إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - مايو 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - مايو 2010

    السبت 1 مايو 2010

    الصلاة الصامتة

    فإن حنة كانت تتكلم في قلبها، وشفتاها فقط تتحركان، وصوتها لم يُسمع، أن عالي ظنها سكرى ( 1صم 1: 13 )

    إن ضيق وحزن حنة لم يَقُدها إلى اليأس، لكن إلى العمل. أخي المؤمن، لا تسمح للظروف المُحزنة أن تقودك إلى اليأس، بل بالحري إلى عرش النعمة. وإذا كانت حياة حنة تعلمنا شيئًا، فهو كيف نصلي. إنها تعطينا مثالاً لحياة تسودها الصلاة الفعالة. يعلمنا يعقوب في رسالته أن «طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها» ( يع 5: 16 ). وحياة حنة تبين ذلك.

    * لقد صلَّت باستقامة قلب. وهذا أمر مهم لأننا لا يمكن أن نتوقع أن الله يستجيب لصلواتنا إذا كانت حياتنا غير مستقيمة وبارة.

    * صلَّت بفاعلية وحرارة. فقد كان شعورها عميقًا من جهة الأمر الذي كانت تصلي لأجله. هل نحن كذلك؟

    * صلَّت بدموع. لقد تأثرت عواطفها، ليس بطريقة انفعالية، لكن لأنها كانت تصلي لأجل شيء كان يعني الكثير لها.

    * صلَّت صلاة محددة. إنها لم تسرف في الكلمات. لقد طلبت ما كان في قلبها.

    * صلَّت بتضحية. لقد حسبت حنة الكُلفة. وقد عرفت أن الله وحده هو الذي يستطيع أن يُجيب صلاتها. لكنها كانت مستعدة أن تضحي بمَنْ سيكون هو أعظم فرحها حيث أعطته للرب كل أيام حياته.

    * صلَّت بصمت. إن الصلاة المسموعة ليست بالضرورة صلاة فعالة، فالله ينظر إلى قلوبنا. لقد أمكن لله أن يعلِّم صموئيل في شيخوخته درسًا تعلمته أمه قبل أن يولد! ( 1صم 16: 7 ). كانت حنة تتكلم في قلبها وصوتها لم يُسمع. إن السماء تسمع صلواتنا إذا تحدثنا من قلوبنا، أكثر من فصاحة وبلاغة كلماتنا المنطوقة.

    ومن المهم أن نرى أن حنة بعد أن انتهت من صلاتها، رجعت إلى بيتها وأكلت ولم يكن وجهها بعد مُغيرًا (أو حزينًا) (ع18). يكتب الرسول بولس: «لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع» ( في 4: 6 ، 7). إن الصلاة الحقيقية تؤدي إلى السلام. وهناك وقت فيه نتوقف عن الصلاة ونترك الأمور مع الرب واثقين في أنه يستجيب، والله فقط يستطيع أن يعيننا لنعرف متى يأتي هذا الوقت.

    جوردون كيل
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

    الأحد 2 مايو 2010

    صُرة المُرّ

    صُرَّة المُرّ حبيبي لي. بين ثدييَّ يبيت ( نش 1: 13 )

    إن في وصف العريس بأنه «صُرَّة المُرّ» إشارة إلى أنه «رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن» ( إش 53: 3 ). نعم، لقد كان سيدنا وربنا يسوع رجل الآلام في حياته وفي مماته، وللمُرّ علاقة به من بَدء حياته وإلى ختامها، فبعد ولادته أتى المجوس مُقدمين له الهدايا ومن بينها المُرّ، وعند الصليب أعطوه خلاً ممزوجًا بمرار ليشرب، ولما ذاق لم يُرِد أن يشرب. وما أعمق هذا التعبير «صُرة المُرّ»، فكان كل أنواع الآلام والأحزان قد اختبرها ـ تبارك اسمه ـ في حياته وفي موته أيضًا «مُجربًا في كل شيء مثلنا، بلا خطية» ( عب 4: 15 ). والعروس قد أدركت هذه الحقيقة فزادها ذلك تعلقًا به، لذا تقول عنه «صُرَّة المُرّ حبيبي لي» ـ أي أن هذا الحبيب هو حبيبها، وهي قد امتلكته.

    قد يحسب الغير ذلك مُغالاة منها، ولكنها لا تبالي، بل بجرأة مقدسة تقول: «حبيبي لي»، وما دام لي وأنا قد امتلكته، فإني سأحتفظ به كصُرَّة المُرّ، ولا أجد مكانًا يليق له لأضعه فيه سوى قلبي وأحشائي، لذا «بين ثدييَّ يبيت»، هذا هو المكان الوحيد اللائق له، والذي يلذ له أن أضعه فيه.

    إن كلمة «يبيت» تعني ”يستريح كل الليل“. وهل يستطيع الرب يسوع رجل الآلام أن يجد راحته في ليل هذا العالم المُظلم إلا في قلب المؤمنين؟ وهل هناك سعادة تعادل النفس التي يجد المسيح راحته في أحشائها «ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم» ( أف 3: 17 ). ولا يوجد أثمن من هذا الاختبار؛ أعني التمتع بحلول المسيح، صُرَّة المُرّ أو بالحري يسوع المرفوض من العالم، في قلوبنا. والقلب «منه مخارج الحياة». فمتى ملأ المسيح قلوبنا، فلا بد أن يهيمن على كياننا بجملته فتصبح إرادته إرادتنا، ونظراته نظراتنا. هو يرى ويتكلم ويسمع فينا، أو بالحري ”نحيا لا نحن، بل المسيح يحيا فينا“ ( غل 2: 20 ). فهلا نفتح قلوبنا ونسلّمها له ليبيت فيها؟

    إنه ـ تبارك اسمه ـ لن يرضى بأقل من ذلك «يا ابني أعطني قلبك». فمهما حاولنا أن نعطيه أثمن ما لدينا فهو لا يرضى بغير القلب، فالقلب وليس سواه هو مكان راحته، وهناك يبيت.

    قلبي كَذا أُهدي لَهُ كُلِّي لَهُ بجُمْلَتي
    وَحُبُّهُ بلْ شخصُهُ سُرُوري تُرْسي بَهجتي

    متى بهنام
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

      الاثنين 3 مايو 2010

      هلم ورائي

      فقال لهما يسوع: هلم ورائي فأجعلكما تصيران صيادي الناس. فللوقت ترَكا شباكهما وتبعاه ( مر 1: 17 ، 18)

      في مرقس1: 16- 20 نرى النعمة التي تختار آخرين لمشاركة الرب في خدمته. لقد تخطى الرب الكهنة الرسميين والكتبة والفريسيين، واختار الصيادين المتواضعين. لقد قال سمعان عن نفسه: «ليس لي فضة ولا ذهب»، وقال العالم عنه إنه «إنسان عديم العلم وعامي» ( أع 3: 6 يو 12: 26 ). فعدم وجود الغنى والتعليم البشري لا يقف عائقًا في سبيل صُحبة الرب وخدمته. وأولئك الذين يدعوهم الرب لخدمته، مهما كانت وظيفتهم متواضعة، إلا أنهم ليسوا عاطلين. فلقد كان أولئك الرجال البسطاء يقومون بعملهم كصيادين عندما دعاهم الرب لكي يصيروا صيادي الناس. فخدمة الرب لا يجب أن يقوم بها أولئك الذين لا يجدون عملاً آخر. وعلاوة على ذلك فخدام الرب يجب أن يكونوا مؤهلين للخدمة، وهذا التأهيل لا يأتي إلا بالوجود في صُحبة الرب، ولذلك كانت كلمة الرب لمَن دعاهم للخدمة «هلم ورائي»، ولا زالت هذه هي كلمة الرب إلى الآن «إن كان أحدٌ يخدمني فليتبعني» (يو12: 26). قد نكتفي بالإيمان بالإنجيل لخير نفوسنا، ولكن مع الأسف الشديد ما أقل معرفتنا عن اتباع الرب في طريق الإيمان والطاعة والاتضاع لكي نكون مؤهلين للخدمة.

      قد لا يطلب الرب منا أن نترك كل شيء كما فعل التلاميذ عندما كان الرب هنا على الأرض، ولكن لكي نخدمه يجب أن يكون شخصه المبارك هو الغرض الوحيد الموضوع أمامنا.

      لا يطلب الرب من الكل أن يتركوا أعمالهم اليومية، فهذا هو طريق أقلية فقط، ولكن أغلبية شعب الله مُطالبون بأن يبقوا في أعمالهم الزمنية «الدعوة التي دُعيَ فيها كل واحدٍ فليلبث فيها» ( 1كو 7: 20 )، ومع ذلك فلكل واحد من شعب الله خدمة معينة «ولكن لكل واحد منا أُعطيت النعمة حسب قياس هِبة المسيح» ( أف 4: 7 )، ولإتمام هذه الخدمة يجب أن نتحرر من الانشغال الزائد والارتباك بأمور هذه الحياة، ونتخلَّص من كل ما يعوقنا عن أداء خدمة الرب. وهذا لا يأتي إلا بالاقتراب من الرب والشركة معه. لقد وجدت دعوة الرب للتلاميذ استجابة فورية منهم إذ نقرأ: «فللوقت تَرَكا شباكهما وتبعاه» ثم أيضًا «وذهبا وراءه» ( مر 1: 18 ، 20).

      هاملتون سميث
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

        الثلاثاء 4 مايو 2010

        الأتون مكان للشركة

        أ لَم نُلقِ ثلاثة رجال موثقين في وسط النار؟ ... ها أنا ناظرٌ أربعة رجالٍ محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضررٌ ( دا 3: 24 ، 25)

        أَ لم يكن الله قادرًا أن يحفظ عبيده الأمناء من الدخول إلى الأتون؟ ما كان أيسر ذلك عليه، ولكن لم يفعله لأنه أراد أن يضع إيمان عبيده في بوتقة الامتحان. أراد أن يمتحنه بالنار، أراد أن يمحصه في الأتون لكي «يوجد للمدح والكرامة والمجد» ( 1بط 1: 7 ). هل يضع الصائغ الذهب في النار لأنه لا يقدِّر قيمته؟ كلا، بل لأنه يقدّرها، وغرضه ليس إزالة الزغل فقط بل إلماع المعدن الثمين أيضًا.

        إنه من الواضح أن الرب لو حفظ عبيده من دخول الأتون بعمل معجزي، لكان ذلك يعود عليه بمجد أقل، وعليهم ببركة أنقص، فكان خيرًا لهم أن يتمتعوا بحضوره ومواساته داخل الأتون من أن يَحظوا بقوته في حفظهم خارجًا عنه. وما أعظم المجد للرب وأكبر الامتياز لهم إن نزل هو بنفسه ليسير في الأتون الذي قادتهم أمانتهم إليه! فقد سبق أن ساروا مع الرب في قصر الملك، ولذلك سار الرب معهم في أتون الملك، وكان ذلك بلا شك أسمى وقت في حياة شدرخ وميشخ وعبدنغو، ولم يكن الملك ليدري أنه بإنزال حمو غضبه بأولئك الرجال إنما رفعهم إلى ذلك المستوى السامي، حتى تحولت كل عين من النظر إلى تمثال الملك العظيم إلى الشخوص بدهشة إلى أولئك الأسرى المسبيين. يا للعجب! كانوا ثلاثة مقيدين، فإذا بهم أربعة محلولون. أ صحيح هذا؟ وهل كان الأتون ذا نار حقيقية؟ نعم، كانت ناره حقيقية، حتى أنها أحرقت «جبابرة القوة في جيش الملك»، ولكن كانت هناك حقيقة أعظم وهي أن الله كان هناك. وهذه الحقيقة قد غيَّرت كل شيء؛ غيَّرت كلمة الملك، وحوَّلت الأتون إلى مكان للشركة السامية المقدسة، وحوَّلت أسرى نبوخذنصّر المقيدين إلى مُحرري الرب الطليقين.

        كان الله هناك، هناك بقوته لكي يستهزئ بمقاومات الناس، هناك بعطفه وحنانه ليواسي عبيده المجرَّبين، هناك بنعمته الساطعة ليطلق الأسرى أحرارًا ويقود قلوب نذيريه الأمناء إلى تلك الشركة العميقة معه التي كانت تتعطش إليها نفوسهم.

        أيها القارئ الحبيب، ألا يستحق التمتع بمحضر المسيح وعطف قلبه الرقيق أن نجوز في سبيله في أتون النار؟ أ ليست القيود مع المسيح، خيرًا من الجواهر بدونه؟ أ ليس الأتون حيث المسيح، خيرًا من قصر عظيم حيث لا يوجد هو؟ الطبيعة تقول: ”لا“ أما الإيمان فيهتف: ”نعم“.

        ماكنتوش
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

          الأربعاء 5 مايو 2010

          ماذا يريد الله كفارة عن خطيتي؟ (2)

          لأن الدم يكفِّر عن النفس ( لا 17: 11 )ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ( 1يو 1: 7 )

          ماذا يريد الله كفارة عن خطيتي؟

          هل تستطيع الأعمال أن تأتي بفائدة؟ .. لقد عمل ربنا يسوع أعمال ذاك الذي أرسله كل مدة وجوده على الأرض. ولقد قبلت راحاب الجاسوسين بسلام ولم تهلك مع الذين لم يؤمنوا، وبذا أظهرت إيمانها بأعمالها. كما لم يتباطأ إبراهيم عندما طلب الله إسحاق منه، ولكنه احتمل امتحان إيمانه بأن قدَّم ابنه على المذبح. ولكن مع تقديرنا لهذا كله، فإن الكفارة عن الخطية لا تأتي بأي عمل من هذا النوع. وكلمة الله واضحة في هذا كل الوضوح «لأن الدم يكفِّر عن النفس» ( لا 17: 11 ).

          هل الممارسات تنفع؟ .. إننا نقرأ أن أولئك الذين قبلوا الكلمة بفرح من وعظ بطرس، اعتمدوا وكسروا خبزًا ( أع 2: 46 ). بولس نفسه اعتمد (أع9)، وأكل من عشاء الرب ( أع 20: 7 ). ولكن متى وأين نجد الله يُعلن أن المعمودية أو الأكل من عشاء الرب أو أي فريضة أخرى يمكن أن تُعتبر ولو للحظة واحدة كواسطة للهروب من العقاب الذي تستحقه الخطية؟

          أيها القارئ العزيز، إذا كنت معتمدًا على دموعك أو أصوامك، حزنك أو صلواتك، أعمالك أو فرائضك كواسطة لخلاصك من خطاياك، أو حتى كوسيلة مساعدة على نوالك ذلك، فإنني بكل إخلاص وجدّية أنذرك، لأنك تبني على أساس من الرمال. إنك تقدم لله ما لا يمكن أن يقبله من أي خاطئ غير مخلَّص! الذي يريده الله كفارة عن الخطية هو الموت والدم، وليس أي شيء آخر من الأشياء التي ذُكرت سابقًا، مع أن لها جمالاً ولزومها في مكانها الخاص.

          والآن دعني أؤكد لك أن الرب يسوع قد احتمل دينونة الخطية؛ الدينونة العادلة من الله القدوس. قد بذل حياته الغالية لأجلنا. ووجوده الآن عن يمين العظمة في الأعالي شهادة لك بأن الله قد رضيَ إلى الأبد بالكفارة التي عملها لخطايا أشرّ الخطاة. فهل تؤمن؟

          ثم دعني أتوسل إليك أن تحوّل نظرك عن كل الأشياء التي كنت مستندًا عليها إلى الآن، وأن تُريح نفسك من الآن بالاستناد على الرب يسوع كالبديل الكامل عن نفسك، وكالكفارة التي قُبلت إلى الأبد عن خطيتك. ارفع بصرك إليه هناك واطمئن. اعترف به إذًا كمخلِّصك واعلم أنه لا خلاص بسواه! آمن به في قلبك، واعترف به بفمك، فتحصل على البِر والخلاص في هذه اللحظة.

          كاتب غير معروف
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

            الخميس 6 مايو 2010

            عيسو .. إنسان البرية

            وكان عيسو إنسانًا يعرف الصيد، إنسانَ البرية ... فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا ( تك 25: 27 - 29)

            هذه هي بعض خصائص عيسو كما سجلها الكتاب:

            1ـ «كان عيسو إنسانًا يعرف الصيد». وكلمة ”صياد“ ارتبطت دائمًا بالشر في الكتاب. إنه يتبع نمرود الصياد الأول الذي قيل عنه: «جبار صيد أمام (ضد) الرب» ( تك 10: 9 )، وهو صورة للشيطان.

            2ـ «إنسان البرية (الحقل)». والحقل في الكتاب صورة للعالم. وهكذا كان عيسو إنسانًا عالميًا.

            3ـ «وطبخ يعقوب طبيخًا، فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا». إن العالم لا يقدِّم ما يُشبع احتياجات الروح، وإن قدم ما يُشبع الجسد، فإن الفراغ سيظل عميقًا «كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا» ( يو 4: 13 ).

            4ـ «فقال عيسو ليعقوب: أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييتُ». إنه لم يكن يعرف اسم الطعام الذي طبخه يعقوب. فهو ليس خبيرًا بطعام البيت، مع أنه يعرف بالتفصيل طعام البرية وكل ما يتعلَّق بالصيد. وهذا هو الشخص العالمي الذي يعرف بالتفصيل المواد العالمية التي تغذي الجسد، ويعرف كيف يحصل عليها، ولكنه يجهل ما يُشبع الروح.

            5ـ وعندما عرض يعقوب أن يشتري من عيسو بكوريته، وكانت البكورية بركة روحية وزمنية من الله في طبيعتها، تصرَّف عيسو بطريقة أظهرت تقديره الهابط لبركات الله، حيث نظر إلى البكورية باحتقار وازدراء ( تك 25: 31 - 34؛ عب12: 16)، وكأنه يقول: أنا لا أستطيع أن أحيا بالمواعيد، أعطني شيئًا الآن لكي آكل وأشرب وغدًا أموت. وهذا هو أسلوب الشخص الجسدي الذي لا يعرف سوى الأمور الوقتية، وإشباع الرغبات الجسدية، ويحسب تنعُّم يوم لذة.

            6ـ والنتيجة الطبيعية لشخص عالمي مُستبيح أنه رفض ترتيب الله في الزواج، ولم يتبع مثال أبيه إسحاق، بل تبع مثال لامك الذي اتخذ لنفسه امرأتين ( تك 26: 34 ، 35؛ تك4: 19)، ولم يكتفِ بزوجة واحدة. لقد كان يسير وراء شهواته. كما أنه لم يحترم فكر الله المُعلَن الذي ذكره إبراهيم لعبده، حيث استحلفه أن لا يأخذ زوجة لابنه من بنات الكنعانيين. لقد تزوج من بنات حث الشريرات، وبعد ذلك نقرأ أنه أخذ محلة بنت إسماعيل، زوجة على نسائه ( تك 28: 9 ). وبهذا الزواج أظهر عدم الاكتراث بمبدأ الانفصال الذي ميَّز عائلة إبراهيم، عن الشعوب الوثنية التي حولهم.

            محب نصيف
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

              الجمعة 7 مايو 2010

              إسكات عاصفة البحر

              ثم قام وانتهر الرياح والبحر، فصار هدوٌ عظيم. فتعجب الناس قائلين: أي إنسان هذا؟ فإن الرياح والبحر جميعًا تطيعه! ( مت 8: 26 ، 27)

              كان المسيح قد قال لتلاميذه لنجتَز إلى العَبر. ثم دخلوا السفينة معًا، وأما هو فإذ كان مُتعبًا فقد خلد للنوم على وسادة في مؤخر السفينة. ويبدو أنه في أثناء نومه، أراد الشيطان «رئيس سلطان الهواء» أن يهز إيمان التلاميذ، فأهاج ريحًا عاصفة شديدة، ضربت السفينة، وبدأت المياه تدخل إليها، وصاروا في خطر.

              ولقد كان معظم التلاميذ صيادين مَهَرة، لهم خبرة كبيرة بالبحر، وبلا شك حاولوا بكل مهارتهم مواجهة العاصفة، دون أن يُقلقوا معلمهم. لكن انطبقت عليهم كلمات المزمور أمام الريح العاصفة، والأمواج المتلاطمة: «يصعدون إلى السماوات، يهبطون إلى الأعماق، ذابت أنفسهم بالشقاء. يتمايلون ويترنَّحون مثل السكران، وكل حكمتهم ابتُلعت» ( مز 107: 26 ، 27). فماذا يفعلون؟

              الأمر الطبيعي في مثل هذه الأحوال، هو الصراخ إلى الله. ويستطرد المرنم في المزمور قائلاً:«فيصرخون إلى الرب في ضيقهم، ومن شدائدهم يخلِّصهم. يهدئ العاصفة فتسكن، وتسكت أمواجها» ( مز 107: 28 ، 29). على أن التلاميذ التجأوا إلى يسوع الذي كان نائمًا في سفينتهم، فهل أمكنه أن يخلِّصهم من شدائدهم؟ .. الإجابة العظيمة هي: نعم. واستمع إلى كلام البشير: «ثم قام، وانتهر الرياح والبحر، فصار هدوءٌ عظيمٌ» ( مت 8: 26 )!

              ما أعجب هذا! الرياح سكنت، والأمواج هدأت، والجو صفا، والماء صار كصفحة الزجاج. ومع أن العاصفة عادةً تتوقف تدريجيًا، لكن ما حدث هنا كان خلافًا لهذا، فكلمته حملت معها الهدوء التام للعاصفة! .. ومَن ذا الذي له سلطان على الريح؟! لقد كان هذا السؤال: «مَن جمع الريح في حفنتيه؟» ( أم 30: 4 )، إحدى الأحاجي التي ذكرها أجور بن متقية مسا، ولا إجابة عليها سوى «الله».

              والبحر..مَن يتحكم فيه؟ إن أُحجية أجور تستطرد قائلة: «مَن صرَّ المياه في ثوب؟» والله وهو يُحاج أيوب مُظهرًا له ضعفه التام إزاء قدرة الله المُطلقة، قال له: «مَن حجز البحر بمصاريع حين اندفق ... وجزمت عليه حدِّي، وأقمت له مغاليق ومصاريع، وقلت: إلى هنا تأتي ولا تتعدى، وهنا تُتخم كبرياء لُججك؟» ( أي 38: 8 - 11).

              ليس عجيبًا إذًا أن سيدنا يُدعى اسمه «عجيبًا»، فذاك الذي قبْلَ لحظات كان نائمًا من الإعياء، قام وانتهر قوى الطبيعة الثائرة! إنها واحدة من المشاهد التي تُظهر لنا بوضوح الطبيعتين في الشخص الواحد يسوع المسيح: الطبيعة الإلهية، والطبيعة البشرية.

              يوسف رياض
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

                السبت 8 مايو 2010

                السجود والبذل والعطاء

                فقال إبراهيم لغلاميه: اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما ( تك 22: 5 )

                إن السجود الحقيقي لا يعني مجرد تقديم بعض كلمات جميلة، أو عبارات منمَّقة، أو ترنيمات شجية، أو ممارسة طقوس معينة، لكن السجود الحقيقي هو أسلوب معيشة، وتوجُّه حياة، ويتضمن كل شيء له مساس بحياتنا الشخصية والبيتية، ويتناول كل تفاصيل الحياة العملية واليومية. كما أن السجود الحقيقي لا يتضمن العبادة العقلية فقط، بل أيضًا تقديم الثمين والغالي للرب، فالعطاء والبذل مرتبطان بالسجود ( عب 13: 16 ).

                وفي مشهد تكوين18 سجد إبراهيم للرب، وماذا بعد؟ هل اكتفى بهذا؟ لقد عبَّر عما في قلبه من تعبد وولاء بأن أسرع لاستحضار وتقديم ما يُشبع ويُنعش الرب، وأسرع وأشرك معه سارة وغلامه في خدمة إشباع وإنعاش الرب ( تك 18: 6 - 8). فأصبح بيت إبراهيم كله مشغولاً بإكرام الرب والتعبد والسجود له، وكأن لسان حال إبراهيم «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» ( يش 24: 15 ).

                وفي مشهد تكوين22 يلزمنا أن نرقب إبراهيم صاعدًا إلى جبل المُريا لكي نتعلم ماذا كان فكره من جهة السجود، وهل كان إبراهيم صاعدًا ليأخذ شيئًا أم ليعطي؟ هل كان صاعدًا ليشاهد ويتكلم، أم كان صاعدًا ليقدم ويضحي؟ لقد كان صاعدًا لكي يقدم أغلى وأفضل ما عنده لله «بالإيمان قدم إبراهيم إسحاق» ( عب 11: 17 ). كان صاعدًا لكي يسكب قلبه وأغلى ما يُحبه القلب أمام الرب، وهذا هو جوهر السجود.

                وهل كان ممكنًا لإبراهيم أن يقدم لله أغلى مما قدم؟ لقد كان إبراهيم غنيًا جدًا ( تك 13: 2 ؛ 24، 35)، ولكن ما قيمة بقره وغنمه وفضته وذهَبه، بدون إسحاق، ابنه وحيده، الذي يحبه؟ إذًا، عندما وضع إبراهيم ابنه إسحاق على المذبح ليقدمه محرقة، إنما كان يقدم لله كل شيء، وهذا هو معنى السجود.

                ولكن ماذا عن إسحاق؟ لقد كان إسحاق أيضًا صاعدًا ليسجد ( تك 22: 5 )، فماذا قدم إسحاق على جبل المُريا؟ وماذا أعطى؟ لقد كانت الطاعة المُطلقة عميقة في قلب إسحاق، فقدم نفسه لله، في تسليم كامل، وبكل خضوع.

                لقد «ذهبا كلاهما معًا» ( تك 22: 6 ، 8)، إبراهيم ليقدم ابنه وحيده الذي يحبه، وإسحاق ليقدم نفسه. فيا لعظمة سجودهما! ويا لروعة ما قدما وبذلا!

                فايز فؤاد
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

                  الأحد 9 مايو 2010

                  الله متكلمًا


                  فلما دخل موسى إلى خيمة الاجتماع ليتكلم معه، كان يسمع الصوت يكلمه من على الغطاء الذي على تابوت الشهادة من بين الكروبين فكلَّمه ( عد 7: 89 )

                  يُطالعنا المشهد الأول بالمكان الذي عيَّنه الله ليجتمع مع عبده موسى، وهو ”كرسي الرحمة“، بين الكروبين، ومعروف أن الكروبيم هم ملائكة القضاء، كما أن السرافيم ملائكة الرحمة.

                  وكنا نتوقع أن نستمع إلى كلام الرب من خلال السرافيم وليس الكروبيم، ولكننا في ذلك نجد درسًا مفيدًا.

                  فإن كان الكروبان يُطالبان بالقضاء، إلاّ أن وجهيهما كانا نحو الغطاء المرشوش عليه الدم، وهكذا بدلاً من أن يُنفذا قضاء الله، نجدهما ينظران إلى الدم المرشوش على الغطاء، والذي على أساسه سُتر الشعب أمام الله.

                  فإن كان الله يتكلم إلينا الآن، فليس من منطلق رحمته ونعمته (السرافيم) فحسب كما يُظَن، بل بالحري من منطلق بره وعدله (الكروبيم) أيضًا.

                  وهكذا يُعلن لنا الوحي أن: «الله، بعد ما كلَّم الآباء بالأنبياء قديمًا، بأنواعٍ وطُرق كثيرة، كلَّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه (تابوت الشهادة)» ( عب 1: 1 ).

                  إن هذا المشهد، مشهد حضور الله بين الكروبين، يُذكرنا بمشهد آخر، عندما طرد الله آدم «وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلِّب» ( تك 3: 24 ). هنا نحن أمام كرسي آخر لله! ولكنه ليس كرسي رحمة حيث نجد الدم مرشوشًا، بل كرسي العدل والقضاء الإلهي، حيث نرى لهيب سيف متقلِّب. من أجل ذلك نرى الإنسان مطرودًا من أمام الله لا يستطيع الاقتراب.

                  أما الآن، وبعد أن رُش الدم، فلقد أصبح كرسي الرحمة الذي على تابوت الشهادة مكان التقاء الإنسان الخاطئ مع الله، وهذا يُشير بصورة جلية إلى الرب يسوع تبارك اسمه، الذي من خلاله فقط نستطيع أن نقترب إلى الله ( 1بط 3: 18 خر 25: 22 عد 7: 89 ؛ أف2: 18)، وليس ذلك فقط، فلم يتمتع الإنسان بامتياز الاقتراب إلى الله وسماع صوته (خر25: 22)، بل أيضًا أن يتكلم إليه متمتعًا بالحديث معه (عد7: 89). وفي هذا الجو الجميل نشتم رائحة الشركة المجيدة التي سبق وافتقدها آدم في يومه.

                  وثقة الدخولِ للأ قداسِ قد نِلنا بهِ
                  يا عجبًا مِن حبِ مَن أعطى كجودِ قلبه

                  عاطف إبراهيم
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

                    الاثنين 10 مايو 2010

                    الساعي بالوشاية

                    الساعي بالوشاية يُفشي السر، والأمين الروح يكتم الأمر ( أم 11: 13 )

                    إن الوشاية، أو نقل المذَّمة، حتى وإن كانت صحيحة، أمر بالغ الأذى. فإذا كانت هنالك غلطة، فإن إنذار المحبة بينك وبين أخيك وحدكما، وكتمان الغلطة عن الآخرين جميعًا، هو التصرف الذي يطابق فكر الله.

                    وبهذه المناسبة نجد في خروج37: 17- 24 أنه من بين القطع اللازمة للمنارة، ما أعدَّه موسى بحسب أمر الرب، حيث «صنَع سُرُجها سبعة، ومَلاقطها من ذهب نقي» (ع23). وهنا نجد أشياء ذات قيمة عظيمة وخطيرة.

                    فما من سراج يبقى مشتعلاً طويلاً بدون استخدام الملاقط. ولقد كانت الملاقط مصنوعة «من الذهب»، وهو المعدن الذي يرمز للمجد الإلهي، ويُشير أيضًا إلى البر الكامل. وقد يحدث أن واحدًا من قديسي الله يفقد نضارته، ولا يعود يضيء لامعًا لله، كما كان من قبل. والكاهن، ومعه الملاقط الذهبية، هو الذي عُهدت إليه هذه العملية الدقيقة الشاقة؛ عملية ”تنفيض السُرُج“. «أيها الإخوة، إن انسبق إنسانٌ فأُخذ في زلةٍ ما، فاصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرًا إلى نفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضًا» ( غل 6: 1 ). وبهذه الطريقة تتم عملية ”التنفيض“ بحسب فكر الله، ويعود نور الأخ يُضيء مرةً أخرى، وبأكثر لمعان.

                    ولكن ماذا بعد ذلك؟ هل نذيع للملأ غلطة الأخ ونجعلها موضوع مناقشة عامة؟ اسمع يا أخي: في أيام المنارة لم تكن هناك ملاقط فقط، بل كانت هناك «منافض» (أي أواني يُلقى فيها رماد السُرُج). وكانت هذه المنافض من ذهب أيضًا! فكان على الكاهن أن يُلقي في هذه المنافض الذهبية تلك القطع السوداء القذرة التي كان قد أزالها من الفتيلة. ولو أنه جال ينثر الرماد على ملابس رفقائه الكهنة، الملابس النظيفة، فإنه يعمل على تدنيسها. إنما الواجب أن تُستر تلك القذارة وتبقى في المنافض.

                    ألا نعثر في هذا كلنا مرارًا كثيرة؟ كم من الحزن والألم كان يمكن أن يُعفى منهما الكثيرون بين الجماعات، لو أن الكهنة استخدموا المنافض! فإننا في جانب نسمع عن خصومات وانشقاقات بسبب النميمة، والعجيب أننا على استعداد دائمًا لأن نصغي إلى ما نعلم أنه يُدنس. ليت بيننا كثيرون يستطيعون بشجاعة مواجهة الواشي الذي يقصد أن يدنِّس ثياب كهنة الله القديسين البيضاء الناصعة كالثلج ( أم 25: 23 ).

                    هنري أيرنسايد
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

                      الثلاثاء 11 مايو 2010

                      سيرجع حتمًا عن قريب

                      وعيناه كلهيبٍ نارٍ، وعلى رأسه تيجانٌ كثيرة ... وهو متسربلٌ بثوبٍ مغموس بدمٍ، ويُدعى اسمه كلمة الله ( رؤ 19: 12 ، 13)

                      إن ربنا المعبود الذي أتى في اتضاع، وعاش في الآلام، وصُلب من ضعف، ومات على صليب الجلجثة منذ ألفي عام، ذلك الحَمَل الوديع، هو نفسه الأسد الرهيب الذي سيعود عن قريب في مجد، ويُستعلن في بهاء، وتظهر قوته. وعلى قدر مجده في إظهار نعمته، على قدر مجده في قوة دينونته.

                      منذ نحو ألفي عام جاء إلى العالم في اتضاع، وقريبًا سيرجع إليه في مجد .. في مجيئه الأول أتى ليتألم ويموت، وقريبًا سيعود ليتمجد ويسود .. عند دخوله الأول إلى العالم أتى في صورة العبد ليطيع، أما في دخوله الثاني فسيأتي في صورة الملك الذي يُطاع .. في مجيئه الأول؛ مجيء الألم والدموع لم يتأخر، وفي مجيئه الثاني القريب؛ مجيء الفرح والأمجاد لن يتباطأ .. في مجيئه الأول لم يشعر بوجوده سوى القلائل، ولم يقدِّره سوى الأقلية، أما في مجيئه الثاني فستنظره كل عين، وستسجد له كل ركبة، وسيعترف به ربًا كل لسان .. في المرة الأولى صُلِبَ من ضعف وسالت دماه، أما في المرة الثانية فسيأتي في قوة وستكون ثيابه مغموسة بدم أعدائه. نعم، أتى ليتألم ويموت، ولكن يقينًا سيرجع ليملك ويسود، وذلك عن قريب جدًا جدًا.

                      ليت هذا الحق الكامل ـ بشقيه ـ يتغلغل في قلوبنا ونفوسنا جميعًا، فلا نكتفي بالإعجاب الخشوعي بمجيئه الأول إلى العالم، بل نستطرد في انتظار واثق لمجيئه الثاني المهيب.

                      أيها القارئ الحبيب: إن كل مَن التقى مع المسيح المخلِّص عند الصليب، لا يخشى عودته كالملك عن قريب، بل على العكس إننا نشتاق لرؤيته والوجود معه إلى الأبد، تمامًا مثلما نشتاق لظهوره واستعلان قوته ليتمجد في نفس المكان الذي سبق وأُهين فيه. فإن مجد سيدنا وعريسنا يسعدنا ويشفي غليل صدورنا. نعم، فلصبر المسيح ختام، ولاحتقاره ورفضه نهاية عندما تتم حرفيًا الكلمات الخالدة في الصلاة النموذجية «لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض» ( مت 6: 10 ). نعم، قريبًا وسريعًا ستتم مشيئة الله على الأرض بالقوة. فهل تمت مشيئة الله بعد في حياتك بالنعمة؟ إن كل الذين لم يتعرفوا بشخصه كالمخلِّص من الخطية ودينونتها، سيواجهون غضبه كالديان. فمن أي فريقٍ أنت؟ وعلى أي جانب تقف؟ .. ليتك تتعقل وتقدِّر صبر نعمته، وإلا فلتحذر هول غضبه. إن للنعمة زمان، أما الغضب على الرافضين فهو أبدي.

                      إسحق إيليا
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

                        الأربعاء 12 مايو 2010

                        الطوفان والفلك

                        بالإيمان نوح لما أُوحيَ إليه عن أمورٍ لم تُرَ بعد خاف، فبنى فلكًا لخلاص بيته ( عب 11: 7 )

                        لقد كان نوح آخر حلقات القدامى، والذي وصل عمره إلى خمسمائة سنة، كان جميع القدامى قد طواهم الموت. وعند مولده تنبأ عنه أبوه لامك هذه النبوءة التي تمت بحذافيرها «هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قِبَل الأرض التي لعنها الرب» ( تك 5: 29 ). فهوذا كلمة الله في سفر التكوين تقول: «وفسدت الأرض أمام الله، وامتلأت الأرض ظلمًا. ورأى الله الأرض فإذ هي قد فسدت، إذ كان كل بشرٍ قد أفسد طريقه على الأرض» ( تك 6: 11 ، 12). ولكنه تعالى لا يترك نفسه بلا شاهد. ففي وسط الفساد والظلم أبقى لنفسه شخصًا واحدًا، قال له: «إياك رأيتُ بارًا لديَّ في هذا الجيل» ( تك 7: 1 )، فاتخذه موضع سره قائلاً: «نهاية كل بشرٍ قد أتت أمامي، لأن الأرض قد امتلأت ظلمًا منهم. فها أنا مُهلكهم مع الأرض. اصنع لنفسك فلكًا من خشب جفر» ( تك 6: 13 ، !4). هذا تفسير القول: «لما أُوحيَ إليه عن أمورٍ لم تَُرَ بعد». فماذا كان موقفه؟ هنا تجلى نوع إيمانه «الإيقان بأمورٍ لا تُرى». وإذ تيقن خاف الله واتقاه. فأخذ يعد العدّة لبناء الفُلك كما أمره الله.

                        وإذ نتقدم خطوة في سفر التكوين نقرأ القول: «ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفُلك» ( تك 7: 1 ). إن كلمة «ادخل» هي بالإنجليزية “Come in” وهو تعبير ينطق به واحد من داخل الفُلك يرحب بواحد يقرع الباب، كأن الرب في داخل الفُلك ويرحب بعبده وأسرته وحيواناته.

                        أيها الصديق المتردد الخطوات، تعال سريعًا إلى المخلِّص الكريم الذي يدعوك «ادخل»، وانظر ألا تزدري بالدعوة لئلا تغوص تحت مياه الطوفان. ولئن كان الرب قديمًا قد وعد بعدم إرسال طوفان آخر، فإن الكلمة التي أرسلت الطوفان المائي هي عينها التي تحفظ «السماوات والأرض الكائنة الآن ... للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجار» ( 2بط 3: 7 ). فهل ترضى أن تندمج في قائمة «الناس الفجار»؟

                        يا عزيزي القارئ: اسمع قول أحد رُسل الإنجيل «لأن غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» ( رو 1: 18 )، واحذر حيلة العدو الذي يقول لك: ”الله رحيم ويحب الرحمة. كلا يا عزيزي، فأنت ترحم نفسك وإذ تستودع نفسك للإله الرحيم، حينئذٍ تتمتع بالرحمة.

                        أديب يسى
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

                          الخميس 13 مايو 2010

                          زوجة أيوب

                          فقالت له أمرأته: أنت مُتمسك بعد بكمالك؟ بارك الله ومُت! فقال لها: تتكلمين كلامًا كإحدى الجاهلات! أَ الخير تقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟ ( أي 2: 9 ، 10)

                          انهارت زوجة أيوب تمامًا أمام الضربات التي انهالت تُباعًا. وهذا لا يدهشنا، فالمرأة كما نعلم هي الإناء الأضعف، والمفروض أن الزوج هو القائد في الإيمان والمحبة، كما هو القائد في المسؤوليات التي لا يستطيع أن يلقيها على آخر. على أن هناك ما هو أكثر من هذا التدهور الظاهري للإيمان عند زوجته، فتبدو لنا روحًا مُتمردة استمعت إلى أضاليل الشيطان. وكما أغويت المرأة قديمًا بما احتواه شَرَك الشيطان من مفاتن، هكذا يبدو أن زوجة أيوب هَوَت تحت وطأة اليأس الواضح، اليأس من صراع أيوب ضد بحر من المتاعب.

                          وفي غالب الأوقات لم تكن نظرات نساء رجال الإيمان على المستوى ذاته مع نظرات أزواجهن. فها هي سارة تُشير على إبراهيم أن يلجأ إلى حلول بشرية لضمان المواعيد. وصفورة تقف، إلى وقتٍ ما، في طريق موسى ليتصرف بالأمانة في وسط أسرته ( خر 4: 24 - 26). وميكال تستهزئ ساخرة حينما كان داود يُعبِّر عن الفرح والحرية اللذين تمنحهما النعمة ( 2صم 6: 16 ؛ 20- 23). فالإيمان لا بد أن يكون أمرًا شخصيًا بين النفس والله، ولا يمكن أن يُنقل من إنسان إلى آخر. على أن الله من الناحية الأخرى يبارك بيت رجل الإيمان بوفرة، ويُفرحه أحيانًا كثيرة، إذ يرى أعزّ الناس لدى قلبه يجدون راحتهم في أمانة الله الذي يدعو الجميع للوثوق فيه.

                          لا نستطيع أن نقطع برأي في أمر زوجة أيوب. فقد يكون أصل الداء فيها، وقد تكون هي فوجئت بالمناظر الأليمة المُفجعة فأذهلها حزنها الغامر. غير أن أقوالها كانت شريرة جدًا. «أنت متمسك بعد بكمالك؟ بارك (أي العن) الله ومُتْ». ويحسب البعض أن محبتها لأيوب هي عِلّة هذه الأقوال، فلم تقوَ على رؤية الشخص الذي كانت تعزه، يعاني مثل هذا العذاب، فاقترحت عليه أن ينتحر. لكن ندَعها وشأنها مع ذاك الذي يمتحن القلب، ونحاول أن نستفيد لأنفسنا من الجواب النبيل الذي أجاب به أيوب: «تتكلمين كلامًا كإحدى الجاهلات! أَ الخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟». لقد كانت تضم نفسها مع الدنسين الذين يزدرون ويحتقرون الله. كانت ترحب بالخير من يد الله، أما وهو ـ تعالى ـ يراه شيئًا مُلائمًا أن يبعث بالتجربة، فهل نأبى أن نتناولها كما هو يقصد بها خيرًا؟ إن الله هو المُعطي في كِلتا الحالتين.

                          صموئيل ريدوت
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

                            الجمعة 14 مايو 2010

                            ناموس الحرية

                            ولكن مَن اطَّلع على الناموس الكامل ـ ناموس الحرية ـ وثَبَت، وصارَ ليس سامعًا ناسيًا بل عاملاً بالكلمة، فهذا يكون مغبوطًا في عمله ( يع 1: 25 )

                            يجب ألا يفوتنا التعبير الذي يستخدمه الرسول يعقوب لوصف الإعلان الذي وصلهم في المسيح. فالإعلان الذي عرفه اليهود بواسطة موسى، كان الناموس؛ ولأنه كان يكتب لمؤمنين كانوا أصلاً يهود، يستخدم يعقوب نفس المصطلح. فالمسيحية أيضًا يمكن أن يُقال عنها ناموس ـ ناموس المسيح ـ مع أنها أكثر من هذا. فعلى العكس من ناموس موسى، هي «الناموس الكامل، ناموس الحرية» ( يع 1: 25 ). أما ناموس موسى فلم يكن كاملاً، كما أنه كان ناموس العبودية.

                            لقد كان ناموس موسى كاملاً من حيث الغرض المُعطى من أجله. ولكنه كان ناقصًا من حيث إنه لم يكمِّل شيئًا. لقد وضع الناموس الحد الأدنى لمطالب الله، ولذلك فمَن «عثر في واحدة، فقد صار مجرمًا في الكل» ( يع 2: 10 ). إنه يُصبح مُدانًا. أما إذا أردنا الحد الأقصى لفكر الله تجاه الإنسان، علينا أن نتجه للمسيح، الذي أعلنه بالتمام، سواء في حياتنا أو موته، اللذين ليس لهما نظير، واللذين تجاوزا مطالب ناموس موسى. وفي تعاليمه المبكرة أيضًا، أظهر بوضوح أن ناموس موسى لم يكن الشيء التام ولا الكامل (انظر متى5: 17- 48).

                            أما في المسيح فلنا الناموس الكامل: ناموس الحرية. ربما طرأ في فكرنا أنه إذا كان الحد الأدنى الذي وضعه الله أنتج عبودية، فلا بد أن إعلانه الحد الأقصى معناه عبودية أعظم. ولكن لا! فالحد الأدنى قد وصلنا في صورة ما يمكن أن نسميه ”ناموس المطالب“، وأنتج عبودية. أمام الحد الأقصى فقد وصلنا مرتبطًا بناموس المعطيات والإمكانيات التي صارت لنا في المسيح، ولذلك فكل ما فيه حرية. فأعلى مستويات ممكنة قد وُضعت أمامنا في المسيحية، ولكن تؤيدها قوة تروِّض قلوبنا، وتعطينا طبيعة تُسَرّ بأن تفعل ما وضعه هذا الإعلان علينا. فلو فُرض ناموس على الكلب أن يأكل العُشب، فإنه يكون بالنسبة لهذا الكلب المسكين ناموس عبودية، ولكن لو فرضنا نفس الناموس على حصان يكون ناموسًا للحرية.

                            أيضًا به روحُ الحياة أعتَقَنا نحن العبيدْ
                            كي نحيا بالقداسةِ حسْبَ مقامِنا الجديدْ

                            ف.ب. هول
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - مايو 2010

                              السبت 15 مايو 2010

                              أمام الله

                              أنا الله القدير. سِر أمامي وكُن كاملاً، فأجعل عهدي بيني وبينك، وأُكثرك كثيرًا جدًا ( تك 17: 1 ، 2)

                              إن أشد ما يحتاج إليه المؤمنون في كل زمان ومكان هو النظر إلى الله بثبات واستمرار بحيث يشعر المؤمن في كل حين أنه ”أمام الله“ وأن الله على الدوام ”أمامه“ أي ”مقابله“. وفي هذا الشعور وحده أكبر ضمان للقوة والنُصرة والراحة والطمأنينة والفرح. وكل رجال الله الذين تمتعوا بهذا الشعور كانت لهم مواقف جليلة ومُشرِّفة. وقد ذكر لنا الوحي أمثلة منها تظهر أمامنا كالأعاجيب، ولكن متى عُرف السبب بَطُل العَجَب. فلا عَجَب في موقفهم لأن السبب هو شعورهم بأنهم ”أمام الله“.

                              أمام الله يمتلئ القلب شعورًا بوجوب العيشة في مخافته. كان يوسف شابًا وبعيدًا عن وطنه وأهله ومتسلطًا في بيت فوطيفار، وكانت التجربة تهاجمه بأشد قوتها، ولكنه إذ رأى الرب أمامه استطاع أن يقول: «فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟» ( تك 39: 9 ).

                              أمام الله يمتلئ القلب قناعة واكتفاء. جاء ملك سدوم يومًا بعد انتصار إبراهيم في حربه مع الملوك الذين هاجموا الأول، وبعد أن أخذ الثاني منهم غنائم كثيرة، يطلب إليه أن يعطيه النفوس فقط ويحتفظ لنفسه بالباقي، ولكن إبراهيم رفض بشمم وإباء، وأعاد إليه كل ما أحرزه بمجهوده الشخصي وهو يقول: «رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض، لا آخذن لا خيطًا ولا شِراك نعلٍ ولا من كل ما هو لك، فلا تقول: أنا أغنيت أبرام» ( تك 14: 22 ، 23).

                              وجاء نعمان السرياني إلى أليشع النبي ومعه عشر وزناتٍ من الفضة، وستة آلاف شاقل من الذهب، وعشر حُلل من الثياب، وبعد أن أبرأه أليشع من مرض البرص، أراد أن يقدمها كلها له قائلاً: «خُذ بركة من عبدك». وكان يمكن أن يعتبرها غيره أجرةً له، ولكن أليشع أجاب في عزة نفس قائلاً: «حيٌ هو الرب الذي أنا واقفٌ أمامه، إني لا آخُذ. وأَلحَّ عليه أن يأخذ فأبى» (2مل5).

                              ”أمام الله“ يمتلئ القلب هيبة والضمير طاعة والنفس سرورًا والعين نورًا، بل يمتلئ القلب قناعةً وشجاعة، والضمير سلامًا ووئامًا، والنفس هناء وصفاء. فما أحوجنا أن نعيش على الدوام ”أمام الله“.

                              ج.ب. ستوني
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X