إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمة الله في حياة عزرا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة الله في حياة عزرا

    كلمة الله في حياة عزرا
    بقلم ادوارد سعيد
    عزرا كاتب ماهر في شريعة إلهه , من سبط لاوي من نسل هارون , ولد في بابل في السبي ولكنه وصل إلي مكانه رفيعه في البلاط الملكي للملك أرتحشتا ملك فارس وبالرغم من نشأته في السبي وبعده عن أورشليم حيث الهيكل والذبائح وأرض الآباء,وبالرغم من المركز المرموق الذي وصل إليه كل هذا لم يمنعه من التعلق الشديد والمحبه العميقه لشريعة إلهه.
    إذا تأملنا في شخصية عزرا فلابد أن نُصنِّفه كواحد من القادة العظماء أمثال موسى , صموئيل وداود , فلقد احدثت خدمة عزرا نهضة عظيمة حيث إهتم اهتماماً شديداً بكلمة الله واستطاع أن يقود الشعب من خلال الكلمة إلي التوبه والعودة إلي احضان الشريعة وبالتالي العودة إلي احضان إله الشريعة. وهناك قول يهودي يقول [ لو لم يكن موسي هو الذي أخذ الناموس لكان عزرا هو الذي استحق هذا عن جدارة].
    ويمكن ان نرى ملخص لحياة عزرا في عز7: 10"10 لأَنَّ عَزْرَا هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ وَالْعَمَلِ بِهَا، وَلِيُعَلِّمَ إِسْرَائِيلَ فَرِيضَةً وَقَضَاءً." في هذا العدد نرى حياة عزرا وكأنها مقسمه إلي ثلاث مراحل , المرحله الأولى هي الإعداد للمرحلتين التاليتين وهي كالأتي:
     المرحلة الأولى:هيأ قلبه لطلب شريعة الرب :-
    لقد هيأ عزرا قلبه لمعرفة كلمة الله وأخلص نيته وكان هذا هو الأساس الذي بدأ منه علاقته مع الله , فلابد أن يكون القلب كامل أمام الله وفي هذا يقول الحكيم أم23: 26"26 يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي." , طلب عزرا معرفة كلمة الله من كل قلبه وأجتهد في دراستها , فكانت له خير مُعين بل وصنعت منه قائداً عظيماَ استطاع أن يكون له تأثير واضح علي حياة الشعب الروحية بل وقاد الشعب مع نحميا إلي آخر نهضه في تاربخ شعب اسرائيل.
     المرحلة الثانية: العمل بها:-
    نعم جيد أن نتعلم كلمة الله لكن التحدي الحقيقي هو أن نعمل بما تعلمناه , فهناك من يعلم كلمة الله كنظريات فقط ولكن طوبي لمن عَمِلَ وعلَّم , ويقول الرب يسوع له كل المجد عن هؤلاء في مت5: 19 " 19 فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ." نعم فمن عَمِلَ وعَلَّمَ هذا يدعى عظيماً ولكن يُكمِل في العدد التالي ويقول " 20 فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ." فيا تُرى ماذا كانت مشكلة الكتبه والفريسيين؟! يقول الرب مُخاطباً التلاميذ والجموع في مت 23: 1- 3" 1 حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ2 قَائِلاً:«عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ،3 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ." لقد علّمَ الكتبه والفريسيين تعاليم الناموس ولم يعملوا بها, شددوا علي الناس أن يحفظوها أما هم فلم يحفظوها ولذلك كانوا ملومين.
    ويقول العلامة أوريجانيوس [ غاية التلذذ بوصايا الله هو وضعها موضع التنفيذ والعمل ] , نعم الهدف الأسمى من التلذذ بوصايا الله هو طاعتها والعمل بها ولهذا يقول كاتب المزمور مز119: 44- 48 "44 فَأَحْفَظَ شَرِيعَتَكَ دَائِمًا، إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ...47 وَأَتَلَذَّذُ بِوَصَايَاكَ الَّتِي أَحْبَبْتُ. 48 وَأَرْفَعُ يَدَيَّ إِلَى وَصَايَاكَ الَّتِي وَدِدْتُ، وَأُنَاجِي بِفَرَائِضِكَ." فبعد ان أحفظ الشريعة وأتلذذ بالوصية عليَّ أن أرفع يديّ ورفع اليد تشير إلي البدء في العمل والتنفيذ.
    فهل عزيزي القارئ تحب وصايا الله ؟ هل تقول مع المرنم في ناموسه ألهج نهاراً وليلاً , والأهم هل تطيع هذه الوصايا وتعمل بها , لقد كان عزرا مثالاً رائعاً لما يجب أن يكون عليه كل مؤمن ومع هذا فقد كان عزرا مثالاً بهتاً لشخص ربنا يسوع المسيح ذلك الشخص الفريد الذي قال عنه لوقا البشير في افتتاحية سفر الأعمال , أع1:1, 2 "1 اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ، عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ،2 إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ" فدائماً كانت أعمال الرب يسوع تسبق أقواله , لقد كان يعمل ما يعلّم ويعلم ما يعمل في كل أيام حياته إلي اليوم الذي أرتفع فيه.
    الرب يعطينا نعمه عزيزي القارئ حتى ما نتمثل بسيدنا المبارك الذي أعطانا بحياته مثالاً لكي ما نتبع خطواته.
     المرحله الثالثة: وليعلم إسرائيل فريضة وقضاء:-
    إن المعلّم الأفضل هو ذاك الذي قضى ثلث حياته يتعلم كلمة الله ثم أخذ يمارس ما تعلمه في الثلث الثاني ثم يستكمل المسيرة بأن ينقل هذه الخبرات إلي الآخرين في ما تبقى من حياته وهذا ما فعله عزرا. وهذا كان حال بولس الرسول أيضاً عندما قاربت خدمته علي الإنتهاء في رسالتة الثاتية والأخيرة إلي تيموثاوس يقول له ناصحاً 2 تي2: 2 " 2 وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا." فلابد أن تستمر رسالة كلمة الله من جيل إلي جيل من خلال خدام أمناء لله يكونون علي كفائه لكي ما يستطيعوا أن يعلمون آخرين أيضاً , ويقول الرسول بولس إلي قسوس كنسية أفسس أع20: 20 " 20 كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئًا مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْرًا وَفِي كُلِّ بَيْتٍ".
    هذا ما نحتاج إليه في هذه الأيام الصعبه أن الله يقيم دائماً رجالاً محبين للكلمة دارسين لها و عائشين بمقتضاها , قادرين أن يعلموا آخرين حتى ما تستمر رسالة الأنجيل إلي مجئ الرب.

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X