إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

    الاثنين 1 ديسمبر 2008

    بطلان الاتكال على غير الرب


    وحدث من بعد أربعين يومًا إن نوحًا فتح طاقة الفلك التي كان قد عملها وأرسل الغراب، فخرج مترددًا حتى نشفت المياه عن الأرض ( تك 8: 7 ، 8)

    نتساءل في حيرة .. ما الذي دفع نوح بأن يُرسل الغراب؟ هل كان ينتظر أن يستكشف حالة الأرض من الغراب؟ إن واقع الحال يؤكد خيبة ظنه، إذ لم يَعُد إليه الغراب مرة أخرى، وعدم عودته لم تُضف إليه أية معلومة جديدة، إذ إنه قد وجد مستقرًا لرجله على الجيف المنتشرة بكثرة فوق المياه، والتي هي موجودة أساسًا من بداية حدوث الطوفان، الأمر الذي جعله يضطر أن يُرسل الحمامة.

    وفي الحقيقة كان هذا درسًا نافعًا لنوح. إذ كان يجب أن يُدرك جيدًا أنه لا نفع يمكن أن يُرجى من الغراب، ذلك الطائر النجس. وفي الواقع أن هذا الدرس نحتاج إليه جميعًا.

    ولقد كان الكتاب واضحًا في ذلك، وحذَّرنا من الاتكال على الإنسان بصفة عامة: «هكذا قال الرب: ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه» ( إر 17: 5 ). فكم تكون الحالة عندما نتكل على الأشرار؟! يقول الحكيم في هذا الصدد: «سِنٌّ مهتومة، ورجلٌ مخلَّعة. الثقة بالخائن في يوم الضيق» ( أم 25: 19 ).

    فإن كان موسى قد جانبه الصواب عندما أراد أن يتخذ من يثرون حميه عيونًا له في البرية ( عد 10: 29 -32)، فماذا نقول عن آحاز الملك الذي في حيرته لم يلجأ حتى إلى مَنْ لهم علاقة بالرب ـ كما فعل موسى ـ بل لجأ بكل أسف إلى ملوك أشور الأشرار لكي يُساعدوه, وماذا كانت النتيجة؟ «فجاء عليه تلغث فلناسر ملك أشور وضايقه ولم يُشدده»؟! رغم أن «آحاز أخذ قسمًا من بيت الرب ومن بيت الملك ومن الرؤساء وأعطاه لملك أشور، ولكنه لم يساعده!» ( 2أخ 28: 16 -21).

    عزيزي القارئ .. تُرى على مَنْ تتكل؟ إن كنت تتوقع خيرًا ممن هم حولك، فاعلم أنه: «تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر» ( مز 16: 4 ). ولكن إن كنت تضع ثقتك وكل اتكالك على الرب، فاعلم أيضًا أن كل مَنْ نظروا إليه استناروا ووجوههم لم تخجل ( مز 34: 5 )، بل يتم فيهم كلمات الرب بروح النبوة: «لا يخزَ بي منتظروك يا سيد رب الجنود. لا يخجل بي ملتمسوك يا إله إسرائيل» ( مز 69: 6 ).

    عاطف إبراهيم
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

    الثلاثاء 2 ديسمبر 2008

    الرب آتٍ


    كيف رجعتم إلى الله .. لتعبدوا الله الحي الحقيقي، وتنتظروا ابنه من السماء ( 1تس 1: 9 ، 10)

    الشيء الذي يؤثر في نفوسنا هو أن الرب لا يشبع بوجودنا هنا على الأرض: إنه يريدنا أن نكون معه.

    نحن نتعامل مع المسيح الحي، والمسيح الحي يتعامل معنا. فإن حدث أن لامتنا قلوبنا، فعلاجنا هو أن نعرف قيمة المسيح الحي في السماء شافعاً فينا. نحن نعرف المسيح الذي عاش فوق هذه الأرض في الاتضاع، لكنه في الوقت الحاضر يخدم المؤمنين الذين بذل نفسه من أجلهم ـ هو الآن هناك مشغول بالأشخاص المساكين الأذلاء على الأرض، يُظهر عظمة محبته الفائقة ولطفه وصبره من نحوهم في كل ضعفهم. وهذا هو مركزنا ومقامنا الوثيق الذي وضعنا فيه، وهو آتِ سريعًا لأجلنا، ونحن وحدنا الذين نعرف الحركة التي سوف يتحركها الرب. فإننا نتوقع أن نرى الابن آتيًا لأجلنا بفرح. إننا شعب خاص ـ خلعت علينا النعمة شرفًا خاصًا؛ شرف انتظار شخصه الكريم. وحينما يأتي الابن من السماء نستطيع أن نقول «هذا إلهنا. انتظرناه» ( إش 25: 9 ).

    وما هو مستقبل كل أولاد الله؟ إننا لا يهمنا أن نرى تحسنًا وتقدمًا في الفنون والعلوم. لا ننتظر أن نرى المكان المُهيأ لضد المسيح، وإنما علينا كأفراد أن ننتظر الابن من السماء. وحينما يأتي ـ سألاقي سيدي ـ الرب المبارك الذي استطاع بملئهِ الإلهي أن يُريح قلبي، ذاك الذي في فيض حب قلبه قد أحاط نفسي في حاضرها وماضيها ومستقبلها، ودعاني أن أنتظره شخصيًا.

    ألا يفرح قلبك يا أخي أن تعلم أن ذاك الذي نقش أسماءنا على صدره، الذي يرعانا ويحرسنا في ظروف أحزاننا. سيأتي ثانية ويأخذنا جميعاً إليه؟ أنت تتمتع بالحياة من لدنه، فإذا أتى الآن، فإنك لا ترى الموت إذ أنه سوف يغيِّر جسدك المائت لكي يُبتلع المائت من الحياة. يا لها من نُصرة مجيدة أحرزها لنا يسوع بموته وقيامته!

    إنه سيأتي من حضرة أبيه كالقيامة والحياة ليلتقط المؤمنين من هذا العالم. يا لذاك المجيد الآتي ليأخذنا كخاصته! وهكذا يُبتلع الموت إلى غلبة.

    هل تشعر يا أخي بوطأة الظروف، بقسوة الشيطان باستمرار، باندفاع الإنسان ضدك؟ ما أبرك أن تراه آتيًا ـ يومئذ تكون النُصرة على كل شيء ... يا ليتنا نذكِّر نفوسنا باستمرار بأنه آت لكي تبقى نفوسنا في حالة الانتظار المستمر.

    ج. ويجرام
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

      الأربعاء 3 ديسمبر 2008

      شفاعة المسيح وأساسها


      وعبدي البار بمعرفته يُبرر كثيرين، وآثامهم هو يحملها ... وهو حَمَل خطية كثيرين وشفع في المُذنبين ( إش 53: 11 ، 12)

      لقد كان المسيح هو الشخص الوحيد الذي لم يَقُل قط: ”يا أبتاه اغفر لي“. فهو ـ تبارك اسمه ـ لم يكن محتاجًا أن يقول ذلك، لأنه البار الوحيد الذي عاش على الأرض، والوحيد الذي لم يعرف خطية. وكونه البار جعله مؤهلاً لأن يكون الشفيع الذي يتوسل لأجل المُذنبين. فما كان يصلح أن يتشفَّع مُذنبٌ.

      وفي إشعياء53، قبل أن يحدثنا عن شفاعته في المُذنبين، يقول: «وعبدي البار بمعرفته يُبرر كثيرين»، فشفاعته في المُذنبين مبنية على أساس مبدئي من بره الشخصي.

      لكن هناك شيئًا آخر هامًا ليمكنه أن يكون الشفيع. فالرب لما كان على الأرض لم يَقُل ولا مرة واحدة ”يا أبتاه، اغفر لهم“، إذ كان هو نفسه يغفر الخطايا بسلطانه. حدث هذا في حياته على الأقل مرتين: المرة الأولى مع المرأة الخاطئة في لوقا7، والمرة الثانية مع الرجل المفلوج في مرقس2. في المرتين اعتبروه مُجدفًا لأنهم قالوا: «مَن يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟»، وهي ملاحظة في محلها، ولكن ما بنوه عليها من استنتاج كان خاطئًا تمامًا. فصحيح أنه لا يقدر أحد أن يغفر الخطايا إلا الله، لكن مشكلتهم أنهم لم يروا فيه عمانوئيل «الله معنا»، فاستنتجوا أنه مُضِلٌّ ومُجدِّف، وكان استنتاجهم هو التجديف وهو الضلال.

      ونلاحظ أن المسيح لما غفر خطايا المفلوج علَّق على هذا بالقول: «لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا» ( مر 2: 10 ). نعم، لما كان على الأرض كان له السلطان أن يغفر الخطايا. أما وقد ارتفع عن الأرض بالصليب، فإنه كان يدفع حساب الخطايا. لهذا فإنه لم يَقُل على الصليب ”أنا أغفر لكم“، بل قال: «يا أبتاه، اغفر لهم». لقد كان المسيح في ذلك الوقت مُمثلاً للبشرية، وكان آخذًا مكان البشر الآثمين. فكأن المسيح وهو على الصليب يقول للآب: ”اغفر لهم وأنا مستعد لدفع الحساب، إن ظلمهم الذي ظلموه، والدين الذي عليهم، احسبه عليَّ وأنا أوفي“ (قارن فل18، 19).

      إذًا فهناك شرطان ليكون الشخص شفيع الخطاة: أولاً أن يكون هو بارًا، وثانيًا أن يتحمل أجرة خطاياهم وقصاصها. وهو عين ما نقرأه في إشعياء53: 11، 12 «وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين» ثم «وآثامهم هو يحملها»، ومن ثم أمكنه أن يقول في النهاية «شفع في المُذنبين».

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

        الخميس 4 ديسمبر 2008

        يوشيا وثبات القلب


        كان يوشيا ابن ثماني سنين حين ملك .... وعمل المستقيم في عيني الرب، وسار في طُرق داود أبيه، ولم يَحِد يمينًا ولا شمالاً ( 2أخ 34: 1 ، 2)

        نقرأ عن يوشيا أنه «سار في طُرق داود أبيه، ولم يَحِدْ يمينًا ولا شمالاً». ويا لها من شهادة يسجلها الروح القدس عن شاب! كم نشتاق إلى هذا القرار الصريح! القرار الذي لا يمكن تقديره تمامًا في الأيام الحاضرة ـ أيام الرخاوة والتساهل ـ أيام الحرية الكاذبة والطيِبة الظاهرية. القرار الذي يمنح الفكر سلامًا عظيمًا. الإنسان المتردد لن يتمتع بالسلام بل هو دائم التذبذب بين الأمام والخلف «رجل ذو رأيين، هو مُتقلقل في جميع طرقه» ( يع 1: 8 )، يجتهد أن يرضي كل شخص، وفي النهاية لا يرضي أحدًا. أما الرجل المكرس فهو على العكس، لأنه يشعر بأن عليه أن يُرضي واحدًا فقط، وهذا يعطي ثباتًا للحياة والأخلاق، يركز العين في الرب وحده. قد يسيء الناس فهم أفكارنا أو يسيئون الظن فينا، ولكن هذا في الحقيقة أمر تافه إذ واجبنا وشغلنا الهام هو أن نسير في الطريق المعينة لنا من الله «لا نحيد يمينًا ولا شمالاً». إننا مُقتنعون تمامًا أن التكريس الصحيح هو كل ما يحتاجه خادم المسيح في الوقت الحاضر، لأنه بدون شك عندما يجدنا الشيطان مترددين، يعمل كل وسيلة لكي يدفعنا خارجًا عن الطريق الواضح الضيق.

        ونلاحظ بنوع خاص الكلمات «وفي السنة الثامنة من مُلكِهِ إذ كان بعدُ فتى، ابتدأ يطلب إله داود أبيه» ( 2أخ 34: 3 ). ونقول بالتأكيد إن هذا هو الأساس الصحيح لخدمة يوشيا. «ابتدأ يطلب إله داود أبيه». تأمل أيها القارئ المسيحي تأملاً عميقًا في هذا. فإننا نخشى أن يكون مئات من الأشخاص قد فشلوا إذ اندفعوا للعمل قبل الأوان؛ انشغلوا وانغمسوا في خدمتهم قبل أن يكون القلب قد تثبَّت تمامًا على مخافة الله ومحبته. وهذه غلطة شنيعة، قد رأينا كثيرين في السنوات القليلة الماضية قد وقعوا فيها. وينبغي أن نذكر على الدوام أن أولئك الذين يستخدمهم الله جهارًا، يدربهم سرًا على المشغولية به أكثر من المشغولية بعملهم. إننا لا نحط من قيمة العمل، ولكننا نجد أن كل الذين استخدمهم الله والذين قطعوا شوطًا طويلاً وأظهروا ثباتًا في الخدمة والشهادة المسيحية، قد ابتدأوا بعمل قلبي وقوي في سرية الحضور الإلهي. ومن الجهة الأخرى عندما يندفع الأشخاص إلى العمل الجهاري قبل الأوان؛ عندما يبدأون العمل قبل أن يكونوا قد بدأوا في التعلم، يفشلون ويتقهقرون سريعًا.

        ماكنتوش
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

          الجمعة 5 ديسمبر 2008

          عظمة قدرته الفائقة


          مُستنيرة عيون أذهانكم، لِتعلموا .. ما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته، الذي عمله في المسيح، إذ أقامه .... ( أف 1: 18 - 20)

          لنا أن نعرف عظمة قدرة الله التي تعمل لصالحنا نحن المؤمنين. لقد ظهرت هذه القدرة بكل ملئها في إقامة المسيح من الأموات وتمجيده، وهي الآن تعمل نحونا. وعلينا فقط أن نفكر في إقامة المسيح وتمجيده لكي ندرك معنى «عظمة قدرته الفائقة» و«شدة قوته» (الآية19)، فقدرته توصف ليس فقط بالعظمة بل بالعظمة الفائقة.

          ونفعل حسنًا عندما نتذكر أنه عندما ذهب الرب يسوع إلى الموت، وضع نفسه تحت ثقل كل القوى البشرية المُعادية، وتحت سلطان الظلمة وعلى رأسها إبليس، وأيضًا تحت ثقل كل دينونة الله بسبب الخطية. وقد أقامته قوة الله من كل هذا. وهذا يؤكد بوضوح تام عظمة قوة الله.

          ولكن علينا أيضًا أن نفكر في المكانة التي رُفع إليها. وهنا نرى العظمة الفائقة حقًا لتلك القوة، في جلوسه عن يمين الله في السماوات (الآية20)، أي في مكان السلطان الكامل. وفي مركزه هذا هو «فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسمٍ يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا» (الآية21).

          وهو ليس مجرد «فوق كل» بل «رأسًا فوق كل شيء» (الآية22). أي أنه ليس هناك مجال للمقارنة إطلاقًا بينه وبين أي شخص آخر. فقد «أَخضع كل شيء تحت قدميه، وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء» (الآية22). كل هذه حقائق. وإن كنا لا نرى كل شيء خاضعًا له بعد.

          وفي كل هذه الأمور هناك شيء يخصنا عن قُرب، ففي مركز الرفعة الفائق كرأس فوق كل شيء، هو رأس للكنيسة «التي هي جسده». وهناك فرق عظيم في المعنى بين كلمة «فوق» وحرف الجر ”ل“، فالثانية تدل على علاقة حميمة وصِلَة وثيقة لا تتوفر في كلمة «فوق»، فآدم كان رأسًا فوق كل المخلوقات التي كانت تملأ جنة عدن، ولكنه كان رأسًا لحواء، زوجته التي أُخِذَت منه.

          والمسيح ليس فقط رأسًا لكل شيء، بل هو أيضًا ملء كل شيء. بمعنى أن كل شيء يأخذ طابعه من شخصه الكريم. والكنيسة، وهي جماعة المؤمنين الحقيقيين، هي جسده، وبالتالي هي ملئه، وهي التعبير الكامل عنه. ومن الواضح أن هذا الفصل يتكلم عن الكنيسة في نطاقها الكبير الواسع، أي جماعة المؤمنين المُفرزين ما بين حلول الروح القدس في يوم الخمسين وإلى مجيء الرب يسوع الثاني.

          ف.ب. هول
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

            السبت 6 ديسمبر 2008

            الشركة اليومية مع الله


            فقالت له: أنا بنت بتوئيل ... وقالت له: عندنا تبن وعلفٌ كثير، ومكان لتبيتوا أيضًا. فخرَّ الرجل وسجد للرب ( تك 24: 24 - 26)

            لما سمع عبد إبراهيم جواب رفقة المملوء بالعطف والكَرَم، والذي ملأه أملاً بنجاح مهمته، هل شكرها؟ كلا. نسب تصرفها الحسن هذا إلى فضل يهوه على سيده، ولهذا شكره هو «فخرَّ الرجل وسجد للرب». ولم يكن عمل هذا بالرغم منه ولا سبق أن فكَِّر فيه، ولكنه كان سجودًا اختياريًا وتلقائيًا. لقد فاض قلبه بالشكر فجعله يسجد أمام هؤلاء الغرباء.

            تأمل في معرفة هذا الرجل وما لنا من معرفة. ما أقل ما كان يعرفه عن الله بالنسبة لِما نعرفه نحن! ومع هذا فقد فاقنا بكثير في التصرف. لماذا نتردد ونؤجل سجودنا حتى رجوعنا إلى منازلنا أو ذهابنا إلى الاجتماع. قد أنجح الله عملاً لك، فهل شكرته على هذا في نفس الوقت والمكان؟ هل شكرته ولو شكرًا بسيطًا؟ يخيل إليَّ أن في طبيعتنا ضعفًا عظيمًا يجعل هذا النوع من تذكر الله في كل فرصة يكاد يكون مستحيلاً. يهتم الإنسان بأمور كثيرة يظن أن فيها نجاح عمله، ولكن مع الأسف قلما يخطر على باله أن يطلب الله. أو إذا نجح في أمر ما قلما ينسب هذا النجاح إلى الله ويشكره. ولكن كيف تصرف عبد إبراهيم؟ قبل أن يقول لمضيفه ”أشكرك“ خرَّ وسجد ليهوه.

            «فأجاب لابان وبتوئيل وقالا: من عند الرب خرج الأمر ... هوذا رفقة قدامك. خذها واذهب. فلتكن زوجة لابن سيدك، كما تكلم الرب. وكان عندما سمع عبد إبراهيم كلامهم ...» هل تقدم وعانقهم؟ هل هنأ نفسه وإياهم على نجاح مهمته؟ كلا. لم يعمل شيئًا من هذا بالمرة، بل «... سجد للرب إلى الأرض» (ع50- 52). فهو في أول طريقه وقف وصلى، وفي الختام «خرَّ وسجد إلى الأرض». ولم يخجل من أنهم يلاحظون أنه ينسب نجاحه لا إلى ذكائه ولا إلى إرادتهم الحسنة بل إلى يد إلهه التي معه. نرى إذًا في العبد؛ المظهر العملي للشركة مع الله. ربما لم يسمع هذا الرجل شيئًا عن ”الشركة مع الله“، ولكنه عاش فيها عمليًا وتمتع بها.

            هذا هو نوع الحياة التي يجب أن نحياها. حياة الشركة المستمرة مع أبينا تتخلل كل أعمالنا مهما تنوعت. شركة تفيض بلا تكلف أو عائق أينما كنا، وكيفما كان حالنا.

            كاتب غير معروف
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

              الأحد 7 ديسمبر 2008

              حبيبي الذي سُرت به نفسي


              هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سُرّت به نفسي. أضع روحي عليه فيُخبر الأمم بالحق ( مت 12: 18 )

              يعلن الكتاب المقدس في سفر إشعياء43: 7 أن الله خلق الانسان لغرض محدد فيقول: «لمجدي خلقته وجبلته وصنعته». وكانت الوسيلة التي يستطيع الإنسان بها أن يمجد الله هي إظهار خضوعه التام لخالقه ومصدر وجوده. ولكن مبكرًا جدًا فشل الإنسان في أول وأبسط امتحان للطاعة وُضع فيه، وقرر بإرادته الحُرة التي منحها له الله أن يعصى الوصية الوحيدة التي أعطاها له الله، حيث قال له: «من جميع شجر الجنة تأكل أَكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت» ( تك 2: 16 ، 17).

              وأكل آدم ودخل في حالة الموت الأدبي والانفصال عن الله. وبعد آلاف السنين «الله من السماء أشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله»، ولكن للأسف جاء التقرير المؤلم: «كلهم قد ارتدوا معُا فسدوا ليس مَن يعمل صلاحًا ليس ولا واحد» ( مز 53: 2 ، 3).

              لكن في ملء الزمان جاء الإنسان الثاني الرب من السماء. وما أروع وأكمل الحياة التي عاشها على هذه الأرض الملعونة! كان هو بحق المحرقة التي تنسّمها الله رائحة سرور. كان شعاره من البداية: «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت. وشريعتك في وسط أحشائي» ( مز 40: 8 ). في كل خطوة خطاها على هذه الأرض، وفي كل كلمة أو تصرف كان له غرض واحد وهو أن يمجد الله. هو الوحيد ـ تبارك اسمه ـ الذي استطاع بعد حياة قصيرة أن يرفع عينيه إلى السماء ويقول لله الآب: «أنا مجدتك على الأرض» ( يو 17: 4 ). لذلك فإنه استحق أن تُفتح له السماء، ويعلن الآب أكثر من مرة أنه أخيرًا وجد سروره في هذا الإنسان الكامل الذي كان يُطعَم على فعل مشيئته. وفي إنجيل متى أصحاح 12، وبعد أن شفى الرب يسوع الجموع الكثيرة التي تبعته، يشهد الروح القدس أن هذا هو الشخص الذي يشير له الله قائلاً: «هوذا فتاي الذي اخترته. حبيبي الذي سُرَّت به نفسي».

              فما أروع هذا الشخص! وما أسعدنا بانتسابنا إليه ذاك الذي وجد الله فيه كل مسرته!

              مدحت حلمي
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

                الاثنين 8 ديسمبر 2008

                أصل أم صورة ؟


                في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة، لأن الناس يكونون ... لهم صورة التقوى، ولكنهم مُنكرون قوتها ( 2تي 3: 1 - 5)

                فارق كبير بين ”الأصل“ وبين ”الصورة“. فما قيمة صورة كبيرة لأطعمة فاخرة ومتنوعة لشخص جائع؟ إن أكلة بسيطة من البقول أفيد جدًا من هذه الصورة الفارغة! وما هي قيمة ”صورة“ لحقيبة مفتوحة بها مبلغ مليون جنيه يعمل بها أحد البنوك دعاية لجائزة؟ إن عشرة جنيهات ـ بل قُل جنيهًا واحدًا ـ له قيمة حقيقية تعلو على قيمة ”صورة“ المليون جنيه .. أو هكذا.

                والرسول بولس تحدَّث في رسالتيه إلى تيموثاوس عن «التقوى» التي هي مخافة الرب. لكنه بينما يتحدث في تيموثاوس الأولى3 عن جوهرها وحقيقتها «سر التقوى»، فقد تحدَّث في تيموثاوس الثانية 3 عن شكلياتها وأقنعتها «صورة التقوى». ومن المؤسف أن نقرر أنه في أيامنا الأخيرة ما أكثر صور التقوى! وما أندر حقيقة التقوى في الوقت نفسه!

                فارق كبير بين مؤمن له علاقة حية وحقيقية بالمسيح، ونتيجة عدم احتراسه يزل ويسقط إلا أنه سرعان ما يقوم ويستعيد حياة التقوى المتأصلة فيه بعمل الروح القدس، وبين شخص لا علاقة قلبيه له مع المسيح، إلا أن مظهره ينضح بصور التقوى وأشكالها التي تخدع الكثيرين. فما أسهل ارتداء الأقنعة في الكنائس من عبادة دينية وأنشطة كنسية أمام الناس، أما الجوهر أمام الله فالحقيقة مؤلمة للغاية! ومما يدفع إلى انتشار «صورة التقوى» مع ”إنكار قوتها“ أن صورة التقوى غير مُكلفة، في حين أن التقوى الحقيقية مُكلفة جدًا وبالأخص في زماننا هذا!

                حقًا ما أرخص قيمة المعادن المطلية بالذهب، إذا قورنت بالذهب الخالص نفسه! ربما تظهر الأولى أكثر لمعانًا وبريقًا، ولكن الحكمة تقول: ”ليس كل ما يلمع ذهبًا“! كما أن ليس كل ما فقد بريقه عديم القيمة!!

                قريبًا ستسقط الأقنعة كلها أمام المسيح ديان الأرض كلها، وعندئذٍ: تُرى ماذا سيظهر من حقيقة الكاتب والقارئ؟ هل نحن أصل أم مجرد صورة؟ هل نحن حقيقيون أم مُزيفون؟ ليتك أيها القارئ العزيز لا تنتظر ليوم اكتشاف الحقيقة واستعلانها على الملأ أمام الكل قريبًا، بل تعال إلى المسيح الآن واطلب منه أن يفحصك ويكشف لك حقيقتك، ومهما كانت الحقيقة مؤلمة، ثق في كفاية دمه ليطهرك من كل خطية وكفاية حبه العظيم لتغيير مسارك ومصيرك معًا.

                إسحق إيليا
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

                  الثلاثاء 9 ديسمبر 2008

                  رئيس الإيمان ومُكمله


                  يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ( لو 23: 34 )

                  كانت أول كلمة ينطق بها المسيح بعد صلبه هي «يا أبتاه». ويا لها من كلمة تعبِّر عن شركة وثيقة عميقة مع الله! شركة مستمرة هادئة، برهنت على أن إيمان ذلك القدوس بالله لم يتزعزع إطلاقًا رغم الآلام التي كان قد جاز فيها، ورغم الآلام التي كانت ستغمره وهو مُعلَّق فوق الصليب.

                  لقد كسرت الآلام قلبه، لكنها لم تؤثر في شركته مع أبيه. ومع أنه كان مُحاطًا بالمهانة والظلم، فإن هذا لم يَحُل دون ثقته ببنوته للآب، وبمحبة الآب له «فقال يسوع: يا أبتاه» وكأنه في كل هذا يردد ما كان قد قاله في مرة سابقة «نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك» ( مت 11: 26 ).

                  ويا له من درس هام لكل مؤمن! فعندما تضيق بنا الحياة بعد سِعَةٍ، وتهوي بنا الآمال من عليائها، فماذا نفعل؟ أ تخور عزائمنا أو يضعف إيماننا؟ أ نخطئ بألسنتنا وننسب لله جهالة؟ أم ننطح برؤوسنا المشيئة الإلهية؟! هناك أشخاص عظام عندما ضغط الألم عليهم، أصاب اليأس والقنوط منهم مقتلاً فلعنوا اليوم الذي ولدوا فيه، وسبّوا يومهم (قارن أي3: 1؛ إر20: 15). أما ذاك المبارك الفريد، رئيس الإيمان ومكمله، الذي تألم كما لم يتألم سواه، فعندما اسودّت أمامه صفحة الحياة رفع رأسه، وكانت أول عبارة تخرج من فمه هي: «يا أبتاه».

                  علّق أحدهم على ذلك بالقول: ”لو قُدِّر ليد الخالق العظيم أن تتخلى عن دفة الكون، فتنساق مصائر البشر إلى بحر عجَّاج مُزبد بالتشويش والفوضى، لكان ذلك عندما سيق ذاك الذي هو تجسيد الجمال الأدبي ليموت كما يموت سفيه أو أثيم“. لكن المسيح في ذلك الوقت عينه، وقد أحاط به أعداؤه المسعورون، وأحدق به من كل جانب الحاقدون، تحوّل عن هذا كله إلى الآب، مُخاطبًا إياه بالتعبير الذي يدل على الثقة والمحبة. وفي هذا أبلغ الدروس وأسماها لأولاد الله، ألاّ يفشلوا ولا ييأسوا. قد يتلبّد في الأفق سحاب أسود كثيف، ويبدو وكأن الجو قاتم ومُخيف، لا ترتَعْ من الأمر، ولا تفقد الإيمان، فإن الله حي يتبوأ عرشه، والرب في العُلى أقدر ( مز 93: 4 ).

                  يوسف رياض
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

                    الأربعاء 10 ديسمبر 2008

                    التوبة والإيمان


                    فتوبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم ( أع 3: 19 )

                    يبحث جميع البشر عن السعادة، وقديمًا قال قديس حكيم: ”إن الله قد خلقنا لذاته، ونفوسنا لن تجد راحتها إلا فيه“. لقد خلق الله الإنسان لتكون له شركة معه وعلاقة وطيدة به. ولكن الإنسان ـ بكل أسف ـ اختار لنفسه طريق العصيان وفعل الإرادة الذاتية. ولم تَعُد للإنسان علاقة بالله، إذ أن طبيعة الإنسان الخاطئة قد فصلته عن الله تمامًا.

                    والكتاب المقدس يعلمنا أن الله بار وقدوس ولا يطيق الإثم. والخطية قد فصلتنا عن الله، وجلبت الغضب الإلهي علينا جميعًا «النفس التي تخطئ هي تموت» ( حز 18: 4 ). والخطية هي نبع جميع المشاكل في هذا العالم المسكين. لقد أفقدت الإنسان كرامته وعقله، إرادته وإحساسه الروحي بالله، وما لم يتحول الإنسان بكل قلبه إلى الله طالبًا الرحمة والغفران، فلن يستعيد الإنسان أيًا مما فقد. وما أثمن ما فقده!

                    قال المسيح: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلا الآب إلا بي» ( يو 14: 6 ). وبموته ـ له كل المجد ـ على الصليب، تأسس طريق الرجوع إلى الله، إذ إنه ـ له كل المجد ـ «حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شُفيتم» ( 1بط 2: 24 ).

                    هناك كثيرون يقرّون بحفظ الوصايا، ويواظبون على حضور الاجتماعات الكنسية، ويعملون الأعمال ”الصالحة“. وهذه الأمور تبدو حسنة في ذاتها، ولكنها لا تستطيع أن تخلصنا من خطايانا. ويقول الكتاب «لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسدٌ ما» ( غل 2: 16 ). فالناموس أو الوصايا مرآة أدبية تكشف لنا خطايانا، ولكنها لا تعطينا القوة لنتحرر منها. ويقول الكتاب أيضًا «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحدٌ» ( أف 2: 8 ، 9)، «فتوبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم» ( أع 3: 19 )، إذًا فالتوبة هي طريق الرجوع إلى الله.

                    والتوبة تعني تغيير الاتجاه في الفكر والإرادة والشعور، رجوعًا إلى الله. إنك عندما تتوب فإن نظرتك إلى الله تتغير كُلية، وإذ تكون توبتك من كل قلبك، فسرعان ما ستجد نفسك مغمورًا بحالة من الشكر القلبي العميق لله في أعماقك. وهنا تختبر عمليًا كراهية الخطية، ومحبة البر. كما ستتغير إرادتك أيضًا إذ سينشأ فيك توجُّه صادق لطاعة المسيح وتبعيته لأنه «إن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا» ( 2كو 5: 17 ).

                    ر. أ. م
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

                      الخميس 11 ديسمبر 2008

                      موسى ودروس في القيادة


                      فتضرع موسى أمام الرب إلهه، وقال: لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة؟ ( خر 32: 11 )

                      كان موسى، في المقام الأول، قائدًا، والقيادة الروحية المؤثرة هي إحدى العطايا التي يقدمها الله لمنفعة شعبه. ويبدو أن بولس في رومية12: 3- 8 ـ حيث تَرِد هذه الموهبة ـ يركز على أنه مهما كانت موهبتك فاستخدمها كما ينبغي. وفي ضوء هذا الفكر، يقول إن القائد (المدبِّر) في حاجة إلى الاجتهاد (ع8)؛ فالسؤال الأساسي الذي ينبغي توجيهه بخصوص مَنْ هم في مواقع القيادة هو: هل يتراخون عندما يصيبهم التعب، أو عندما يصبح العمل مُحبطًا؟ إن موسى قد أُصيب بالتعب، والعمل كان قد أصبح مُحبطًا، إلا أنه لم يتراخ أو يستسلم قط.

                      والكثير من القرّاء في مواضع قيادية، بطريقة أو بأخرى، وهذا قد يتضمن الوعظ الدوري، أو التدريب في مدارس الأحد، أو العمل بشكل مستمر في إحدى الخدمات من وراء الستار، أو مسؤولية قيادة عائلة، إن كل واحد منا يمثل قدوة على الأقل لواحدٍ آخر. كل هذه المواقف تتضمن القيادة بدرجة أو أخرى، لذا ينبغي أن نطيع جميعًا تحريض الاجتهاد ـ أن نستمر في ما نحن فيه حتى عندما نتعب من حمل المسؤولية أو عندما تبدو وكأنها لا تستحق العناء.

                      كانت هذه المشاعر ـ بالتأكيد ـ مألوفة لموسى، فالخيط الوحيد الذي نجده مستمرًا طوال عمله القيادي، هو أن شعب إسرائيل كانوا كثيري التذمر، حتى أن كل مرة جاءوا فيها كجماعة للحديث مع موسى كانت بغرض التذمر من شيء ما. تخيل معي هذا السيناريو: أنت قائد لمجموعة من الناس في رحلة، ولا يتكلمون معك إطلاقًا سوى بغرض الشكوى! لا مدح، ولا تقدير لالتزامك من نحوهم، ولا سؤال عما تشعر به ـ لا شيء سوى الشكوى!

                      يا لها من جماعة صعبة القيادة! كيف احتملهم موسى؟ يبدو أنه كان هناك نبعان لقيادته المستمرة المجتهدة: حياة صلاة مستمرة مع الله، واهتمام رعوي شديد من نحو الشعب. لقد صارع ضد الإحباط والفشل، واحتاج إلى معونة كيما يستمر في العمل؛ وقد استمر فعلاً. لقد استطاع أن يفعل ذلك، في المقام الأول، لأنه تكلم مع الله عن الشعب (شفتاه المُصليتان)، وتكلم مع الشعب عن الله (قلبه الرعوي). فإن تواجد هذان الأمران في حياة أي مؤمن فستُثمر دائمًا نتائج تمجد الله في حياة الآخرين.

                      ستيفن كامبل
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

                        الجمعة 12 ديسمبر 2008

                        مياه حية للقديسين العطاش


                        ها أنا أقف أمامك هناك على الصخرة في حوريب، فتضرب الصخرة فيخرج منها ماءٌ ليشرب الشعب ( خر 17: 6 )

                        في رفيديم، عادت ذكريات مصر. عند النهر كانت عصا موسى مرتبطة بدينونات الله، فهناك رفع موسى عصاه وضرب مياه النيل فتحولت كلها إلى دم. وكان هذا العمل أول ضربة من سلسلة الضربات التي حلَّت على تلك الأرض المتمردة. فهل كانت تُستخدم هذه العصا على إسرائيل غير المؤمن لتجلب الضربات عليهم؟ هل تضرب العصا مرة أخرى شعب إسرائيل فيحل الموت بخيامهم ويروه رؤيا العين؟

                        كلا، فقد كان الرب رحيمًا وشفوقًا. والعصا التي ضربت نهر النيل في مصر كان لا بد أنها نفسها تضرب الصخرة في البرية. ولئن كان المصريون في الحادث الأول لم يقدروا أن يشربوا من ماء النهر ( خر 7: 21 ) إلا أنه في هذا الحادث تفجرت المياه الحية من الصخرة الصلبة.

                        ولاحظ أيها القارئ مسألة الصخرة. كانت هنالك في منطقة حوريب الجبلية صخور كثيرة، فأيها التي كان يجب أن تُضرب؟ وما الذي يميزها عن سواها؟ لقد كانت التعليمات الصادرة لموسى صريحة في قولها «ها أنا أقف أمامك هناك على الصخرة في حوريب، فتضرب الصخرة». ولاحظ القول: «أنا أقف ... على الصخرة ... وأنت تضرب الصخرة» فلا ضرب يقع على إسرائيل!

                        وما الذي كان يفهمه موسى من الأمر الصادر بضرب المكان الذي وقف عليه الرب؟ لا شك أنه تذكَّر ما حدث منذ سنوات حين كان في حوريب يرعى غنم يثرون وهناك ظهر له الرب في وسط العليقة المُحترقة (خر3) وعلم أن ذلك الموضع مقدس بسبب حضور الرب المجيد، فاضطر أن يخلع حذاءه. إذًا فالصخرة في حوريب هي ”مكان حضوره“. وكان الأمر لموسى أن يضرب الصخرة المقدسة بعصاه؛ عصا الدينونة «ففعل موسى هكذا أمام عيون شيوخ إسرائيل». ويا له من منظر لهم ولنا نحن الآن!

                        لقد شاهد شيوخ إسرائيل في رفيديم منظرًا رمزيًا لضرب مسيح الله، رأوا في الرمز إدانة الخطية في الجسد، إدانة علة كل تذمراتهم في البرية، لأن «الصخرة كانت المسيح» ( 1كو 10: 4 )، ورأوا رمزيًا السبب الحقيقي الذي من أجله لم تقع الضربة عليهم من عصا الغضب الإلهي. وأكثر من ذلك فقد رأوا منبع ذلك «الشراب الروحي» ( 1كو 10: 4 ) الذي أعد لهم لأجل إنعاشهم طيلة وجودهم في البرية.

                        كاتب غير معروف
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

                          السبت 13 ديسمبر 2008

                          ختم الروح القدس للمؤمن


                          ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء ( أف 4: 30 )

                          إن ختم الروح القدس يفيد ملكية الرب للمؤمن، فالشخص يضع ختمه على ما دفع ثمنه، وصار ملكًا له. فمثلاً إذا اشترى الراعي قطيعًا من الأغنام، فإنه يضع عليها ختمه. والختم في هذه الحالة، ليس هو الذي يجعل الأغنام ملكًا للراعي، بل إنها ملكه لأنه دفع فيها الثمن الكامل. ثم لأنها ملكه، فإنه يضع عليها ختم ملكيته عليها.

                          وقد كان الزيت في العهد القديم (الذي هو رمز للروح القدس) يوضع فوق الدم (لا14). والمعنى الروحي في هذا، أن الله اشترانا بدم ابنه، وبالتالي وضع علينا ختم روحه، لأننا ملكه. والعكس صحيح. كقول الرسول: «إن كان أحدٌ ليس له روح المسيح، فذلك ليس له (أي إن ذلك الشخص ليس للمسيح)» ( رو 8: 9 ).

                          وهذه الملكية أيضًا تملأ قلب المؤمن يقينًا من جهة خلاصه الأبدي. فنحن لم نَعُد ملكًا لأنفسنا، بل لله. وعليه، فإن تعليم إمكانية هلاك المؤمن الحقيقي، فيه إهانة بالغة لله الذي دفع فينا ثمنًا غاليًا، إذ اقتنانا بدم ابنه الوحيد ( أع 20: 28 )، ثم ختمنا بروح قًدسه. وعن هذا يقول الرسول: «لكن أساس الله الراسخ قد ثبت، إذ له هذا الختم: يعلم الرب الذين هم له» ( 2تي 2: 19 ). فنحن ملك الرب، وبالتالي فإنه يعرفنا (انظر أيضًا 1كو8: 3). والمؤمن الذي له ختم الروح القدس، هو معروف عند الله، كما أنه ملك له.

                          ولكن هناك جانب عملي لهذه الحقيقة السامية، فلأننا ملكه، لا يجب أن نصير عبيدًا لأحد من الناس، أو لشيء من الأشياء.

                          وواضح من أفسس4: 30 أن خدمة الروح القدس كالختم، مستمرة معنا إلى يوم الفداء، أي إلى أن يتم فداء أجسادنا، ويصبح سقوطنا في الخطية مستحيلاً، إذ سنكون قد حصلنا على الأجساد المُمجدة، وخلصنا من الطبيعة الساقطة التي فينا، كما وانتهت حروبنا مع الشيطان، وكذلك إمكانية التدنس بما في هذا العالم. إذًا فطوال فترة تغربنا في هذا العالم، التي نحن فيها معرَّضون للمخاطر، وحتى يوم الاختطاف المجيد، فإننا نتمتع بختم الروح القدس الذي يؤكد لنا حفظنا التام، وأمننا الكامل.

                          يا لها من حقيقة تملأ النفس بالسلام، والقلب بالتعزية!

                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

                            الأحد 14 ديسمبر 2008

                            سنوات الصمت


                            وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئًا حكمةً، وكانت نعمة الله عليه... فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس ( لو 2: 40 ، 52)

                            من متى2: 23؛ 4: 13 تتحدد مدة إقامة يسوع المسيح في الناصرة. والواقع أنه في تلك القرية، بين التلال الواقعة غربي بحر الجليل، قضى ربنا يسوع الجزء الأكبر من حياته على الأرض. هناك «كان قد تربَّى» كما يقول لوقا ( لو 4: 16 ).

                            كان ينمو في كل شيء نموًا طبيعيًا. لقد كان ناسوته طبيعيًا كاملاً. وقد نمت حكمته جنبًا إلى جنب مع قامته وسنه، كان أولاً طفلاً، ثم رجلاً؛ هكذا نراه في لوقا2: 40 في طفولته، وفي لوقا2: 52 في شبابه. كان كاملاً في كل المراحل، وكان يسلك في كل شيء بما يناسب سنه والمركز الذي أخذه.

                            ويا له من مثال للشباب الذين يريدون أن يسبقوا الزمن، ويقومون بما لم يُعهد به إليهم بعد، أو للشيوخ الذين كثيرًا ما يتصرفون كغلمان، ناسين الخدمة التي ائتمنهم الرب عليها، مهملين استخدام الموهبة التي أخذوها «كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة» ( 1بط 4: 10 ). فمثلاً لا يليق بشاب حديث السن أن يأخذ في الاجتماع مركز المعلم لشيوخ من حوله. بل عليه أن يمارس محبته للرب ولإخوته، ويصلي في اجتماعات الصلاة، ويتعلم ممن أكثر اختبارًا وأعمق فهمًا لكلمة الله، حتى ينمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح ( 2بط 3: 18 ). وعندئذٍ تكون الكلمة في أوانها ـ بحسب ما يقوده الرب ـ مقبولة، بل ومرغوبة أيضًا.

                            لم تذكر كلمة الله لنا أية معجزة صنعها الرب يسوع في طفولته أو في حداثته، فإن الوقت لم يكن قد أتى بعد. لكن لما جاء الوقت لم يُقصِّر قط في إتمام خدمته. ففي طفولته وصباه كان خاضعًا لأبويه، لكن في دور الخدمة فيما بعد، لما أرادت أمه وإخوته أن يعطلوا بعضًا من نشاطه، نراه يتجاهلهم ( مت 12: 46 - 50).

                            في كل شيء تصرف كما يليق بطفل، ولكن روح الله أراد أن يسجل لنا واقعة عيد الفصح في أورشليم ( لو 2: 41 - 50) لكي يُرينا أنه في سن الثانية عشرة كان يدرك أنه المُرسل من الآب، وأن مكانه كان هو الهيكل، لا ليعلِّم، كما فعل بعد ذلك المرات الكثيرة وإلى أخر أيام حياته، ولا لكي يطرد منه الدُخلاء، بل ليجلس وسط المعلمين «يسمعهم ويسألهم». فلم يكن يليق به وهو صبي أن يُعلِّمهم، لكن كانت أسئلته وأجوبته دقيقة ومُدهشة، حتى أن «كل الذين سمعوه بُهتوا من فهمه وأجوبته» ( لو 2: 46 ، 47).

                            جورج أندريه
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2008

                              الاثنين 15 ديسمبر 2008

                              الرجل رأس المرأة


                              أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب، لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة، وهو مخلِّص الجسد ( أف 5: 22 ، 23)

                              إن سبب خضوع المرأة لرجلها هو أن زوجها هو رأسها، وهو يشغل الدور نفسه الذي يشغله المسيح في علاقته بالكنيسة. فالمسيح هو رأس الكنيسة وهو مخلِّص الجسد (قد تحمل الكلمة مُخلِّص هنا معنى حافظ، كمعناها في 1تيموثاوس4: 10؛ راجع ترجمة داربي). وهكذا فإن الرجل هو رأس المرأة كما أنه حافظها أيضًا. فبحكم كونه الرأس فهو يحب ويقود ويرشد، وبحكم كونه الحافظ فهو يوفر الحاجات ويحمي زوجته ويعتني بها.

                              وجميعنا نعلم أنه يوجد رفض لهذا التعليم في أيامنا هذه. فالناس يتهمون الرسول بولس بأنه أعزب متعصب كاره للنساء وشديد التحيز للرجال. أو يقولون إن نظرياته تعكس العادات الاجتماعية التي كانت سائدة في أيامه ولا يمكن تطبيقها في أيامنا هذه. ونحن نعلم أن أقوالاً كهذه إنما هي هجوم عَلَني على وحي الكتاب المقدس. فهذه الكلمات ليست لبولس فقط، بل إنما هي كلمات الله بالذات، ورفضها هو رفض له ويؤدي بالنتيجة إلى المصاعب.

                              ولا يمكن لأي شيء أن يرفع شأن دور الزوجة مثل تشبيهه بدور الكنيسة عروس المسيح (ع24). فخضوع الكنيسة هو المثال الذي يجب أن تتبعه الزوجة. ويجب أن تخضع في كل شيء. أي كل ما يتوافق مع مشيئة الله. فإنه لا يُتوقع من أية امرأة أن تطيع رجلها إذا ما طلب منها أن تتهاون بولائها للرب يسوع. لكنها ينبغي أن تطيع زوجها في كل أمور الحياة الطبيعية الأخرى، حتى ولو كان زوجها غير مؤمن.

                              وإذا كانت التوصيات السابقة للنساء موجودة لوحدها ولم ترافقها أية توصيات مقابلة بشأن الرجال، يكون هناك عندئذٍ تحيز واضح في الأمر إن لم نَقُل إن لا عدل فيه أيضًا. لكن لاحظوا توازن الحق الجميل الذي نراه في الكتاب المقدس والمستوى الموافق الذي يتطلبه من الرجال. فالأمر للرجال ليس بأن يحفظوا نساءهم في حالة الخضوع، لا بل هم مدعوون لأن يحبوا نساءهم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة (ع25). لقد صدق القول: إنه ما من امرأة تأبى الخضوع لزوج يحبها بقدر ما أحب المسيح الكنيسة. كتب أحدهم يُخبر عن رجل كان يخاف أن يحزن الله لإفراطه في محبة امرأته. عندئذٍ سأله أحد خدام الرب: هل يحبها أكثر مما أحب المسيح الكنيسة؟ فأجابه بالنفي. فأجابه الخادم بالقول: ”عندما تتعدى ذلك الحد فقط، تكون محبتك لامرأتك زائدة عن اللزوم“.

                              وليم ماكدونالد
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X