إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

    الأحد 1 مارس 2009

    كمالات المسيح


    كُلُّه مشتهيات ( نش 5: 16 )

    الرب يسوع .. قد جمع في شخصه كل جمال وكل كمال. فماذا كانت إذًا حياة يسوع هذا ـ رجل الأوجاع ومُختبر الحَزَن؟ كانت حياته حياة الخدمة في اختفاء ـ آتية بمحبة الله لتخترق إلى أعماق زوايا المجتمع الخفية .. وحيثما اشتدت الحاجة، لم تحجب تلك الحياة نفسها، بل كانت تأتي إلى بؤس العالم بمحبة الله .. فيا لها من نعمة!!

    كان أول ما عمله آدم هو طلب مشيئته الخاصة، أما يسوع فكان في عالم التعاسة هذا مكرسًا نفسه بالمحبة لعمل مشيئة أبيه، لقد أتى هنا مُخليًا نفسه، مُخلِصًا لأبيه، عاملاً على تمجيده مهما كلَّفه ذلك.

    لقد ارتكب آدم كل ما أمكنه ارتكابه من العصيان، أما يسوع الذي كان في سلطانه أن يفعل كل شيء، فلم يستعمل سلطانه إلا في إظهار أكمل ما يكون من الخدمة ومن الخضوع. فما أجمل صورة طرق الرب المباركة!!

    وعلى قدر ما كان أمينًا، على قدر ما رذله الناس وقاوموه. على قدر وداعته احتقروه. ولكن كل هذا لم يغيِّر شيئًا لأنه عمل كل شيء لله وحده، سواء مع الجموع أو مع تلاميذه أو أمام القضاة الظالمين. فلم يكن شيء ليغيِّر كمال طرقه لأنه في كل الظروف عمل كل شيء لله.

    كان الإنسان يسوع المسيح ينمو في النعمة أمام الله والناس. لقد كان دائمًا خادمًا لكل واحد. كان أول ما استلفت نظري أمام قراءة الأناجيل منذ بضع سنوات هو هذا: هنا إنسان لم يفعل شيئًا لنفسه قط. يا لها من معجزة أن نجد إنسانًا لا يعيش لذاته لأنه قد أخذ الله لنفسه.

    إن المبادئ التي يسير عليها الناس في أعمالهم هي إرضاء الذات، وتعظيم الذات، وتقديم مصالح الذات. أما الرب المبارك فكان فيه التكريس الحقيقي في القلب والعاطفة والخدمة بدون أي ذرة من طلب ما للنفس. ذات الشيء الذي يحبه الإنسان جدًا هو الذي تجرَّد منه تمامًا ذلك الشخص الكامل. «مجدًا من الناس لست أقبل» ( يو 5: 41 ).

    نجد في الرسل عواطف مدهشة. وأعمالاً ـ كما قال الرب ـ أعظم من أعماله، ونجد درجات عالية وصلوا إليها بالنعمة، ولكننا لا نجد الكمال الذي كان في المسيح لأنه كان ابن الإنسان الذي هو في السماء. أمثال بولس الرسول كانوا أوتارًا وقع عليها الروح القدس وأحدث عليها موسيقى شجية، أما المسيح فهو ذات الموسيقى كلها.

    داربي
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

    الاثنين 2 مارس 2009

    اكرزوا بالإنجيل


    وقال لهم: اذهبوا إلى العالم أجمَع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. مَن آمن واعتمد خلَص، ومَن لم يؤمن يُدَن ( مر 16: 15 ، 16)

    أمامنا هنا رسالة معينة وهذه الرسالة هي إنجيل ربنا يسوع المسيح. وما يجب أن نعرفه كمُرسلين من الرب يسوع هو: ما هو الإنجيل الذي علينا أن نبشر به؟ إذ من السهل أن يكون فينا نشاط ولنا غيرة في عمل الرب، ولا نكون مبشرين بإنجيل ربنا يسوع المسيح. وقد تكون لنا المقدرة أن نَعِظ مواعظ رنانة، ولا نكون مبشرين بإنجيل ربنا يسوع المسيح بالمرة. يقول الرسول لأهل غلاطية: «إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعًا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر! ليس هو آخر، غير أنه يوجد قومٌ يزعجونكم ويريدون أن يحوِّلوا إنجيل المسيح. ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاكٌ من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما!» ( غل 1: 6 - 8). فما هو هذا الإنجيل الآخر الذي كُرز به للغلاطيين؟ إنه كان من الكتاب المقدس، ولكن الرسول يقول إنه ليس إنجيلاً بالمرة. كانوا يريدون أن يمزجوا الإيمان بأعمال الناموس ولكن الرسول يقول لهم صريحًا إنهم حولوا إنجيل المسيح، إذ كيف يمكن أن يضيفوا أعمالاً إلى العمل الكامل؟ ولكن إن كان أحد يبشر بإنجيل آخر فليكن أناثيما (أي ملعونًا)، حتى ولو كان ذلك المبشر ملاكًا من السماء.

    إذًا ما هو الإنجيل الذي علينا أن نبشر به؟ هو الإنجيل الذي بشَّر به الرسول بولس: «وأعرِّفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به، وقبلتموه، وتقومون فيه، وبه أيضًا تخلصون ... أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» ( 1كو 15: 1 - 4). فلنا هنا من فم الرسول بولس بالروح القدس تعريفًا للإنجيل. فهل هو أن نتجنب الكذب والحلف والسُكْر والتجديف وما إلى ذلك؟ كلا. فإن هذا لا يستطيع أن يعمله سوى الشخص الذي يقبل الإنجيل. إن إنجيل الله متضمن في الكلمة ”خذ“، أما إنجيل الإنسان فيطلب منا أن نعمل.

    علينا أن نبشر بإنجيل المسيح الذي مضمونه «المسيح مات من أجل خطايانا ... وأنه دُفن، وأنه قام». هذا هو الإنجيل الذي تُعلنه لنا كلمة الله، وعلينا أن نبشر به الآخرين. فالروح القدس يتكلم مع الناس بكلمة الله ويجعلهم يؤمنون بالمسيح. ليتنا نتمسك أكثر بالمكتوب «مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة» ( 2تي 2: 15 )، ولا نفشل حتى وإن كنا لا نرى كل ما ننتظره من النتائج.

    وليم كلي
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

      الثلاثاء 3 مارس 2009

      رجاء الاختطاف


      ... والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السُّحب لمُلاقاة الرب في الهواء .. ( 1تس 4: 16 ، 17)

      إن الرجاء بمجيء المسيح الوشيك، له انعكاسات عملية ذات أهمية قصوى بالنسبة إلى المؤمن:

      1) أولاً يجب أن يؤثر في حياتنا من جهة تطهيرها وتنقيتها ( 1تس 5: 23 ؛ 1يو3: 3).

      2) يجب أن يولِّد فينا شوقًا إلى الصلاة والعمل لأجل خلاص الهالكين ( حز 33: 6 ؛ يه21- 23).

      3) يجب أن يشجعنا على الاستمرار والمُثابرة، وذلك على الرغم من الاضطهاد والتجارب ( رو 8: 18 ؛ 2كو4: 17؛ 1تس4: 13- 18).

      4) يجب أن يخفّض من تمسكنا بالمقتنيات المادية، هذا لأن قيمتها تهبط على قدر ما يقترب موعد مجيء الرب (راجع لاويين25).

      5) يجب أن يدفعنا إلى الاعتذار لأي شخص أسأنا إليه، مع التعويض عن ذلك عند اللزوم ( مت 5: 24 ؛ يع5: 16).

      6) يجب أن يحثّنا على خدمة الرب باجتهاد، علمًا أنه يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل ( يو 9: 4 ؛ 1تس1: 9، 10).

      7) يجب أن يبقينا في حالة ترقب ( لو 12: 36 )، وثبات فيه حتى لا نخجل منه في مجيئه ( 1يو 2: 28 ).

      8) يجب أن يمنحنا الشجاعة للاعتراف بالمسيح ( مر 8: 38 ).

      9) يجب أن يُظهر أنه رجاء مُعزِ ( يو 14: 1 - 3، 28؛ 1تس4: 18؛ 2تس1: 7؛ 2تي2: 12).

      10) يجب أن يكون بمثابة تشجيع على التحلي بالاعتدال واللطف والحلم الجميل ( في 4: 5 ).

      11) يجب أن يشكِّل دافعًا إلى الوحدة والمحبة ( 1تس 3: 12 ، 13).

      12) يجب أن يجعلنا لا نعيش لهذا العالم ( كو 3: 1 - 4).

      13) يجب أن يذكّرنا بالمُحاسبة والمُجازاة المقبلتين ( رو 14: 10 - 12؛ 1كو3: 11- 15؛ 2كو5: 10).

      14) يجب الاستعانة به كمُناشدة فعَّالة في الكرازة بالإنجيل ( أع 3: 19 - 21؛ رؤ3: 3).

      أما بالنسبة لغير المؤمنين، فإن حقيقة رجوع المسيح يجب أن تقودهم إلى التوبة عن خطاياهم وتسليم حياتهم له بالتمام بوصفه الرب والمخلِّص. فالذين هم في المسيح وحدهم سيؤخذون في الاختطاف ليكونوا معه كل حين، أما الباقون، فسيُتركون لكي يُدانوا. ماذا لو حصل ذلك اليوم؟

      وليم ماكدونالد
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

        الأربعاء 4 مارس 2009

        ليلة حساب مغلوط


        .. يا نفسُ لكِ خيراتٌ كثيرة موضوعة لسنين كثيرة ... فقال له الله يا غبي! هذه الليلة تُطلب نفسك منكَ. ( لو 12: 19 ، 20)

        أيها القارئ العزيز .. هل سمعت قط مفاجأة كهذه؟ هل حدث أن تصرفت مثل تصرف هذا الرجل؟ قد يكون الله جعلك تغتني وتزداد في أمور هذا العالم، وقد تكون قد خططت لمستقبلك لفترة ليست بقليلة، ولكن قف قليلاً: ماذا عن خلاص نفسك؟ ماذا لسيدك عليك؟ أخشى أن تكون قد أسقطت الله من حسابك، وألا يكون له مكان في مشاريعك وفي أفكارك مثل ذلك الرجل!

        لقد أسقط ذلك الرجل الأبدية من حسابه واطمأن واهمًا لخيراته وأعوامه الكثيرة، ثم أغمض عينيه وراح في النوم راضيًا مسرورًا مترقبًا مستقبلاً عظيمًا يدوم لسنين كثيرة يتمتع فيها بملذات جسدية وفيرة. ولكن يقتحم المشهد الليلي زائر غير مرغوب فيه .. الموت. ويسمع صوت الله قائلاً لنفسه المُذنبة الخالية من الله: «يا غبي! هذه الليلة تُطلب نفسك منكَ، فهذه التي أعددتها لمَن تكون؟». يا له من أمر قَلَب خططه رأسًا على عقب. لقد عمل حسابًا مغلوطًا ولم يتحقق شيء مما خططه، بل وجد نفسه ينتقل فجأة من الزمن إلى اللازمن .. إلى الأبدية، وآخر كلمة سمعها على الأرض كانت كلمة من الله موجهة إليه قائلة له: «يا غبي».

        إن الكتاب المقدس يكلمنا عن أنواع وعينات من الأغنياء، وهذا الرجل يمثل عينة كبيرة من الأغبياء يعيشون في عالمنا اليوم، وهم الأغبياء الناسون الله، المُهملون لأبديتهم، وتراهم في المدينة وفي القرية. ترى الفرد منهم ليس له شعور بمحبة الله له، ولا يحس بوجوده وصلاحه وفضله عليه .. فهو ليس غنيًا لله المانح لكل شيء. وهذا الغني في هذ المَثَل ليس وحده في هذا المضمار إذ يقول الرب يسوع: «هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيًا لله» (ع21). فليأخذ القارئ عِبرة من هذا المشهد؛ مشهد حساب خانه التقدير السليم، لأن صاحبه كان يخطط غير واضع الله في اعتباره، فلم يستَفِد شيئًا بل خسر نفسه.

        لنتأمل حسابًا آخر حسبه إنسان خسر كل شيء في العالم وربح المسيح، فقال: «ما كان لي ربحًا، فهذا قد حَسبته من أجل المسيح خسارة» ( في 3: 7 ). أما عن حسابه في الحاضر فيقول: «بل إني أحسب كل شيءٍ أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أَحسبها نفاية لكي أربح المسيح» ( في 3: 8 ).

        و.ت. ولستون
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

          الخميس 5 مارس 2009

          الشونمية: خضوعها وفطنتها الروحية


          فقالت لرجلها: قد علمت أنه رجل الله، مقدسٌ الذي يمرُّ علينا دائمًا. فلنعمل عُلّية... حتى إذا جاء إلينا يميل إليها ( 2مل 4: 9 ، 10)

          هناك درس ثمين يمكن لكل زوجة فاضلة، أن تتعلمه من هذه المرأة الشونمية العظيمة، فقد أظهرت فضيلة رائعة بخضوعها لزوجها، فلم تتخذ قرارًا بالاستقلال عنه، وأتحَدَت نفسها به، فهي بالتأكيد كانت تدرك ترتيب الله من البدء أنهما ليسا بعد اثنين بل أصبحا جسدًا واحدًا، وأنه ينبغي على المرأة أن تهاب رجُلها وتخضع له، لذلك فهي قبل أن تفعل شيئًا «قالت لرجُلها .. فلنعمل .. ونضع .. حتى إذا جاء إلينا ...» ( 2مل 4: 9 ، 10). ومن المؤكد أن خضوعها لزوجها كان مصدره طاعتها لشريعة إلهها، ففي سفر العدد30: 3- 8 نقرأ عن المرأة إن كانت لزوجٍ ونَذَرت نذرًا للرب، وسمع زوجها، فإن نهاها رجلها في يوم سمعِهِ، فسخَ نذرها الذي عليها، والرب يصفح عنها. والروح القدس يعلن في العهد الجديد «أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب... كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء» ( أف 5: 22 - 24).

          كما أظهرت هذه المرأة العظيمة تمييزًا وإدراكًا وفطنة روحية ظهرت في قولها لزوجها عن أليشع رجل الله «قد علمت (أدركت) أنه رجُل الله، مقدسٌ الذي يمر علينا دائمًا». ولا شك طبعًا أن أليشع كان يتمتع بالصفات المباركة التي ميَّزته في نظر الآخرين بأنه «رجل الله، مقدس». ولكن لم يكن إقرار المرأة هذا مجرد موهبة طبيعية تميز النساء في اكتشاف حقيقة الرجال، بل يرجع لبصيرة روحية ميَّزت هذه المرأة التقية، فأدركت أنه ليس فقط مجرد رجل الله الذي يحمل كلمة الله ويُعلِّم بها، بل هو رجلٌ مقدسٌ، أي يعيش بالانفصال الحقيقي لله بطريقة عملية ملموسة، وتظهر فيه صفات أدبية سامية وأخلاقيات راقية؛ ليس أن له فقط موهبة نبوية أو معرفة كتابية أو فصاحة كلامية، فكل هذا لا تأثير له على ضمائر السامعين ما لم تصاحبه حياة الأمانة والتقوى. وخير مثال على هذا، الرسول بولس الذي يقول: «وأما الله فقد صرنا ظاهرين له، وأرجو أننا قد صرنا ظاهرين في ضمائركم أيضًا» ( 2كو 5: 11 ). وكم تحزن قلوبنا عندما نطالع قصة النبي الشيخ في 1ملوك13، الذي لم يكن مقدسًا، بل كان عثرة للآخرين.

          يا ليتنا نعيش العيشة المسيحية الحقيقية حتى يميز الآخرون أننا من تلاميذ المسيح، ولنحترس من مُشاكلة هذا الدهر، ولنَعِش حياة الانفصال الحقيقي لله، مُظهرين حياة وصفات المسيح فينا.

          وهيب ناشد
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

            الجمعة 6 مارس 2009

            البُرص يُطهَّرون


            ... يا سيد، إن أردت تقدر أن تُطهرني. فمدَّ يسوع يده ولمسه قائلاً: أُريد فاطهُر! وللوقت طَهُر برصه ( مت 8: 2 ، 3)

            معجزة تطهير الأبرص هي أول معجزة مسجلة للمسيح في البشائر الأربع. وهي معجزة عظيمة في نظر اليهود الذين عُملت المعجزة بينهم، والذين كتب متى البشير إنجيله إليهم، وذلك لجملة أسباب:

            أولاً: لأن مرض البرَص هو مرض بَشِع للغاية، يجعل صاحبه كالميت الذي أُكل نصف لحمه ( عد 12: 12 ). فما أبشع هذا المرض!

            ثانيًا: يُعتبر هذا المرض ـ بحسب شريعة موسى ـ نجاسة، تحرم صاحبها ليس فقط من ممارسة العبادة في هيكل الله، بل حتى من الاختلاط مع شعب الله، فكان يتم عزله خارج أماكن إقامة الشعب. وعن هذا المرض اللعين أفرد الناموس أصحاحين كاملين لشرح كيفية التعامل مع المُصابين (لا13، 14).

            ثالثًا: إنه كان يستحيل الشفاء من هذا المرض. ولهذا فإنه عندما أرسل ملك أرام إلى ملك إسرائيل رئيس جيشه؛ نعمان السرياني ليشفيه من برصه، مزق الملك ثيابه، وقال: «هل أنا الله لكي أُميت وأُحيي، حتى إن هذا يُرسل إليَّ أن أشفي رجلاً من بَرَصهِ؟» ( 2مل 5: 7 ). مما يوضح لنا نظرة الناس إلى خطورة هذا المرض، واستحالة الشفاء منه.

            لكن المسيح في هذه المعجزة بلمسة واحدة مصحوبة بأمر منه، طهَّر الأبرص!

            ويلفت النظر أن الرب يسوع لم يكن دائمًا يلمس مَن يقوم بشفائهم، فكثيرًا ما اكتفى بالكلمة وحدها، لكنه في حالتنا هذه لمس الأبرص. ولقد كان ـ بحسب الشريعة ـ مَن يلمس الأبرص يتنجس، لكننا هنا نرى شخصًا يلمس الأبرص فلا يتنجس هو، بل الأبرص هو الذي يَطهُر. فمَن يكون هذا الشخص العجيب؟

            وعندما أتى ذلك الأبرص، قال للمسيح: «يا سيد، إن أردت تقدِر أن تُطهرني»، فقال له يسوع: «أُريد فاطهُر!». لاحظ إن المسيح لم يَقُل له: ”كل شيء بإذن الله“، بل قال: «أريد». ونقرأ: «وللوقت طَهُر بَرَصُهُ».

            تُرى مَن الذي له سلطان أن يقول: «أُريد» ولا يقولها فقط، بل يفعل أيضًا. حقًا لقد أثبت المسيح بهذا أنه هو الله «الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته» ( أف 1: 11 ).

            والمسيح هنا نراه بحنانه يلمس الأبرص المنبوذ، وبقوته يُطهِّره من برصه. مجدًا له، فإنه صاحب أرق قلب، وأقوى ذراع.

            يوسف رياض
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

              السبت 7 مارس 2009

              عند صليب يسوع


              وكانت واقفات عند صليب يسوع، أُمهُ، وأخت أُمهِ مريم زوجة كلُوبا، ومريم المجدلية... والتلميذ الذي كان يحبه واقفًا... ( يو 19: 25 ، 26)

              إن يوحنا يُعتبر رمزًا لأولئك القلائل المكرسين الذين وقفوا عند صليب يسوع. ونقرأ في إنجيل يوحنا عن آخرين وقفوا، لكن في ظروف مختلفة تمامًا: «وكان يهوذا مُسلِّمه أيضًا واقفًا معهم» ( يو 18: 5 ). إن الخائن الذي سلَّم الرب، الذي باعه بثلاثين من الفضة، وقف برفقة أولئك الذين كانوا مُزمعين أن يأخذوا يسوع!

              «وكان العبيد والخدام واقفين، وهم قد أضرموا جمرًا لأنه كان بَردٌ، وكانوا يصطلون، وكان بطرس واقفًا معهم يصطلي» ( يو 18: 18 ). وهنا نرى بطرس الواثق في نفسه، تلميذًا حقيقيًا وليس مثل يهوذا الخائن، لكنه وقف يدفئ نفسه مع أولئك الذين كانوا يضربون الرب، ولا يقول شيئًا. والحقيقة أنه بعد قليل، أنكر ربه.

              دعونا نسأل أنفسنا إذا كنا نظير بطرس ندفئ أنفسنا بنار هذا العالم؟ هل نسعى أن نكون موضع قبول وترحيب من رجال ونساء العالم الذين رفضوا المسيح؟ إذا كنا نحتفظ بهذا النوع من الرِفقة، فإن هذا سيقودنا بالمِثل إلى إنكار الرب يسوع.

              وقف يوحنا عند الصليب! لا شك أنه في البداية قد هرب مثل الباقين، لكنه عاد مرة أخرى. وهنا، بجانب النساء وقف. والكتاب المقدس لا يسجل أي كلمات نطق بها في هذا الوقت. مع ذلك، بينما هو واقف هناك ونظر إلى سيده، أعتقد أن قلبه قال: ”سيدي، إنني إلى جانبك، مهما كلفني ذلك“. وقد رأى يوحنا ما قد فعله العالم ليسوع، فقال للعالم: ”وداعًا“.

              إن الجنود والكهنة والرؤساء الواقفين هناك، كان من الممكن أن يقولوا ليوحنا: ”إن مكانك الأقرب هو على الصليب“. لقد حسب يوحنا الكُلفة وكان مستعدًا لها. وفيما بعد، كان سيقاسي النفي في بطمس. إذًا بالنسبة لنا نرى هنا تحدي الصليب.

              في إنجيل يوحنا، نقرأ عن ضرورة الصليب ( يو 3: 14 )، وعن ما يُظهره الصليب مُعلنًا مَن هو يسوع ( يو 8: 28 )، وعن جاذبية الصليب ( يو 12: 32 )، وعن تحدي الصليب ( يو 19: 26 ). هل نحن نقف عند ذلك الصليب اليوم؟ هذا ليس مجرد الوقوف عند حقائق الصليب: الفداء، المصالحة .. إلخ. لكن أن يكون في قلوبنا شعور حقيقي بما فعله العالم لربنا يسوع، فلا نحب العالم ولا الأشياء التي في العالم. ( 1يو 2: 15 ).

              جون فليت
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

                الأحد 8 مارس 2009

                طين الحمأة


                انتظارًا انتظرت الرب، فمال إليَّ وسمع صراخي، وأَصعدني من جُب الهلاك، من طين الحمأة ( مز 40: 1 ، 2)

                هذا التعبير: «طين الحمأة» هو تشبيه بلاغي، يصور حالة الفساد والبُعد عن الله، ويذكِّرنا بتلك الحياة التي كنا نحياها قبل تعرفنا على ربنا يسوع المخلِّص والفادي. فكلمة «الحمأة» تقابل، بالتعبير الدارج، كلمة ”الوحَل“. ويُقال إن «الحمأة» هي عبارة عن الطين الأسود المتعفن. وهل نجد صورة أفضل من هذه، تكلمنا عما كنا عليه في خطايانا. فاللون الأسود يتكلم عن ظلام الجهل الذي كنا فيه، وعن عَمَى البُعد عن الله. والعَفَن يتكلم عن كل ما كانت تُصدره وتُنتجه طبيعتنا الفاسدة. وأفضل ما كان ينطبق على حالتنا وقتئذٍ هي كلمات مرثا لربنا المعبود، عن أخيها: «قد أنتن» ( يو 11: 39 ).

                لكن يا للعجب! فإن ابن الله الحبيب جاء إلينا، مدفوعًا بمحبةٍ قوية كالموت ( نش 8: 6 )، ووصل إلى حيث أوصلتنا خطايانا. وكان عليه أن يغوص ـ تبارك اسمه ـ في هذه الحمأة العَفِنة، لكي ينتشلنا من وَحَل ذنوبنا، إذ قيلَ عنه: «والرب وضع عليه إثم جميعنا» ( إش 53: 6 ). فلقد عُلِق ربنا المعبود على صليب العار ليأخذ عقابنا ودينونتنا. ويصوِّر المرنم هول ما كان في ذلك الصليب قائلاً:

                كل رموزِ العارِ في سوادهِ

                نراها فوق رأسك تحققت

                ألا تسمعه عزيزي صارخًا: «خلصني يا الله لأن المياه قد دخلت إلى نفسي. غرقت في حمأةٍ عميقة وليس مقر» ( مز 69: 1 ). كان هذا لأنه «حَمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة» ( 1بط 2: 24 ). فكم نحن مدينون لحَمَل الله الكريم، إذ بهذا العمل العظيم أصعدنا من طين الحمأة، وجعل في أفواهنا ترنيمة جديدة! فيا لعظمة، ويا لروعة محبة بلا حدود، أكبر وأوسع من كل التصورات! يلذ لنا أن ننشد عنها قائلين:

                بحبِهِ يسوعُ قدْ أنقذَني من حمأةِ الذُنوبِ قد رفعَني
                إذ كنتُ في الشرِ غريقًا هالِكًا بلا رجا ودَربي أمسى حَالكًا

                يا ليتنا نتفاعل بصدق مع هذا الحب الكبير، فنُكرم ونقدِّر سيدنا الغالي، فنحيا لأجله حياة الأمانة، والتكريس الحقيقي.

                عادل حبيب
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

                  الاثنين 9 مارس 2009

                  حياة الفطير


                  سبعة أيام لا يوجد خميرٌ في بيوتكم. فإن كل مَنْ أكل مُختمرًا تُقطع تلك النفس من جماعة إسرائيل ... في جميع مساكنكم تأكلون فطيرًا ( خر 12: 19 ، 20)

                  إن قَطْع الإسرائيلي من الجماعة يقابل منع المسيحي من الشركة مع الجماعة الآن إذا وُجد سالكًا فيما يُغاير القداسة التي تليق ببيت الله، لأنه تعالى لا يطيق الشر، بل مجرد فكر واحد غير مقدس يعطل شركة النفس مع الله، ولا يمكن ردّ النفس إلى تلك الشركة إلا إذا تطهرت مما دنسها بالاعتراف بالخطية المبني على شفاعة المسيح (1يو5- 10). والمؤمن الحقيقي الصادق القلب، يفرح بهذا الحق ويشكر الله عليه.

                  ونحن نعلم أنه لا شيء يفصل المؤمن الحقيقي عن الله أو يقطع علاقته معه، فخلاصنا بالرب خلاص أبدي لا يتعلق بشرط. ولكن الخلاص شيء والشركة شيء آخر. إذ كم من الناس خلصوا وهم لا يعرفون شيئًا عن أمر خلاصهم! وكم غيرهم من الذين عرفوا خلاصهم ولكنهم لا يتمتعون به! ويستحيل على إنسان أن يتمتع بقائمتين مرشوشتين بالدم إذا سمح للخمير (الذي يُكنى به عن الشر) أن يوجد داخل بيته، هذا الحق إلهي ويجب أن يُكتب بأحرف بارزة على قلب كل مؤمن، فالقداسة العملية وإن لم تكن أساس خلاصنا، فإنها شرط لازم للتمتع بالخلاص. فالإسرائيلي لم يخلص بالفطير بل بالدم، ولكن الخمير يفصله عن الشركة مع الجماعة، وهكذا المسيحي فخلاصه غير مؤسس على القداسة العملية بل على الدم وحده، ولكنه إذا تساهل مع الشر بالفكر أو القول أو العمل، فلا يمكن له أن يتمتع بلذة الخلاص أو تكون له شركة صحيحة.

                  ولا ريب أن هذا هو سبب الضعف الروحي الذي نشاهده بين كثيرين من أولاد الله الأعزاء، ومن هذا ينشأ عدم التمتع بالسلام الكامل. ذلك لأنهم لا يتبعون القداسة أو بعبارة أخرى لا يحفظون «عيد الفطير». فالدم مرشوش على قوائم الأبواب، ولكن الخمير الموجود داخلها يمنع التمتع بالسلام الذي من حق الساكنين داخل تلك الأبواب التمتع به، وكل تساهل مع الشر يعطل شركتنا وإن كان لا يمكن أن يفصم ارتباطنا الأبدي مع الله.

                  والنفس التي تتخذ حرية نعمة الله وكمال الفداء الذي بيسوع المسيح، فرصة للتوغل أو البقاء في الخطية، قد أثبتت بوضوح أنها لا تعرف معنى الحرية ولا كمال عمل الفداء.

                  يا ربُ كرسني وكنْ مُمتلكًا إرادتي
                  درِّب حياتي سيدي في منهجِ القداسةِ

                  ماكنتوش
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

                    الثلاثاء 10 مارس 2009

                    لماذا أذهب حزينًا؟


                    أقولُ لله صخرني: لماذا نسيتني؟ لماذا أذهبُ حزينًا من مضايقة العدو؟ ( مز 42: 9 )

                    «لماذا أذهبُ حزينًا من مضايقة العدو؟» هل عندك جواب على هذا السؤال؟ هل تذكر سببًا لماذا تمضي حزينًا عابس الوجه بدلاً من الفرح؟ لماذا تستسلم للقلق؟ وأشباح قاتمة تجثم على أفق المستقبل يضطرب لها قلبك؟ مَن ذا الذي أخبرك أن الليل سوف لا يعقبه نهار؟ مَن ذا الذي أخبرك أن ظروفك التي تُشبه أمواج البحر الهائج سوف تخلف وراءها مسافة عريضة طويلة من الأوحال السوداء؟ مَن ذا الذي قال لك أن الشتاء القاسي سوف يستمر متجمدًا عاصفًا باليأس وخيبة الرجاء؟ أم لست تعلم أن في أعقاب الليل نهارًا مُشرقًا؟ وأن في أعقاب غيوم الشتاء يأتي صفاء الصيف وبهجة الحقول المُثمرة؟ إذًا ليكن لك دائمًا رجاء، لأن الله لن يتركك ولن ينساك. أ لست تعلم أن الله أباك يحبك وأنت في وسط هذه الظروف الشاقة؟ إن الجبال الراسية حين يلفها سواد الغيوم تبقى هي هي الجبال الراسية ولو احتجبت بعض الوقت، وهكذا محبة الله الآن وسط ظروف وقتية ضيقة هي هي كما كانت في أيام الرخاء والخير. وما من أب يمسك عصا التأديب على طول الخط. والرب يكره العصا كما تكرهها أنت تمامًا، ولكنه يستخدمها عند اللزوم ولأجل الخير فقط، والخير من ورائها أكيد. إن على رأس سلُّم يعقوب يوجد إله كله محبة تحفظ وتعتني وتعين وتحرس وتدبر وترتب. وعلى أية حال، فإن من نصيبك الأبدي أفراحًا وأمجادًا تتضاءل جدًا أمامها صعوبات الطريق هناك. ضع قلبك يا أخي على نصيب مبارك أبدي مضمون ومحفوظ لك بقوة الله، وعندئذٍ سوف تتغنى وتسبح الله من كل القلب. ثق إن وضعت قلبك على ميراثك المجيد أنك سوف تتمشى حتى في وسط الأتون، وفي فمك تسبيحة الحمد. ويمكنك من الآن أن تحوّل البرية إلى جنة فيَّاحة، وأن تجعل من الصحراء حديقة غنَّاء.

                    إنها خفة ضيقة وقتية سوف تعبر سريعًا، وثِقل مجد أبدي لا بد آتٍ، ولا ينزع أحد الفرح من قلوب المؤمنين. وخمر جديدة أفراحها تدوم، سوف يشربها المفديَون في عُرس طويل عريض أبدي. فلماذا الخوف إذًا؟

                    لا تخف لا تخف لا تمِل أو ترتجف

                    هو قهار الألوف

                    لا تخف لا تخف هو خير مَن يقف

                    معك في كل الظروف

                    سبرجن
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

                      الأربعاء 11 مارس 2009

                      حالاً تعالوا إلى المسيح


                      تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم ( مت 11: 28 )

                      أ ليس في المسيح فرح وسلام وخلاص تام لكل مَنْ يُقبل إليه؟ هلمَّ إذًا أيها الخاطئ ألقِ بنفسك في حضنه. تُب توبة صادقة لا عن خطية واحدة معينة، بل عن جميع الخطايا.

                      أيها الخاطئ! أمَا سمعت ما يُقال عن ذلك النوع من الخفافيش الذي يعيش في البلاد الحارة، ويُطلق عليه اسم الخفاش المصَّاص. تأمل ماذا يفعل، فإنه يقف على جسم فريسته ويحرك جناحيه عليه كمروحة فتشعر بالراحة والهدوء، بينما هو يمتص دماءها وهي في سُبات عميق، وهذا هو السلام الكاذب الذي يضعه الشيطان أمامك، بينما هو يقودك إلى الهاوية والدمار ( إر 6: 14 ).

                      أيها الخاطئ! إذا بقيت في الخطية تذخر لنفسك غضبًا في خزانة ممتلئة ستنفجر دفعة واحدة فتؤدي بك موارد التهلكة، وتُحدرك إلى جهنم، وليس أمامك من مَهَرب.

                      أيها الخاطئ! لماذا تبقى عبدًا مَبيعًا تحت الخطية، وتتركها تقتات على دمك وأعصابك إلى أن تصبح جثة هامدة لا حِرَاك فيها، ثم تنحدر روحك إلى الأبدية التعيسة؟

                      لماذا تُلقي بنفسك صيدًا سهلاً للمفاسد، وتستمر في الزيغ والضلال وأنت في غفلة لا تدري أن إبليس مورِّد إلى القبور، إذ يتلف روحك ونفسك وجسدك، وأخيرًا يودي بك إلى جهنم حيث دود لا يموت ونار لا تُطفأ؟

                      ولماذا تستهويك الخطية ومرارتها مرارة الأفسنتين، والشيطان يقدمها لك مُغلَّفة بقطرات الندى والعسل، حتى إذا ارتشفتها تُسكِرَك ثم تستيقظ فإذا أنت في دوامة مريرة؟

                      هيا اهجر الخطية التي ترزح تحتها، لا تغرنك وهي تتهادى في ثياب برّاقة، فالشيطان يتخفى وراءها، ولا يلبث حتى يصوِّب سهامه ويُصيب منك مقتلاً، واعلم أنها في إغرائها أشبه بما فعلته «ياعيل امرأة حابر القيني» وهي تقدم وَطَب اللبن إلى «سيسرا». حتى إذا آنس إليها أخذ يعب من اللبن ثم نام، وبينما هو متثقل في النوم سارعت إليه ودقت الوتد في صدغه وأردته قتيلاً (قض4).

                      أيها الخاطئ! ها يسوع، حَمَل الله الوديع، يناديك مع جميع الخطاة قائلاً: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم». وها الفرصة مؤاتية، فاغتنمها واقبل إليه حالاً.

                      إسحق لوزا
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

                        الخميس 12 مارس 2009

                        بولس الرسول: الإنسان الجديد


                        أنا الذي كنت قبلاً مُجدفًا ومُضطهدًا ومُفتريًا. ولكنني رُحمت ... وتفاضلت نعمة ربنا جدًا مع الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع ( 1تي 1: 13 ، 14)

                        شاول، الذي كان ينفث تهددًا وقتلاً على تلاميذ الرب، ذهب إلى دمشق لكي يقبض على القديسين ويضطهدهم ( أع 9: 1 ، 2). وكلمة «ينفث» تفيد أنه أصبح وحشًا آكلاً لحوم البشر، ومتعطشًا للدماء بسبب غيرته العمياء والزائفة لله. ولقد كان في اضطهاده مفتريًا لا يعرف الرحمة، لكن في طريقه للقبض على الآخرين، تم القبض عليه شخصيًا بواسطة يسوع الناصري، فقوبلت قسوته برحمة الله. حمدًا لاسمه، إنها النعمة التي قبضت على هذا الخاطئ العظيم، النعمة التي أصبحت أبدًا موضوع كلامه وكتاباته؛ نعمة رائعة لا نهائية ومنقطعة النظير!

                        لقد أبرق حوله نور من السماء، وتكلم إليه صوت، فسمع كلمات النعمة من سماء مفتوحة: إن مجد النعمة، يُشرق في وجه المُخلِّص، يُخبر الخطاة من أعلى، الله نور والله محبة.

                        ودعنا نلقي نظرة أخرى على تغيير شاول كالتالي:

                        * قُبض عليه (captured): لقد اعتقلته المحبة الإلهية. وذاك الذي اضطهد الناس حتى الموت، طاردته المحبة لتمنحه حياة أبدية. وبدلاً من وضع الآخرين للموت، وَضع مخلِّص بولس ومخلصنا، نفسه للموت، من أجل خطايانا. لقد وضعت المحبة يدها على شاول الطرسوسي وقالت: ”لقد قبضت عليك، ومن الآن فصاعدًا أنت سجين الرب، أسير المحبة“.

                        * أُخضع (conquered): لقد تم القبض على كثير من المجرمين وأودعوا السجون، ولكن لم يتم إخضاع العدد الكبير منهم، ولم تخضع إرادتهم. لكن بولس قال: «لم أكن مُعاندًا للرؤيا السماوية» ( أع 26: 19 ). ويمكنه ـ بدرجة ما ـ أن يقول مثل سيده: «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت».

                        * سُبيَّ (captivated): فقد رُبح قلب بولس. فمحبة ذاك الذي خلَّصه استحوذت على نفسه بأكملها. فكل ما كان يفتخر به قبلاً يحسبه الآن من أجل المسيح خسارة، فهو لم يجد في يسوع فقط السعادة الفائقة في المعرفة التي تتحدى العقل، لكن محبة أشبعت كل شهوة نفسه المفدية.

                        * تُحكِّم فيه (controlled): أجبرته محبة المسيح من ذلك اليوم فصاعدًا ألاّ يعيش لنفسه، بل من أجل الذي مات لأجله وقام، فأصبح شغله الشاغل أن يجلب المجد والكرامة للمسيح.

                        أوجست فان راين
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

                          الجمعة 13 مارس 2009

                          المتغربون المختارون


                          بطرس ... إلى المتغربين من شتات... المختارين بمقتضى عِلم الله الآب السابق، في تقديس الروح للطاعة، ورش دم يسوع المسيح ( 1بط 1: 1 ، 2)

                          يكتب الرسول بطرس إلى المتغربين المُشتتين، أو «إلى المتغربين من شتات»، إلى أُناس هم شاهد حي على الحقيقة أن اليهود (كشعب) قد فقدوا امتيازاتهم القديمة. إنه يكتب إلى أُناس ضاعت منهم كل الأرض التي كانت لهم عندما داستها بطون أقدامهم، مع أنها كانت أرضًا شاسعة. ولكن المتغربين الذين يوجِّه الرسالة إليهم لم يكونوا، على أية حال، هم كل اليهود المشتتين في تلك المقاطعات، بل يختص «المختارين»، أو الذين اختارهم الله.

                          ويذكر في 1بطرس1: 1، 2 ثلاثة أشياء تتعلق باختيار الله لهم، ترتبط بالترتيب «بالآب»، و«الروح القدس»، و«المسيح». ونلاحظ العبارات وحروف الجر المُستخدمة:

                          «بمقتضى» .. وهي تشير إلى طبيعة الاختيار.

                          «في تقديس» .. ويشير حرف الجر «في» (في الإنجليزية through أي عن طريق) إلى الطريقة التي تم بها هذا الاختيار.

                          «للطاعة».. وتشير ”لام العِلة“ هنا إلى الهدف أو القصد المرجو.

                          لقد كان اختيار الله لهم ـ ولنا أيضًا، لأن كل من اليهود والأمم ينالون بركات الإيمان عينها على قَدَم المساواة، كما تبين رسائل بولس الرسول ـ كان هذا الاختيار «بمقتضى عِلم الله الآب السابق». فكان هذا العِلم هو ما يميزه، ويا لها من حقيقة تجلب الارتياح! وما أبعدها عن فكرة ”القَدَر الأعمى“ الذي يفترض البعض أنه يسيطر على مصائر البشر. فاختيار الله ليس نزوة، ولا يقوم على الهوى. وفكرة أنه من الممكن أن يُرفَض خاطئ يطلب الخلاص من كل قلبه، بناء على قرار مُسبَّق ضده، هذه الفكرة ليست من كلمة الله في شيء، بل هي كابوس يؤرق منطق البشر. فالله يختار، والنهاية مكشوفة أمامه من البداية، ولذلك فاختياره دائمًا سليم، وتبرره النتائج.

                          واختياره هذا يتم «في (أي عن طريق، أو بواسطة) تقديس الروح القدس». وأصل فكرة «التقديس» هي التخصيص (أو الفرز) لله. والروح القدس، وهو الذي بعمله الداخلي في قلوب البشر يَهَب الحياة، يخصِّص (يفرز) الشخص الذي يعمل فيه هذا العمل.

                          والهدف المرجو هو أن الشخص الذي تقدَّس يتصف بطاعة المسيح ـ أي أن يطيع كما أطاع ذاك. ويتمتع بفاعلية دمه لهذا الهدف.
                          ف.ب. هول
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

                            السبت 14 مارس 2009

                            آثار صعود المسيح


                            لكني أقول لكم الحق: إنه خيرٌ لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أُرسله إليكم ( يو 16: 7 )

                            إني أعتقد تمامًا أن هناك كثيرين من المؤمنين لم يتقدموا قط عن موقف الرسل في بيت عنيا حيث وقفوا شاخصين إلى السماء بينما اختفى سيدهم عن أعينهم في السحاب، وهم يقولون ”لقد انطلق عنا بعيدًا“. فأولئك المؤمنون لم يفهموا ما حصَّله لهم صعود المسيح، ولم يسمعوا بعد صوت الروح القدس في قلوبهم مُخبرًا إياهم من كلمة الله أن خلف تلك السُحب قد اجتاز يسوع المسيح ابن الله السماوات، والآن هو جالس في يمين عرش العظمة في الأعالي.

                            وما أعظم تأثير هذه المعرفة فيَّ كمؤمن، فأنا أعرف أن ذلك الشخص المُمجَّد في السماء هو مخلِّصي وأنه هو الذي مات من أجلي. وأنه هو الشخص الذي ربطني بنفسه بالروح القدس. ومعرفة هذه الأمور لا توازيها كل هذه الدنيا.

                            وأكرر القول بأن هذا الحق له أهميته العُظمى. إن نسيت كل شيء آخر فلا تنسى أنه سبب بقاء كنيسة الله على الأرض، من يوم الخمسين إلى وقتنا الحاضر، هو أن الرب يسوع المسيح مرتفع الآن في المجد، والكنيسة من بداءتها ترتبط بتمجيد الرب يسوع المسيح ونزول الروح القدس.

                            هذا هو أول وأثمن فكر يجب أن يملأ قلب كل عضو في جسد المسيح. وزيادة على ذلك، فالروح القدس يسكن هنا لكي يحفظ قلوب القديسين في شركة عملية بيسوع المسيح المُمجَّد. هذه حقيقة أيها الأحباء. وعندما أقول ”حقيقة“ أعني أنها شيء تم وكمُل أيضًا. فحضور الروح القدس على الأرض هو حقيقة تمامًا كما أن موت المسيح على الصليب هو حقيقة، وتمجيده في الأعالي الآن حقيقة أيضًا.

                            ولكن، كم من الناس يَصلون إلى الصليب ولكنهم لا يتقدمون أكثر! إنهم لا يدخلون السماء الآن بالإيمان ولا يفرحون بما لهم فيها. هم يرجون أنهم سيذهبون يومًا ما إلى البيت ذي المنازل الكثيرة، أما حقيقة كون المسيح قد دخل إلى هناك فعلاً فليس لها عُمق في أفكارهم. هم لا يدركون أن الآب قد مجّده، وبسبب هذا التمجيد قد جاء الروح القدس «المعزي الآخر» لكل فرد منهم، بينما هو يسكن في الكنيسة إجمالاً كهيكل الله.

                            و.ج. هوكنج
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس2009

                              الأحد 15 مارس 2009

                              حَمَلَ خطية كثيرين


                              الذي حَمَلَ هو نفسُهُ خطايانا في جسده على الخشبة ( 1بط 2: 24 )

                              لقد عُلق المسيح على الصليب بكل ازدراء، وعندما عُلق كان موضوع استهزاء المارين. لكن وفي نفس الوقت الذي كان يتألم فيه ويموت هناك، كان لا يزال هو ابن الله الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1: 3 ). كما وكان عليه أيضًا في نفسه حملُ خطايا كل الذين ينتمون إلى الكنيسة. هل نستطيع أن نتصوَّر ماذا يعني ذلك له؟ هذا القدوس تمامًا، الذي قيل عنه إنه ليس فقط لم يُخطئ بل أيضًا لم يعرف خطية، والذي أتى ليُبطِل الخطية ( عب 9: 26 ). كان عليه أن يحمل هو نفسه خطاياي في جسمه، كل ملايين بل بلايين الخطايا التي ارتكبتها، بل خطايا كل هؤلاء الذين يكوّنون الكنيسة. فلقد أحبَّ المسيح كنيسته حتى إنه حَمَلَ كل هذه الخطايا في جسده.

                              ما الذي كان يعتمل في نفسه القدوسة حينما حَمَل كل هذه الخطايا في جسده؟ إن العبارة اليونانية في العهد الجديد والموحى بها بالروح القدس تقول: «في جسده»، أي أنه لم يكن مجرد شيء خارجي، بل كان شيئًا له التأثير العميق في كيانه الداخلي حيث نسمع صراخه في مزمور40: 12 «حاقت بي آثامي ... كثُرت أكثر من شعر رأسي»، لقد كانت آثامنا نحن، لكنه حملها في جسده، مُتحِدًا نفسه بنا وبحالتنا الشريرة لكي يخلِّصنا.

                              لقد جعله الله خطية ( 2كو 5: 21 ) كأنه كان أصل كل أعمالنا الشريرة والمنبع الذي تأتي منه كل الشرور. وتُرك هو نفسه ليُجعل خطية لأنه أحبَّ كنيسته وأراد أن يسلِّم نفسه لأجلها. عندئذٍ وقعت عليه كل دينونة الله الرهيبة فصرخ: «إلهي إلهي، لماذا تركتني، بعيدًا عن خلاصي؟» ( مز 22: 1 )، «غرقت في حمأةٍ عميقة» ( مز 69: 2 )، فماذا يا تُرى كان يعني ذلك له؟

                              لقد عُلق هناك على الصليب، وأراد البشر أن يذهب إلى حيث أتى. فلا أحد يريده، وقد رفضته الأرض، ولم تكن السماء لتقبله حينئذٍ، فعُلق بين السماء والأرض.

                              لقد اتحد البشر جميعًا في البُغضة له، كذلك كل قوات الظلمة؛ الشيطان وملائكته الذين هاجوا ضده. فبرهن الشيطان في تلك الساعة أنه رئيس هذا العالم. لقد اتحدت كل الخليقة ضد الرب يسوع، ليس البشر فقط، بل الجمادات أيضًا؛ فالخشب والحديد اللذان خلقهما، استُعملا لصلب صانعهما!! والسماء أُغلقت فوقه، وعُلق وحيدًا بين السماء والأرض حاملاً دينونة خطايانا عندما جُعل خطية لأجلنا.

                              هايكوب
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X