إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

    السبت 1 مايو 2004


    الاعتراف بالخطايا


    --------------------------------------------------------------------------

    إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم(1يو 1: 9 )


    لقد شبع الله كل الشبع في صليب المسيح من جهة خطايا المؤمن. فإن كفارة كافية وكاملة قد صُنعت على الصليب للخطية سواء في طبيعة المؤمن أو على ضميره، وبذلك لا يطلب الله أية كفارة أخرى. لقد اكتفى إلى التمام ولقد رضيَ إلى التمام ولا حاجة له بعد إلى مزيد. ولسنا بعد في حاجة لأن نتضرع إليه لكي يكون أميناً وعادلاً، لأن أمانته وعدله قد استُعلنا بمجدٍ فائق ووجدا كفايتهما في موت المسيح. وخطايانا لن تعود تدخل إلى محضر الله طالما أن المسيح الذي حمل هذه الخطايا ورفعها، موجود هناك.

    لكن إن أُخذنا في زلة، إن أخطأنا، فإن الضمير سيشعر بالخطأ بل ينبغي أن يشعر به، والروح القدس يعمل فينا لكي نشعر به. والروح القدس لا يمكن أن يسمح لفكر بسيط أن يمر بدون أن يحكم عليه. إذاً ما الحال إذا ما أخطأنا؟ هل تؤثر خطيتنا على مركزنا أمام الله؟ حاشا!! إن الشفيع هناك "يسوع المسيح البار" لكي يحفظ ويصون العلاقة التي فيها نقوم أمام الله.

    لكن وإن كانت الخطية لن تؤثر على أفكار الله ومقاصده من جهتنا، لكنها تستطيع أن تؤثر على أفكارنا نحن من جهة الله وعلى شركتنا معه، نعم وتُحدث تشويشاً مًزرياً ومُخجلاً. إن كانت لا تستطيع أن تحجب الشفيع عن نظر الله، لكنها تستطيع أن تحجبه عن أعيننا. إنها تتجمع كغيمة قاتمة كثيفة في أفقنا الروحي حتى أن نفوسنا تُحرم من الاستمتاع بضياء وجه أبينا المبارك. إن الخطية لا تستطيع أن تقطع علاقتنا مع الله، لكنها تستطيع أن تحرمنا من التمتع بهذه العلاقة .. فماذا نعمل إذاً؟

    إن الجواب في كلمة الله التي تقول: "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم". فباعترافنا يغفر لنا الله، ويستريح الضمير، وتُسترجع الشركة الحلوة إذ تتبدد ظلمة الغيمة ويتبدل جو الفتور والكآبة وتستقيم أفكارنا عن الله. هذه هي الطريقة الإلهية.

    ونحن نستطيع أن نقول صادقين أن القلب الذي يعرف كيف يتدرب باستمرار على الاعتراف بكل خطأ أو انحراف، سوف يختبر قيمة وقوة كلمات الرسول حين يقول: "يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا".


    وليم كلي

    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

    الأحد 2 مايو 2004


    صرخة الألم


    --------------------------------------------------------------------------

    إلهي إلهي: لماذا تركتني؟(مز 22: 1 )


    اقتُبست هذه الآية في العهد الجديد في كل من إنجيل متى27: 46؛ مرقس15: 34 حيث نطق بها المسيح من فوق الصليب بعد ساعات الظلمة الثلاث.

    والمسيح من فوق الصليب نطق بسبع عبارات: الثلاث الأولى منها قبل ساعات الظلمة، والأربعة الأخيرة بعد انتهاء ساعات الظلمة. وهذه العبارات هي:

    1 ـ كلمات الغفران: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 33 ،34)

    2 ـ كلمات الترفق: "يا امرأة هوذا ابنك ... هوذا أمك" (يو 19: 27 ).

    3 ـ كلمات التعزية: "الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس"(لو 23: 43 ).

    4 ـ كلمات الهجر: "إيلي إيلي لِما تركتني؟ (مت 27: 46 ؛ مر15: 34).

    5 ـ كلمات الألم: "أنا عطشان" (يو 19: 29 ).

    6 ـ كلمات الانتصار: "قد أُكمل" (يو 19: 30 ).

    7 ـ كلمات التسليم: "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" (لو 23: 46 ).

    وصرخة المسيح الرابعة، لها بين العبارات السبع وضعها الفريد لِما يلي:

    أولاً: هي بين العبارات السبع تشغل مكان الوسط: يسبقها ثلاث عبارات، ويليها ثلاث عبارات.

    ثانياً: هي العبارة الوحيدة من بين عبارات المسيح التي وردت في أكثر من إنجيل واحد.

    ثالثاً: إنها اقتُبست بنصها من أهم المزامير المسياوية.

    رابعاً: إن كلا البشيرين متى ومرقس نقل إلينا العبارة باللغة الأرامية، وبذات الألفاظ التي خرجت من فم المتألم القدوس، قبل أن يكتبا معناها باليونانية.

    ونلاحظ أن المسيح في هذه الصرخة، لم يوجّه صلاته إلى الآب، كما كان معتاداً أن يفعل في كل حياته، بل إن هذه الصرخة في ختام ساعات الظلام صدرها بالقول: "إلهي إلهي"، وذلك لأن المسيح في هذا الموقف كان ممثلاً للإنسان أمام الله ديان كل الأرض. نحن هنا، وفي هذا السؤال، نفهم شيئاً من معاني الكفارة.


    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

      الاثنين 3 مايو 2004


      أفكار عن الخدمة


      -------------------------------------------------------------------------

      قال لهم سمعان بطرس: أنا أذهب لأتصيد. قالوا له: نذهب نحن أيضاً معك. فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت. وفي تلك الليلة لم يُمسكوا شيئاً(يو 21: 3 )


      من إنجيل يوحنا21: 1-15 يمكننا أن نستخلص بعض الدروس الهامة لكل "صياد للناس" (لو 5: 10 ):

      (1) احترس من تصرفات الجسد الغبي وفعل الإرادة الذاتية وعدم السير حسب فكر الرب. هذا واضح من قول بطرس "أنا أذهب لأتصيد" (ع3).

      (2) احترس من الانقياد وراء أي قائد بشري مهما كان شأنه، فأنت مسئول عن قراراتك "قالوا له نذهب نحن أيضاً معك" (ع3).

      (3) احترس من الاندفاع الجسدي دون انتظار الرب "فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت" (ع3). فقد يكون المكان مناسباً للصيد "بحر طبرية" (ع1). وقد يكون الميعاد مناسباً للصيد "في تلك الليلة" (ع2)، لكن ليتنا نتذكر دواماً قول الرب "لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو 15: 5 ).

      (4) الخدمة بهذا الأسلوب ليس لها أي ثمر "في تلك الليلة لم يُمسكوا شيئاً" (ع3).

      (5) تصرفات الجسد والانقياد وراء البشر يمسك عيوننا عن رؤية الرب وعن معرفته وتمييز حضوره بالرغم من قربه منا "ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ. ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه يسوع" (ع4).

      (6) الشعور الشديد والدائم بالمسكنة والضعف وعدم الجدوى، لازم قبل أن يملأنا الرب بروحه ويقوينا ويجعلنا مُثمرين لمجده، لذا سألهم الرب: "يا غلمان ألعل عندكم إداماً؟ أجابوه لا" (ع5).

      (7) الرب هو الذي يجب أن يوجه طاقاتنا ويُخبرنا عن المكان الذي نعمل فيه "فقال لهم ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا" (ع6).

      (8) ما أعظم ثمار ونتائج الخضوع والطاعة للرب "فألقوا ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك" (ع6).

      (9) الدرس الذي يجب أن نتعلمه من نجاح الخدمة "هو الرب" (ع7). إن الفشل وعدم الإثمار يُعزى إليَّ أنا، أما الثمر والنجاح فمن عند الرب.

      (10) الرب هو الذي يعدّ وهو أيضاً الذي يعطي الزاد لخدامه "قال لهم يسوع هلموا تغدوا ... ثم جاء يسوع وأخذ الخبز وأعطاهم وكذلك السمك" (ع12،13).


      إيليا عيسى
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

        الثلاثاء 4 مايو 2004


        راحاب وسلمون بن نحشون


        -------------------------------------------------------------------------

        ونحشون ولد سلمون. وسلمون ولد بوعز من راحاب(مت 1: 4 ،5)


        لم تخلص راحاب فقط من الدينونة التي حلّت بأريحا، ثم تُركت لحياتها وبيئتها الطبيعية، لكنها أُخرجت من مدينة الهلاك، وأُحضرت في وسط محلة شعب الرب وسكنت في وسطهم. ولقد غيَّرت النعمة راحاب من زانية أريحا إلى واحدة من أكثر الأمهات إكراماً في إسرائيل. فقد أصبح لها مكان بارز من الكرامة في سلسلة نسب رب المجد ـ الرب يسوع، فقد تزوجها "سلمون بن نحشون" الذي من سبط يهوذا. ولربما كان سلمون ـ كما يقول التاريخ اليهودي ـ هو أحد الجاسوسين اللذين قبلتهما راحاب.

        ولربما أخبرها سلمون، إذا صح أنه كان فعلاً أحد الجاسوسين، لربما أخبرها قبل أن يغادر أريحا أنه أحبها وأنه ماضٍ ليعد لها مكاناً، ولكنه سيأتي مرة أخرى ليأخذها إليه ويتمم أمر زفافه بها، وليُدخلها مع شعب الله إلى الأرض البهية التي تفيض لبناً وعسلاً. ولربما أخبرها أن تنسى ماضيها الأثيم كله، كما نسيه هو أيضاً، فإن خيوط القرمز تكفلت بإنهاء هذا الماضي. ولربما أخبرها أيضاً أن تنتظره وأن ترهف السمع حتى متى سمعت صوت الهتاف وصوت البوق علمت أنه في الطريق إليها (يش 6: 12 -20، قارن من فضلك يو14: 2،3؛ 1تس4: 16،17).

        ولكن كان يجب أن تمر ثلاثة أيام قبل أن تتأكد راحاب أن سلمون حي وأن السُعاة لم يجدوه وأنه عاد إلى مكان القوة، إلى محلة شعب الله، بعد أن تركها مع أحبائها في موضع الأمان في حماية الحبل القرمزي (قارن يش2: 16،22 مع لو24: 5-7).

        وهكذا الحال معنا أيها الأحباء، فالمسيح هو الشاهد الحي أمام الله عن عمل الفداء الكامل بدمه الذي سفكه لأجلنا فوق الصليب (عب 9: 12 ). ونحن نضع ثقتنا، لا في موت المسيح فقط، بل في المسيح الحي، فالذي مات هو الآن حي، لقد قام وصعد إلى السماء وحياته الآن هي ضمان لحياتنا (عب 9: 12 ).

        وبعد سقوط أريحا نقرأ أن يشوع أرسل الجاسوسين لكي يُخرجا راحاب من هناك (يش 6: 22 )، أما بالنسبة لنا فإن المسيح سيأتي بنفسه ليأخذنا من هذا العالم المحكوم عليه بالدينونة (يش 6: 22 ،17) وهذا هو الرجاء المبارك الذي أمام كل أولاد الله، عائلة الله، كل الذين للمسيح في مجيئه.



        فايز فؤاد
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

          الأربعاء 5 مايو 2004


          يهوذا الإسخريوطي وندامته


          --------------------------------------------------------------------------

          حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين، ندم وردَّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة ... ثم مضى وخنق نفسه(مت 27: 3 -5)

          إن ندامة يهوذا، في نظر البعض، أُعتبرت علامة تنم عن روح عالية. ولا شك أنها علامة عن صلاح كان مرة عند يهوذا، لأنه على ضوء بصيص من جذوة صالحة يمكن أن تُرى بشاعة الخطية. وكلما استنار الضمير كلما اشتد رّد الفعل عندما يستيقظ. وأولئك الذين ذاقوا طعم الشركة مع جماعة المسيح لا يمكن أن يكونوا فيما بعد كما لو لم يتمتعوا بمثل هذا الامتياز. والديانة إن لم تخلّص فإنها ستكون للنفس أقسى عناصر هلاكها.

          وعلى أية حال جاء وقت انتفض فيه ضمير يهوذا انتفاضة هائلة، وتملكته رغبة جامحة في أن يمحو ما فعل. والفضة التي وضع قلبه عليها أصبحت الآن شبحاً مُرعباً. كل فلس منها كأنه عين العدالة تحملق منها في جريمته، وكل فلس منها كأن له لساناً يصرخ طالباً النقمة. وكما أن القاتل تقوده غريزته رغم إرادته إلى مكان الجريمة، عاد يهوذا إلى مسرح الحوادث حيث وقعت جريمة الخيانة ولقيَ هناك شركاءه الذين استخدموه، فدفع الفضة إليهم وهو يقول: "قد أخطأت إذ سلَّمت دماً بريئاً". مسكين يهوذا! لقد تلاقى مع جفاة عُتاة احتقروه باستهزاء قائلين: "ماذا علينا؟ أنت أبصر!" أي "وما شأننا نحن؟ تصرف أنت". لقد توددوا إليه عندما جاءوا إليه أولاً، أما الآن، وبعد أن خدمت الآنية غرضهم، ألقوا بها جانباً بكل احتقار.

          ولم يحتمل يهوذا أن يمسك الفضة في يديه أكثر من ذلك. إنها تذوب ملتهبة في يديه فألقى بها. وخرج مُسرعاً من الهيكل، ولكن إلى أين؟! يا ليته اندفع ليرتمي عند قدمي المسيح! ليته تخطى الموانع والحواجز إلى حيث يوجد يسوع المسيح. وماذا لو أطاح به العسكر الرومان؟ حينئذ كان يهوذا يُحسب شهيد التوبة، وحينئذ في نفس ذلك اليوم كان يكون مع المسيح في الفردوس. لقد ندم يهوذا على خطيته واعترف بها ونزع عن نفسه أجرة الإثم، لكن ندامته أعوزها العنصر الأكثر لزوماً من كل عنصر آخر. إنه لم يرجع إلى الله. إن التوبة الصحيحة ليست هي مجرد الفزع من صوت الضمير ولا مجرد الارتعاب أمام ضربات القلب المدوية. إنها صراخ إلى الله. إن التوبة الصحيحة كما تتضمن الخوف من الله تتضمن أيضاً الإيمان به والثقة فيه.


          جيمس ستوكر
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

            الخميس 6 مايو 2004


            لعازر


            --------------------------------------------------------------------------

            لأن كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع (يو 12: 11 )


            معجزة إقامة لعازر من الموت هي بالحقيقة قمة معجزات الرب يسوع أثناء خدمته على الأرض. فلقد أقام الرب آخرين من الأموات، لكن لعازر كان قد مضى على موته أربعة أيام وهو في القبر. وسجل لنا الروح القدس في يوحنا11،12 تاريخ هذه الشخصية والتي نجد فيها صورة لكل إنسان ميت بالذنوب والخطايا، وما يجب أن يكون عليه بعد نوال الحياة الأبدية. فأول ما قيل عنه "وكان إنسان مريضاً وهو لعازر من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها" (يو 11: 1 ). هذه هي حالة كل إنسان بحسب الطبيعة "كل الرأس مريض، وكل القلب سقيم. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة، بل جُرح وأحباط وضربة طرية لم تُعصر ولم تُعصب ولم تُليَّن بالزيت" (يو 11: 1 ،6). ثم مات لعازر كما قال الرب يسوع "لعازر مات" (يو 11: 1 ). هذا الموت هو من ضمن نتائج سقوط الإنسان ودخول الخطية "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" (يو 11: 1 ) وليس الموت فقط لكنه قد أنتن كما قالت عنه أقرب الناس إليه: أخته مرثا "يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام". هذه هي حالتنا قبل الإيمان "حنجرتهم قبر مفتوح" (يو 11: 1 ) ولكن جاء الرب يسوع إلى القبر، وصرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجاً فخرج الميت وأصبح لعازر المُقام من بين الأموات ثم المتحرر "حلوه ودعوه يذهب" (يو 11: 1 ). وعندما أتى الرب يسوع إلى بيت عنيا وصنعوا له هناك عشاء كان لعازر أحد المتكئين معه. وبالرغم من أن لعازر لم يسجل عنه الوحي أنه نطق كلمة واحدة، لكنه كان سبب بركة وإيمان لنفوس كثيرة من اليهود "فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر أيضاً لأن كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع" (يو 11: 1 ،11). وتم فيه القول "كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام" (يو 11: 1 ).

            فنرى في لعازر حالتنا قبل الإيمان: كنا مرضى، أمواتاً في حالة العفونة ولكننا كنا محبوبين من الرب فأقامنا بل حررنا، لذلك يجب أن نكون متكئين معه ويستخدمنا بركة لكثيرين إلى مجيئه القريب.


            عوني لويس

            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

              الجمعة 7 مايو 2004

              المحبة الإلهية المطلقة

              ------------------------------------------------------------------------

              أَحببتكم قال الرب(ملا 1: 2 )


              تُفتتح نبوة ملاخي بهذه الجملة السامية "أحببتكم قال الرب". هذه الجملة عظيمة وغنية بالتعليم:

              1 ـ إنها تؤكد لنا أنه مهما كانت حالة شعب الله، فإن محبته تجاهنا لا تتغير "محبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدَمت لكِ الرحمة" (إر 31: 3 ). كذلك أيضاً قد يفشل التلاميذ، وينسوا الرب، بل وينكروا الرب، ولكنه "إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى" (إر 31: 3 ).

              2 ـ وكيفما كانت كلمات الرب لنا مُحذرة من حالتنا الأدبية، وكيفما كان يتعامل معنا بشدة بسبب ذلك، ولكن من وراء توبيخاته وتأديباته تبرز المحبة، فاليد التي تضرب تتحرك بقلب مُحب.

              3 ـ محبة الرب هي القياس الحقيقي لكل فشل. فنحن نستطيع أن نقيس فعلاً مدى فشلنا عندما نوازنه بعظم محبته. وأستطيع أن أقدّر فشلي الشخصي عندما أنظر إليه في ضوء المحبة الشخصية لذاك الذي "أحبني وأسلم نفسه لأجلي". وكم كان فشل الكنيسة عظيماً أيضاً عندما ننظر إليها في ضوء الحق العظيم أن المسيح "أحب الكنيسة وأَسلم نفسه لأجلها". ويا له من أمر حقير؛ انقساماتنا ومنازعاتنا ومرارتنا الواحد تجاه الآخر، وكل جماعة تحاول أن تخطّئ الآخرين لتعظّم نفسها، وكل منا يشوّه أفعال الآخر، ويسيء تفسير كلمات الآخر. نعم، يا له من فشل ونحن نسمع كلمات الرب لنا: "كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً" (يو 13: 34 ).

              4 ـ وليست محبة الرب هي قياس فشلنا فقط، بل إنها أيضاً طريق ردّ النفس من هذا الفشل. أليست نظرة المحبة هي التي ردَّت نفس بطرس؟ لقد أنكر بطرس الرب بأقسام ولعنات "فالتفت الرب ونظر إلى بطرس" أفلا نقول إنها نظرة من محبة فائقة. واكتشف بطرس بهذه النظرة أن إنكاره للرب لم يغير محبة الرب له. فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاءً مراً. فالمحبة كسرت قلبه. إن خطايانا كسرت قلبه، ولكن محبته تكسر قلوبنا.

              إنه في ضوء هذه المحبة الفائقة المعرفة نحكم على حالتنا الهابطة، وبالقوة التي تحصرنا ليتنا لا نحيا لأنفسنا بل للذي مات لأجلنا وقام.


              هاملتون سميث
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

                السبت 8 مايو 2004


                الاقتراب إلى الله


                --------------------------------------------------------------------------------

                مَنْ يصعد إلى جبل الرب؟ ومَنْ يقوم في موضع قدسه؟ الطاهر اليدين، والنقي القلب، الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل، ولا حلف كذباً(مز 24: 3 ،4)


                يبدأ القسم الثاني من المزمور الرابع والعشرين بسؤال عمَن يمكنه أن يقترب إلى الله؟ فهل وُجِد الجواب عن هذا السؤال تحت الناموس؟ كلا! فالناموس لا يسمح لأحد بالاقتراب (خر 19: 24 )، وموسى نفسه قال: "أنا مرتعب ومرتعد" (عب 12: 21 )، بل إنه حُرِمَ من دخول أرض الموعد لغلطته. لكن في نعمة العهد الجديد، يُوجد الجواب على هذا السؤال الأكثر أهمية (عب 7: 18 ،19).

                "مَنْ يصعد إلى جبل الرب؟ (تك 14: 18 ؛ عب7: 1-3). أما بين بني إسرائيل فكان هذا مستحيلاً تماماً، لأن المُلك كان من سبط يهوذا، والكهنوت من سبط لاوي. ومع ذلك فقد جمع الرب يسوع الملكوت والكهنوت، وذلك لأن الرب قد أقسم له ولن يندم أنه "كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (مز 110: 4 ). وليس ذلك فقط، بل لقد جعلنا نحن ملوكاً وكهنة لله أبيه (رؤ 1: 6 ). مع هذا الفارق: أنه بالنسبة له، كان ذلك باستحقاقه الشخصي ونظراً لكماله، وأما بالنسبة لنا فمن مُطلق النعمة وحدها، بناء على عمل المسيح على الصليب.

                والسؤال الوارد في ع3، يذكِّرنا بسؤال رؤيا5: 2 "مَنْ هو مستحق أن يفتح السفر ويفك ختومه؟". لقد أضاع آدم حقه، فمَنْ يعيد الحق الضائع؟ مَنْ يصعد إلى الجبل لكي يملك؟

                ولقد لخص الوحي الإجابة على سؤال ع3، بإجابة رباعية كالآتي: (1) الطاهر اليدين: كناية عن طهارة العمل

                (2) النقي القلب: صورة للنقاوة الداخلية

                وفي هذين الأمرين نجد الظاهر والباطن، أو بالحري الأعمال المرئية (يع 2: 14 -18) وحالة الشخص الخفية (مز 17: 3 ).

                (3) لم يحمل نفسه إلى الباطل: وهو تعبير عن الخيلاء والعُجب، بمعنى أنه شخص غير متكبر.

                (4) ولا حلف كذباً: صورة لاستقامة الكلام.

                وأين اجتمعت هذه الصفات معاً إلا في شخص المسيح له المجد. لكن كم نعظم نعمة الله التي جعلت لنا نحن ذات حياة المسيح الرائعة، بل صار هو حياتنا.


                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

                  الأحد 9 مايو 2004


                  ليس هو ههنا !

                  -- -- ----------------------------------------------------------------------
                  ولما وُلِدَ يسوع ... إذا مجوسٌ من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود؟(مت 2: 1 ،2)


                  إلى أورشليم (مدينة الملك) شد المجوس رحالهم من المشرق حيث رأوا النجم الذي أعلن عن ولادة ملك اليهود. ولأنه من الأمور الطبيعية أن الملك يولد في مدينة الملك، وأيضاً في قصر الملك، اتجه المجوس إلى أورشليم. وبالتأكيد كان سؤالهم ليس استفساراً عن وجود المولود الملك من عدمه، بل كان عن مكانه "أين هو"؟ عن القصر الذي ولد فيه. وكم اعترتهم الدهشة عندما رأوا الاضطراب الذي أصاب المدينة كلها، بل وهيرودس أيضاً عند سماع النبأ. وكأن المجوس يتساءلون في ما بينهم: هل أخطأنا العنوان؟ أليست هذه أورشليم حيث يجب أن يولد الملك؟ وخرج المجوس ولسان حالهم "ليس هو ههنا!!". وإذ النجم يتقدمهم إلى حيث كان، وأتوا إلى البيت.

                  وما هيرودس إلا صورة للملك الذي يملك الآن على العالم والذي يمكن أن يُقال عنه إنه يفعل كإرادته ويرتفع ويتعظم (دا 11: 36 ). وأما ملك الملوك فليس هو ههنا. ومَنْ يريد أن يراه فليأتِ إلى البيت الذي اختاره لنفسه. ونقرأ في تثنية12 عبارة "المكان الذي يختاره الرب إلهكم" 6 مرات، وكلها ترتبط بطلب الرب وتقديم المحرقات والشبع به وبمحضره. وفي الوقت الحاضر لا يسكن الرب في هياكل مصنوعة بأيدي الناس، بل في المؤمنين "وبيته نحن" (عب 3: 6 ). وإن كان حسب الظاهر بيتاً وضيعاً (زك 14: 9 )، ويومها ستكون البشارة ليست للمجوس والرعاة، بل للجميع "قولوا بين الأمم الرب قد ملك" (مز 96: 10 ) وستفرح أورشليم التي اضطربت في مجيئه الأول (إش 66: 10 )، وسيعم الفرح جميع الأرض والجزائر الكثيرة (مز 97: 1 ) والكل سيطلبه ويلتمس وجهه (مز 24: 6 ) ويجدونه هناك وأمامه تجثو أهل البرية، ويسجد له كل الملوك ويقدمون هداياهم (مز 72: 9 -11). بل وكل ركبة ممن في السماء ومَنْ على الأرض ومَنْ تحت الأرض (في 2: 10 ).


                  معين بشير

                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

                    الاثنين 10 مايو 2004


                    مسئوليتنا تجاه الآخرين
                    -- ------------------------------------------------------------------------

                    إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء، فاخرجي على آثار الغنم، وارعي جداءك عند مساكن الرعاة(نش 1: 8 )

                    إن المقصود بالجداء هو الغنيمات الصغيرة الضعيفة، ومن واجبنا أن نهتم بسلامة نفوس إخوتنا الضعفاء وبتغذية حياتهم الروحية، فلا نحتقرهم إذ أن المسيح مات لأجلهم. علينا إن كنا أقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء، حتى إذا عثروا أو سقطوا فلا نتقسى عليهم بل نهتم بإصلاحهم بكل وداعة "أيها الأخوة، إن انسبق إنسانٌ فأُخذ في زلة ما، فأًصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظراً إلى نفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضاً. احملوا بعضكم أثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح" (غل 6: 1 ،2).

                    هذا وقد يكون المقصود بالجداء أيضاً المؤمنين الأحداث، وهؤلاء يُعني الراعي بهم عناية خاصة، فإنه "كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان (إش 40: 11 ). ومن واجب المؤمنين البالغين أن يهتموا برعاية المؤمنين الأحداث وافتقاد سلامتهم والصلاة لأجلهم ومعهم وإرشادهم إلى ما يؤول إلى حفظهم طاهرين. علينا أن نوجدهم في الجو المسيحي المُنعش فيستفيدون من معرفة المؤمنين الأفاضل ومن ملاحظة سيرتهم النقية، ومن خدمات المتقدمين الذين زوّدهم الله بمواهب روحية "عند مساكن الرعاة" ـ أي في الجو الصالح الذي يعيش فيه أولئك الأتقياء الذين ائتمنهم الرب على خدمات روحية نافعة لبنيانهم ونموهم في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح.

                    أما إذا اعتبرنا أن المقصود بقول العريس "جداءك" هو غير المؤمنين، فإنه يكون من واجبنا أن نهتم بأولئك البعيدين عن الله ولا سيما الذين لنا صلة بهم سواء كانوا من عائلاتنا وأقاربنا أو أصدقائنا وزملائنا في دوائر أشغالنا. هؤلاء هم الجداء الذين علينا أن نبذل كل جهد في الاهتمام بهداية نفوسهم إلى المخلص الوحيد.

                    وصحيح أن الرب وحده هو الراعي الصالح "راعي الخراف العظيم" ولكنه أيضاً رئيس الرعاة "الذي إذ صعد إلى العلاء سبى سبياً .. وأعطى البعض .. أن يكونوا .. "رعاة ومعلمين"" (أف 4: 8 -11). وهؤلاء الرعاة متى كانوا أمناء، فإنهم يرعون القطيع لا باعتباره قطيعهم بل قطيع الرب "ارعَ خرافي ... ارعَ غنمي" (يو 21: 15 -17)، وواجب الرعاة الأمناء أن يسهروا على سلامة نفوس المؤمنين.


                    متى بهنام

                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

                      الثلاثاء 11 مايو 2004


                      حبقوق .. على المرتفعات

                      --------------------------------------------------------------------------

                      فمع أنه لا يُزهر التين، ولا يكون حمل في الكروم ... فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي ... لرئيس المغنين على آلاتي ذوات الأوتار(حب 3: 17 -19)


                      ما أبعد الفرق بين فاتحة وحي حبقوق وبين خاتمته، لقد بدأ مذهولاً متحيراً، ملآناً بالتساؤلات، وقد استغلق على ذهنه استيعاب ما يراه. ولكنه ينتهي كمن وجد إجابة لكل أسئلته، بل وجد شبعه في الله نصيبه. ما أعظمها بركة أن ندخل إلى الاختبارات المتنوعة التي اجتاز فيها إنسان هكذا نظير حبقوق، له ذات المشاعر الإنسانية التي لأُناس نظيرنا، حتى يملأ الرب وحده المشهد أمامنا، فيشبع النفس المشتهية مُفرجاً كربها، ماحياً كل شكوكها، مُزيلاً كل الصعوبات أمامها، فيمتلكنا ـ ولو إلى حد ما ـ الشعور بما هو نصيب قلوبنا الصالح الذي يبقى عندما نعطي الرب الفرصة أن يأخذ طريقه الخاص معنا في كل الأمور. فالشجر قد لا يعطي ثمره، والمراعي قد تخلو من قطعانها، والحقول قد تضن بطعامها، لكن الله يبقى، وفيه خير جزيل يكفي لسد كل عوز. هو إله الخلاص، وفيه شبع القلب، فماذا يعوزني بعد؟

                      هكذا استطاع حبقوق أن يسير وله هذا الشعور المجيد، وهكذا يمكننا أيضاً أن نسير بالإيمان على مرتفعاتنا، فوق كل بيئة ملوثة، وأعلى من كل فخ ينصبه العدو. ونظير وعول مزمور104: 18 نستطيع أن نرقى إلى قمم الجبال المسنمة ونسكن في أعاليها. فإن كان واحد من أولاد الله في عهد الظلال استطاع أن يتهلل هكذا وينتصر على ما يُحيطه من ظروف، أفلا تأخذنا الغيرة المقدسة ونحن في يوم النعمة، وإن كنا نعبر برية حارقة، لكننا نحيا "في السماويات" فنكون يوماً بعد يوم غالبين بقوة الإيمان؟

                      والعبارة الأخيرة هي خير الختام، فرئيس المغنين الذي له الآلات ذوات الأوتار بالنسبة لنا ليس إلا ربنا يسوع، الذي كمن هو المُقام من الأموات، يقود الآن تسبيحات مفدييه. فعندما تمس أصابعه الرقيقة أوتار القلوب، تتصاعد على الفور من شعبه أنغام الحمد التي تُسِر آذان الله أبينا، وتدعو أجناد السماء التي لا تُحصى للسجود، إذ تتعلم بواسطة الكنيسة حكمة الله المتنوعة. وكما يقول بروح النبوة في المزمور الثاني والعشرين "باسمك أخبر إخوتي، في وسط الجماعة أسبحك" هكذا في كل مرة يجتمع فيها شعبه إلى اسمه العزيز يأخذ مكانه في وسطهم كالقائد لتسبيحاتهم، وكموضوع عبادتهم.


                      هنري أيرنسايد

                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

                        الأربعاء 12 مايو 2004


                        لماذا أحبني الله؟! وكيف أحبني؟!

                        --------------------------------------------------------------------------

                        لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية(يو 3: 16 )


                        لماذا أحبني الله؟! أنا لا أعرف سبباً، ولم أكن أطمع في هذه المحبة. أنا الذي كنت وما زلت أمقت الكثير من تصرفاتي. أنا الذي قد يغرك مظهري وملبسي وكلامي، لكن من خلف هذا كله تختفي أمور كثيرة مُخجلة ومُزرية لا تعلمها أنت، ولا يعلمها غيرك من الناس. صحيح أنا لم أقتل، ولكني حقدت واشتهيت وأبغضت حسداً وأفرطت بشفتيّ. لم أسرق ولم أشهد شهادة زور، ولكني كم من نظرة اختلستها، وكم من كلمة استرقتها، وكم من كذبة اختلقتها؟ وهل أعدد لك صفاتي الرديئة؟ وهل تكفيني صفحات هذا الكتاب؟ .. أيها القارئ إني خبير بالشر منذ حداثتي. ودعك من الخطايا والشرور التي لم أفعلها، فلو أن الفرصة سنحت لي لفعلتها كغيرها بنفس الرغبة وبنفس الروح. ومن حين إلى حين أعود وأفعل ما ندمت على فعله مرات. ويوماً بعد يوم أقلب صفحات من كتاب حياتي مجللة بالسواد. لم يمضِ يومٌ واحد عليّ لم أقع فيه في خطأ بالرغم مني أو برضاي. أشعر بشيء كثير من الجهل والحماقة في داخلي. أنا ضعيف مغلوب سواء من خطايا كبيرة أو صغيرة. وفي قلبي جفاف وعلى عينيّ غشاوة، وبرودة الشعور تكاد تجعل من حياتي طعاماً سخيفاً. آه .. أنا أشهد عن نفسي، واعتراف المرء على نفسه يعتبر في عُرف الناس شهادة لا تنقضها شهادة الغير. هي شهادة صادقة، ولكن الله يعرف كم أنا خاطئ. هو يعرف فكري من بعيد. السهوات والخطايا المُستترة عرفها واحدة فواحدة. ذرَّى مربضي. اختبرني وعرف ما في داخلي. وأنا بجملتي مكشوف وعريان لديه، ورغم كل هذا قد أحبني! ولماذا أحبني الله؟ لماذا وأنا هكذا أحبني ومال قلبه إليَّ؟ هل من جواب؟ الجواب على ذلك أنه لا يستطيع ـ تبارك اسمه ـ إلا أن يحب لأنه الله محبة.

                        الله قد أحبني! يا له من أمر عجيب يدعو إلى الدهشة!! الله .. في قداسته وطهارته. الله الذي هو نور. الله في هيبته وجلاله وعظمته وكماله قد ارتضى أن يحب شخصاً مثلي نجساً مهلهل الأخلاق. حقاً لو لم أكن أشعر بحرارة هذه المحبة، ولو لم أُحصر بها، ولو لم أكن قد تذوقتها وشبعت منها بل وروت فيَّ عطشاً شديداً، ما كنت أصدّق هذا الخبر.


                        كاتب غير معروف
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

                          الخميس 13 مايو 2004


                          يونا وخوزي .. ولاء وتكريس (1)

                          --------------------------------------------------------------------------

                          وبعض النساء كن قد شُفين من أرواح شريرة وأمراضٍ: ... ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس، وسوسنة، وأُخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن(لو 8: 2 ،3)


                          سواء أكانت "يونا امرأة خوزي وكيل هيرودس" تعاني من سُكنى الأرواح الشريرة، أم من مرض جسدي أو نفسي، فإنها بالتأكيد كانت إنسانة مسكينة معذبة، وكانت نفساً متألمة حائرة، ولكنها تقابلت مع الرب يسوع المسيح ونالت لمسته الشافية مجاناً وأضحت صحيحة "روحاً ونفساً وجسداً" وأصبحت "لابسة وعاقلة"، وحصرتها محبة المسيح فوجدت راحتها وسلامها في شخصه الإلهي المجيد بعد عمر طويل من التمزق والمُعاناة والألم، وتبرهن لها أن "الرب حنان" كمعنى اسمها "يونا". وكانت النتيجة الأولى لتحررها من مرضها وإنقاذها من سلطان الظلمة هو الانجذاب .. لقد اجتُذبت بالنعمة لمخلصها "بربط المحبة" لتجري وراءه (نش 1: 4 )، فكان سرورها في اتباعه وخدمته؛ تبعته أينما ذهب (لو 8: 1 ) وأصبحت واحدة من أكثر تلميذات المسيح حباً وتكريساً له. وقدمت له كل ما تملك يداها وقلبها؛ كرست له مالها، ووقتها، ومحبتها.

                          مالها: لقد كان المال أحد الوزنات التي تملكها هذه المرأة الفاضلة، ولقد أجادت استعماله مع زميلاتها الجليليات "فخدمنه من أموالهن".

                          وقتها: وتكريس الوقت في ما أظن أصعب وأهم من تكريس المال. وتقديم المال لا يرقى إلى الانصراف الكُلي لخدمة السيد. ولكن "يونا" ومَنْ معها كن متابعات للسيد أينما رحل وحيثما ذهب.

                          محبتها: ولكن لا شيء بخلاف المحبة من كل القلب يمكن أن يُرضي محبة قلب الرب "إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تُحتقر احتقاراً" (نش 8: 7 ). فعندما أتت الساعة الحرجة حين تُمتحن المحبة بنيران الألم، لم تتراجع "يونا"، وثبتت إلى المنتهى معه ... لقد تركه الجميع وهربوا وتخلّوا عنه، ولكن "يونا" ورفيقاتها لم يتركنه وتبعنه إلى خارج أسوار المدينة، إلى الجلجثة.

                          نعم .. لقد كانت "يونا" هناك عندما صلبوا ربها (لو 23: 49 ). وكانت معه وقت الدفن (لو 23: 55 ) .. وكانت أيضاً من ضمن النساء اللواتي أتين إلى القبر، في أول الأسبوع، أول الفجر، حاملات الحنوط الذي أعددنه، لكي يواصلن خدمة المحبة لجسد الفادي الذي مات لأجلهن (لو 24: 1 ) .. فيا لها من محبة إلى المُنتهى!!


                          فايز فؤاد
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

                            الجمعة 14 مايو 2004


                            نعمة .. وتسنيد .. ومجد

                            --------------------------------------------------------------------------

                            وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيراً، هو يكملكم، ويثبتكم، ويقويكم، ويمكنكم (1بط 5: 10 )


                            كانت البداية نعمة، وأما النهاية فهي المجد الأبدي، ثم على طول الطريق، بين النعمة التي ظهرت، والمجد الذي ننتظر ظهوره (تي 2: 11 ،13)، تأتي المشجعات التي تكفي بل تزيد.

                            ونلاحظ أن الرسول عندما تكلم عن النعمة، قال عن الله إنه: إله "كل نعمة"، وعندما تكلم عن المجد قال عنه إنه "مجده الأبدي"، ولكن عند الحديث عن الآلام ذكر أنها يسيرة!

                            سنواجه آلاماً في الطريق، حتماً سنواجهها. لكن ثق أيها الأخ الحبيب أنها آلام وقتية، تنشئ في المقابل ثقل مجد أبدي (2كو 4: 17 ). وليس فقط سنقطف في المستقبل من ثمار الآلام التي تحملناها هنا بصبر، بل لنا ومن الآن هذه البركات الرباعية الجميلة:

                            (1) "هو يكملكم": الكمال الأدبي. أي أنه ينضج شخصياتنا الروحية. أو قد تعني أنه إن ضللنا يردنا ثانية إلى طريق البر. فالكلمة تعني أيضاً تقويم ما سبق أن تعوّج، مثل طبيب العظام الذي يستعيد العظْمة إلى وضعها الأصلي. وكم يفعل الله ذلك معنا عندما نجتاز في التجارب والآلام (1بط 1: 6 ،7).

                            (لو 22: 32 ). لكن الرسول بطرس، في ختام رسالته، يشير إلى إله كل نعمة، ويثق أنه هو الذي سيثبّت المؤمنين، ويجعلهم أكثر رسوخاً أمام التجارب المختلفة.

                            (رو 8: 31 ). ورغم أننا في ذواتنا ضعفاء، لكن لنا أن نتقوى بالنعمة التي في المسيح يسوع (2تي 2: 1 ).

                            (4) "ويمكنكم": أي نقف على أساس راسخ، مؤسسين وغير متزعزعين في الله، وفي أمانته. فإن كان الشيطان يحاول زعزعة إيمان المؤمنين بتجارب الطريق (1تس 3: 3 )، لكن الله يستخدم هذه التجارب عينها لتمكين المؤمنين، تماماً مثلما تفعل الرياح العاصفة مع بلوطات الجبال وأشجارها العالية.

                            دعنا إذاً لا نخشى الصعاب، فهي تنشئ فينا الفضائل المسيحية الآن، وتنشئ لنا المجد الأبدي الثقيل في نهاية السبيل.


                            يوسف رياض
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مايو 2004

                              السبت 15 مايو 2004


                              المجد لله في الأعالي

                              --------------------------------------------------------------------------

                              وظهر بغتة مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مُسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة(لو 2: 13 ،14)


                              إن الملائكة مشغولة بذلك الوليد المجيد، ومفتكرة فيه، فلم تنشغل بالشر والخطية، ولا وجَّهت فكرها إلى الإنسان، ولم تتكلم عن قساوة هؤلاء الناس وعدم إنسانيتهم في تركهم هذا الطفل الصغير يُوضع في مذود، بل انشغلوا بيسوع ورأوا الخليقة تُعتق من الشر. وما أهم هذا المبدأ وما أسماه. إن الافتكار بيسوع والمشغولية به له من القوة ما يجعلنا ننسى الخطية، ويعيننا على التخلص والتحرر منها ومن سواها، وهذه هي الواسطة الوحيدة التي تحفظنا من الشر، وتحرسنا من الافتكار بالأمور الأخرى. فما عليَّ إلا أن أفتكر بيسوع وحده وأنشغل به، وهذا لا يُستفاد منه بأني قاسي القلب، جامد الشعور، حاشا وكلا، بل معناه أني وجدت غرضاً ملأ قلبي، غرضاً كان خليقاً أن يكون موضوع مشغولية هذه الخلائق السماوية، غرضاً يحفظ نفسي من الانحناء تحت ثقل الخطية.

                              إننا لا نرى في هذا المشهد إلا النعمة بملء جمالها وكمالها، صحيح أن الشر لم ينقطع، والجنة الأرضية لم ترجع، لكن لي أن أنشغل بمحبة الله وأراها قد تسامت فوق الخطية التي ظهرت في منتهى شناعتها.

                              يا ليتني أتأمل في المذود أو في الصليب، فأشاهد جيداً كراهة الإنسان لله. وهناك أعاين الخطية في أتم شناعتها ومنتهى سماجتها وغاية هولها. ولكن من الوجهة الأخرى، يمتلئ ناظري وتحدق عيني في الصلاح والجود، في النعمة ومحبة الله التي تعالت فوق هذه الخطية وفاضت جداً، فتظفر نفسي بالعتق والتقديس والفرح. وهذا ما نشاهده في صغائر الحياة وتفاصيلها. ما أكرم هذا وأنفسه للنفس! فقوة يسوع هي التي تعتق النفس وتحررها، والإيمان يأتي بيسوع في وسط الهموم والأحزان، وسط الصعوبات والضيقات، وسط البلايا والرزايا. الإيمان يظفر بالقوة في يسوع، والقلب يحظى بالراحة فيه.

                              يا ليتنا كلنا نجد راحتنا فيه، وهذا لن نستطيعه طالما نحن موجودون في وسط الخطية، لكن لما نجد الرب يسوع في مكان الخطية في هذا العالم ونشخص إليه، يحظى القلب بالراحة. وهذا الحق يصدق على كل ظروف الحياة ويسد كل أعواز القلب. يا ليت الرب يهبنا نعمة لكي نزداد وننمو في اختباره أكثر.


                              داربي


                              التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 16-05-04, 05:12 AM.
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X