إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

    الجمعة 1 أكتوبر 2010

    الاحتماء بالرب

    الاحتماء بالرب خيرٌ من التوكل على إنسانٍ. الاحتماء بالرب خيرٌ من التوكل على الرؤساء ( مز 118: 8 ، 9)

    لا شك أن القارئ قد اختبر نتيجة الاتكال على الأمور التي تُرى بدلاً من الاتكال على الله غير المنظور. فكثيرًا ما ننتظر نحن المؤمنون العون من الإنسان ونشوِّه بساطة الاتكال على إلهنا مع أنه مكتوب: «ملعونٌ الرجل الذي يتكل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه. ويكون مثل العرعر في البادية، ولا يرى إذا جاء الخير، بل يسكن الحرَّة في البرية، أرضًا سَبخَة وغير مسكونة» ( إر 17: 5 ، 6).

    أيها القارئ العزيز .. هل أنت قَلِق من جهة أمورك الزمنية؟ دعنا نتحاجج معك لحظة: أنت تحتمي بالرب وحده في أمر خلاصك الأبدي، إذًا فلماذا أنت تضطرب؟ أ ليس مكتوبًا «ألقِ على الرب همك فهو يعولك. لا يَدَع الصدِّيق يتزعزع إلى الأبد» ( مز 55: 22 )، وأيضًا «لا تهتموا بشيءٍ، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله»؟ إن كنت لا تثق في الرب من جهة الأمور الزمنية الضئيلة عديمة القيمة، فكيف تثق فيه من جهة الأمور الروحية الأبدية؟ هل تحتمي به لأجل فداء نفسك، وتحتمي بخلافه لأجل مراحم أقل وأبسط؟ أ ليس الله كافيًا لسد حاجاتك؟ أو هل كل غناه لا يكفي لملء احتياجك؟ هل تحتاج إلى عين أخرى بجانب عين ذاك الذي يرى كل الأسرار؟ هل يضعف حبه؟ هل تعجز يده؟ إن كان الأمر كذلك، فابحث لنفسك عن إله آخر. أما إذا كان إلهنا إلهًا غير محدود، قادرًا على كل شيء، أمينًا إلى النهاية، صادقًا في كل مواعيده، حكيمًا في كل ما يعمل، فلماذا تجتهد في البحث عن مصدر ثقة آخر؟ لماذا تبحث في الأرض لتجد أساسًا آخر تبني عليه اتكالك؟ أيها الحبيب لا تزيِّف ذَهَب إيمانك بزغل الثقة في البشر. لا تشتهِ يقطينة يونان، بل استرِح على إله يونان. دَعْ الأساس الواهي يكون من نصيب الجهال، أما أنت فكن كمَن سبق فرأى العاصفة، فبنى لنفسهِ حصنًا على صخر الدهور، فإنه «مباركٌ الرجل الذي يتكل على الرب، وكان الرب مُتكله، فإنه يكون كشجرةٍ مغروسة على مياه، وعلى نهرٍ تمد أصولها، ولا ترى إذا جاء الحر، ويكون ورقها أخضر، وفي سنة القحط لا تخاف، ولا تكف عن الإثمار» ( إر 17: 7 ، 8).

    على الإلهِ فاتَّكِلْ للخَيرِ صانعًـا
    وكُنْ أَمينًا دائمًا للحقِّ تابعًا

    ف.ب. ماير
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

    السبت 2 أكتوبر 2010

    الصلاة المقبولة

    مصلِّين في الرُّوحِ القدسِ(يهوذا 20)

    الروح القدس يسكن فينا كمؤمنين حقيقيين بالمسيح، وأجسادنا هي هيكله. فهل أدركنا ذلك ورحّبنا بهذا الأقنوم الإلهي في قلوبنا؟ إنه يكره الخطية بشتى صورها: الشهوة، الكبرياء، الجسدانية، القسوة بكل الصور وبكافة الدرجات، إذ هو بسهولة يحزن فينا.

    يقول الرسول «ولا تُحزِنوا روح اللهِ القدوس الذي بِهِ ختمتم لِيومِ الفداءِ» ( أف 4: 30 ). وعندما يكون الروح القدس غير محزون فينا، فحينئذ يمكننا أن نصلي بالحق في الروح القدس. وهذا هو السبب في وجود العديد من الصلوات غير المستجابة، وهذا أيضًا يوضح لنا لماذا في أحيانٍ كثيرة نحاول أن نصلي فلا نجد فرحًا أو راحة. فالروح القدس صامت فينا، مع أنه لا يتركنا، ولن يغادرنا أبدًا إذ هو يسكن فينا إلى الأبد ( يو 14: 16 ).

    فكم نحتاج إلى منازل روحية نظيفة في قلوبنا، إذا كنا نريد أن نصلي بالطريقة السليمة. فعندما يكون الشخص القدوس ـ الأقنوم الإلهي ـ الساكن فينا كمؤمنين، غير محزون، عندئذ يمكننا أن نصلي في الروح القدس.

    والصلاة في الروح القدس يجب أن تكون أيضًا طبقًا لكلمة الله، لأن «كل الكتابِ هو موحىً بِهِ من اللهِ» ( 2تي 3: 16 )، «تكلم أُناس اللَّه القديسون مسوقين من الروحِ القدسِ» ( 2بط 1: 21 ).

    وكلما عرفنا الكتاب بصورة أفضل، كلما أمكننا أن نصلي بفطنة. وإذا أهملنا كلمة الله، فإننا سنكون عُرضة للصلاة لأجل أمور عديدة ليست في توافق كامل مع فكر الرب، وأن نقدِّم طلبات ليست ملائمة للتدبير الذي نحيا فيه الآن، أو أمور لن تساعدنا على إكرام الله أو التقدم الروحي. إذًا فكلما عرفنا الكتاب المقدس بصورة أفضل، وكنا أكثر اهتمامًا بتنفيذ وصاياه، كلما أصبحنا مُهيئين أكثر للصلاة.

    فمَنْ يصلي دون أن يقرأ الكتاب، يكون مُعرضًا للتعصب والحماس الزائد، ولذلك فإن مَنْ يصلي في الروح، عليه أن يسلك في الحق، حيث إن الروح القدس وكلمة الله هما على اتفاق دائمًا.

    نرفع أصواتَ الصلاهْ والآب لنا يسمعُ
    يعطي بجودٍ من رضاهْ والروح فينا يشفعُ

    أيرنسايد
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

      الأحد 3 أكتوبر 2010

      ماذا فعل دم المسيح لأجلنا؟

      وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءً أبديًا ( عب 9: 12 )

      يعجز القلم واللسان عن تبيان الأعمال العجيبة التي تمت بواسطة سفك دم المسيح من وجهتي الله والإنسان. فقيمة الدم الكريم قد وفَّت كل حقوق الله، وسددت جميع مطاليب الناموس وجميع حاجات الإنسان. وقد وضعت أساسًا، بل صارت هي نفسها الأساس، لإظهار مجد الله بكماله ومنحْ شعبه كل البركات إلى الأبد. وقيمة ذلك الدم لها تأثير ظاهر في أعلى السماوات بشكل مجيد لا نستطيع أن ندركه الآن تمام الإدراك، ولكن لا بد في الوقت المعيَّن تظهر قوته في العالم أجمع. فحلاوة السلام والابتهاج اللذين سيشملان المسكونة في مُلك الألف سنة ستُعلِن قوة الفداء الذي تم بواسطة دم المسيح. ومن الجهة الأخرى العواقب المُريعة والعذابات التي سيقاسيها الأشرار الذين احتقروا ذلك الدم الثمين ستُعلِن أيضًا قوته العظيمة.

      لقد فتح ذلك الدم الثمين أبواب السماء أمام المؤمن الواثق في قيمته، وأغلق إلى الأبد أبواب الجحيم المُرعبة، أطفأ عنه لهيب بحيرة النار المُستعّرة، وفتح أمامه ينابيع محبة الله الكاملة. طهره من كل دنس وألبسه ثياب البر البهية التي تليق بوجوده في حضرة الله. فلم ينتفع أحد من دم المسيح بمقدار ما انتفع الخاطئ الهالك البائس، ولا يستطيع أحد من كل المخلوقات العلوية أن يعرف قيمة ذلك الدم مثل الخاطئ المفدي.

      ونذكر ثلاثة أمور عملها دم الصليب حتى يُرجعنا إلى الله.

      1 ـ فتح لنا الطريق إلى حضرة الله. كان الطريق إلى قدس الأقداس مُغلقًا وكان الله ساكنًا وراء الحجاب، ولكن دم حَمَل الله الذي سال على الجلجثة أتم كل شيء. فالحجاب زال، والأقداس السماوية قد رُشت بالدم وأصبح الطريق أمامنا مفتوحًا.

      2 ـ أهَّل المؤمن للدخول في الطريق المفتوح، والوقوف بضمير كامل في حضرة الله ( عب 9: 8 - 14؛ 10: 1، 2) فلم تبقَ خطية ما على الضمير، لأن دم المسيح يطهرنا من كل خطية، وقد اكتسى المؤمن بثوب بر الله، ذلك الثوب الذي لن يتحصَّل عليه أعظم رئيس للملائكة. إن الثياب المغسولة بالدم ستكون نظير ثياب المسيح نفسه ـ له المجد ـ في السماء.

      3 ـ حصَّل لنا «فداءً أبديًا» ( عب 9: 12 ). إن جميع البركات أبدية، فدم المسيح لم يفتح لنا باب السماء ويؤهلنا للدخول فيه ويعطينا الحق في التمتع ببركاته فقط، بل طبع هذه الكلمة الإلهية «أبدي» على كل الأجوبة، فهي ليست كاملة فقط، لكنها دائمة أيضًا.

      كاتب غير معروف
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

        الى الشيخ الجليل والاخ في الرب
        سلام المسيح يحفظ حياتك
        نحن نعلم جميعا بان الكتاب المقدس يعلمنا بان لا نتكل ولا نحتمي الا بالرب القادر على كل شي لانه هو حصننا الحصين ومينائنا الامين وفي كل تجربة تجتاح حياتنا نحن ندرك تماما كمؤمنين بان المسيح هو الحصن الامين لنا ونستطيع ان نسمع اصواتنا لعدو الخير باننا ساكنون في حصون الصخر ولنا جناح النسر .
        والرب يباركك


        تعليق من الشيخ:
        شكرا لمداخلتك
        الرب يباركك
        التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 04-10-10, 09:44 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

          الاثنين 4 أكتوبر 2010

          مكافأة الأمانة

          نعِمًا أيها العبد الصالح والأمين! كنت أمينًا في القليل فأُقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك ( مت 25: 21 )

          في مَثَل الوَزنَات، بدأ المسيح بمحاسبة الذي أخذ الوزنَات الخمس (ع20)، فمَن أُعطيَ أكثر، مسؤوليته أكبر. ولقد قال الرب للذي أخذ الخمس وزنات: «كنت أمينًا في القليل». وهو عين ما قاله أيضًا للذي أخذ الوزنتين. فمهما كان عندنا من مواهب أو عِلم أو إمكانيات، فهو قليل. ووقتنا للخدمة هو وقت محدود، فحبذا الاجتهاد والأمانة في القليل الذي بين أيدينا. ثم إن الاثنين كانا أمينين بنفس القَدْر، فربحا مائة بالمائة مما أعطاه السيد لهما. فرغم تفاوت الكمية، فقد تساوت النسبة، فنالا المكافأة نفسها، وسمعا كلمات المديح عينها. وما أعظمها!

          وسيسمع الأمين من فم المسيح كلمات المديح عندما يقف أمام كرسيه، حيث بعد امتحان النار لأعمالنا توجد هذه أيضًا للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح (قارن مع 1بطرس1: 7). فعندما يسمع العبد الأمين كلمة «نعِما» فهذا هو المدح، وحقًا ليس مَن يمدح نفسه هو المُزكى، ولا مَن يمدحه الناس، بل مَن يمدحه الرب ( 2كو 10: 18 ). ثم عندما ”يُقيمنا الرب على الكثير“ فهذه هي الكرامة، وهي تذكّرنا بقول المسيح في ”مَثَل العبد الأمين“ «يُقيمه على جميع أمواله» ( مت 24: 47 ). وهي مكافأة ترتبط بطريقة إدارة شؤون الملكوت الألفي، إذ سيُعهد بها إلى القديسين السماويين، تحت سلطان المَلِك ( 1كو 6: 2 ، 3؛ 2تي2: 12). وأخيرًا عندما ”يُدخلنا إلى فرح سيدنا“ فهذا هو المجد في أسمى صوره. فسيدنا عندما دخل إلى المجد تمت معه كلمات المزمور: «أمامك شبع سرور، في يمينك نِعمٌ إلى الأبد» ( مز 16: 11 ). وحقًا، ما أقل ما عرفنا عن هذا الفرح هنا! إن لنا الآن بضع قطرات منه تدخل قلوبنا، أما هناك فسوف نُغمر في هذا الفرح تمامًا، كإناء قد غُمر في بحر من الأفراح! ويا لها من مكافأة، إذ ندخل إلى فرح سيدنا!

          ونحن إن كان يتحتم علينا أن نجتهد الآن لندخل راحته، كما علَّمنا الرسول في عبرانيين4: 9، فلا غرابة أنه قد يلزمنا أن نحزن أحيانًا ونبكي الآن، لندخل إلى فرحه (قارن مع 1بطرس1: 5، 6)! فالأمانة لشخصه يكون لها عادةً نتيجتان: أحزان وآلام هنا والآن، ثم أفراح وتعزيات عن قريب هناك في السماء.

          يوسف رياض
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

            الثلاثاء 5 أكتوبر 2010

            إذا جرَّبني

            لأنه يعرف طريقي. إذا جرَّبني أخرُج كالذهب ( أي 23: 10 )

            ينمو الإيمان في وسط العواصف. ما أعظم أهمية وفوائد وجود النفس في وسط العواصف!

            إن الإيمان هو الوسيلة الإلهية التي تُحضر غير المنظور إلى دائرة ما يُرى، كما أنه بالإيمان تصير المستحيلات أشياء ممكنة. إن الإيمان يتعامل مع ما هو ضد الطبيعة وفوقها. ولكن هذا الإيمان ينمو في وسط العواصف، أي عندما تحصل اضطرابات في جو الحياة الروحية. في مثل هذا الجو يجد الإيمان تربته الصالحة لنموه التي فيها يبلغ وينضج.

            إن أقوى الأشجار لا نجدها في الأماكن المُظللة القليلة العواصف، بل بالعكس نجدها في العَراء متعرضة للرياح الشديدة التي تهب عليها من كل جهة فتحنيها وتلعب بها المرات العديدة لفترات طويلة، حتى تصير أشجارًا عظيمة الثبات قوية البناء، وفي هذه الأشجار يجد النجار مادة متينة يصنع منها الأثاثات القوية الثمينة.

            هكذا في الحياة الروحية إذا رأيت أحد أبطال الإيمان فتذكَّر أن الطريق التي اجتازها حتى وصل إلى هذه الحالة لم يكن طريقًا مُعبدة مُشمسة، على جانبيها الزهور اليانعة، ولكنها كانت طريقًا وعرة وصخرية تهب عليها الرياح والزوابع، طريقًا مملوءة بالأحجار الحادة التي تُكثر جراحه وتُدمي جسمه، طريقًا تبرز فيها الأشواك التي تخترق قدميه، لا بل طريقًا تكثر فيها الوحوش الضارية من كل جانب. إن تاريخ الرجولة يكون دائمًا خشنًا وصعبًا. لم يتكون رجل تكوينًا صالحًا إلا بعد أن اجتاز الزوبعة في قوتها، وخرج منها مُتمَّمة فيه صلاة أحد القديسين: ”يا رب خذني، كسّرني، أعِد بنائي كما تشاء“.

            إنها طريق الحزن والفرح، طريق المرض والشفاء، طريق الدموع والابتسامات، طريق التجارب والانتصارات، طريق الصعوبات والأخطار والاضطهادات والمتاعب والضيقات، التي فيها جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.

            إننا في وسط الزوابع الشديدة قد نخاف ونريد الرجوع إلى الخلف وتفادي هذه الحالات، ولكن واجبنا هو أن نسير فيها. إن الله في وسطها لكي يقابلنا في ضيقاتنا ويشجعنا ويمدنا بمواعيده الثمينة ويسندنا بذراعه الرفيعة ويضيء علينا بوجهه المُنير فيقوي إيماننا ونغلب كل قوات الظلمة التي تواجهنا.

            سبرحن
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

              الأربعاء 6 أكتوبر 2010

              الرئيس الغني

              وسأله رئيسٌ قائلاً: أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرِث الحياة الأبدية؟ ( لو 18: 18 )

              إن الرئيس الغني يعطينا صورة لفريق كبير من الناس الذين يريدون أن ينتفعوا بالدين والدنيا في وقت واحد، فقد كان ذلك الرئيس ينظر إلى الدين من الوجهة الناموسية، وفي الوقت نفسه كان مرتبطًا بمحبة المال. وفي قصته نجد الإجابة على سؤالين شائعين قد سألهما الجنس البشري مرات عديدة، ألا وهما: ”ماذا ينبغي أن أعمل؟“ و”ماذا ينبغي أن أعطي؟“. والإجابة عن هذين السؤالين بسيطة جدًا. فمن جهة العمل يجب على الإنسان أن يعمل ”الناموس كله“، ومن جهة ثمن الحياة الأبدية، فإن الله لا يطلب أقل من ”كل ما عند الإنسان“. ولا يمكن لله أن يقبل أقل من الطاعة الكاملة لوصاياه، وتقديم كل شيء ثمنًا للحياة الأبدية. فإذا أراد إنسان أن يُرضي الله بأعماله، يجب عليه أن يتمم الناموس كله، وإذا أراد أن يشتري الدخول إلى الحياة الأبدية، فلا ينتظر أن يدفع فيها أقل من تضحية الأرضيات جميعها. أو بعبارة أخرى إذا سألت: ”ماذا ينبغي أن أعمل؟» فالجواب هو: ”كل مطاليب الله“. وإذا سألت: ”ماذا ينبغي أن أُعطي؟“، فالجواب هو: ”كل مالك“. ولا يقبل الله أقل من ذلك ذرة واحدة، ومن الغباوة الفادحة أن ينتظر الإنسان أن يحصل على الحياة الأبدية بشروط أقل من هذه. وها نحن نكرر هذه الشروط. إن أردت أن تعمل لترضي الله، فاعمل «كل ما هو مكتوب في كتاب الناموس». وإذا أردت أن تدفع شيئًا، فادفع «كل مالك».

              هذا يفسر لنا الطريقة التي بها يُجيب المسيح ذلك الرئيس الغني، فهو لا يُجيب السؤال، ولكنه يُجيب الشخص نفسه، لأنه قد اطلع بعينيه الفاحصتين على حالته الأدبية. فالرب يبيِّن قانون الأعمال لشخص ناموسي، ويقرر الثمن لشخص راغب في الشراء. ولنلاحظ أن هذين الأمرين مرتبطان معًا. فلو كان ذلك الرئيس قادرًا على العمل كما توهم، لَمَا نفر من دفع الثمن، لأن الأمرين متلازمان ولا بد أن يسيرا جنبًا إلى جنب. ولكن كما أنه لم يوجد أحد من بني آدم الساقط استطاع أن يتمم الناموس، هكذا لم يوجد أحد أراد أن يدفع الثمن المُقرر. وعندما يكشف الروح القدس للإنسان عجزه وخرابه بحسب الطبيعة لا يعود يخطر بباله أن يسأل: «ماذا أعمل لأرِث الحياة الأبدية؟»، لأنه إذ ذاك يعلم أنه إن لم تُمنح الحياة الأبدية مجانًا، لا يمكنه الحصول عليها.

              عزيزي: هل لك الحياة الأبدية؟

              وليم كلي
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

                الخميس 7 أكتوبر 2010

                ضعف أبرام وأمانة الله

                وحدث جوعٌ في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرَّب هناك ( تك 12: 10 )

                مهما كان إيمان أبرام، فإنه كان إنسانًا تحت الآلام مثلنا، وليس أحد يسلك طريق الإيمان إلا ويُمتحن إيمانه، والامتحان يكشف لنا من الناحية الواحدة ضعفنا، ومن الناحية الأخرى يكشف لنا نعمة الله وأمانته نحونا.

                وفي تاريخ أبرام جاء الامتحان الأول في صورة جوع، فكان جوع شديد في الأرض. لكن إن كان الرب قد سمح بالجوع، فإنه يستطيع أن يسدد حاجته مهما كان الجوع. أما أبرام تحت تأثير الحاجة الشديدة، فإنه سمح للظروف أن تأتي بينه وبين الرب، وبدلاً من أن يدعو باسم الرب، انقاد لِما أملاه عليه عقله وتوقف عن السير بالإيمان «وانحدر إلى مصر»، وعوضًا عن أن يتكل على الله ليعوله، انحدر إلى العالم طالبًا العون منه.

                ولما اتخذ أبرام هذه الخطوة الخاطئة، وجد ما يسد حاجته، نعم. ولكنه وجد نفسه أمام صعوبات جديدة تعرَّض لها بسبب المركز الخاطئ الذي وجد نفسه فيه، إذ خاف أن يُقتل من أجل سارة امرأته. ولم يَعُد في إمكان أبرام في هذه الحالة أن يعتمد على الله لحفظه، وتُرك لنفسه ليواجه هذه الصعوبة الجديدة، فنزل إلى مستوى العالم، وأجاز لنفسه أن يكذب قاصدًا أن يحمي نفسه على حساب زوجته.

                صحيح أن أبرام حصل بتصرفه هذا على سداد حاجته، بل وصار غنيًا، لكن ما كان أغلى الثمن الذي دفعه، لأنه في مصر لم يقدر أن ينصب خيمته، كما ولم يستطع أن يُقيم مذبحًا ويدعو باسم الرب.

                لكن على الرغم من كل الفشل، فإن الله أظهر أمانته له «لأن دعوة الله وهباته هي بلا ندامة»، فالله لا يتخلى عن شعبه لفشلهم، بل يعمل لأجلهم وإن كان في سياسته القضائية يدَعهم يؤدبون لجهلهم. وهذا ما فعله الرب مع عبده أبرام، إذ لما اكتُشف الكذب، طَرد فرعون أبرام من مصر وقال له: «هوذا امرأتك! خُذها واذهب!». هذا وقد اتخذ فرعون التدبيرات التي تكفل خروج أبرام من مصر «فأوصى عليه فرعون رجالاً فشيعوه وامرأته وكل ما كان له». ما أردأ أن يطردنا العالم بسبب تصرفاتنا السيئة، لكنه فضل عظيم وشرف كبير عندما يطردنا العالم لأجل أمانتنا في الشهادة لإلهنا.

                وهكذا ـ في صلاح الله ـ خرج عبده من المركز الخاطئ، ولكن لا يفوتنا أنه خرج موبِّخًا في خجل.

                هاملتون سميث
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

                  الجمعة 8 أكتوبر 2010

                  النعمة الحافظة

                  وقال الرب: سمعان، سمعان، هوذا الشيطان طلبكم لكي يُغربلكم كالحنطة! ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك ( لو 22: 31 ، 32)

                  هل من شيء أبرع جمالاً من هذه النعمة؟ ذلك السيد الرحيم المُحب الأمين، وهو عالِم بخطية بطرس الشنيعة وعارف كل ما هو مُزمع أن يحدث منه، نراه يشفع فيه، حتى رغمًا عن كل ما يحدث من إنكار ولعن وحلف ونسيان، لا تتزعزع ثقته ولا يفقد اليقين بالثبات الأبدي لتلك النعمة التي انتشلته من أعماق خرابه وشره. يا لها من نعمة ليس لها مثيل! حقًا إنه لا يوجد شيء يضارع ما فيها من جمال وبركة. لو لم تكن هذه الصلاة لضاعت حتمًا ثقة بطرس، وما كان ممكنًا له أبدًا أن يتغلَّب ويخرج منتصرًا من ذلك الصراع العنيف الذي كانت تجوز فيه نفسه كلما تذكّر خطيته المُريعة، كلما كان يرجع لنفسه، وتمرّ أمام مُخيلته كل الرواية من أولها لآخرها، ويتذكَّر عبارات التفاني التي نطق بها:

                  «إن شك فيك الجميع، فأنا لا أشك أبدًا» ( مت 26: 33 ).

                  «ولو اضطررت أن أموت معك لا أُنكرك!» ( مت 26: 35 ).

                  «إني مستعدٌ أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت!» ( لو 22: 33 ).

                  يتذكّر كل هذا، ومع ذلك يجد أنه قد أنكر سيده المحبوب بلعنٍ وحلفٍ. إن هذا أمر لا يمكن احتماله حقًا، والنفس عُرضة لأن تنهزم أمامه تمامًا. إنها للحظة مُريعة جدًا في تاريخ النفس، تلك التي فيها يقوم الإنسان فيجد نفسه أمام وخزات الضمير لخطية ارتكبها، خطية ضد النور وضد المعرفة وضد الامتياز، خطية ضد النعمة والصلاح الإلهي. من المؤكد أن الشيطان يشتغل بنشاط تام في أزمة كهذه، ويلقي فيها بأفظع الاقتراحات، ويُثير كل أنواع الأسئلة، ويملأ القلب بالحجج العقلية والمخاوف والشكوك، وهكذا يجعل النفس كلها تهتز من أساسها. ولكن شكرًا وحمدًا لإلهنا، فالعدو لا يمكنه أن يفوز «إلى هنا تأتي ولا تتعدى» ( أي 38: 11 ). فإن تتداخل شفيعنا الإلهي الكُلي القدرة، ربنا يسوع الذي يحفظ الإيمان في وسط امتحانه المُرّ، يحمل النفس فوق المياه العميقة المُظلمة، ويُعيد حلقة الاتصال المنكسرة، ويشفي الجراح الروحية، ويُقيم الساقط، ويرد الضال، ويملأ القلب بالشكر والمديح. «ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك»، في هذه الكلمات نرى النعمة الحافظة موضَّحة بصورة مؤثرة للغاية.

                  ماكنتوش
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

                    السبت 9 أكتوبر 2010

                    نصيب الله

                    أَوصِ بني إسرائيل وقُل لهم: قرباني، طعامي مع وقائدي رائحة سروري، تحرصون أن تقرّبون لي في وقتهِ ( عد 28: 2 )

                    جاءت هذه الوصية الإلهية قرب نهاية رحلة شعب الله في البرية (عد28، 29)، وهي في مُجملها تحدثنا عن المحرقات والتقدمات التي تُشبع قلب الله والتي هي لسروره، وجميعها تُشير إلى ربنا يسوع المسيح. وكأن الله يؤكد، بعد رحلة البرية التي أظهرت ما في قلب الإنسان من فساد، وما في تصرفاته من فشل، يؤكد أنه لا يريد أن يرى في المشهد سوى ابن محبته، موضوع شبعه ومسرته. كما وليعلن لقلوبنا ذات الأمر، فنتحول عن أنفسنا، وعمَّن حولنا إلى ذات الشخص المبارك.

                    واللافت للنظر أن كم التقدمات والمحرقات هنا تتصاعد من تلك التي وردت في سفر اللاويين عند بداية رحلة البرية. والواقع، إنه لسبب طول الزمان، ينبغي أن تكون طاقاتنا الروحية قد اتسعت للمزيد من الشبع بالمسيح وكذا ترديده أمام الآب في شركتنا معه. ومن الجميل في هذا الأصحاح أن نجد الرب يريدنا أن نقدم له شخص المسيح في سجودنا بعد أن نكون قد شبعنا به أولاً في شركتنا الخاصة ( مز 45: 1 )، ليس في مواسم محددة فقط (لا23)، ولا في أول الشهور فقط ( عد 28: 11 )، ولا في السبوت فقط (ع9)، بل ومرتين يوميًا (ع3، 4)، لتظل رائحة السرور متصاعدة إلى السماء بشكلٍ دائم «المحرقة الدائمة». هذه هي مشيئة الآب ألاّ ننشغل بغير المسيح، وألاّ نقدم له سوى المسيح.

                    ومن الجميل أن نلاحظ ”ياء الملكية“ التي تشير إلى الله خمس مرات في العدد2. إننا نعيش في عالم متدهور لأنه يبحث عن ”حقوق الإنسان“، و”حقوق الحيوان“، ويهمل تمامًا ”حقوق الله“. وإذا لم يَعُد الله هو المركز، ووضع الإنسان بدلاً منه، فهذه هي الإرادة الذاتية، وهذه هي الخطية التي تقف وراء كل شقاء اليوم.

                    أما نحن المؤمنين، شعب الله، فعلينا أن نعي الدرس. جميل أن نعرف أن الله لحسابنا، لكن الأجمل أن نعرف أنه ينبغي بالأولى، أن نكون نحن لحسابه، وأن نبحث لا عن حقوقنا نحن، بل عن حقوقه هو، ونصيبه هو، وتمجيده هو. وعندئذٍ فقط سيتمجد الله، وسنتبارك نحن وبكيفية عجيبة ومباركة جدًا. ليتنا نطلب أولاً ملكوت الله وبره ( مت 6: 33 )، فيكون له الأولوية في أفكارنا وقلوبنا، في إمكانياتنا وأوقاتنا، وفي كل شيء ينبغي أن يكون هو ـ له كل المجد ـ متقدمًا ( كو 1: 18 )، وعندما نحضر الفرص الروحية لا نبحث عن نصيبنا، بل نذهب لنقدم له نصيبه «أولاً» ( 1مل 17: 13 ).

                    إسحق إيليا
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

                      الأحد 10 أكتوبر 2010

                      آية قيامته

                      وتعيَّن (تبرهن أنه) ابن الله بقوة من جهة روح القداسة، بالقيامة من الأموات ( رو 1: 4 )

                      المسيح لم يَمُت فقط بكامل إرادته، وعندما أراد وكما حدَّد، بل أيضًا قام بكامل إرادته عندما أراد وكما حدَّد. فلا عَجَب أن يعلِّق الرسول بولس على آية قيامته هذه بالقول: «تعيَّن (تبرهن أنه) ابن الله بقوة من جهة روح القداسة، بالقيامة من الأموات» ( رو 1: 4 ). فإقامة المسيح لنفسه من بين الأموات، من أقوى الأدلة على لاهوته.

                      ما زال الموت في نظر الكثيرين عدوًا مُخيفًا، أمامه تنحني كل الجباه، وتصمت كل الأفواه. لذا سُميَ في الكتاب المقدس «ملك الأهوال» ( أي 18: 4 ). لقد «وُضِع للناس أن يموتوا مرةً» ( عب 9: 27 ). ومَن الذي استطاع أن يهزم ذلك الملك الرهيب، العدو الأول للبشرية؟ لا أحد سوى المسيح. وهو لم يكن مجرد إنسان، ولكنه أكثر من ذلك بكثير. وإقامته لنفسه من بين الأموات دلّت على أنه هو «الله (الذي) ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 ).

                      يقول داود في المزمور: «قدامه يجثو كل مَن ينحدر إلى التراب ومَن لم يُحيي نفسه» ( مز 22: 29 ). وهي عبارة تنطبق يقينًا على كل بني آدم، فقد يستطيع الإنسان أن يُميت نفسه، لكن أين هو الإنسان الذي يقدر أن يُحيي نفسه؟ لقد صار الحكم على جميع البشر أجرةً للخطية التي ارتكبها آدم في الجنة، فقال له الرب: «لأنك تُراب، وإلى ترابٍ تعود» ( تك 3: 19 ). والعجيب أن المسيح نفسه شاركنا في هذا عندما أتى ليحمل عنا عقوبة الخطية، فيقول في المزمور كحامل الخطايا: «إلى تراب الموت تضعني» ( مز 22: 15 ). ولكن مع أن المسيح شاركنا في الجزء الأول من الآية، وانحدر إلى التراب، ولكن ـ لأنه كان مختلفًا عنا ـ لم يشاركنا في بقية الآية، إذ إنه أقام نفسه من الأموات.

                      والواقع أن هذا هو مُنتهى العَجَب، فالموت هو عين الضعف البشري، وإقامة الميت من قبره هو عين القوة الإلهية، فكيف يجتمع النقيضان معًا في شخصٍ واحد؟ كيف يجتمع مُنتهى الضعف ومُنتهى القوة في الوقت ذاته؟ كيف يلتقي الضعف البشري مع القوة الإلهية في الشخص نفسه؟ الإجابة: لأن المسيح، مع أنه صار إنسانًا، لكنه لم يكف لحظة عن أن يكون ابن الله الذي ظهر في الجسد.

                      قامَ في الصُّبْح المُنيرْ فَجَلا لَيلَ الدُّجَى
                      مُوفِيًا عدلَ القديرْ قاهِرًا جيشَ العِدَى

                      يوسف رياض
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

                        الاثنين 11 أكتوبر 2010

                        قوة عظيمة ونعمة عظيمة

                        وكان لجمهور الذين آمنوا قلبٌ واحد ونفس واحدة، ولم يكن أحد يقول إن شيئًا من أمواله له، بل كان عندهم كل شيءٍ مشتركًا ( أع 4: 32 )

                        عندما تشتعل القلوب بحب المسيح، تشتعل أيضًا بعضها بحب بعض. وهذا الحب يُظهر نفسه في العطاء. وهكذا فإن المؤمنين الأوائل عبَّروا عن حقيقة حياتهم المشتركة في المسيح بأن كان عندهم كل شيء مشتركًا. فبدلاً من التمسك الأناني بالممتلكات الشخصية، نظروا إلى ممتلكاتهم كأنها ملك لكل الجماعة. فعندما يكون هناك احتياج، يبيعون حقولهم أو بيوتهم ويأتون بأثمانها للرسل لتوزيعها على كل واحدٍ كما يكون له احتياج، فلم توزع النقود بالتساوي في وقتٍ واحد معيَّن كيفما اتفق.

                        لم يكن الأمر تخليًا عن ممتلكات شخصية، ولكن كان حبًا لم يعرف أن يتمسك بشيء، في سبيل سد احتياجات الآخرين.

                        وعندما قارن أحدهم الكنيسة الأولى بالمسيحية الموجودة في هذه الأيام، قال بلهجة لا تخلو من التهكم الممزوج بمرارة الحزن: ”لو كان لوقا يصف المسيحية الحالية بدلاً من المسيحية الأولى، لكان عليه أن يغيِّر أسلوب الكتابة في أعمال4: 32- 35 كالآتي: ”وكان لجمهور الذين آمنوا قلب قاسٍ ونفس متحجرة، وكان كل واحد يقول إن كل شيء يمتلكه هو ملك له، وكانوا يمتلكون كل شيء بهذه الطريقة. وبقوة عظيمة كانوا يؤدون الشهادة للأمور الجذابة في هذا العالم، وكانت أنانية عظيمة على جميعهم. وكان كثيرون منهم معوزين، إذ إنهم كأصحاب أراضٍ كانوا يشترون حقولاً أكثر، وفي بعض الأحيان يعطون جزءًا قليلاً للمصلحة العامة، لذلك فإن أسماءهم أُعلنت في الصحف، وقد وزعت كلمات المديح على كل واحد كما يكون له احتياج!“.

                        هناك قوة سرية في حياة الذين سلَّموا حياتهم تسليمًا كاملاً للرب، فليس مُصادفة أننا نقرأ في أعمال4: 33 «وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم». فالله عندما يجد أُناسًا مستعدين للتخلي عن ممتلكاتهم له، يعطي شهادتهم جاذبية وقوة تلفتان النظر.

                        ونلاحظ وجود علاقتين بارزتين لكنيسة عظيمة في أعمال4: 33: قوة عظيمة ونعمة عظيمة. ويذكر سفر الأعمال أربع علامات أخرى بارزة كالتالي: خوف عظيم ( أع 5: 5 ، 11)، اضطهاد عظيم ( أع 8: 1 )، فرح عظيم ( أع 8: 8 )، أعداد عظيمة تؤمن ( أع 11: 21 ). أين نحن من كل هذا اليوم؟

                        وليم ماكدونالد
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

                          الثلاثاء 12 أكتوبر 2010

                          إعلان حقيقة مجيء الرب

                          في بيت أبي منازل كثيرة .... آتي أيضًا وآخذكم إليَّ ( يو 14: 2 ، 3)

                          في يوحنا14 نرى حقيقة الرجاء المسيحي. رجاء مجيء المسيح ثانيةً ليأخذ إليه جميع المؤمنين الحقيقيين ليكونوا معه في المجد في بيت الآب.

                          والرب قبل ذهابه إلى الصليب وهو مجتمع مع تلاميذه في العلِّية في الليلة الأخيرة، أعلن لهم حقيقة رجوعه ثانيةً ليأخذ المؤمنين الحقيقيين إليه، وهي من أهم الحقائق التي أعلنها لهم.

                          وبعد قيامته من الأموات وقبل صعوده إلى السماء، أشار إلى هذه الحقيقة في كلامه مع بطرس على بحر طبرية إذ قال له عن يوحنا: «إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء فماذا لك؟» ( يو 21: 22 ). وفي ذلك تصريح واضح كل الوضوح بأنه سينطلق إلى السماء ثم يجيء ثانيةً.

                          ولم يكتفِ الرب بهذا في لحظة ارتفاعه، بل أرسل رسولين من السماء إلى التلاميذ المتألمين لفراقه وقال لهم: «إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء». وكأن الروح القدس لم يكتفِ بكل هذا، فاستخدم رسل وأنبياء العهد الجديد ـ كَتَبة الرسائل كلهم تقريبًا لكي يكتبوا بالتفصيل عن حقيقة رجوع الرب. ومَن ذا الذي يقرأ الأصحاح الخامس عشر من رسالة كورنثوس الأولى ولا يجد توضيحًا مُفصلاً للرجاء المسيحي الذي كان قبلاً سرًا إذ يقول الرسول: «هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغيَّر في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير. فإنه سيبوَّق فيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير. لأن هذا الفاسد (هذا عن الراقدين) لا بد أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت (أي الذي فيه بذرة الموت) يلبس عدم موت»، وكذلك في 1تسالونيكي4: 14 يقول الرسول للمؤمنين إنه يجب أن لا يحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم لأن الأموات في المسيح سيقومون أولاً عندما ينزل الرب من السماء بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله «ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السُحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب» ويا للعزاء!

                          وهكذا بالتتابع رسالة بعد رسالة. وآخر رسالة وُضعت بعناية الله في الآخِر، يقول لنا فيها الوحي «منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية».

                          كاتب غير معروف
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

                            الأربعاء 13 أكتوبر 2010

                            الرئيس الغني (2)
                            قال له (يسوع): يعوزك أيضًا شيءٌ: بِع كل ما لكَ ووزِّع على الفقراء.. فلما سمع ذلك حزنَ، لأنه كان غنيًا جدًا ( لو 18: 22 ، 23)

                            في هذا الجزء من كلمة الله لم يكن المسيح يتكلم مع خاطئ مقتنع بحقيقة حاله، ولا مع باحث مشتاق إلى الحق، بل مع ناموسي يساوم في شراء الحياة الأبدية؛ شخص ليس غرضه إرضاء الله بل الاجتهاد في خدمة الله والمال في وقت واحد. والمسيح لم يقصد أن يعلِّم أنه يمكن الحصول على الحياة الأبدية بالأعمال أو بدفع الأموال، بل قصد أن يبيِّن بطريقة محسوسة أنه حتى لو كانت الحياة الأبدية بهذه الطريقة، فإن الإنسان لا يقدر أن يعمل الأعمال، ولا يرغب في أن ينفق الأموال. قصد الرب أن يثبت بواسطة حادثة ذلك الرئيس أنه عندما عُرضت الحياة الأبدية على القلب البشري بشروط معقولة وهي تضحية بعض الأموال، رفض القلب دفع الثمن. فالرب لا يعلِّمنا أن الحياة الأبدية تُباع، بل أنه لو كانت تُباع لَمَا رضيَ الإنسان أن يدفع ثمنها.

                            صحيح أن الناس يرغبون في الوصول إلى السماء بعد الموت، ولكنهم يريدون أن يتمسكوا بهذه الدنيا بقدر إمكانهم ما داموا في الحياة. فهم يتمنون لو أنهم يرثون الحياة الأبدية، ولكنهم مع ذلك يحرصون على مَتَاع الحياة الدنيا. وفكر كهذا باطل ودنيء، لأنه من المستحيل الجمع بين السماء والجحيم، المسيح والشيطان، النور والظلمة. فكيف يمكن التوفيق بين الاثنين؟

                            على أن أولئك الذين ينحازون إلى هذا المبدأ العالمي الفاسد، لو تأملوا في قصة ذلك الرئيس، لفهموا الحقيقة. فإنهم يرونه مُمسكًا الميزان في يده، في الكفة الواحدة الحياة الأبدية، وفي الكفة الأخرى بعض مَتاع الدنيا الفاني. وماذا كانت النتيجة؟ ارتفعت الكفة التي فيها الأشياء الدائمة التي لا تُقدَّر بثمن، بينما ثقلت الكفة التي تحتوي على الأشياء الوهمية الزائلة. وعلى ذلك جمع الشخص الغني المسكين مَتَاعه، وولى قفاه للمسيح وللعيش في ظله، وللحياة الأبدية، مفضلاً الميراث الذي يغتصبه الموت من بين يديه على هذه الأمور العُظمى التي لا تُقدَّر بثمن. مضى ذلك الرجل حزينًا وحقّ له أن يحزن، ولكن حزنه كان لأنه أخفق في مَسعَاه ولم يوفق إلى الجمع بين العالَمين. وبذلك يبرهن لكل مَن يعي الحقائق أن الجمع بين المسيح والعالم مستحيل، وأن وصول الإنسان إلى السماء بأعماله وعطاياه مستحيل كذلك. فالحياة الأبدية لا تُكسَب بعمل، ولا تُشترى بمال، ولكنها تُمنح كهبة الله بيسوع المسيح ربنا.

                            وليم كلي
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2010

                              الخميس 14 أكتوبر 2010

                              نُعمان ويهورام
                              وأَتى (نعمان) بالكتاب إلى ملك إسرائيل (يهورام) يقول فيه: ... هوذا قد أرسلتُ إليك نُعمان عبدي فاشفِهِ من برصه ( 2مل 5: 6 )

                              وصل نعمان إلى السامرة بحاشيته وهداياه، وقبل أن نرى نعمة الله تفيض إليه، نرى صورة الإنسان كما هي من نواحي مُتعددة. ففي نعمان نرى رجلاً ذا حاجة شاعرًا بعوزه ولكنه لا يستطيع أن يحصل عليه بمجهوده. وفي خطاب ملك أَرام نرى صورة الإنسان كما هو بالطبيعة جاهلاً الله تمام الجهل، فالجارية الصغيرة تكلمت عن نبي الله، أما الملك فيكتب إلى ملك إسرائيل لكي يشفي نعمان من برصه. وليس في الخطاب أي فكر عن الله لأن أفكاره طبعًا لم تتعّد دائرة المنظور «هوذا قد أرسلت إليك نُعمان عبدي فاشفِهِ من برصِهِ» (ع6).

                              فقال ملك إسرائيل عندما قرأ الخطاب: «هل أنا الله لكي أُميت وأُحيي، حتى إن هذا يرسل إليَّ أن أشفي رجلاً من برصِهِ؟» (ع8). وقد قال حقًا، لأنه لا يستطيع أن يشفي الأبرص إلا الله وحده. ولكننا نرى فيه صورة من رجل الارتداد، فهو يعرف شيئًا عن الله ولكنه لا يعرف الله. قامت أمامه صعوبة لم يستطع حلها، فمزَّق ثيابه وتكلم مع مُشيريه ولكنه لم يفعل شيئًا لأنه قد تخلى عن الملاذ الوحيد في الضيقات، وأهمل مصدر الحكمة ومكان الطمأنينة. قد شعر أن الخراب أمامه وافتكر أن الشر قد بُيّت له ولم يعرف ماذا يفعل. يا لها من صورة مُذرية لأحد أفراد شعب الله!

                              كان ملك أَرام يجهل الله بحسب الظلام الطبيعي، أما ملك إسرائيل المرتد عن الله، لم يجد لنفسه مُستقَرًا ولم يعرف ملاذًا يركض إليه في يوم الشدة. وما أكبر الفرق بين تصرف يهورام وتصرف حزقيا عندما استلم هو الآخر خطابًا من ملك أُممي! قد قرأه حزقيا ونشره أمام الرب ونال منه الجواب، أما يهورام فقرأه وفكَّر فيه بعقله ولم يعرف لله سبيلاً. وكيف يعرف وقد أهمل حقه وترك عبادته عَلنًا؟

                              ولكن لله شاهدًا في السامرة، النبي المتمتع بالشركة مع الله. فالشخص الذي اهتز له بلاط الملك وارتبك، لا يُخيف النبي بالمرة لأنه يعرف كيف يتصرف في الموضوع «ليأتِ إليَّ فيعلم أنه يوجد نبيٌ في إسرائيل» (ع8). لم يسمع نعمان من يهورام عن نبي الله، ولم يرَ فيه إلا صورة الارتداد، ولكنه عندما يصل إلى أليشع سيتعلم منه عن الله وقدرته على العمل.

                              كاتب غير معروف
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X