إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

    الخميس 1 يناير 2009

    خواطر للعام الجديد


    طلبت إلى الرب فاستجاب لي ومن كل مخاوفي أنقذني. نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل ( مز 34: 4 ، 5)

    * إننا إذ ننظر إلى الأمام فإننا نقول بملء الثقة واليقين: إن الآتي بالنسبة لنا أفضل وأبهج. إن أفضل فصول قصتنا لم يبدأ بعد. ووعد المسيح لنا بقرب مجيئه إلينا هو أمام قلوبنا وأعين إيماننا، وهو باتَ اليوم يلمع أكثر من ذي قبل.

    * هنا اليوم أقف: انظر إلى الخلف فأحمدك، ثم أنظر إلى الأمام فأثق فيك، وإذ أنظر إلى فوق فإني أنتظرك.

    * إن مجيء الرب قد يحدث هذا العام أو هذا الشهر أو هذا الأسبوع. نعم، قد يكون هذا المساء.

    * معظم الناس يرون نهاية بلا رجاء، المسيحي يرى رجاء بلا نهاية.

    * تعلَّم أن تبني سلمًا من الأحجار التي تعثرت بها في الأعوام الماضية.

    * خمسة لا تعود: السهم وقد رُميَ، والكلمة بعد أن تنطق بها، والوقت إذ يمضي، والفرصة إذا ضاعت، والعمر إذا انتهى. فعلمني يا رب أن أدقق في الكلام، وأفتدي الوقت، وأنتهز كل فرصة لأكرمك، وأحيا العمر لك فلا يضيع.

    * إن الحياة الطاهرة المقدسة تتكون من حلقات صغيرة طاهرة، أي من وحدات زمنية قصيرة مقدسة، وأشياء صغيرة: مثل كلمات قليلة مُملحة بالقداسة، وليس شرطًا أن تكون عظات طويلة ومطوَّلة، وبأعمال خير قليلة، وليس شرطًا أن تكون معجزية.

    * عرفت في حياتي الطويلة العديد من المخاطر الصعبة، معظمها لم يحدث أبدًا.

    * السفينة التي فيها الرب يسوع لا يمكن أن تغرق.

    * المؤمن الحقيقي ليس بدون تجارب، ولكنه ليس بدون إله في التجارب.

    * الرب لم يَعِدنا برحلة سهلة، ولكنه وعدنا بسلامة الوصول.

    * لن تكون صعوبات الطريق أقوى من إمكانيات روح الله الرفيق، ولن يكون الاحتياج مُطلقًا أكبر من النعمة.

    كاتب غير معروف
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

    الجمعة 2 يناير 2009

    لا أُهملك ولا أتركك


    كونوا مكتفين بما عندكم، لأنه قال: لا أُهملك ولا أتركك ( عب 13: 5 )

    يا له من وعد ثمين! الله نفسه يتعهد بالعناية بنا! وهو ساهر على وعده لكي يتممه بكل دقة. قد ينسى الناس وعودهم، أو يعجزوا عن تنفيذها. أما إلهنا، الذي معه أمرنا، فليس كذلك. لقد كان معنا في الماضي. وكان صوته لكل واحدٍ منا «لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك. أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلذَع، واللهيب لا يحرقك» ( إش 43: 1 ، 2). وقد تمم معنا هذه الوعود بكل أمانة.

    إذًا لماذا نفشل؟ ولماذا نخاف؟ ولماذا يزعجنا المستقبل؟ أ ليس مكتوبًا «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» ( عب 13: 8 ).

    إن الرب يُسرّ، بل ويلذ له أن يكون معنا. إنه يحبنا لدرجة أنه لا يستطيع أن يتركنا لحظة واحدة! وما أحلى وما أجمل أن يستقر هذا الحق في قرارة نفوسنا، وهو أن الرب لا يتركنا، لا لأنه يريد حمايتنا وحراستنا فقط، بل لكي يتلذذ بنا! وأ ليس عجيبًا أن الرب الذي «كله مشتهيات» ( نش 5: 16 ) يتلذذ بنا أكثر مما نتلذذ نحن به؟!

    إن الأيام التي نحن عائشون فيها الآن مُحزنة إلى آخر حد، والضيق يحيط بنا من كل جانب، ولكننا بقوة الله محروسون. ولو لم يكن الله معنا «لجرَفَتنا المياه، لَعَبَر السيل على أنفسنا. إذًا لعَبَرت على أنفسنا المياه الطامية» ( مز 124: 4 ، 5).

    كم مرة كادَت أقدامنا تَزِّل لولا وجود الرب معنا! كم مرة حرَّق الأعداء أسنانهم علينا، ولولا أن الله معنا لابتلعونا أحياء عند احتماء غضبهم! «مباركٌ الرب الذي لم يُسلمنا فريسة لأسنانهم» ( مز 124: 6 )

    قد تنسى الأم رضيعها، أمّا الرب فلا ينسانا، لأنه لا يشغله شيء عنا. في وقت الألم هو معنا، وفي وقت المرض هو مُلازمنا. وعندما يفتري الناس علينا هو يدافع عنا. وحتى في ساعة الموت لا يتركنا.

    أيها الرب يسوع: أعِن ضعف إيماني. افتح عينيَّ فأراك أمامي في كل حين، أنك عن يميني فلا أتزعزع. أعطني أن أراك متمشيًا معي فلا أحس بقوة نار الأتون المُحمَّى سبعة أضعاف. هَبْ لي أن أراك مُرسِلاً ملاكك ليسد أفواه الأسود التي حولي. أعطني أن أراك وقد دُفع إليك كل سلطان، في السماء وعلى الأرض. وإنك أنت بنفسك معي كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين.

    ف.ب. ماير
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

      السبت 3 يناير 2009

      إلى أن يجيء


      فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، تُخبرون بموت الرب إلى أن يجيء ( 1كو 11: 26 )

      إن الوعد الذي نطق به الرب قبل مضيه إلى بيت الآب: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 )، لا بد سيتحقق عندما يحين الوقت الذي فيه يستدعي الآب أولاده، شركاء الميراث مع ابنه، للمحفل السماوي. وطلبة الرب في يوحنا17: 24 «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم»، هذه الطلبة ستُجاب لأن الآب في كل حين يسمع للابن ( يو 11: 42 )، وسيعطيه شهوة قلبه، ولن يمنع عنه مُلتمس شفتيه ( مز 21: 2 ). وإلى أن يتحقق الوعد وتُجاب الطلبة، تسير خاصة المسيح هنا على الأرض بالإيمان متوقعين الرجاء المبارك ألا وهو رؤية المسيح في مجده، فيلاقونه وجهًا لوجه، ويكونون كل حين معه.

      إلى أن يجيء .. ماذا؟ قالت عروس النشيد «إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال، أذهب إلى جبل المُر وإلى تل اللبان» ( نش 4: 6 ). فعندما يجيء سيفيح النهار ويشرق فجر النهار الكامل، وكل الظلال ستنقشع وإلى الأبد تتلاشى. فإلى أن يبزغ كوكب الصبح، على العروس أن تكون ”في جبل المُرِّ وتل اللبان“. فالمرّ دائمًا يشير إلى الآلام والموت، واللبان ببخوره يشير إلى السجود. فإلى أن يجيء نأخذ مركز الموت «لأنكم قد مُتم وحياتكم مُستترة مع المسيح في الله» ( كو 3: 3 ). ولا شيء يساعدنا على الوجود في هذا المركز أكثر من تفكيرنا في مَنْ مات من أجلنا بسبب محبته العظيمة لنا، وفي ذلك نستطيع أن نتعبد أيضًا للرب، ونرفع إليه بخور سجودنا.

      وصورتنا في هذا المركز هي التي يعبِّر عنها التفافنا حول عشاء الرب في أول الأسبوع، وعن هذا يكتب الرسول بولس للكورنثيين قائلاً: «فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، تُخبرون بموت الرب إلى أن يجيء» ( 1كو 11: 26 ). فشعب الرب من حول عشائه يكونون على جبل المُرّ وتل اللبان. وإنهم يصنعون الذكرى إلى ميعاد معين إلى أن يجيء، وعندما يجيء لا تكون هناك حاجة بعد إلى صُنع العشاء، ولا إلى المائدة التي يرتبها تجاه مضايقينا. ويا لها من لحظة هنيئة عندما ترى عيوننا ذاك الذي كله مشتهيات!

      أندرو مولر
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

        الأحد 4 يناير 2009

        حلَّ بيننا


        والكلمة صارَ جسدًا وحلَّ بيننا ... مملوءًا نعمةً وحقًا ( يو 1: 14 )

        إنها لحقيقة رائعة تلك التي يعلنها لنا الوحي في يوحنا1: 14، فالذي كان قبل أن يكون زمان، الذي بأمره دارت عجلة الزمن، الذي جعل الكون ينبض بالحياة، الذي هو بهاء مجد الله ورسم جوهره، الكلمة الأزلي الأبدي .. صار جسدًا وحلَّ بيننا، مشتركًا في اللحم والدم حتى يستطيع أن يقترب إلينا دون أن يرعبنا، وهذا ما يملأ نفوس المؤمنين به بالإعجاب والتعبد.

        لم يأتِ كما يأتي ملك لزيارة رعاياه في أكواخهم، ناطقًا لهم بكلمات رقيقة، ثم يتركهم ناسيًا إياهم، بل «حلَّ بيننا». لم يتباعد عنا، بل دخل في ظروف الحياة، واشترك في أحزان الناس، ودخل في بيوتهم، وجعل الاتصال به سهلاً ميسورًا حتى لأفقرهم وأشرهم «حلَّ بيننا ... مملوءًا نعمةً وحقًا».

        ونقول بكل إجلال واحترام، إنه تعامل مع كل واحد بحسب حالته، فلم يطلب منهم معاملة خاصة، بل كان مملوءًا بالرثاء لأحزانهم، ولم يضجر من جهلهم وضعفهم، ولا دانهم لأجل خطاياهم، وأبدَى كل استعداد لأن يبسط الحق أمام واحد من الفريسيين لما جاء إليه، وكان مملوءًا من النعمة حتى إنه لم يوبخه على جُبنه الذي جعله يتسلل في الظلام ليحظى بمقابلة مع الرب ليلاً.

        ونعمته هي التي أتت به إلى بئر سوخار ليتكلم مع خاطئة منبوذة. ولقد سكب الحق بغزارة في قلبها حتى رجعت إلى المدينة خليقة جديدة، وقد صار شخصه الكريم غرضها الأوحد. ولنتأمل طريقه في تلك القصة: لقد كانت المسافة بعيدة للوصول إلى تلك الخاطئة المتألمة، ومع ذلك لم يركب دابة لقطع تلك الأميال الطويلة، بل كان لا بد له أن يسير على قدميه خطوة خطوة حتى وصل مُتعبًا وجائعًا وعطشانًا، وقابلها كمسافر عابر سبيل، وتكلم معها بكل لطف حتى لم تشعر بأي نفور أو خوف في حضرته. حقًا، لقد «حلَّ بيننا»، وحقًا كان في هذا الحلول مملوءًا نعمةً وحقًا. وحاشا لنا أن نسمح لاتضاعه وافتقاره وظروف حلوله بيننا أن تخفي عن نفوسنا مجد شخصه لأنه هو الكلمة؛ الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب.

        وما أعلنه لنا دائم وثابت، لأنه هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد. وقد قال لنا: «مَنْ رآني فقد رأى الآب». وكم انجذبت عواطفنا إلى الآب منذ أعلنه لنا الرب يسوع الذي حلَّ بيننا!

        بللت
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

          الاثنين 5 يناير 2009

          لوحات الإرشاد


          أنتم رسالتنا، مكتوبةً في قلوبنا، معروفة ومقروءة من جميع الناس. ظاهرين أنكم رسالة المسيح.. 2كو3: 2، 3)

          على الطريق الزراعي كثيرًا ما نشاهد في مفارق الطرق قوائم تحمل لوحات الإرشاد لهداية العابرين في مختلف الاتجاهات. وبين تلك اللوحات رأينا مرة لوحة كانت عادية جدًا، ولكنها علَّمتنا درسًا عظيمًا. كانت مدهونة بالطلاء الأبيض، ونظيفة جدًا، ولكن الكلمات المكتوبة عليها كانت بالطلاء الأبيض أيضًا. كانت جميلة المنظر يرتاح إليها الناظر، ولكنها كلوحة إرشاد كانت بلا قيمة.

          إن الغرض من لوحات الإرشاد هو الإشارة إلى الطريق الصحيح أو الاتجاه المطلوب. فتلك اللوحة البيضاء النظيفة فشلت في أداء الغرض الذي من أجله نُصبت هناك. أوَ ليست هذه اللوحة تُشبه من بعض الوجوه، المؤمنين الأحداث؟ إنهم قد يفتكرون كثيرًا في مظهرهم ولا يفتكرون كثيرًا في الشهادة لأجل المسيح، مع أن الغرض الأساسي الذي من أجله أوجدنا الرب حيث نحن، هو أن نضيء بنوره هنا. وإن لم نكن في علاقة وشركة مع الرب، فلن نحس بأولئك الذين من حولنا ـ الذين يبحثون عن طريق الله لخلاص نفوسهم. وإنه لمؤسف جدًا أن يتطلعوا إلينا فلا يجدوا فينا رسالة تشجعهم وتهدي خطواتهم.

          وبعد أيام قليلة مررنا بالطريق ذاته ورأينا نفس اللوحة ولكن في شكل آخر. فقد رآها واحد من المختصين ودهن الحروف بالطلاء الأسود، فهي الآن تؤدي وظيفتها لأنها بكل وضوح تعلن لكل مَن يراها أين هو، وتشير إلى الاتجاه الصحيح في غير إشكال. هذا ما يجب أن نكون مثله نحن؛ نعلن للآخرين كلمة الحياة ونشير بحياتنا وتصرفاتنا إلى أقوم السُبل الفاضلة.

          إن تلك الفتاة الإسرائيلية الصغيرة التي كانت تخدم بين يدي امرأة نعمان السرياني، كانت علامة إرشاد وهداية حيث وُجدت، إذ أخبرت عن نبي الله، ونعمان الذي استرشد بها بُورك كثيرًا بسببها.

          مررنا بلوحة إرشاد ثانية، وللأسف ضللنا الطريق بسببها إذ كانت تشير إلى طريق مغلوط، وتعبنا وضاع تعبنا عبثًا بسبب تلك العلامة الخاطئة. هكذا تمامًا بعض المسيحيين الذين يعترفون بمسيحيتهم، ولكنهم بحياتهم وتصرفاتهم يُضلون الأحداث في الإيمان ويُعثرون البسطاء من المؤمنين. ليتنا جميعًا نكون رسالة المسيح «معروفة ومقروءة من جميع الناس» ( 2كو 3: 2 ، 3).

          روبرت بويد
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

            الثلاثاء 6 يناير 2009

            آتي سريعًا


            يقول الشاهد بهذا: نعم. أنا آتي سريعًا. آمين. تعالَ أيها الرب يسوع ( رؤ 22: 20 )

            لا شك أن مرور الأعوام إنما يقرّبنا من لحظة لقائنا مع عريسنا المجيد، فهيا نودع الصمت، ولا نضم الكلمات بين شفاهنا، بل نطلقها هاتفة مع السماوات وهي تحدِّث بمجد الرب، والفَلَك وهو يُخبر بعمل يديه، ولنخرّ سجودًا، مُستندين على ذراع الرب، يرن في آذاننا وعده الكريم القائل: «نعم! أنا آتي سريعًا».

            ولا ريب أن مجيء الرب يجب أن يكون الأُمنية الوحيدة التي تسري في كياننا، إذ هو اللحن الموسيقي الذي طالما ردده القديسون في كل العصور الأولى، فلقد كانوا عندما يتقابلون يحيّون بعضهم بالكلمتين: «مَارَان آثَا» ( 1كو 16: 22 )، وهما كلمتان من اللغة السريانية معناهما: ”الرب آتٍ“. وقد احتفظ الوحي في الكتاب المقدس بلفظهما كما هو.

            ولقد كان المتوقع أن نتغنى بمجيء الرب، وأن تجد هذه الحقيقة في قلوبنا مكانًا رَحبًا، ثم ننتظر بشوق ولهفة اللحظة السعيدة التي فيها يُشرق كوكب الصبح المُنير؛ شخص ربنا يسوع المسيح، فتكتحل عيوننا برؤية طلعته البهية، ونشاهد معه جميع القديسين في المجد الأبدي.

            ولا شك أنه يوجد قوم مُستهزئون، سالكين بحسب شهوات أنفسهم، وقائلين: أين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الآباء كل شيءٍ باقٍ هكذا من بدء الخليقة. وهم يحسبون الزمن على قياس مدى أعمارهم وأهوائهم، ونسوا أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيومٍ واحدٍ. وواجبنا نحن المؤمنين أن لا تخدعنا أقوالهم وترهاتهم، ونعلم أنه لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يَهَلك أُناسٌ، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة ( 2بط 3: 3 - 9).

            والآن ونحن ننتقل من مرحلة زمنية إلى مرحلة زمنية أخرى، علينا أن نستيقظ كالعذارى الحكيمات، فها وعود الرب تُعلن كالأجراس في قلوبنا وعقولنا وحواسنا، مُعلنةً أننا في الهزيع الأخير، وأن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا، وصوت فادينا ينادينا: «ها أنا آتي سريعًا». وجدير بالمؤمنين وهم يعيشون وسط عالمٍ ضال مضطرب يركض لاهثًا في ميدان الفجور والآثام، أن يفيقوا على صوت النَغَم الرتيب، ولا ينسون أنشودتهم المُحببة: «آمين. تعال أيها الرب يسوع».

            إسحق لوزا
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

              الأربعاء 7 يناير 2009

              خُلاصة الإنجيل


              .. وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب. مَن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ( يو 7: 37 ، 38)

              ما أعظم كلمات المسيح هذه «إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب». ويمكن القول إن الإنجيل تُلخصه هذه الكلمات الثلاث: العطش.. ثم الإقبال .. ثم الشرب.

              أولاً: العَطش: يقول المسيح «إن عطش أحدٌ». والعطش هو تعبير عن شدة الاحتياج، أو بالحري الاحتياج الذي لا ينفع لسده أي بديل سوى الشرب. فإنك إن أعطيت العطشان أي شيءٍ آخر بديلاً عن الشرب فإنه سيرفض. لا قيمة لأعظم عطايا الزمان، ما دام الإنسان عطشانًا.

              والناس بصفة عامة ظامئون. لهذا تراهم يجرون لاهثين وراء أمور العالم ولذاته وشهواته. لكن هذه الأشياء بدل أن تروي النفوس، فإنها تزيدها عطشًا، كقول المسيح: «كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا» ( يو 4: 13 ).

              لكن المسيح يقول: «إن عطش أحدٌ». وهذا لا يعني أن هناك أُناسًا غير عطشى أو ظامئين روحيًا في هذا العالم، بل يعني أن هناك الملايين بالأسف الذين لا يحسون بعطشهم ولا يشعرون بحاجتهم الروحية. ولهذا يوجه المسيح نداءه الحلو فقط لأولئك الذين اقتنعوا بأن أمور العالم لا تروي. فيقول: «إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب».

              ثانيًا: الإقبال. يقول المسيح: «فليُقبل إليَّ». إنه لم يَقل: على العطاش أن يذهبوا إلى مكانٍ ما؛ إلى الكنيسة مثلاً، أو إلى هذه المدينة أو تلك، ولا حتى إلى هذا الإنسان أو ذاك، بل «فليُقبل إليَّ». وأن يُقبل الإنسان إلى المسيح معناه أن يتحول عن كل شيء آخر سواه، ويترك الكل عَداه. فالمسيح وحده الذي قدر أن يقول: «أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا» ( رؤ 21: 6 ).

              ثالثًا: يشرب. وأن تشرب من المسيح فهذا معناه أن تخصص المسيح لك أنت شخصيًا؛ تخصصه لنفسك. وإذ تشرب منه فإنك ستشعر بالارتواء، دلالة القناعة والرضى والسرور، فالمسيح وحده هو الذي يقدر أن يُرويك ويُسعدك.

              لكن المسيح قال ما هو أكثر من ذلك، لقد قال: «مَن آمن بي ـ كما قال الكتاب ـ تجري من بطنه أنهار ماء حي». فإن أتيت إلى المسيح، لن ترتوي فقط، بل سيجعلك الرب تُروي الآخرين. لن يُخلِّصك فقط، بل سيستخدمك لتخليص الآخرين. إنه سيُشبع في الجدُوب نفسك، ويُنشِّط كل عظامك، فتصير كجنةٍ ريًا، وكنبع مياهٍ لا تنقطع مياهه ( إش 58: 11 ).

              يوسف رياض
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

                الخميس 8 يناير 2009

                مَنَسى وأفرايم


                ودعا يوسف اسم البكر مَنَسى قائلاً: لأن الله أنساني كل تعبي وكل بيت أبي. ودعا اسم الثاني أفرايم قائلاً: لأن الله جعلني مُثمرًا في أرض مذلتي ( تك 41: 51 ، 52)

                لنا في اسمي ابني يوسف اللذين وُلدا في أرض منفاه، لذة كُبرى ومعنىً سام. فإن رجل الله التقي سمَّى ولديه أسماء تشهد على انفصاله عن بيت أبيه، وتُذكِّره بأن ترْكه وسط المِحن والبلايا، ووقوعه في التجارب المتنوعة أهَّله لكي يُثمر لله وسط هذه المشاهد المؤلمة. فمعنى اسم مَنَسى ”نسيان“، ومعنى اسم أفرايم ”مُثمر“، وهذه المعاني تكشف غرض الله وفكره في الزمان الحاضر. ومتى قبل القلب بالإيمان معنى هذين الاسمين، أثمر لله. ولا يستطيع أحد أن يقول إني نسيت بيت أبي، قبل أن يجد قلبه أولاً كنزًا مُنيرًا بهيًا؛ كنزًا سماويًا شبع به فنسى كل شيء، نسيَ الأمجاد الطبيعية وغضّ الطرف عن كل فخر وكبرياء وخيلاء في الطبيعة، نسيَ جنسه ونَسَبه، ولم تَعُد أمامه أية صلة من الصِلات التي تربطه ببيت أبيه.

                ولكن أنّى لنا ذلك إلا إذا شبع القلب بالمسيح في المجد فانجذب إليه وجرى وراءه، والمسيح وحده في استطاعته متى ملأ قلوبنا أن يقودنا إلى حسبان كل شيء خسارة ونفاية من أجل فضل معرفته. وما أغبط النفس عندما تسير في العالم ولها اليقين الراسخ في قلبها أنها تَعبُر عالمًا هي غريبة عنه ولا صِلة لها به، وقد امتلكها المسيح في المجد. فنحن في العالم أوانِ يحل المسيح فيها ثم نأخذ في إظهاره، وعندئذٍ ننسى أتعابنا وأحزاننا، ننسى بيت أبينا ويحلو لنا النسيان، ننسى كل شيء ونسعى نحو المسيح في المجد ( في 3: 13 ). فيا ليتنا ونحن نجتاز أرض الغربة، نستطيع أن ننقش اسم ”مَنَسى“ على كل شيء تحت الشمس.

                ولكن وُلد ابن آخر ليوسف في هذا الوقت نفسه، دعاه أفرايم أو ”مُثمرًا“، وهذا يبين لنا شهادة أخرى دعانا الرب إليها لنقوم بها له في وسط مشهد يُظهر عداءه لله، تركنا في عالم لا شركة لنا معه بالمرة، ولا عمل لنا فيه إلا أن نُثمر أثمارًا للمسيح.

                وما كان أحوج يوسف إلى الجُب والسجن لتنضج شهادته وتنمو! أ ليست تدريبات الجُب والسجن هي الحاصلة الآن مع قديسي الله؟ من أين لنا النسيان والثمر ما لم يعمل الموت فينا، وكلما نحمل في جسدنا إماتة يسوع ونُسلَّم للموت من أجله، كلما تظهر حياته فينا. أي ثمر يفوق هذا!

                و.ت. تربن
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

                  الجمعة 9 يناير 2009

                  عودان من القش


                  ... إنه ليست عندي كعكة، ولكن ملء كف من الدقيق... وقليل من الزيت ... وهأنذا أقش عودين لآتي وأعمله لي ولابنيَّ لنأكله ثم نموت ( 1مل 17: 12 )

                  كثيرون من المؤمنين في أيامنا يُشبهون أرملة صرفة صيدا قبل أن تتقابل مع إيليا، إذ لا يعرفون شيئًا عن قيمة الخدمة التي يريدهم الرب أن يقوموا بها لمجد اسمه هنا. فهم يصرفون جل وقتهم بحثًا عن عودين من القش، حاسبين أن ما يمتلكونه من دقيق في الكوار، وما لديهم من زيت في الكوز، فيه كفايتهم للموت، ولكنه ليس كفايتهم للحياة. إنهم لا يدركون حقيقة امتلاكهم لربنا يسوع المسيح وللروح القدس كموارد الإيمان التي لا تنضب، والتي لم يكن الدقيق والزيت إلا رمزًا لها. ولذلك فهم يجولون بعيونهم فوق الأرض وليس لهم من غرض في تدينهم إلا أن يعدّوا أنفسهم لساعة الموت، الذي سواء أ كان قريبًا أو بعيدًا منهم، إلا أن شبحه يظل جاثمًا أمامهم ولا يبرح خياله من أذهانهم.

                  هؤلاء هم الذي يقرّون وهم أحياء أيضًا بأنهم ليسوا إلا موتى، ولم يختبروا قط كم هو سعيد أن يقول المؤمنون أمام الموت: نحن أحياء، بل وكم هو أفضل وأسمى أن نؤهل للحياة من أن نعدّ أنفسنا للموت.

                  لقد تقدم النبي إلى الأرملة وطلب منها خبزًا وماءً، وإذ كان كل ما لها قد انتهى ولم يتبقَ لديها إلا أكلة واحدة بعدها تصبح هي وابنها على حافة القبر، أجابت: «حيٌ هو الرب إلهك، إنه ليست عندي كعكة، ولكن ملء كفّ من الدقيق في الكوار، وقليلٌ من الزيت في الكوز، وها أنذا أُقش عودين لآتي وأعمله لي ولابنيَ لنأكله ثم نموت».

                  أجاب إيليا: «لا تخافي». ويا لها من عبارة جميلة تدل على مقدار سمو إيمانه، فمع أن المجاعة كانت على أشدها، وقد بلغت المرأة، التي أُرسل إليها، أعمق حالات الفقر؛ إلا أنه قد ذهب إلى هناك باسم الرب وبحسب أمره، لا ليموت بل ليحيا. وما أشبه عودي الأرملة الأممية بفلسي الأرملة الإسرائيلية اللذين ألقتهما في خزانة الرب. وكما مدح الرب هذه المرأة قائلاً إنها ألقت أكثر من الباقين، كذلك العودان اللذان كانت المرأة الأممية تجمعهما، وهي في أشد حالات اليأس، الذي يظهر عادةً على مُحيا المرء في اللحظات التي تسبق الموت، قد استخدمهما الله لتتقابل مع النبي، وللحصول على فيض نعمة الله لإعالتها هي وكل بيتها. وكان هذا أيضًا إعلانًا مقدمًا عن رحمة الله ونعمته اللتين كان مزمعًا أن يعلنهما للأمم في العهد الجديد.

                  هنري روسييه
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

                    السبت 10 يناير 2009

                    من قصور العاج سرَّتك الأوتار


                    كل ثيابك مُرٌّ وعودٌ وسليخة، من قصور العاجِ سرَّتك الأوتار

                    ( مز 45: 8 )

                    ذوات الأوتار تبعث نغمات مُنعشة لمسرة العريس الملك. ومَن هم أولئك المحظوظون حتى يُسرّ بهم هذا السيد الملك؟ من الناحية العملية هم خاصته، قطيعه، وعروسه. لكن هل هذا في طاقتنا أن نعمله؟ إنه هو الذي يفرحنا ويُشبعنا سرورًا مع وجهه، فكيف نستطيع نحن أن نُسره؟ نعم إننا نُفرحه بالمحبة. قد نقول إن محبتنا له ضعيفة، وهذه هي الحقيقة للأسف، لكنها عزيزة عنده وحبيبة لديه. لقد عبَّر عن إحساسه بالمحبة حين قال: «ما أحسن حُبكِ يا أختي العروس! كم محبتك أطيب من الخمر!» ( نش 4: 10 ).

                    تأمل أيها المؤمن كم محبتك للرب غالية جدًا. وعندما تسند رأسك على صدره، فأنت لا تسمع فقط نبضات قلبه، العجيب في محبته، بل أيضًا تُفرح قلبه. وعندما ترفع العينين إلى وجهه الصبوح المجيد، فأنت لا تطمئن فقط، بل أيضًا تُدخل سرورًا إلى قلبه الكبير. وتسبيحات القلب المرنم تحمل الفرحة إلى ذلك المُحب. ونقول تسبيحات القلب وليس فقط ثمر الشفاه. إنها أغاني الحمد العميق من أعماق الشعور بمعروفه معنا، وبشفقته علينا. وعطايانا التي نقدمها عزيزة في عينيه، وكم يفرح عندما يرانا نضع ما لنا ووقتنا وما وهبنا على مذبحه، لأنه يراها لا في قدرها وقيمتها، بل في قيمة الدوافع التي نبَعَت منها. إن القليل الذي يقدمه أفقر القديسين، في نظره أثمن من كل ذهب الدنيا وفضتها. وقداسة الحياة والسلوك تتصاعد إليه لبانًا وعطرًا.

                    إن أحببت عدوك وباركت لاعنك فأنت تُدخل المسرة إلى قلب الله. وإن افتقدت محتاجًا في ضيقته يفرح بك الرب. وإن خدمته لتجعل النفوس تعرف خلاصه، فأنت تُريه من تعب نفسه وتُشبع عواطفه. وإن قدمت إنجيل النعمة إلى نفوس ضللتها التعاليم الفاسدة، فخدمتك رائحة زكية عنده. احمل صليبك وبذلك تُكرم الرب. في مقدورك الآن أن تكسر قارورة طيب وتصب دُهنها على رأسه الكريم.

                    ليتنا أيها الأحباء ننعش نفس حبيبنا بأدهان الطيب ونعطر جو القدس ببخور عَطِر. شدوا الأوتار أيها الأحباء، وغنوا رخيم النَغَم، ورنموا حلو النشيد لاسم عريسنا وفادينا المجيد.

                    قمْ ونغِّم يا مرنم لاسمِ فاديكَ الحبيبْ
                    برخيم اللحن عظِّم ذلك الشخص العجيبْ

                    سبرجن
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

                      الأحد 11 يناير 2009

                      قال إنه «ابن الله»


                      فسأله رئيس الكهنة أيضًا وقال له: أ أنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو ( مر 14: 61 ، 62)

                      لقد طرح رئيس الكهنة ”قيافا“ سؤالاً مُحددًا على المسيح في أثناء محاكمته له، ليُجيب المسيح عليه بنعم أو لا، إن كان المسيح هو «ابن الله»، فأجابه المسيح قائلاً له: «أنا هو». فكانت النتيجة أن «مزَّق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى شهودٍ؟ قد سمعتم التجاديف! ما رأيكم؟ فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت» ( مر 14: 63 ، 64).

                      هذه الكلمة «ابن الله» تعني في مفهوم اليهود أنه المُعادل لله ( يو 5: 18 )، ولقد فهموها هم بهذا المعنى، والرب لم يصحح لهم مفهومهم، ولو أنهم بكل أسف ـ في عمى عدم الإيمان ـ رفضوا الإيمان بهذه الحقيقة، وصلبوه باعتباره مجدفًا لأنه قال ذلك عن نفسه.

                      هذا التعبير الذي أثار حنق رئيس الكهنة الشرير، هو وبطانته، ورَدَ عن المسيح في العهد الجديد ما لا يقل عن خمسين مرة. ومع أن المسيح بصفة عامة لم يُشِر إلى شخصه أنه ابن الله، إلا فيما ندر، ومع ذلك فقد عرفه الكثيرون كذلك، إذ لاحظوا عظمة شخصه وسمو أمجاده.

                      مرة قال عن نفسه لليهود: «فالذي قدَّسه الآب، وأرسله إلى العالم، أ تقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله؟» ( يو 10: 36 ). وفي مناسبة أخرى قال لليهود: «أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضًا إن الله أبوه، مُعادلاً نفسه بالله» ( يو 5: 17 ، 18).

                      ومرة أخرى سأل الرب تلاميذه قائلاً: «مَن يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟». ومن ردود التلاميذ نفهم أن البشر قالوا عن المسيح كلامًا حسنًا، في مُجمله أنه «واحد من الأنبياء»، لكن المسيح لم تُسرّه هذه الإجابة، وكأنه كان ينتظر شيئًا أفضل بعد كل ما عمله بينهم. لذلك فإنه سأل تلاميذه: «وأنتم، مَن تقولون إني أنا؟» فأجابه بطرس قائلاً: «أنت هو المسيح ابن الله الحي». والرب طوَّب بطرس لأن الآب أعلن هذا له، مما يدل على أن هذا الإعلان: «المسيح ابن الله» يختلف تمامًا عما وصل إليه باقي الناس من أن المسيح هو «واحد من الأنبياء»، وإلا فعلامَ كان التطويب لبطرس؟

                      ونحن نلاحظ أن المسيح لم يندهش لإجابة بطرس السابقة، وكأنه يُفاجأ بها، ولا طَرَب لها وكأنها تكريم لم يكن يتوقعه، ولا هو اعترض عليها، بل إنه بكل بساطة طوَّب صاحبها ( مت 16: 17 ).

                      يوسف رياض
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

                        الاثنين 12 يناير 2009

                        الإرسالية العُظمى


                        .. اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ( مر 16: 15 )

                        في يوحنا1: 35- 42 اتفق كل شرَّاح الكتاب الأفاضل، على أن هذه الحادثة جزء من مقطع تدبيري رائع، يصوِّر الاجتماع إلى اسم الرب، حيث الرب يسوع في الوسط وحوله اثنان. لكن الجميل، الذي أحيانًا نهمله ولا نتوقف عنده، هو ما حدث بعد هذا الاجتماع، فقد خرجا من محضره ليأتيا باثنين آخرين! وما أجمل التعبير الذي قيل عن أندراوس «هذا وجد أولاً أخاه سمعان، فقال له: قد وجدنا مسيا ... فجاء به إلى يسوع». والقول «أولاً» يوحي أنه فعل هذا قبل يوحنا رفيقه الذي، على الأرجح، خرج أيضًا ليأتي بأخيه يعقوب ليسوع!! إذًا نحن أمام اجتماع حضره اثنان، خرجا ليربحا اثنين آخرين!!

                        وكان آخر تكليف كلَّف به الرب أحباءه، قبل أن يترك الأرض ويرتفع للسماء، هو ما يُسمى ”الإرسالية العظمى“، حيث قال: «اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها» ( مر 16: 15 ). وهنا لدينا بعض الأدلة التي تؤكد أن هذه الإرسالية لم تكن قاصرة على الرسل الأحد عشر، بل كانت لكل الكنيسة في كل العصور؛ أذكر منها أوضَحَها:

                        1ـ ليس من المنطقي أن يطلب الرب من الأحد عشر أن يكرزوا لكل الخليقة، لا من حيث المكان؛ فهم لا يستطيعوا أن يصلوا لكل الخليقة، ولا من حيث الزمان؛ فهم لن يعيشوا في كل العصور.

                        2ـ إنهم أطاعوا الوصية فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبِّت الكلام بالآيات التابعة؛ تلك الآيات التي نفهم من بقية الجزء أنها لم تُعطَ لتتبع الرسل، بل المؤمنين. إذًا، الذين خرجوا وكرزوا لم يكونوا الرسل فقط، بل كل المؤمنين.

                        3ـ هؤلاء المجتمعون، كان بعضهم لم يَزَل يشك، ووبَّخ الرب عدم إيمانهم، ويقينًا هؤلاء ليسوا الأحد عشر؛ لأن شكوك الأحد عشر كان الرب قد سبق وعالجها بعد القيامة مباشرة، أي من قبل شهر تقريبًا من هذ التاريخ.

                        أحبائي، إنني لا أعرف شخصًا له قلب وعواطف المسيح لا يحب الكرازة بالإنجيل. ولا أعرف دافعًا صحيحًا للكرازة سوى امتلاك قلب وعواطف المسيح. وكل مَن لا يكرز هو غير مُتمثل بالمسيح، ومَن لا يحب الخطاة ويسعى لخلاصهم لم يعرف المسيح الحقيقي.

                        ماهر صموئيل
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

                          الثلاثاء 13 يناير 2009

                          أخت مريضة!


                          أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته ( يو 17: 4 )

                          من الأهم جدًا أن يتمجد الله في حياتي، من أن أقوم بأعمال معينة في مجال الخدمة. هذا ما عبَّرت به مريضة عزيزة ذهبت لزيارتها منذ سنوات.

                          ففي ذات يوم قال لي أحد الأشخاص الذين اعتادوا صرف جزء كبير من وقتهم في زيارة المرضى: إنني أطلب منك أن تأتي معي لزيارة أحد أعزائي.

                          ذهبت معه فأتينا إلى مُجمَّع سكني خلف الطريق الرئيسي، وتسلقنا الدرج إلى حجرة صغيرة. كانت هناك سيدة متقدمة في السن مع ابنتها، وهي امرأة شابة ربما في الثانية والثلاثين. كانت المرأة تجلس على مقعد أطفال كبير، فقد أُصيبت بشلل الأطفال منذ أعوام طويلة. كانت تجلس بجوار النافذة وأمامها مكتب صغير. كانت تكتب خطابات تشجيع لمَن هم في تجارب وضيقات في جميع أنحاء العالم.

                          بدأت أعبِّر عن تأثري، ولكنها نظرت إليَّ بأحلى ابتسامة قائلة: أعتقد أن الله يتمجد أكثر ببقائي في هذا المقعد مما لو كنت أستطيع الحركة هنا وهناك. إنني قانعة ببقائي هكذا لأمجد الله. ثم بدأت تتحدث عن الخدمة، فأدركت أنها تقوم بأمرين عظيمين:

                          أولاً: هي تمجد الله برضاها وشكرها على الوضع الذي سمح لها به.

                          ثم ثانيًا: هي تستغل هذا الوضع لخدمة الله بإرسالها خطابات تشجيع لمَن هم على فراش المرض. كانت تكتب لهم قائلة: إنني أُدرك تمامًا معنى البقاء منفردة، أفهم ماذا يعنيه عدم القدرة على الحركة، عدم القدرة على تحقيق أجمل رغباتي. غير أنني في الحقيقة أقدِّر جيدًا كم هو رائع أن يحضر الرب إليَّ ويملأ حضوره كياني وروحي، لذلك فإني أُسلِّمه الأمر بجملته بلا تذمر، بل بالشكر والامتنان.

                          لقد مجّدت هذه المرأة الله، ثم أدَّت العمل الذي مكَّنها به. وهذا هو دائمًا الوضع الصحيح، غير أننا كثيرًا ما نعكسه، فنقدم الخدمة على تمجيد الله.

                          أَنجز يا ربي قصدَكَ بي أنتَ لقلبي خيرُ مُريحْ
                          املأْ حياتي بروِحكَ كي يتجلَّى فيَّ المسيحْ

                          هنري أيرنسايد
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

                            الأربعاء 14 يناير 2009

                            نازفة الدم وإيمانها الحي


                            جاءت من وراءه ولمست هُدب ثوبه. ففي الحال وقف نزف دمها ... فقال لها: ثقي يا ابنة، إيمانك قد شفاكِ، اذهبي بسلام ( لو 8: 44 ، 48)

                            ما أروعها تلك النعمة التي يتلألأ نورها في كلمات العطف التي فاه بها الرب لهذه المرأة الخائفة المرتعدة. أول كلمة قال لها: «يا ابنة»، وكأنه يقول لها: نحن الآن ارتبطنا برباط واحد، نحن أقرباء من عائلة واحدة وأب واحد ورجاء واحد وبيت واحد. «لأن المقدِّس والمقدَّسين جميعهم من واحد، فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة» ( عب 2: 11 ). وبعد ذلك يقول لها: «ثقي»، وكأنه يقول لها تمتعي بكل البركات التي حصلتِ عليها إذ صرتِ صحيحة في الجسم وأصبحتِ ابنة لله «بالإيمان بالمسيح يسوع». ثم ما أعذب قول الرب «إيمانك قد شفاكِ» مع أنه في الواقع هو الذي عمل كل شيء، وفيه كانت قوة الشفاء، ولكن الإيمان كان الواسطة التي بها تمكنت هذه المرأة من الحصول على الشفاء. فغنى المسيح الذي لا يُستقصى، كله مقدم للإيمان.

                            كانت المرأة تتأخر من حال رديء إلى أردأ ولم تُشفَ تمامًا إلا عندما أتت ليسوع، وهذا ينطبق على كل أولاد وبنات آدم. فلا حياة روحية أو صحة جسدية أو بركة سماوية إلا فيه وحده. والنفس غير المتحدة معه، لا يوجد أمامها إلا الهلاك المُريع. فقد كانت هذه المرأة في حال هي فيه أقرب للموت منه للحياة، عندما مدّت يد إيمانها لتمس ثوب الرب. فالإيمان هو حلقة الاتصال بين الخاطئ المائت والمسيح المُحيي.

                            وهذا يقودنا إلى هذا السؤال المهم الذي يحتاج إلى جواب واحد صريح: هل تؤمن بابن الله إيمانًا قلبيًا؟ فالمغفرة والتبرير والخلاص وكل حاجة النفس التي تتطلبها، يمكن الحصول عليها في نفس اللحظة التي فيها تُجيب في حضرته المباركة قائلاً: «أُومِن يا سيد» ( يو 9: 35 - 38).

                            والرب يختم كلامه للمرأة بقوله: «اذهبي بسلام»، فقد رُفع عنكِ كل شيء، ورُفع إلى الأبد «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» ( رو 5: 1 ). لقد جف نزيفها بالتمام، وهكذا يعامل الله الخطية، فهو يقضي عليها ويعطي للمؤمن طبيعة جديدة. لقد أصبح لهذه المرأة من كلام السيد أساس متين لسلامها، فما أكمل وأتم العمل الذي عمله الرب مع هذه المرأة. فيا ليت كل خاطئ يأتي بالإيمان للرب يسوع، فيرى منه كل عطف وينال السلام والراحة التامة!

                            بللت
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2009

                              الخميس 15 يناير 2009

                              غايس الحبيب


                              .. غايس ... أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحًا وصحيحًا كما أن نفسك ناجحة (3يو1، 2)

                              غايس الحبيب، في رسالة يوحنا الثالثة، يُقدَّم لنا كقديس نامٍ وناجح في الحياة الروحية، ويشهد الرسول يوحنا بنجاحه روحيًا، حتى أنه كان يتمنى له أن تكون صحته الجسدية صحيحة وناجحة بنفس درجة نجاحه روحيًا. هناك مناسبات يليق فيها أن نعبِّر عن تمنياتنا وآمالنا تجاه بعضنا البعض. فكم مرة استطعنا أن نقدم مثل هذه التمنيات؟ أخشى أن هذا نادرًا ما يحدث. وبالنسبة لأغلبنا فإن اهتمامنا بالصحة الجسدية يفوق اهتمامنا بالصحة الروحية. فعندما نتقابل نحيي بعضنا البعض بعبارة ”كيف حالك؟“ والمُسلَّم به أن الاستفسار هنا هو عن الجسد، ونردّ كالمعتاد ”بخير، أشكرك“. ولكن إذا كان السؤال: ”كيف حال نفسك؟“ تُرى ماذا يكون الرد؟

                              وشهادة يوحنا عن النجاح الروحي لغايس، لم يكن بسبب صلة شخصية، لأن يوحنا كان بعيدًا، والاتصال كان بهذه الرسالة. ولكنها كانت بناء على شهادة الآخرين «إذ حضر إخوة (إلى المكان الذي كان فيه) وشهدوا بالحق الذي فيك (ساكن فيك)، كما (وأيضًا) أنك تسلك بالحق» (ع3). فما في داخلنا، يظهر في أفعالنا.

                              لقد وضع الرب نفسه المبدأ أنه «من فضلة القلب يتكلم الفم» (متى12: 34). وهنا نجد مبدأً آخر من مبادئ الحياة ـ أن ما يسكن فينا يصيغ سلوكنا. فإذا كانت أكاذيب الشيطان هي التي تسكن فينا، لا بد أن نسلك بالكذب والاعوجاج تجاه الله. أما إذا كان الحق يسكن (ثابت) فينا بروح الله القدوس، فإننا نسلك بالحق، حتى لو كنا نسير وسط عالم مُعوَّج. فسيرة المؤمن يجب أن تكون نورًا وسط الظلام، وحقًا في وسط الضلال.

                              في رسالته الثانية قال يوحنا لكيرية المختارة: «فرحت جدًا لأني وجدت من أولادك بعضًا سالكين في الحق» (2يو4). وهنا يخطو خطوة أبعد فيقول: «ليس لي فرح أعظم من هذا أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق» (ع4). ويبدو أن ”غايس“ يندرج تحت كلمة «أولادي». وربما كان معنى هذا أنه كان ابن يوحنا في الإيمان، إلا أنه ربما كان يوحنا يستخدم الكلمة بالمعنى الرعوي هنا، كما حدث في رسالته الأولى (2: 1، 3، 7، إلخ). لقد كان يهتم كأب بكل القديسين الموجودين في مجال خدمته، فالموقف السليم للشيخ هو أن يكون كالأب المملوء بالحب والعطف تجاه أولاده. وكم يكون حسنًا، لو أن جميع مَنْ يحملون مسئولية بين القديسين اتبعوا خطواته.

                              ف.ب. هول
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

                                  يعمل...
                                  X