تويت
بطل فى قصة الحياة
القس:سامي بشارة جيد
ماجستير الدراسات اللاهوتية
samy6868@yahoo.com
هناك اناس عظماء دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه واثروا الفكر الانسانى بابداعاتهم وارائهم واثروا فى حياة الناس وتطلاعاتهم فكونوا امالهم وخففوا الامهم وجعلوا الحياة فى متناول ايديهم. ويذكر فرنسيس الاسيزى هذا المعنى ويؤكده عندما يقول"هناك اناس لم يستطعيوا ان يعيشوا فى الدنيا لانها كانت مستحيلة وهناك اناس عاشوا فى الدنيا وجعلوها ممكنة" وهناك ايضا اناس بثوا عقدهم وسمومهم وخبراتهم الشريرة وحياتهم الاشر ليجعلوا ويكسبوا لهم اتباع اشد شرا فالحياة مليئة بهذا وذاك. فمن فوق اسوار المستحيل يعبر الممكن ومن بين جذور الالم ينبت جنين الامل ومن بين مخالب الياس تنمو بذور الرجاء فالحياة مليئة بدروس الفشل والنجاح والاخفاق والكفاح. ولكن لم يتوقف التاريخ امام شخص فريد وشخصية متفردة الا مرة واحدة لينهى دورة ويبدأ من جديد دورة اخرى ولم تعرف البشرية خبر سار ولم ترى خبرة مسرة الا عندما جاء يسوع. ولم يتوقف العظماء ليرفعوا قبعاتهم ويفتحوا كنوزهم ويخروا سجدا ركوع الا حينما ولد يسوع ولم تتبع الجموع الا معلم واحد عمل وعلم عندما قدم موعظة الجبل وطوب المساكين بالروح والحزانى والودعاء والجياع والعطاش الى البر والرحماء وانقياء القلب وصانعى السلام والمطرودين من اجل اسمه. ولم تتغير حياة الملايين امام بطل فى قصة الحياة الا عندما قبلوا يسوع مخلصا شخصيا لهم وقد غلب الخطية وهزم ابليس وانتصر على الموت ودعى اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم ويقدم نموذج حياتى عملى لما ينبغى ان يحيا وان يعيش وان يسلك وان يتكلم ادم الاخير الانسان المخلوق على صورة الله فى البر وقداسة الحق الذى بدأ العهد الجديد عهد النعمة والبر الذى بالايمان وكمل ناموس الاعمال وتمم فى جسده ذبيحة الاثم والخطية وصار كفارة لخطايا العالم اجمع. نجح عندما فشل ادم الاول الترابى وقام بعدما سقط ابو البشر بغواية حواء وشكاية ابليس الخبيث وعاش لما مات عن ذاته وتمجد لما اخلى نفسه وتوج بالكرامه عندما حمل العار وجلس عن يمين العظمة لما ارتضى اكليل الشوك واطاع الاب بعدما عصى ادم وحواء وصية الرب وانبت الخير من شر جسد الارض بعدما ضربت بلعنة الحسك والشوك. يسوع بطل لانه عاش على الارض بمبادى السماء ونقل السماء الى الارض واتى بالملكوت الى ارض السكوت والفناء. "لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية"(يوحنا 3: 16 ).
1- يسوع هزم الاعداء:
لقد عاش السيد المسيح قرابة ثلاثون عاما عاملا ومتمما كل امر ليهزم الخطية واكمل كل متطلبات الناموس وفرائضه كيهودى حتى هزم الخطية اذ لم يكن فيه خطية ولا فى روحه غش لكن رسم يذلك طريق الاجتهاد ضد الخطية ولم تتعلق نفسه بالعالم ولا الاشياء التى فى العالم وبذلك يكون اول انسان يهزم الخطية واستطاع ان يقول من منكم يبكتنى على خطية بعدما اوضح ليوحنا المعمدان انه ينبغى ان نكمل كل بر . وهنا اول الاعداء وقد جاء انسان امكنه ان يهزم الخطية ومن ثم ياتى ثانى الاعداء اى الشيطان اذ هزمه بالنقاط قرابة 33 سنة وبخاصة على جبل التجربة بعدما ثلاث مرات ان يغريه ولكن بلا جدوى الى ان هزمه بالضربة القاضية على جبل الجلجثة عندما مات بدلا عن جميع الخطاه وهو بلا خطية وقال رايت الشيطان ساقطا كالبرق من السماء عندما جرد الرياسات والسلاطين واشهرهم جهارا ظافرا بهم فى الصليب. ثم جاء دور العدو الثالث والعنيد الذى يهزم كل البشر والذى جاء نتجة فساد الطبيعة البشرية اذ عصت وعاث فيها المشتكى فسادا الا وهو الموت اذ مات يسوع ككل البشر ولكنه الوحيد الذى قام واقامنا معه اذ امات بالموت ذاك الذى له سلطان الموت ونقض اوجاعه وقال اين شوكتك يا موت واين غلبتك يا هاويه. كثيرون ماتوا وقاموا والاكثرين اقامهم يسوع لكنهم ماتوا ثانية لكن يسوع اقامه الله وهو حى الى الابد ليشفع فى المخلصين الذين يقبلونه ربا وفاديا ومحررا ومخلصا شخصيا به يهزمون الطبيعة القديمة ويهزمون ابليس ولا يخلفون من الموت اذ ليس بعد موت بل انتقال من الحياة فى الارض التى هى نفاية الى الحياة التى هى ربح مع المسيح ذاك افضل جدا. لذا فان يسوع الفريد يبقى وحده البطل الحقيقى اذ هزم اشر والد الاعداء للانسان وللانسانية جمعاء.
2- يسوع بطل الفداء:
هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم (يوحنا 1 : 29 ) وقد تمم كل نبوات العهد القديم بدأ من وعد التكوين فى عدن "نسل المراة يسحق راس الحية" تكوين 3 :15 ) الى ملاخى "ولكم ايها المتقون اسمى تشرق شمس البر والشفاء فى اجنحتها(ملاخى4 : 2 -5 ) هانذا ارسل لكم ايليا النبى (يوحنا المعمدان بحسب لوقا 1:17 ) و (متى 11 :14 ) قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف. فيسوع اعظم من الملائكة ايضا بحسب العبرانين 1 :1-4 ) الله بعدما كلم الاباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الايام الاخيرة فى ابنة الذي جعلة وارثا لكل شيء ... صائرا اعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما افضل منهم" ويسوع هو الذبيحة الواحدة والابدية لانه بقربان واحد قد اكمل الى الابد المقدسين (عب 10 :14 ) اذ دخل مرة واحدة الى قدس الاقداس فوجد فداءا ابديا. لقد كان الكبش فداء عن اسحق وان كانت الاسرة تفتدى بحمل عندما يمر الملاك المهلك وحمل رئيس الكهنة عن نفسه وعن الامة لكن يسوع حمل الله عن العالم كله اذ اخلى نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب. وهذا الفداء ابدى فى ديمومته فهو فداءا ابديا ووسيلة قبوله بالايمان فبدون ايمان لا يمكن ارضاء الله فليس من اعمال لكى لا يفتخر احد فبالنعمة نحن مخلصون بالايمان(افسس 2: 1-10 ) فالنعمة اعظم من كل شيء حتى الايمان والمحبة اعظم من الرجاء والايمان فيالعمق وغنى وفيض النعمة وما اروع الحياة بالايمان. ويسوع بطل الفداء الاعظم اذ الجميع من هابيل الى المعمدان قدموا اشياء او ذبائح اما يسوع فهو بطل الفداء اذ قدم نفسه وما اعظم وما اغلى التضحية بالنفس ليس على الطريقة الحماسية الانتحارية وما اثمن وما اغلى من حياة السيد المسيح ابن العلى القدوس المولود من المنعم عليها العذراء البتول. عندما مات يسوع افتدانا من عبودية الخطية ومن عبودية الناموس ومن عبودية ابليس وافتدانا من الظلمة الى نوره العجيب. وعلى الصليب مات كبطل بريء وقبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة نكس الراس ليستريح ويسند راسه لانه قد اكمل اعظم قصة حب بين الله والانسان قصة الحب العجيب. "وهذه هى الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى ارسلته"(يوحنا 17: 3).
3- يسوع حل السماء:
ان مشكلة الانسان هى الخطية والحل الوحيد لهذه المشكلة هو دم المسيح فالماء يطهر الجسد والذبيحة ربما تريح النفس ولكن ماذا يفيد الروح التى تلوثت وتطلخطت وشردت فى برارى النجاسة والشر لا يوجد غير الدم كما من حمل بلا عيب وحده الدم يطهر الجسد فيصير هيكل للروح القدس ووحده الدم يغسل النفس فتتواصل مع قداسة الله ووحده الدم يشفى الروح يعتقها ويطلقها لتسبح فى فلك السماء. بعدما عجزت الارض ان تصعد الى العلاء نزل السماء الى الارض وبعدما سقط ادم قام يسوع وبعدما رسب التاموس بكل مواده وملاحقه نجح يسوع بنعمته وملحقاتها من ايمان ورجاء ومحبة. فشلت الذبائح الحيوانية والبشرية كما للاله مولك قدم يسوع نفسه ليس عن اضطرار بل عن حب اذ احب خاصته الذين فى العالم احبهم الى المنتهى. وحل يسوع ليس ككل الحلول الوقتية والمؤقتة بل حل ابدي لانه صنع فى السماء فكل الحلول البشرية صنعت فى الصين لكن يسوع قدم حل غير بشرى ازلى ابدى فهو حمل الله. كل الحلول مسكنات ومهداءات اما يسوع فعالج الخطية من جذورها فهو الطبيب الشافى وشفاء يسوع تام والكيد وشامل يسفى الجسد والنفس والروح فهو مضاد حيوى ضد الخطية و ترياق ضد الشر و بلسم ضد الموت. فالمسيح خير دواء لاعظم داء لانه طبيب الاطباء والمجروح الشافى والمعلم تلميذ الاب واستاذ الحكماء. ولكى يكون المسيح حلا عمليا ممكنا للانسان لابد من معونة روح الله القدوس روح القوة والفهم والاعلان والمعرفة الذى عاد ليمكث معنا معزيا اخر واخير فليس بعد يسوع حل او طريق او حق او حياة حتى لا نكون بعد يتامى وليتمم ارسالية السيد المسيح التى اوكلنا بها ان نذهب الى العالم اجمع ونكرز بالانجيل للخليقة كلها بقيادة ومعونة الروح القدس ليس على طريقة السيف او باستخدام العنف او الاحتلال بل بالحب كما كان المسيح المحب الاعظم فعندما قدم الانجليز الى الهند يحملون اعلامهم المدججة بعلامة الصليب وخرج اليهم غاندى مقاوما سلميا قائلا لهم" خذوا مسيحيتكم واعطونى مسيحكم فان مسيحيتكم تقتل وتدمر وتحتل وتعتدى اما ميسحكم فكان لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع احد فى الشارع صوته قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيله خامدة لا يطفى الى الامان يخرج الحق" اشعياء 42: 2-3 ). وديع ومتواضع القلب مملؤا نعمة وحقا."واما كل الذين قبلوه فاعطاعهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنون باسمه"(يوحنا 1: 12 ).
ما احوجنا الى المسيح وما احوجنا الى روح الله حتى نعمل اعمال الله وحتى نهزم انفسنا بكل سطوتها وانانيتها وحتى نفتدى الوقت لان الايام شريرة وحتى لا نضيع الوقت فى حلول بشرية عقيمة وناتى تائبين معترفين يخطايانا ونقبل حل السماء يسوع البطل الحقيقى فى قصة الحياة "لانكم بالنعمة مخلصون بالايمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ...لاننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكى نسلك فيها" (افسس 2: 8 و 10).