إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - يوليو 2009

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - يوليو 2009

    الأربعاء 1 يوليو 2009

    محتوى الخدمة وغرضها


    ... هكذا يقول ابنك يوسف... انزل إليَّ. لا تقف... وتكون قريبًا مني.. وأعولك هناك.... وتُخبرون أبي بكل مجدي في مصر.. ( تك 45: 9 - 13)

    لقد أرسل يوسف إخوته برسالة مُحددة كان عليهم أن يوصلوها بكل ما لكلمته من سلطان. فلقد استهل كلامه بالقول: «هكذا يقول ابنك يوسف» (ع9). وعلينا أن نتذكر أن قوة رسالة الإنجيل تكمن في كونها كلمة الرب «هكذا قال الرب».

    وكان يوسف ومجده هو الغرض العظيم للرسالة. لقد قال يوسف: أخبروا أبي أن الله جعلني متسلطًا على كل أرض مصر (ع9)، ثم يضيف «وتُخبرون أبي بكل مجدي في مصر وبكل ما رأيتم» (ع13). وهذه هي الرسالة الوحيدة التي يمكن أن تقابل احتياج ومجاعة العالم إلى الآن «أن الله جعل يسوع .. ربًا ومَسيحًا» وأن «هذا هو رب الكل» ( أع 2: 36 ؛ 10: 36). وما زال من امتيازنا أن نعلن عن أمجاد ذلك الذي هو رب الكل.

    وكانت الرسالة التي أرسلها يوسف ليعقوب هي «انزل إليَّ» (ع9) فمع أن يوسف هو رب الكل، وغنى مجده هو للجميع، إلا أنه لا يمكن إلا لأولئك الذين يأتون إليه أن ينالوا شيئًا من بركاته. فكما أن في يده كل السلطان لأن يبارك، فإن في قلبه كل النعمة التي تجذب الآخرين إليه. فكأن يوسف يقول لأبيه: ”إني أريدك“ لأنه لم يَقُل له ”انزل“ فقط، بل قال: «انزل إليَّ».

    وكانت الرسالة تتكلم عن البركات التي تنتظر أولئك الذين يأتون (ع10، 11). إن أيام الترحال في حياة يعقوب ستنتهي، إذ يقول يوسف: «فتسكن في أرض جاسان»، كما ستنتهي أيام البُعد والفراق أيضًا «وتكون قريبًا مني»، كما ستنتهي أيضًا أيام الحاجة والعوز «وأعولك هناك». وما زال رب المجد، إلى الآن، يقول: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). إن النفس التي تأتي إليه سوف تنتهي فترة تيهانها ووحدتها وجوعها في الكورة البعيدة. وفي صُحبة الرب راحة الضمير، وشبع القلب، وطعام النفس.

    وأخيرًا، فإن الرسالة تحمل معها كلمة تحذير. فهناك بركة عُظمى للذين يأتون، وهناك أيضًا خطر مُحدق بالذين يتأخرون، ولذلك قال يوسف: «لا تقف ... لئلا تفتقر أنت وبيتك وكل ما لك» (ع9، 11). ويا له من خطر أعظم بمراحل ذلك الذي سوف يحدق بنا إذا تهاونا بالرسالة العُظمى التي جاءت إلينا من رب المجد! «فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟» ( عب 2: 3 ).

    هاملتون سميث
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: من "طعام وتعزية" - يوليو 2009

    الخميس 2 يوليو 2009

    داود في مدرسة الله


    فذهب داود من هناك ونجا إلى مغارة عدُلام ( 1صم 22: 1 )

    ما كاد داود يخرج من عُزلة التدريب السري في البرية، حتى ظهر في ميدان القتال في وادي البُطم. وما أن أتمَّ عمله هناك حتى دُعيَ ثانيةً ليتعلم دروسًا أعمق واختبارات أسمى وأدق، في مدرسة الله.

    إن دروس الرب دائمًا مؤلمة وصعبة بالنسبة لصلابة رقابنا وتمرُّد قلوبنا، ولكن كل درس نحفظه وكل مبدأ ندركه، إنما يؤهلنا لِما ينتظرنا في الغد. وإنها لسعادة حقيقية أن نكون تلاميذ المسيح وأن نسلِّم له ذواتنا لكي يدربنا ويهذبنا ويرقينا ويهذبنا، والنتيجة هي سعادة نفوسنا في الخضوع في كل شيء للمسيح الذي قال: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم. لأن نيري هيِّن وحملي خفيف» ( مت 11: 28 - 30).

    وهناك ثلاثة أنواع من الراحة وردت في الكتاب المقدس: الأولى، هي الراحة التي نجدها كخطاة في كمال عمل المسيح الذي تمّ. الثانية، هي الراحة الحاضرة التي نجدها كمؤمنين عندما نخضع تمامًا لإرادة الله، وهي عكس الضَجَر والقلق. والثالثة، هي الراحة التي بقيت لشعب الله.

    ولقد عرف داود بركة الراحة الثانية، إذ كان خاضعًا بكُليته لفكر الله وإرادته بخصوص المملكة، وكان راضيًا بانتظار ساعة الله لثقته بأنها خير الساعات وأعظمها. وفي هذا الخضوع راحة حقيقية للإنسان من تعب القلب الكثير والقلق المُضني. ولا شك أن نفوسنا تستريح تمامًا إذا سارت في الطريق وهي واثقة بأن «كل الأشياء تعمل معًا للخير»، ولا حاجة لرسم الخطط لأنفسنا متى تيقنا أن الله يرسم لنا خير الخطط، وراحتنا تقوم في ترك كل شيء بين يديه. ولكن، ويا للأسف، كم مرة تنعكس هذه الآية معنا، بل كم مرة يُخيَّل إلينا عبثًا بأننا نستطيع أن ندبر أمورنا خيرًا من الله. قد لا نقول ذلك صراحةً، ولكننا في الحقيقة نقرّ ونعمل هكذا. يا ليت الرب يَهَبنا خضوعًا أكثر، وثقة أعظم مما لنا الآن حتى لا نقع في هذه التجربة المُرَّة.

    إن هذا الخضوع في نفس داود، هو الذي جعله يذعن لإرادة الله بالتنحي عن العرش والسُكنى في مغارة عدلام المُقفرة، فترك شاول، وترك المملكة، بل ترك حتى مصير نفسه في يدي الله، موقنًا بالانتصار في النهاية.

    ماكنتوش
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: من "طعام وتعزية" - يوليو 2009

      الجمعة 3 يوليو 2009

      يفهم الأعماق ويسدد الأعواز


      فأتى إليه أبرص ... فتحنن يسوع ومدَّ يده ولمسه ... ( مر 1: 40 ، 41)

      في نهاية الأصحاح الأول من إنجيل مرقس، نرى الرب يسوع يلمس الأبرص الذي أتى إليه ضارعًا طالبًا ليس اللمس بل الشفاء، لكنه إذ يعلم عُمق احتياج هذا المحروم من اللمس لدفء وحنان اللمسة، نجده يجود بها عليه دون أن يسألها أو حتى يحلم بها. وهذا يجعلنا نرجع للوراء، لنراه في بيت بطرس يشفي حماته من الحُمى، ليس بلمسة بل بمسكة قوية من يده القديرة ليدها الضعيفة الواهنة!

      وهذا يجعلنا أيضًا نتقدم قليلاً للأمام لنراه، في أكثر من موقف، يُشبع احتياج الأطفال، لا بلمسة ولا بمَسكة بل باحتضان! إذًا هو يعرف متى يلمس، ومتى يمسك، ومتى يحتضن! ويعرف أيضًا مَن الذي يحتاج للمسة، ومَن الذي يحتاج للمَسكة، ومَن الذي يحتاج للاحتضان! فالمرأة المُسنّة العجوز، يمسكها بيدها ويُقيمها! ولك أن تتخيل وَهنْ الشيخوخة وضعفها وشعورها العميق المستمر بالعَوز لمَن يمسك بها وهي بدون مرض، فكم بالحري حاجتها لمسكَة قوية وهي مريضة بالحُمى؟ بينما لم يكن الأبرص يحتاج ليد قوية، فهو رجل، والبرص لا يُذهب القوة كالحُمى، لكنه يضيِّع الكرامة بسبب نجاسته، لذلك لم يكن يحتاج لمسكَة بل للمسة حانية. والطفل الصغير الضعيف لا تكفيه؛ لا مسكَة ولا لمسة، فهو يحتاج بعمق للشعور بالأمان، وهذا لا يجده إلا في الأحضان.

      آه، ما أجمل وما أروع سيدي الكريم وهو يوزّع الحنان ويُشبع جميع الاحتياجات التي قد يعلم بها أصحابها أو لا يعلمون، يحلمون بإشباعها أو لا يحلمون. إن الجميل في المُحب الحقيقي هو فهمه لاحتياج الإنسان دون أن يبوح به، وإسراعه للإشباع دون طلب من المحتاج! هل كان الأبرص يحلم بيد عادية وليست يد القدوس أن تلمسه؟ وهل كانت العجوز تحلم بيد القدير تصل إلى سريرها، وتُمسك بها وتُقيمها، وتقهر لها مرضها، وتطلق القوة في جسدها الواهن حتى تقوم في الحال كشابة يافعة لتخدمهم؟ وهل كان يحلم الطفل بأن المعلم العظيم، الذي يجلس عند قدميه الكبار، يحمله ويأخذه في حضنه؟

      أحبائي .. هل رأينا كيف أحبَّ الإنسان؟ .. وهل تعلم ـ عزيزي القارئ ـ أنه ينتظر منا نفس هذا الحب من نحو الإنسان؟! فهيا بنا نطلب منه العون لنحب كما أحب فنكون بحق تلاميذه.

      ماهر صموئيل
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: من "طعام وتعزية" - يوليو 2009

        السبت 4 يوليو 2009

        كلامه لا يزول


        السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول ( مت 24: 35 )

        نحن نعرف أن بعض الدكتاتوريين كانوا يفرضون على الناس أقوالهم، وربما قال مغرور من هؤلاء إن كلامه لا يزول. ولكن ماذا بعد موت هؤلاء؟ يقول المرنم «تخرج روحه فيعود إلى ترابه. في ذلك اليوم نفسه تهلك أفكاره» ( مز 146: 4 ). نعم ليس الإنسان ـ كائنًا مَن كان ـ هو الذي كلامه لا يزول، بل الله، كقول المرنم: «إلى الأبد يا رب كلمتكم مُثبَّتة في السماوات» ( مز 119: 89 ).

        ومن الجميل أن نذكر أن المسيح، قُبيل آلامه وموته بساعات معدودات، قال: «السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول» ( مت 24: 35 ). وكانت الأيام التالية ستحمل الكثير من المفاجآت غير السارة لتلاميذه، ومع ذلك فقد ثبت أن كل ما قاله المسيح تمَّ، وتمَّ حرفيًا.

        إن طريقة موته تمت كما قال، فمات فوق الصليب ( يو 18: 32 مز 41: 5 ). لقد كان قصد قادة اليهود الأشرار أنه بموته فوق الصليب، وهي ميتة اللعنة والعار، ستنتهي إلى الأبد شعبيته ( يو 12: 32 )، ولكن العجيب أن العكس هو ما حدث، وبعد نحو خمسين يومًا بدأت الكرازة به، وآمن في عظة واحدة ثلاثة آلاف نفس، وما زال هذا يحدث يوميًا في كل بقاع العالم! هناك ملايين لم تكن لهم به أية علاقة، والبعض كان ينكره ويبغضه، لكن الصليب غيّرهم فأحبوه وعبدوه، وذلك إتمامًا لقوله: «وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذبُ إليَّ الجميع» ( مت 28: 5 ). ولقد قال أيضًا إنه سيقوم في اليوم الثالث. وهو ما حدث فعلاً، فعندما ذهبت المرأتان إلى القبر في فجر أول الأسبوع، وجدتا الحجر مدحرجًا عن باب القبر، وسمعتا صوت ملاك من السماء يقول لهما: «إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب، ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال» ( مت 26: 32 ، 6). ولقد ظهر لتلاميذه في الجليل كما قال أيضًا (مت26: 32؛ 28: 7).

        وقبل ذلك كان قد قال: «على هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» ( مت 16: 18 )، وهو ما تشهد به القرون العشرون الماضية. فكم حاولت معاول الهدم أن تهدم كنيسة المسيح، ولكن طاشت سهامهم! واتضح أن كلام المسيح هو حقًا أشد ثباتًا من السماوات بقوانينها الثابتة، وأكثر رسوخًا من الأرض بجبالها الراسخة. إن كلام المسيح أبدي وإلهي، معصوم وصادق. إن كلامه له ذات صفات كلام الله، لأنه هو الله.

        يوسف رياض
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: من "طعام وتعزية" - يوليو 2009

          الأحد 5 يوليو 2009

          تطلعوا وانظروا!


          أما إليكم يا جميع عابري الطريق! تطلعوا وانظروا إن كان حزنٌ مثل حُزني الذي صُنع بي ... ( مرا 1: 12 )

          يا عجبًا! الابن الذي به عِمل الله العالمين، حَمَل خطايانا في جسده على الخشبة، رئيس الحياة قُتل، البار أُحصيَ مع أثمة وشفع في المُذنبين. ابن العلي نزل إلى أقسام الأرض السُفلى، الابن الوحيد الذي في حضن الآب أُخذ بأيدي أثمة وصُلب وقُتل، رب المجد عُلّق على خشبة. عبد الرب البار، مختاره الذي سُرَّت به نفسه، تُرك وهو يعاني الآلام المُبرحة وشدة الأوجاع التي أدت به إلى الصراخ «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟» ( مز 22: 1 ). يا للكمال غير المحدود الذي اجتمع في الصليب! يا لدروس النعمة السامية والقداسة والبر والحق والسلام التي أُعطيت لتعليمنا!

          يا للكرب، يا للآلام، يا للخزي، بل يا للهول لما اجتاز فيه عمانوئيلنا المعبود متألمًا لأجل خطايانا تحت دينونة الله العادلة! أي إنسان، بل أي ملاك في مقدوره أن يُدرك، بل أن ينطق بملء معنى هذه الأحزان التي لا يُسبر غورها والآلام التي لا يُدرَك قرارها! وأي كائن يقدر أن يصل إلى أعماق أعماقها! وأي مخلوق يستطيع أن يعبر المياه التي دخلت إلى نفسه. وأي فكر يدرك كنه ما اجتاز فيه إرضاء لمطاليب عدل الله، وإيفاء لحقوقه تبارك اسمه. مكتوب «حَمَل خطايانا» و«تألم لأجل الخطايا» و«مات من أجل خطايانا حسب الكتب» ( 1بط 2: 24 ؛ 3: 18؛ 1كو15: 3).

          حقًا إن عمل المسيح الكفاري لا يدركه مخلوق كائنًا مَنْ كان، فهل يدرك المحدود غير المحدود؟ ونعلم لتعزيتنا أنه شرب الكأس المملوءة بدينونة الله ضد الخطية، تلك الكأس التي لما ألقت بظلها من بعيد، جعلت عرقه يتصبب كقطرات دم على الأرض. فماذا يا تُرى كان حزنه وألمه لما «سُرَّ (الرب) بأن يسحقه بالحَزن. إن جعل نفسه ذبيحة إثمٍ» ( إش 53: 10 )؟

          يا تُرى، ماذا كان تأثير الألم في نفسه؟ يا لعظمة عمل الصليب لا سيما إن تأملنا في بعض نتائجه. أ لم يحب المسيح الكنيسة ويُسلِم نفسهُ لأجلها؟ عن قريب ستُبطَل أنّات الخليقة، ويؤتى بها إلى حرية مجد أولاد الله بناء على موت الصليب. سترنم الخليقة في المستقبل، لأنه صنع صُلحًا بدم صليبه ليُصالح الكل لنفسه ما على الأرض وما في السماوات.

          تشارلس ستانلي
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: من "طعام وتعزية" - يوليو 2009

            الاثنين 6 يوليو 2009

            ثلاث


            علامات استفهام هل إلى الدهور يرفض الرب، ولا يعود للرضا بعد؟ هل انتهت إلى الأبد رحمته؟ ... هل نسي الله رأفةً؟ ...

            ( مز 77: 7 - 9)

            نطق آساف بثلاثة أسئلة تبدأ كل منها بكلمة: هل؟

            1ـ هل إلى الدهور يرفض الرب؟

            2ـ هل انتهت إلى الأبد رحمته؟

            3ـ هل نسيَ الله رأفةً؟

            إن مثل هذه الأسئلة لا تخرج إلا من قلب يتشكك في محبة الله الكاملة.

            1ـ هل إلى الدهور يرفض؟

            في أحيان كثيرة تكون المشاعر والعواطف الإنسانية مقياسًا للحكم على محبة الله ونعمته. هل يرفض الله شعبه؟ لم يرفض الله شعبه كما تصوَّر آساف ( رو 11: 1 ، 2) لأن قبولنا لدى الله هو قبول أبدي في شخص ربنا يسوع. لقد صار لنا القبول عن طريق المُصالحة. فيا لغبطة الإيمان الذي يرى ابتسامة الرضا تعلو المُحيا الإلهي بنا إلى أبد الآبدين.

            2ـ هل انتهت إلى الأبد رحمته؟


            لن نجيبك يا آساف. أ ليس داود صديقك. أ لم تستمع إلى أقواله هذه: «مثل ارتفاع السماوات فوق الأرض، قويت رحمته على خائفيه» ( مز 103: 11 )، وأيضًا «أما أنا فأغني بقوتك وأرنم بالغداة برحمتك. يا قوتي لك أرنم لأن الله ملجأي إله رحمتي» ( مز 59: 16 ، 17).

            عزيزي، إن مراحم الرب لا تزول. هي جديدة في كل صباح ( مرا 3: 22 ، 23).

            3 ـ هل نسيَ الله رأفةً؟

            يا لقلب الإنسان عندما يتأنى عليه الرب في تجربة أو احتياج ما. فيطرح هذا التساؤل. هل نسيني الرب؟ لكن ما هو جواب الله؟ هل تنسى المرأة رضيعها. نعم إن هذا قد يحدث أحيانًا. فحتى هؤلاء ينسين. لكن يقول الرب: «أنا لا أنساك». إنه قول صادق وأمين عبر السنين. ألا تعلم أنه مشغول بك باستمرار. إنه يفكر فينا وفي أحوالنا، ويدبر كل أمورنا من يومٍ إلى يوم. فقد ينسانا الأصدقاء أو الأحباء، وهذا وارد الحدوث. أما ربنا فهو الشخص الذي نُقشت أسماؤنا في فكره وقلبه إلى الأبد. إن عيني الرب مستقرة بالرضا على الأبرار ( 1بط 3: 12 ).

            نعم فالرب لا يحتاج لمَن يذكِّره بنا. لأن المحبة لا تحتاج لمن يذكِّرها بمَن أحبتهم إلى الأبد. له كل المجد.

            جوزيف وسلي
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: من "طعام وتعزية" - يوليو 2009

              الثلاثاء 7 يوليو 2009

              الرجاء الذي لا يُخزي (2)


              ولكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ( رو 5: 8 )

              في رومية5: 6- 8 نجد الجانب التاريخي لهذا التساؤل: كيف نتأكد من أن الرجاء المسيحي في المسيح يسوع لا يخذلنا أو يخدعنا في نهاية المطاف؟ لقد وجد الإنسان «يسوع» الذي وُلد منذ نحو ألفي عام، يُدعى المسيح ”المسيا“، رجاء وأمل البشرية بلا منازع. أتى إنسانًا بين الناس يجول يصنع خيرًا ومشهودًا له بقوة إلهية، وقام من بين الأموات. وهذه الشهادة على اتساعها وعُمقها لا يستطيع أحد أن يشكك في صحتها. لقد بذل المسيح حياته باختياره المُطلق من أجل أعدائه، وهذه حقيقة تاريخية أمام عيني حتى غير المؤمن حيث لا يمكنهم تفسير ما فعله. هل هناك يا أخي المؤمن مَن فعل ولو مثل ذلك؟

              معروف عن الجنود في الحروب أنهم يقدمون حياتهم لأجل زملائهم في الصف، والوالدون يضحّون من أجل أولادهم، وفي حالات نادرة جدًا قد يقدم شخص حياته من أجل آخر جدير ويستحق (ع7). أما المسيح فعن طيب خاطر وببذل السماح، بذل نفسه لأجل الفجار (ع6).

              لقد وُلد ـ له المجد ـ لكي يموت باذلاً نفسه عنا. لم يكن ذهابه إلى الصليب مُصادفةً، بل كانت مشيئة الله المحتومة، والوقت المعيَّن (ع6). ولقد تنبأ السيد مقدمًا عن موته حينما قال: «لأن ابن الإنسان أيضًا لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين» ( مر 10: 45 ). وهذا ما جعله يبذل نفسه وحياته. لقد مات لأجلنا «ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» (ع8).

              إن التفسير المنطقي المترابط والوحيد لِما حدث منذ ولادة المسيح في بيت لحم وحتى صليب الجلجثة، هو أن «الله بيَّن محبته لنا» (ع8). وهذا هو البرهان الموضوعي أو التاريخي، وغير المعتمد على اختباراتنا بالضرورة: أن الله أحبنا، وأن رجاءنا فيه ليس باطلاً. وحين يعتريك اكتئاب ما ويُحيط بك اليأس، فعليك أن تتأمل بعمق في محبة الله، وتفكر كيف أن الله بيَّن، محبته لك، وتتطلع إلى ما صنعه الله معك ولك عبر التاريخ. إن التفكير فيما أنت فيه قد يُصيبك بالإحباط والفشل، إلا أن الحقيقة هي أن فادينا قد مات من أجلنا؛ سواء أحسسنا عميقًا بذلك أم لا، وهذا هو البرهان التاريخي على أن رجاء المؤمن ليس خداعًا.

              إن رجاء المؤمن المسيحي في الرب يسوع المسيح جدير بالتمتع به، وهو رجاء لا يُخزي في نهاية المطاف، فلنشكر الله إذًا.

              ديفيد ر. ريد
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق

              من قاموا بقراءة الموضوع

              تقليص

              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                معلومات المنتدى

                تقليص

                من يتصفحون هذا الموضوع

                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                  يعمل...
                  X