إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

    الأحد 1 أغسطس 2010

    الرعاة والملائكة

    لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرحٍ عظيمٍ يكون لجميع الشعب: أنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلِّصٌ هو المسيح الرب ( لو 2: 10 ، 11)

    عندما وصل ابن الله إلى العالم، فقد أعلنت السماء لسكان الأرض هذا الخبر العظيم: ميلاد المسيح. ولقد وقع اختيار السماء على قوم من الرعاة البسطاء، لا وزن لهم أو تقدير عند العظماء، لكنهم كانوا محطّ اهتمام السماء، لأنهم أتقياء. وكان هؤلاء الرعاة الفقراء أول مَن سمع بخبر ميلاد الفادي، في ذات ليلة الميلاد.

    لقد أتى ملاك السماء لهؤلاء الرعاة يقول: «لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرحٍ عظيمٍ يكون لجميع الشعب: أنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلِّصٌ هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مقمطًا مُضجعًا في مِذود»

    مَنْ هو هذا الذي بمولده تتحرك السماء، وتُعلن خبر مولده؟ قبل أن يولد يوحنا المعمدان قال الملاك جبرائيل لزكريا أبيه: «كثيرون سيفرحون بولادته» ( لو 1: 14 )، وأما عند مولد المسيح فكانت كلمات الملاك للرعاة أن الفرح العظيم سيكون «لجميع الشعب»! وذلك لأنه وُلِدَ لهم «مخلصٌ هو المسيح الرب»!

    يا للبشرى السارة! أخيرًا وُلِدَا المخلِّص.

    ونحن نعلم أن المسيح أتى مخلِّصًا، لا من عدو أرضي، ولا من مشكلة وقتية، بل من الخطايا! دعنا لا ننسى أن الله في العهد القديم كان قد صرَّح بشكل حاسم بأنه هو وحده المخلِّص، عندما قال: «أنا أنا الرب، وليس غيري مخلصٌ» ( إش 43: 11 )، وأيضًا: «أَ ليس أنا الرب ولا إله آخر غيري؟ إلهٌ بارٌ ومخلِّصٌ. ليس سواي» ( إش 45: 21 ). وها قد أتى المسيح لكي يخلِّص شعبه من خطاياهم، وذلك لأنه هو الله الذي ظهر في الجسد.

    وبمجرد أن أنبأ ملاك السماء بمولد المخلِّص، حدث شيء عجيب آخر، إذ انشقت السماء عن جمع حاشد من الملائكة مسبحين الله، وقائلين: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرَّة» ( لو 2: 14 ). فهو وإن كان مُضجعًا في مذود، إلا أنه موضوع تسبيح ملائكة السماء!

    إنه ابن الإنسان المتواضع وابن الله العظيم في آن! «وبالإجماع عظيمٌ هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد .. تراءى لملائكةٍ!» ( 1تي 3: 16 ).

    فأيُّ شخصٍ يا تُرَى نظيرُ شخصِهِ المُنيرْ
    فما لهُ بينَ الورَى أو في السماواتِ نظيرْ

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

    الاثنين 2 أغسطس 2010

    من أقوال الحكماء

    فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي(غلا2: 20)

    * حاول القيام بأشياء عظيمة لأجل الله، وتوقع أمورًا عظيمة من الله.

    وليم كاري

    * الكنيسة التي لا تكرز، سوف تتحجر.

    * لماذا يسمع أي شخص الإنجيل مرتين، قبل أن يسمع كل شخص الإنجيل مرة واحدة؟!

    أوزوالد سميث

    * لا يمكنك أن تأخذ أموالك معك، ولكن يمكنك أن تدعها تسبقك!

    أوزوالد سميث

    * إذا كان المسيح يسوع هو الله، وقد مات من أجلي، إذن فلا توجد أية تضحية أعظم من أن أقدمها له.

    تشارلس سطاد

    * قدِّم عطاءك بحسب دخلك، لئلا يجعل الله دخلك بحسب عطائك!

    بيتر مارشال

    * ليتني الآن أحترق وأذوب لأجل الله.

    هنري مارتن

    * يا إلهي أغدق عليَّ بالمزيد، المزيد من الكدح، المزيد من الألم، المزيد من المُعاناة لأجلك يا سيدي.

    فرنسيس شيفر

    * يمكننا أن نعطي بدون محبة، لكننا لا نستطيع أن نحب بدون عطاء.

    * ليس: كم من مالي سوف أعطيه لله، ولكن: كم من مال الله سوف أحتفظ به لنفسي!

    * الله لديه ابنٌ واحدٌ فقط، وقد جعله مُرسَلاً.

    دافيد ليفنجستون

    * أُعلن الآن، وأنا في لحظاتي الأخيرة، أنني ما كنت لأقبل أن أستبدل حياتي التي عشتها، حتى لو كان ذلك نظير العالم بأسره.

    دافيد برنارد

    ليتنا جميعًا ندرك هذا: أن معرفة المسيح معناها أن نحبه، وأن محبة المسيح معناها أن نخدمه، وأن خدمة المسيح هي شرف عظيم «إن كان أحد يخدمني يُكرمه الآب».

    ليسَ ضيقٌ واضطهادٌ يُبْعداني عن رِضاهْ
    لستُ عن حُبه أسْلو ب أباطيلِ الحياهْ
    فهوَ لي كنزٌ ثمينٌ وَهْوَ لي حصنٌ حَصينْ
    عندَهُ قلبي مُقيمٌ فهْوَ لي كَنزٌ ثَمينْ

    كتاب مختلفين
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

      الثلاثاء 3 أغسطس 2010

      هوذا العريس مُقبل

      ففي نصف الليل صارَ صراخٌ: هوذا العريسُ مُقبل فاخرجن للقائه! ( مت 25: 6 )

      كان الرجاء لامعًا ومؤثرًا في بداية تاريخ الكنيسة إذ كان المؤمنون يتوقعون مجيء الرب في أيامهم. وهذا أنشأ فيهم نضارة روحية واجتهاد وتكريس وصبر وتعزية. ولكن بالأسف أعقب ذلك فترة طويلة غاب فيها الرجاء عن الأذهان، وما عاد أحد ينتظر مجيء المسيح أو يتحدث عنه. وبلغة مَثَل العذارى «فيما أبطأ العرِيس نعسن جِيعهُنَّ وَنِمْن» ( مت 25: 5 ).

      لقد استغرق الجميع في نوم عميق إلى أن دوى في نصف الليل، أي في أشد الفترات ظلامًا، صراخ يُعلن هذه الحقيقة المجيدة من جديد «هوذا العرِيس مقبِلٌ». ففي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، افتقد الرب الكنيسة بنهضة عظيمة مباركة تميَّزت بالعودة إلى كلمة الله واستعادة الرجاء المبارك كمصدر فرح وتعزية وتشجيع للقديسين. لقد دوى هذا الصوت ولا زال يدوي في كل ربوع الأرض مُعلنًا قرب مجيء المسيح لاختطاف المؤمنين. ولا شك أن هذا النداء قد أنهض وأنعش الكثيرين ليستيقظوا من سُباتهم ويُصلحوا مصابيحهم ويستعدوا للقاء العريس. ولكن تاريخ الإنسان المُحزن يعيد نفسه. فسرعان ما يُفقد التأثير ويُصبح الأمر مجرد معلومات. وهذا ما نراه حادثًا وسط الذين يعرفون جيدًا حقيقة مجيء المسيح بالتفصيل. لقد استسلموا للنعاس رغم معرفتهم أن مجيء الرب قد اقترب جدًا.

      فهناك مَنْ غلبته الهموم وأثقلته المشاكل فنام، وهناك مَنْ جذبه العالم بإغراءاته فنام. هناك مَنْ راح يلهث وراء المكسب، وهناك مَنْ أسكرته الملذات العالمية. هناك مَنْ صمد طويلاً وظل ساهرًا لكنه أخيرًا شعر بالكلل والخوار خاصةً إذا رأى كثيرين من رفقائه قد استسلموا للنوم وانصرفوا إلى أمورهم الخاصة وشعارهم «أنا أَذهب لأتصيد» ( يو 21: 3 ). وفي كل الأحوال فإن الشيطان يبذل كل الجهد ليغرق المؤمنين في سُبات فتتعطل شهادتهم وتتوقف خدمتهم وتتعثر خطواتهم.

      «إنها الآن ساعة لِنستيقظ من النومِ» ( رو 13: 11 ) فلم يَعُد هناك وقت للنوم. هوذا العريس مُقبل. إنه آتٍ وأجرته معه ليجازي كل واحد كما يكون عمله. وطوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين. هذا الحق لا بد أن يحكم تصرفاتنا في مدة غياب الرب عنا، وهذا سيجعلنا ساهرين ومنتظرين.

      محب نصيف
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

        الأربعاء 4 أغسطس 2010

        دخلت ... وانتبهت

        حتى دخلت مقادس الله، وانتبهت إلى آخرتهم. حقًا في مزالق جعلتهم، أسقطتهم إلى البوار ( مز 73: 17 ، 18)

        لقد كانت بداية اكتشافات آساف داخل المقادس هي أنه اكتشف نهاية الأشرار، أو بحسب تعبيره في المزمور «انتبه إلى آخرتهم». ما عاد يرى حاضر الأشرار فحسب، بل رأى أيضًا مستقبلهم، فعرف أن ما هم فيه من غنى ومَرَح هو وقتي وسطحي وزائل، ولكن آخرتهم مُخيفة حقًا. قال أيوب: «لأنه ما هو رجاء الفاجر عندما يقطعه، عندما يسلب الله نفسه؟» ( أي 27: 8 ).

        إن مظهر الناس الأشرار يُغري، لكن حقيقتهم مؤسفة للغاية. وعندما كان آساف خارج المقادس، خُدع بحالتهم الظاهرية، ولكن وهو في داخل المقادس رأى الحقيقة وأسف على حالهم، وشكر الله على ما هو عليه.

        شبَّه ذلك أحدهم بأنه قد يكون شخص أمامنا في منتهى الصحة بحسب الظاهر، لكن الطبيب بعد أن يكشف عليه بالأشعة، يعلم أنه في أيامه الأخيرة. الظاهر لا يقول ذلك، ولكنها الحقيقة المُستترة عن العيون الخارجية. أو قد يكون المعدن يلمع مؤكدًا أنه ذهب، ولكن يفحصه الخبير، ويكتشف أنه لا يساوي شيئًا! المظهر يقول شيئًا، ولكن الحقيقة شيءٌ آخر.

        وما حدث من آساف عندما دخل المقادس يذكِّرنا بكلمات الرسول يعقوب، فهو إذ كان مُقيمًا في مقادس الشركة، رأى الأغنياء بعين مختلفة. لم يرَ فقط ضحكاتهم الحاضرة، بل استمع إلى صرخاتهم القادمة، وتأمل في نحيبهم الأبدي، ولما تفكَّر فيما ينتظرهم من أبدية مروِّعة، لم يَغَرْ منهم، ولا تمنَّى أن يكون نظيرهم، بل رثى لحالهم، وناشدهم أن يبكوا من الآن مولولين على شقاوتهم القادمة ( يع 5: 1 - 5).

        إذًا فلقد كان حل مشكلة آساف بسيطًا، ولكنه كان يستلزم وجوده في مقادس الله. وهذا الحل البسيط متضمن في كل الكتاب المقدس من أوله لآخره، ويتلخص في فكرة واحدة هي: ”اعتبار النهايات“. الأشرار ناجحون الآن، ولكن ينتظرهم الدمار الأبدي، والأبرار قد يُعانون الآن، ولكن تنتظرهم السعادة الأبدية مع المسيح في السماء. هذا هو العلاج بكل بساطة.

        عزيزي .. هل أنت ترتاد الطريق الواسع الرَحب الذي يؤدي إلى الهلاك، أم أنك أخذت الطريق الضيق الكَرْب الذي يُفضي إلى الحياة؟ كُن حكيمًا ولا تَبِع أبديتك بدُنياك. ولا تضحي بالباقيات على مذبح الفانيات.

        يوسف رياض
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

          الخميس 5 أغسطس 2010

          حَنَّة بنت فنوئيل

          فهي في تلك الساعة وقفت تُسبِّح الرب، وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم ( لو 2: 38 )

          كانت «حَنَّة بنت فنوئيل» متقدمة في أيامٍ كثيرة، لقد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريّتها، وبقيت أرملة نحو أربع وثمانين سنة. فإذا افترضنا أنها تزوجت في عمر 14 سنة، يصبح عمرها حوالي 105 سنة.

          ويا للعجب من هذه المرأة!! فهي أرملة ووحيدة، وقد ألقت رجاءها على الله، وهي تواظب على الطِلبات والصلوات ليلاً ونهارًا ( 1تي 5: 5 ). كتب لوقا عنها: «لا تُفارق الهيكل، عابدة بأصوامٍ وطلباتٍ ليلاً ونهارًا». لقد انجذبت للهيكل حيث حضرة الله. فلم تكن بمفردها بل مع «جميع المنتظرين فداءً في أورشليم».

          لقد كان تكريسها للرب حلوًا جدًا. وأصوامها تُرينا قُربها المستمر من الرب. كما أن نشاطها في تقديم الصلوات بلا مَلل في الليل والنهار، يكشف عن غمر قلبها بأنّات الروح وأحزانه على ارتداد الأمة وشرورها التي بلغت أقصاها، مما حتم القضاء الإلهي المصبوب عليها، ومع ذلك كان الروح يعطي نور الرجاء لتحقيقه، فالمسيا آتٍ، وبذلك انطبق عليها ما جاء في ترنيمة المصاعد: «هوذا باركوا الرب يا جميع عبيد الرب، الواقفين في بيت الرب بالليالي» ( مز 134: 1 ).

          وهكذا رأينا أن حَنَّة لم تكن أرملة مُتنعمة، بل وُصفت بنشاطها الدؤوب ليلاً ونهارًا في عبادة الرب. لم تنشغل بالشرور الحادثة في بيت الرب، والتي سمعنا عنها بعد ذلك عندما طهَّر الرب الهيكل. وما أبعد الأيام الأولى عن الأيام الأخيرة. ويستشعر الشيوخ والمتقدمون في العمر بهذا التباعد الهائل عن قوة التقوى في الأجيال المعاصرة. وربما يلاحظون ترك هذه الأجيال أساسيات ضرورية في الحق وانصرافهم إلى الأمور المظهرية.

          فهل لنا مثل هذه الغيرة في عبادة الرب مع القديسين حول الرب؟ أم أن مشغوليات الحياة تركت ارتباكاتها وطبعت بصماتها علينا فأضعفت شركتنا وتحولنا عن محبة الرب ومطاليب مجده إلى ذواتنا ومطالبنا.

          وعندما رأت حَنَّة المسيا طفلاً آتيًا إلى الهيكل، قادها الروح في تلك الساعة أن تسبح الرب. كما أنها اتجهت لتتكلم عنه أمام جميع الذين ينتظرون فداءً في أورشليم. وشكرًا للرب فقد أقام شهودًا له في زمان الخراب، ويبقى المبدأ الإلهي أنه مهما تعاظم الفشل، يحفظ الرب شهادة أمينة له. فلنتذكَّر ذلك لئلا نكِّل ونخور في أنفسنا.

          ثروت فؤاد
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

            الجمعة 6 أغسطس 2010

            الحياة الناموسية والعيشة الرخوية

            الذي بذل نفسه لأجل خطايانا، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا ( غل 1: 4 )

            يدفعني شعوري نحو القرّاء الأعزاء، إلى تقديم كلمة مختصرة للتحذير من شرين متناقضين نراهما بوضوح في عصرنا الحاضر، وهما: التمسك الناموسي، والتهاون في اتباع كلمة الله.

            فتمسك النفوس بالحالة الناموسية ينزع السلام من القلب ويضيّع معنى الحرية، في حين أن المؤمن قد أصبح بارًا وكاملاً، ومقبولاً قبولاً أبديًا في المسيح، وهذه الحقائق متى تسلطت على القلب لا بد وأن تخلِّصه بقوة الروح القدس من كل تأثير ناموسي.

            يحدث أحيانًا أن أشخاصًا بمجرد ما يخلصون من نير العيشة الناموسية، يركضون إلى حالة أخرى هي الحالة الرخوية، وهذا ناشئ عن قبول تعاليم النعمة قبولاً عقليًا بدلاً من تركها لتعمل في النفس بقوة روح الله لتقمع الجسد في حضرة الله. وحالات كهذه لا بد أن تُفسح المجال لأمور عالمية بأنواع مختلفة، وتترك الطبيعة لتعمل بدون خُزامة الكلمة الإلهية، عندئذٍ تكون الحاجة إلى ضمير حي في تفاصيل الأمور اليومية والأعمال الزمنية.

            فيجدر بنا أن تكون لنا الرغبة في أن ندرِّب نفوسنا في حضرة الله. وكم يعوزنا أن نعيش عيشة الجِّد والانتباه والِصدق في طريقنا، لأننا قد وصلنا إلى حالة خطيرة في عصرنا هذا، وأصبحنا في حالة تتطلب التكريس التام للمسيح والتقديس العميق في حياتنا له، ومُراعاة حياة البر العملية، ويسهل علينا هذا متى تذكَّرنا دائمًا أن النعمة التي خلَّصتنا مجانًا هي بنفسها الحِمى الوحيد ضد الحياة الرخوية، والوقاية الكافية من شرورها ونتائجها. لأنه ما الفائدة أو أية نتيجة من أن يخلص شخص من العيشة الناموسية، ثم يعيش رخويًا ـ بدون اتباع الحق مُهملاً ما تتطلبه الحياة الجديدة؟!

            فحاجتنا إلى التأمل بأكثر لمعان وانتباه في موت المسيح. فالصليب بوِجهته المزدوجة يخلِّص من كليهما: من الرخاوة والروح الناموسية. فالمسيح «بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا» ( غل 1: 4 ). والمؤمن قد خلص تمامًا من هذا العالم الحاضر الشرير بنفس الطريقة التي بها غُفرت خطاياه، فلم يخلص لكي يتمتع بهذا العالم، بل لكي يجعل لنفسه حدًا فاصلاً عنه، ويصفي حسابه معه، «لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا ...». وليس هناك ما هو أكثر خطورة من اختلاط الحقائق الخاصة بأمور هذا العالم، وتأثيرها السيء على المؤمن.

            ماكنتوش
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

              السبت 7 أغسطس 2010

              اقتربوا إلى الله

              اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم. نقوا أيديكم أيها الخطاة. وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين... اتضعوا قدام الرب فيرفعكم ( يع 4: 8 ، 10)

              علينا أن نميِّز بوضوح بين نعمة الله وحكومته. ففي نعمته، أخذ هو بزمام المبادرة، واقترب إلينا، بينما لم نكن نحن نهتم به. ومن هذه النعمة تدفق كل شيء. ولكن عندما خلَّصنا بالنعمة صرنا تحت حكم الله، وهنا نحصد ما نزرع. إذا طلبناه نجده، وكلما اقتربنا إليه، كلما ازداد تمتعنا بقربه وكل ما يتضمنه من بركات ( يع 4: 8 ).

              وبمجرد أن نفكِّر في الاقتراب إلى الله، تبرز مسألة صلاحيتنا الأدبية. كيف يمكن أن نقترب إليه، إلا إذا كنا أنقياء وأبرارًا، ومن هنا ما نجده في نهاية الآية: يعقوب4: 8 والآيتين9، 10. ويستخدم الرسول يعقوب كلمات قاسية عن حالة الذين كتب إليهم. فيتهمهم بالخطية، وازدواج الرأي، وعدم المُبالاة بحالتهم الفعلية. حتى إنهم كانوا مملوئين بالفرح والضحك بالرغم من حالتهم المُحزنة. وما كانوا يحتاجونه هو تطهير أنفسهم، ليس فقط التنقية الخارجية لليدين، بل التطهير الداخلي للقلب، وأيضًا أن يتوبوا ويتضعوا أمام الله.

              هل ننتبه أحيانًا إلى أن قلوبنا بعيدة عن الله؟ ألا نشعر أحيانًا كما لو كان من المستحيل أن نقترب إليه؟ هذه الآيات ستفسِّر لنا الأمور وتُرينا الطريق. إن الطريق الوحيد إلى محضر الله المُتاح لنا جميعًا، هو النقاوة من الداخل وأيضًا من الخارج، والتوبة والاتضاع من جديد أمام الله. عندئذٍ يرفعنا الرب، ويمتعنا بالفرح الكامل في نور وجهه.

              وفي الآيتين11، 12 ينتقل الرسول يعقوب إلى موضوع اللسان. فليس هناك خطية شائعة بين المسيحيين أكثر من خطية الذم (التكلم بالشر عن الآخرين). والذين كتب لهم يعقوب كانوا يعرفون الناموس، ويحترمون وصاياه، ولذلك يذكِّرهم كيف تكلم الناموس عن هذا الأمر. فبمعرفتنا لِمَا قاله الناموس، يكون الذم وإدانة الآخرين هو ذم وإدانة للناموس نفسه، الذي أوصى ضد هذا. وبدلاً من إطاعة الناموس، يكونون قد أقاموا أنفسهم ليشرِّعوا لأنفسهم. هؤلاء المؤمنون الأُول في أورشليم كانوا «جميعًا غيورين للناموس» ( أع 21: 20 ). ولكن هذا جعل الأمر أكثر خطورة لهم. ونحن لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة، ولكن من المفيد لنا أن نتذكر الكلمات التي تكلم بها الرب لموسى: «لا تسعَ في الوشاية بين شعبك. لا تقف على دم قريبك» ( لا 19: 16 ).

              ف.ب. هول
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

                الأحد 8 أغسطس 2010

                عطف يسوع وحنانه

                لكن أحزاننا حَمَلها، وأوجاعنا تحمَّلها ( إش 53: 4 )

                لقد كان لربنا الحنَّان نوع من الآلام من جهة أحوال البشرية التعيسة. وهذا النوع يكشف لنا حقيقة قلب الرب يسوع وعمق محبته، فقد كان صدره الحنون يرثي للحزين، ويُشفق على البائس، ويتأثر للشقي. ولم يكن ممكنًا لقلب إنسان كامل أن يوجد وسط الشقاء الذي تسبب عن الخطية وعمّ الجنس البشري إلا ويتألم لأجله. ومع أنه كان في شخصه خاليًا من الخطية ونتائجها، وليس هو من الأرض بل من السماء، وحياته التي صرفها هنا كانت حياة سماوية، ولكنه إنما نزل بدافع المحبة الشديدة والشفقة والحنان على البشر. نعم، وقد شعر بأحزانهم وألمَّ بأوجاعهم أكثر من الذين حاقت بهم تلك الشرور أنفسهم، وذلك لأنه كان كاملاً في ناسوته. وفضلاً عن ذلك، فإنه كان يعرف قيمة الشرور ونتائجها بحسب حقيقتها وقياسها الصحيح في نور مقادس الله. فشعوره كان أرقى شعور، وحاسياته وعواطفه الأدبية، وكل صفاته الناسوتية كانت كاملة، ومن ثم فإنه يتعذَّر علينا إدراك مقدار تألمه من مجرد مروره في وسط عالم كهذا. فقد شاهد بني الإنسان يرزحون تحت ثقل الإثم والشقاء، ورأى الخليقة بأسرها تئن تحت نير العبودية للفساد. وصراخ الأسرى كان يدخل أذنيه، ودموع الأرامل كانت تتساقط أمام بصره، ومشاهد الفاقة والترمل والثَكَل كانت تمر عليه فتؤثر في قلبه الحساس، ومنظر الموت والمرض كان يؤلمه حتى أنه «أنَّ»، ومَنْ يستطيع أن يصوِّر بقلمه مقدار الآلام المُبرحة التي كان يعانيها من جراء تلك الظروف.

                ولكي أبيِّن للقارئ نوع هذه الآلام، فإني أقتبس من الإنجيل شاهدًا يوضح الغرض المقصود حيث قيل في متى8: 16، 17 «ولما صار المساء قدَّموا إليه مجانين كثيرين، فأخرج الأرواح بكلمة، وجميع المرضى شفاهم، لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: هو أخذ أسقامنا وحَمَل أمراضنا»، وهذا هو الحنان الصحيح، بل هذه هي عواطف الاشتراك في الآلام بمعناها الحقيقي كما ظهرت في ذلك الإنسان الكامل. فالأسقام والأمراض التي حملها لم تكن أسقامه ولا أمراضه، الأمر الذي دلّ على أنه اشترك في ناسوت فعلي حقيقي كامل. أما من جهتنا نحن فيمكننا أن نرثي لبعضنا البعض ونشترك في حاسيات الواحد مع الآخر، أما يسوع وحده فهو الذي أمكنه أن يأخذ أسقامنا ويحمل أمراضنا. له المجد.

                بللت
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

                  الاثنين 9 أغسطس 2010

                  الشيء الواحد للعين البسيطة

                  لكني أفعل شيئًا واحدًا ( في 3: 13 )فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نَيِّرًا ( مت 6: 22 )

                  يجب أن يكون للقلب غرض، ونحن لا نستطيع أن نعيش بدونه. وفي هذا العالم يوجد هدفان فقط هما: المسيح أو الذات. وجميع أفكارنا وكلماتنا وطرقنا وخطواتنا تتشعب وتتركز وتدور حول واحد من هذين الهدفين. فأيهما إذًا؟

                  ولتكميل الصفات المسيحية يجب أن يكون المسيح هو الغرض الواحد أمام قلوبنا. وفي الأصحاح الثالث من رسالة فيلبي، يُقدَّم لنا المسيح بطريقة تتفق تمامًا مع علاقتنا الجديدة والسماوية. فمنذ اللحظة التي تكلم فيها المسيح من المجد مع شاول الطرسوسي، كان لبولس غرض واحد فقط، وكان راضيًا كل الرضى بأن يترك كل شيء آخر. نعم، فالتدريبات الدينية والبر الناموسي والمواهب الطبيعية وامتيازات المولد، وكل شيء لا يتفق مع ذلك الغرض المجيد، الشخص السماوي، الذي تكلم معه بالنعمة، جميعها قد حُسبت نفاية.

                  إن المسيح الممجد عن يمين الله هو الغرض الأسمى والرجاء الثمين للكنيسة كجماعة، كما هو غرض ورجاء المؤمنين أفرادًا. وبولس الذي كان خادمًا مُخلِصًا للرب يسوع المسيح، لم يهتم بصعوبة الطريق، ولا بقساوة الآلام التي عن طريقها يصل إلى غرضه، فهو يقول: «لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات» ( في 3: 11 ). فهو بأية وسيلة لن يهدأ حتى يبلغ إلى القيامة من الأموات (في المسيح) لأنه حينئذٍ تتحقق آماله.

                  إن اعتراف الكنيسة هو بالمسيح في مجده كابن الله الحي ( مت 16: 16 )، وشخصه له المجد هو غرض ورجاء جميع الذين اتحدوا به بالروح القدس. وبناءً على ذلك، فالمجد والنعمة استحوذا على نفس الرسول حتى أن امتداده إلى ما هو قدام ليربح المسيح ويوجد فيه، لم يكن مجرد حنين وقتي عابر، بل كان هو الشيء الواحد الذي فعله. لقد كانت عينه بسيطة فكان جسده كله نيِّرًا، وله الحياة هي المسيح. يا لها من بركة نحصل عليها عند التخلص من كل الأغراض والمؤثرات الكثيرة التي للإنسان الطبيعي، وعندما تكون لنا على الدوام أن نعرف مسيح الله الممجد، وأن نعرفه عن هذا الطريق المبارك!

                  ليت عواطف قلوبنا تتصل بشخصه المبارك في السماء بقوة الروح القدس الذي يربطنا بالمسيح، والذي يقودنا إلى الشركة والانسجام العملي مع ابن الله المبارك هناك في الأعالي حيث سنكون معه إلى الأبد!

                  ج.ف. ويجرام
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

                    الثلاثاء 10 أغسطس 2010

                    طريق الله المزدوج

                    اللَّهم، في القدس طريقك .... في البحر طريقك، وسُبُلك في المياه الكثيرة، وآثارك لم تُعرَف ( مز 77: 13 ، 19)

                    لنلاحظ أنه يوجد فرق عظيم بين العددين (مزمور77: 13، 19). فالعدد الأول يُرينا أن طريق الله هي في القدس حيث النور الذي يكشف كل شيء ويوضح كل شيء، ولا يوجد هناك ما يُزعج النفس، بل على العكس عندما تأتي النفس المنزعجة المرتبكة وتدخل القدس، ترى هناك الأمور في نور الله، وترى نهاية كل شيء؛ كل شيء غامض لا نستطيع الوصول إلى نهايته في الأرض يمكننا أن نراه في القدس. وهذا الأمر نفسه نراه في مزمور73: 16، 17 «فلما قصدت معرفة هذا، إذ هو تعبٌ في عينيَّ. حتى دخلت مقادس الله، وانتبهت إلى آخرتهم». معنى هذا أنه في مقادس الله نفهم كل شيء مهما كان صعبًا ومُتعبًا في أعيننا، سواء بخصوصنا أو بخصوص الآخرين. عندما ندخل إلى هناك ونوجد حيث نور الله ومحبة الله، حينئذٍ ينكشف لنا كل شيء مهما كان صعبًا وعسيرًا.

                    ولكن ليس طريق الله في القدس فقط حيث كل شيء مكشوف ومُنير، بل طريق الله في البحر أيضًا. فالله يسير حيث لا نستطيع أن نقتفي أثره في كل الأحوال «وآثارك لم تُعرَف». فتوجد طرق لله يقصد بها امتحاننا، ولا حاجة بنا إلى القول إن الله لا يُسرّ طبعًا بارتباكنا وحيرتنا، لأنه أعطانا المقادس لكي نقترب إليها، فنرتفع فوق ضيقاتنا. ولكن مع ذلك يوجد الكثير من طرق الله هو في قبضة يده وحده، ويجب أن نسلِّم بهذا. من ثم نرى أن طريق الله ليس في القدس فقط، بل في البحر أيضًا. ولنلاحظ أن بداية طرق الله مع شعبه كانت في البحر، لأنه يجب أن يكون الله موضع ثقة المؤمن من البداية إلى النهاية. وما أجمل أن نعرف أنه وإن كان القدس مفتوحًا لنا، فإن الله نفسه قريب منا ( 1بط 3: 18 ). فعندما ندخل إلى القدس نجد أنفسنا في حضرة الله نفسه. وإني أتجاسر أن أقول إن السماء تكون قليلة القيمة لو لم نقترب إلى الله، لأن وجودنا في حضرة الله أثمن بما لا يُقاس من الخلاص من التجارب، وأغلى من كل البركات، لأن الله هو مصدر كل بركة، وينبوع كل فرح.

                    ونختم بإعادة القول إنه توجد بعض طرق الله خارجًا عن القدس «في البحر» وفي هذه نتحير ونرتبك إذا انشغلنا بالبحر نفسه، وفي محاولة معرفة آثار الرب فيه. ولكن الواجب علينا أن نضع كل الثقة في الله نفسه لأن هذه هي قوة الإيمان. يا ليت الرب يمنحنا هدوءًا وبساطة وسط جميع الظروف التي يسمح أن يُجيزنا فيها.

                    ف.و. جرانت
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

                      الأربعاء 11 أغسطس 2010

                      القاتل يتكلم بدعواه

                      القاتل ضارب نفسٍ سهوًا ... فيهرب إلى واحدة من هذه المدن، ويقف في مدخل باب المدينة ويتكلم بدعواه في آذان شيوخ تلك المدينة ( يش 20: 3 ، 4)

                      بعد أن يصل القاتل، ضارب نفسٍ سهوًا، لمدينة الملجأ، ويقف عند الباب أمام شيوخ تلك المدينة، عليه فورًا أن يتكلم. لكن ماذا يقول؟ .. ليس مطلوبًا منه أن يُعدِّد مزاياه وصفاته وأعماله الصالحة، أو أنه ينتمي إلى السُلالة الكهنوتية، أو أنه من سبط يهوذا الملكي، وبناء عليه مطلوب من الشيوخ أن يفتحوا الباب على مصراعيه ليدخل المدينة اعتمادًا على ما سبق وتكلم به من مزايا شخصية وعائلية، لا ليس هذا مطلوبًا ولا يُجدي نفعًا على الإطلاق. إن كل هذا، أو واحدة منها، قد تكفي لفتح أبواب كثيرة في مصالح بشرية أرضية، لكن باب مدينة الملجأ هو الباب الوحيد الذي لا يُفتح إلا أمام الشخص الذي يتكلم بدعواه، أي يعترف بحقيقته تمامًا وبكل ما اقترفت يداه، يعترف بخطئه، بل بأنه خاطئ.

                      لقد ضرب لنا الرب مثلاً يوضح لنا ما سبق. اثنان صعدا إلى الهيكل ليصليا، أي لكي يتكلما أمام الرب ( لو 18: 9 - 14)، الأول، الفريسي، اعتمد على مزايا وصفات رآها في نفسه، واعتقد أنها لا توجد في أحد سواه. إنه أمام الناس ليس مثلهم، إذ لم يخطف ما لغيره ولم يظلم أحدًا، ولم يزنِ، وأمام الله يصوم أيامًا أكثر من التي أوصى بها الناموس، ويعطي العشور على كل مقتنياته، وها هو يصلي. لقد ظن أن باب السماء لن يُفتح إلا لأمثاله، لكنه خرج كما دخل. لكن الشخص الثاني، العشار، عندما أراد أن يتكلم لم يجد في نفسه صفة حسنة تستحق أن يشير إليها. والشيء الرائع في هذا العشار أن حالته الشريرة لم تمنعه من أن يتكلم، بل أشار إلى نفسه إجمالاً: «أنا الخاطئ». وهذا ما يريد الرب أن يسمعه من الإنسان.

                      صديقي: إن حقيقة كلٍّ منا يقررها الله في الكتاب المقدس. وليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا ـ أن البشرية جمعاء ليس فيها مَن يفعل صلاحًا، ليس ولا واحد. الجميع زاغوا وفسدوا معًا. من أسفل القدم إلى الرأس جُرحٌ وأحباطٌ وضربة طرية لم تُعصر ولم تُعصب ولم تُليَّن بالزيت ( رو 3: 10 - 18؛ إش1: 6). ولكن كل مَن يأتي إلى الرب يسوع (الملجأ الوحيد)، معترفًا بخطاياه، مًحتميًا في دمه المسفوك لأجله، سيُفتح له الباب، ويُحسب له كل ما فعله أنه كان سهوًا.

                      معين بشير
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

                        الخميس 12 أغسطس 2010

                        يهوذا الإسخريوطي ومحبة المال

                        كان سارقًا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يُلقى فيه ( يو 12: 6 )

                        «يهوذا الإسخريوطي» .. كان واحدًا من المبشِّرين العظماء! .. كان صانعًا للمعجزات! إذ كان يشفي المرضى ويُخرج الشياطين! .. كان الصديق العزيز، أليف المسيح وعديله ( مز 55: 13 )! كان واحدًا من المعدودين اثني عشر رجلاً، هم أشهر خدام المسيح على مَدار ألفي عام! .. كان صاحب صوت العقل الرزين الذي يجيد تثمين الأشياء! .. كان ـ كما يبدو ـ صاحب القلب العطوف المهموم ببؤس الفقراء! كان رجل القُبلات! .. كان القائد الموثوق فيه من الجميع من جهة حُسن التدبير وإدارة الأموال! .. كان دائمًا مع السيد، بل كان مجلسه على المائدة أقرب الكل إلى رب المجد والجلال! .. لم يقصِّر مرة في حضور اجتماع، إذ كان يعرف جيدًا موضع الاجتماع! .. كان يجيد التحدث بلغة المؤمنين العُقلاء! .. كان شجاعًا إذ اعترف بجريمته وشهد ببراءة المسيح!

                        هذا هو يهوذا كما ترسمه بعض أقوال الكتاب. لم يكن زانيًا ولا مستبيحًا كعيسو، لم يكن مجدفًا ومفتريًا كشاول الطرسوسي، لم ينحنِ لوثن كما فعل سليمان، وأهم الكل أنه لم يكن ذا ضمير ميت كآخاب الذي نزل ليستمتع بكرم نابوت بعدما أسلمه ليد إيزابل لتقتله! كلا البتة، بل كان ذا ضمير حساس، جعله ينتحر من شدة الندم على نتائج فِعلته.

                        إن كل مشكلة يهوذا كانت تكمن في محبة المال! ودعني أسألك عزيزي القارئ بعض الأسئلة بخصوص هذه الخطية التي قال عنها الكتاب إنها أصل لكل الشرور.

                        ألا ترى معي أن الكذب في بعض الأوراق الرسمية لتوفير بعض المال، أو لزيادة ما نحصِّله من مال، لكي لا ندفع جمارك أو ضرائب، أو لكي نحصل على مبلغ أكبر في تأمين أو معاش، هو عين خطية محبة المال؟

                        ألا ترى معي أن الكثير من الخلافات بين المدعوّين مؤمنين على حقوق مادية، هو في كثير من الأحيان يرجع إلى محبة المال؟

                        ألا ترى معي أن عدم اشتراكنا في احتياجات القديسين، بينما نحن نملك ما يفيض عنا، هو حب للمال؟ ألا ترى معي أن الخدمة بغرض جمع المال هي نفس خطية يهوذا: محبة المال؟

                        أحبائي .. إن أحببنا المال، فنحن نقف بجوار يهوذا في صف مَنْ قتلوا المسيح، لا في صف مَن كرَّموه! أخشى أن نكون يهوذا دون أن ندري؟!

                        ماهر صموئيل
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

                          الجمعة 13 أغسطس 2010

                          الخضوع والمقاومة

                          فاخضعوا لله، قاوموا إبليس فيهرب منكم ( يع 4: 7 )

                          هناك طريقان للنُصرة على هجمات الشيطان، وهما الخضوع لله ومقاومة إبليس في يقين أن كل ما قاله الله صحيح وتدعمه قوته غير المحدودة.

                          إنك لا تستطيع أن تنتصر على إبليس إن رفضت إخضاع إرادتك لله، إذ كيف يمكن أن يعطي الله قوة لشخص إرادته غير خاضعة له؟ لذلك فأهم شيء في للانتصار في جميع حروبك مع عدو نفسك، هو خضوعك بالتمام لمشيئة الله.

                          دعنا نسألك: ماذا يوجد في إرادة الله يستحق أن تعصاه؟ إن الله لم يُشفق على ابنه الوحيد بل بذله لأجلك على الصليب لكي تخلص من الجحيم ولكي تنال مقام ابن عزيز عنده، وأيضًا لكي تشاركه في فرحه ومجده إلى الأبد. إن نفسًا منحرفة عن الله، هي منحرفة عمّن يستطيع وحده أن يملأ القلب بالراحة والسعادة والسلام والقوة.

                          الشيء الآخر، هو مقاومة إبليس. يقول: «قاوموا إبليس فيهرب منكم». إن إبليس لا يعطيك سلامًا قط. إنه لا يمكن أن يفعل ذلك مهما ظهر ”الطُعمْ“ الذي يقدمه لك جميلاً. وإذا أغواك وأطعته، فلا بد وأن تحصد من وراء ذلك كل تعاسة.

                          كيف نقاوم إبليس؟ إن قوته تفوق قوتنا بكثير. لنتذكَّر أن المسيح قد غلبه، وأننا نستطيع أن نقاومه، ليس بقوتنا الذاتية بل بقوة كلمة الله، عندئذٍ لا يستطيع الشيطان أن يقاوم هذه القوة الهائلة. إن إبليس لا يستطيع أن يضع شكوكًا في ذهن يستند بثقة غير متزعزعة على ما نطق به الله. إن المسألة ليست ما نشعر به نحن، بل ما تكلم به الله. والله لا يسند شعورنا بقوته، لكنه يسند ويدعّم كلمته بقوته العظيمة، إن كنا نريد أن نتقوى بها وحدها.

                          لاحظ أن الرب يسوع استعمل كلمة الله بدون أن يضيف إليها شيئًا. لقد أُغويت حواء من الشيطان عندما بدأت تفكر بعقلها في قول الله، وتعتمد على حكمها الذاتي بخصوصه، عندما فعلت ذلك أُغويت ووجدت نفسها غير قادرة على مقاومة إبليس.

                          أيها القارئ العزيز .. إن أردت السعادة والسلام والنُصرة، فالسبيل إلى ذلك هو عدم المناقشة مع الشيطان، بل استند على كلمة الله وحدها واعتبرها نهائية وقاطعة، واخضع تفكيرك وكل كيانك لها، لسلطانها ولقوتها، وبذلك لا بد وأن يهرب إبليس منك. إنه لا يستطيع أن ينتصر على مؤمن يقتبس من أقوال الله، مع الخضوع لهذه الأقوال والثقة في منفعتها العظيمة له.

                          كاتب غير معروف
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

                            السبت 14 أغسطس 2010

                            محبة الله

                            وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مُصلين في الروح القدس، واحفظوا أنفسكم في محبة الله(يهوذا20، 21)

                            تعالج رسالة يهوذا أمورًا تتميز بها أيام الانحراف والضلال، وكاتبها يبرز بالوحي الإلهي نفس المخاطر والمعاثر التي توصف بها أيامنا الحاضرة. ولكنه في العبارة الختامية يرسم طريق السلامة وسط هذه المخاطر. والتحريض الجوهري في هذه العبارة هو قوله: «احفظوا أنفسكم في محبة الله».

                            إن هذه العبارة هي في حقيقتها صدى كلمات الرب في يوحنا15: 9 «كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا. اثبتوا في محبتي». تمامًا كما لو أن أُمًا تقول لطلفها المريض وهي تقوده إلى حديقة المنزل: ”امكث هنا والزم هذا المكان في أشعة الشمس ولا تبرحه إلى الظل“. وهكذا في الحياة البشرية وفي الطبيعة توجد مُشابهات كثيرة لهذه الحقيقة.

                            لما بلغ واحد من خدام الرب الأجلاء الشيخوخة، كان يحس بوطأة الجو البارد، وكان يتعين على ممرّضه المرافق له أن يحفظ مجلسه دائمًا في الشمس. ففي الصباح كان ينتقل به وهو على كرسي ذي عجلات إلى جانب نافذة تطل على الشرق، وفي الظهيرة كان يحرك الكرسي إلى جوار نافذة تطل على الجنوب، وفي فترة ما بعد الظهر كان ينتقل به إلى نافذة تطل على الغروب.

                            وفي لندن ربحت فتاة جائزة في معرض للزهور، أما تلك الزهرة التي نالت عليها الجائزة، فقد ترعرعت في وعاء قديم للشاي في غرفة صغيرة علوية من منزل قديم حقير، فلما سُئلت الفتاة كيف استطاعت في هذه البيئة الفقيرة أن تستنبت مثل هذه الزهرة اليانعة الرائعة، قالت: ”كنت دائمًا أحرص على أن أضع الزهرة في ضوء الشمس وتحت أشعتها“.

                            وفي الأقطار الباردة يُلاحظ أن الطيور تحب دائمًا أن تستدفئ بكل شعاع من أشعة الشمس الغاربة وتظل تنتقل من فروع الأشجار إلى الفروع الأعلى كلما مالت الشمس نحو الغروب إلى أن تتجمع أخيرًا على أعالي الأشجار لتحظى بآخر شعاع من الشمس، إنها تحفظ نفسها في أشعة الشمس.

                            هذه الأمثلة كلها تصور لنا معاني هذا التحريض «احفظوا أنفسكم في محبة الله» و«الآب نفسه يحبكم». فليتكم تستمتعون ببركة هذا التحريض.

                            الله حبٌ قد فَدَى دمُ ابنِهِ نفسَ الأثيمْ
                            لذاك نحيا أبدا بالمجدِ في دارِ النعيمْ

                            هنري دربانفيل
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - أغسطس 2010

                              الأحد 15 أغسطس 2010

                              إكمال رحلة الألم

                              فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل. ونكَّس رأسه وأسلم الروح ( يو 19: 30 )

                              «قد أُكمل» .. ما أعظم صرخة المسيح هذه! إنها تعني أن المسيح لم يُنهِ فقط مسيرة الاتضاع والفقر، بل أنهى أيضًا طريق الألم. فليس فقط أنه كان يقصد بعبارته هذه إكمال العمل، بل إنه أكمل أيضًا رحلة الألم.

                              من البداية، كان ـ له المجد ـ يقول: «لي صبغة أصطبغها (مُشيرًا إلى آلام الصليب التي ستتخلل كل نفسه)، وكيف أنحصر حتى تُكمَل؟ (أو وكم أنا محصور حتى تُكمَل)» ( لو 12: 50 ). وما كان أقسى الآلام التي تعيَّن على ابن الله أن يحتملها لأجل خلاصنا. إنها الآلام التي كنا نستحقها نحن عدلاً أجرة لآثامنا وخطايانا، حَمَلها هو بالنعمة نيابةً عنا، لأنه لاق بذاك (أي الله) الذي من أجله الكل وبه الكل، أن يُكمِّل رئيس خلاصنا بالآلام، كي ما يأتي بنا الله أبناء كثيرين إلى المجد ( عب 2: 10 ).

                              والمسيح لم يتألم نوعًا واحدًا من الآلام، بل تألم ظلمًا وغدرًا على أيدي البشر، وتألم حقدًا وعدوانًا على يد الشيطان، كما تألم عدلاً وبرًا على يد الله. لكنه إذ احتمل كل هذه الآلام، صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي ( عب 5: 9 ). ولهذا جاءت صرخة المسيح «قد أُكمل» مُعلنةً أنه احتمل الألم كله. لقد أكمل طريق الألم، وشرب كأس الغضب حتى آخرها، من ثم قال: «قد أُكمل».

                              ولقد كانت هذه الصرخة فعلاً نهاية لرحلة الألم والمُعاناة، فلم يُترك جسده بعدها نَهبًا للجوارح لتنقَّض عليه، ولا نهبًا للعيون الفاسقة لتتفرس فيه. ولم تُكسر ساقاه كما حدث مع المصلوبين الآخرين المصلوبين معه، ولم يُدفن مع الأشرار كما خططوا له وكما كان مُتوقعًا. نعم إنها صرخة أنهَت كل المُعاناة والألم بالنسبة لسيدنا، لتبدأ مسيرة الإكرام والتقدير. فتمَّ فيه وعد الرب للتقي «يحفظ جميع عظامه، واحدٌ منها لا ينكسر» ( مز 34: 20 )، كما تمت فيه النبوة أنه سيُدفن «مع غنيٍ عند موته» وذلك لأنه «لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش» ( إش 53: 9 )، كما تمت فيه أيضًا النبوة: «لن تترك نفسي في الهاوية. لن تَدَع تقيك يرى فسادًا. تُعرفني سبيل الحياة. أمامك شبع سرور. في يمينك نعمٌ إلى الأبد» ( مز 16: 10 ، 11). وليس هذا بغريب، لأنه إن كان الله قد تمجد فيه (بموته الكفاري على الصليب) فكان حتمًا أن يمجده الله في ذاته، ويمجده سريعًا ( يو 13: 32 ).

                              يوسف رياض
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

                                  يعمل...
                                  X