إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - أبريل2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - أبريل2010

    الخميس 1 إبريل 2010

    مريمتان وغرض واحد


    الحاجة إلى واحد ( لو 10: 42 )

    مريمتان ارتبطتا بالرب يسوع في أيام جسده، بينهما من أوجه التباين والاختلاف الشكلي والشخصي، إلا أنه جمع بينهما تقدير المسيح بشكل صحيح، وعن كل منهما يُقال بالحق والصدق «امرأة فاضلة مَنْ يجدها لأن ثمنها يفوق اللآلئ» ومن كلتيهما نتعلم أثمن الدروس عن العلاقة العميقة بالمسيح.

    الأولى، مريم أخت لعازر ومرثا، والثانية هي مريم المجدلية التي أخرج منها الرب سبعة شياطين، الأولى ميَّزها ـ بحسب لوقا10 ثلاثة أمور هامة فهي:

    تجلس .. وتسمع .. وتفهم. أما المجدلية فقد ميزتها ثلاثية أخرى رائعة، ومُكملة وهي أنها: تركض .. وتُخبر .. وتحب.

    فمريم التي من بيت عنيا ميزها الجلوس عند قدمي المسيح، لتسمع كلامه (لو10)، ولتتلقى التعزية منه (يو11) ولتسجد عند قدميه (يو12). وما أثمن الجلوس وما ألذه عند قدمي السيد! ثم هي تسمع بأكثر مما تتكلم، وهي تسمع ذاك الذي «انسكبت النعمة على شفتيه» (مز45). والذي «حلقه حلاوة وكله مشتهيات» (نش5). وأخيرًا فهمت ما لم يفهمه الآخرون حتى من التلاميذ المُقرَّبين من أن الرب سيموت ويقوم، فعندما سكبت قارورة الطيب عند قدمي المسيح، فإنها فعلت ذلك لأجل «تكفينه». وهي الفاهمة التي فازت بالنيشان في حين أن طيب المريمات الأُخريات فاته الأوان، إذ أتين فجر الأحد وكان المسيح قد قام من الأموات كما قال.

    أما مريم المجدلية، فقد ميزها الركض، التي سبقت فيه الكل سعيًا وراء الرب ولو كان بحسب ظنها مجرد جسد موضوع في قبر. إنها ركضت إليه، وكأنها علمت أنه «تكثُر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر» ( مز 16: 4 ). ثم ما أن تيقنت من قيامته وصوته إليها، حتى أسرعت وأخبرت فكانت أول مُبشرة من البشر بقيامة المسيح! ويا لها من مُبشرة ولا أروع! وبرهن سبْقها للمريمات والظلام باقٍ، ومكوثها عند القبر حزينة باكية باحثة عن جسد سيدها، بل وعن استعدادها لحَمل جسده من مكانه، برهن على محبتها للرب.

    ليتنا نجلس عند قدميه، ونركض سعيًا إليه، ونسمع لكلامه، ونُخبر الآخرين عنه وعن خلاصه، ونفهمه بعمق، ونحبه بإخلاص.

    إسحق إيليا
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

    الجمعة 2 إبريل 2010

    مارة وإيليم


    ثم جاءوا إلى إيليم وهناك اثنتا عشرة عين ماءٍ وسبعون نخلة. فنزلوا هناك عند الماء ( خر 15: 27 )

    قد يتلبَّد الجو أحيانًا بالغيوم الكثيفة والسُحب الداكنة، ولكن لنثق أن الشمس خلف الغيمة، ومتى وضعنا منظار الإيمان على عيوننا نرى إلهنا وقدراته الفائقة، فإنه يُشرق بمجده فيُبدد غياهب الظلام ويُتمِّم مواعيده، وفي أحلك ظلمات الليل نرى فادينا متمشيًا فوق الأمواج يطمئن خوفنا، فنعلم أنه الحي السرمدي الكائن قبل الدهور، ونهتف فرحين «الرب نوري وخلاصي، ممَّن أخاف؟ الرب حصنُ حياتي، ممَّن أرتعب؟» ( مز 27: 1 ).

    وقد تصادفنا «مارة» أثناء عبورنا في برية هذا العالم، ولكن هناك شجرة إذا طرحناها في مائها المُرّ تجعله عذبًا سائغًا. وما الشجرة إلا رمز لصليب المسيح الذي فيه كل كفايتنا، فلننظر إليه بإمعان وروية، ونقول وسط المُلِمات والكوارث: لتكن لا إرادتنا بل إرادتك. ولا يغيب عنا أننا بعد مارة نجد إيليم، وهناك نتمتع بظلال السبعين نخلة الوارفة ونستقي من مياه الإثنتي عشرة ينبوعًا العذبة، فلنسلِّم كل أمورنا للعناية الإلهية التي تُحصي كل شعورنا، ولنعلم أن التذمر والشكوى والأنين هي تصرفات خاطئة موجهّة ضد الله وقصده وترتيبه، فلنكف عنها لا سيما «ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده» ( رو 8: 28 )، «فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه» ( عب 4: !6).

    ولا يغيبن عن أذهاننا أن الله يسير بوجهه المُنير أمامنا فيُريحنا ويستطيع أن يفعل في كل وقت ما فعله مع الأتقياء الذين سبقونا، فقد حفظ يوسف في مصر، وموسى أمام فرعون، وإيليا أمام أخآب، ودانيال في بابل، وما علينا إلا أن نركض إليه فهو مرساة للنفس مؤتمنة وثابتة، وهو لا ريب يعمل أكثر مما نفتكر أو يخطر لنا ببال.

    ومهما تكن الظروف فلنثق أن الله يقودنا ولنا أن نتكل عليه، فإنه يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة، وهو يعمل المعجزات، فمَن كان يظن أن الغربان تأتي بالطعام صباحًا ومساءً لإيليا عند نهر كريث (1مل17)؟ وأن نهر الأردن يشفي نعمان رئيس جيش ملك أرام من برصه (2مل5)؟ وأن عود الخشب يجعل الحديد يطفو (2مل6)؟ وأن خمسة أرغفة تكفي لإشباع خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد، ثم يرفع التلاميذ ما فضل بعد ذلك من الكِسر اثنتي عشرة قفة (مت14)؟ أَ ليس هو الله وكل ما شاء يصنع؟

    دينيت
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

      السبت 3 إبريل 2010

      الأيادي الجميلة

      فهذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع... فأخذ يوسف الجسد ولَفَّه بكتانٍ نقي، ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ( مت 27: 58 - 60)

      ما أقبحها أيادي تلك التي سلَّمت للصلب! وما أجملها أيادي تلك التي كرَّمت بالحب!

      ما أجمل يديكِ يا أختي الفاضلة مريم، وهي تُشرف بدهن رأس سيدنا، بل وقدميه، بالناردين! مَنًا من الناردين الخالص على رأسه وقدميه قبل موته! كم أنتِ جميلة يا مريم وعظيمة وأنتِ لا تشعرين بالجمع من حولك. ما أروعك والوجود كله على اتساعه قد اختُزل عندك فيه!!

      كم أنتِ رائعة وأنتِ تعملين هذا العمل الدافق بالمشاعر والولاء، تعملينه لا في خلوة، بل في جُرأة أمام الجميع! كم أنتِ صلبة في رقَّتِك، وجبارة بأس في وداعتك، إذ لم تعبأي بلوم اللائمين ولا بتوبيخ الموبِّخين! يبدو أن حب السيد قد سباكِ، فجعلك لا تَرين غير جماله، ولا تسمعين غير صوته، ولا تشعرين سوى بمحضره.

      وما أروع أياديكم يا أخويَّ العزيزين: يوسف ونيقوديموس، وهي تُشرف بتكفين جسد السيد وقد أثخنته الجراح. ما أجمل يديك يا يوسف وأنت آتٍ بالكتان النقي وفي قلبك أن تَهَب لحبيبك قبرك الجديد! القبر الذي نحتَّه لنفسك في الصخرة، وهل كنت تدري وأنت تنحته، أنه سيتشرف بالجسد الكريم الذي فيه حلَّ كل الملء؟! وما أبهى جسارتك وأنت تدخل للوالي في أشرف مهمة دخل بسببها إنسان لقصر حاكم، إذ دخلت تطلب جسد يسوع!

      وما أحلاك يا نيقوديموس وأنت آتٍ هذه المرة، لا ليلاً، بل قبل سقوط الليل ومجيء العتمة، قبل أن تضيع فرصة الإكرام. آتٍ تفوح منك رائحة بديعة نفَّاذة تملأ الدنيا حولك بعبيرها، هي رائحة ما حملت لإكرام حبيبك وحبيبي، جئت حاملاً مزيج مُرٍّ وعود نحو مئة منًا! من أين هذه الجرأة؟! وكم تكلفت لتشتري مئة منًا من المرّ والعود؟! وكيف حملت كل هذا الحمل وأنت شيخ؟! هل حب الحبيب والرغبة في إكرامه ملأت قلبك بالجرأة لتكشف عن هويتك بعدما أخفيتها طويلاً؟! وهل أخرجت كل ثروتك لإكرامه؟! وهل شدَّدت ذراعيك الواهنتين بالقوة لتحمل كل هذا الحِمل الكبير؟!

      سيدي الحبيب .. لقد لمست يومًا فم عبدك فقدسته لك، ألا تلمس اليوم أيادينا لكي تطهرنا من كل عمل لسواك، وتجمِّلها لكي لا تخدم إلاّك!

      ماهر صموئيل
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

        الأحد 4 إبريل 2010

        عطش المسيح فوق الصليب

        بعد هذا رأى يسوع أن كل شيءٍ قد كَمَل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان ( يو 19: 28 )

        تُرى ما الذي نقصده بعطش المسيح في ذلك اليوم؟ إلى أي شيء كان المسيح عطشانًا في يوم صلبه؟ مع أننا نؤكد أن المسيح كان فعلاً عطشانًا جسديًا للماء الطبيعي، فإننا أيضًا نعتقد أن لهذه العبارة بُعدًا أكبر من مجرد العطش الجسدي. فهي تعني بالإضافة إلى ذلك شيئين على الأقل:

        (1) العطش إلى الله

        (2) العطش إلى إكمال عمل الفداء

        ماذا نقصد بعطش المسيح إلى الله؟ لقد نطق المسيح بعبارة «أنا عطشان» بعد صرخته المُرَّة «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟». فتَرْك الله له مدة ثلاث ساعات كاملة جعله يحس بالعطش الشديد. لقد كان لسان حاله ما جاء في المزمور143: 6 «بسطت إليك يديَّ. نفسي نحوك كأرضٍ يابسة»، وأيضًا ما جاء في المزمور42: 1- 3 «كما يشتاق الإيَّل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي، متى أجيء وأتراءى قدام الله؟ ... إذ قيل لي كل يوم: أين إلهك؟». لهذا فبعد هذه الصرخة مباشرة قال «قد أُكمل»، ثم «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي». نعم لم تكن تلك الصرخة فقط صرخة جسده المحتاج إلى الماء، بل بالحري صرخة نفسه المشتاقة إلى الله!

        وماذا نعني بالعطش إلى إكمال الفداء؟ لقد عبَّرت صرخة المسيح «أنا عطشان» عن اشتياقه ورغبة قلبه لإتمام عمل الفداء. هذا الاشتياق الذي عبَّر عنه مرة لتلاميذه بالقول: «لي صبغة أصطبغها (مُشيرًا إلى آلام موت الصليب)، وكيف أنحصر حتى تُكمَل» ( لو 12: 50 )، أو كم أنا محصور حتى تكمل تلك الآلام. وها هنا المسيح ـ تبارك اسمه ـ في نهاية مشوار الألم، وقد رأى أن كل شيء قد كمل، قال «أنا عطشان»، أي أنا عطشان لإتمام النبوة الصغيرة الباقية ولإكمال عمل الفداء. وبعدئذٍ قال «قد أُكمل».

        ويعلق الرسول بولس على ذلك بالقول «رئيس الإيمان ومُكمله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي» ( عب 12: 2 ). نعم، فلقد كان السرور الذي أمامه أن يكمل عمل الفداء، كيما يأتي بأبناء كثيرين إلى المجد.

        يوسف رياض
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

          الاثنين 5 إبريل 2010

          أمور الله أولاً

          هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في بيوتكم المُغشاة، وهذا البيت خرابٌ؟ والآن فهكذا قال رب الجنود: اجعلوا قلبكم على طرقكم ( حج 1: 4 ، 5)

          وجَّه حَجي كلمته إلى قادة الشعب، إلى زربابل الوالي سليل داود، وإلى يهوشع بن يهوصاداق الكاهن العظيم قائلاً: «هكذا قال رب الجنود قائلاً: هذا الشعب قال إن الوقت لم يبلُغ وقت بناء بيت الرب» (حج1، 2). كان قول الشعب هذا ينم عن رغبة دفينة للاستعفاء من العمل، فلو كانت هناك قوة الإيمان لَمَا كان أمر أرتحشستا ليوقفهم حقًا، إذ إنه كان مناقضًا لأمر كورش، وكانت شريعة مادي وفارس التي لا تُنسخ كفيلة بأن تلغي الأمر اللاحق طالما كان ينسخ أمرًا أسبق. لكن الشعب وجد حجته إذ كانوا يطلبون كل واحد ما هو لنفسه، واستتبع ذلك تكاسل من جهة أمور الله، فانصرفوا كل واحد إلى بناء بيته، بينما أُهمل بيت الرب.

          عندما لا يكون الضمير متيقظًا، يكون الشعب مستعدًا لتفسير الظروف المحيطة لتناسب رغائبه، وعندئذٍ تظهر الطاقة الكبيرة الكامنة في صُنع ما هو لراحتنا، بينما يبدو واضحًا عدم التقدير لكل ما هو لمجد الله. عندئذٍ يكون لدى القديسين الوقت والإمكانيات لعمل الكثير مما لا يفيد، بينما يجدون مشقة في أن يصرفوا ساعات قليلة في الاجتماع معًا، أو في أن يضعوا إمكانياتهم هذه لأجل تقدم الإنجيل، ولكن عندما يوجد تدريب للضمير، يوضع كل شيء في مكانه.

          «هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في بيوتكم المُغشاة، وهذا البيت خرابٌ؟» كان هذا توبيخًا من الرب على فم نبيه، فإن أمر أرتحشستا ملك فارس لم يَعقهم عن أن يبنوا بيوتًا فاخرة لأنفسهم، ولكنهم وجدوا فيه العذر لعدم الاكتراث بما كان يجب أن يأخذ المكان الأول في اهتماماتهم (ع3، 4).

          «والآن فهكذا قال رب الجنود: اجعلوا قلبكم على طرقكم» .. انهضوا من نتائج الأنانية المُميتة، فاحكموا على ذواتكم وطرقكم الماضية في حضرة الله. ضعوا الأهم في المكان الأهم، أعطوا الرب المكان الأسمى في القلب وفي الحياة. فلأنكم فقدتم عزم القلب في التعلق بالرب، لم يستطع أن يبارك كما يجب (ع9)، ولأنكم لم تُعطوا الرب مكانه، ولأنكم أهملتم بيته، لذا نشأ القحط والجَدب، بدلاً من البركة والإنعاش (ع10، 11). نعم، ما أحوجنا في هذه الأيام إلى تلك الصيحة «اجعلوا قلبكم على طُرقكم» حتى يعود الرب ويباركنا.

          كرست نفسي لك يا ربي وسروري خدمتك
          أقولُ لكَ من عمقِ القلبِ لتكن مشيئتك

          أيرنسايد
          التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 05-04-10, 11:31 PM.
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

            الثلاثاء 6 إبريل 2010

            خلاص من الضيق


            ادعُني في يوم الضيق أُنقذك فتمجدني ( مز 50: 15 )

            «ادعُني في يوم الضيق أُنقذك فتمجدني» ( مز 50: 15 ) .. هذه الكلمات الثمينة هي كلمات الرب، الله القدير الذي بهذه الكيفية قد أعلن محبته ونعمته وشفقته لأبناء آدم، وبصفة خاصة لأولئك الذين هم في أي نوع من التعب.

            أ يجوز أن يهوه القدوس المبارك إلى الأبد، الرحيم، يضع هذه الكلمات في فم نبيه دون أن يقصد تتميمها؟ كلا البتة. كلا يا صديقي، فإن الله لا يمكن مطلقًا أن يكذب على شعبه أو يستخف بهم ولا سيما الواقعين منهم في الضيق، لكنه على الدوام يرحم لا بل يُسر بالرحمة.

            أيها القارئ العزيز: هل تتعبك الخطية الساكنة فيك، التي تظهر بقوتها وخبثها وشرها، فتمنعك من الاقتراب إلى عرش النعمة، وتتركك أحيانًا عديم الرجاء في الخلاص من وطأتها؟ هذه حقًا مشقة عُظمى، هي كالجبل.

            ولكن يا عزيزي لا تيأس، فإن الله لا يزال راغبًا في مساعدتك لأنه بذلك يتمم كلمته التي وعد بها، وهي إنقاذ كل الذين يدعونه في الضيق.

            أيها المؤمن: هل تُتعبك ظروفك، وهل تخشى أن تطول فترة الضيق. هل يُصوِّر لك العدو أن ظروفك صعبة الاحتمال؟ انظر إلى وعد الله الذي قال: «ادعُني في يوم الضيق أُنقذك». تذكَّر أن كلمة الله ثابتة إلى الأبد.

            كم من المؤمنين اجتازوا في أتعاب عظيمة واقتربوا من حافة اليأس. وفي حالتهم المُحزنة هذه نظروا إلى الرب فخلَّصهم من الفخ، وانتشلهم من الجُب المُخيف، وأعطاهم فرصة أن يشهدوا لقدرة ذراع الله التي تعمل لتعزية وتشجيع المؤمنين الذين يدخلون في الضيق، وبالصلاة والدعاء ينالون الخلاص المُفرح ويبتهجون بمحبة إلههم الرحيم.

            ليتنا على الدوام نعيش في اختبار هذا الوعد المبارك الذي أعطاه لنا سيدنا: «مهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن» ( يو 14: 13 ).

            لا تحزن يا أخي، بل خُذ ما يؤلمك إلى الرب، وهو يستطيع أن يُخرج منه ما يسبب لك الفرح. لا تسمح لليأس أن يجد طريقه إلى قلبك، فإلهك موجود وذراعه قديرة وقلبه مملوء بالمحبة، ولا يمكن أن يرضى بأن يرسلك فارغًا دون نوال بركة منه.

            سبرجن
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

              الأربعاء 7 إبريل 2010

              الخطية خاطئة جدًا

              خطاياكم منعت الخير عنكم ( إر 5: 25 )الخطية خاطئة جدًا ( رو 7: 13 )

              هل هناك شيء يجتث كل الخير ويزيل كل بركة إلا الخطية؟

              أما طردت آدم وحواء من الجنة وسلبتهما ما كانا فيه من راحة تامة، وهناءة ليس بعدها من مزيد؟!

              أما شوَّهت جمال الخليقة، وقلبت كل شيء رأسًا على عقب، وملأت الكون بالأنَّات والزفرات؟! «كل الخليقة تئن وتتمخض معًا» ( رو 8: 22 ).

              أما أخرجت من جوفها سعيرًا وحممًا، وجعلت جو العالم عبوسًا متجهمًا، عندما «اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع» ( رو 5: 21 )؟!

              أما أسالت الدموع غِزارًا، وأجرتها على الوجنات سيلاً مِدرارًا؟!

              أما كانت السبب في انفجار ينابيع الغمر وانفتاح طاقات السماء وهلاك العالم بالطوفان؟! (تك7).

              أما جلبت على سدوم وعمورة نارًا أحرقتها على بكرة أبيها وتركتها بلقعًا لا تسمع فيها نأمة إنسان أو حيوان؟! ( تك 18: 20 1كو 10: 8 - 25). أما أذاقت بني إسرائيل كؤوسًا أمرّ من العلقم أثناء حلّهم وترحالهم، وقتلت الألوف ودحرتهم أمام الأعداء مرارًا؟! (1كو10: 8- 10).

              أما سَطَت على شمشون الجبار فقهرته، ثم عَمَدت إلى عينيه فقلعتهما، وإلى قوته فسلبتها، وجعلته يطحن كالثور وأعداؤه يهزأون به ويسخرون منه؟! (قض16). أما رأينا أجسامًا قد أصبحت هياكل عظمية نخرة بسبب الخطية؟! أما شاهدنا نتائجها المُرّة تمتد إلى الذراري من جيل إلى جيل؟!

              وماذا نقول أيضًا عن الخطية؟ كم أذلت! كم أضلت! كم حطمت! كم بدّدت! كم سلبت! كم حزت أفئدتنا! كم فتت قلوبنا! كم قصمت ظهورنا! كم أثارت لواعج الحزن والأسى بين أضالعنا؟!

              وهل يُرجى من الخطية غير المصائب والويلات، ومن ذكراها إلا الوخزات واللذعات؟ ثم هل من سبيل إلى النجاة والإنقاذ من هوتها السحيقة التي يتردَّى فيها العالم، غير التوبة الصادقة؟ وهل من دواء ناجع يكفل البُرء من الخطية وأوحالها إلا الاغتسال بدم المسيح «دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» ( 1يو 1: 7 )؟

              ماذا أنا أفعلُ كي أطهُرَ من خطيتي؟
              وكيف أنجو سيدي من رهبةِ الدينونةِ؟
              آمن بالرب يسوعَ المسيح فتخلُصَ بهِ وتستريحْ
              بالنعمةِ به نلنا الخلاص طهََّرنا صار لنا المناصْ

              إسحق لوزا
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                الخميس 8 إبريل 2010

                بطرس وسقوطه

                فابتدأ يلعن ويحلف: إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه! ( مر 14: 71 )

                يا للأسف! لم يكن هناك من أحد يستطيع أن يذرف دمعة واحدة لتعزية ذلك القلب المُحب في ساعة من أشد ساعاته مرارة. قد تُرك منفردًا انفرادًا كليًا، حتى بطرس الذي أعلن عن نفسه أنه مستعد أن يموت معه، نام ونعس على مقربة من آلام جثسيماني المُرّة. هذا هو الإنسان. نعم وأحسن الناس أيضًا، واثقًا بذاته بينما كان يجب أن يستخونها، نائمًا في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه ساهرًا، لا بل نقول أيضًا محاربًا في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه مُسالمًا. «ثم إن سمعان بطرس كان معه سيفٌ، فاستله وضربَ عبد رئيس الكهنة» ( يو 18: 10 ). يا له من تصرف غريب متناقض وليس في محله! هل السيف يتلاءم مع المتألم الوديع المتواضع؟

                إن هذا لأمر خطير للغاية. أحد خدام المسيح المحبوبين المُكرَّمين، يسقط هذا السقوط المُحزن! ألا يعلِّمنا هذا أن نسير متمهلين! ولكن يا للأسف فإننا لم نصل بعد إلى آخر حد في سقوط بطرس، فبعد أن استعمل سيفه دفاعًا عن سيده، نجده «يتبعه من بعيد. ولما أضرموا نارًا في وسط الدار وجلسوا معًا، جلسَ بطرس بينهم» ( لو 22: 54 ، 55). يا لها من صُحبة لا تليق برسول من رُسل المسيح «أَ يمشي إنسانٌ على الجمر ولا تكتوي رِجلاه» ( أم 6: 28 )؟ إنه من أخطر الأمور على المسيحي أن يجلس بين أعداء المسيح، وإن مجرد عمله يدل دلالة واضحة على أن الانحطاط الروحي قد دب فيه، ونال منه منالاً عظيمًا. إننا نجد في حالة بطرس أدوار الانحطاط الروحي ظاهرة ظهورًا بارزًا، فأولاً افتخاره بقوته الذاتية ( لو 22: 33 )، ثانيًا: نومه في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه مُصليًا ( مر 14: 37 )، ثالثًا: استلاله السيف في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه خافضًا رأسه متواضعًا ( يو 18: 10 )، رابعًا: اتباعه سيده من بعيدٍ، خامسًا: إراحة نفسه في وسط جماعة من أعداء المسيح العلنيين.

                ثم نصل إلى أسوأ فصل في هذه الرواية المُحزنة إذ نجد قديس من قديسي الله ورسول من رسل المسيح، يلعن ويحلف أنه لم يعرف سيده ( مر 14: 66 - 72)!! إنه يشق على البعض جدًا أن يتصوروًا أن ابنًا من أبناء الله الحقيقيين يسقط مثل هذا السقوط المُريع، ولكن ما ذلك إلا لأنهم للآن لم يختبروا الجسد وما هو.

                ماكنتوش
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                  الجمعة 9 إبريل 2010

                  الرب راعيَّ

                  الرب راعيَّ فلا يعوزني شيءٌ ( مز 23: 1 )

                  يُسمَّى مزمور 23 بمزمور الرعاية، كاتبه هو داود الملك، وقد كان قبلاً راعيًا للغنم، لذلك فهو يعلم معنى الرعاية واحتياجات الغنم. وكتب مزموره هذا وهو مقدِّر رعاية الرب له، وقد افتتحه بهذه الكلمة «الرب راعيَّ»، وليس ”الرب راعٍ“، أو”الرب راعينا“، فهو يخصص الرب كالراعي له شخصيًا.

                  ويعبِّر داود عن تمتعه بهذه الرعاية، في ثلاثة اتجاهات كما يلي:

                  1ـ معي: «لأنك أنت معي»

                  اختبر داود معية الرب معه كالراعي، إذ يقول: «أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي»، وهذا وعد الرب لنا: «وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر» ( مت 28: 20 )، ففي وسط المخاطر في وادي ظل الموت لا يخاف، والسبب أن الرب معه رفيق رحلته، فلا يخاف من وقوع أي شر له، وما يعزيه هما عصا الرب وهى للرعاية، وعكازه وهو للعدو، لذا لا يخاف أن يجتاز هذا الوادي العظيم المَخوف.

                  2ـ أمامي: «ترتب قدامي مائدة»

                  في وادي ظل الموت يوجد المضايقون، لكن الرب يرتب أمامه مائدة ليأكل منها، وهذه المائدة مُعدَّة أيضًا تجاه مُضايقيه، أي أن الرب نصَبها بينه وبينهم، وبينما هو يتناول منها طعامه ليأكل فَرِحًا ومتعزيًا، نجد أن هذا يضايق مضايقيه ويردُّهم مندحرين، بسبب السلام الذي يعيش فيه.

                  3ـ خلفي: «خير ورحمة يتبعانني»

                  هذا ما يطمئن قلبه أثناء مسيرته في البرية، لأن الخير يتبعه أينما ذهب، فلا يحتاج إلى شيء، عكس ما نراه مع الآخرين غير المؤمنين «كثيرون يقولون: مَنْ يُرينا خيرًا؟» ( مز 4: 6 )، فهو يتمتع بهذا الخير، وليس ذلك فقط بل إن الرحمة أيضًا تتبعه، حيث إنها من ضرورات الغربة في أرض الأعداء، فلا يقلق من العَوَز، ولا يضطرب من الأعداء.

                  هباتُ الخيرِ والرحمهْ تُواليني مَدَى عُمري
                  وفي الأمجادِ بالنعمهْ يُسْكِنُني مَدَى الدهرِ
                  أُسبِّحُ اسمَهُ دَوْمًا وحُبُهْ يملأُ صَدري
                  ربي ما أحلاكْ ربي ما أحلاكْ

                  نشأت راغب
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                    السبت 10 إبريل 2010

                    حتى دخلت مقادس الله

                    فلما قصدتُ معرفة هذا، إذ هو تعبٌ في عينيَّ. حتى دخلت مقادس الله، وانتبهت إلى آخرتهم ( مز 73: 16 ، 17)

                    في بداية ع17 من مزمور73 تَرِد هذه الكلمة الهامة: «حتى دخلت». وهي كلمة تفصل بين حيرة آساف وارتباكه من جانب، وهدوئه وفهمه للأمور من الجانب الآخر.

                    والمسيح لمّا حدَّثنا عن مَثَل ”الابن الضال“، في لوقا15 قال إن هذا الابن وهو في الكورة البعيدة، لم يكتفِ بأن يقرِّر القيام والذهاب إلى أبيه، مع أهمية هذا القرار، بل نقرأ أنه «قام وجاء» ( لو 15: 20 ). وهكذا هنا أيضًا مع آساف، لم يكتفِ بأن يقرر الدخول إلى المقادس، بل إنه دخلها فعلاً.

                    لذلك، فإني أسألك أيها القارئ العزيز: أين أنت الآن؟ لا يكفي مُطلقًا أن نقرأ عن المقادس، بل أرجوك أن تقرر الآن هل أنت تعيش بالفعل في المقادس أم لا، وإن كان لا، فلماذا لا تتوقف لحظات عن الاسترسال في القراءة، وتتجه بقلبك إلى الرب معترفًا بالخطية، إن كانت في حياتك خطية، أو بالإهمال واللامُبالاة إن كانا قد تسربا إلى قلبك، وهو حتمًا سيساعدك ويُنهضك.

                    ما أهم وجود المؤمن فعلاً في المقادس. هذا ما يضبط فكر المؤمن، وهو ما يحتاج إليه كل مؤمن حقيقي أشد الاحتياج. فالخاطئ الذي لا علاقة له بالله، هو أعمى لا يرى الأمور الإلهية ولا الأمور الأبدية على الإطلاق. وأما المؤمن مقطوع الشركة مع الله، فمع أنه ليس أعمى كُلية، إلا أنه «أعمى قصير البصر». هذا ما حدث بالفعل مع آساف. كان يرى الموضوع من زاوية واحدة هي التي صوَّرها له عدو النفوس؛ أما الآن، بعد أن دخل المقادس، فقد صار يرى الأمر من كل جوانبه. لقد حدث ضبط لتفكيره. أو بحسب تعبيره هو «انتبهت» (ع17).

                    ويؤسفنا أنه مع كثرة مشاكل الناس في الوقت الحاضر، فما أكثر الذين يقدِّمون للمؤمنين علاجًا سطحيًا، كالمُسكِر الذي يأخذه الهالك، أو الخمر التي يتعاطاها مُرّ النفس، فيُنسياهما مؤقتًا فقرهما وتعبهما ( أم 31: 6 ، 7). ما أكثر مَن يقدِّم للمُتعبين مجرَّد جُرعة مسكِّنة للمشاكل، بإثارة عواطفهم ودغدغة مشاعرهم، وذلك بالترانيم التي يصاحبها الموسيقى الصاخبة، فينتشي المُتعب المنهوك، وتغيب مشاكله مؤقتًا عن باله.

                    ولكن إن كانت عندنا مشاكل حقيقية فإنها تحتاج إلى حل، وهذه لن يحلها إلا كلمة الله والصلاة. وبعد أن يتم ضبط الذهن، فلنرنم حينئذٍ للرب من كل قلوبنا.

                    يوسف رياض
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                      الأحد 11 إبريل 2010

                      في البستان

                      ضعَّف في الطريق قوتي، قصَّر أيامي. أقول: يا إلهي لا تقبضني في نصف أيامي. إلى دهر الدهور سنُوك ( مز 102: 23 ، 24)

                      هذا المزمور العجيب، يتحدث القسم الأول منه بلغة جثسيماني الحزينة المؤلمة. فهناك نسمع صراخ ذلك المسكين الذي يسكب نفسه أمام الله؛ المسكين الذي يعاني ضيقًا عظيمًا، غائصًا في أعماق مرارة النفس، وهو على وشك أن يُقطع من أرض الأحياء، نسمعه مُصليًا وكأنه يستعطف الله قائلاً: «يا إلهي لا تقبضني في نصف أيامي». فما هو جواب الله له؟ حقًا إنه لولا أن روح الله نفسه قد طبَّق هذه الكلمات على المسيح، لافتكرنا أنها جزء من خطاب سيدنا لله. فلو أننا قرأناها بالتتابع لبَدَا ظاهريًا كأن الرب يستمر مُخاطبًا الله قائلاً: «لا تقبضني في نصف أيامي. إلى دهر الدهور سنوك. مِن قِدَم أسست الأرض، والسماوات هي عمل يديك». ولكن الروح القدس في عبرانيين1 يقول لنا إنه الله، يخاطب ابنه المبارك. فنحن نرى الابن كما كان في جثسيماني يسكب نفسه بصراخ شديد ودموع «يا إلهي لا تقبضني في نصف أيامي»، ثم ينتظر الجواب. فما هو الجواب الذي يأتي يا تُرى، من الإله الأبدي، إلى ذاك الذي كان في مكان الاتضاع والطاعة طالبًا مشيئته؟ إلى ذاك الذي وضع نفسه حتى إلى تراب الموت، والذي كان يتسلم الكأس التي سيشربها بعد قليل إلى آخر نقطة فيها؟ إن الله يخاطبه كالرب قائلاً: «وأنت يا رب».

                      يا للعجب! إن ذاك الذي كان يتنهد حزينًا حتى الموت في بستان جثسيماني، ابن الله المبارك في مكان اتضاعه، يخاطبه الله كخالق السماء والأرض! وعندما يبيد كل ما هو حولنا، وعندما تنحل كل العناصر وتذوب، سيبقى هو ـ له المجد ـ في كل سلطانه ومجده الأبدي. أ تستطيع أن تتصوَّر أنه يوجد طرفا نقيض معًا أكثر من هذين حسب الظاهر؛ اتضاع مُتناهٍ، وإعياء لا حد له، وصراخ لله في ضعف ودموع، هذا من طرف، ومن الطرف الآخر: إجابة آتية من ذات عرش الله، مُخاطبة ذلك المسكين الشاكي كالله الكائن على الكل، المبارك إلى الأبد؟

                      ألا يقودنا هذا إلى الاتجاه بقلوبنا المتعبدة إلى ذلك السيد المبارك مُخاطبين إياه بنفس اللغة؟ عندما نتفكَّر فيه وهو في صورة الاتضاع، وليس مَنْ يرى مجده سوى الإيمان، وعندما نراه جائلاً في اتضاع وكأنه متسربل بجلود تُخس مُخفيًا المجد الداخلي عن الأنظار، ألا تشعر بأنك مدفوع لأن تصيح قائلاً: «ربي وإلهي»!

                      صموئيل ريدوت
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                        الاثنين 12 إبريل 2010

                        الوداعة والتواضع

                        ها أنتِ جميلةٌ يا حبيبتي، ها أنتِ جميلة! .... خَدُّكِ كفِلقة رُمانة تحت نقابِكِ ( نش 4: 1 ، 3)

                        في وصف العريس لعروسه في سفر النشيد يُشبِّه خدَّها كفلقة رمانة تحت نقابها. والمعروف عن الرمانة، أن لونها من الداخل، بعد كسرها، هو مزيج من الحُمرة والبياض، وإذ هي «تحت نقابها» ففي ذلك إشارة إلى الحشمة والحياء وإنكار النفس التي تجمّلنا في عيني المسيح. لقد كان ينطبق علينا ما قيل عن بيت يعقوب: «أنكَ قاسٍ، وعضلٌ من حديد عُنقُك، وجبهتك نُحاسٌ» ( إش 48: 4 ). ولكن ما أعظم التغيير الذي فعلته النعمة! فها هو الرب يرى في حبيبته جمال الوداعة ونعمة التواضع.

                        إن لون الرمان الأحمر والجميل، كان على خدي العروس ولكنها واَرته تحت نقابها، وهذه هي أسمى حالة روحية تليق بكل قديس، فإن أعظم سمو في الحياة الروحية الباطنية هو لمدح ولمسرة قلب الله دون سواه، وفي اللحظة التي يبغي المؤمن فيها إظهار ذاته أمام الآخرين، فإنه يفقد جمال تلك الحياة الروحية. فما ينشئه فينا الروح القدس من ثمار النعمة هو لشبع قلب الرب يسوع والله الآب، لا لإظهار ذواتنا أو الافتخار بها.

                        وما أجمل التوافق بين صفة الجمال هذه، وبين كلمات الرب في الأصحاح السادس من إنجيل متى عن الصدقات والصلوات والأصوام، وهذه أمور جوهرية ولها أهميتها، وجميلة في عيني الرب ولكن يجب أن تُعمل تحت النقاب، يجب أن تُمارس تحت نظر الآب وليس لكي نُمجَّد من الناس ( مت 6: 3 ، 6، 18). فليس الغرض من أعمال البر هو إظهار ذواتنا، وإلا فإنها تفقد قيمتها وجمالها أمام الآب، كما أنه يليق بالقديسين أن يصلّوا في كل حين وبلا انقطاع، ولكن يجب أن تكون هذه «في الخفاء»، فإن المخدع والباب المُغلق لازمان جدًا.

                        إن العريس هنا يُعبِّر عن تقديره لعروسه ولجمالها الذي يراه «تحت النِقاب». إنها في حجاله ـ في حضرته أي في ”الدخول إلى الأقداس“ تُرى بغير النِقاب ”بوجه مكشوف“، أما في الخارج وأمام الغير فلا بد من ”النقاب“، وهذا يزيدها جمالاً في عيني حبيبها. إن عمل النعمة ينشئ فينا سجايا ويكوِّن فينا اختبارات سرية بيننا وبين الرب، وهذا ما يحفظنا من كل صور الرياء الديني. إنه يكسونا بجمال حقيقي وعملي في عيني الحبيب، وليس هناك ما هو أجمل في عينيه من حياة التكريس الباطنية. إنه «يُسرّ بالحق في الباطن».

                        متى بهنام
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                          الثلاثاء 13 إبريل 2010

                          هوذا العريس!

                          ففي نصف الليل صار صراخٌ: هوذا العريس مُقبلٌ، فاخرجن للقائه! ( مت 25: 6 )

                          إن موقف المؤمن من جهة مجيء الرب، هو انتظار المسيح بحسب وعده. يقول البعض إن المسيح يأتي ـ بالنسبة لكل مؤمن ـ بالموت! فهل يكون الموت مثل المسيح؟!

                          إن كان الحال هكذا، فإن المسيح قد أتى مرات لا تُحصى ـ بينما لا نقرأ عن مجيئه سوى مرتين ( عب 9: 28 ). إن مجيء المسيح يعني ”القيامة“ وليس الموت، فمجيء المسيح بالنسبة للمؤمن هو نهاية الموت. ولا يمكن لأحد أن يجد في الكتاب المقدس أثرًا لتعليم يقول إن المسيح يأتي بالموت، فمجيئه قيامة.

                          في مَثَل العذارى الوارد في متى25 نجد كيف أخذت العذارى الحكيمات معهن زيتًا في آنيتهن، لكنهن جميعًا نِمن ونسين مجيء العريس. إن الكتاب واضح جدًا، لقد «خرجن للقاء العريس ... وفيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونِمن». نسين كلهن ـ الحكيمات والجاهلات ـ أن العريس آتٍ. وبحثن لأنفسهن عن مأوى مُريح، فالمبيت في الخلاء ليس مُلذًا للجسد. لكن صراخًا صار في نصف الليل: «هوذا العريس مُقبلٌ!». إن ما أيقظهن من نومهن هو الصراخ «هوذا العريس!». لقد كان الغرض الأساسي للكنيسة أن تخرج للقائه عندما يأتي، لكن حتى المؤمنين الحقيقيين قد نسوا ذلك. ولم يكن من الممكن إيقاظهم سوى بدعوتهم ثانيةً للخروج لملاقاته عند مجيئه.

                          ومن الأمور المؤثرة جدًا المرتبطة بهذا الحق، أنه يظهر دائمًا كرجاء حاضر فعَّال. ولا نجد أبدًا الرب أو الرسل يتحدثون عنه كأنه سيتأخر عن فترة حياة مَن يسمعون. قد يتم الرجاء عند الفجر أو الصباح، لكنهم ينتظرون دائمًا ابن الله من السماء.

                          وفي مثلي العذارى والوَزنات، نرى أن نفس العذارى اللواتي نِمن، هن مَن استيقظن، والعبيد الذين أخذوا الوزنات هم أنفسهم مَن أعطوا حسابًا عنها عند مجيئه. نعلم أن قرونًا قد مضت، لكن المَثَل لا يسمح لأي فكر عن هذا التأخير «في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان» وأيضًا «طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا (منتظرًا)» ( مت 24: 46 ).

                          وختامًا نترجَّى أجمعينْ أكملَ الصَّفاءْ
                          عندما يأتي عريسنا العظيمْ من أوجِ السماءْ

                          داربي
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                            الأربعاء 14 إبريل 2010

                            أين ستكون في الأبدية؟

                            لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ ( مت 16: 26 )

                            إن أهم سؤال في الزمان هو هذا: ”أين ستكون في الأبدية؟“. إن وطنك ليس في هذا العالم ولكنه في الأبدية. مدة وجودك هنا لا تتعدى لحظة بالنسبة لخلودك هناك. والحياة الحاضرة ما هي سوى مدرسة الله التي تعدّ للأبدية، ودرسه الأول في هذه المدرسة هو «استعد للقاء إلهك» ( عا 4: 12 )، ذلك لأننا لا بد سريعًا أن نلاقي الله، مستعدين كنا أو غير مستعدين. ما أسرع أن يصل قطار الزمان الحاضر إلى نهاية مسيره، أو ما أسرع، وعلى غير انتظار منك، أن تسمع صوت الموت، ذلك الصوت الخشن المرتفع، يناديك قائلاً: ”انزل هنا لتركب قطار الأبدية“. إن هذا الصوت ينادي الكثيرين في كل لحظة، يناديهم وهو مصحوب بقوة الله التنفيذية وسلطانه المُطلق. إن الموت، بيده الباردة القاسية، يمسك في كل لحظة بأيدي بعض المسافرين وينقلهم إلى الأبدية. ينقل البعض إلى حيث النور والمحبة والراحة، كما ينقل البعض الآخر إلى حيث الظلمة والشقاء الذي لا يُوصف. ينتقل البعض من الشهرة والجاه إلى أعماق العار والفضيحة الأبدية، بينما ينتقل البعض الآخر من مشهد الوحدة والغربة والمسكَنة إلى حيث يجتمعون بورَثة الخلاص الأبدي. ينتقل البعض من حالة السِعَة والملذات ورخاء العيش إلى حيث الفقر المُدقع المستديم، بينما ينتقل البعض الآخر من أعماق الفاقة والألم إلى غنى الله وأمجاده وبركاته التي لا تُستقصى.

                            ”أين ستكون في الأبدية؟“ هل تشك في أن هذه اليد التي تقبض بشدة وبحرص على أمور الزمان الوقتية الفانية، سوف ترتخي قريبًا وتدخل إلى الأبدية مفتوحة فارغة؟ لقد ترك العالم ملايين من الناس، وأنت وأنا لا بد وأننا سنتركه، فهل أنت مستعد للخروج منه؟ إن العينين اللتين تفتشان باجتهاد على ملذات جديدة وتمتعات جسدية باطلة، سوف تُغمضان سريعًا عن كل منظر أرضي ويظهر أمامهما العالم الأبدي، بكل حقائقه الخالدة، ويبقى هكذا إلى المُنتهى. ومُحب المسرات والملذات العالمية سيكون سريعًا فريسة الأحزان والآلام التي لا تنقطع إلى الأبد في المكان الذي فيه «لا تكون راحة نهارًا وليلاً، وحيث يصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين» ( رؤ 14: 11 ).

                            وإننا نختم كلماتنا القليلة هذه، التي نتمنى أن تكون ذات فائدة عُظمى لنفسك بتكرار هذا السؤال الخطير وهو: ”أين ستكون في الأبدية؟“.

                            وليم مكاي
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - أبريل2010

                              الخميس 15 إبريل 2010

                              صموئيل وأيامه

                              كانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام. لم تكن رؤيا كثيرًا... وصموئيل مُضطجع في هيكل الرب الذي فيه تابوت الله، أن الرب دعا صموئيل، فقال: ها أنذا ( 1صم 3: 1 - 4)

                              ونحن نشهد أفول عهد القضاة بسلبياته وضعفاته، يظهر أمامنا الصبي صموئيل الذي هو آخر قاضٍ يُقيمه الرب ليقضي للشعب، في أسوأ فترات الشعب ظلامًا آنذاك، إذ الحالة العامة كما يصفها الروح القدس:

                              1ـ ”كلمة الرب“: عزيزة .. نُدرة كلمة الله.

                              2ـ ”رئيس الكهنة“؛ عالي: عيناه قد ابتدأتا تضعفان .. فقدان التمييز.

                              3ـ ”سراج الله“: كاد ينطفئ .. ضعف الشهادة.

                              4ـ ”تابوت الله“: صموئيل مُضطجع في هيكل الرب، الذي فيه تابوت الله .. الله ما زال موجودًا!!

                              لماذا صارت كلمة الله عزيزة؟ لأن حالة الشعب ينطبق عليها القول: «كل واحد عمل ما حسن في عينيه»، بل إن قادة الشعب أنفسهم في ضعف وشر، فعالي رئيس الكهنة قد ضعفت عيناه، ولم يقدر أن يُبصر، فالأمور قد اختلطت أمامه فلم يستطع أن يُميِّز بين مَنْ تصلي بروح الانكسار والتذلل أمام الله، وبين السَّكرَى ( 1صم 1: 14 -16)، كما لم يتَّخذ موقفًا حازمًا أمام فجور أولاده ولم يحاول أن يردعهم ( 1صم 3: 13 ). أما من جهة أولاده الكهنة؛ حفني وفينحاس، فقد تمادوا في فعل الشر أمام الرب، فنقرأ في 1صموئيل 2: 12-17 وصفْ الكتاب لهما بأنهما «بني بليعال»، إذ لم يعرفوا الرب ولا حق الكهنة من الشعب.

                              من أجل ذلك كاد سراج الله ينطفئ إزاء حالة الشعب وكهنته، لكن كم نشكر الرب إذ ما زال هناك الصبي صموئيل والذي يخدم أمام الرب، ولا يحلو له سوى أن يضطجع في هيكل الرب الذي فيه تابوت الله!

                              فإن كان كل شيء يوحي بالفشل واليأس إلا أن السراج لم ينطفئ بعد، فالتابوت ما زال في مكانه في هيكل الرب، من أجل ذلك لا نتعجب من أن يعود الرب ليتكلَّم مرَّة أخرى إلى الشعب من خلال صموئيل، وإن كان في حديثه هنا يُؤكِّد ما سبق وأعلنه لعالي عن القضاء المُزمع أن يصبه عليه وعلى أولاده بسبب تماديهم في فعل الشر ( 1صم 3: 10 -14).

                              عاطف إبراهيم
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X