إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأعمى صار بصيرا والمبصرين عميان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأعمى صار بصيرا والمبصرين عميان

    ما الذي يدفع البعض لأنكار حق الإنجيل بكل ما جاء فيه؟ ربما تكون هناك أسباب عديدة، ولكن أهمها واغلبها شيوعاً هو الخوف من آراء الناس، إما بسبب الجهل أو بسبب محبتهم للخطية أو لتمسكهم الأعمى بتقاليد آبائهم الباطلة أو لتعصبهم لديانتهم الوثنية.
    إنني أدعوك أيها القارئ للتأمل في إنجيل يوحنا والأصحاح التاسع لتجد كيف أنّ أبوين قاما بالتنصل من الإجابة عن إبنهم الشاب الذي كان أعمى منذ ولادته لكن المسيح له المجد فتّح عينيه، وعندما قام رجال الدين اليهود بجلسة إستجواب للابوين لأجل الطعن بهوية وعمل المسيح، تهرب الوالدَينِ من الإقرار بما صنعه يسوع المسيح من إحسان ونعمة لابنهم المكفوف. فقد قالوا " هو كامل السن اسالوه فهو يتكلم عن نفسه. قال ابواه هذا لأنهما كانا يخافان من اليهود. لان اليهود كانوا قد تعاهدوا إنه إن اعترف أحد بانه المسيح يُخرَجُ من من المجمع" ( يوحنا 22:9).
    أسباب عدم إيمان البعض بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله والمُخلص الوحيد
    أولا: الخوف من الناس لأجل إرضاء وتبجيل الناس
    فهل كان خوف الابوين فيه إكرام للرب؟ أم إنهم خافوا من الناس لاجل إرضائهم؟ أ لم نكن نتوقع أن يبتهج الام والاب بإبنهم الذي عاد اليه النظر؟ بعد ثماني عشر سنة على الاقل!! أعمى يمتلك عينين جديدتين مخلوقتين بعمل الله!! انتقل الأعمى من الظلام الى النور ورأى النور الحقيقي يبدد ظلامه، ولكن ماذا نقول قلب الأب الحنون وفواد الأم الرقيق كانا أقسى من الصوان في ذلك اليوم، لم يفرحوا بهذه الآية بل استنكفوا من ابنهم الذي اشرق في قلبه نور المسيح الذي لا ينتهي.
    يقولون نحن نعلم إن هذا إبننا وإنه ولد اعمى أما كيف يبصر الآن فلا نعلم؟

    فلو استطعتُ أنا كاتب هذه الرسالة أن أجري مقابلة مع الوالدين لقلت لهما هل يوجد نظير يسوع المسيح صنع معجزات لا يمكن تعدادها في ذلك الوقت؟ إذا إنتما تعلمان أن يسوع المسيح هو الذي صنع هذه الآية مع ابنكما، إذا لماذا هذا الكذب المقنع؟ تقولان لا نعلم!!
    عزيزي القارئ إن من يكذب على نفسه إنما يخدع نفسهِ ومن يخدع نفسه يخونها ومن يخونها إنما يقودها الى هلاك مُحتمٍ.
    إن تلك الآية واضحة كوضوح الشمس في كبد النهار، ولكن الخوف والإرهاب الفكري من رجال الدين المتطرفين جعل الوالدين يقولون ( لا نعلم ). فها عائلة تتنصل من الإجابة الصريحة في محضر المتكبرين لكي تكسب تأييد رجال الدين المتزمين بتقاليد الشيوخ الميّتة !!.
    أيها الاحباء لنلاحظ أنّ الديانة الظاهرية التي هي من صنع الإنسان، تُفرغ قلبه من الحب بل وتستاصل عواطفه، أ لم نسمع عن أب قتل ابنته بالسكين لانها آمنت بالرب يسوع المسيح ورفضت الرجوع للديانة البشرية؟!!، فلم يختلف ما حدث قبل الفي سنة عنما يحدث اليوم، أب وأم يتنكران لهوية وآية يسوع المسيح الذي أهدى البصر وراحة القلب في يوم الراحة لمولود أعمى لم يعرف طعم الراحة قبل أن يمد يسوع المسيح يديه له بالحب والحنان والخير.
    لابد أنهما فكرا وقالا لانفسهما لو اعترفنا بيسوع وما صنع، فإننا سننفضح وتضيع كرامتنا اي أننا اصبحنا من تلاميذ يسوع الناصري وسيخرجوننا من المجمع وسنكون سخرية في اعين الناس، حقا أنّ الكتاب يقول " لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله" ( يوحنا 43:12).
    لقد فضل الأبوين الإكتفاء بإرضاء الناس والرضوخ صوت الاغلبية الخاطئ ولكنهم لم يفكروا بالنور والفرح والخلاص الذي حصل عليه إبنهم بهبة مجانية من القادر على كل شيء، لقد فضلوا الوقوف في حشود المُغمّضين أعينهم بدلاً من رؤية قدوس الله!!.
    أ ليس فتحُ عيني مولود كان أعمى منذ ولادته حقيقة عرفها حتى الجيران إنه كان أعمى فلماذا وقف الابوين مع الباطل؟ وكأنّ لسان حالهما يقولان للشيوخ ورجال الدين ( تحكموا فينا فنحن لا نعرف كيف نتحكم بانفسنا) وما يؤكد كلامي هذا هو سؤال الأجيال الذي طرحه الرب يسوع المسيح في حادثة آخرى ذلك السؤال الذي لايزال قائماً لهذه اللحظة والذي بحاجة إلى شجاعة وإخلاص لإجابته ، فقد قال للجموع "ولماذا لا تحكمون بالحق من قبل نفوسكم؟" ( لوقا 57:12).
    وأنا كاتب هذه الرسالة أسال بعض المعاندين للحق إن قرأوا هذه الكلمات، وأقول لكل واحد "لماذا تضع عصابة على عينيك وتطلب من أناس تعرف أنّ نهايتهم الهلاك من سلوكهم المتمثل بالكذب والشتائم ورياء الاقوال الكاذبة أن يقودوا حياتك للهلاك وعدم تصديق الأخبار السارة؟ ومتى تكون شجاعاً وتستطيع أن تقول مع الذي فتح يسوع عينيه "..إنما أعلم شيئاً واحداً أنـّي كنت أعمى والآن أبصر" ( يوحنا25:9).
    ثانيا: الخوف من الإهانة
    لقد خاف أبوا الشاب المولود أعمى من الإعتراف بحقيقة التغيير الجذري لانهما عرفا أن قاموس المسّبات سينهال عليهما وهكذا الى الان بعض الناس يحاولون أن يتجنبوا قبول الحق خوفا من كرامتهم الذاتية مِن أن تهان من قبل أطراف معارضة لا تستطيع أن تحاور أو تجادل بل تكتفي بما نستطيع ان نطلق عليه بلغة اليوم ( فتاوي تكفيرية) "لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا أنه إن اعترف به أحد بأنه المسيح يُخرجُ من المجمع" ( يوحنا 22:9). وقد أنبأنا المسيح بذلك الإرهاب "سيخرجونكم من المجامع بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" ( يوحنا 16:2).

    الإيمان الحقيقي يعطي فرصة الاختيار لا الإجبار
    لقد ابتعد الرب يسوع المسيح عن المشهد قليلا، لكي يعطي للذي أبصر أن يقرر ويدرك ويميز بنفسه الفرق الشاسع بين عتمة قلوب الناس وظلام افكارهم وبين رقة قلب يسوع والنور الذي جعله يدرك من هو يسوع، فما هو عمل ( النور الذي يضئ في الظلمة؟)


    أعمال النور
    1. النور يزيل الخوف
    يسوع المسيح هو النور الحقيقي الذي أزال مخاوف الأعمى، وأعطاه شجاعة الإيمان لكي يواجه رجال الدين المنكرين لتلك الحقيقة.


    2. النور يفضح الظلام
    الرب يسوع المسيح أعطى بصيرة وحكمة روحية للذي انفتحت عيناه عندما سلّط ( متفتح العينين) مصباح سؤاله الذكي إلى كهوف أفكارهم "أ لعلكم أنتم تريدون ان تصيروا له تلاميذه" ( يوحنا27:9) فإنكشف ما في الكهف، خفافيش الظلام، (فشتموه). فالمتدين الاعمى يرد بالشتائم عندما يعجز بالرد عن اي إجابة مقنعة وأخيراً قالوا له "بالخطايا ولِدت أنت بجملتك وأنت تعلمنا؟ فاخرجوه خارجاً" ( يوحنا 34:9). فالمتدين ظاهريا أعمى في قلبه وفكره رغم أنه قد يكون له عينين ولكنه لا يرى خطاياه بل فقط خطايا الاخرين بسبب كبرياء قلبه ولسانه!!.


    3. النور يعالج كآبة الإنسان
    لقد وضعتُ نفسي مكان الأعمى في ذلك المشهد، وأنا جالس استعطي وأتساءل الذاهب والآيب هل من علاج لحالتي، وكان الجواب لا يا بُنيّ لا يوجد نبي منذ الدهر قدِرَ أن يشفي مولود أعمى، فتصورتُ الكآبة التي كانت تملىء قلبه!!
    لكن النور الحقيقي قد جاء ربنا يسوع المسيح، وأزال كآبة ذلك الميؤس من نفسه، فدخل الفرح السماوي حياته. ورأى لاول مرة عبوسة وكآبة رجال الدين الذين اتهموا المسيح إنه صنع أو جبل طيناً يوم السبت، بينما كانوا في المجمع جالسين يجبلون جبالاً من المكايد والمؤامرات والشتائم ليس ضد الخير يوم السبت بل ضد أقوال الله وضد النور والخلاص من الظلمة وضد الفرح التي جميعها من حق كل إنسان


    4. النور يتفاعل ليثمر
    كما أنّ الضوء يتفاعل مع اليخضور لتعطي النبتةُ ثمرها، هكذا نور المسيح تفاعل مع الإيمان القلبي البسيط لذلك الذي تم خلق عينان جديدتان له، فعندما قال له يسوع " أ تؤمن بابن الله؟ ( يوحنا 35:9) اي أ تؤمن بالله الذي ظهر في الجسد وبكل ما يحمله اسم ابن الإنسان من سلطان أبدي لا يزول؟ فبمجرد أن سمع السؤال لم يُجِب كباقي الباحثين عن الحق (كيف يكون هذا؟) ولم يُجِب كباقي الجهال الذين يتعجّلون بنطق الجهالات ( استغفر الله، هذا كفر) لان النور الحقيقي يوسع دائرة الفكر ليفكر بسمو وعلوّ النور القادم من الاعالي فأجاب إجابة الراغبين في الإيمان لاجل الأدلة المقنعة. لقد انطبق على ذلك الأعمى تلك النبوة القديمة "الشعب الجالس في ظلمةٍ ابصر نوراً عظيماً. والجالسون في كورة الموتِ وظلاله أشرق عليهم نورٌ" ( متى 16:5).
    كانت إجابة الذي انفتحت عيناه " من هو يا سيد لأومِنَ به؟" ( يوحنا 36:9) وكأنّ لسان حاله يقول لقد تخلصت من الظلام والجهل ولا اريد ان أكون بليد بل أريد أن أعرف حل تلك الاحجية القديمة "من صعد إلى السموات ونزل؟ من؟ .... من؟ ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟ ( أمثال 2:30-4). فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو . فقال أومِنُ يا سيد وسجد له" ( يوحنا 37:9-38).
    يا له من إيمان عجيب فخلال ساعات قليلة في يوم شتوي قصير عرف ذلك الذي فتـّح يسوع عينيه، أنّ يسوع ليس مجرد نبي صالح بل إنه أمام حق عظيم ونور بهي، الله ظهر في الجسد، فعندما تنفتح العينان والبصيرة الروحية أمام الاسم الحسن ابن الله، يسجد القلب إختياراً وتنحني الركبتين تعَبُداً.


    5. النور يوّبخ الظلام
    فقال يسوع لدينونة أتيت أنا لهذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون" ( يوحنا 30:9).
    إن الرب يسوع المسيح هو النور الحقيقي الذي يضئ ظلمة كل إنسان، ولكن بعض الجالسين في الظلام يرفضونه لكي تظهر خزي خطاياهم.
    "وهذه هي الدينونة إنّ النور قد جاء الى العالم وأحبّ الناس الظّلمة أكثر من النّور لأنّ اعمالهم كانت شريرة. لان كل من يعمل السّيّآت يبغض النور ولا ياتي إلى النور لئلا توبخ أعماله" ( يوحنا 19:3-20).
    لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( إنجيل يوحنا 16:3 )

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X