إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

    الأحد 1 نوفمبر 2009

    يُوصي ملائكته بك


    لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طُرقك ( مز 91: 11 )

    هذه الآية اقتبسها الشيطان مطبقًا إياها على الرب يسوع، عندما جرَّبه في البرية، كالإنسان الكامل، أربعين نهارًا وأربعين ليلة، كما نقرأ في متى4؛ لوقا4. ولقد كان الغرض من هذه التجربة إظهار كمال الإنسان الثاني: الرب يسوع المسيح. وهو في هذا في مفارقة تامة مع الإنسان الأول في الجنة.

    لقد كان آدم وسط جنة غنَّاء، فيها كل ما يلذه وينعشه، أما المسيح فكان في برية جدباء ليس فيها له حتى الخبز الضروري. بمعنى أن كل ظروف آدم في الجنة كانت تحتج لصالح الله في وجه العدو، بينما في البرية كانت كل الظروف في طاعة العدو ضدًا لابن الله.

    ولقد سقط الإنسان الترابي فورًا، وأما الرب يسوع فانتصر انتصارًا عظيمًا. ونهاية التجربة بالنسبة للمسيح أن أتت الملائكة لتخدمه في البرية، بينما مع آدم وحواء نقرأ عن طردهما من الجنة، وعن الكروبيم وسيف اللهيب تمنع الإنسان من الاقتراب إلى الجنة.

    وعندما اقتبس الشيطان هذه الآية المسياوية الواردة في مزمور91: 11، فإنه كعادته حوَّر في الآية لتخدم مقاصده الخبيثة. لقد قال للمسيح: «إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوبٌ: إنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجرٍ رجلك» ( مت 4: 6 ). لقد حذف الشيطان منها عبارة «في كل طرقك»، وكأنه مصرَّح للمؤمن بأن يضع نفسه في التجربة ليرى إذا ما كان الله سيتمم وعده أم لا. في التجربة الأولى طلب الشيطان من المسيح أن يجعل الحجارة خبزًا، فلما رفض المسيح أن يعمل شيئًا بالانفصال عن الآب أو أن يساعد نفسه، كأن الشيطان يقول للمسيح: إن كنت لا تريد ممارسة قوتك الإلهية لتساعد نفسك، إذًا فاجعل أباك يستخدم قوته لمساعدتك. والمسيح لو فعل ذلك، لكان قد جرَّب الرب كما فعل بنو إسرائيل في البرية. لهذا فإن المسيح قال للشيطان: «ومكتوبٌ أيضًا: لا تجرب الرب إلهك» ( مت 4: 7 ؛ لو4: 12).

    وإذا سألنا: لماذا انتصر الرب يسوع على الشيطان؟ فالإجابة هي: لأنه كان في ستر العلي، ولم يخرج من هذا المكان قط، إلا طوعًا وباختياره، في ساعات الظلمة فوق الصليب، فله كل المجد.

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

    الاثنين 2 نوفمبر 2009

    عبد يسوع المسيح


    بولس، عبد ليسوع المسيح، المَدعو رسولاً، المُفرز لإنجيل الله ( رو 1: 1 )

    كان الرسول بولس يفتخر بكونه عبدًا ليسوع المسيح، بالرغم من كونه رسولاً عظيمًا، أُعطيت له أسمى الإعلانات، حتى أن الله رأى أنه من اللازم أن يعطيه شوكة في الجسد لئلا يرتفع بفرط الإعلانات. وقد تميَّز بكونه عبدًا مُطيعًا، من الوقت الذي رأى فيه المسيح كالرب، إذ قال له: «مَنْ أنت يا سيد؟»، وإذ عزم أن ينفذ إرادة الرب، كعبد لسيده، قال له: «يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟» (أع9). ولا شك أن العبودية للمسيح تتضمن أسمى أنواع الحرية، فهي عبودية تطوعية، فيها كل الغبطة والسعادة.

    والرسول بولس لم يكن يعتبر نفسه عبدًا للرب فقط، بل قال: «إننا لسنا نكرز بأنفسنا، بل بالمسيح يسوع ربًا، ولكن بأنفسنا عبيدًا لكم من أجل يسوع» ( 2كو 4: 5 ). فلا سيادة ولا رئاسة في المسيحية إلا لشخص الرب يسوع وحده.

    أيها الأحباء: إننا وجدنا في المسيح غفران خطايانا، وتعلمنا من الإنجيل أن الرب يسوع قد جاء بالنعمة إلى هذا العالم ليخلِّصنا، وإذا كنا قد اعترفنا بنسبتنا لذاك الذي خلَّصنا بمثل هذه التضحية العظيمة لكي نصير له جملةً؛ روحًا ونفسًا وجسدًا، فيجب أن نعترف له بحق السيادة المُطلقة علينا، أن يسوع المسيح صار ربنا وسيدنا.

    إننا قَبِلنا بفرح عمل النعمة الذي أتمه المخلِّص لنا، ويجب ألاّ يفوتنا أن هذا العمل قد أوجدنا في حالة تعبُّد وخدمة جديدة وسعيدة. وإن جاز لي التعبير، في عبودية حُرة للرب يسوع المسيح. وعلينا أن نفهم أننا لسنا أحرارًا فيما بعد لأن نعمل مشيئتنا كما كان الحال قبل الإيمان، فذاك المجيد الذي خلَّصنا بتضحية حياته، أَ ليس له علينا حق مُطلق؟ إن الفداء قد وضعنا جميعًا؛ أحداثًا وشيوخًا، تحت سيادة لا تسمح لنا فيما بعد أن نعيش لأنفسنا. ليس لنا الحق فيما بعد أن نسلك بحسب أفكارنا الخاصة، ولكن إرادة المسيح يجب أن تكون ـ على الدوام ـ القانون الوحيد لسلوكنا. فالذي له سلطة مُطلقة على كل شيء، أَ ليس له أيضًا سلطة علينا؟ نحن ملكه، فهل نجسر على عدم الطاعة؟! «لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش، لكي يسود على الأحياء والأموات» ( رو 14: 9 )، «لأنكم قد اشتُريتم بثمن، فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله» ( 1كو 6: 20 ).

    فايز فؤاد
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

      الثلاثاء 3 نوفمبر 2009

      واثقون كل حين


      فإذًا نحن واثقون كل حينٍ وعالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد، فنحن متغربون عن الرب. لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان ( 2كو 5: 6 ، 7)

      يا لها من لغة رائعة يستخدمها الرسول بولس؛ لغة الثقة واليقين الكُلي والدائم! وهذه يجب أن تكون لغة كل مؤمن حقيقي ”أنا واثق كل حين“.

      لكن على أي شيء بنى الرسول هذه الثقة؟ ومن أين استمدها؟ هل من الظروف المستقرة حوله؟ كلا، فلقد ذكر سابقًا «لأننا نحن الأحياء نُسلَّم دائمًا للموت من أجل يسوع» ( 2كو 4: 11 ).

      هل استمد ثقته من قدرات نفسية خاصة كان يتمتع بها؟ كلا، فقد أشار بوضوح «مكتئبين في كل شيءٍ، لكن غير متضايقين، مُتحيرين، لكن غير يائسين» ( 2كو 4: 8 ).

      فهل كانت ثقته بسبب توافر الإمكانيات المادية له؟ كلا، فها هو يقول: «كفقراء ونحن نُغني كثيرين، كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء» ( 2كو 6: 10 ).

      إذًا، فمن أين استمد هذه الثقة القوية والمستمرة؟ الإجابة: لقد كان لديه الإعلان الإلهي والروح الإلهي.

      أما عن الإعلان الإلهي فاسمعه يقول: «لأننا نعلم ...» ( 2كو 5: 1 ). ثم يشرح الرسول ما أعلنه له الرب من جهة نقض الخيمة الأرضية بالموت، وما يقابل هذا من جسد ممجد هو بناءٌ من الله، بيتٌ غير مصنوع بيد، أبديٌّ. ونحن أيضًا لدينا الإعلان الإلهي الكامل في كلمة الله. وبقدر ما درسنا الكلمة، وفهمناها، وملأت كياننا، وصارت ثابتة فينا، بقدر ما امتلأنا بالثقة وسط كل الظروف «سلامةٌ جزيلةٌ لمُحبي شريعتك، وليس لهم معثرة» ( مز 119: 165 ).

      أما الأمر الآخر الذي جعل الرسول يتمتع بالثقة الدائمة فهو: الروح القدس «ولكنَّ الذي صنعنا لهذا عينه هو الله، الذي أعطانا أيضًا عربون الروح» ( 2كو 5: 5 ). لقد كان يتمتع بسُكنى الروح القدس فيه، ويصفه هنا كالعربون. لقد وعدنا الرب بأجساد مُمجدة بها نستطيع أن نتمتع بالميراث المحفوظ لنا في السماوات، ومَن منا يمكنه أن يتصور أبعاد هذا الغنى الإلهي المُعدّ لنا، وهذا المجد الأبدي الذي سنوجد فيه؟ إنها أمور تفوق مدارك العقل. ولكي ما يؤكد الرب لنا ـ في نعمته الغنية ـ يقين امتلاكنا لكل هذه البركات، أعطانا عربون الروح في قلوبنا. والعربون هو تأكيد من الرب لنا، وهو أيضًا وسيلة لنتذوق ـ من الآن ـ شيئًا من الأفراح السماوية التي ننتظرها، والغبطة الأبدية التي سنوجد فيها. لذا لا عجب أن الرسول يقول: «فإذًا نحن واثقون كل حين».

      فريد زكي
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

        الأربعاء 4 نوفمبر 2009

        بين سؤال .. وسؤال!


        .. آدم ... أين أنت؟ ( تك 3: 9 )
        .. أين هو المولود ملك اليهود؟ ( مت 2: 2 )

        تُعتبر الأسئلة أول طريق البحث عن الحقيقة، لذا فمن الجميل أن نعقد هذه المُباينة بين أول سؤال وَرَد في العهد القديم، وأول سؤال ورد في العهد الجديد.

        الأول: سؤال الله لآدم بعد السقوط «أين أنت؟»، والثاني: سؤال مجوس المشرق عن المسيح «أين هو المولود ملك اليهود؟» .. الأول ارتبط بتيهان الإنسان وسقوطه، والثاني ارتبط بمجيء ابن الإنسان وتجسده.

        الأول يكلمنا عن الخطية وما أنتجته من هروب الإنسان الخاطئ عن محضر الله القدوس، والثاني يكلمنا عن المحبة الإلهية التي تجذب البشر إليها إذ تجسد المسيح .. الأول يحدثنا عن العار عندما أدرك الإنسان عريه واختبأ من خالقه، والثاني يحدثنا عن الإكرام الذي يليق بالله المتجسد والذي جذب قلب الإنسان ليسجد له.

        السؤال الأول هو سؤال الله لكل البشر، إذ الجميع زاغوا وفسدوا معًا ( مز 14: 3 إش 53: 6 ـ 12)، «كلنا كغنمِ ضللنا» ( 1كو 15: 47 )، والسؤال الثاني هو سؤال كل المُخلصِين الباحثين عن حل لمشكلة خطاياهم .. في السؤال الأول نجد مشكلة الخطية متجسدة، أما في السؤال الثاني فنجد الحل الإلهي متجسدًا .. الأول ارتبط بالإنسان الأول الترابي، والذي قد فسد، أما الثاني فهو يرتبط بالإنسان الثاني، السماوي، والذي قد تمجد (1كو15: 47).

        الأول يرتبط بالخليقة الأولى الطبيعية، أما الثاني فيرتبط بالخليقة الجديدة الروحية .. الأول يرتبط بآدم الأول الذي أدخل الموت إلى العالم بخطيته، أما الثاني فهو مرتبط بآدم الأخير «روحًا مُحييًا»، ببره وبعمل فدائه.

        كان السؤال الأول من الله، وهو يعرف إجابته طبعًا، ولكنه يريد أن يسمعها من الإنسان، أو قُل إنه سؤال الأسف والأسى على ما فعله الإنسان بنفسه عندما استقل عن الله، أما السؤال الثاني فلم يكن المجوس يعرفون إجابته. إلا أن إخلاصهم واجتهادهم واستقامة غرضهم، قادهم في النهاية إلى المسيح، ففتحوا كنوزهم، وقدموا له هدايا: ذهبًا ولبانًا ومُرًا؛ هداياهم المُعبرة عن مجد المسيح الملكي، ومجده الأدبي، وآلامه من أجلنا.

        عزيزي .. إن الله يبحث عنك بمحبته، فهل تتجاوب أنت مع نعمته؟ ليتك تفعل الآن وفورًا.

        إسحق إيليا
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

          الخميس 5 نوفمبر 2009

          موسى والخدمة


          فتهذب موسى بكل حكمة المصريين، وكان مقتدرًا في الأقوال والأعمال. ولما كملت له مدة أربعين سنة، خطر على باله أن يفتقد إخوته .. ( أع 7: 22 ، 23)

          «لما كبر موسى» بعد أن تربى في قصر فرعون، وتهذب بكل حكمة المصريين، «خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم» ( خر 2: 11 )، إذ كانت له غيرة الله نحو شعبه ( خر 3: 7 - 9). وإن كان موسى هو المُعيَّن من قِبَل الله لخلاص شعبه، وله غيرة الله، لكن لم تكن هذه الغيرة بحسب المعرفة، فلم يكن خروجه هذا في الوقت المعيَّن من الله، بل كان بدافع جسدي، إذ «خطر على باله أن يفتقد إخوته» ( أع 7: 23 ) فنرى أنه:

          1ـ لم يكن مُرسل من الرب، بل خرج من نفسه.

          2ـ لم يخرج في الوقت المعيَّن من الرب.

          3ـ لم يكن مُحملاً برسالة من الرب، ولم يستَشِر الرب فيما يفعله أو يقوله.

          4ـ لم يكن الشعب مُهيأ نفسيًا، لسماع الدعوة بالخروج من مصر، ولا روحيًا ليسكن الرب في وسطه.

          نتيجة لذلك، نرى أن موسى:

          1ـ عمل رضى الناس: قتل رجلاً مصريًا، لينقذ رجلاً عِبرانيًا من يده. 2ـ قتل: نتيجة اعتماده على قوته الجسدية، وليس على قوة الله. 3ـ ارتبك: عندما همَّ بقتل الرجل المصري، «التفت إلى هنا وهناك» خوفًا من أن يراه أحد. 4ـ رُفض: قال له واحد من الشعب، «مَن جعلك رئيسًا وقاضيًا علينا؟». 5ـ خاف: عندما أحس أن خبر قتله الرجل المصري قد عُرف، خاف وهرب. 6ـ شعر بالفشل: شعر بهذا وأُحبط بسبب رد فعل إخوته تجاهه. 7ـ انسحب. نتيجة لكل ما سبق أراد أن يتوارى، فهرب إلى ما وراء البرية.

          وإن فشل موسى هذه المرة، فإن الله لا يفشل في إتمام مقاصده بيد عبده، ففي الوقت المحدد، وبعد أن هيأه الرب، إذ كانت البرية له بمثابة مدرسة الله التي أعد فيها موسى لإخراج الشعب وليس قصر فرعون، ورعاية الغنم كانت بمثابة الدروس المُستفادة لرعاية الشعب وليس حكمة المصريين، وعصا الرعاية التي عمل بها القوات وليس صولجان فرعون، وهكذا تأهل موسى لقيادة الشعب وإخراجهم من أرض مصر، وقيادتهم في البرية إلى كنعان. لذا أرسله الله وقُبلت خدمته.

          هل تريد أن تخدم الله، لا يتأتى هذا إلا بالخضوع لمشيئته، فيستخدمك لمجده.

          نشأت راغب
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

            الجمعة 6 نوفمبر 2009

            القيامة والمشاركة

            .. يا مريم.. لا تلمسيني... ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ( يو 20: 16 ، 17)

            إن الدرس الأول الذي نتعلمه من قيامة المسيح هو أن هناك إرسالية، وهي أن نعلن جهارًا أن ”مسيحنا حي“. وهذا ما أتخيله قد حدث بقوة في الأيام الأولى التي تَلَت القيامة، فمن الأناجيل نفهم أن مريم المجدلية ركضت لتُخبر بطرس ويوحنا، اللذين بدورهما أخبرا التلاميذ بما روَته مريم. ومن بداية قصة تلميذي عمواس نفهم أن أخبار القيامة قد وصلت إليهما، وفي نهاية القصة أخذا على عاتقهما إخبار التلاميذ ومشاركتهم بما أصبح حقيقة يقينية لديهما. وهذا هو الدرس الذي يريد أن يعلمنا إياه الروح القدس، أن ”نذهب ونقول إن مسيحنا حي“، وأن طبيعة ارتباطنا به تختلف عما كان للتلاميذ قبل إعلان حقيقة القيامة.

            الدرس الثاني الذي نتعلمه عن طبيعة الإرسالية، أن مريم المجدلية أخبرت التلاميذ أنهم الآن يرتبطون به بأسلوب جديد لم يكن لهم قبل القيامة، فهم «إخوته». هذا الإعلان يملأ صفحات الوحي في العهد الجديد ( رو 8: 29 2كو 5: 16 ، 11). ونردده الآن على أنه حقيقة مُسلَّم بها، وكامتياز مطلق اكتسبناه. ولكن في أثناء تجسد المسيح عرفه التلاميذ كمَن هو «المعلم» وكمَن هو «السيد» (يو13)، وفي آخر خدمته أعطاهم لقب «أحباء»؛ وهذا كان قمة الإعلان لهم في ذلك الوقت. ولكن ما أعظم طبيعة الإعلان الجديد: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم». لقد كان هذا الإعلان ـ في ذلك الوقت ـ بمثابة نقلة كبيرة لم تكن تخطر ببال التلاميذ مُطلقًا، ولذلك كان على الرب أن يرسِّخه في ذهن مريم، حينما حاولت «لمسه»، قائلاً لها: «لا تلمسيني». إن الرب أراد أن يُعلن لمريم اختلاف طبيعة ارتباطهم به في التدبير الجديد، فهو لن يكون حاضرًا معهم بالجسد بشكل حسّي ومنظور يعتمد على اللمس والمشاهدة، ولكنه ”صاعد إلى أبيه وأبيهم“، ومن هناك سوف يرسل الروح القدس، ومتى أتى ذاك فإنه سيعلن شخصه لقلوبنا بشكل لم نَعَهده من قبل، كما أنه سيكون أقرب لنا وأعز لدينا مما كان مُتاحًا خلال حياته هنا على الأرض. «إذًا نحن من الآن لا نعرف أحدًا حسب الجسد، وإن كنا عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد (أي بهذا الأسلوب الجسدي الحسّي الملموس، بل نعرفه كمَن هو المُقام من الأموات)» (2كو5: 16).

            مسعد رزيق
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

              السبت 7 نوفمبر 2009

              يوم الروح القدس


              بعد قليل لا يراني العالم أيضًا، وأما أنتم فترونني. إني أنا حي فأنتم ستحيون. في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي، وأنتم فيَّ، وأنا فيكم ( يو 14: 19 ، 20)

              بعد أن قال الرب لتلاميذه «لا أترككم يتامى إني آتي إليكم»، ليخبرنا بأن إتيان الروح القدس سيجعل المسيح قريبًا جدًا منا، فإن العددين التاليين يكشفان عن الأثر الذي يحدث في المؤمن بالمسيح، الذي صار قريبًا منه نتيجة لمجيء الروح القدس. والرب يعبِّر عن هذا الأثر الذي يحدث في المؤمن بثلاث عبارات محددة وواضحة.

              «ترونني»، «ستحيون»، «وتعلمون»

              إن الروح القدس لا يأتي لكي يحدثنا عن نفسه، ولكن لكي يقودنا إلى المسيح. لقد كانت هناك فترة قصيرة من الزمن باقية، ولا يعود العالم يرى المسيح بعدها. ولكن بعد أن ارتفع الرب يسوع عن أنظار الناس، فإنه باقٍ بقوة الروح القدس موضوع إيمان وغرض المؤمنين به.

              كان المسيح سيصبح بالنسبة للعالم مجرد شخصية تاريخية فقط، عاش حياة جميلة وصالحة، ومات شهيدًا لأجل الحق. أما بالنسبة للمؤمن فهو ما زال حيًا ويستطيع المؤمن أن يشعر بوجوده عمليًا ويتمتع به شخصيًا بقوة الروح القدس.

              إن أهل العالم يحيون لِما في العالم من مسرات وملذات وتطلعات وعلاقة اجتماعية وغيرها، وعندما تنعدم هذه الأمور، تفقد الحياة طعمها ولذتها. أما المسيحي فيحيا لأن المسيح حي، وكما أن المسيح الذي هو غرض حياتنا، يحيا إلى الأبد، هكذا فإن حياة المؤمن هي حياة أبدية.

              وعلاوة على ذلك فإن المؤمن يعلم، بالروح القدس، أن المسيح في الآب، وأن المؤمنين هم في المسيح، والمسيح في المؤمنين. نحن نعلم أن المسيح له المكان الأسمى في قلب الآب، وأن لنا نحن أيضًا مكانًا في قلب المسيح، وأن المسيح له مكانة في قلوبنا.

              إن العالم لا يستطيع أن ”يرى“ ولا أن ”يحيا“ ولا أن ”يعلم“؛ إنه أعمى عن كل أمجاد المسيح، وهو ميت في الذنوب والخطايا، وهو يجهل الله. ولكن الرب يقول لتلاميذه إنه، بعد غيابه، سيكون هناك جماعة من الناس على الأرض ”ترى“ و”تحيا“ و”تعلم“ بقوة الروح القدس أن المسيح في المجد أمام أعينهم كغرض قلوبهم الدائم، ولهم حياة تجد فرحها ومسرتها وشبعها في المسيح، وعندهم معرفة بالمكانة التي لهم في قلبه.

              هاملتون سميث
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

                الأحد 8 نوفمبر 2009

                ابن الله الوحيد

                لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 16 )

                يقول البعض ـ بجهل أو بخبث ـ إن الكتاب المقدس عندما يقول إن المسيح هو ابن الله، فهو في ذلك نظير الكثيرين من الخلائق الذين دُعوا «أبناء الله»، مثل الملائكة ( أي 1: 6 لو 3: 38 )، أو مثل آدم ( غل 3: 26 )، أو مثل المؤمنين (غل3: 26). لكن الحقيقة أن الفارق بين الأمرين واسع وكبير.

                إن الملائكة، وكذلك آدم، اعتُبروا أبناء الله باعتبارهم مخلوقين منه بالخلق المباشر. وأما المسيح فهو ليس مخلوقًا بل هو الخالق ( يو 1: 3 يو 1: 12 ). ثم إن المؤمنين هم أبناء لله بالإيمان وبالنعمة (يو1: 12؛ 1يو3: 1)، أما المسيح فهو الابن الأزلي.

                على أن الآية التي نتحدث عنها اليوم قاطعة الدلالة، فهي تقول عن المسيح إنه «ابن الله الوحيد» (ارجع أيضًا إلى يو1: 14، 18؛ 1يو4: 9؛ مر12: 6). وعندما يقول إنه ابن الله الوحيد، فهذا معناه أنه ليس له شبيه ولا نظير.

                ونلاحظ أن المسيح لما كان هنا على الأرض لم يستخدم عن الله سوى تعبير «الآب» أو «أبي»، ولم يستعمل تعبير ”أبانا“ قط، وذلك لأن هناك فارقًا كبيرًا بين بنوته هو لله وبنوتنا نحن. وبعد قيامته، له المجد، من الأموات، قال لمريم المجدلية: «إني أصعد إلى أبي وأبيكم» ( يو 20: 17 ). لقد صرنا نحن أبناء الله بالنعمة، وأما هو فكذلك من الأزل.

                صحيح هو كان قد سبق وقال عن نفسه لنيقوديموس إنه ابن الإنسان ( يو 3: 14 )، والآن يقول إنه ابن الله الوحيد (ع16)، وفي الحالتين استخدم التعبير ذاته: «يؤمن به»، وذلك لأننا نؤمن بالطبيعتين اللاهوتية والناسوتية في المسيح، فهو «ابن الله الوحيد»، وهو أيضًا «ابن الإنسان»، هو الله وهو الإنسان في آنٍ واحد.

                ثم تفكَّر في هذا المجد: فيقول المسيح لنيقوديموس: لكي لا يهلك كل مَن يؤمن بالابن الوحيد، أي شخصه المعبود، «بل تكون له الحياة الأبدية». وأيضًا: «الذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» ( يو 3: 18 ). إنه هو إذًا سر الحياة الأبدية، وهو السبب للدينونة الأبدية، أ فليس لهذا من معنى يا أولي الألباب؟

                طوبى لمَن قد آمنوا باسمكَ يا ابن الله
                فإنهم نالوا بك الخلاص والحياة

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

                  الاثنين 9 نوفمبر 2009

                  محبة العالم

                  أيها الزُناة والزواني، أَما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟

                  لا يمكن أن يكون كل هدفنا هو لذّاتنا، دون أن نحب العالم. فالعالم هو المكان لعرض اللذَّات، وهو المكان الذي يُشبع شهوات قلب الإنسان. واندماج المؤمن في العالم، وحبه له، هو زنا بالمعنى الروحي.

                  وكلمات الرسول يعقوب قاطعة وحاسمة في هذا الشأن ( يع 3: 4 ). فالعالم في حالة العصيان الصريح والعداوة لله. لقد كان الوضع هكذا منذ أن سقط الإنسان. ولكن هذا انكشف بشكلٍ تام، عندما جاء المسيح. فقد رآه العالم وكرهه هو وأباه. عندئذٍ صارت القطيعة راسخة، لا يمكن إصلاحها.

                  ونحن نتكلم عن العالم، بالطبع، كنظام. أما بالنسبة للبشر الذين في العالم، فنقرأ «هكذا أحب الله العالم». فنظام العالم هي موضوعنا هنا، وهو في حالة العداء التام لله. بحيث أن الارتباط بواحد منهما، معناه العداء التام للآخر.

                  وكلمات يعقوب مُعبرة جدًا «فمَن أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صارَ عدوًا لله». وهو لا يقول ”يكون الله عدوًا له“، بل أن العداء الكامل هو من جانب العالم، حتى أن محبة العالم لا يمكن أن تقوم إلا على أساس العداوة لله. فعلينا ألاّ ننسى هذا.

                  وينبغي ألاّ ننسى أيضًا، أننا نحن المؤمنين، قد صرنا في علاقة حميمة وثيقة مع الله، ولذلك إذا خُناه وأحببنا العالم، فالخطية الوحيدة التي يمكن أن يُقارن بها هذا في عالم البشر، هي خطية الزنا الشنيعة.

                  والآية 5 صعبة، حتى في ترجمتها. «أم تظنون أن الكتاب يقول باطلاً: الروح الذي حلَّ فينا يشتاق إلى الحسد؟». وترجمة ”داربي“ لها ”أَمْ تظنون أن الكتاب يقول باطلاً؟ هل الروح الذي اتخذ مسكنه فينا يشتهي حاسدًا؟“، ويكون معناها عندئذٍ ”أ لم يحذرنا الكتاب من هذه الأمور؟ أَوَ ليس كلامه صادقًا دائمًا؟“. فهل يمكن أن نتخيَّل ولو للحظة واحدة أن روح الله القدوس له علاقة بهذه الشهوات غير المقدسة؟

                  تمضي الحياةُ وشهوتُها لا بدَ تذهبُ هيئتُها
                  كالعشبِ تسقطُ زهرتُها غايتي المسيح

                  ف.ب. هول
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

                    الثلاثاء 10 نوفمبر 2009

                    مجيء الرب وكيفيته


                    في بيت أبي منازل كثيرة... وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا، آتي أيضًا وآخذكم إلي ... ( يو 14: 2 ، 3)

                    إن مجيء الرب يسوع المسيح الشخصي هو أحد الأجزاء المُتممة للإيمان المسيحي، وعندما تحدث هذه الحادثة سيكون لها أعمق النتائج بالنسبة لجميع مَن يكونون على هذه الأرض عند مجيئه. وتختلف هذه النتائج باختلاف حالة الناس أمام الله في الوقت الحاضر.

                    فبالنسبة للمؤمن المسيحي، فإن مجيء الرب هو تحقيق لأعز أمانيه، وهو إتمام لوعد الرب: «وإن مضيت .. آتي أيضًا وآخذكم إليَّ»، إنه التحرير النهائي الكامل للمؤمن من الطبيعة القديمة والخطية والسقوط، فسوف يدخل إلى محضر سيده دون أن يرى الموت، وعند مجيء الرب أيضًا سيقوم جميع الذين ماتوا في الإيمان ابتداء من هابيل.

                    وبالنسبة للعالم، فإن النظام الذي وُضع بمساعدة الشيطان ليُسعد الناس بدون المسيح هو رجاء باطل، فإن مجيئه ـ له المجد ـ يعني وقوع دينونات عظيمة ومؤلمة لتطهر العالم وتجعله صالحًا للمُلك ليُقيم مملكته.

                    أما بالنسبة لأولئك الذين سمعوا إنجيل نعمة الله ورفضوه، فإن مجيئه سيكون بداءة دقات ناقوس القضاء الإلهي.

                    على أن هناك فريقًا آخر له اعتباره ـ أن اليهود كأمة كانوا موضوع مواعيد الله رغم عدم إطاعتهم للعهد الأول (هذا العهد الذي نقضوه تمامًا ولم يحصلوا به على أي امتياز) ولكن عن طريق وعد الله لإبراهيم غير المتعلق بشروط، سوف يحصلون على البركة. إن مجيء المسيح له معنى عميق بالنسبة لهم.

                    إن مجيء المسيح الثاني هو ليتمم الخلاص الكامل الذي ضمنه لنا عمله على الصليب، إن الجسد والنفس والروح جميعًا ستكون له مُحررة تمامًا إلى الأبد، ونكون كل حين معه. سيأتي لنا في الوقت المعيَّن في الهواء، وعند سماع صوته يستيقظ القديسون الراقدون لابسين الأجساد الممجدة «ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السُحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب» (1تس4). ولا يوجد شيء في النبوة يمنع إتمام هذا الحادث العظيم اليوم، فهو سيكون بدون إنذار.

                    يا سيد لك ولمجيئك انتظارنا، عيوننا ليست إلى القبر ولكن إلى السماء، هذا هو رجاؤنا المبارك الذي ينتظره جميع المؤمنين بك.

                    هاملتون سميث
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

                      الأربعاء 11 نوفمبر 2009

                      الشاب الغني


                      وإذا واحدٌ تقدم وقال له: أيها المعلم الصالح، أيَّ صلاحٍ أعمل لتكون لي الحياة الأبدية ( مت 19: 16 )

                      في متى19: 16- 22 نقرأ عن شاب غني، جاء ليسأل الرب يسوع سؤالاً. ووجّه الحديث إليه داعيًا إياه بالمعلم الصالح، مُستفسرًا عما يجب أن يفعله لتكون له الحياة الأبدية. ويكشف سؤاله هذا مدى جهله بهوية المسيح الحقيقية وبطريق الخلاص. فهو يدعو يسوع معلمًا، جاعلاً إياه في مستوى واحد مع باقي العظماء من البشر. كما أنه يتحدث عن الحياة الأبدية كشيء يُكتسب لا كعطية توهب.

                      أما الرب يسوع فامتحنه في هاتين المسألتين. فبسؤاله إياه: «لماذا تدعوني صالحًا؟ ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله»، لم يكن ينكر ألوهيته، بل كان يعطي ذلك الشاب فرصة ليقول: ”لهذا أدعوك صالحًا، فأنت الله“.

                      وعندما قال له الرب يسوع: «ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا»، أراد أن يمتحن معرفته بطريق الخلاص. فهو لم يَعنِ بقوله إنه من الممكن للإنسان أن يخلُص بحفظه للوصايا، إنما كان يستخدم الناموس لمساعدة الشاب على إدراك خطيته القلبية. فالرجل كان ما يزال تحت الاعتقاد الخاطئ بأن الملكوت ميراث يُكتسب عن طريق الأعمال، فليعمل ما يقوله له الناموس إن كان الأمر كذلك.

                      وهنا اقتبس الرب وصايا الناموس الخمس المختصة بعلاقتنا بالآخرين خاتمًا إياها بالقول: «تحب قريبك كنفسك» (ع18- 20). أما ذلك الشاب، فإذ قد أعمَت الأنانية عينيه، جاهر مُفتخرًا بأنه قد حفظ تلك الوصايا على الدوام. عندئذٍ أسرع الرب بكشف فشل ذلك الإنسان في محبة القريب كالنفس إذ طلب منه أن يبيع كل ما عنده ويعطيه للفقراء، ومن ثم يأتي ليتبع المسيح. لكن الرب لم يَعنِ بطلبه هذا أنه يمكن للإنسان أن يخلُص عن طريق بيع مقتنياته وتوزيعها على الفقراء إحسانًا. فطريق الخلاص واحد وهو الإيمان بالمسيح. لكن الخلاص يتحقق عندما يعترف الإنسان بخطيته ويقرّ بأنه لا يستطيع تحقيق مطاليب القداسة الإلهية. وقد أظهر انعدام رغبة الشاب الغني في مشاركة مقتنياته مع الآخرين، عدم محبته لقريبه كنفسه. فكان ينبغي له أن يقول للرب: ”إذا كان هذا هو المطلوب مني، فأنا خاطئ أثيم وعاجز عن تخليص ذاتي بمجهودي البشري. لذا أرجو منك أن تخلصني بنعمتك الغنية“. فلو أنه تجاوب مع دعوة المخلِّص، لكان الرب قد بيَّن له طريق الخلاص. ولكن بدلاً من ذلك، مضى الشاب حزينًا!!

                      وليم ماكدونالد
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

                        الخميس 12 نوفمبر 2009

                        بطرس والخوف من الإنسان

                        فابتدأ (بطرس) يلعن ويحلف: إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه! ( مر 14: 71 )

                        أ لم نجد أنفسنا كثيرًا بصُحبة بطرس في حزنه على إخفاقه عندما واجه سيده أشرس ساعة في محاكمة إنسان؟ فأي عدو عاتٍ ذلك الذي استطاع أن يخمد قوة ذلك التابع الملتهب والمُحب للرب يسوع؟ ببساطة إنه ”الخوف من الإنسان“ هو الذي أوقعه في هذا ”الفخ“. هل يمكن لمثل هذا الرجل الشجاع والمِقدام بالطبيعة أن يتضاءل ويتكلم بأكاذيب حينما تواجهه امرأة. يا للهول! ما أضعف قلوبنا! لكن لماذا خاف؟ لقد أكد قبلاً للرب أنه مستعد أن يذهب معه إلى السجن بل وإلى الموت ( لو 22: 33 ). لكن في تلك اللحظة لم يكن، ولا حتى الرب نفسه مستعدًا، لذلك ذهب أولاً إلى بستان جثسيماني حيث سكب نفسه في صلاة بجهاد شديد إلى الله، في تحضير مقدس لعذاب الصليب الرهيب. على أن بطرس تجاهل هذا التحضير ونام. فيا له من درس لنفوسنا! في أمور الله تفشل كل قوة طبيعية. لا شيء يسند النفس ويحفظها من الخوف سوى قوته الإلهية ونعمته. «في يوم خوفي، أنا عليك أتكل» ( مز 56: 3 )، «فأطمئن ولا أرتعب» ( إش 12: 2 ).

                        ومن العجيب أن إشعياء51: 12، 13 يوضح لنا أن الخوف لا يقل عن الشرور الأخرى، فهو نتاج الكبرياء، لكن قلما أدركنا ذلك «مَن أنتِ حتى تخافي من إنسان يموت، ومن ابن الإنسان الذي يُجعل كالعُشب، وتنسي الرب صانعك، باسط السماوات ومؤسس الأرض؟». أ ليس هذا توبيخًا شديدًا، ولكنه عادل، على خوفنا الأحمق من الإنسان؟ لقد كانت نتائج خوف بطرس مُذلة للغاية، والإنسان لا يفلت من حصاد ما زرع، إلا أن النعمة الإلهية أعادت بطرس، وتستعيدنا نحن أيضًا بروعة بالغة.

                        إن حالات الفشل العديدة هي بلا شك إنذار جاد لنا. وبكل تأكيد ليس المقصود بذكرها أن تمدنا بأي عذر لفشلنا، بل لتكون كعلامات تحذير لنتفادى الوقوع في نفس الهوة التي سبق التحذير منها، بل لكي نجد في المسيح يسوع القوة والنعمة اللازمة لنواجه هذه الأمور، ولنحصد البواعث الإيجابية من الإيمان بابن الله المبارك، ومن محبتنا له وللنفوس. «من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا» ( أف 6: 13 ).

                        ل.م. جرانت
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

                          الجمعة 13 نوفمبر 2009

                          وزير كنداكة ملكة الحبشة

                          .. فبشَّره بيسوع ... وذهب في طريقهِ فرحًا ( أع 8: 35 ، 39)

                          كان أحد أبناء «حام» يقطع رحلة شاقة عبر صحراوات أفريقيا من مقر إقامته في «كوش»، حاملاً بين جنبيه قلبًا مُثقلاً متجهًا إلى حيث «الله معروف في يهوذا» ( مز 76: 1 ). كان قد سمع عن إله إسرائيل، وعن المدينة المقدسة حيث يوجد مسكن الله، فإنه حتى هذا الوقت كان مجرى الرحمة ينساب من عرش الله على أورشليم. أما وقد رفضت أورشليم «مراحم داود الصادقة» فقد أخذ المجرى يتحول؛ إنه لم يتوقف عن الجريان وإن كان مساره قد تغيَّر. إنه حوَّل طريقه صوب السامرة النجسة، ثم امتد إلى ما وراءها حتى وصل إلى البرية. وهناك شوهد الخصي الحبشي راجعًا إلى أرضه بنفس غير مرتوية، لأن يوم أورشليم كان قد مضى، إذ «لم تعرف زمان افتقادها». لكن الله «يجازي الذين يطلبونه». وما دام قلب ذلك الحبشي يطلب الرب، فلا يمكن أن يضيع سعيه باطلاً؛ فإن فيلبس اقترب منه طاعةً لأمر الروح القدس، وسمعه يقرأ النبي إشعياء، وما كان الثراء، وما كان العلم، ولا المكانة العالمية لتمنح صاحبنا هذا الغنى الذي كان على وشك أن يجده، والذي كان مكنوزًا في ذلك الكتاب الذي أحضره معه من أورشليم، سفر إشعياء. وقد فتح فيلبس فاه وابتدأ من نفس الكتاب الذي كان يقرأه «فبشره بيسوع». نعم، فقد وجد الخصي الحبشي الشخص الوحيد القادر أن يشبع نفسه، وهكذا «ذهب في طريقه فَرِحًا». لكأن الحبشة ”كوش“ لم تمد يدها عبثًا إلى الله! ( مز 68: 31 ). صحيح أن الله لم يغيِّر طرقه السياسية من حكمه من جهة نسل حام في انحطاطه (تك9)، لكنه بينما ترك جانبًا كل ما يتعلق بأحكامه عليهم، أمكنه أن يجعل ليس الوجه، بل قلب وضمير الأسود، يجعله أبيض كالثلج، بدم الحَمَل الذي بلا عيب ولا دَنَس!

                          أيها الأحباء: إنه إذا وُجدت نفس تسعى إلى الله في الأرض الواسعة، حتى لو كانت هذه النفس من جنس ملعون، فإن سعي هذه النفس لن يكون باطلاً لأن الله «يجازي الذين يطلبونه». لكن يا أخي، حين أجيء إلى شاول الطرسوسي (أع9)، أجد الجانب الآخر، المُعبّر عن هذا التحول الجديد من الطرق القديمة: في ذلك الشخص نجد التطبيق للكلمة التي كتبها بقلمه فيما بعد «وُجِدتُ من الذين لم يطلبونني» ( رو 10: 20 ).

                          ف.ج. باترسون
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

                            السبت 14 نوفمبر 2009

                            الالتقاط الروحي

                            فقالت راعوث الموآبية لنُعمي: دعيني أذهب إلى الحقل وألتقط سنابل... فذهبت وجاءت والتقطت في الحقل وراء الحصادين ... ( را 2: 2 ، 3)

                            الالتقاط الروحي معناه أن يخصص المؤمن لنفسه البركات الروحية التي منحها الله له. ويتطلب الالتقاط بعض الشروط والأوصاف، وهذا ما نجده واضحًا في راعوث.

                            أولاً: تميزت بروح التواضع والخضوع: قالت لنُعمي «دعيني أذهب (الآن) إلى الحقل وألتقط»، وقالت أيضًا للعبد: «دعوني ألتقط». إنها لم تعمل بالاستقلال عن الآخرين الذي هم أكبر وأكثر خبرة منها. إنها لم تحتقر القيادة والمشورة. ولم تعانِ من إرادة ذاتية غير منكسرة، لتفعل ما يحسن في عينيها. والخضوع والتواضع يرتبطان معًا بروح الله. والإنسان المتكبر لا يريد أن يخضع لأحد. والإرادة غير المنكسرة هي أكبر عائق للنمو في النعمة.

                            ثانيًا: تميزت راعوث بالاجتهاد: فنقرأ أنها «جاءت ومكثت من الصباح إلى الآن. قليلاً ما لبثت في البيت» (ع7)، ونقرأ أيضًا أنها «التقطت في الحقل إلى المساء» (ع17). أ فلا يوجد نقص عظيم في الاجتهاد لدى المؤمنين في أمور الله؟ إننا نُظهر اجتهادًا كافيًا في أمور هذا العالم، ولكن للأسف فإننا غالبًا ما نصرف وقتًا قليلاً من حياتنا في أمور الله. أ نجتهد في درس الكلمة؟ أ نجتهد في الصلاة؟ قد نحتج بأن سرعة إيقاع الحياة ومشكلاتها لا تترك لنا إلا وقتًا قليلاً. ولكن يبقى السؤال: كيف نصرف الوقت القليل الذي نمتلكه؟

                            ثالثًا: كانت راعوث مثابرة. فإنها لم تجتهد يومًا وتكاسلت في اليوم التالي. ولكنها «لازمت فتيات بوعز في الالتقاط حتى انتهى حصاد الشعير وحصاد الحنطة» (ع23). ظلت تلتقط يومًا فيومًا حتى نهاية كل من حصاد الشعير وحصاد الحنطة. ويُمتدح أهل بيرية بصفة خاصة لا لكونهم فقط يفحصون الكتب، بل لأنهم كانوا يفحصونها كل يوم ( أع 17: 11 ). إنه من السهل أن نجتهد يومًا، ولكن أن نجتهد يومًا فيومًا، فهذا يستدعي المُثابرة.

                            رابعًا: نقرأ أن راعوث «خبطت ما التقطته» (ع17). إنه لا يكفي أن نلتقط الشعير والقمح، بل لا بد من خبطهما. والحق الذي نجمعه سواء في دراساتنا الخاصة، أو من خدمات الآخرين، يجب أن يصبح موضوع الصلاة والتأمل إذا أردنا أن نُحرز تقدمًا روحيًا. إن مجرد اكتساب معرفة الحق فقط يؤدي إلى الانتفاخ. لا بد من التمتع بالحق في الشركة مع الرب لكي تقودنا في معرفة الرب.

                            هاملتون سميث
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2009

                              الأحد 15 نوفمبر 2009

                              لِمَ كان ذاك؟!


                              ( إش 53: 5 )

                              لِمَ كل هذه الآلام؟ لأن المسيح حَمَل الآثام، ومجد الله استدعى إدانة الخطية إذ لا مفر من أن يدين الله الخطية ولا مندوحة من ذلك، وأنَّى له أن يخلِّصنا وهو البار بدون أن يدين الخطية. الله البار يحب البر، ويسوع حَمَل خطايانا لأنه الإنسان الكامل الذي بلا خطية. الله أرسله لكي يخلِّصنا فأتى راغبًا قائلاً: «هاأنذا أجيء ... لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 7 ). وإذ مجَّد الله كإنسان على الأرض أكثر من ثلاثين سنة، حان الزمان ـ وفقًا لمشورات الله ونعمته ـ أن يكون ذبيحة لأجل الخطية، وهكذا وُضع عليه إثم جميعنا. هذا هو علة ترك الله لمخلِّصنا المُحب الكامل، والسبب في موته لأن أجرة الخطية موت، فمات لأجل خطايانا حسب الكتب، وأقامه الله من بين الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماوات، مُكللاً بالمجد والكرامة.

                              إن التأمل في آلامه التي يعجز عنها القلم ويقصر دونها البيان، يذيب نفوسنا. فكِّر في حبه وحزنه وألمه وعاره وسحقه وتركه حتى يتصاعد هتاف الترنم من قلبك قائلاً: ”إني لأرى عُظم إثمي في كُربة نفسك البارة. وسمو وعظمة الفدية، لترسم أمامي انحطاط حالتي ودنسها وحقارتها“.

                              أيها القارئ العزيز .. ما هو تأثير هذه الرواية على نفسك، رواية الحب الذي بلا مثيل، والحزن الذي ليس له قرين؟ أ نعمة كهذه لا تحسب لها قدرًا ولا تجعل لها اعتبارًا؟ ألا يُذيب قلبك صراخ يسوع المُحب «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟» أ تقرأ أو تسمع عن محبة فاقت كل تقدير وتعبير وأنت لا تتأثر؟ ألا تدري أنك إن رفضت هذا المخلِّص الكريم وعمله الكفاري على الصليب، فلا مناص من أن تُترك من الله وتُنفى من محضره المبارك إلى أبد الآبدين، ويستقر عليك غضبه؟ هو مات عن الخطاة، وهو في المجد يقبل الخطاة ويُخلِّصهم.

                              ارفعٍ القلبَ إليهِ وتأملْ حبَّهُ
                              واتركِ الفكرَ لديهِ ليُناجي فضلَهُ
                              وقريبًا سنراهُ ونرَى أمجَادَهُ
                              ونظلُ للدُهورِ شاكرينَ فضلَهُ

                              تشارلس ستانلي
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X