إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعني دول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعني دول

    في فيلم "ايامنا الحلوة" القديم، جاءت الفتاة الشابة الى حي شعبي تطلب السكن بعد أن ضاق بها الملجأ وضاقت به، وصار عليها أن تشق طريقها بنفسها دون الاعتماد على أحد. لتخرج لأول مرة للدنيا، بدون أي سنيد ينصحها، أو يريها الطريق.
    وسرعان ما دبر لها الله، غرفة في حي شعبي، تملكة سيدة طيبة، مدت لها يد العون لتكون أول من تتعرف عليه خارج الملجأ، ثم تعرفت على ثلاث شبان يسكنون في نفس الطابق، ويحاولون أن يحصلوا علي شهاداتهم الجامعية وسط مشاكل لا حصر لها.
    وسرعان ما وجدته في هؤلاء الشبان الأخ الذي لم تره والصديق الذي لم تعرفه من قبل، وبدأت تتعامل من هذا المنطلق، واستطاعت ببراءتها أن تجذب احترام هؤلاء الشباب ليساعدوها في شق طريقها في الحياة.
    بل لقد تسابق هؤلاء الشباب في تقديم المساعدة لها. فكانت كل يوم تخرج في وضح النهار مع أحد هؤلاء الشباب للبحث عن عمل، أو ليمشي معها الى محطة الاتوبيس. تحت نظر وسمع أهل هذا الحي الشعبي.
    وفجأة، حدثت الشرارة التي كانت متوقعة، معركة في الحي الشعبي بسببها، تنتهي بأن قال أحد هؤلاء الساكنين الحي "انا شفتها بعني دول وهي تبوس ... تحت السلم" .
    رآها بعيونه!!
    وسؤالي، أي عيون هذه التي ترى ما لم يحدث؟!!، وأي لسان يستطيع أن يتبجح وينشر خبر لم يحدث من قبل؟!! .... كان هذا في فيلم عمره أكثر حوالي ستون عاماً، ولكن هل هذا كلام أفلام فقط؟ أم اندثرت هذه القدرة الهائلة لعيون "سوبر" ترى الذي لم يحدث!
    في الواقع لم ينته هذا الأمر، فكثير من العيون الآن لها هذه القدرة الجبارة على رؤية ما لم يحدث، أو رؤية جزء مما يحدث وتستنتج هي الباقي...
    أقول هذا لأني تذكر هذا الفيلم القديم كل وأنا استمع لصديق لي وهو يحكي لي عن شخص من المفروض أنه مشهود له بالأيمان، رأوه وهو في حالة خطية معينة. وقال لي
    - لقد أمسك في ذات الفعل
    وقال لي نفس الكلمات، نحن لم نسمع فقط ، بل لقد رآه فلان الفلاني بعيونه، فالأمر مؤكد.
    ولكني لم أصدق.
    لماذا لم أصدق؟
    لأن العيون التي سمح صاحبها لنفسه أن يحكي ولا يستر، عيون تنقصها المحبة، لأن الكتاب المقدس يقول "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا." (1كو13: 4-8)
    فإذا اتي شخص إليك بعيون واسعة، ويصرح لك بخبر عظيم، كما لو كان قد جاء بخبر نصر عظيم، وتكون طبيعة هذا الخبر تشهير على شخص، وتسبب في جرح له أو تؤذي سمعته، أعرف انه هذا الشخص ينقصه المحبة، لأن من شروط المحبة أنها لا تفرح بالأثم، بل تفرح بالحق.
    ومن شروط المحبة أنها تستر كثرة من الخطايا "وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (1بط 4: 8) وبما أن صديقنا تجرأ وكشف هذا العيب، يكون عنده نقص في المحبة، وإذا كان عنده نقص في المحبة فهو لن يتورع عن الكذب، لأنه يكره، وبما أن الكذب محتمل فلا تصدقه عندما يقول أنه رأى بعينيه.
    هي معادلة لابد من فهمها، فلا تخُضع ذهنك لشخص لا يحب، لأن الله محبة، والمحبة تستر كثرة من الخطايا.
    الست معي؟
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X