إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

باطل الأباطيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • باطل الأباطيل

    ”باطل الأباطيل قال الجامعة. باطل الأباطيل الكل باطل“ (جامعة ١: ٢)

    لا أدرى لماذا يعتبر البعض هذه الآية نظرة تشاؤمية للحياة، بل و يصل إتهام البعض بإنها دعوة إلى الفشل. و ربما يكون اول تعليق يتردد على مسامعنا فور قراءة احد ما لهذه الآية هو: ”يا ساتر يا رب“ او بالعامية ”ليه اليأس دة“ و إلى آخره من التعليقات التى تهين الآية و تتجاهل الدر الثمين الذى تحويه من نصيحة و نهج قويم لحياتنا على الأرض. قد تتعجبوا حينما اقول انها من اكثر الآيات فى الكتاب المقدس التى تعطينا صبراً بل و املاً فى حياتنا!! سنحللها سوياً و لنرى هل هى فعلاً يائسة كما يتفهمها البعض، ام انها قمة الأمل؟!
    بداية أريد أن كل منا يسأل نفسه سؤالاً، هل يوجد شيئاً ابدياً فى دنياه؟! هل سيأخذ غناه المادى؟! هل سنأخذ معنا املاكنا و اراضينا؟! هل سنأخد معنا إهانات الآخرين لنا؟! هل سنأخذ معنا الإضطهاد و الجوع و الألم و الشقاء؟! كلا، بل لكل شئ تحت السماء وقت، و حينما يأتى هذا الوقت، و فى لحظة، سنتجرد من كل هذه الماديات الزائلة و نجد انفسنا روحاً بلا جسد. ربما تلقى هذه الحقائق على بعض منا بخيبة الأمل و عدم الرجاء فى الحياة، لكن مهلاً يا صديقى لا تصاب باليأس، فتعالى معى لنقرأ هذه الآية ثانية و نرى ماذا تحمل من معانٍ عظام.

    ”باطل الأباطيل الكل باطل“ ... أجل، فكما ذكرنا انه لا يوجد شيئاً مادياً على الأرض سنحتفظ به بعد رحيلنا إلا شئ واحد! فكر معى ما قد يكون هذا الشئ المادى الوحيد الذى سنحتفظ به؟! لا شك يا صديقى انه قلبنا، نعم قلوبنا التى سنحاسب على مابداخلها. قلوبنا التى تتحكم فى كل تصرفاتنا مع الآخرين، فى شعورنا، فى حبنا او فى كرهنا. فالقلب - إن جاز التعبير - هو مركز الخطية، فيقول الكتاب المقدس: ”ظاهرين انكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي .لا في الواح حجرية بل في الواح قلب لحمية“ (٢كو ٣: ٣) و حينما تخلو قلوبنا من شرائع الله، فحتماً سيحل محلها الخطيئة، و يبدأ القلب فى تنشيط كل اعضاء الجسم لتنفيذ الخطيئة تنفيذاً فعلياً. فكل خطايانا سواء خطايا اللسان او النظر او الفكر او حتى خطايا السرقة و القتل و الكره، كلها مقرونة بقلوبنا و علامَ تحتوى. لنرى الآن ما هى المواقف التى نسمع فيها صوت هذه الآية فتعزينا عزاءً لا مثيل له.
    أُحِبُ?َ يَا رَبُ يَا قُوَتِي، وَ إنْ خُضْتُ بَحْراً وَ هَاجَتْ رِيَاحٌ عَلَي دَفَّتِي، وَ إِنْ سِرْتُ قَفْراً فَلَنْ أخْشَي يَوْماً مِن وِحْدَتِي، لأنَّ?َ انْتَ وَسْطَ البِحَارُ، خِلالَ القِفَار هُوَ وِجْهَتِي

    لأنِّي بِدُونِ?َ لا أسْتَطِيعُ، بِدُونِ?َ رَبِّي قُوايَ تَضِيعُ، وَ مَعَ?َ تَدُومُ بِ?َ قُدْرَتِي، أُحِبُ?َ يَا ربُّ يَا قُوَتِي.

  • #2
    اول هذه المواقف، هى مواقف الضيقة، فكثيراً ما تمر علينا لحظات عصيبة فيصعب علينا تحملها، فتقول هذه الآية ”باطل الأباطيل“ ... نعم هذه الضيقة لن تظل طويلاً و لن تدوم. لن نأخذها معنا فى ابديتنا، بل هى باطلة و قبض الريح. فى وقت حزنك، ذَكّر نفسك بأنه الكل باطل. أى ان هذه الضيقة - التى تفقدنى سلامى الداخلى و فى بعض الأحيان تضعف علاقتى مع الله - هى باطلة. أترى يا صديقى ما قد تجلبه لك الضيقة؟! بعد عن الله ... إحساس دائم باليأس ... إنقباض القلب ... عدم الراحة الداخلية. و ربما فى بعض الأحيان تذمر! لا تحزن يا اخى، الكتاب المقدس يقول: ”لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم“ (١ تس ٤: ١٣). انت تمتاز عن غيرك بأن لك رجاء، نعم رجاء فى السيد المسيح، هو الأبقى لك، لما تحزن و كل ذلك باطل و سيزول؟! تذكر ايضاً يا اخى الحبيب ان هموم هذه الدنيا تؤثر على قلبك (الشئ الوحيد الذى سنحتفظ به معنا) فالكتاب المقدس يقول: ”وهموم هذا العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الاشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر.“ (مرقس ٤: ١٩) و الكلمة هى شرائع الله الساكنة فى قلوبنا.
    أُحِبُ?َ يَا رَبُ يَا قُوَتِي، وَ إنْ خُضْتُ بَحْراً وَ هَاجَتْ رِيَاحٌ عَلَي دَفَّتِي، وَ إِنْ سِرْتُ قَفْراً فَلَنْ أخْشَي يَوْماً مِن وِحْدَتِي، لأنَّ?َ انْتَ وَسْطَ البِحَارُ، خِلالَ القِفَار هُوَ وِجْهَتِي

    لأنِّي بِدُونِ?َ لا أسْتَطِيعُ، بِدُونِ?َ رَبِّي قُوايَ تَضِيعُ، وَ مَعَ?َ تَدُومُ بِ?َ قُدْرَتِي، أُحِبُ?َ يَا ربُّ يَا قُوَتِي.

    تعليق


    • #3

      الموقف الثانى هو الإهتمام بجمع الأموال. فكثيراً ما نرى إهتمام متمادى فيه بجمع الأموال و كأننا مخلوقين فقط بهدف جمع اموال الدنيا و دفنها معنا! كثيراً ما نظن اننا نحيا لنجمع الأموال و نتناسى أن المال يساعدنا على تدبير الأموار الحياتية فقط لا غير. و ربما اول موقف من الكتاب المقدس يطرأ على أذهاننا هو مثل الغنى الغبى، و فيه اراد الغنى ان يبنى مخازن جديدة يجمع فيها امواله الطائلة و قال لنفسه: ”إستريحى و كلى و اشربى و افرحى“، و لكنه تناسى ان الكل باطل فقال له الرب: ”يا غبى هذه الليلة تُطلب نفسك منك. فهذه التى اعددتها لمن تكون. هكذا الذى يكنز لنفسه و ليس هو غنياً لله“ (لوقا ١٢: ٢٠-٢١)

      أُحِبُ?َ يَا رَبُ يَا قُوَتِي، وَ إنْ خُضْتُ بَحْراً وَ هَاجَتْ رِيَاحٌ عَلَي دَفَّتِي، وَ إِنْ سِرْتُ قَفْراً فَلَنْ أخْشَي يَوْماً مِن وِحْدَتِي، لأنَّ?َ انْتَ وَسْطَ البِحَارُ، خِلالَ القِفَار هُوَ وِجْهَتِي

      لأنِّي بِدُونِ?َ لا أسْتَطِيعُ، بِدُونِ?َ رَبِّي قُوايَ تَضِيعُ، وَ مَعَ?َ تَدُومُ بِ?َ قُدْرَتِي، أُحِبُ?َ يَا ربُّ يَا قُوَتِي.

      تعليق


      • #4

        الموقف الثالث يوازى سابقه، و هو ”الإهتمام الزائد بالجسد“ نعم يا أخى صحتك وزنة و عليك الإهتمام بها، و لكن المقصود هنا بالإهتمام الزائد بالجسد و هو كل ما يزيد عن صحتك اللازمة لحياتك. كمثلاً الإهتمام بصيحات الموضة، عمليات التجميل، و غيرها من الأعمال التى تزيد إهتمامنا بالجسد على حسب الروح، فالروح باقية أما الجسد فهو فانى. و يمثل على ذلك الكتاب المقدس قائلاً: ”لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام“ (رومية ٨: ٦). و يقول ايضاً: ”لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون . ولكن ان كنتم بالروح تميتون
        اعمال الجسد فستحيون.“ (رومية ٨: ١٣). و تذكر ايضاً يا اخى الحبيب ان الجسد يعوق الإهتمام بالقلب و جنى ثماره فيقول الكتاب المقدس: ”لان من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا . ومن يزرع للروح فمن
        الروح يحصد حياة ابدية .“ (غلاطية ٦: ٨)

        أُحِبُ?َ يَا رَبُ يَا قُوَتِي، وَ إنْ خُضْتُ بَحْراً وَ هَاجَتْ رِيَاحٌ عَلَي دَفَّتِي، وَ إِنْ سِرْتُ قَفْراً فَلَنْ أخْشَي يَوْماً مِن وِحْدَتِي، لأنَّ?َ انْتَ وَسْطَ البِحَارُ، خِلالَ القِفَار هُوَ وِجْهَتِي

        لأنِّي بِدُونِ?َ لا أسْتَطِيعُ، بِدُونِ?َ رَبِّي قُوايَ تَضِيعُ، وَ مَعَ?َ تَدُومُ بِ?َ قُدْرَتِي، أُحِبُ?َ يَا ربُّ يَا قُوَتِي.

        تعليق


        • #5
          الموقف الرابع هو فقد شئ غالى او شخص عزيز. فعندما نفقد شيئاً، تقول لنا هذه الآية ان الكل باطل، فلا داعى للحسرة و التأثر على ما ضاع، فعاجلاً او آجلاً كان سيفنى. و كما قال ايوب الصديق حينما جربه الله بفقدان بنيه و بيته فقال: ”الرب اعطى و الرب اخذ فليكن اسم الرب مباركاً“ (ايوب ١: ٢١) كل ما بيدك هو ملك لله لأنه اعطاك اياه، فهو امانة و عليك الحفاظ عليها، اما و إن فُقِد، فقد عاد لمن اعطاه لك بدايةً. فالكل باطل و سيعود إلى تراب.
          أُحِبُ?َ يَا رَبُ يَا قُوَتِي، وَ إنْ خُضْتُ بَحْراً وَ هَاجَتْ رِيَاحٌ عَلَي دَفَّتِي، وَ إِنْ سِرْتُ قَفْراً فَلَنْ أخْشَي يَوْماً مِن وِحْدَتِي، لأنَّ?َ انْتَ وَسْطَ البِحَارُ، خِلالَ القِفَار هُوَ وِجْهَتِي

          لأنِّي بِدُونِ?َ لا أسْتَطِيعُ، بِدُونِ?َ رَبِّي قُوايَ تَضِيعُ، وَ مَعَ?َ تَدُومُ بِ?َ قُدْرَتِي، أُحِبُ?َ يَا ربُّ يَا قُوَتِي.

          تعليق


          • #6

            و يمكننا الآن جمع الفوائد التى تمدنا بها هذه الآية، سواء فى حياتنا الروحية او العملية ايضاً. فهى تعطينا الإطمئنان بأن كل ما بيدنا سيزول حتماً، فلا نحزن من ضيقة او من مال ضائع او من بنين مفقودين، فكل هذا باطل و قبض الريح. لنجعل هذا اسهل فى التمييز، فكر معى فى الآتى: لو كانت هذه الحياة دائمة ابداً، فماذا سيكون موقفك حينما تفقد شيئاً او حينما تحزن؟! بالطبع سيؤثر ذلك عليك تأثيراً موحشاً، و يخيم على سلامك بظلام دامس يدوم و يدوم. و لكن ماذا لو تذكرت ان الكل باطل و قبض الريح؟! هذه الآية ايضاً هى منهج قويم للزهد و تذكرنا بمواقع اخرى فى الكتاب المقدس تبين لنا الأثر السلبى للإهتمام بالجسد. و بذلك تكون مصدراً للفرح و الراحة الداخلية و عدم الحزن بأن الكل باطل فلماذا نحزن؟!

            و ختاماً، علينا ان نحذر من الإستخدام الخاطئ لهذه الآية. فلا نقول مثلاً ان العمل باطل فلماذا اعمل، او الدراسة باطلة فلماذا ادرس، كلا فسليمان الحكيم يقول: ”العامل بيد رخوة يفتقر. أما يد المجتهدين فتغنى“ (امثال ١٠: ٤) و هذا ينطبق ايضاً على دراستك، عملك، إهتمامك ببنيك، إهتمامك بصحتك فكل هذه وزنات و عليك ان تكون اميناً عليها. و لتجنب البلبلة فى نفوس البعض، و لكى تعرف حقاً هل هذا العمل باطل ام هو امانة عليك، هو ان تسأل نفسك سؤالاً: ”هل هذا العمل يساعد حياتى الأبدية؟! هل هذا العمل يطرح ثماراً فى قلبى؟! هل هذا العمل يخدم قلبى خدمة صالحة؟!“. سؤال بسيط و إجابته بسيطة. نعم او لا، لو كان نعم فهو امانة عليك، لو كان لا فهو باطل و قبض الريح لأنه لا يطرح من قلبك ثماراً (الشئ الواحد الذى ستحتفظ به فى ابديتك).
            أُحِبُ?َ يَا رَبُ يَا قُوَتِي، وَ إنْ خُضْتُ بَحْراً وَ هَاجَتْ رِيَاحٌ عَلَي دَفَّتِي، وَ إِنْ سِرْتُ قَفْراً فَلَنْ أخْشَي يَوْماً مِن وِحْدَتِي، لأنَّ?َ انْتَ وَسْطَ البِحَارُ، خِلالَ القِفَار هُوَ وِجْهَتِي

            لأنِّي بِدُونِ?َ لا أسْتَطِيعُ، بِدُونِ?َ رَبِّي قُوايَ تَضِيعُ، وَ مَعَ?َ تَدُومُ بِ?َ قُدْرَتِي، أُحِبُ?َ يَا ربُّ يَا قُوَتِي.

            تعليق

            من قاموا بقراءة الموضوع

            تقليص

            الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

              معلومات المنتدى

              تقليص

              من يتصفحون هذا الموضوع

              يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                يعمل...
                X