إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

    الاثنين 1 فبراير 2010

    المحبة تستر الخطايا

    مَن يستر معصية يطلب المحبة، ومَن يكرر أمرًا يفرِّق بين الأصدقاء ( أم 17: 9 )

    إن مَن يستر المعصية يتمثل بالله، ويحبه الجميع. لكن الذي يكرر أمرًا بقصد الإساءة لغيره، فإنه يستمد قدوته من ذلك الروح الشرير الذي يُسمى «المشتكي على إخوتنا» ( رؤ 12: 10 ).

    بيد أن ستر المعصية، ليس معناه الاستخفاف بالخطية والسماح للإثم في الآخرين أن يأخذ طريقه دون توبيخ. بالعكس هو يعني أن تذهب بنفسك إلى أخيك المخطئ، مدفوعًا بالرقة واللطف الأخوي، لكي تدرب ضميره فيما يتعلق بمسلكه الذي يجلب الإهانة على سيده. فإذا نجحت مساعيك، فلا ينبغي أن تذكر الخطية مرةً أخرى. لقد سُترت ولا يجب أن يعرف أحد شيئًا عنها.

    ولكن من أسف أن ذلك قلما يحدث بيننا! فإن الشر سرعان ما يُذاع، والنميمة تعمل سرًا، وهكذا يتنجس الكثيرون وتذبل المحبة وتُهدَّم الشركة.

    إن الشخص الذي يجول مرددًا أمورًا ليس لها ضرورة فعلية، إنما هو يورِّط نفسه في مهمة تاعسة. ذلك أنه يفرِّق بين الأصدقاء الأعزاء بخطواته الذميمة ويجلب التعيير على اسم الرب. إنها لمأساة أن شعب الله غير مُتنبه إلى هذا الطابع الشرير، طابع النمّام. إنه يجب الابتعاد عن مثل هذا الشخص كما يبتعد عن الأبرص النجس الذي ينجس مَن يقترب منه.

    إن الله وحده هو الذي يجب أن يسمع قصة عار الأخ المُحزنة. ففي أذنيه تعالى يجب أن يُسكب كل شيء مصحوبًا بصلاة حارة لرد نفس الأخ الذي ضلّ. أما إذا أصررت على إذاعة بيانات عن أخطاء أحد الإخوة في آذان القديسين رفقائك، فأنت إنما تُحزن وتؤذي مَن تحاول أن تجعلهم يصغون إليك. وفي الواقع قليلون هم الأشخاص الذي يستطيعون أن يأكلوا ذبيحة الخطية في مكان مقدس، والذين حين يصل إلى مسامعهم خبر خطية أحد إخوتهم يحزنون ويأخذونها فرصة لإدانة الذات والاعتراف من جانبهم للرب.

    قال واحد: لو أغواك مَن يريدك أن تقص عليه أشياء معيبة عن أخ غائب، فمن الأفضل أن تسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة: هل الأمر صحيح؟ وهل هذا من المحبة المسيحية؟ وهل هو ضروري؟ وأنا أضيف سؤالاً رابعًا: هل تكلمت مع أخي الغائب عن هذا الأمر شخصيًا؟ وإنني أتصور نتيجة هذه الخطوات، إنها ستغلق الباب في وجه كثير من التقولات.

    أيرنسايد
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

    الثلاثاء 2 فبراير 2010

    يُحضرها لنفسه

    أحب المسيح ... الكنيسة وأسلمَ نفسه لأجلها ... لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة ( أف 5: 25 ، 27)

    هل تصوَّرت يومًا، ما تتمنى أن تكون زوجتك عليه؟ كما أعتقد أيضًا أن للشابات تصورًا خاصًا عن أزواجهن، كذلك كان الحال مع المسيح، ولأنه هو الله، فقد وجدها عروسًا تتناسب مع شخصه. فأية عروس مجيدة هذه تستحق أن تكون عروسًا لابن الله؟ وأي مجد لها بَدَت فيه لعيني ذلك الشخص الساكن في بيت الآب؟! إنه يتمتع بمحبة الآب وبكل البركات السماوية. ولقد أُسر قلبه بها حتى أنه افتقر لأجلها، فباع كل شيء لأجلها واتخذ موقف العبد لكي يمتلكها.

    كما يطلب الشاب من الشابة لتكون له زوجة، هكذا نقرأ عن المسيح «لكي يُحضرها لنفسه كنيسةً مجيدة».

    ألا نتأثر حين نقرأ في 1كورنثوس15؛ 1تسالونيكي4 أن الرب سوف يأتي بهتاف وأننا سوف نصعد لمُلاقاته في الهواء؟ إنه لن يظل في السماء منتظرًا عروسه. فمع أنه الآن في السماء، إلا أنه لن يظل هناك حين يأتي الوقت ليأخذ عروسه لنفسه، بل سوف يأتي ليقابلها في الهواء. هو لن ينزل إلى الأرض، بل سيدعوها لتصعد لمُلاقاته في الهواء.

    هل تفكَّرنا قط أن الكتاب المقدس لم يذكر لنا أية كلمة عن الكيفية التي سيستلم الرب بها عروسه حينما يقابلها في الهواء.

    إنها مقابلة غير مرئية للملائكة أو البشر. هناك أشياء خاصة بين الزوج وزوجته، هكذا هنا. فقلب المسيح يرغب في أن يمتلكها، لكن لا يمكن أن يكون هناك شهود. إنه سوف يأتي إليها وهي سوف تذهب إليه، سيتحدان معًا بين السماء والأرض (ليأخذها لنفسه)، وهكذا يتحول التوقع إلى واقع، وسوف تكون كما توقعها، وكما رآها في قلبه، بل وكما أرادها أن تكون قادرة ومستحقة لاستقبال محبته «لكي يُحضرها لنفسه كنيسةً مجيدةً، لا دنس فيها ولا غضن أو شيءٌ من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب». سوف تكون حسب رغبة قلبه تمامًا، مستحقة له كعروس، وسوف يقودها إلى بيت أبيه، آخذًا إياها معه إلى حيث مكانه كرب الأرباب وملك الملوك، وكعروس تليق به. حيث لن يخجل منها (أتكلم إنسانيًا) بل يفتخر بها، ويجد قلبه فيها كل الرضى.

    هل لدينا فكرة عن ماذا تعني الكنيسة للمسيح؟ وهل أدركنا أي امتياز للذين ينتمون إليها؟ أَوَلاَ تشتاق قلوبنا أن تكون في حالة تتناسب مع المكان المبارك والعجيب الذي دُعينا إليه؟

    هايكوب
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

      الأربعاء 3 فبراير 2010

      مُداين ومديونان


      كان لمُداين مديونان. على الواحد خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعًا ( لو 7: 41 )

      كان هناك فرق في مقدار الدين، ولكن لم يكن هناك فرق في كونهما هما الاثنان مديونين. وهكذا يقول الرسول بولس: «لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا». لم يكن الجميع متساوين في الخطأ، فهو لم يَقُل كذلك، ولكن الجميع أخطأوا.

      مَن ذا الذي لم يخطئ؟ مَن منا غير مديون لله؟ قد يكون واحد منا مديونًا بخمسين دينار فقط، وقد يكون هناك آخر مديونًا بخمسمائة دينار. ولكن إذا جعل الأول هذا الفرق في الدين هو حُجته، فهذا دليل على قساوة قلبه.

      «وإذ لم يكن لهما ما يُوفيان» .. هنا نجد نقطة أخرى يتساوى فيها الاثنان. إذ لا فرق بينهما في عدم المقدرة على السداد. كل ما نستطيع أن نفعله هو أن نزيد الدين، فلا يوجد عمل ما من أعمالنا نستطيع أن نُداين الله به أو نسدد به جزءًا من الدين الذي علينا. هذا ما تقوله كلمة الله. فليس فقط أنه «ليس بارٌ ولا واحدٌ» بل أيضًا «ليس مَن يعمل صلاحًا ليس ولا واحد» ( رو 3: 10 ، 12). من هذا يتضح أن ليس عندنا ما ندفعه.

      لا يمكن أن يُفهم من حديث الرب أن المُسامحة جاءت نتيجة عجزهما عن الدفع فقط، وإلا كان الغفران للجميع، بينما الغفران هو للبعض فقط. ولكن هناك نقطة يجب أن نصل إليها قبل أن نحصل على الغفران، وهذه النقطة هي غرض الرب الحقيقي من الحديث. فعندما نصل إلى حقيقة أن ليس عندنا شيء على الإطلاق، ونقرّ بإفلاسنا عن أن نوفي شيئًا لله، ونأخذ مكاننا الصحيح أمامه كخطاة عاجزين، حينئذٍ نحظى برحمته ( 1يو 1: 9 ).

      وهذه الكلمة موجهة إلى كل نفس شعرت بخرابها وأقرت بإفلاسها. فإذا كان ينطبق عليك الشق الأول من حديث الرب، لا بد أن ينطبق عليك أيضًا الشق الثاني. فإذا كانت حقيقة إفلاسك وعدم قدرتك على السداد قد استقرت تمامًا في ضميرك، فلا بد أن يسامحك الرب ويغفر لك خطاياك. ثق في هذا. ولا تخف لمجرد أن هذا الفكر هو فوق ما كنت تتصور أو تفتكر. فأفكار الرب ليست كأفكارنا. فلا تقبل المَثَل الشائع بأن هذا الخبر ”طيب لدرجة أنه لا يُصدَّق“، لأن هذا المَثَل لا يمكن تطبيقه في أمور الله، فلن يستحيل على الله أمر. وأفضل شيء هو الأقرب للتصديق عندما يكون الأمر متعلقًا بالله.

      ف.و. جرانت
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

        الخميس 4 فبراير 2010

        يحزئيل بن زكريا بن بنايا


        وإن يحزئيل بن زكريا بن بنايا بن يعيئيل بن متنيا اللاوي ... كان عليه روح الرب.. فقال .. قفوا اثبتوا وانظروا خلاص الرب معكم ( 2أخ 20: 14 - 17)

        في يحزئيل بن زكريا، الذي كان عليه روح الرب في وسط الجماعة، والذي ابتدأ بالتكلم بالخلاص العظيم الذي سيتممه الرب مع شعبه، نجد صورة رمزية جميلة لربنا المعبود، ذاك الذي هو موضوع الكتاب كله. ويا لروعة ما توحي به الأسماء:

        (1) «يحزئيل» ومعناه ”الله يرى“ وفي سيرنا في البرية، نحن تحت نظر ذاك الحي الذي يرانا. إنه يرى كل شيء، ويعرف كل شيء، فآلاف الأميال لا تُبعده عنا، وظلام الليل لا يحجبنا عنه. أَوَلاَ يعزينا قوله لخاصته في رؤيا 2، 3 «أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك»، و«ضيقتك وفقرك» و«أين تسكن» و«أن لك قوة يسيرة»؟

        (2) «زكريا» ومعناه ”الرب يذكر“ والذي جلس في يمين الله طيلة مدة وجود الكنيسة على الأرض، لا ينسى قط ما وعد به عروسه وأعضاء جسده، فإن الذي وعد هو أمين ( 1كو 1: 9 )، وعندما نقول له: «وأنت قد قلت»، لا يمكن أن يقول ”كلا“، بل ولا بد وأن يعمل كما قال ( تك 32: 9 ، 11). وكم هو جميل ومُطمئن أن نكون واثقين على الدوام من أن الرب يذكرنا ويفكّر فينا، حتى إذا ما نسيناه نحن أو ضعف إيماننا، فإن عدم أمانتنا لا تُبطل أمانته من نحونا ( 2تي 2: 13 ).

        (3) «بنايا» ومعناه ”مَنْ بناه يهوه“ أو ”مَنْ يهيئه يهوه“ وهذا الاسم يتكلم إلينا عن تجسد ابن الله «الكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا». فإنه ـ له كل المجد ـ قَبِل من الله أبيه جسدًا هيأه له ليدخل به إلى هذا العالم ( عب 10: 5 ؛ مز40: 6).

        نعم، لقد صار إنسانًا ـ له كل المجد ـ ليس فقط لكي يموت من أجلنا على الصليب، ولكن أيضًا لكي يختبر عمليًا كل ما يحرِّك قلوبنا من آلام، حتى يدخل إلى عُمق مشاعرنا وتكون له شركة تامة معنا. وكم تمتلئ قلوبنا بالفرح والطمأنينة والثقة أن ربنا يسوع نفسه، الذي عرف الطريق وقطع الشوط إلى نهايته، هو الآن في المجد ـ كإنسان أيضًا ـ يخدمنا كرئيس الكهنة الرحيم، الذي «في ما هو قد تألم مُجربًا» في أيام جسده «يقدر أن يُعين المُجربين» وهو في المجد ( عب 2: 18 ).

        إذ جازَ في ذاتِ الطريقْ في هيئةِ البَشَرْ
        يُعينُ ضعفَ شعبهِ ويَدفعُ الخَطَرْ

        فايز فؤاد
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

          الجمعة 5 فبراير 2010

          معية الرب


          فقال (الرب): إني أكون معك ( خر 3: 12 )فقال (الرب)
          : وجهي يسير فأُريحك
          ( خر 33: 14 )

          إذا جعلنا من كلمات الرب لموسى شعارًا ممتدًا على طول الطريق، فلسوف نجده شعارًا يصلح لمواجهة كل أنواع التجارب التي تصادفنا في السير. قال الرب لموسى: «إني أكون معك» ( خر 3: 12 )، وقال أيضًا: «وجهي يسير فأُريحك» ( خر 33: 14 ). والتعبير الأخير يجمع معاني كلمات الرب لشعبه القديم: «إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلذع .. أنا الرب إلهك .. مُخلِّصُك» ( إش 43: 2 ) و«أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي» ( مز 23: 4 ). وفي العهد الجديد بينما يُفتتح إنجيل متى بإعلان عن مجيء المخلِّص ( مت 1: 21 )، فإن خاتمته هي توكيد لدوام سير وحضور المخلِّص مع شعبه «ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» ( مت 28: 20 ). «كل الأيام»: في أيام الصحو وأيام الغيم، في أيام الصحة وأيام المرض، في أيام الخير وأيام الضيم، في الشدو أو في النوح، ولن يأتي اليوم الذي فيه يكون الرب بعيدًا عنا. قد يتخلى مُحب وصاحب، لكنه يلتصق بنا ولو كنا في الأتون، يُخضع لحسابنا كبرياء البحر والموج العنيد، وينزل الجُب إلينا ويسد أفواه الأسود.

          وفي الكتاب المقدس نجد ثلاثة أسماء من بين أسماء الله العظيمة، ولكلٍ معناه الكبير جدًا عند شعبه وهم يقطعون مراحل الطريق، وفي هذه الأسماء الكفاية لمواجهة كل أعواز الطريق مهما تنوعت:

          أول هذه الأسماء هو: «حجر المعونة» الذي تفسيره «إلى هنا أعاننا الرب» ( 1صم 7: 12 )

          وثانيها «عمانوئيل» الذي تفسيره «الله معنا» ( مت 1: 23 ).

          وثالثهما «يهوه يرأه» الذي تفسيره «الرب يَرى» أو «الرب يدبر» ( تك 22: 14 ).

          و«حجر المعونة» بكل ما فيه من ذكريات سعيدة، إنما يُعبِّر صادقًا عن سير الرب معنا في الماضي.

          و«عمانوئيل» بكل ما فيه من بركة وكفاية إنما يعبِّر صادقًا عما يبعثه هذا الاسم من طمأنينة حاضرة.

          و«يهوه يرأه» بكل ما يتضمنه من موارد غير محدودة إنما يعبِّر تعبيرًا صادقًا عن الثقة التي بها نواجه المستقبل.

          ولنتأمل معًا كفاية هذه الأسماء الإلهية حين تعمل معًا لتنضج ثمرًا من اختبارات الطريق.

          هنري دربانفيل
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

            السبت 6 فبراير 2010

            ومعك لا أريد شيئًا في الأرض


            مَنْ لي في السماء؟ ومعك لا أريد شيئًا في الأرض ( مز 73: 25 )

            عندما قال داود لمفيبوشث: «قد قلت إنك أنت وصيبا تقسمان الحقل»، أجاب مفيبوشث على الملك قائلاً: «فليأخذ الكل أيضًا بعد أن جاء سيدي الملك بسلامٍ إلى بيته» ( 2صم 19: 29 ، 30). وكأنه يقول: ”سيمكنني الآن أن أتمتع برؤية وجه الملك وهذا ما يلذ لي، وأما صيبا فدَعه ينعَم بالحقل كما يحلو له“. ويا لها من لغة سامية وراقية! إني أتمنى أن يكون لي مثل هذه المشاعر نحو مَن هو أعظم بما لا يُقاس من داود.

            لقد كانت المشكلة التي عانى منها آساف في مزمور73، هي أنه وجد نفسه محرومًا من الكثير من خيرات الزمان وبركات الأرض. لقد أراد وضع أمور الدنيا مكان الله، أو بكلمات أكثر روحانية: أن يضع عطايا الله مكان الله. لكنه الآن وقد استرد العافية الروحية، فقد وصل إلى القناعة أن الرب أفضل بما لا يُقاس من كل شيء في الأرض، أو حتى في السماء، حتى إنه قال بفرح: يكفيني شخصك، ولا أريد شيئًا معك!

            ومرة أخرى أقول: ليتني أصل إلى هذه اللغة الراقية السامية: «معك لا أريد شيئًا في الأرض»! لا أريد هروبًا من المتاعب، أو حلاً للمشكلات، أو تخلصًا من المنغِّصات، كما لا أريد هنا كنزًا أو جاهًا، فآلام الزمان الحاضر لا وزن لها أمام ما ينتظرني في الأبدية ( رو 8: 18 )، وشهوات العالم زائلة، ومُتعه قصيرة العمر جدًا ( عب 11: 25 )، ولا قيمة لها أيضًا في ضوء السعادة معك. كلها وَهْم يزول، إنما أنت الحقيقة. وكل ما تحت الشمس هو آبار، آبار مُشققة، لا تضبط ماء، ولكن عندك ينبوع الحياة!

            لماذا كان بولس وسيلا في السجن يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما؟ لأنهما كانا متمتعين بالرب. لقد أخذوا منهما أغلى ما تحت الشمس، وأغلى ما تتمتع به النفس. أخذوا منهما حريتهما، ولكن أحدًا لم يقدر أن يأخذ منهما المسيح. ولقد عبَّر القديس تورتليانوس عن هذا الأمر حسنًا عندما قال: ”الأرجل لا تشعر بوخز المقطرة، إذا كان القلب في السماء“.

            ألاَ ليت هذا الاختبار السامي المجيد يكون هو اختبارنا! وليتنا مع آساف نقول: «ومعك لا أُريد شيئًا في الأرض».

            مَنْ في السماءِ يا تُرَى غَيرُ إلَهي الحيْ
            ومَعْهُ فَوقَ الأرضِ لا أُريدُ أصلاً شَيءْ

            يوسف رياض
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

              الأحد 7 فبراير 2010

              مسكين إذا أعيا


              يا ربُّ، استمع صلاتي، وليدخل إليك صراخي. لا تحجب وجهك عني في يوم ضيقي ( مز 102: 1 ، 2)

              في البستان كان صراخ سيدنا شديدًا، كانت الدموع ساخنة. وعند معلمي اليهود كلمة مفادها أن هناك ثلاثة أنواع من الصلوات، وكل نوع أعلى من سابقه. هذه الأنواع الثلاثة هي الصلاة والصراخ والدموع. فالصلاة تُقال في صمت، والصراخ هو الصلاة بصوت مسموع، ولكن الدموع تنتصر على كل شيء، وهذا هو الواقع. فإنه لا يوجد باب لا تستطيع الدموع أن تدخل فيه.

              وماذا كان صدى هذا الصراخ الشديد والدموع لدى الآب؟ وهو الذي، كالله يسمع أنين الأسير. وقد قال الرب قديمًا لموسى: «قد رأيت مذلة شعبي ... وسمعت صراخهم ... فنزلت لأنقذهم»، أ ليس بالأحرى صراخ «تقيه» المسكين الذي «سكب شكواه قدام الله»؟ (مز102). نعم، لقد «سُمع له من أجل تقواه» ( عب 5: 7 ). لا شك أن الملاك الذي ظهر له «من السماء يقويه»، ترك أثرًا في نفسه له المجد، لأن الملاك، أي ملاك ـ لا يظهر من تلقاء نفسه، بل يفعل أمر الله عند سماع صوت كلامه. ولا شك أنه ـ له المجد ـ كانت له ثقة كاملة في الآب، وبعد أن دخل الآب المشهد، قال الرب لتلاميذه في ثباته المعهود «قوموا ننطلق! هوذا الذي يسلمني قد اقترب!».

              كل هذا صحيح، ولكنه ليس الاستجابة الكاملة العَلَنية لصراخه ودموعه، بل كان الجواب الكامل هو في قيامته من الأموات.

              على أن كلام كاتب رسالة العبرانيين، في هذه المناسبة، لم يتعرَّض للصليب، بل محور الكلام هو «في أيام جسده» وليس يوم موته، أي أن ما تألم به كان لغاية خاصة، وهي أن يتعلم الطاعة مع كونه ابنًا ( عب 5: 7 ، 8). ولاحظ دقة الوحي، فلم يَقُل ”تعلَّم أن يطيع“، فقد كان مجيئه في الجسد، مولودًا من امرأة، مَظهَرًا لمبدأ الطاعة «مع كونه ابنًا تعلَّم الطاعة مما تألم به».

              هكذا كان الأمر مع سيدنا الذي تعلَّم الطاعة. صحيح أن توقيرنا وإعزازنا للرب يسوع يجعلنا نستكثر كلمة «تعلَّم الطاعة»، لكنها لقطة من لقطات اسمه «العجيب»؛ لقطة ندرك بها المسافة البعيدة بين ذروة المجد الذي كان فيه منذ الأزل، وبين صورة العبد! إنه بكونه الله يقول فيكون، ويأمر فيصير. أما أن يقول بروح النبوة «السيد الرب فتح لي أُذنًا وأنا لم أُعاند» ( إش 50: 5 ) فهذا شيء جديد عليه، ومن هنا كان أن «تعلَّم».

              أديب يسى
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

                الاثنين 8 فبراير 2010

                لماذا نخاطر؟


                إن كان الأموات لا يقومون البتة ... لماذا نُخاطر نحن كل ساعة؟ ( 1كو 15: 29 ، 30)

                إن الحياة التي نحياها في هذا العالم معرَّضة لمخاطر عديدة، ولكن إذا كان لنا توجّه لخدمة الرب، فسنكون عُرضة أكثر من غيرنا للخطر. ولقد سأل بولس: «لماذا نخاطر نحن كل ساعة؟». طبعًا كان هذا سؤالاً استنكاريًا، لا يطلب إجابته، ولكننا قد نستخدمه نحن لتوضيح المشجعات التي لنا في المخاطرة لأجل الرب.

                أولاً: نحن نخاطر لأنه لدينا رجاء أكيد وحقيقي. فالموت ليس هو نهاية الأمر، لأن الأموات في المسيح سيقومون. وإذا افترضنا أنه لا يوجد قيامة، فما الذي يدفعنا للمخاطرة بحياتنا؟ ولكن لأنه لدينا رجاء ثابت وأكيد، فهذا يعطينا شجاعة ونحن نواجه مخاطر الخدمة.

                ثانيًا: نحن نخاطر لأننا نثق في إلهنا. فقد تواجهنا المخاطر، ولكن يسقط عن جانبنا ألف، وربوات عن يميننا، وإلينا لا يقربون. إن الله يخلِّص الخادم طالما أن خدمته لم تنتهِ.

                ثالثًا: نحن نخاطر لأننا نحب، وفي ذات الوقت لا نحب. إننا نحب الرب ولا نحب حياتنا حتى الموت. إن السبب الذي يدفعنا لنخدم ونتعب، هو محبتنا للرب، والسبب الذي يدفعنا لأن نخاطر أيضًا هو محبتنا للرب. ولكننا من الجانب الآخر نخاطر لأننا لا نحب حياتنا حتى الموت. هذا ما نقرأ عنه في رؤيا12: 11 «وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت». إن أحد أسباب غلبة أولئك الأتقياء على الشيطان، وسبب مخاطرتهم، هو أنهم لم يحبوا حياتهم حتى الموت. كان الرب عزيزًا جدًا في أعينهم، وكانت نفوسهم وحياتهم ليست ثمينة في أعينهم ( أع 20: 24 ).

                رابعًا: نحن نخاطر لأننا نخاف، وفي ذات الوقت لا نخاف. نخاف هذا الإله الذي نتعامل معه، إننا نخشاه ونهَابه ونجلّه، وهذا يدفعنا لأن نتعب من أجله، عالمين أنه يكافئ كل تعب ومخاطرة. ولكننا لا نخاف من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًَا ( لو 12: 4 ، 5).

                خامسًا: نحن نخاطر لأجل أن تستمر الخدمة ولأجل تتميم الخدمة. لقد خاطر أبفرودتس بحياته حتى لا تتوقف خدمة بولس، ووصف بولس ما فعله بالآتي: «لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت، مُخاطرًا بنفسه، لكي يُجبر نقصان خدمتكم لي» ( في 2: 30 ).

                إسحق شحاتة
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

                  الثلاثاء 9 فبراير 2010

                  لأن الله أخذه


                  تدعو فأنا أُجيبك. تشتاق إلى عمل يدك ( أي 14: 15 )

                  مَن اقتلع هذه الزهرة؟ سؤال نطق به البستاني بنبرة من الحزن والضيق .. إنها زهرة يانعة متفتحة، بل هي فخر زهور البستاني، وقد اقتُلعت من ساقها. كان البستاني يراقبها منذ أن كانت بُرعمة صغيرة إلى أن صارت زهرة متفتحة .. ولكنها اختفت الآن .. مَن هو الذي تجاسر واقتلع هذه الزهرة؟

                  كانت الإجابة إنه ”السيد“ .. نعم، إنه المالك الحقيقي للبستان، فبينما هو يتجول في حديقته لاحظها وأُعجب بها، ولذلك مدّ يده واقتلعها .. إن تقديره وإعجابه بها جعله يقتنيها لمسرة نفسه.

                  وبسماع هذه الإجابة اقتنع البستاني .. إن السيد كان يراقب بسرور نتيجة عمله، ولقد قطف تلك الوردة لاستخدامه!

                  وإذا اقتطف السيد الرب إحدى الزهرات المختارة من بستان حياتنا، هل نتذمر ونحزن؟ إنها ملكه، وله الحق في قطفها، وها هو يستخدم هذا الحق. قد يكون هذا المحبوب له زمان طويل معنا، ومن طول الزمان ظننا أن لنا الحق في امتلاكه. ولكن في الواقع إنه ملكه. ألا يؤكد الرسول بولس ذلك «إنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتُريتم بثمنٍ» ( 1كو 6: 19 ، 20). أ ليست هذه الكلمات تذكّرنا بتلك الحقيقة: أنه السيد ومعه سَنَد الملكية. إن كل ما نمتلكه هو لنا باعتبارنا وكلاء فقط، وهذا ما عبَّر عنه أيوب: «الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا» ( أي 1: 21 ).

                  ولكننا الآن لنا إدراك أعمق وأوسع من الذي كان لأيوب. إننا نعرف نعمته المتفاضلة وأيضًا آلامه «فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره» ( 2كو 8: 9 ). إنه باع كل ما له، بل أعطانا نفسه. ألا نثق فيه وهو الذي يعمل كل شيء بمحبة ورقة؟

                  إن الطفل أو الأب أو الأخت أو الزوجة أو الصديق الذي فقدناه، قد اختاره السيد لينضم إلى صُحبة الزهور السماوية. فدعنا لا نتذمر. إن السيد وهو في السماء معه ذلك المحبوب، ونحن هنا على الأرض معنا أيضًا السيد، إلى ذلك اليوم الذي تنضم فيه كل الزهور التي في السماء مع تلك التي ما زالت على الأرض، ليكوِّنوا معًا باقة تبقى في مشهد النور والمجد إلى الأبد.

                  هل نُلاقي كل مؤمنْ ثَمَّ في دارِ النعيمْ
                  والمسيحُ الربُ يُعلنْ كلَّ مجدٍ جليلٍ عظيمْ

                  إنجليز فليمنج
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

                    الأربعاء 10 فبراير 2010

                    شعب اليهود وتغييب العقل


                    ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرَّضوا الجموع على أن يطلبوا باراباس ويُهلكوا يسوع ( مت 27: 20 )

                    حقًا عجيب للغاية أمر هذا الشعب، إنهم من شهور قلائل أرادوا أن يختطفوه ليجعلوه ملكًا! والآن يُخرجونه عنوةُ خارج الأسوار ليُصلب!! .. من شهور قلائل كانت بينهم مُناجاة ويتسائلون عن صلاحه، واليوم يجزمون بأنه مجدِّف يستحق الموت صلبًا! .. منذ بداية خدمته وإلى النهاية لم يكفوا عن الشهادة بأنه عمل كل شيء حسنًا، وبأنه لم يظهر في إسرائيل نظيره قطٌ، واليوم لشدة يقينهم من جُرمه، يعلنون تحمل تبعات سفك دمه، ليس فقط على أنفسهم بل وعلى أولادهم!! بل ولماذا نذهب بعيدًا لشهور، فمنذ أيام قلائل هتفوا له هتافًا ملكيًا، واستقبلوه استقبالاً أسطوريًا، معترفين أنه «ابن داود»! واليوم يصرخون بذات الحناجر والأفواه مُطالبين بقتله لأنه مجدِّف يستحق الصليب، مفضّلين عنه سارق ولص!!

                    كيف ينقلب الحال هكذا؟ .. لقد ذهب العقل ولم يبق إلا الانفعال!

                    ولماذا هذه الطاعة العمياء لرؤساء الدين الأشرار، وهم يعلمون جيدًا شر هؤلاء الرؤساء؟ لأن هذه هي رغبة قلوبهم الفاسدة، وهذا هو ضميرهم المشوَّه الذي يسلِّم مصيره الحاضر والأبدي لرجال الدين ليهرب من مواجهة الله، وليوهم نفسه أن كل شيء بينه وبين الله على ما يُرام طالما أنه على وفاق مع الوسطاء؟!

                    إنه الهروب المُزري من استخدام العقل، والتبعية المُهينة لكل مَن ارتدى ثوب رجل الدين، إنه تسكيت الضمير الذي يلوم على خطايا وشرور مختلفة بجرعة مسكِّن من مخدر اسمه: ”طاعة رجال الدين“.

                    عزيزي القارئ، هذا الشعب لم يكن حفنة من الرعاع استأجر رؤساء الكهنة حناجرهم ليصرخوا، بل هو شعب بأكمله تم تغييب عقله، لكن باختياره؛ فهم راغبون في رفض الدليل العقلي الدافع، والبرهان المنطقي الواضح، لغرض ما في قلوبهم الشريرة الفاسدة. إنهم، كما وصفهم بطرس في عِظته الشهيرة، جيل ملتوي ( أع 2: 40 ) أي غير مستقيم.

                    أحبائي .. إن غيَّبنا العقل وتبعنا الناس، مهما كانوا هؤلاء الناس، فنحن نقف مع جمهرة طالبي إطلاق باراباس، نقف في صف مَن قتلوا المسيح، لا في صف مَن أكرموه.

                    ماهر صموئيل
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

                      الخميس 11 فبراير 2010

                      يحزئيل بن زكريا بن بنايا (2)


                      وإن يحزئيل بن زكريا بن بنايا بن يعيئيل بن متنيا اللاوي ... كان عليه روح الرب.. فقال .. قفوا اثبتوا وانظروا خلاص الرب معكم ( 2أخ 20: 14 - 17)

                      تأملنا يوم الخميس الماضي في شخصية «يحزئيل بن زكريا» باعتباره صورة رمزية للرب يسوع المسيح، الذي هو الله الظاهر في الجسد، ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذه الشخصية الرائعة:

                      (4) «يعيئيل» ومعناه ”الله حي“ أو ”الله يحفظه حيًا“. والرب يسوع المسيح هو المشهود له بأنه حي «إذ هو حي في كل حين» ( عب 7: 8 ، 16، 25)، وهو الذي طمأن قلب يوحنا ـ تلميذه الضعيف الساقط ـ قائلاً له: «لا تخف»، ويا لها من كلمة تبدد الخوف وتأتي بالطمأنينة والسلام والثقة، «أنا هو الأول والآخر، والحي، وكنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين! آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت» ( رؤ 1: 17 ، 18). وإن حقيقة كونه حيًا إلى الأبد تضمن مرورنا بسلام من كل تجارب الطريق وصعابها، وتضمن خلاصنا الأكيد من كل تجربة على طول الخط وإلى نهاية الزمان ( رو 5: 10 ).

                      (5) «مَتَنيا» ومعناه ”عطية يهوه“ .. وربنا يسوع المسيح هو عطية الله العُظمى التي لا يُعبَّر عنها ( 2كو 9: 15 )، لأن فيه ومعه يعطي الله أولئك الذين يقبلونه، كل بركة روحية يمكن أن يعطيها «الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهَبنا أيضًا معه كل شيء؟» ( رو 8: 32 ).

                      (6) «لاوي» ومعناه ”مقترن“ .. وهو ما يكلمنا عن بركة الاقتران بالرب يسوع بالروح القدس. ويا له من قُرب عجيب واتحاد مبارك! فالكنيسة الآن هي موضوع شبع قلب المسيح ولذته، لأنه كما الزوجة للزوج، والاثنان جسد واحد، هكذا الكنيسة للمسيح، ويا له من سر عظيم! ( أف 5: 22 - 32) ولأنه أمر طبيعي أن إنسانًا يحب نفسه، ولا يوجد إنسان عاقل يبغض جسده أو يؤذيه، بل بالحري يعتني به و«يقوته ويربيه»، هكذا الرب يسوع يعتني بالكنيسة «التي هي جسده». وإنه لأمر مُعزِّ ومُشجع أن نعلم أن الرب يسوع ”الرأس المُمجد في السماء“ هو الذي بنفسه يقوت ويربي كل أعضاء جسده، طوال مدة وجودهم في هذا العالم. وكلما زادت الأيام عنفًا وظلامًا، زادنا المسيح دفئًا وغذاءً، دفء المحبة وغذاء الكلمة. وتبارك اسمه، فإنه لن يكف عن هذه الخدمة، فيا له من ضمان إلهي! ويا لها من بركة!

                      فايز فؤاد
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

                        الجمعة 12 فبراير 2010

                        وليمة النعمة


                        فقال الأب لعبيده: .....، وقدِّموا العجل المُسمَّن، واذبحوه فنأكل ونفرح ( لو 15: 22 ، 23)

                        لا شك أنه كان في بيت الأب عجول كثيرة، ولكن الأب كان قد أعد عجلاً ممتازًا، عجلاً مُسمَّنًا، وحفظه في حظيرته حتى رجع الابن الضال، فأمر بذبحه إذ لم يكن ممكنًا أن يذبحه لغيره، الأمر الذي ملأ قلب الابن الأكبر حسدًا لأن أباه لم يُعطهِ جِديًا لكي يأكله مع أصدقائه. ومن هذا نرى أن الله أعدّ للإنسان الخاطئ وليمة سماوية «تشتهي الملائكة أن تطّلِع عليها» ( 1بط 1: 12 ). ولا شك أن الله أعطى شعب إسرائيل قديمًا بركات ومواعيد كثيرة، ولكنه أبقى لنا نحن المساكين، الذين كنا قبلاً بلا إله وبلا رجاء، ذلك العجل المُسمَّن، أو بعبارة أخرى بركات روحية اشتهى ملوك وأبرار كثيرون أن يروها، وحتى الأنبياء قديمًا قد أعلن لهم أنه ليس لأنفسهم بل لنا كانوا يخدمون بهذه البركات والمواعيد، التي أُخبِرنا بها نحن الآن.

                        ويا لها من محبة فائقة قد بَدَت من الأب المُحب، فإنه لم يأمر بذبح العجل المُسمَّن لكي يأكل منه الابن الأصغر وحده، بل يقول: «قدِّموا العجل المُسمَّن واذبحوه فنأكل ونفرح»، فالأكل والشبع والسرور والفرح ليس من نصيب الابن الراجع إلى الله وحده، ولكنه طعام مشترك وسرور مُتبادل بين الأب المُحب والابن الراجع إليه. فهوذا الأب وابنه الذي كان قبلاً ميتًا وضالاً جالسان على مائدة واحدة، يشبعان بطعامٍ واحد، ويتقاسمان فرحًا واحدًا. وأي طعام يُشبع قلب الآب سوى ذلك الشخص المبارك الذي هو خبز الله النازل من السماء الواهب حياة للعالم، ذلك الخبز الذي ليس للملائكة ولا لرؤساء الملائكة نصيب فيه. لقد أعطى الله شعب إسرائيل في البرية المَن الذي هو خبز الملائكة، أما نحن فقد أعطانا الآب الخبز الذي يقتات هو به، ولا يجد سروره في غيره «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت». فسرور الآب وشبعه، من الأزل وإلى الأبد، هو في ذلك الابن الوحيد، وقد تنازل الله فأعطانا نصيبًا معه في ذلك الطعام المُشبع. يا ليتنا نحن المؤمنين نقتات ونتغذى على الدوام بذلك الخبز الحقيقي دون سواه.

                        وَهْوَ طعامُنا الشَّهِي في مُدَّةِ السَّيرِ
                        والمَنُّ والصَّخْرُ لنا ما دُمنا في القفرِ

                        وليم كلي
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

                          السبت 13 فبراير 2010

                          الصلاة الانفرادية


                          فدخل (أليشع) وأغلق الباب على نفسيهما كليهما، وصلى إلى الرب ( 2مل 4: 33 )

                          في ملوك الأول17: 22 نرى صبيًا لأرملة قد أُعيد للحياة بواسطة خدمة إيليا، وفي ملوك الثاني4: 35 نرى ابنًا لامرأة قد أُعيد للحياة بواسطة خدمة أليشع. ومن هاتين الحادثتين نرى أن إيليا وأليشع يمثلان الخدمة الحية المُثمرة، بينما جيحزي يمثل الخدمة العقيمة وغير المُثمرة.

                          ومن المهم جدًا أن نلاحظ المكان الذي تم فيه العمل المبارك، ألا وهو عمل إقامة هذين المائتين، فلم يكن مكانًا عموميًا حيث الناس ينظرون، ولكن في كِلتا الحادثتين كان المكان غرفة أو مخدعًا خاصًا. فنقرأ في حادثة إيليا أنه «أخذه من حضنها وصعد به إلى العلِّية التي كان مُقيمًا بها، وأضجعه على سريره» ( 1مل 17: 19 )، وفي حادثة أليشع أنه «دخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما، وصلى إلى الرب» ( 2مل 4: 33 ). أَ ليس هذا هو الحال مع خدام الله الأمناء؟ إن مخادعهم المنعزلة هي مكان غلبتهم ونُصرتهم. إن في غلق أليشع للباب معنىً ساميًا، وإرشادًا كاملاً عن قيمة الصلاة الانفرادية.

                          وما أجمل أن نقارن ذلك بالقول: «وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك، وصَلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانيةً» ( مت 6: 6 ).

                          ولكن في حالة جيحزي عندما ذهب ومعه عكاز أليشع إلى غرفة الصبي، لا نقرأ أنه أغلق الباب للصلاة. وما أعظم الفرق بين موقف الرجلين ـ جيحزي وأليشع ـ إزاء الصبي الميت!! إن جيحزي ليذكِّرنا بأولئك الذين يخدمون في وقتنا الحاضر، ولكنهم يتركون لله نصيبًا من العمل هو أكثر من اللازم، فنسمع أحيانًا مَن يقول: ”يجب أن نترك هذا للرب“. صحيح إنه من الواجب جدًا أن نتكل على الله تمام الاتكال، ولكن يجب أيضًا أن لا نكلفه، بجهالة، أن يعمل كل شيء، لأنه يريد من فرط نعمته أن يجعلنا خدامًا حقيقيين له. «حلُّوه ودعوه يذهب» ( يو 11: 44 )، هذه الخدمة كان في استطاعة الأيدي البشرية أن تقوم بها للعازر، ولهذا لم يكن يسوع في حاجة إلى أن يجعل المعجزة تمتد حتى تتناول حل لفائف القبر، لا بل قد يذهب بنا الحال بعض الأحيان أن نطلب من الله أن يعمل لأجلنا ما قد أمرنا صريحًا في كلمته أن نعمله بأنفسنا، والوزنَات التي كان يجب أن تتداول فتأتي بربح كثير، تتعطل.

                          و.و. فراداي
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

                            الأحد 14 فبراير 2010

                            آية حياته القدوسة


                            قُدوس بلا شر ولا دَنَس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات ( عب 7: 26 )

                            قال واحد: ”أنا أومن بلاهوت المسيح لأن كمال ناسوته هو الحُجة على كمال لاهوته“. فبخلاف جميع البشر، لم يعتذر المسيح عن تصرف عمله، ولم يسحب كلمة قالها. لقد قال المسيح لليهود أعدائه: «مَن منكم يُبكتني على خطية؟» ( يو 8: 46 ). فلم يستطع واحد منهم أن ينبّس ببِنت شفة!

                            ما السر في أن المسيح وحده، دون كل البشر، هو الذي لا يسجل له الوحي المقدس ولا التاريخ البشري أية خطية، لا بالفكر ولا بالقول ولا بالعمل؟ السبب هو أنه لم يكن مجرَّد إنسان. إن القداسة صفة أصيلة من صفات الله، كما قالت عنه السرافيم: «قدوسٌ، قدوسٌ، قدوسٌ رب الجنود» ( إش 6: 3 ). فليس عجيبًا أنه عندما يولد ابن الله، يقول عنه الملاك جبرائيل للمطوَّبة العذراء مريم: «القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله».

                            لقد عاش المسيح هنا فوق الأرض أكثر من ثلاثين سنة، وتكالبت ضده كل قوى الشر، وتجرَّب بكل التجارب نظيرنا تمامًا، ولكن يؤكد الوحي أنه «تجرَّب بلا خطية» ( عب 4: 15 ). ونعرف من الكتاب المقدس، وكتاب الاختبار، أنه لم يوجد بين البشر مَنْ لم يسقط في التجربة أمام الشيطان، بل لقد نجح الشيطان أيضًا في إسقاط جمهور كبير من الملائكة ( رؤ 12: 4 ، 7؛ مت25: 41). لكن هناك شخصًا وحيدًا في الأرض وفي السماء، لم ينحنِ لتجارب الشيطان، هو المسيح.

                            إنه «لم يفعل خطية» ( 1بط 2: 22 ) و«لم يعرف خطية» ( 2كو 5: 21 ) و«ليس فيه خطية» ( 1يو 3: 5 ). الشياطين نفسها اعترفت بأنه القدوس فقالت: «أنا أعرفك مَن أنت: قدوس الله!» ( مر 1: 24 ). والوالي الذي فحص قضيته وحكم عليه بالصلْب، أقرّ سبع مرات أنه لم يجد فيه عِلَّة واحدة ( مت 27: 24 مت 27: 4 لو 23: 41 ، 14، 22؛ يو18: 38؛ 19: 6). ويهوذا الخائن الذي أسلمه، ردّ الفضة بندمٍ قائلاً: «أخطأت إذ سلَّمت دمًا بريئًا ... ثم مضى وخنق نفسه» ( لو 23: 47 ، 5). واللّص الذي كان مصلوبًا إلى جواره قال: «هذا ... لم يفعل شيئًا ليس في محلِّه» ( يو 8: 29 ). وقائد المئة الذي كُلِّف بعملية صلب يسوع وحراسته، قال: «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا» (لو23: 47). وأما المسيح فقد شهد عن نفسه قائلاً: «لم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حينٍ أفعل ما يُرضيه» (يو8: 29).

                            يوسف رياض
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - فبراير 2010

                              الاثنين 15 فبراير 2010

                              الأعمال الصالحة


                              لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمالٍ صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها ( أف 2: 10 )

                              رغم أن الأعمال الصالحة لا يمكنها بالقطع شراء الخلاص، إلا أنه ينبغي أن تظهر دائمًا في حياة الشخص الذي نال الخلاص. وبينما يخبرنا الرسول من ناحية أنه «لا بأعمالٍ في برٍ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلَّصنا» ( تي 3: 5 )، إلا أنه من ناحية أخرى يحضّنا أن نكون غيورين في أعمالٍ حسنة ( تي 2: 14 ).

                              والعمل الصالح ليس مقصورًا على بذل النقود، فالإنسان الوحيد الكامل الذي وطأت قدماه عالمنا، افتقر كما لم يفتقر أحد من البشر، ورغم ذلك قيل عنه إنه «جال يصنع خيرًا» ( أع 10: 38 ). فقد تكون مساهمتك في اهتمامات الرب بمَن على الأرض هي عاطفة محبة جياشة تجاه أولئك العائشين في أودية الظلال العميقة.

                              أما وقد أشرنا الآن أن بذل المال ليس هو الطريقة الوحيدة للعمل الصالح، فإنني أوَّد الآن أن أشدد على أن إنفاق النقود المتحصلة من بركات السماء، في عمل الخير يظل واحدًا من أعظم الطرق في الخدمة. ولعله لهذا السبب يكتب الرسول بولس لتيموثاوس: «أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر ... أن يصنعوا صلاحًا، وأن يكونوا أغنياء في أعمالٍ صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع» ( 1تي 6: 17 ، 18).

                              صلى فلاح غني إلى الله طالبًا سداد احتياجات زمنية مُلحّة لعائلة فقيرة تقطن بجوارهم، وسمعه ابنه الصغير الذي قلَّب الأمر في باله، ثم لم يلبث أن قال لوالده: ”أبي: بإمكانك أن تُجيب صلاتك من أجل العائلة الفقيرة، أنت بذاتك .. أ ليس كذلك؟“. ألا نرى في هذا مثالاً لاذعًا للفقرة العظيمة الواردة في رسالة يعقوب2: 14- 18 «ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحدٌ إن له إيمانًا وليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلِّصه؟ إن كان أخٌ وأختٌ عُريانين ومُعتازين للقوت اليومي، فقال لهما أحدكم: امضيا بسلام، استدفئا واشبعا. ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟ هكذا الإيمان أيضًا، إن لم يكن له أعمال، ميتٌ في ذاته. لكن يقول قائلٌ: أنت لك إيمان، وأنا لي أعمال. أرني إيمانك بدون أعمالك، وأنا أُريك بأعمالي إيماني».

                              وعندما نُعطي، ينبغي ألاّ تعلم يميننا ما فعلته يسارنا. ضع ختمًا على فمك، وانسَ ما فعلته. وعندما تعطف على أحدهم، عُد إلى الظل، ولا تُخبر أحدًا.

                              جورج هندرسون
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X