إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

    الأحد 1 أغسطس 2004

    الدفن والقيامة

    --------------------------------------------------------------------------

    جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع ... تعرّفني سبيل الحياة. أمامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد(مز 16: 8 -11)


    يقتبس الرسول بطرس في أعمال2: 25-28 الأقوال الواردة في مزمور16: 8-11، ويوضح كيف أنها لا تنطبق إلا على الرب يسوع، الذي أقامه الله من الأموات. ويكرر الرسول بولس الأمر ذاته في أعمال13: 35 مقتبساً الآية 10 من مزمور 16، موضحاً أنها لا تنطبق على داود، الذي رقد ودُفن ورأى جسده فساداً، بل على ابن داود.

    وقيامة المسيح هي الفكر البارز في هذا الاقتباس. وتبرز أهمية هذه الحقيقة الجوهرية مما يلي:

    أولاً: بينما لم يُشِر إلى ميلاد المسيح سوى إنجيلين فقط هما متى ولوقا، فإن موت المسيح وقيامته أخذا مكاناً بارزاً في كل الأناجيل الأربعة.

    ثانياً: حقيقة القيامة كانت الموضوع الرئيسي للشهادة في سفر الأعمال. ولقد أُشير إليها في هذا السفر 22 مرة.

    ثالثاً: في 1كورنثوس15 ذكر الرسول بولس سبعة ويلات رهيبة كانت تحدث لو لم يكن المسيح قد قام.

    رابعاً: ذُكرت هذه الحقيقة في العهد الجديد ما لا يقل عن 104 مرة، وربما لا توجد حقيقة تؤكدها أسفار العهد الجديد مثل هذه، فالقيامة هي حجر الأساس في الإيمان المسيحي.

    وخُلاصة الإنجيل هي أربعة أمور مهمة: "أن المسيح مات ... وأنه دُفن .. وأنه قام .. وأنه ظهر" (1كو 15: 3 -5). هذه الأمور ليست إعلانات جديدة، بل هي "حسب الكتب"، إذ توجد نبوات عديدة في الكتاب المقدس عن موته ودفنه وقيامته ... وعندما نؤمن بمولد المسيح العذراوي، وحياته الخالية من الخطية، وموته الكفاري الاختياري، تُصبح القيامة أمراً حتمياً مُكملاً لتلك السلسلة العجيبة. فكيف يمكن لحياة قدوسة كهذه أن تنتهي بمثل هذا الموت المُخزي؟ لهذا قال الرسول بطرس، بعد الإشارة إلى جمال وكمال حياته: "صلبتموه وقتلتموه، الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكناً أن يُمسك منه". كل ما عملوه هم بأياديهم الآثمة، أبطله الله بيده القادرة. وإن كان الختم الذي وضعوه على الحجر الذي فوق القبر أزاله ملاك السماء، إلا أن قتلهم لابن الله أبطله إله السماء.


    قام فادي المؤمنين ظافراً مُعطي الحياه
    قام حقاً باليقين فاتحاً باب النجاه



    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

    الاثنين 2 أغسطس 2004

    ضبط النفس والأفكار

    --------------------------------------------------------------------------

    اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيَّ طريقٌ باطلٌ، واهدني طريقاً أبدياً(مز 139: 23 ،24)


    أظن أنه قلَّ أن يوجد مسيحي لم يقاسِ الآلام من جراء الأفكار الشريرة ـ تلك اللصوص المُزعجة التي تتسلل إلى أوقات عزلتنا وسكوتنا، وكثيراً ما تعكر صفو راحتنا العقلية وتكدّر الجو حولنا حتى لا نستطيع أن نتمتع بلمعان وبهاء السماء فوقنا. وقال أحدهم عن الأفكار الشريرة: لا أستطيع أن أمنع الطيور من أن تحوم حول رأسي، ولكني أستطيع أن أمنعها من أن تستقر عليها. وعلى هذا القياس لا أستطيع أن أمنع الأفكار الشريرة بخاطري ولكني أستطيع أن أرفض سُكناها في ذهني.

    ولكن كيف يمكننا أن نضبط أفكارنا؟ لننظر إلى المسيح، فهذا هو السر الحقيقي لضبط النفس. والمسيح يستطيع أن يحفظنا لا من سُكنى الأفكار الشريرة فقط، بل من مرورها أيضاً، يستطيع أن يمنع أولئك اللصوص الأشرار ـ لا من الدخول فقط ـ بل من طرق الباب أيضاً. عندما تكون الحياة الإلهية نشطة، وتيار الأفكار الروحية جارياً وعميقاً، وعواطف القلب مشغولة بشغف بشخص المسيح، حينئذ لا يمكن أن تزعجنا الأفكار الشريرة. ولكن عندما يتسرب الخمول الروحي فهذه هي الفرصة التي تتولد فيها الأفكار الشريرة وتهجم علينا كسيل جارف وما ملجأنا حينئذ إلا الالتفات إلى الرب يسوع المسيح لأنه قد صار لنا من الله قداسة، ونستطيع كل شيء في شخصه. فما علينا إلا أن نضع اسم "يسوع" أمام سيل الأفكار الشريرة وهو لا بد أن يصده ويعطينا خلاصاً كاملاً منه.

    ولكن الطريقة الفُضلى التي تحفظنا من الأفكار الشريرة هي سبق الافتكار والمشغولية بالخير. عندما يكون مجرى الفكر متجهاً إلى أعلى، عندما يكون مُصلحاً وعميقاً، عندما يكون خالياً من المعوجات والفجوات، فمن الطبيعي أن تيار الفكر والشعور عندما يخرج من منبع النفس يجري في ذلك المجرى المُمهد. وهذه كما قلت هي الطريقة الفُضلى "أخيراً أيها الأخوة كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسرّ، كل ما صيته حسن، إن كان فضيلة وإن كان مدح، ففي هذه افتكروا" (في 4: 8 ). وعندما يكون القلب متشبعاً بالمسيح الذي هو مجتمع الفضائل المذكورة في فيلبي4: 8، حينئذ نتمتع بسلام عميق لا تعكر أفكاره شريرة وهذا هو ضبط النفس الصحيح.


    ماكنتوش
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

      الثلاثاء 3 أغسطس 2004

      قصد الله من التجارب

      --------------------------------------------------------------------------

      ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده(رو 8: 28 )


      إننا أحياناً نفكر قائلين: أليس للشيطان يد فيما يحدث لنا؟ هذا صحيح كما نرى ذلك في قضية أيوب، ولكننا هناك أيضاً نرى أن الشيطان لم يستطع أن يتجاوز الحد المسموح له به من الله (أي 1: 12 ، 2: 6) وأن الله استخدم ما سمح للشيطان أن يفعله لكي يأتي لأيوب ببركة أعظم وأغنى من ذي قبل.

      إن الشيطان لا يستطيع أن يفعل أي شيء بدون سماح الله لأنه ما هو إلا مخلوق من مخلوقات الله ـ هو وكل جنوده. ومهما كانت قوتهم فالله فوقهم. وبناء عليه، حتى إذا رأيت يد الشيطان فيما يحدث فلا تنسى أن ترى يد الله فوق الشيطان، وأن الله لا يسمح له أن يتحرك إلا في الحدود التي تخدم مقاصده، وأنه يحول كل شيء للخير والبركة لخاصته.

      "كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده"، وهذه تتضمن حتى ما يسمح الله للشيطان بعمله. يجب ألا ننسى أن الله يعمل هادفاً إلى خيرنا الأبدي وليس فقط خيرنا الزمني. كثيراً ما ننظر نحن إلى الأشياء من زاوية ظروفنا الحاضرة، ولكن الله دائماً يزن النتائج الأبدية. نحن نرضى ـ حتى في الأمور الأرضية أن نسافر رحلة طويلة شاقة إذا كانت توصلنا إلى مكان جميل مرغوب. وهكذا الله قد يختار لنا طريقاً شاقاً، لا لأنه يتلذذ بأن يرانا نقاسي صعوبات الطريق، بل لأنه يرى البركات الأبدية الغنية التي نحصل عليها في نهايتها "في الضيق رحّبت لي" (مز 4: 10 ). فالضيق لا يرسله الله لتعذيبنا بل لتوسيع تخومنا، فضلاً عن أنه يواسينا في وقت الضيق "في كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلَّصهم. بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة" (إش 63: 9 ). "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل تعزية، الذي يعزينا في كل ضيقنا" (2كو 1: 3 ،4) ولم يكن ذلك ضيقاً هيّناً لأنه يقول: "إننا تثقلنا جداً فوق الطاقة حتى أيسنا من الحياة أيضاً" (ع8)، ومع ذلك عندما يتكلم عن تلك الضيقة في نور الأبدية فإنه يدعوها خفيفة قائلاً: "لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً. ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى، بل إلى التي لا تُرى. لأن التي تُرى وقتية، وأما التي لا تُرى فأبدية" (2كو 4: 17 ،18).


      أ. هادلي

      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

        الأربعاء 4 أغسطس 2004

        رسالة رجاء

        --------------------------------------------------------------------------

        وإذ لم تكن الشمس ولا النجوم تظهر أياماً كثيرة، واشتد علينا نوءٌ ليس بقليل، انتُزع أخيراً كل رجاءٍ في نجاتنا(أع 27: 20 )


        هذا ما حدث مع بولس ورفقائه المسافرين معه في السفينة، حينما كان أسيراً مُرسلاً ليُحاكم في رومية أمام قيصر. فقد انتُزع كل رجاء في نجاتهم بسبب الريح الزوبعية التي تُعرف باسم أوروكليدون (أع 27: 14 ). عندئذ سلَّموا تسليم اليأس وفقدوا كل رجاء. نعم فمن أين يأتي الرجاء في مثل هذه الأحوال؟ أليس من الطبيعي أن يكون المصير هو الهلاك المُحتم؟ لكن وبينما الجميع فاقدين لكل رجاء، تأتي كلمة الله كالنور الذي يمحو ظلمة الطبيعة، بل ظلمة جهل الإنسان لتُعلن أن هناك رجاءً للخلاص والإنقاذ، لكنه خلاص بذلك الشخص الذي يعرفه بولس والذي يعبده ويخدمه، فقد وقف ملاك هذا الإله ليعلن لبولس أنه لا تكون خسارة نفس واحدة من المسافرين إلا تحطم السفينة فقط. وقد تبرهن قوة وصدق هذا الوعد المُقدَّم للرسول الأسير إذ الجميع نجوا إلى البر (أع 27: 23 ،44).

        ولا شك أن معظم هؤلاء الأسرى الذين كانوا مع بولس كان لكل منهم إله يعبده، فهل أرسلت هذه الآلهة رُسلاً لعابديها كما أرسل إله بولس رسولاً له؟ أو هل استطاعت هذه الآلهة إنقاذ عابديها كما فعل إله بولس؟ إن الرسول الأسير وهو ينطق بكلمات الرجاء أمام جميع المسافرين من الوثنيين، كأنما يريد أن يقول إن الإله الذي يعبده، والذي وعد بخلاصهم من البحر، يستطيع، إن آمنوا به، أن يمنحهم خلاصاً أبدياً من البحيرة المتقدة بالنار والكبريت.

        وكما وصلت بشارة الخلاص الأبدي بالمسيح يسوع للسجان فآمن وفرح وتهلل مع جميع بيته، هكذا نجد أن رسالة الخلاص والرجاء التي وصلت للجميع بواسطة بولس قد ألقت بظلالها المُفرحة على الجميع إذ صاروا مسرورين (ع22). فها هي نتيجة الخبر الطيب، رغم أن الخلاص هنا خلاص زمني من الموت غرقاً، إلاّ أن الروح القدس في يومنا هذا ما زال يقدم ذلك الخبر السار أَلا وهو خلاص النفس التي تؤمن بالمسيح، خلاصاً أبدياً. أوَ ليس غاية وغرض الإيمان هو خلاص النفس (1بط 1: 9 )؟

        فهل تمتعت أيها القارئ العزيز بالخلاص المقدم لجميع المسافرين في هذا العالم؟ فكلٌ ماضٍ إلى نهايته، فهل عرفت أين ستستقر قدماك؟!

        جوزيف وسلي

        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

          الخميس 5 أغسطس 2004

          شمشون وفقدان الانتذار

          --------------------------------------------------------------------------

          وأنامته على ركبتيها ... وحلقت سبع خُصل رأسه .. ولم يعلم أن الرب قد فارقه. فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه ... وكان يطحن في بيت السجن(قض 16: 19 -21)


          هذا هو قاع الانحطاط الذي جلبه شمشون على نفسه بتركه الرب. فذاك الذي معنى اسمه "مثل الشمس" ها هو يطحن لأعداء الرب في ظلام وعمى الانتذار المفقود.

          لقد ورد ذكر السجن في الكتاب مرة أسبق من هذه. هناك أُلقى يوسف لأنه صمد في تكريسه للرب وصمم على ألا يخطئ إليه. هذا التكريس جلب عليه الكثير من الألم، لكنه كان طريق النصر. يا له من تناقض رهيب!! كان سجن يوسف يعني النصر، أما سجن شمشون فكان يعني أقسى هزيمة. لأن ما فشل جيش الفلسطينيين بكل قوته في تحقيقه، جلبه شمشون على نفسه بشهوته الجامحة. والشخص الذي أنقذ إخوته من الفلسطينيين، ها قد تقيد بواسطتهم. فالذي كان قبلاً نذيراً للرب، صار عبداً لإبليس. والذي حمل مصراعي باب غزة، أُقتيد من خلال هذا الباب سجيناً، وصار أضحوكة لأعدائه في احتفالهم بإلههم بعد أن كان يرجفهم فيفرون من أمامه. فإن كنا نجد تشجيعاً لنا في مآثر شمشون لنتعلم منها ما يمكن أن يتممه مؤمن واحد في اتكاله على الله، إلا أننا نتحذر أيضاً من الاعتداد بالذات حينما ندرك إلى أي مستوى يمكن أن يسقط القوي.

          فإذا كنا نريد الإفلات من مثل هذه الهزيمة، علينا أن نعرف أين تكمن قوتنا. علينا أن نعرف سر "عين هقوري" ـ "بئر الذي صرخ" (قض 15: 19 ) ـ الذي مغزاه الاعتماد على الله والحكم على الذات.

          نعم. إنه من الممكن أن يسقط النذير. من الممكن لأولئك الذين عاشوا حياة التكريس الحرة للرب أن يُكبلوا بسلاسل الديانة المظهرية عديمة الحياة. بل ومن الممكن أيضاً أن نجدهم يطحنون في طواحين العالم المستهزئ الرافض لله. فهناك مَنْ كانوا مترفعين مرة عن مصادقة العالم بالانفصال القلبي الحقيقي، لكنهم صاروا الآن متحدين به ومرتبطين بمن يحتقرون صليب المسيح ومَنْ ينكرون فضله، معضدين الخطط والتدابير التي لا علاقة لها بالله "أيها الزناة والزواني، أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟" (يع 4: 4 ). إنها كلمات مؤلمة ليس لنا أن نتجاسر ونخفف من حدتها. وما نتيجة مثل هذا الزنا الروحي والانحطاط إلى مستوى مُصادقة العالم سوى فقدان البصيرة والقوة الروحية.

          ج.ت. ماوسون


          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

            الجمعة 6 أغسطس 2004

            شكوك المؤمن

            --------------------------------------------------------------------------

            ولكن لما رأى الريح شديدة خاف ... ففي الحال مدَّ يسوع يده وأمسك به وقال له: يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟(مت 14: 30 ،31)


            إن حياة المؤمن حياة تجديد ذهن باستمرار. والذهن عادة فيه قوة كبيرة على التفكير والتصورات، وعليه ترتكز كل حياة المؤمن السلوكية في كل قول وفعل، لأن الفكر هو نواة الحياة كلها. الفكر يسبق القول والفعل، لهذا، فهذه القلعة ـ أي الفكر ـ علينا أن نحصّنها بأسوار الحق (كلمة الله)، وتكون كل حركة في هذه القلعة تحت سيطرة كلمة الله. ولنعي جيداً أن عدم الترتيب والفوضى والاستخفاف والسلبية والطفولية والتأجيل والكسل والنوم وعدم الاجتهاد، كلها أبواب مفتوحة أمام العدو ليدخل ويبث أفكار الشكوك ضد ما لنا من مواعيد وبركات وتشجيعات من خلال كلمة الله. وهناك فرق بين حرب من الداخل وحرب من الخارج على منطقة الذهن. فإن كانت الحرب متوقعة من الخارج والذهن محصّن، فهذا حسن. لكن حين تدخل أفكار العدو إلى داخل الذهن وتصبح أفكاره هي نوع تفكيري، فهذا خطر أكثر.

            تذكَّر أول عبارة نطق بها الشيطان وسجلها الكتاب المقدس عندما قال: أحقاً قال الله ..؟ كانت هذه العبارة حرب داخلية لذهن حواء. وبسبب الأبواب المفتوحة في قلعة ذهن حواء، سقطت تحت تأثير سموم العدو، وأصبحت أجوبتها وأقوالها هي ذات أقوال الشيطان، فكان السقوط عظيماً. لقد استطاع العدو أن يسيطر بأفكاره على ذهن حواء، وأدخل الشك وعدم التصديق في أمور الله. وهناك كثير من المؤمنين في هذه الأيام سقطوا في هذا الفخ، والعلاج هو أن نذكر من أين سقطنا، أن نذكر الأسباب التي أدّت لوصولنا إلى هذه الحالة.

            ارجع إلى الطبيب الروحاني الذي يشفي كل أمراضك. ابذل اجتهاداً. اقرأ الكلمة أكثر وعِش في جو ومناخ القديسين. احترس من أوقات الفراغ. احفظ آيات من الكتاب لتجاوب العدو من المكتوب. راجع إحسانات الرب معك في الماضي، وقُل لنفسك: لماذا أنتِ منحنية يا نفسي، قومي ترجي الله. وإن شعرت أنك ابتدأت تغرق، اصرخ قائلاً: يا رب نجني، ففي الحال يمد الرب يده، يمسك بك وينقذك، فتدخل السفينة والريح قد سكنت.

            ميشيل نويصري

            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

              السبت 7 أغسطس 2004

              المائدة المهيأة

              --------------------------------------------------------------------------

              ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقيَّ. مسحت بالدهن رأسي. كأسي ريَّا(مز 23: 5 )

              نحن في حضور الأعداء، ولكن الرب يعّد هناك مائدة. إن العهد الجديد يعلمنا أن أعداء شعب الله هم ثلاثة: العالم (يو 15: 18 ،19)، والجسد (غل 5: 17 )، والشيطان (1بط 5: 8 ). العالم هو العدو الخارجي، الجسد هو العدو الداخلي، والشيطان هو العدو الجهنمي. العالم يريد أن يحرمنا من أن نسير خلف الرب ونخدمه (2تي 4: 10 )، والجسد يوقعنا في الخطية (يع 1: 14 )، والشيطان يقاوم كل تقدم في معرفة الله (أف 6: 11 ). نحن نقاوم خداع العالم بمعرفة محبة الآب (1يو 2: 15 )، ونقاوم الجسد بالسلوك بالروح (غل 5: 16 )، أما الشيطان فقد هُزم في صليب المسيح وهو الآن عدو مهزوم (عب 2: 14 ،15؛ يع4: 7). وهكذا لنا ثلاثة أعداء شريرة قوية، ولكن لنا معونة صالحة قديرة. وإن كان وجود الأعداء يجعلنا نتكل على الله كُلية، فإن المائدة المُعّدة تجعلنا مستقلين عن كل إنسان كُلية.

              سأل الاسكندر الأكبر أحد الفلاسفة أن يطلب أي شيء منه، فقال له: "أنا أطلب منك شيئاً واحداً هو أن لا تقف بيني وبين الشمس"، وهذا هو كل ما يطلبه المؤمن من العالم، أن لا يقف بينه وبين الرب (عد 13: 30 ).

              ولكن كيف تُعّد المائدة في الصحراء؟ الإجابة في يوحنا6 "أنا هو خبز الحياة. مَنْ يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً" (يو 6: 35 ). ومن المُلاحظ أن الصفات التي توصف بها الكلمة المكتوبة، يصف بها الرب الكلمة الحية .. "كلامك هو حق .. أنا هو .. الحق" (يو 17: 17 ؛ يو14: 6). "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة .. أنا هو الحياة" "سراج لرجلي كلامك" .. "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12 ؛ مز119: 105). وعندما تقودنا الكلمة المكتوبة للكلمة الحي فإننا نحصل على سر كل الأشياء الثمينة. فإن للمؤمن احتياجات لا يمكن للعالم أن يفهمها أو يمنحها، ولكن المسيح يكفي لأن يملأ العقل والقلب ويلمس الينابيع العميقة فينا (مت 5: 6 ) ويملأ أعمق احتياجات النفس.

              جورج هندرسون

              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

                الأحد 8 أغسطس 2004

                التعجب المقدس

                --------------------------------------------------------------------------

                وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة(لوقا 2: 18 )

                علينا ألا نتوقف عن التعجب من معجزات إلهنا العُظمى، إنه لمن الصعب جداً أن نخط خطاً يفصل بين التعجب المقدس وبين العبادة الحقيقية. فالنفس عندما تُغمر بجلال المجد الإلهي فإنها حتى لو لم تعبِّر عن نفسها بأغاني التسبيح، أو لم تحنِ رأسها في صلاة متضعة، تظل قادرة أن تمجد الله في صمت. إن إلهنا المتجسد الذي نعبده قد وصفه الكتاب بأنه "عجيب". لقد نظر إلهنا إلى مخلوقه الساقط ـ الإنسان ـ وبدلاً من أن يزيحه بعيداً نحو وهدة الهلاك، فإنه أخذ على عاتقه أن يفتديه، وأن يؤدي بدلاً عنه ثمن الفدية. إنها لمعجزة من معجزات النعمة حقاً أن يأتي الرب يسوع من أمجاد بيت الآب في الأعالي، وأن يتحمل العار والعذاب على الأرض من أجلي أنا ومن أجلك أنت.

                ألا يجعل هذا النفس تتعجب وتُذهل. إنه لشعور طبيعي أن يذهب لب المرء أمام شيء كهذا. ولسوف يقودك التعجب المقدس إلى تقديم العبادة القلبية الشاكرة المعترفة بالجميل. إنه سينشئ فيك ترقباً إلهياً فتصبح خائفاً من أن تخطئ إلى محبة بهذا المقدار. وإذ تشعر بالحضور الإلهي في بذل ابنه الحبيب، فإنك ستخلع نعليك لأن الأرض التي أنت واقف عليها مقدسة. وفي الوقت نفسه سيحرك هذا الشعور في نفسك رجاءً مقدساً. فإذا كان الرب يسوع قد قام بشيء عجيب كهذا من أجلك، فإن السماء نفسها لن تصبح أكبر من توقعاتك. فمَنْ ذا الذي يمكن أن يدهش بالفعل عند المذود أو عند الصليب؟ أي أمر عجيب يمكن أن يفوق في العجب ما قام به المخلص؟

                أيها القارئ العزيز، ربما تكون غير قادر ـ بسبب وحدتك أو هدوء حياتك ـ أن تفعل مثلما فعل رعاة بيت لحم، الذي أخبروا بما رأوه وسمعوه، ولكنك تستطيع ـ على الأقل ـ أن تكمل دائرة الساجدين أمام العرش بأن "تتعجب" لكل ما صنعه الله لأجلك.


                يا لسرٍ مستحقٍ بالإيمان للقبول
                لا يسوغُ البحث فيه فهو يفوق العقول
                فهلم بالسجود بخشوع مستديم
                قدسوا ربَ الجنودِ فهو السيدُ العظيم


                تشارلس سبرجن
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

                  الاثنين 9 أغسطس 2004

                  ضبط النفس واللسان

                  --------------------------------------------------------------------------

                  لأن كل طبع للوحوش والطيور والزحافات والبحريات يُذلل ... وأما اللسان فلا يستطيع أحد من الناس أن يذلله(يع 3: 7 ،8)


                  اللسان هو ذلك العضو العظيم التأثير في كل من الخير والشر، هو تلك الأداة التي بها نستطيع أن نقدم عبارات اللطف والعطف والمواساة، أو أقوال التعنيف والتحقير وقوارص الكلام. فما أعظم الحاجة إلى تطبيق نعمة ضبط النفس على ذلك العضو. يمكن للسان أن يعمل في لحظة واحدة أضراراً لا تصلحها سنون، يمكنه أن يتفوه في ساعة غفلة بما لا يستطيع أن يمحو تأثيره أو يدفع ضرره. اسمع ما يقوله الرسول بوحي الله عن هذا الموضوع: "اللسان ... هو عضو صغير ويفتخر متعظماً. هوذا نارٌ قليلة، أي وقود تحرق؟ فاللسان نارٌ! عالم الإثم. هكذا جعل في أعضائنا اللسان، الذي يدنس الجسم كله، ويُضرِم دائرة الكون، ويُضرَم من جهنم" (يع 3: 5 ،6).

                  فمن يستطيع إذاً أن يضبط اللسان؟ لا يستطيع "أحد من الناس" ولكن المسيح يستطيع، وما علينا إلا أن ننظر إليه بالإيمان البسيط دلالة على ضعفنا التام وكفايته الكاملة. إنه من المستحيل علينا أن نضبط اللسان، كما هو مستحيل أن نحجز مدّ المحيط أو نصد سيل الجبل. كم من مرة عزمنا ونحن تحت تأثير أضرار زلة من زلات اللسان أن نحكمه بأكثر ضبط في المستقبل، ولكن بالأسف تبدد ذلك العزم كضباب الصباح، وعُدنا ننوح على فشلنا في ضبط النفس. ولماذا حدث هذا؟ لأننا اعتمدنا على قوتنا الذاتية أو على الأقل لأنه لم يكن لنا الشعور العميق بضعفنا. هذا هو سبب الفشل المستمر. فيجب علينا أن نتعلق بذراع ربنا يسوع كما يتعلق الطفل بذراع أمه. ولا نتعلق بذراع الرب في وقت الحاجة فقط، بل بالاستمرار، وبهذا وحده يمكننا أن ننجح في تلجيم اللسان. ولنتذكر في كل حين تلك الكلمات الخطيرة الفاحصة التي يقولها الرسول يعقوب "إن كان أحدٌ (يع 1: 26 ). هذه كلمات نافعة جداً خصوصاً في أيام كأيامنا الحاضرة التي فيها كثرت الألسنة غير المحكومة. يا ليتنا نتمسك بها ويا ليت تأثيرها المقدس يظهر في طرقنا وحياتنا.


                  ماكنتوش
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

                    الثلاثاء 10 أغسطس 2004

                    آتي أيضاً

                    --------------------------------------------------------------------------

                    أنا أمضي لأُعد لكم مكاناً، وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليَّ. حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً(يو 14: 2 ،3)


                    لراحة وتعزية قلوبنا فإن الرب يضع أمامنا مجيئه الثاني لكي يأخذنا إليه إلى بيت الآب. إن مجيئه سينهي رحلة البرية بمتاعبها وسيجمع أبناء الله المتفرقين الآن في كل مكان وسينهي الأحزان والتجارب والآلام، وسيأخذنا من منظر الموت والظلام إلى بيت الآب حيث النور والحياة والمجد.

                    إن كان كل هذا وأكثر منه أيضاً صحيحاً، ولكن فوق كل شيء وأعظم من كل شيء، أنه بمجيئه سنكون مع المسيح على الدوام كقوله الكريم "وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً". ماذا تكون السماء بدون المسيح؟ إنه لشيء عظيم ومبارك جداً أن نوجد في مكان لا يوجد فيه موت ولا حزن ولا بكاء بعد، وحيث الكمال المُطلق والقداسة التامة، ولكن بدون المسيح لا يمكن للقلب أن يجد كفايته أبداً. إن السعادة العُظمى لمجيئه هي في أن نكون معه في كل حين إلى الأبد.

                    لقد كان هو معنا هنا في عالم الموت والظلام، وسنكون نحن معه هناك في بيت الآب حيث الحياة والنور والمجد والبهاء إلى الأبد. إن هذا القصد الأعظم من مجيئه يكشف لنا عن شوق قلبه الخفي، ونستشف من هذه الكلمات رغبته العميقة في أن نكون معه في كل حين لشبع وفرح ومسرة قلبه. إنه يريد صُحبتنا. إنه غرض إيماننا في السماء ونحن غرض محبته على الأرض. إن كان هو كنزنا في السماء، فنحن كنزه على الأرض. إن كان المسيح قد مضى إلى السماء، لكن قلب المسيح ما زال هنا على الأرض. وكما قال أحدهم بحق: "إذا كان قلبه هنا، فإن شخصه ـ له المجد ـ ليس ببعيد".

                    ما أعظم التعزية والراحة التي يجدها القلب في هذه الكلمات التي يفتتح بها الرب حديثه للتلاميذ! المسيح في المجد موضوع ثقة قلوبنا وغرض إيماننا. ولنا بيت هناك في المجد ينتظر قدومنا، ولنا إنسان في المجد يشتاق إلينا.

                    وإنه لأمر جميل أن الرب يطمئن قلوبنا بمواعيده الثمينة المباركة التي تشجعنا في رحلتنا في هذا العالم، وهكذا فإننا نستطيع أن نرتفع فوق كل الضعف الذي يُحيط بنا هنا على الأرض، ونُحمل فوق كل متغيرات الظروف، لنحلِّق بالروح في جو أفضل وأسمى.


                    هاملتون سميث

                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

                      الأربعاء 11 أغسطس 2004

                      إيمان راحاب

                      --------------------------------------------------------------------------

                      سمعنا فذابت قلوبنا ولم تبق بعد روح في إنسان بسببكم، لأن الرب إلهكم هو الله ... فالآن احلفا لي بالرب وأعطياني علامة أمانة(يش 2: 11 ،12)


                      لم يكن الإيمان في راحاب مجرد عقيدة، فالعقيدة الصحيحة مع أهميتها ولزومها، فإنها بمفردها لا تخلِّص. لقد وصلت أخبار شعب الله إلى سكان مدينة أريحا جميعاً، لكن لم يتجاوب أحد مع تلك الأخبار كما تجاوبت راحاب. إنها صدّقت ما صدّقه أهل بلدها، لكن إيمانها كان عاملاً وكان حياً وكان حقيقياً. إنها مثل الآخرين امتلأت خوفاً ورعباً، لكنها وجهت خوفها التوجيه الصحيح، وحوّلته إلى رأس الحكمة، التي هي مخافة الله (مز 111: 10 ). وهي في هذا في مفارقة مع شعب أريحا، الذين سمعوا ما سمعته هي تماماً، لكنهم قسّوا قلوبهم. بل ويا للعجب إذ أنها أيضاً في مفارقة مع شعب الله أنفسهم، أولئك الذين لم يسمعوا فقط ما فعل الله، بل كانوا شهود عيان لهذه الأمور كلها، لكن سقطت جثثهم في القفر، وذلك بسبب عدم الإيمان (عب 3: 19 -4: 2)!

                      وهذه الفتاة العظيمة تذكّرنا بمؤمني تسالونيكي الذين كان ماضيهم مثل راحاب ـ مُظلماً، لكنهم إذ سمعوا الرسالة من فم الرسول بولس ورفقائه، فقد تسلموا منهم كلمة خبر من الله، وقبلوها لا ككلمة أُناس، بل كما هي بالحقيقة، ككلمة الله التي تعمل أيضاً فيهم (1تس 2: 13 ). هكذا أيضاً هنا نرى كيف كان لراحاب إيمان حي بالإله الحي، وأنها صدَّقت الخبر الذي وصل إليها.

                      والآن صديقي العزيز، ماذا بالنسبة لك؟ يقول الكتاب: "الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" (رو 10: 17 ). ونحن عندنا في كلمة الله، الكتاب المقدس، أخبار مؤكدة عن دينونة رهيبة قادمة على العالم كله. هذه الأخبار تحدثنا عنها بكل صراحة ووضوح كلمة الله المنزهة عن الكذب أو المُبالغة؟ فماذا نحن فاعلون مع تلك الأخبار؟ تُرى هل نحن نهتم بقراءة الكتاب المقدس: كلمة الله؟ وهل نحن إذ نقرأ نصدق كل ما ورد فيه؟

                      تُرى هل نحن نفعل كما فعلت راحاب، إذ نوجه العقيدة الصحيحة بقرب مجيء الرب، التوجيه الصحيح، فنستعد لهذا المجيء المرتقب بالتوبة والإيمان، والاحتماء في دم المسيح الذي هو الستر الوحيد الذي ينجينا من الهلاك مع العُصاه؟ هل إيماننا في شخص المسيح وموته لأجلنا فوق الصليب هو مجرد عقيدة، أم أننا مثل راحاب نمتلك الإيمان الحي المؤثر والمُغير؟


                      يوسف رياض
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

                        الخميس 12 أغسطس 2004

                        بوعز

                        --------------------------------------------------------------------------

                        طوبى لأُناس عزهم بك ...(مز 84: 5 )


                        نقرأ في الأصحاح الأول من سفر راعوث عن هروب أليمالك وعائلته من بيت لحم يهوذا بسبب الجوع، فتركوا بيت لحم وذهبوا ليتغربوا في بلاد موآب، أرض الأمم الوثنيين. ونرى كيف أدركهم القضاء الإلهي هناك حين مات أليمالك رجل نعمي. فإن أليمالك وأمثاله يظنون أن كل المؤمنين يفعلون نظيرهم. ولكن أمامنا بوعز الذي استمر في أرض الرب، ولم يترك بيت لحم، بيت الشبع، في زمن الجوع، لذلك قيل عنه في بداية الأصحاح الثاني من سفر راعوث "جبار بأس". وهذا اللقب ليس لقبه كرجل حرب، ولكن لقبه من حيث الغنى والتقوى، فهو عظيم في شركته مع الله.

                        نلاحظ كلمات بوعز عند ذهابه إلى الحقل وتحيته للحصادين حيث حيَّاهم بعبارة تكشف لنا عن شخصيته ... قال لهم "الرب معكم" (مر 14: 70 ) فهذا دليل على أنه كان أمام الرب قبل خروجه للحقل. ورَّد عليه الحصادون بتحية من نوع تحيته إذ قالوا له "يباركك الرب" (را 2: 4). فنجد أن اللغة تُظهر الشخص، كما قال الحاضرون لبطرس عندما أنكر الرب "حقاً أنت منهم ولغتك تُشبه لغتهم" (مر14: 70).

                        بعد ذلك سأل غلامه الموكل على الحصادين قائلاً: "لمن هذه الفتاة؟ فأجاب الغلام الموكل على الحصادين وقال: هي فتاة موآبية قد رجعت مع نعمي من بلاد موآب. ثم تحدث بوعز إلى راعوث شخصياً بكلمات الرفق والحنان. ومن بين هذه الكلمات الرقيقة قوله ألا تسمعين يا بنتي (لغة إعزاز) لا تذهبي لتلتقطي في حقل آخر ... عيناكِ على الحقل الذي يحصدون ... وإذا عطشتِ فاذهبي إلى الآنية واشربي مما استقاه الغلمان (را2: 8،9). وعند وقت الأكل قال لها تقدمي إلى هنا وكُلي من الخبز واغمسي لقمتك في الخل، فجلست بجانب الحصادين فناولها فريكاً فأكلت وشبعت وفضل عنها. إنه لم يحتقرها ولم يعاملها كموآبية غريبة، لكنه أظهر لها نعمة الله الذي جاءت لكي تحتمي تحت جناحيه. وإذ أراد أن يحسن إليها، عمل ذلك بطريق سري إذ أمر الغلمان "قائلاً: دعوها تلتقط بين الحزم أيضاً ولا تؤذوها، وانسلوا أيضاً لها من الشمائل ودعوها تلتقط ولا تنتهروها" (را 2: 15،16).


                        متى الديري

                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

                          الجمعة 13 أغسطس 2004

                          النعمة !!

                          --------------------------------------------------------------------------

                          بالنعمة أنتم مُخلَّصون .. ليُظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق، باللطف علينا في المسيح يسوع(أف 2: 5 -7)


                          نعمة الله معناها إحسان الله المجاني للإنسان النجس الهالك كما هو مكتوب "بالنعمة أنتم مُخلَّصون" "متبررون مجاناً بنعمته" (أف 2: 5 ؛ رو3: 24). والذين يؤمنون بالذي أرسله الله، أولئك هم أولاد الله وهم غرض نعمته "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه" (يو 1: 12 ). ولقد وصلت إلينا النعمة بموت ربنا يسوع المسيح "فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره" (2كو 8: 9 ). وها هو فيض النعمة قد تدفق من نحونا ونحن في أشقى حال، لأن الرب يسوع لم يأتِ فقط إلى العالم المضروب بالخطية، بل حمل خطايانا في جسده على الخشبة، ومات عن خطايانا وسفك دمه عن الكثيرين لمغفرة الخطايا حتى يخلصنا بعمله الكامل من ذنب الخطية وسلطانها، ويجعلنا غرض محبته الأبدية "ولكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو 5: 8 ). وقد تسامت محبة الله لنا بأن وهبتنا أسمى مقام ومنحتنا أعزّ نسبة، وجعلتنا في أشد قُرب لله وصرنا مقبولين في المحبوب "باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح" (أف 1: 3 )، وصرنا كاملين فيه، وقريبين فيه وبدمه. والله أحب أولاده كما أحب ربنا يسوع "وأحببتهم كما أحببتني" (يو 17: 23 ). هذا هو فيض النعمة بالحق. وليس هذا هو الكل، ونحن لا نعرف عن طولها وعمقها إلا قليلاً، وما نعرفه في وقتنا الحاضر هو أن الروح القدس أُعطيَ لنا ختماً ومسحة وعربون الميراث. وقد دُعينا إلى الشركة مع الآب ومع ابنه وإلى نفس مركز المسيح وإلى معرفة فكره وتذوق فرحه وانتظار مجيئه بصبرٍ، وعن قريب نشاركه في مجده ونبقى كل حين معه ومثله، ونتمتع بميراثنا ونحن في الأجساد الممجدة، وقد صرنا ورثة معه.

                          هذه هي بعض عجائب "نعمة الله المخلِّصة"، وهذه هي أعمال سلطان الله حسب مشوراته ومقاصده التي بدون أي باعث فينا. وسنكون يوماً ما "لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب" (أف 1: 6 ). وما أسعد هؤلاء القائمين في نعمة الله الحقيقية ولهم اليقين بها، فهي من الله، ولا يمكن التمتع بها إلا على أساس الإيمان.


                          تشارلس ستانلي
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

                            السبت 14 أغسطس 2004

                            في حضن الحبيب

                            --------------------------------------------------------------------------

                            اسندوني بأقراص الزبيب. أنعشوني بالتفاح، فإني مريضة حباً. شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني(نش 2: 5 ،6)


                            ما أعجبك يا ربنا يسوع وما أعجب محبتك لنا وعطفك وحنانك علينا. لقد شعرت العروس بحاجتها إليه وإلى مساند نعمته، وإذ قالت بنفس متلهفة "اسندوني بأقراص الزبيب. أنعشوني بالتفاح، فإني مريضة حباً" وجدته قريباً منها ـ قريباً جداً، بل بالحري وجدت نفسها في حضن محبته مغمورة بعطفه، فهتفت على الفور "شماله تحت رأسي" لترفعني من ضعفي، وتحملني كوسادة أستريح عليها وتطمئن لها نفسي. إنها وسادة المواعيد الإلهية العُظمى والثمينة، التي ذخرتها محبته لنا في كلمته الغنية "ويمينه تعانقني" لتُريني ما لي في قلبه من محبة أبدية غير متغيرة، ولتعضيدي وإزالة ما بي من وَهَن.

                            عندما كان يوحنا الحبيب أسيراً منفياً في جزيرة بطمس "من أجل كلمة الله ومن أجل شهادة يسوع المسيح". ورأى الرب في جلاله الرهيب، سقط عند رجليه كميت، فوضع يده اليُمنى عليه ـ تلك اليد التي رآها يوحنا نفسه مثقوبة ومسمّرة فوق الصليب، والتي رآها بعد ذلك مرفوعة بالبركة وقت صعوده إلى السماء، وإذ وضع يمينه عليه ملأ قلبه سلاماً وبدد كل مخاوفه بأن أراه أنه وإن كان ـ له كل المجد ـ قد مات ولكنه الآن حي إلى أبد الآبدين (رؤ1).

                            ولقد اختبر يوحنا هذا "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" بكيفية عملية معنى قول العروس "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" ـ أي إنني وجدت راحتي واستقراري في حضن محبته. فقد كان في وقت العشاء الأخير متكئاً في حضن يسوع وعلى صدره (يو 13: 23 ،25) وتبارك اسم سيدنا وربنا يسوع المسيح لأنه "هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد"، فإن في حضن محبته الفسيح مكاناً لكل واحد من خاصته، وهو يُسرّ بنا إذ نتكئ على صدره لأن هذا دليل الثقة الكاملة فيه وفي محبته الدائمة.

                            إنه من امتياز كل مسيحي بالحق أن يختبر عملياً معنى قول العروس "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" فقد اختبر داود ما في يمين الرب من بركة ومعونة ففاض قلبه مترنماً "التصقت نفسي بك. يمينك تعضدني" (مز 63: 8 ). نعم، إن يد الرب القوية ويمينه المرتفعة التي تحطم العدو، هي التي تحنو على النفس الملتصقة به فتحتضنها "بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها".


                            متى بهنام
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أغسطس 2004

                              الأحد 15 أغسطس 2004

                              القاضي المضروب

                              --------------------------------------------------------------------------

                              يضربون قاضي إسرائيل بقضيب على خدِّه. أما أنتِ يا بيت لحم أفراتة ... فمنكِ يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل(مي 5: 1 ،2)


                              إن نور العهد الجديد يجعلها حقيقة واضحة أن القاضي المضروب ليس سوى ذاك الذي استطاع أن يقول: "بذلت ظهري للضاربين وخديّ للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق" (إش 50: 6 ). هو ذاك الذي جاء إلى خاصته، لكن خاصته لم تقبله. وفي دار رئيس الكهنة "بصقوا في وجهه ولكموه، وآخرون لطموه قائلين تنبأ لنا أيها المسيح مَنْ ضربك". وفي دار الولاية الرومانية تجاسر العسكر القساة وبصقوا عليه وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه" (مت26،27).

                              ولكن عنه قد أُعلن بالنبي "أما أنتِ يا بيت لحم أفراته، وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا (مي 5: 2 ). وهكذا، وفي كلمات واضحة، وقبل أن يظهر الله المتجسد على الأرض بسبعة قرون، تحدد مكان مولده تحديداً جلياً. فلمدينة داود أُعطي هذا الشرف العظيم. وكما نعلم فهذا هو النص الذي رجع إليه الكتبة وهم يفسّرون ويوضحون لهيرودس أين يولد المسيح. لقد أمسكوا بالحقيقة النبوية وفتشوا الكتب، ولكن لم يستولِ عليهم الحق، ولا هم تركوا الكتب تفتش نواياهم.

                              إذاً، فإلى بيت لحم قد أتى الأزلي "الله (مي 5: 3 ). وإذ تبدد إسرائيل بين الشعوب، وتشتتوا في كل ممكلة، فإنهم يحملون اللعنة المُخيفة التي أنزلها شيوخهم القدامى "دمه علينا وعلى أولادنا".


                              هنري أيرنسايد

                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X