوا مواردهم الضعيفة في العطية التي أرسلوها إليه. وقد شعر الرسول بهذا، ولذلك يعبر في الآية 19 عن ثقته بأن الله سيملأ كل احتياجهم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع. ولاحظ استخدام بولس لكلمة «إلهي» في هذه الآية. فهو الإله الذي عرفه بولس واختبره عمليًا في حياته هو. هذا الإله السخي سيفيض عليهم ليس حسب احتياجهم، ولا حسب رغبة بولس من نحوهم، بل حسب غناه هو في المجد في المسيح يسوع. كان يكفي، وهي بركة عظيمة، أن يملأ الله احتياجهم بحسب غناه على الأرض. ولكن الأعظم هو أن يملأ الله احتياجهم حسب غناه في المجد. قد لا يصبح مؤمنو فيلبي أغنياء على الأرض، وكذلك نحن، ولكن هناك غنى أعظم بما لا يُقاس، هو الغنى في المجد. ألا يجدر بنا أن نشارك بولس في قوله «ولله وأبينا المجد إلى دهر الداهرين» (الآية 20).

                              ف.ب. هول
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X