إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - مايو 2009

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - مايو 2009

    الجمعة 1 مايو 2009

    إنساننا الخارج للفناء


    ولكن لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية، ليكون فضل القوة لله لا منا ( 2كو 4: 7 )

    في 2كورنثوس4: 7- 18 نستشف القيمة العظيمة لصفة الضعف، والهشاشة التي يتصف بها المؤمن كآنية بشرية تُستخدم لمجد الله. والحقيقة هي أن الله يضع الشهادة لمجده في أوانٍ خزفية ترابية هشة. والرسول يريد أن يقول: إننا بشر ترابيون، وأواني ضعيفة، بل إن الصفة التي تميزنا أكثر من غيرها هي أننا بلا قوة احتمال، لكنه يقول أيضًا إن هذه الآنية الضعيفة الهشة لها قيمة كبيرة جدًا، مُستمدة من الكنز الذي أودع فيها.

    في الرسالة الأولى إلى كورنثوس، نرى الكنيسة وكأنها آنية صلبة، منتفخة، تحس في نفسها أنها شيء. لكن في هذه الرسالة الثانية نجد نفس هذه الكنيسة وقد لانت عريكتها، وانكسرت شوكة كبريائها. وهنا استطاع الرسول أن يكلمهم عن الخدمة، وعن الشهادة، وعن الثمر. وما لم تُكسر الآنية لا يمكن أن يُسكب ما فيها من طيب. إن كان فينا نور لمجد الله، فلا يمكن أن يظهر هذا النور إلا إذا تكسرت الآنية الخزفية التي تحجز هذا النور. أ لم يكن هذا هو حال بولس نفسه؟ أ لم تكن هذه هي سياسة الله معنا؟ أَوَ ليس هذا الاختبار هو الذي يريد أن يوصله إلى الكورنثيين؟

    يا أخي العزيز: هل تحسب نفسك شاهدًا وخادمًا للمسيح؟ قد تكون عندك أفكار عن الشهادة وعن الخدمة، لكن الروح القدس يريد أن يقول لك كما يقول لي أيضًا: إن الشهادة والخدمة تكونان حقًا وفعلاً عندما تصدران عن آنية مكسورة، تحسّ في أعماقها أنها ضعيفة وهشة. هذا هو اختبار صعب ومرّ، وغير مرغوب فيه من الطبيعة البشرية، لكنه هو الطريق الوحيد. والذي يتكلمون عن الشهادة لمجد الله والخدمة المُثمرة، والبنيان والتقدم الروحي، لا حق لهم في أية كلمة يقولونها من هذا القبيل قبل أن يتخلوا عن كل قوة ذاتية فيهم، ويعرفوا طريق التفرغ من كل اعتبار جسدي، ويختبروا طريق الاتضاع وكسر كل إرادة للجسد في أمور الشهادة والخدمة «لأنه هكذا قال العلي المرتفع، ساكن الأبد، القدوس اسمه: في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المُنسحق والمتواضع الروح» ( إش 57: 15 ).

    ومسحة الروح القدس تراها وتحس بها دائمًا في الآنية التي لا تتكل على الجسد في شيء، ولا تتمسك بأي امتياز جسدي من أي نوع مهما كان. وهذا هو طريق تلميع الشهادة، وتجديد الخدمة، وطريق الثمر المتكاثر.

    دينيت
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

    السبت 2 مايو 2009

    ينبوع المياه الحية


    ... إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب. مَن آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماءٍ حيٍّ ( يو 7: 37 ، 38)

    في إنجيل يوحنا يرتبط الروح القدس بـ «المياه الحية» التي لا تُحد ( يو 7: 37 ، 38)، هذه المياه التي دائمًا ما تتدفق إلى أعلى. وقد تكلم الرب في لقائه مع المرأة السامرية على بئر يعقوب، تكلم عن هذا مُقدِّمًا «ينبوع ماءٍ ينبع إلى حياة أبدية» لكل مَن يريد أن يشرب من الماء الذي يعطيه السيد. وهذا هو تأثير سُكنى الروح القدس فينا كمؤمنين، إذ هو النبع الأبدي للحياة الأبدية لمَن يؤمنون بقلوبهم بالرب يسوع المسيح.

    والحياة الأبدية التي تتدفق بعمل الروح القدس فينا لا تعرف الجمود، بل هي تتدفق من النبع ـ الله ذاته. والروح القدس يُسرّ جدًا بأن يستحضر أفكارنا ومشاعرنا إلى الله ذاته. ولنلاحظ أن الروح القدس لا يلفت الأنظار أبدًا إلى نفسه، أو إلى حضوره وسُكناه في المؤمن الفرد، أو في الكنيسة ككل. كما أنه لا يريدنا أن ننشغل بذواتنا على الإطلاق، بل بالحري يوجه أنظارنا إلى امتيازنا المجيد «أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح» ( 1يو 1: 3 )، فهو يُمجد المسيح دائمًا ويشير إليه ( يو 16: 13 ، 14).

    ولأنه «روح الحق» فهو يستحضر أمام قلوبنا شخص مخلصنا المعبود وعمله، ويعمل فينا لتقديم السجود الحقيقي إلى الآب، وذلك كقول الرب للمرأة السامرية «الآن ... الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له» ( يو 4: 23 ، 24).

    وتحت الناموس في العهد القديم، كان الكهنة اللاويون يحتاجون إلى غسل الجسد، وارتداء ثياب لائقة، ويُرشون بالدم والزيت قبل الدخول للظهور أمام الرب في المسكن (خيمة الاجتماع) للعبادة والخدمة. أما الآن فبمجيء النعمة والحق في شخص الرب يسوع المسيح، أصبحت هذه المياه الحية نصيبًا مقدسًا لكل مؤمن، يتمكن بواسطتها من تقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح ( 1بط 2: 5 )، ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه ( عب 13: 15 ). ونحن الآن لدينا كل ما يؤهلنا للوجود في الأقداس بروح المحبة والعبادة القلبية اللائقة بالله كأولاد في عائلته؛ إذ قد نلنا روح التبني الذي به نصرخ قائلين: «يا أبا الآب» ( رو 8: 15 )، وأيضًا «لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطَى لنا» ( رو 5: 5 ).

    س. أ. هايكس
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

      الأحد 3 مايو 2009

      الحجر المُدحرج


      فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر... وإذا ... ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه ( مت 27: 66 ؛ 28: 2)

      ينفرد البشير متى بذكر الأمر الذي أصدره بيلاطس لختم الحجر الذي كان على باب القبر بخاتم الإمبراطورية ( مت 27: 66 )، وبذلك فقد أُلقت الإمبراطورية الرومانية بكل سلطانها وهيبتها في القضية. فكما اشترك الأمم مع اليهود في صلب ابن الله، وكانوا معهم شهودًا عليه، هكذا اشترك الأمم مع اليهود في ختم الحجر، ليكونوا شركاءهم في باقي الجريمة، بل أيضًا شهودًا معهم على أغرب أحداث التاريخ وأهمها.

      ولكي يدحرج الملاك هذا الحجر، فضَّ يقينًا خاتم الإمبراطورية الرومانية الذي خُتم به الحجر. وجلوس الملاك فوق الحجر المُدحرج فيه نوع من التحدي، فهو ليس على عجلة من أمره في إنجاز مهمته، كما أنه يعلن أن سلطان السماء، الأعلى من سلطان أعظم إمبراطوريات زمانها، أبطل ما فعلته تلك الإمبراطورية العظمى. وعندما جلس الملاك على الحجر المُدحرج، أصبح هو نفسه بذلك ختم السماء على الحجر في وضعه الجديد!

      وهكذا فإن كل ما عمله اليهود بأياديهم الآثمة، أبطله الله بيده القادرة. فماذا بوسع الحجر والختم والحراس أن يفعلوا، إن كان الله قد قرَّر أن يُقيم ابنه من الأموات. حقًا، إن «الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم» ( مز 2: 4 ).

      ثم إن منظر الملاك الذي كان كالبرق، ولباسه الأبيض كالثلج ( مت 28: 3 )، بالإضافة إلى الزلزلة التي حدثت، ودحرجة الملاك للحجر، ثم جلوسه عليه، هذا كله جعل الحراس يرتعدون ويصيرون كأموات! (ع4). لقد ارتعش الجنود الأشداء، كما ارتعشت أيضًا الأرض الصمَّاء، أمام ملاك واحد مُرسَل من السماء! ويا للعجب، فالمسيح الذي كان قد مات، قام، وأما الحراس الذين وضعهم البشر ليحرسوا القبر والميت، فقد صاروا مثل الأموات!

      وإن كان الختم الذي وضعوه على الحجر الذي على باب القبر أزاله ملاك السماء، فإن ابن الله نفسه أقامه إله السماء! فطبعًا ليس الملاك هو الذي أقام المسيح من الموت، ولا دحرجة الحجر هي التي أخرجت المسيح من القبر. إن الملاك أرجف الحراس، وأما الله فهو الذي أقام يسوع من الأموات. وعندما دحرج الملاك الحجر، فإنما كان ليدعو النساء، وأيضًا الرسل، ليعرفوا ما كانت الملائكة قد عرفته بالفعل: أن المسيح قام من الأموات! ومن ثم ليكونوا شهوده عند الشعب.

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

        الاثنين 4 مايو 2009

        رجلٌ مسكينٌ حكيمٌ


        مدينة صغيرة فيها أُناسٌ قليلون ... ووُجد فيها رجلٌ مسكينٌ حكيمٌ، فنجَّى هو المدينة يحكمته. وما أحد ذكَرَ ذلك الرجل المسكين! ( جا 9: 14 ، 15)

        لنُلقِ نظرة على هذا الرجل المذكور في جامعة9: 14، 15

        هو رجلٌ حكيمٌ: أولاً، لأنه رضيَ أن يكون واحدًا من سكان مدينة صغيرة أُناسها قليلون. دعونا نكون صُرحاء مع أنفسنا، ألم نكتشف أن الميل الطبيعي فينا هو للعظمة والشهرة حتى ولو في الأمور الروحية.

        هل نرضى بمدينتنا الصغيرة التي قد تكون الجماعة التي نحن فيها أو دائرة الخدمة المعينة لنا من الله؟ .. هل نرضى بالموهبة الصغيرة والخدمة البسيطة المُعطاة لنا ونجتهد أن نكون أُمناء فيها؟ .. وهل نسعى بإخلاص لتحقيق أقصى قدر من الخير للمُحيطين بنا، ونبذل كل الجهد لإنقاذهم من أي خطر يحدث بهم؟ .. إن «الحكمة خيرٌ من القوة» كما يقول الحكيم ( جا 9: 16 ). وفي مواجهة هزيمة مؤكدة، كسبت الحكمة المعركة. إذًا لماذا نميل للقوة أكثر من الحكمة؟ أَ لأنها تعطينا إحساسًا زائفًا بالعظمة والأهمية؟

        ثم هو رجلٌ حكيمٌ لأنه «نجى هو المدينة بحكمته». وهكذا كل شخص تقي خائف الرب، سيُعطى كلمة ليتصرف حسنًا في مواجهة كل موقف صعب وحَرِج. «مَن هو حكيمٌ وعالمٌ بينكم، فليُرِ أعماله بالتصرف الحَسَن في وداعة الحكمة» ( يع 3: 13 ). أما الإحساس بالأهمية الذاتية فيؤدي إلى الغيرة والتحزب والتشويش ( يع 3: 14 ). أ لسنا نحتاج اليوم بشدة إلى إخوة وأخوات تظهر فيهم سِمات الحكمة التي من فوق ( يع 3: 17 )، وبذلك يستخدمهم الرب لإنقاذ كنائسهم من كل خطر يحدث بها؟

        وثالثًا: هذا الرجل الحكيم لم يذكره أحد لأنه مسكين (ع15). وقد نتعجب: أَ يمكن أن يحدث هذا؟ نعم. فالناس بطبيعتهم ينجذبون للقوة والشهرة والشعبية والإنجازات الضخمة والمرئية. وللأسف كثيرًا ما يحدث ذات الأمر مع المؤمنين لقلة تمييزهم الروحي.

        لكن لنعلم أنه إذا أردنا أن نسعى في طريق الحكمة فلن نحظى بنصيب وافر من الشهرة. ربما يكون عملنا بسيطًا لكنه بأمانة وإخلاص، عندئذٍ سنحوز رضى السيد الآن، وسنُكافأ في المستقبل «لأنه مَن ازدرى بيوم الأمور الصغيرة» ( زك 4: 10 ). ويكفينا شرفًا أن نتبع خطوات السيد الذي مضى في طريقه هادئًا متضعًا، قانعًا بأبسط الأمور، مُثبتًا عينه على الآب، ثم بعد ذلك «نجى» لا «المدينة»، بل قدَّم الخلاص للبشرية كلها.

        فريد زكي
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

          الثلاثاء 5 مايو 2009

          القيامة والفرح


          .... جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم: سلامٌ لكم! ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه. ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب ( يو 20: 19 ، 20)

          «فرح التلاميذ إذ رأوا الرب» ( يو 20: 20 ). وقيل عن المريمات حين تحققن من القيامة. «فخرجتا سريعًا من القبر بخوفٍ وفرحٍ عظيمٍ، راكضتين لتُخبرا تلاميذه» ( مت 28: 8 ). والسبب الرئيسي للفرح أنهم رأوا «الرب المُقام»، والذي ظنوا أنهم فارقوه إلى الأبد، واقفًا في وسطهم، وكما قال البشير لوقا عنهم: «وبينما هم غير مُصدقين من الفرح» ( لو 24: 41 ). إن قول الرب للمريمات حينما التقى بهن «سلامٌ لكما» ( مت 28: 9 ) هي في الترجمة اليونانية تفيد ”الكثير من الفرح“.

          إن سر فرح المسيحي بالقيامة يكمن في أننا أدركنا أن الموت ليس هو نهاية الرحلة وخاتمتها. لا شك أن الموت مُخيف، والبشر أمامه «كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» ( عب 2: 15 ). إن الأهوال التي تواجه الجنس البشري كثيرة: من أوبئة، وحروب، ومجاعات، وتلوث، كل هذه الأهوال حينما اجتمعت وأرادت أن تتوِّج ملكًا عليها، أعطت المُلك للموت الذي قيل عنه ”ملك الأهوال“.

          إن كل قصص حياة العظماء تنتهي بفصل عن موتهم، ولكن نحن نستطيع أن نقول: إن الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي فيه فصل ما بعد الموت. إنه الكتاب الوحيد الذي يحدثنا عن الفصل الأول ما بعد النهاية!

          هناك قصة عن كهف عميق ومُظلم، وقف على مدخله رجلان يريدان الدخول، ولكن أحدهما لاحظ آثارًا لأقدام كثيرة داخلة، ولم يجد أي آثار خارجة، فقال لزميله: ”لا شك أن هناك وحشًا مُخيفًا يأكل كل الداخلين لهذا الكهف“، وقال الثاني: ”لا أعرف ماذا هناك، لكن لا شك أن هناك شيئًا مُخيفًا“. إن الموت مثل هذا الكهف، ابتلع كل مَن دخل إليه، ولم يخرج أحد ليُخبرنا ماذا عن الجانب الآخر. ولكن المسيح بقيامته صارت له قدمان خارجتان من هذا الكهف.

          لقد صار المسيح «باكورة للراقدين» فله سِمة حياة تدوم إلى الأبد، وهنا يكمن سر الفرح المسيحي الحقيقي. لقد قام المسيح، كرأس لجنس جديد، منتصرًا على الموت، داحرًا هول المَنون، ونحن حتمًا سنتبعه، فالموت بالنسبة لنا بمثابة ظل لا يُخيف (مز23). والكهف المُخيف الذي رأينا آثار السابقين داخلة إليه، قد رأينا الآن قدمين خارجتين منه، تُعلنان بكل وضوح أننا سنخرج منه إلى رحب لا حصر فيه.

          مسعد رزيق
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

            الأربعاء 6 مايو 2009

            وجهان للخلاص في لوقا15


            .... ويذهب لأجل الضال حتى يجده ( لو 15: 4 ) أقوم وأذهبُ إلى أبي وأقول له... أخطأت.. ( لو 15: 18 )

            قدم الرب في لوقا15 ثلاثة أمثلة عن حقيقة واحدة، ألا وهي حقيقة خلاص النفس الخاطئة الضالة. ورغم أن الحقيقة واحدة، إلا أن لها وجهين مختلفين:

            في الوجه الأول نرى عجز الإنسان التام عن الحصول على خلاص نفسه. فهو في الحقيقة ضعيف وغبي (كالخروف)، بل أكثر من ذلك هو ميت أدبيًا وروحيًا (كالدرهم). وهكذا الإنسان ما لم يبحث الله عنه، ما كان ممكنًا أن يهتدي إلى الله. وأمام عجز الإنسان الطبيعي، ذهب الرب بنفسه للبحث عنه. أتى من أمجاد السماء إلى آلام الجلجثة حيث حَمَل خطايانا في جسده على الصليب!! وعلى الصليب نال الراعي العقاب لكي يجمع الله الغنم الشاردة دون عقاب ( زك 13: 7 ). لقد قام الرب بكل شيء لتتميم خلاصنا. ومفهوم النعمة في حد ذاته ينفي تمامًا أية مساهمة من جانب الإنسان، وها هو النور يضيء بعمل الروح القدس حتى يوجد الدرهم المفقود.

            وبالانتقال إلى مَثَل الابن الأصغر، نجد الوجه الثاني وهو مسؤولية الإنسان في قبول نعمة الله والطاعة لصوته في داخله للقيام والرجوع إلى الله. فإن كنا نقرأ في المَثَلين السابقين أن ضلال الخروف وضياع الدرهم كانا موضع اهتمام صاحبهما، إلا أننا في مَثَل الابن نجد مسؤولية الإنسان كذلك في الاستجابة لجهاد الروح القدس معه والقيام للعودة والالتجاء إلى نعمة الله «أقوم وأذهب إلى أبي». صحيح إن نعمة الله قد تممت كل شيء لخلاصنا، ولكن هذا لا يعني أن نعرف النعمة ونظل في كورتنا البعيدة. صحيح أننا لم نساهم بشيء في عمل خلاصنا، فكل شيء مُعد، لكن المطلوب مني أن أقبل الدعوة للدخول إلى العُرس. ليس مطلوبًا مني أن أُحضر معي ملابس من الكورة البعيدة أو خاتمًا أو حذاءً، فكل هذا مُعدّ في بيت الآب. لكن المطلوب مني أن أضع كل حياتي السابقة خلف ظهري فأقوم وآتي إلى الرب معترفًا «أخطأت»، والتجئ إلى نعمته «لست مستحقًا»، فأنال الخلاص والتبرير بالنعمة بالإيمان. فإيمان الابن في غنى أبيه ومحبته، هو الذي دفعه للرجوع.

            والخُلاصة: أن المَثَلين الأولين يُخبراننا أن الخلاص بالنعمة، والثالث يُخبرنا أن الخلاص هو بالإيمان بالنعمة.

            أيها القارئ الحبيب .. هل قبلت نعمة الله بالإيمان؟

            وليم كلي
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

              الخميس 7 مايو 2009

              ديماس ومحبة العالم (2)


              ... ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي...

              إن محبة العالم هي الخطر الداهم الذي حطَّم خدمة ديماس. وليس المقصود طبعًا هو محبة العالم الطبيعي مثلاً. فهوذا سيدنا ـ تبارك اسمه ـ يقدم الطبيعة كتابًا مفتوحًا نتعلَّم منه. وكم من مرة وجَّه تلاميذه في تصوير بديع بأمثال كثيرة إلى الطبيعة مُعلمًا. هل تضيع من ذاكرتنا كلماته، تبارك اسمه «تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو! لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم: إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدةٍ منها» ( مت 6: 28 ، 29)، فقد كان سيدنا يرى في الزنبقة والعصفور دليلاً على عناية الله الحانية بمخلوقاته جميعها. فلا ضير من الإعجاب بأعمال الطبيعة لأنها عمل يدي الله.

              ولا الخطر يمتد إلى محبة الناس الذين في العالم، فهوذا سيدنا يبين لنا مبلغ محبة الله للعالم «حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ).

              لكن الخطية هي محبة العالم الذي يقوده الشيطان، والقياسات العالمية التي هي من ابتكار الإنسان مدفوعًا بإيحاء الشيطان، وبهذا المعنى علَّمنا سيدنا أن الشيطان هو رئيس هذا العالم، وأنه إله هذا الدهر، كما يقول بولس. نعم، هذا العالم الحاضر، الواقع تحت سلطان إبليس، هو الذي أبغض المسيح وصلبه، ولا يزال يوصد قلبه في وجه الرب. والجزء الديني منه هو الذي فعل ذلك، وفعله باسم الرب. والعالم بهذا الوصف يتألف من الأذكياء. وغالبًا ما نراه جذابًا فاتنًا، بل ومتدينًا. ونرى خدامه يغيِّرون شكلهم إلى شبه ملائكة نور، غير أن الجهاز العالمي كله قائم أساسًا على الأنانية وإشباع الذات.

              ولو أنك فكرت لحظة في حياة العالم، في القوى المتصارعة هناك، في القواعد التي يقوم عليها النظام، ترى أنه في أدق المسائل وفي أشدها خطرًا لا تتأسس على مبادئ إلهية. فمحبة الذات وليس إنكار الذات هي القاعدة العامة. لا ريب أننا نشاهد أيدي الإحسان تمتد هنا وهناك لإغاثة مَن حطمهم العالم في أوحال الزحام المسعور ركضًا وراء الأطماع والملذات، قد يكون هنالك قدر كبير من اللطف والمشاعر السليمة في العالم، على أننا إذا دققنا النظر، نتبين أن تلك الأيدي التي تمتد بالإحسان، إنما يبغي أصحابها المجد والصيت. وهذا هو العالم الذي أحبه ديماس.

              مارش
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

                الجمعة 8 مايو 2009

                الله مرشدنا


                أُعلمك وأُرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك ( مز 32: 8 )

                العالم الذي نعيش فيه، عالم خطية وأغلاط ومفاجآت، والإنسان، الذي هو أسمى ما خلقه الله في العالم، ضعيف وجاهل، ومن نفسه لا يستطيع أن يعمل شيئًا. ومع أنه قد يكون له عقل مثقف، إلا أنه لا يستطيع أن يتأكد مما سيحصل في المستقبل ولو بعد ساعة واحدة. مَن يعلم ما يخفيه الغد بين طياته؟ قد تكون الحياة على مثال ما هي عليه اليوم، أو قد يأتي الغد بخير أو شر. قد يضع الإنسان خطة للمستقبل، ولكن هذه الخطة قد لا تنفذ مُطلقًا «عَرَفتُ يا ربُّ أنه ليس للإنسان طريقه. ليس لإنسان يمشي أن يهدي خطواته» ( إر 10: 23 ).

                يوجد شخص يعرف كل الأمور المستقبلة، ويكيِّف حياة الإنسان. ونحن مدعوون لأن نَعَهد بطريقنا إليه. لقد وَعَدنا أن تكون عينه علينا. إن الحياة أمامنا كبحر مجهول فلا يعلم أحد كم من الأيام تستغرقها رحلته في هذا البحر، ولا يعلم كم من أيام الصحو أو أيام الغيوم ستتخلل سفره. إني، وطريقي في هذا البحر مجهولة، أفرح جدًا في قلبي لأنه قد سمح لي بأن أعهد بطريقي هذه إلى ذاك الذي يجعل السُحب مركباته، ويركب فوق أجنحة الرياح، ويسكِّن الأمواج الهائجة. إنه يعرف أفضل الطرق، ويُسرّ ـ في عطفه وعنايته بي ـ أن يتعهد كل خطوة من خطواتي. إنه يرشدني بعينه، ويقودني بيده اليُمنى إلى مياه الراحة وإلى المراعي الخُضر.

                لماذا تكثر القلوب القلقة؟ لماذا يكثر الاضطراب والخوف وعدم الرضى؟ كل ذلك لأن الإنسان يحاول أن يهدي نفسه بنفسه. فهو إذ يشعر بضعفه يخاف، وإذ يعرف جهله يصبح قلقًا. ولكن ما أعظمها بركة أن يسير الإنسان في حياته واثقًا في الله ومُلقيًا كل هم عليه! قد تكثر الأمواج أحيانًا حول أرجلنا ولكننا إذ ننظر إليه، ذاك الذي يقودنا باستمرار، لا نخشَ فعل هذه الأمواج. إن سر الحياة السعيدة الناجحة هو أن نجعل الله قائدنا الوحيد. إننا عندما نُسرع في طريقنا ونتقدم الرب مُعتمدين على ذواتنا في ترتيب أمورنا، تأتينا المخاوف ويصيبنا الفشل والخيبة.

                كثيرون من المسيحيين يجدون أنه من الصعب عليهم أن يعرفوا إرادة الله وطريقه. ولكن في الواقع من الممكن لكل مؤمن حقيقي أن يعرف ذلك. لا تسرع بل تمهَّل، وصلِ، وثق في الله، وهو لا بد أن يعلمك بوضوح الطريق التي تسلكها، ويعطيك شعورًا مُريحًا في نفسك بقيادته إياك.

                ف.ب. ماير
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

                  السبت 9 مايو 2009

                  الامتلاء بالروح القدس


                  ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح ( أف 5: 18 )

                  عملية الامتلاء بالروح القدس هي عملية تجري باستمرار، وليست اختبارًا مُميزًا يحصل عليه المؤمن مرة واحدة في الحياة. فالترجمة الحرفية للوصية هي هكذا: ”كونوا ممتلئين بالروح“. وقد يبدأ الأمر باختبار مُميز، لكنه يجب أن يستمر فيما بعد في اختبار الحياة اليومية. فامتلاء اليوم لا ينفع للغد. ولا بد أن تكون حالة الامتلاء هذه رغبة الكثيرين. وهي في الواقع حالة المؤمن المثالية على الأرض. وهذا يعني أن الروح القدس يقوم بعمله في المؤمن المسيحي.

                  لكن كيف يمكن للمؤمن أن يمتلئ بالروح القدس؟ لا يُخبرنا الرسول بولس بهذا الأمر في رسالة أفسس؛ فإن الأمر لنا هو بالامتلاء. لكن يمكننا أن نعرف من أماكن أخرى في كلمة الله أنه لكي نمتلئ بالروح يجب علينا أن نفعل التالي:

                  (1) نعترف بالخطايا المعروفة في حياتنا ونطرحها عنا ( 1يو 1: 5 - 9). فمن الطبيعي ألاّ يقدر روح الله القدوس أن يعمل بحرية في حياة تتساهل مع الخطية.

                  (2) نقدم ذواتنا للرب بالكامل ( رو 12: 1 ، 2). وهذا يتطلب التسليم الكامل لإرادتنا وفهمنا وجسدنا ووقتنا ومواهبنا وكنوزنا. فكل ناحية من نواحي حياتنا يجب أن تُستودع لسيطرته الكاملة.

                  (3) نجعل كلمة المسيح تسكن فينا بغنى ( كو 3: 16 ). وهذا يتطلب قراءة كلمة الله ودرسها وإطاعتها. فعندما تسكن فينا كلمة المسيح بغنى، فالنتائج التي تتبع هي نفسها التي تأتي نتيجة الامتلاء بالروح القدس.

                  (4) أخيرًا، يجب علينا أن نُخلي أنفسنا من الذات ( في 2: 5 ). فلكي نملأ وعاءً معينًا بسائل ما، علينا أن نفرغه من القديم الذي فيه. لذلك يجب أن نفرّغ نفوسنا من ذواتنا إذا أردنا الامتلاء بالروح.

                  كتب أحدهم مُعلقًا على هذا الموضوع قائلاً: ”فكما تركتم عبء خطيتكم واسترحتم على عمل المسيح الكامل، هكذا اتركوا أيضًا كل عبء الحياة والخدمة، مُستريحين على عمل الروح القدس الجاري في داخلكم. لذلك ضعوا أنفسكم كل صباح تحت سيطرة الروح القدس واستريحوا مُسبحين مستودعين ذواتكم للرب لكي يدبر نهاركم ويعتني بكم. عوِّدوا أنفسكم خلال النهار الاتكال على الرب وإطاعته بفرح متوقعين منه أن يقودكم ويُنيركم ويقوّمكم ويعلّمكم ويعمل فيكم ومعكم ما يريده. عندئذٍ يظهر فينا ثمر الروح القدس كما يريد لمجد الله“.

                  وليم ماكدونالد
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

                    الأحد 10 مايو 2009

                    المسيح المرتفع


                    لذلك رفَّعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم ( في 2: 9 )

                    إن التاريخ الكتابي حافل بالشخصيات العظيمة التي خرجت في لحظة ما من حياتها العادية إلى مراكز بارزة مرموقة. وأنهم، فيما نقرأ عنهم، يحوزون إعجابنا وتقديرنا، ولكنهم لم يحوزوا، أو يفوزوا بتعبدنا. فهوذا أبرام يرقيه الرب ويجعله أبًا لجمهور كثير، وهوذا يوسف يؤخذ من الزنزانة سيدًا لمصر، وهوذا داود يُنقل من رعي الغنم إلى عرش الملك، وهوذا بطرس ترفعه النعمة من سفينة الصيد ليقبض على مفاتيح ملكوت السماوات. بيد أننا لا ننحني أمام هؤلاء الرجال المرموقين. لا نستطيع أن نجثو لهم، غير أننا نستطيع أن نأتي إلى ذاك الذي رفَّعه الله، بسجودنا وتسبيحنا وتضرعنا.

                    وفي غير فيلبي2: 9 نقرأ عن ارتفاع المسيح ( أع 2: 32 في 2: 9 )، غير أن الذي نجده في رسالة فيلبي لم يَرِد إلا في هذا الموضع في كل العهد الجديد. وإننا لنتبين منه أن رجل الناصرة المتضع قد ارتفع ساميًا جدًا ليحتل أبرز مكانة في المسكونة وفوقها. أجَلْ، وليسوع قد أُعطى الاسم الذي فوق كل اسم. ولهذا الاسم الرفيع سوف تجثو وتتعبد كل المخلوقات السماوية والأرضية والسفلية بصفته ابن الله العلي (في2: 9- 11).

                    لقد رأى إشعياء السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع، أما بولس ـ أسير روما في سلاسل ـ فقد كانت له رؤيا أسمى. النبي يرى مجد الرب، رب الجنود يملأ كل الأرض، وأذياله تملأ الهيكل؛ أما للرسول فيظهر مجده، ليس فقط في السماوات، بل فوق جميع السماوات ( أف 4: 9 ، 10) «فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسمٍ يُسمَّى، ليس في هذا الدهر فقط، بل في المستقبل أيضًا» ( أف 1: 21 ، 22).

                    ولكن ماذا يجدر بنا ونحن ندخل في حضرة ذاك الذي رفَّعه الله بهذا السمو؟ إن كنا نقرأ عن ملكة سبأ أنه لم يبقَ فيها روحٌ بعد حين أبصرت مجد سليمان، فكم يجدر بنا بالأكثر أن نتضع ونحن نشاهد مجد ذاك الذي، وهو أعظم من سليمان، قد ارتفع لكي «يملأ الكل» ( أف 4: 10 ). لقد سقط شاول الطرسوسي على الأرض وأصابه العمى أمام ذلك المجد. إذا قلت إن سقوط شاول كان سقوط خاطئ، فإنك لا تقول هذا عن يوحنا التلميذ المحبوب، الذي وهو في بطمس، سقط كميت عند قدمي الرب. وإنه لجميل بنا أن نقلِّد هذا الرسول في انحنائه المتواضع.

                    أدولف سفير
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

                      الاثنين 11 مايو 2009

                      في المركز، أم على المحيط؟


                      لأننا إن عشنا فللرب نعيش، وإن مُتنا فللرب نموت، فإن عشنا وإن مُتنا فللرب نحن ( رو 14: 8 )

                      إن الرب يسوع المسيح، ابن الله المحبوب، إما أن يكون على محيط حياتنا وإما في مركزها، وسلوك كلٌ منا نحن المؤمنين يدل على وجوده في أحد هذين المكانين. والأمر المهم ليس هو أين نعيش أو ماذا نعمل أو ماذا نملك، أو مَن نحن، بل المهم هو المكان الذي يشغله المسيح في حياتنا.

                      قد يقول أحدنا: ”إن المسيح ولا شك مركز حياتي، فقد سلَّمت نفسي له منذ سنين كثيرة، ومن ذلك الحين وأنا أخدمه وأصلي له يوميًا، وأشهد لحقه المرات الكثيرة“، وهكذا من الكلمات المُشابهة لهذه. وقد يكون كل هذا حقيقيًا، ولكن هل صحيح في اختبارك العملي أن المسيح هو المركز؟ هل هذا هو اختبارك اليومي، اختبار كل ساعة، اختبار كل دقيقة؟ من المفيد أن نمتحن نفوسنا بأسئلة كالتالية لنعرف هل المسيح مركز حياتنا أم لا:

                      * هل يهدف سلوكي إلى ما يُشبع قلب المسيح، أم إلى ما تلتذ به نفسي؟

                      * هل أعتبر أن سيري الشخصي مع الرب أهم شيء في حياتي؟

                      * هل أغار على مجد المسيح في كل مناسبة، أم تهمني كرامتي الشخصية أكثر؟

                      * هل أتوب عن الخطية بمجرد أن ينبهني الرب إليها؟

                      * هل يقتسم قلبي مع المسيح شخص أو شيء ما؟

                      * هل قلبي ممتلئ بالمسيح بحيث أتجه إليه دائمًا حتى أثناء مشغوليتي بالأمور الضرورية في حياتي اليومية؟

                      * هل أرى باستمرار شخص ومجد المسيح في الأسفار المقدسة؟

                      * هل أنا شبعان بالمسيح بكيفية تحرر قلبي من محبة أي شيء أمتلكه، أو اشتهاء أي شيء لا أمتلكه؟

                      إذا عشنا مع المسيح كمركز القلب والفكر، فإنه يضبط أفكارنا وكلماتنا وأعمالنا، ويملأ قلوبنا بمحبته وفرحه وسلامه وقوته. وعيشتنا مع المسيح المُقام كمركز حياتنا معناه العيشة في تتميم مشيئة الله، عيشة الفرح والنصرة والثمر المتكاثر، أما عيشتنا والمسيح على هامش حياتنا، فمعناها عيشة الجمود والهزيمة والحزن.

                      ليمتحن كلٌ منا نفسه: هل المسيح الحي على هامش حياتي، أم هو في مركز وقلب كياننا، كل ما نعمله، وكل ما نفكر فيه وما ننطق به؟

                      كاتب غير معروف
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

                        الثلاثاء 12 مايو 2009

                        كيفية الاختطاف


                        ... سنُخطف جميعًا معهم في السُحب لملاقاة الرب في الهواء ... ( 1تس 4: 17 )

                        سيقوم الرب بين صفوف السيادات والرياسات والسلاطين الذي هم دائمًا حول العرش واقفون، ويشق طريقه إلى هذا العالم مُعلنًا بذلك أنه قد جاء موعد نزوله من الأعالي مُجتازًا كل طبقات السماوات إلى الأرض. وفي اللحظة التي فيها يهتف مُعلنًا أنه قد جاءت النُصرة للمؤمنين الذين هم في شخصه «حينئذٍ تصير الكلمة المكتوبة: ابتُلع الموتُ إلى غَلبة. أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟» ( 1كو 15: 54 ، 55). وفي هذه اللحظة يُختطف جميع الأموات المُقامين، والأحياء المُتغيرين، وسرعان ما يمضون إلى السماء.

                        انظر أيها القارئ العزيز روعة هذا المشهد العظيم المكوَّن من ربوات لا تُحصى من المفديين. هذا المحفل العظيم هو ما يستطيع الرب له المجد أن يأتي به في لحظة لقائه في سماء الهواء، ثم يمضي به إلى حيث أعدّ لهم مكانًا في بيت الآب. وعلى إثر ذلك نكون في حالة الكمال، ولا يبقى بعد أمر بالنسبة لنا مُحال، فلا نخطئ المرمى في تقدير، ولا تخوننا الذاكرة في تعبير، لأننا سنصير جميعًا مثل الرب من الصغير إلى الكبير، وبعلم إلهي مُعطى لنا سيكون كل منا على تمام المعرفة بالآخرين.

                        لقد سبق أن عبر الرب له المجد هذه الطريق يوم أن صعد إلى المجد، وكان يشقه بين صفوف الملائكة والسلاطين والقوات، وها هو في هذه المرة التي فيها يعود إلى المجد ونحن معه يشق طريقه أمامنا، ويُرينا أن ملائكة وسلاطين وقوات مُخضعة لنا به. أولئك الذين ظلوا طوال أيام حياتنا على الأرض لا يكفون عن إشعال نيران الحروب ضدنا، ها هم ألقوا السلاح، وأدّوا تحية المغلوب على أمره ونحن نعبر الطريق مع المسيح الفادي الذي «... جرَّد الرياسات والسلاطين ...».

                        وعندما يصل بنا الرب إلى عتبات المجد، فبديهي أن الملائكة أجمعين سيكونون في استقبالنا هناك، لأنه لا بد أن يتم دخولنا بيت الآب، الموضوع له خطط المشورات الأزلية، حتى يصير ذلك حقيقة واقعة إلى الأبد. وها هو الابن الأزلي قد عاد من الأرض إلى بيت أبيه ومعه إخوة كثيرون إتمامًا لمشورة الآب الذي قال عنه الكتاب إنه «آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد» ( عب 2: 10 ).

                        أنور جورجي
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

                          الأربعاء 13 مايو 2009

                          تبكيت العالم على خطية


                          ومتى جاء ذاك (الروح القدس) يُبكت العالم على خطية .... ( يو 16: 8 )

                          يا تُرى ما الذي كان يقصده السيد بقوله: «يبكت العالم على خطية»؟ هل كما يتصوَّر الكثيرون أن الروح القدس يجعل الناس يشعرون بالندم الشديد من جرّاء أفعالهم الأثيمة ودعارتهم وكبريائهم وفجورهم؟ كلا. لم يَقُل المسيح هنا إنه ”يبكت العالم على خطايا“، وإنما «يبكِّت العالم على خطية»، فأية خطية هي هذه؟

                          يُجيب الرب يسوع «أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي» (ع9).

                          هذه هي أفظع وأشنع خطية، التي بسببها سيغرق الناس في عُمق وجوف الأبدية الرهيبة والعذاب الأبدي. نعم، فقد قال المسيح: «الذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد»، وأيضًا «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله» ( يو 3: 18 ، 36).

                          هذه الخطية هي رفض الرب يسوع المخلِّص، الذي عُلق على الصليب. وهناك قد وضع الرب عليه «إثم جميعنا». فليس بسبب الخطايا اليومية ـ رغم بشاعتها ـ سوف يُطرد الأشرار من أمام الله في انفصال أبدي مُرعب، وإنما بسبب خطية رفض الابن. إذًا فلم تَعُد الخطية اليوم هي بين الإنسان والله، وإنما المشكلة كانت بين الابن وبين الخطية ـ التي سدَّد الرب حساب دينونتها إلى التمام. ومن هنا فلم يَعُد السؤال من جهة ما الذي فعلناه؟ وإنما السؤال هو حول مسؤوليتنا وموقفنا إزاء عمل المسيح الذي قدَّم نفسه كفارةً لأجل خطايانا. والآن، فإن الله يسأل كل شخص: ما هو موقفك تجاه ابني وعمله لأجلك على الصليب؟

                          أيها العزيز .. إن وضعت كل ثقتك في شخص المسيح المبارك، فإنك ستتمتع بقيمة عمله الكفاري، ستتمتع بالتكفير الكامل عن آثامك وخطاياك. لكن إذا رفضته ولم تقبله مخلصًا شخصيًا، فلا بد لك أن تواجه الله في النهاية بخطاياك، وذروة هذه الخطايا، هي رفضك للمخلِّص الذي مات لكي يفديك ويخلِّصك.

                          أيها العزيز .. أسألك مرة أخرى: هل وثقت في الرب يسوع المسيح؟ هل اتخذته مخلِّصًا شخصيًا لك؟ تحذَّر، أنت في خطر عظيم برفضك للمسيح! «فكم عقابًا أشرّ تظنون أنه يُحسب مستحقًا مَنْ داس ابن الله، وحَسِبَ دَم العهد الذي قُدِّس به دنسًا، وازدرى بروح النعمة» ( عب 10: 29 ).

                          هنري أيرنسايد
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

                            الخميس 14 مايو 2009

                            ديماس ومحبة العالم (3)


                            ... ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي .... ( 2تي 4: 10 )

                            نلاحظ أن العالم الذي أحبه ديماس هو «العالم الحاضر»، ومعنى ذلك أنه يوجد عالم آخر، وهو استنتاج يدفعنا إلى المقارنة بين الدهر الذي نعيشه والدهر الآتي. والفارق الجوهري بين بولس وديماس، أن ديماس عاش من أجل هذا العالم، وبولس من أجل ذاك.

                            ولاحظ، كذلك، أن بولس يقول عن ديماس إنه: «أحب» هذا العالم الحاضر. وأرجو أن نتأمل في كلمة «أحب». وهل تفوتنا قوة أقوال الرسول يوحنا في رسالته الأولى2: 15- 17؟ ما هي محتويات العالم؟ «شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظُّم المعيشة». وماذا تعنيه كلمة «شهوة»؟ هي الرغبة الجارفة، هي التكالب على الأشياء، إشباعًا للجسد، للعين، وحب المظاهر. الشهوة هي تثبيت القلب على هذه الأمور بحيث تصبح غرض الحياة.

                            أ ليس هذا مَحكًا سهلاً لاختبار ماهية العالم؟ لأي غرض تعيش يا صديقي؟ للحاضر أم للمستقبل؟ خُذ مثلاً: لديك مبلغ من المال فائض عن ميزانيتك، تريد أن تستغله أحسن استغلال، أ تراك توجِّه هذا الفائض للاستثمار المادي، أم تستثمره في أمور سماوية مضمونة؟ هل تشتري به قطعة أرض، أم تقدمه ذبيحة مُسرّة لسيدك العزيز؟

                            إن ديماس قد أحس بوطأة الأمور المنظورة، فسعى إلى ما يُرى. وهو في ذلك عيّنة لكثيرين منا. ولنكن متواضعين بحيث نعترف بهذه الحقيقة، ذلك أننا نعيش حياة موزعة: مرة نكون رفقاء بولس، ومرارًا نذهب إلى تسالونيكي كديماس.

                            لكن هل هذا هو الكل؟ أوَ نحن متروكون في وسط الأشياء المنظورة دون قوة للانتصار عليها؟ كلا. فكما أن الكلمة تشير إلى ما في تلك الأشياء من خطر، فإنها تقدم لنا سر النصرة عليها. ولنا في ذلك ثلاثة ملامح تُعيننا على النصرة.

                            أما أولا:ً فلا ننسَ وضوح الخطوط الفاصلة. فالعالمية ليست في الأشياء، بل في حب الأشياء. ثانيًا: فليكن لنا الضمير المُدرَّب نحو الله. قد نتأثر برأي صديق أو آخر، لكن لنتجه بضمائرنا نحو الله. ما هو فكره تعالى؟ وأخيرًا: لا ينبغي أن يغيب عن بالنا أن السبيل إلى غَلبة العالم ليس في جهد نبذله من عندياتنا، بل في الإيمان «وهذه هي الغَلبة التي تغلب العالم: إيماننا» ( 1يو 5: 4 ).

                            مارش
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: من "طعام وتعزية" - مايو 2009

                              الجمعة 15 مايو 2009

                              مسح الكهنة وتطهير الأبرص


                              والفاضل من الزيت الذي في كف الكاهن يجعله على رأس المتطهر، ويكفِّر عنه الكاهن أمام الرب ( لا 14: 18 )

                              كان الزيت ـ في العهد القديم ـ يُستخدم في مسح الكهنة ( لا 8: 22 - 30)، وفي شريعة تطهير الأبرص ( لا 14: 1 - 20). وليس عبثًا أن يتكرر هذا الرمز عينه في حالتين قد تبدوان وكأنه لا علاقة للواحدة بالأخرى: تطهير الأبرص، ومسح الكهنة. لكن في الواقع أن الارتباط كبير بينهما في ضوء العهد الجديد. فلقد كنا ـ نحن المؤمنين ـ بُرصًا نجسين روحيًا، لا علاقة لنا مع الله ومع مقادسه، بل كان مكاننا خارج المحلة (لا13)، فأصبحنا كهنة لله، لنا حق الدخول لا إلى القدس فقط، بل إلى «الأقداس»، إلى السماء عينها، إلى محضر الله ذاته ( عب 10: 19 رؤ 1: 5 ). فحق لنا أن نتغنى بفضل المسيح قائلين: «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه، وجعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه» (رؤ1: 5، 6). ولهذا فيمكن تطبيق هذين الرمزين علينا: سواء رمز تطهير الأبرص، أو رمز مسح الكهنة.

                              وفي هاتين الحالتين كان يوضع الزيت على الشخص تاليًا لوضع الدم عليه. فإذا عرفنا أن دم الذبيحة يشير إلى دم المسيح، وأن الزيت يشير إلى الروح القدس، فإن الرمز هنا يعني بكل وضوح أن الروح القدس ما كان ممكنًا أن يأتي ليحل على المؤمنين، ما لم يُسفك دم المسيح أولاً، وهو الأمر الذي تم في صليب الجلجثة. وبذلك نكون قد تمتعنا ببركتين عظيمتين، واحدة كانت بفضل عمل المسيح لأجلنا، والثانية بفضل عمل الروح القدس فينا. فلقد طهرنا من الخطية، وهي في نظر الله أكثر بشاعة جدًا من البرص، وهذا التطهير تمّ بفضل دم المسيح ( 1يو 1: 7 )، كما تقدسنا بروح الله القدوس لنكون كهنة لله. وحقًا ما أعظم إلهنا، الذي يغفر ويغدق في الوقت ذاته. فبعد أن غفر لنا الذنوب على أساس دم المسيح، قدَّم لنا أعظم عطاياه وهو الروح القدس.

                              ولا تنتهي المُشابهات بين مسح الكهنة بالزيت يوم تقديسه، ومسح الأبرص بالزيت يوم طُهره، عند حد تطبيق الدم أولاً ثم يليه تطبيق الزيت، بل إنه في الحالتين كان يتم مسح الأذن اليُمنى، وإبهام اليد اليُمنى، وإبهام الرِجْل اليُمنى. والأُذن تمثل كل ملكات الاستقبال والإدراك، واليد كل إمكانيات العمل والخدمة، والرِجْل كل وسائل التحرك والتنقل. بالروح القدس نستقبل ونميِّز، وبالروح نعمل ونخدم، وبالروح نسلك ونسير. بكلمات أخرى: ما عُدنا نسمع إلا صوت راعينا الحنون، ولا نعمل إلا رضاه، ولا نسلك إلا في طرقه.

                              يوسف رياض
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X