إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

    السبت 1 نوفمبر 2008

    إساءة فهم السلوك الروحي


    فإن حنة كانت تتكلم في قلبها، وشفتاها فقط تتحركان، وصوتها لم يُسمع، أن عالي ظنها سكرى... ( 1صم 1: 13 ، 14)

    كان عالي هو رئيس الكهنة في ذلك الوقت. لم يكن كاهنًا صالحًا تمامًا، وكان بنوه فاسدين. وقد دان الله عالي لأجل تقصيره وفشله كأب وأيضًا ككاهن ( 1صم 3: 13 ). وبالرغم من أنه حاز على أسمى منصب روحي في الأرض، إلا أنه افتقر تمامًا إلى التمييز الروحي. فقد أخطأ كُلية في تفسير سلوك حنة، ولم يميز الفارق بين امرأة حزينة وأخرى سكرى. وقد أضاف هذا إلى حزنها وضيقها الذي كانت تقاسيه.

    إن السلوك الروحي يُساء فهمه أحيانًا حتى من أولئك الذين في مركز مَن يعرفون أحسن من الآخرين. إن رؤساء الكهنة والكتبة الذين كانوا في زمان الرب، كانوا سابقين ومتقدمين في إدانة الرب يسوع وأخيرًا في صلبه. لكن علينا ألا نندهش إذا كنا في طريق أمانتنا للرب يسوع نقابل الانتقاد وحتى بالاضطهاد.

    لقد دافعت حنة عن مسلكها بطريقة مؤثرة جدًا، موضحة أنها «تسكب» نفسها أمام الرب (ع15). وفي 1بطرس5: 6، 7 نقرأ «فتواضعوا تحت يد الله القوية، لكي يرفعكم في حينه. مُلقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم». كان على حنة أن تتعلم صحة هذه الكلمات، وهكذا نحن أيضًا إذ يشجعنا الروح القدس أن «نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه» ( عب 4: 16 ). إن الله يتجاوب مع أولئك الذين يقتربون منه في بساطة الإيمان، مقدمين احتياجاتهم إلى الشخص الوحيد الذي ليس فقط يستطيع أن يسدد هذه الاحتياجات، بل أيضًا يريدهم أن يفعلوا هكذا.

    ومن المهم أن نرى أن حنة بعد أن انتهت من صلاتها، رجعت إلى بيتها وأكلت ولم يكن وجهها بعد مُغيرًا (أو حزينًا) (ع18). يكتب الرسول بولس «لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع» ( في 4: 6 ، 7). إن الصلاة الحقيقية تؤدي إلى السلام. وهناك وقت فيه نتوقف عن الصلاة ونترك الأمور مع الرب واثقين في أنه يستجيب، والله فقط يستطيع أن يعيننا لنعرف متى يأتي هذا الوقت.

    جوردون كيل
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

    الأحد 2 نوفمبر 2008

    فكر الاتضاع


    فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا: الذي إذ كان في صورة الله... لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد ( في 2: 5 - 7)

    كانت تجربة أبوينا الأولين أن يتعلقا بشيءٍ أعلى منهما بكثير، أن يكونا مثل الله ( تك 3: 5 ). هذه المكانة لم تكن لهما، وتعلقهما بها، ومحاولتهما الإمساك بها، كانت اختلاسًا. ولكن الوضع لم يكن هكذا بالنسبة للرب يسوع. فبالنسبة له المساواة بالآب لم تكن شيئًا يتطلع للوصول إليه، بل كانت له، وهي البداية التي بدأ بها فهو الله نفسه، ولم تكن هناك مكانة أسمى من هذا. وكان أمامه إما أن يبقى كما هو وحيث هو، أو أن «يضع نفسه».

    مبارك الله، فقد اختار الثانية. والآية 7 هي بداية هذه القصة العجيبة. فهو الذي أصلاً «في صورة الله» قَبِلَ أن يأخذ صورة أخرى «آخذًا صورة عبدٍ» و«وُجد في الهيئة كإنسان» وهذا هو المقصود بالقول: «أخلى نفسه».

    فبعد أن صار بشرًا، مُسِحَ يسوع بالروح القدس والقوة. وبذلك، بدلاً من أن يعمل بقوة لاهوته، كان يعمل بقوة الروح. لقد كان الله يعمل الأشياء به ( أع 10: 38 ؛ لو4: 14؛ أع2: 22).

    هو الخالق ( كو 1: 16 )، إلا أنه في بشريته يصرِّح بأن الأماكن في ملكوته القادم ليس له هو أن يعطيها ( مت 20: 23 ).

    والتزامًا بهذا نَفَى أن تكون كلماته أو أعماله من عنده، بل نسب كل شيء للآب ( يو 5: 19 ، 27، 30؛ 14: 10).

    وعند مناقشة هذه الأمور بتدقيق نرى أن هذا الإخلاء الحقيقي، وهو عمل قام به هو نفسه، كان لكي يكون أخذه صورة عبد أمرًا حقيقيًا. ولولا هذا لقفزنا إلى الاستنتاج أن الكلمات «آخذًا صورة عبدٍ» تعني ببساطة أنه أخذ مكانة عبد كمظهر فقط، كما يُقال عن بابا روما أحيانًا أنه أخذ مكان الخادم عندما يغسل أقدام بعض المتسولين الفقراء، ولكنهم هم أنفسهم يعرفون أنه مجرد عمل مظهري، وقد تم في جو من العظمة والأبهة. لكن عندما أخذ الرب يسوع صورة العبد أخذها بكل حقيقتها التي تتضمنها.

    وتتدرج الآية 8 بقصة الاتضاع إلى ذروة أحداثها. فإذا كانت الآية 7 تعطينا التنازل العجيب من المجد الكامل للاهوت إلى حالة الإنسان ومكانه، فإن هذه الآية تعطينا استمرار تنازل ذلك الرجل ”رجل رفقة يهوه“ إلى موت الصليب. لقد كانت حياته كلها سلسلة من التنازلات يتزايد فيها وضعه لنفسه إلى أن وصل إلى الموت، بل أقسى وأشنع أنواع الموت، موت الصليب.

    ف.ب. هول
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

      الاثنين 3 نوفمبر 2008

      الخضوع للسلطة


      فاخضعوا لكل ترتيبٍ بشري من أجل الرب ( 1بط 2: 13 )

      يكتب الرسول بطرس في رسالته الأولى عن الخضوع للسلطات الحكومية والرؤساء في العمل، ويعلِّم الزوجات أن يكنَّ خاضعات لأزواجهن، والأحداث أن يكونوا خاضعين لشيوخهم. بل ويزداد شدة عندما يقول إن علينا أن نخضع لأُناس هم أبعد ما يكون عن الكمال، وبالتالي فعلينا أن نكون مستعدين للألم والتجارب. وبتعبير آخر: إننا نخضع لا لأننا نُسر بالخضوع، ولا لأنه يجلب لنا إشباعًا فوريًا، ولكن لأنه يُسر الله. فهو، على سبيل المثال، يقول للعبيد: «أيها الخدام، كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة، ليس للصالحين المُترفقين فقط، بل للعُنفاء أيضًا» ( 1بط 2: 18 ).

      وكيف يمكن أن يكون هذا؟ نلاحظ أن الأصحاح الأول لا يبدأ بالخضوع بل بالخلاص، وهذا هو المفتاح. إن كان الله قد اختارنا في الأزل (ع2)، وأعطانا رجاءً حيًا بقيامة يسوع المسيح من الأموات (ع3)، ووعد أن يحفظنا بقوته حتى نصل إلى السماء (ع4، 5)، وافتدانا بدم المسيح الكريم (ع18)، وولدنا ثانيةً بكلمة الله (ع23)، فهو، بكل تأكيد، قادر على أن يجعلنا نُظهر الخضوع الذي يُسره. هذه هي الكيفية التي يصف بها بطرس الخلاص: ليس أنه فقط يعتقنا من عقوبة الخطايا، بل يعطينا نصرًا حاضرًا على قوة الخطية حتى في عالم رفض المسيح ويرفضنا أيضًا.

      ولماذا يُسر الخضوع الله؟ لأنه يعكس الطريقة التي عاش بها ربنا يسوع المسيح عندما سار في هذا العالم البائس. ويصف إنجيل متى سبع طرق أخضع بها الرب يسوع نفسه في ساعاته الأخيرة قبل الموت على الصليب: (1) أخضع نفسه لمشيئة الآب (26: 39). (2) أخضع نفسه للرعاع الذين أتوا للقبض عليه (26: 51- 53). (3) أخضع نفسه لرئيس كهنة اليهود في بداية محاكمته الهَزلية (26: 63، 64). (4) أخضع نفسه للقسوة والتعذيب (26: 67، 68). (5) أخضع نفسه لبيلاطس الحاكم الروماني (27: 11). (6) أخضع نفسه للسخرية والهزء (27: 28- 31). (7) أخضع نفسه للموت بعد أن أكمل عمل الفداء (27: 50).

      لم يأخذ أحد حياة ربنا يسوع منه، بل وضعها هو من ذاته. فبينما يموت كل الناس نتيجة للعصيان، مات هو نتيجة الطاعة لمشيئة الآب. وفيه لنا المثال الكامل والقدرة على الخضوع للسلطة، هذا هو انتصار الله الشديد في حياة شعبه المفدي، والذي لن يفهمه أبدًا هؤلاء الذين يرفضونه.

      جرانت ستايدل
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

        الثلاثاء 4 نوفمبر 2008

        أعظم عريس


        فليكن أن الفتاة التي أقول لها: أميلي جرَّتك لأشرب، فتقول: اشرب وأنا أسقي جمالك أيضًا، هي التي عيَّنتها لعبدك إسحاق ( تك 24: 14 )

        عندما وصل عبد إبراهيم إلى مدينة ناحور، أناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء، وقت المساء، وقت خروج المستقيات، وصلى إلى الرب ليرشده، ووضع علامة ليعرف بها المُعيَّنة من الله لإسحاق، وهي أن الفتاة التي سيقول لها أميلي جرتك لأشرب، فتقول اشرب وأنا أسقي جمالك أيضًا، هي المُعيَّنة من الله عروسًا لإسحاق. ولم تكن العلامة التي وضعها العبد مجرد علامة حسبما اتفق، بل كانت تحمل دلالات هامة ومباركة. كل فتاة على الأرجح كانت ستسقيه بناء على طلبه، لكن مَنْ التي كانت ستتطوع لأن تسقي عشرة جمال مُتعبة من رحلة طويلة عبر الصحراء؟ مَنْ هي التي سترضى أن تسير معه الميل الثاني، إن جاز القول. وأن تقوم رفقة بخدمة كهذه لغريب مسافر، فقد دلت على أنها فتاة رائعة حقًا تتحلى بروح النعمة.

        لقد رتبت العناية الإلهية أن تلتقي رفقة في ذلك اليوم بعبد إبراهيم. ولقد أعطته الماء فأعطاها الذهب بدل الماء، فعوِّضت عن كرمها بوفرة وسخاء. أ ليس في هذا درس لنا أيضًا؟ يقول الرسول بولس: «فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكّل» ( غل 6: 9 ). ولم يقتصر الأمر على ذلك إذ صار لها أيضًا أعظم عريس في كل الدنيا (في زمانها) بلا منازع. أ ليس هذا نفس ما يحدث معنا إذا تبعنا المسيح وخدمناه؛ مئة ضعف هنا والآن، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية؛ ربنا يسوع المسيح نفسه! «إذًا يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» ( رو 15: 58 ).

        ودخل العبد إلى بيت والد رفقة. وفي البيت حكى العبد أخبار إبراهيم وإسحاق، والقصد من رحلته، ومعاملات الله الأمينة معه، وانتظر الإجابة من الأهل، ومباركتهم للخطوة. فما كان من الأسرة إلا أن توافق، إذ من عند الرب خرج الأمر. فأخرج العبد آنية فضة وآنية ذهب وثيابًا لرفقة، عربون الغنى الكثير الذي سيصير كله لها بعد قليل. وما أجمل أن نعرف المعنى الروحي لتلك العطايا القيّمة، لقد صار لنا نحن غنى المسيح الذي لا يُستقصى، وكل بركة روحية في السماويات ( أف 3: 8 1كو 1: 30 )، صار لنا الفداء والبر والقداسة (1كو1: 30).

        يوسف رياض
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

          الأربعاء 5 نوفمبر 2008

          طهرني بالزوفا فأطهر


          ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك اُمحُ معاصيَّ. اغسلني كثيرًا من إثمي. ومن خطيتي طهرني... طهرني بالزوفا فأطهر ( مز 51: 1 - 7)

          ربما يكون من الصعب تبيان معنى الزوفا وأي نوع من الحشائش أو الشجيرات هي، ولكن الواضح أن كفايتها للتطهير ليست في ذاتها بقدر ما هي في الشيء المرتبطة به أو في الشيء الذي كانت تُستخدم لحمله. فأولاً في الفصح نرى الله يخاطب بني إسرائيل قائلاً: «وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومُسوا العتبة العُليا والقائمتين بالدم الذي في الطست» ( خر 12: 22 ). فليست هي الزوفا إذًا بل «يكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم وأعبر عنكم» ( خر 12: 13 ). من هذا نرى أن الزوفا كانت مقترنة بالدم ولم تكن تُستعمل إلا في علاقتها به، فكان الإسرائيليون يأخذون باقة الزوفا ويغمسونها في دم الخروف مؤمنين بكلمة الله الخاصة بذلك الدم. وكأن داود في هذه الحالة يقول: «إني رجل قد وُلدت عبدًا للخطية وما من شيء يستطيع أن يخلصني أو يحميني سوى باقة الزوفا المغموسة في الدم، ذلك لأن بني إسرائيل كان عليهم أن يحتموا تحت دم خروف الفصح المرشوش بالزوفا قبل أن يتسنى لهم الخروج من أتون العبودية القاسية، وكان يجب أن يُدانوا مع المصريين ولكنهم نجوا من الدينونة بواسطة احتمائهم بالدم. فهل للقارئ أن يأخذ لنفسه هذا المركز؟ وهل له أن يقول إني عبد بائس للشيطان والخطية ولا شيء يستطيع أن ينجيني من الغضب الإلهي سوى دم الحَمَل، الدم الثمين الذي أُهرق من ذاك الذي قَبِلَ أن يموت من أجلي؟

          أما الإشارة الثانية عن الزوفا فهي الخاصة بتطهير الأبرص ( لا 14: 1 - 7) ومنها نرى أن داود إذ يقول: «طهرني بالزوفا» كأنه يقول إني رجل أبرص أدبيًا، مملوء ببرص الخطية الشنيع الذي لا دواء له، ولست لائقًا لمعاشرة الناس، بل كل ما أليق له هو أن أضع يدي على فمي وأصرخ قائلاً: نجسٌ، نجسٌ. حقًا ما أبلغ الصورة التي يمثل لنا بها هذا المرض الخبيث تعاسة وذل تلك الحالة التي كان يشعر بها داود. ولكن لنلاحظ أنه وإن كان قد اتخذ مركز الأبرص البائس أمام الله إلا أنه في الوقت ذاته قد التجأ إلى العلاج الصحيح لإيقاف مجرى تيار الغضب، فها هو الآن يطلب من أعماق قلبه أن يتخلص منها نهائيًا وأن يتطهر تطهيرًا كاملاً.

          ماكنتوش
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

            الخميس 6 نوفمبر 2008

            الفتاة المسبية


            يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فإنه كان يشفيه من برصه ( 2مل 5: 3 )

            كم نُعجب كثيرًا من التأثير القوي الذي كان لتلك الفتاة على رجل عظيمٍ كنعمان، والذي لم يجد حَرجًا في أن يردِّد كلماتها على مسمع الملك كأنه حقيقة مؤكدة. ويزداد إعجابنا بتلك الفتاة إذا قارنا تأثيرها هذا بالتأثير السلبي الذي تركه لوط على أبنائه وأصهاره، إذ كان كمازح في أعينهم. ولذلك دعونا نلقِ نظرة سريعة على بعض المفارقات بين هذه الفتاة ولوط:

            1ـ لم تتأثر نفسية الفتاة بالظروف التي حولها: فلم تحمل أية مشاعر مرارة تُجاة نعمان الذي تسبَّب في حرمانها من أهلها، بل تعاطفت مع محنته وتمنَّت له الشفاء، أما لوط فلم يتأثر بالظروف التي حوله، فرغم تعرُّضه للسبي، إلا أنه بعدما أنقذه إبراهيم نراه يعود مرة أخرى ليسكن في سدوم!!

            2ـ كان لها دوافع عمل الخير للآخرين: فلم تحتمل أن ترى سِمات الأسى على وجه نعمان وهو يعاني من هذا المرض البغيض، وبادرت بتقديم نصيحتها له، أما لوط فكان يحركه فقط الواجب والضرورة، وإن كنا نرى لوطًا يلِّح على الملاكين بأن يبيتا عنده، غير أنَنا نتعجب مِما قدَّمه لهما في ضيافته: “فطير”، الأمر الذي لا يتناسب مع مكانته وغناه، خاصة عندما نُقارن ما قدَّمه هو، بما قدَّمه إبراهيم ( تك 18: 6 -8).

            3ـ كان لها إيمان يقيني بقدرة النبي: فرغم أنها لم تُبصر النبي يشفي أحدًا من برصه قبل ذلك، إلا أنها كانت تثق في قدرته. ولوط أيضًا تكلم عن أمرٍ لم يَره من قبل، فإن كان العالم كله هلك يومًا بالطوفان، لكن لم تُرمد مدينة من قبل بنار، إلا أن تصرفاته كشفت أنه لم يكن متيقنًا مما يقوله، والدليل على ذلك توانيه في الهَرَب من مدينة قال عنها إنها ستحترق بالنار، حتى اضطر الملاكان أن يمسكا بيديه هو وزوجته وبنتيه ويخرجانهم قصرًا خارج المدينة!

            نعم .. لقد نجحت الفتاة في أن تجلب البركة لنعمان، ليس في إبرائه من برصه فقط، بل في اعترافه وإيمانه بإله إسرائيل، وأقول بكل حسرة وألم ولقد جلب لوط على بيته اللعنة، ففقََد امرأته التي صارت عمود ملح، وجلبت له بنتاه العار بفعلتهما المشينة.

            عاطف إبراهيم
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

              الجمعة 7 نوفمبر 2008

              حالتنا الجديدة


              لأُعطيهم جمالاً عوضًا عن الرماد، ودُهن فرحٍ عوضًا عن النوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة، فيدعون أشجار البر، غرس الرب للتمجيد يدللتميج ( إش 61: 3 )

              كلمة «جمال» في الآية موضوع تأملنا، تعني حرفيًا ”غطاء رأس“ وهو من نوع غطاء الرأس الذي كان يتعمم به الكهنة (أي عمامة). وإن كان هذا الكلام في المقام الأول مقصودًا به الشعب الأرضي في تمتعه بهذه البركات مستقبلاً عندما يَقبلون مسياهم ويرحبون به، عندما يُستعلن لهم بالمجد والقوة، لكن لنا نحن مؤمني العهد الجديد أن نتمتع بهذه البركات بصورة روحية في الوقت الحاضر.

              ونجد في هذه الآية المباركة الحقائق الروحية الآتية:

              1 ـ لقد أقامنا الرب من الرماد؛ رماد الذل والمهانة الذي كنا فيه، ورفعنا إلى مكان الكرامة.

              2 ـ على اعتبار أن كلمة «جمال» تعني ”عمامة“، فهذا يذكّرنا بقول الرسول يوحنا «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه، وجعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه» ( رؤ 1: 5 ، 6). فنحن الآن نتمتع بهذا الامتياز ككهنة، نتقدم بثقة إلى الأقداس، ونقدم سجودًا للآب بالروح والحق في وعي كامل لمحبة الآب وعمل الرب يسوع المسيح.

              3 ـ لقد مسحنا الله بدهن الفرح والابتهاج الذي هو الروح القدس، فيقول الرسول بولس: «ولكن الذي مسحنا هو الله الذي ختمنا أيضًا، وأعطى عربون الروح في قلوبنا» ( 2كو 1: 20 ). وكما يذكر الرسول يوحنا «وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء» ( 1يو 2: 20 ).

              4 ـ أعطانا الله رداء التسبيح عوضًا عن الروح اليائسة، فقد أصبح الفرح من نصيبنا إذ إننا نُقيم في النعمة، وفي هذا المقام نستطيع أن نقول «فرحًا أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر، مثل عريسٍ يتزيَّن بعمامة، ومثل عروسٍ تتزين بحُليها» ( إش 61: 10 ).

              5 ـ أصبحنا أشجار البر وغرس الرب للتمجيد كقول الرسول بولس: «أنتم فلاحة الله» ( 1كو 3: 9 ).

              الجمال عوضًا عن الرماد، ودهن الفرح عوضًا عن النوح، ورداء التسبيح عوضًا عن الروح اليائسة؛ هذه الصورة توحي مأتمًا وعُرسًا. وهكذا تغير الحال معنا، وتبدل المشهد. فيا لروعة نعمة إلهنا! يا لغناها! يا لسموها!

              رشاد فكري
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

                السبت 8 نوفمبر 2008

                صنعَة العطار


                وصنع دُهن المسحة مُقدسًا، والبخور العَطر نقيًا صنعة العطار ( خر 37: 29 )

                يا له من جو مُنعش ومُبهج، ذلك الذي يعيش فيه العطار، فهو يحيا في وسط الروائح الذكية العطرية التي تُفرح النفس وتبهج القلب، هذا هو الجو الذي يليق بكل مسيحي حقيقي أن يحيا فيه، جو الشركة المقدسة التي تمتع النفس برائحة المسيح الذكية. وهذا يستلزم من المسيحي كل نشاط واجتهاد، فكما أن العطار يذهب مبكرًا إلى الجنات ليجمع الأزهار الجميلة ويقطف السوسن والناردين والحناء والورود والرياحين، هكذا المسيحي فإنه في شركة مباركة يدخل إلى جنة الملك «فتقطر أطيابها» ( نش 4: 16 ). وكلمة الله الحية هي للمؤمن أفضل وأجمل من جنة عدن لآدم، والعطار المسيحي إذ يبكر إليها ويدخل رياضها الجميلة، يجد في كل جزء من أجزائها ـ في كل سفر وفي كل كلمة منها ـ ما يفوق رائحة الأزهار العطرية.

                والعطار لا يكتفي بجمع الرياحين من الجنات والفراديس، ولكنه في عُزلة عن الناس يستخرج منها الأطياب، فهو ذو صناعة دقيقة تحتاج لا إلى السهر فقط ولكن إلى الحكمة أيضًا «وصنع دُهن المسحة مقدسًا، والبخور العطر نقيًا صنعة العطار» ( خر 37: 29 )، هكذا المؤمن أيضًا فإنه لا يكتفي بالتأمل في كلمة الله وجمع الباقات الجميلة «طاقة فاغية» ( نش 1: !4) من المواعيد الإلهية، ولكنه يدخل إلى مخدعه ويغلق بابه خلفه، وفي خلوة سرية يسكب نفسه أمام الله ليظهر تأثير كلمة الله النقية في حياته العملية. حقًا ما أقل اهتمامنا بهذه الناحية، فقد نهتم بملء رؤوسنا بحقائق كتابية، دون أن نهتم ـ كما ينبغي ـ بسكب قلوبنا أمام عرش نعمة إلهنا حتى تتكيف حياتنا طبقًا للتعاليم الكتابية السامية.

                وليس العطار صانعًا فقط ولكنه تاجر أيضًا «مَن هذه الطالعة من البرية ... مُعطرة بالمُرّ واللبان وبكل أذِرَّة التاجر» ( نش 3: 6 ). فهو لا يخلو بنفسه فقط ليستخرج الأطياب الثمينة والأدهان النفيسة، ولكنه يعرض أطيابه الثمينة على الآخرين. والمسيحي يجمع الورود والرياحين، السوسن والنرجس والناردين من كلمة الله، ثم يستخرج منها الأطياب والأدهان المقدسة داخل مقادس الشركة السرية، وأخيرًا يتسنى له أن يحمل رائحة المسيح العطرية إلى العالم المسكين فيُخبر بفضائل الذي دعاه من الظلمة إلى نوره العجيب.

                و.ج. هوكنج
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

                  الأحد 9 نوفمبر 2008

                  الصخرة المضروبة ومجد الرب


                  فقال (موسى): أرني مجدك ... وقال الرب: هوذا عندي مكان، فتقف على الصخرة ويكون متى اجتاز مجدي، أني أضعك في نقرة من الصخرة ( خر 33: 18 - 22)

                  من كلمة ”الصخرة“ مُعرَّفة بألف لام التعريف، ما يدل على أن هذه الصخرة لها تاريخ سابق، ومعروفة بالتحديد عند موسى. وطبعًا لا توجد صخرة يعرفها موسى حق المعرفة سوى الصخرة التي ضُربت في حوريب، فخرج منها الماء لإرواء عطش الشعب في البرية حتى لا يهلكوا (خر17).

                  لقد كان في هذه الصخرة شق، وهو ما يسميه في خروج33 «نقرة من الصخرة». هذا يذكرنا بما قاله آساف عن هذه الصخرة المعروفة جيدًا، لا عند موسى فحَسب، بل عند الشعب أيضًا: «شق الصخرة فانفجرت المياه، جرت في اليابسة نهرًا، لأنه ذكر كلمة قدسه مع إبراهيم عبده» ( مز 105: 41 ، 42).

                  مما سبق نستنتج أن ضرب الصخرة بواسطة موسى أحدث بها شقًا، وأوجد بها نقرة، وكانت هذه النقرة تكفي لأن تخفي رجلاً بكامله، فلقد قال الرب لموسى: «ويكون متى اجتاز مجدي، أني أضعك في نقرةٍ من الصخرة، وأستُرك بيدي حتى أجتاز. ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يُرى» ( خر 33: 22 ، 23). فالنقرة التي حدثت في الصخرة نتيجة ضربها، والشق الذي حدث فيها، هما اللذان جعلا هناك إمكانية لرؤية مجد الله.

                  ألا نرى في شق الصخرة هذا نتيجة ضربها، أي في المسيح المضروب من الله لأجلنا فوق الصليب، أنه أمكن أن يختفي الإنسان تمامًا من المشهد. وإذ ذاك أمكن استعلان مجد الله، ولولاه لاستحال بأي حال أن يرى الإنسان مجد الله، بل ولا كان يمكن على الإطلاق أن يكون للإنسان أية علاقة بالله. فليس فقط أن حاجة الشعب سُددت نتيجة ضرب الصخرة، بل أيضًا مجد الله استُعلن. لقد ضُرب المسيح بدلاً من الشعب الذي كان يستحق الضرب، لينال الشعب الماء (الروح القدس) الذي لم يكن يستحقه. ومن الجانب الآخر، فإذ اختفى الإنسان من نظر الله تمامًا، استعلن مجد الله الذي كان يستحيل استعلانه من لحظة سقوط الإنسان، إلا بتوقيع الموت عليه، ذلك الموت الذي كان يستحقه عدلاً. وليس موسى وحده هو الذي وُضع في شق الصخرة، لكي يرى مجد الله من الوراء، بل إن كل المؤمنين الآن صاروا «في المسيح»، وأمكنهم أن يروا مجد الله في وجه يسوع المسيح ( 2كو 5: 17 ؛ 4: 6). وكم يمتلئ القلب بالتعزية، أن ما كان يستحيل ـ حتى على واحد نظير موسى قديمًا ـ أن يتمتع به، صار الآن من نصيب أبسط مؤمن، وذلك بفضل كفارة المسيح.

                  يوسف رياض
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

                    الاثنين 10 نوفمبر 2008

                    إلى العمل


                    إنه وقتُ عملٍ للرب ( مز 119: 126 ) إنه وقتٌ لطلب الرب حتى يأتي ويعلمكم البر ( هو 10: 12 )

                    أ ليست الحاجة اليوم إلى مؤمنين تندلع نيران روحانيتهم فتحرق الشرور، وتهدر أقلامهم فتكتسح التعاليم الفاسدة والمبادئ المعوجة التي يموه بها المُضللون!

                    أ ليست حاجة الساعة إلى رجال أتقياء ليست لهم صورة التقوى بل قوتها وجلالها، هيبتها وسلطانها، يعملون عمل الرب فتكون أعمالهم بمثابة قيثارات تملأ أنغامها رحاب الفضاء، وتتجاوب أصداؤها في سائر الأنحاء! أ ليست الحاجة إلى رجال يخدمون الرب لا بلسانهم وبيانهم فقط، بل بجوارحهم وقلوبهم، وبينما لأصواتهم دويٌّ بعيد، نرى لأعمالهم الحسنة دويًا أبعد!

                    لا ريب أن حالة العالم اليوم تتطلب المعونة من رجال الله، فإن غلّوا أيديهم ورفضوا القيام بالمسئولية الموضوعة عليهم، فَمِمَنْ يُنتظر الإرشاد والنفع؟ أَ مِنْ العالميين الذين يُعتبرون حسب الظاهر أحياء. لهم رنين وطنين وهم في الواقع أموات لا خير فيهم ولا رجاء؟ أم أولئك الذين ابتعدوا عن الله وكما لم يستحسنوا أن يُبقوه في معرفتهم أسلمهم إلى ذهن مرفوض، وهم الآن يحلّقون في جو التصورات الردية فلا ينتهي بهم المطاف إلا إلى بؤر الرذيلة حيث يمعنون في الدنايا ويسرفون في اقتراف الموبقات؟ أَ مِنْ الذين يعبدون المال ولا هّم لهم إلا الجمع والتكويم ولو عن طريق الظلم والجور وأساليب الخداع والمكر، وهوذا صراخ فرائسهم يشق عنان السماء؟ أَ مِنْ ساسة الأمم وهم يحوّلون السلام خصامًا، ويجعلون النور ظلامًا؟ أ ليست محنة البشر من نسيج أيديهم وكلما اجتمعوا لحسم الخلافات، ظهر ما كمن في قلوبهم من وميض نار يوشك أن يكون له ضرام! وهل استطاع العالم أن يجد مخرجًا من مآزقه الاقتصادية على يد عباقرته ودهاته؟ وهل وجد حلاً لمشاكله على ألسنة أقطابه ورجالاته؟

                    ثم هل استطاع أساطين العلم والأدب أن ينقذوا العالم من فوضى الأخلاق والفساد الضارب بأطنابه في كل مكان؟

                    ألا أن كل شيء ينادي بالويل ويدعونا للصلاة. وهل هناك طريق ممهد يجلو الغامض ويحل المسائل ويفك المُعضلات ويخلّص من الشدائد والضيقات ويقضي الحاجيات التي بحسب مشيئة الله غير المقادس الإلهية؟

                    إسحاق لوزا
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

                      الثلاثاء 11 نوفمبر 2008

                      في وسط المخاوف


                      لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي ( يو 14: 1 )

                      لقد ثبتت نفسي واستكانت روحي واطمأن جسدي لدى هذه العبارة الموجزة «لا تضطرب قلوبكم».

                      وما هو معنى الاضطراب؟ إنه الغليان؛ عدم الهدوء كما يقول إشعياء: «أما الأشرار فكالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ ... ليس سلامٌ، قال إلهي، للأشرار» بعدما وصف حالة المتوكل على الرب «سلامٌ سلامٌ للبعيد وللقريب» ( إش 57: 19 ، 20).

                      ويبدو أن الأحد عشر كانوا مضطربين وذلك على أثر قول معلمهم وسيدهم «يا أولادي، أنا معكم زمانًا قليلاً بعد» ( يو 13: 33 ). لكن الرب في لطفه يطمئنهم بمجيئه إليهم في الروح القدس «لا أترككم يتامى. إني آتي إليكم» ( يو 14: 18 ). والطمأنينة الكبرى المرجوة من جميع المؤمنين «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 ). ومما يطمئننا أنه في ذات الجو المشحون اضطرابًا، اختبر المعلم الوديع الألم والتعب من خليقة يديه، فقال: «عبثًا تعبت. باطلاً وفارغًا أفنيت قدرتي» ولكنه له المجد إذ كان يدرك عظمة وسلطان الله في الظروف، نجده يقول: «لكن حقي عند الرب، وعملي عند إلهي». وها هو السيد الذي تألم مُجربًا واختبر عظمة المعية الإلهية بل وسلطان يهوه الكامل، فإذ به في وسط هذا الجو المضطرب يبادر بتشجيع تلاميذه الأحد عشر «لا تضطرب قلوبكم».

                      وكم يحلو لنا أن نتذكر مواعيد سيدنا التي ترقى إلى سماء السماويات حيث المحافل القدسية، حيث العروش التي تُحيط بعرش الحبيب، حيث إيقاع القيثارات الذهبية. إن سفينة القديسين التي ظلت خلال ستة آلاف سنة تصارع الأمواج التي ”تُصعدنا إلى السماوات وتهبط بنا إلى الأعماق“ حتى ”تذوب أنفسنا بالشقاء“ ( مز 107: 26 )، لكن الملاح القدير المُختبر بكل آلامنا «يُهدئ العاصفة فتسكن، وتسكت أمواجها، فنفرح لأننا هدأنا. فيهدينا إلى المرفأ الذي يريده» ( مز 107: 29 ). إنه بنفسه يطالبنا بعدم الاضطراب، بل ويتعهد كل ما من شأنه أن يشجعنا على ذلك. وتاج الكل أنه يَعِدنا بأنه سيأتينا بنفسه ليأخذنا إليه. فلماذا الاضطراب أو الأسى إذًا، فالرب في السفينة قائدها، ولا يمكن لمياه أن تضيرها.

                      أديب يسى
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

                        الأربعاء 12 نوفمبر 2008

                        يعقوب والطريقة التي لا تنفع


                        فأخذ الرجال هذه الهدية، وأخذوا ضعف الفضة في أياديهم، وبنيامين، ... ووقفوا أمام يوسف ( تك 43: 15 )

                        في القصة الشيقة الواردة في الأصحاحات الأخيرة من سفر التكوين، نجد أن يعقوب احتاج إلى قمح. وكان يريد أن يحصل على إطلاق سراح شمعون، وضمان سلامة بنيامين، ولهذا فإنه اقترح خطة يحصل بها على كل هذه الطلبات، تعتمد على مجهوداتهم الذاتية. وبعدما وضع يعقوب كل خططه، استودع بنيه لرحمة الله القدير (ع14). لقد وضع خططه أولاً، والله القدير ثانيًا! أي أنه إذا كان هناك نقص ما في خططه، فهو يأمل في رحمة الله القدير لكي تعوّض هذا النقص. وهذه هي نفس الطريقة التي يتعامل بها الإنسان مع الله إلى هذا اليوم. فالله في رحمته أرسل ابنه الوحيد الذي أكمل عمل الفداء العظيم، ولكن الإنسان ما زال متمسكًا بأعماله الذاتية، وينظر إلى رحمة الله وإلى عمل المسيح كشيء مكمِّل لأي نقص أو قصور في أعمال الإنسان. ولكن كل هذه الخطط لم تُعطِ يعقوب أي يقين، بل تركته في شك ويأس وحيرة، وهذا ما يحدث مع كل مَن يتكل على أعماله الذاتية إلى الآن. فبعد كل هذا اعترف يعقوب أنه غير واثق من النتائج إذ يقول: «وأنا إذا عدمت الأولاد عدمتهم» (ع14).

                        يا لها من صورة مُحزنة تصف بدقة طريق الإنسان الذي يحاول به الحصول على بركة من الله. إذا عملت ما في وسعك ثم انتظرت أن تعوض رحمة الله أي فشل في مجهوداتك، راجيًا بذلك خيرًا في المستقبل، فالنتيجة هي أنك تقول في دخيلة نفسك: إذا خلصت خلصت وإذا هلكت هلكت!

                        ابتدأ إخوة يوسف في تنفيذ خطة أبيهم، فقط لكي يكتشفوا في النهاية عقمها وعدم نفعها (ع15). ولم يَعِر يوسف لهديتهم أي اهتمام، ولم يلمس فضتهم؛ لقد تجاهل خطتهم تمامًا وابتدأ يعمل حسب ما في قلبه. بدايةً، قال للذي على بيته: «أَدخِل الرجال إلى البيت واذبح ذبيحة وهيئ، لأن الرجال يأكلون معي عند الظهر» (ع16). أ ليست هذه صورة للوليمة الأعظم التي يقدمها الله إلى الخطاة قائلاً: «تعالوا لأن كل شيء قد أُعد»!

                        لقد كانت خطتهم أن يشتروا قمحًا لكي يصنعوا به وليمة مع بعضهم البعض، أما خطة يوسف فكانت أن يصنع لهم وليمة يتمتعون فيها بالشركة معه «لأن الرجال يأكلون معي» (ع16).

                        هاملتون سميث
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

                          الخميس 13 نوفمبر 2008

                          بوعز في حقله


                          فسقطت على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له: كيف وجدتُ نعمة في عينيك حتى تنظر إليَّ وأنا غريبة؟ ( را 2: 10 )

                          كان واحدًا من أوائل الناس الذين تعرفت بهم راعوث في بيت لحم رجلٌ يُدعى بوعز. وهناك أمور كثيرة تتعلق به تذكّرنا بربنا يسوع المسيح؛ أولاً: كان وليًا (أو قريبًا) لأليمالك، ويا لأهمية هذا الأمر، ويكفي أن نقول إنه لكي يُظهر الله نعمته كان ينبغي على ابن الله أن يصبح ”وليّنا“ بأن يصبح إنسانًا ( عب 2: 14 ، 15). وثانيًا: دُعِيَ بوعز «جبار بأسٍ» أي ”عظيمًا في الغنى“، ومكتوب عن نعمة ربنا يسوع المسيح «فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره» ( 2كو 8: 9 ). وثالثاً: كانت بيت لحم مسقط رأس بوعز، وهي ذات القرية التي وُلِدَ فيها الرب ( لو 2: 4 - 6). ورابعًا: نطق بوعز بكلمات مليئة بالنعمة، مما يذكّرنا ببداية خدمة الرب في الناصرة عندما «كان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه» ( لو 4: 22 ). أما خامسًا: فقد أظهر بوعز اهتمامًا بتلك الغريبة المسكينة راعوث، كما يتردد صدى الاهتمام العظيم الذي اهتمه ربنا يسوع بالغرباء المساكين. فقد أتى ـ تبارك اسمه ـ ليبشر المساكين ( لو 4: 18 ).

                          وتمثل العلاقة المُطردة بين بوعز وراعوث، العلاقة بين المسيح وشعبه. لقد دعاها دعوة كريمة أن تلتقط في حقله، وطمأنها من جهة حمايته لها. وعندما أتى وقت الطعام رحّب بها على مائدته، بل اهتم بها بطرق لم تكن هي تدري بها عندما أَسر إلى الحصادين أن «أنسلوا أيضًا لها من الشمائل ودعوها تلتقط ولا تنتهروها» (ع16). كل هذا يذكّرنا بقبولنا في المسيح ( أف 1: 6 )، وبمكان الشركة الذي دعانا إليه ( أف 2: 19 - 22)، وبوعده بتسديد كل احتياجاتنا ( في 4: 19 ).

                          ومن المُلفت أنها لم تجلس عاطلة في البيت تبكي فقرها وتنتظر المعونة، بل، إذ عرفت أنها فقيرة، بذلت الجهد في أن تذهب وتلتقط مع أنه ليس بالعمل السهل أو المحترم. ولما ابتدأ بوعز يلحظها غمرها شعور بإحسانه، وبعدم استحقاقها هذا الإحسان «فسقطت على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له: كيف وجدتُ نعمة في عينيك حتى تنظر إليَّ وأنا غريبة؟».

                          جرانت ستايدل
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

                            الجمعة 14 نوفمبر 2008

                            شعبٌ يسكن وحده


                            فطرَدَ من قدامك العدو وقال: أَهْلِكْ. فيسكن إسرائيل آمنًا وحده ( تث 33: 27 ، 28)

                            «فطرد من قدامك العدو وقال: أَهْلِكْ». من الغريب أن نسمع هذه الأقوال من فم موسى، بينما الأعداء لا يزالون ساكنين في الأرض. ولكن الله يرى النهاية من البداية. هو ليس مقيدًا بالزمن نظيرنا ولكن الماضي والحاضر والمستقبل جميعها في عينيه حاضر. واستطاع موسى أن ينظر بعيني الرب فيرى الأعداء مطرودين من قدام إسرائيل. كما استطاع بولس الرسول في العهد الجديد أن ينظر بنفس العينين فيرى المؤمنين مُمجدين مع أنهم لا زالوا مُذلين في العالم «الذين سبق فعيَّنهم، فهؤلاء دعاهم أيضًا والذين دعاهم، فهؤلاء بررهم أيضًا. والذين بررهم، فهؤلاء مجَّدهم أيضًا» ( رو 8: 30 ). وفي هذه الآية نرى التعيين الماضي الأزلي، والدعوة والتبرير في الحاضر، والمجد المستقبل؛ كلها حاضرة أمام الله.

                            ومع أن الله هو الذي طرد العدو ولكنه يقول للشعب « أَهْلِكْ ». كان يمكن لذلك الذي طرد العدو أن يُهلك، ولكنه يريد أن يعطينا عملاً لكي يكون لنا تمتع ونأخذ أجرة. وما أسهل إهلاك الشعب الهارب المطرود. هكذا عمل داود بعد أن هزم جليات الجبار وقطع رأسه، طرد العدو من أمام الشعب وقال له: « أَهْلِكْ »، فتبع إسرائيل الفلسطينيين وضربوهم وعادوا بغنائم وافرة. وهكذا نحن كلما تغلبنا على العدو الذي طرده الرب من قدامنا «إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم فيه (في الصليب)» ( كو 2: 15 )، كلما تمتعنا بالبركات الروحية التي لنا في السماويات. ولو كان إسرائيل قد أهلك جميع الأعداء فعلاً كما كان فكر الرب، لَمَا بقوا له شوكة في جنبه طول الأيام.

                            «فيسكن إسرائيل آمنًا وحده». هذا هو المركز اللائق بشعب الله أن يكون منفصلاً عن الشعوب ومُفرزًا للرب، وهكذا رآه بلعام عندما فُتحت عيناه فقال: «هوذا شعبٌ يسكن وحده، وبين الشعوب لا يُحسب» ( عد 23: 9 ). وما أحوجنا في هذه الأيام إلى مُراعاة مبدأ الانفصال بدقة، فلا يستحي بنا الله أن يُدعى أبانا «اخرجوا من وسطهم واعتزلوا، يقول الرب. ولا تمسوا نجسًا فأقبلكم، وأكون لكم أبًا، وأنتم تكونون لي بنين وبنات، يقول الرب، القادر على كل شيء» ( 2كو 6: 17 ، 18).

                            ف.و. جرانت
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2008

                              السبت 15 نوفمبر 2008

                              النهر العجيب


                              قاس ألف ذراع وعبَّرني ... والمياه إلى الكعبين. ثم ... إلى الركبتين. ثم ... إلى الحقوين. ثم ... وإذا بنهرٍ... نهر لا يُعبر ( حز 47: 3 - 5)

                              تعطينا الأنهار ـ في الكتاب المقدس ـ رمزًا جميلاً لعطية الروح القدس وتأثيره المُنعش. ومياه النهر العجيب الوارد ذكره في حزقيال47: 1- 12 تُسمى مياه حية، ولذلك فإنها بحسب كلام المسيح في يوحنا4: 14؛ وفي يوحنا7: 37- 39 فإنها تعطينا رمزًا للروح القدس. وعندما يسرد حزقيال في رؤياه مستويات متتابعة لعمق ذلك النهر، فإننا نرى فيها صورًا متعددة لتمتعنا بعطية الروح القدس.

                              فيمكننا أن نرى في المياه إلى الكعبين صورة لسلوكنا بالروح القدس. يقول الرسول بولس: «وإنما أقول اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد» ( غل 5: 16 ). والسلوك بالروح يعني أن أدع الروح القدس يحركني، ولا أتحرك إلا داخل المجال الذي يعمل فيه الروح القدس، ولا أحاول أو أُوجد خارج هذا المجال المبارك.

                              وفي المياه إلى الركبتين نرى صورة للصلاة في الروح والسجود بالروح. والصلاة في الروح تعني أن الروح القدس هو الذي يوجد فيَّ الأشواق للطلب وينشئ الطلبات التي تضمن الاستجابة من عرش النعمة، والسجود في الروح يعني أن ينعش الروح القدس فيَّ الأشواق للاقتراب إلى الأقداس لتقديم السجود الحقيقي، باعتبار الروح القدس هو قوة السجود لله.

                              وفي المياه إلى الحقوين نجد صورة للخدمة بالروح القدس. وإذ يتأيد المؤمن بالقوة بالروح القدس في الإنسان الباطن، فإنه يسعى للخدمة بصورة مُشبعة لقلب الله ونافعة للإخوة.

                              وأخيرًا المياه الطامية تمثل ملء الروح القدس. وفي هذه الحالة فإن المؤمن ليس هو الذي يحمل نفسه، بل المياه هي التي تحمله، كما أنه في هذه الحالة لا يُرى من المؤمن سوى رأسه. وما أجمل عندما يختفي الإنسان تمامًا من المشهد، ولا يُرى فينا سوى المسيح، رأسنا المبارك الكريم.

                              ويمكننا القول إن السلوك بالروح يقابله السلوك بحسب البشر ( 1كو 3: 3 ). والسجود بالروح يقابله السجود بالطقوس. والخدمة بالروح يقابلها الخدمة بالقوة الجسدية وبالاستحسان البشري. والامتلاء بالروح الذي يقود إلى امتلاء الكيان بالمسيح، يقابله امتلاء الإنسان بالذات البغيضة جدًا لله. والتدرج الرباعي السابق في الحياة بالروح يعني أنه كلما مارسنا العيشة بالروح أكثر، كلما اشتقنا للتمتع بالمزيد من قوته.

                              يوسف رياض
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X