إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

    الاثنين 1 نوفمبر 2010

    من أين الحروب؟
    من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أَ ليست من هنا: من لذَّاتكم المحاربة في أعضائكم؟ ( يع 4: 1 )

    آخر كلمة اختتم بها الرسول يعقوب الأصحاح الثالث من رسالته، هي «السلام». بينما يبدأ الأصحاح الرابع بما هو على النقيض تمامًا، فيبدأ بكلمة «الحروب». وأساس السلام هو الطهارة، أولى علامات الحكمة النازلة من فوق ( يع 3: 17 ، 18). إذًا، الآن نكتشف أن وراء الحروب والخصومات (النزاعات) بين مَن يدَّعون أنهم شعب الله، الشهوة غير النقية في قلب الإنسان، هذه الشهوة مرتبطة بالحكمة الأرضية النفسانية (الحسية) الشيطانية.

    وكلمة «لذَّاتكم» في الآية1، 3 معناها السرور (التلذذ) بإشباع رغباتنا وشهواتنا. فإذا سيطرت علينا رغباتنا ووجدنا تلذذًا شريرًا في إشباعها، يكون قد غُرس فينا بذور الحروب والخصومات التي لا تنتهي.

    وتبين لنا الآيتان 2، 3 الطريقة التي يُعمل بها هذا الشر، فهو أولاً يبدأ باشتهاء ما لا نملك. هذا الاشتهاء يمكن أن يدفع الإنسان إلى أي شيء، حتى القتل، لكي يصل إلى هدفه، وعلى أية حال يملؤه بالحسد، إذا لم يستطع أن يحقق رغبته. وبالرغم من هذا، هناك طريقة سهلة جدًا لنأخذ ما نريد، إذا كنا مؤمنين حقًا. فقد نحارب ونخاصم ونحرك السماء والأرض، ولا نأخذ شيئًا. لكن المخلِّص نفسه علَّمنا أن نطلب فنأخذ. ونحن لم نأخذ لأننا لم نطلب.

    ولكن قد يقول قائل بنغمة حزن: ”ولكنني طلبت، مرة تلو الأخرى، ولم آخذ“. والتفسير هو أنك قد تكون قد طلبت «رديًا» أو ”طلبًا خطأ“، فهدفك في الطلب كان إشباع رغباتك. ولو أنك نلت طلبك، كنت سُتنفقه على لذَّاتك. ولذلك، لم يستجب الرب لطلبك.

    كم يعلِّمنا هذا بوضوح، أن الله ينظر إلى القلب، وهو يفحص الدافع وراء الطلب. هذا يفسِّر سبب عدم استجابة كثير من الصلوات. وقد نطلب أشياء سليمة تمامًا ولا يُستجاب لنا، لأننا نطلب بدوافع خطأ تمامًا.

    ربما أنت تخدم الرب، وبدأت تكرز بالإنجيل، وأنت لا شك تريد أن تكون كلماتك متميزة بالنعمة والقوة. أي خطأ في هذا؟! من الواضح أنه ليس هناك خطأ، ولكن انتبه لئلا يكون طلبك هذا وراء رغبة مُهيمنة عليك، أن تكون واعظًا ناجحًا. قد تكون طلبتك جميلة في نظرنا، ولكن الله يعرف الفكر الذي نبعت منه.

    ف.ب. هول
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

    الثلاثاء 2 نوفمبر 2010

    هو يكفي!
    اجعلوا هذا الوادي جبابًا جبابًا... لا ترون ريحًا ولا ترون مطرًا وهذا الوادي يمتلئ ماء ... وذلك يسيرٌ في عيني الرب ( 2مل 3: 16 - 18)

    ما أكثر أعوازنا، وما أعمق جباب (حُفر) حياتنا من كل نوع، لكن ما أعظم ملؤه! وما أروع كفايته لكل فراغ عندنا! فبعد دخول الخطية صارت هي مشكلة الإنسان الجوهرية، إلا أنه ـ تبارك اسمه ـ في عمله الكامل على الصليب وُجد فيه الكفاية للعلاج الشامل لها. وفي عالم المخاوف والأهوال، من مخاطر الأعداء أو صدمات الأزمات هو يكفي أمانًا وضمانًا «كن ضامني عند نفسك» ( أي 17: 3 ). ويا لها من وثيقة تأمين سماوي شامل، بل وأبدي! «الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت» ( مز 91: 1 ).

    وإزاء المواقف المُحيرة، والتقاطعات التي تواجهنا في رحلة الحياة ولا نرى أي طريق نسلكه، هو يهدي برأيه «ترشد برأفتك الشعب الذي فديته، تهديه .. إلى مسكن قدسك» ( خر 15: 13 )، «أمسكت بيدي اليُمنى، برأيك تهديني وبعدٍ إلى مجدٍ تأخذني» ( مز 73: 24 ).

    وأمام كم هائل من الاحتياجات الروحية أو النفسية أو الزمنية، جميل أن نتذكَّر قول الرسول «فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع» ( في 4: 19 ) فنهتف مع المرنم: «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء» ( مز 23: 1 ).

    أما إذا سمح لنا الرب بجُب الوحدة القاسية، فلنتذكَّر أنه هو الرفيق الأعظم لسياحة البرية الذي وعد بأنه معنا كل الأيام إلى انقضاء الدهر ( مت 28: 20 ). وذاك الذي رافق يوسف في سجنه، وبولس أيضًا ( 2تي 4: 16 ، 17) في نفس وحدته، هو الأقرب إلينا دائمًا. يغيب الأحباء والأصدقاء، بإرادتهم أو رغمًا عنهم، أما هو فلا!

    ثم ما أضعف أوانينا الخزفية! لكن «ليكون فضل القوة لله لا منا» ( 2كو 4: 7 )، فالرب هو قوتنا ( خر 15: 2 مز 63: 8 ) إذ نلتصق به، فإن يمين قوته تعضدنا في ضعفنا ( حب 3: 17 ) وأخيرًا فإنه فرحنا في أوقات كآبتنا، إذ ننظر إليه عوض النظر إلى أنفسنا أو إلى ظروفنا أو إلى الآخرين، فإننا نختبر الفرح فيه رغمًا عن الظروف المعاكسة (حب3: 17، 18؛ في4: 4).

    ولنتحول عن الإنسان ـ حتى لو كان أقرب إنسان ـ ولنتحول عن ظروفنا المؤلمة فنسمع بعد التضرعات الثلاثية قول الرب لبولس إزاء الشوكة «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل» ( 2كو 12: 9 ).

    إسحق إيليا
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

      الأربعاء 3 نوفمبر 2010

      لماذا يسمح الله لبعض الأشرار بالرخاء؟
      يا ابني، اذكُر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر (استوفى) البلايا ( لو 16: 25 )

      مع اقتناعي بأنه ليس من حق المخلوق أن يسأل الخالق قائلاً: لماذا تفعل هذا ولا تفعل ذاك؟ ومع اقتناعي أنه لا يمكن للإنسان أن يعرف فكر الرب وحكمته من وراء كل ما يفعل، لكن مع ذلك لدينا في كلمة الله بعض المفاتيح الهامة التي تساعدنا على فهم ألغاز الحياة المُحيِّرة.

      إن الله يمتحن الإنسان: ماذا يشتهي؟ هل يشتهي نصيب أهل الدنيا؟ قال المرنم: «أهل الدنيا نصيبهم (أو خيراتهم) في حياتهم» ( مز 17: 14 ). وقال إبراهيم للغني في الهاوية: «يا ابني، اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر (استوفى) البلايا» ( لو 16: 25 ). أ يوجد عاقل يَغار من الثور السمين وهم ذاهبون به لكي يُذبح؟

      ثم إن هذا امتحان للإيمان، يتم بواسطته التمييز بين الإيمان الحقيقي والإيمان المزيَّف. فالإيمان المزيَّف يتقي الله طلبًا للمنفعة الوقتية، بمعنى أنني سأتقي الله وهو سيعطيني حياة مليئة بالأفراح الزمنية والخيرات الأرضية، خالية من المنغصات. أما الإيمان الحقيقي فيرفض هذا المنطق، بل ويتجنب الذين يروّجون لمثل هذه الأفكار، في الإنجيل العصري المزيف: ”إنجيل الصحة والغنى“، وهم أُناس فاسدو الذهن وعادمو الحق، يظنون أن التقوى تجارة ( 1تي 6: 5 ).

      الله عندما يعطي مَن لا يستحق، كثيرًا ما يقصد من وراء ذلك أن يقتاده بواسطة لطفه إلى التوبة ( رو 2: 3 ). ونحن لو اعترضنا على أناة الله مع الأشرار، نكون قد شاركنا يونان فيما انتقدناه عليه كثيرًا، عندما قال للرب: «علمت أنك إلهٌ رؤوف ورحيمٌ، بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادمٌ على الشر» ( يون 4: 2 ). وإننا نقول: لو أن الرب يعامل الناس بما يستحقونه، ويقضي فورًا على الأشرار، لَمَا كانت هناك لا لأهل نينوى، ولا للملايين غيرهم في كل زمان ومكان، أن يخلصوا!

      صحيح أن بعض الأشرار فسَّروا هذا اللطف التفسير الخاطئ، ووظَّفوه في الاتجاه العكسي، فتقسَّت قلوبهم أكثر بدل أن يتوبوا. إنهم مساكين، لأنهم بذلك يَذخرون لأنفسهم غضبًا في يوم الغضب، واستعلان دينونة الله العادلة ( رو 2: 4 ). لكننا نقرر ما يقوله الكتاب المقدس، أن مُجازاة الأشرار، وإن كانت لا تتم دائمًا سريعًا (انظر جامعة8: 11)، ولكنها حتمًا ستتم، إن لم يكن في هذا العالم ففي الآتي.

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

        الخميس 4 نوفمبر 2010

        لوط وشهادة مشكوك في أمرها
        فخرج لوط وكلَّم أصهاره الآخذين بناته وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان، لأن الرب مُهلِك المدينة. فكان كمازحٍ في أعين أصهاره ( تك 19: 14 )

        لقد ذهب لوط إلى أصهاره مُوصلاً لهم رسالة التحذير، لكنهم ظنوه يمزح. لماذا؟ أَ لم يكن قد أخبرهم من قبل عن غضب الله من شر سدوم، وأنه لا بد أن يدين الخطية؟ هل انزلق إلى عادة عدم الجدية حتى أنه عندما كان جادًا لم يكن له تأثيرًا فيهم؟ لو كان لدينا ذات الميول لنتحذر بشدة من هذه الواقعة.

        لكن ماذا عن بنيه؟ كم كان عددهم؟ لا ندري. لكننا لا نقرأ أنه حذرهم مُطلقًا. هل لأنه كان يرى أن تحذيرهم بلا جدوى؟ هل كانت شهادته لهم سلبية للغاية حتى أنهم لم يروا شيئًا من حق الله فيه، فتدَّنوا إلى نفس مستوى الباقين من هذه المدينة الشريرة؟ .. يا له من درس للآباء! لتكن كلماتنا وأيضًا قدوتنا واضحة جدًا لنُقنع أولادنا أننا نؤمن بالله الحي الحقيقي.

        «ولما طلع الفجر كان الملاكان يُعجِّلان لوطًا قائلين: قُمْ خُذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة»، ولكن «لما توانى» ـ غير راغب أن يترك سدوم ـ «أمسك الرَجُلان بيدهِ وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة» ( تك 19: 15 ، 16). عمليًا كان الملاكان كمَن يسوقونهم ويجرونهم خارج سدوم عنوةً، ثم أجبروهم لأن يهربوا لحياتهم دون حتى النظر إلى الخلف. لكن «نظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح!» ( تك 19: 26 )، كذكرى محفوظة لحماقة تفضيل سدوم على التحرر ـ بنعمة الله ـ من العالم الحاضر الشرير ( غل 1: 4 ). بالطبع ربما كانت مشغولة بأبنائها، لكن كان هذا متأخرًا جدًا، وكان الوقت بالأحرى وقت لتنشغل بخطاياها! لماذا لا يُعِد الآباء أبناءهم لمثل هذا الحَدَث؟

        ولم ينقذ لوط أي شيء من ممتلكاته في سدوم. ويا له من مثال للمؤمن الذي لا تظهر حياة الإيمان فيه على الأرض. لقد ارتعب جدًا من الدمار الذي لحق بسدوم حتى أنه أخذ ابنتيه إلى الجبال، وعاشوا في مغارة ( تك 19: 30 ). وحتى هناك ظهر، في ابنتيه، الطابع الرديء المُثير للاشمئزاز، لشر سدوم. لقد استنفذ طاقته الأخلاقية حتى أنه سمح لابنتيه أن تسقيانه الخمر حتى الثمالة، وبهذا صار له أولاد من كِلتا ابنتيه دون درايته بأنه قد أقام علاقة جسدية معهما ( تك 19: 33 ، 35). هكذا غزا فساد سدوم الأدبي كل عائلته مُخلفًا ورائه وصمة عار وبصمة دمار.

        كم مسؤوليتنا جسيمة عن التأثير الذي نُشكِّل به أعضاء عائلاتنا.

        ل.م. جرانت
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

          الجمعة 5 نوفمبر 2010

          سلوك المسيحي في العالم
          جلدوهم، وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع، ثم أطلقوهم. وأما هم... وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت مُعلمين ومُبشرين بيسوع المسيح ( أع 5: 40 - 42)

          بينما كان المسيحيون الأوائل يتقدمون للأمام حاملين بشارة الإنجيل، كان لا يمكن تجنب اصطدامهم بمقاومة السلطات، وخاصةً القادة الدينيين الذين كان لهم في ذلك الوقت سلطات ضخمة للنظر في القضايا الخاصة بالشؤون المدنية والفصل فيها. وكان المؤمنون مستعدين لهذا وتصرفوا باتزان وحكمة. وبوجه عام كانت سياستهم هي أن يحترموا ويُطيعوا الحكام، لأنهم مُعيَّنون من الله، ولأنهم خدام الله لتشجيع الصلاح، لذلك اعتذر بولس عندما وبّخ رئيس الكهنة دون أن يعلم أنه رئيس الكهنة. واقتبس من خروج22: 28 «رئيس شعبك لا تَقُل فيه سوءًا».

          ومع ذلك، فإنه عندما لا تتفق قوانين البشر مع وصايا الله، فكان عليهم أن يُرضوا الله ويتحملوا نتائج ذلك، مهما كانت هذه النتائج. فمثلاً عندما مُنع بطرس ويوحنا أن يعظا بالإنجيل أجابا: «إن كان حقًا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله فاحكموا. لأننا لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا» ( أع 4: 19 ، 20). وعندما استدعى رؤساء الكهنة بطرس وباقي الرسل واتهموهم بأنهم استمروا يُعلِّمون باسم المسيح، أجاب بطرس: «ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس» ( أع 5: 29 ).

          فعلى الرغم من الظلم والاضطهاد، فإنهم كانوا يتمنّون الخير لحكامهم ( أع 26: 29 ). وكان الناس يعرفون عنهم أنهم لن ينزلوا إلى مستوى أي شكل من أشكال عدم الأمانة ليحصلوا على امتيازات من السلطات . فمثلاً كان فيلكس الوالي ينتظر أن يأخذ رشوة من بولس ليُطلِق سراحه، ولكن بولس لم يفعل ذلك ( أع 24: 26 ). كذلك فإنهم لم يعتبروا استخدام حقهم كمواطنين يتعارض مع دعوتهم المسيحية ( أع 16: 37 ؛ 21: 39؛ 22: 28؛ 23: 17- 21؛ 25: 10، 11).

          إلا أن الرسل لم يشتركوا هم أنفسهم في الأمور السياسية المختصة بهذا العالم. إذ من الواضح أنهم أشخاص لهم غرض وهدف واحد وهو الكرازة بإنجيل المسيح. لقد كرَّسوا أنفسهم لهذا العمل بغير أن يلهيهم عن ذلك أي شيء. كانوا يعتقدون أن الإنجيل هو الحل لمشكلات الإنسان. وكان اقتناعهم هذا قويًا حتى أنهم لم يقتنعوا بممارسة أمور ثانوية مثل الانشغال بالسياسة.

          وليم ماكدونالد
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

            السبت 6 نوفمبر 2010

            أنهار ماء حي
            وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب. مَنْ آمن بي، ... تجري من بطنهِ أنهار ماء حي ( يو 7: 37 ، 38)

            من الإشارة في لاويين23؛ عدد29 نفهم أنه كان يلحق بعيد المظال، والذي كان سبعة أيام، يوم ثامن. ففي هذا اليوم الثامن وقف يسوع ونادى. لقد وقف الرب ونادى بحقيقتين: الأولى «إِنْ عطش أحدٌ فليقْبل إِليَّ ويشرب»، ولا يزال الرب ينادي. ففي نهاية سفر الرؤيا نقرأ قوله الكريم: «مَنْ يعطش فليأت. ومن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجانًا» ( رؤ 22: 17 ). وما معنى العطش؟ إنه الإحساس بالجفاف والنشوفة؛ إنه حاجة النفس إلى الارتواء الحقيقي. وتحضرني كلمات محفوظة عن ظهر قلب «تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لِينقروا لأنفسهم آبَارًا، آبَارًا مُشقَّقةً لا تَضبط ماء» ( إر 2: 13 ). والعطش هو الحنين إلى الله كما يقول المرنم «كما يشتاق الإِيَّل إِلى جداوِلِ الميِاه، هكذا تشتاق نفسي إِليك يا الله ... متى أجِيء وأتراءى قدَّام اللهِ!» ( مز 42: 1 ، 2). ففي الإقبال إلى الرب يسوع والشرب منه، تسديد حاجة النفس إلى الله.

            والحقيقة الأخرى « مَنْ آمنَ بِي، كما قال الكتاب، تجرِي مِن بطنه أنهار ماءٍ حي». الحقيقة الأولى هي الشركة مع المسيح، والحقيقة الأخرى الشهادة للآخرين. وقد رأينا الحقيقتين معًا في المرأة السامرية. فإنها أقبلت إلى المسيح وشربت، ثم إذ امتلأ الإناء ذهبت إلى مواطنيها وشهدت للمسيح.

            وشهادة المسيحي الذي امتلأ إنسانه الباطن بالروح القدس، هي للمسيح المُمجَّد في الأعالي بعد إتمام الفداء الأبدي. في ع38 يُشير الرب إلى التعبير «كما قال الكتاب». وأين نجد هذا القول؟ نجده في إشعياء 44 حيث نقرأ «لأني أسكب ماءً على العطشانِ، وسيولاً على اليابِسة. أسكبُ رُوحي على نسلك وبركتي على ذرِّيَّتك».

            ويقول يوحنا البشير تعليقًا أو إيضاحًا لأقوال الرب حيث نقرأ «قال هذا» أي الامتلاء فالفيض «عنِ الرُّوحِ الذي كان المؤمنون بِه مزمعينَ أن يقبلوه». إن هذا القول «المؤمنون به» لا يعني الإيمان بالمسيا، بل بابن الله الذي مات وقام ومجَّده الله، كما قال بفمه الكريم «لأجلِ هذا أتيت إلى هذه الساعة. أيها الآب مجِّد اسمك» ( يو 12: 27 ، 28). وقد تم هذا التمجيد بعد صعوده له المجد وجلوسه في يمين عرش الله. فمن هناك، من قمة المجد، وفي يوم الخمسين «أخذ موعد الرُّوحِ القدسِ من الآبِ» وسكبه على المؤمنين الذين كانوا مجتمعين معًا بنفسٍ واحدة، وامتلأ الجميع من الروح القدس (أع2).

            أديب يسى
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

              الأحد 7 نوفمبر 2010

              حَمَل الله
              هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم ( يو 1: 29 )

              «حَمَل الله»: لقب مُبارك ومجيد من ألقاب ابن الله ربنا المعبود يسوع المسيح. وما أكثر ما يكلمنا الكتاب المقدس عنه كالحَمَل. وجميع الحملان التي قُدمت كذبائح في العهد القديم كانت تُشير إلى حَمَل الله المبارك. فمثلاً إبراهيم في يومه عندما سأله ابنه: «..أين الخروف للمُحرقة؟» أجابه: «الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني». وفي قصة خروف الفصح نرى الرمز المبارك لحَمَل الله فصحنا الذي ذُبح لأجلنا.

              وإشعياء تكلم عن حَمَل الله قبل ظهوره بأكثر من سبعمائة سنة لما قال: «.. ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاةٍ تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه» ( إش 53: 7 ).

              ويوحنا المعمدان عرفه كالحَمَل فصاح بفرحٍ قائلاً: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم». وبطرس الرسول يكتب عن الفداء الذي ليس بأشياء تفنى .. بل بدمٍ كريم كما من حَملٍ بلا عيب ولا دنس ... معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ( 1بط 1: 18 - 20).

              إن حَمَل الله مستحق لكل عبادة وسجود وكرامة وحمد. وفي سفر الرؤيا نجد هذا السجود، ففيه يُذكر الحَمَل ثماني وعشرين مرة.

              إن السجود في السماء سوف يؤدى على طول الأبدية لهذا الخروف الذي ذُبح. على أن الترنيمة التي سوف ترن في أرجاء الأبدية عن استحقاق حَمَل الله للسجود التعبدي إنما تبدأ من الأرض ـ من قلوب المفديين بالدم؛ الذين يعبدونه بالروح والحق. لأنه الآن في وسط أولئك الذين يجتمعون باسمه.

              لكن ما أكثر الذين يُسيئون إلى اسمه الكريم! فإن إبليس رئيس هذا العالم يكره ثلاث كلمات، هي: ”الصليب، والخروف، والدم“ وتزداد عداوته على مرّ الأيام. لكن حَمَل الله لم يَزَل هناك في وسط العرش صامتًا صابرًا يترقب توبة الخطاة ورجوعهم إليه، وإن كانت كلمة الله تكلمنا عن محبة حَمَل الله وصبره وطول أناته ولطفه، إلا أنها أيضًا تكلمنا عن غضبه وصرامته.

              فالذين يرفضون أن يسجدوا لهذا الحَمَل، والذين ينكرون الرب الذي اشتراهم، سوف يصرخون صرخات مدوية في يومٍ قادم، وقد سجل الكتاب تضرعاتهم التَعِسة عندما يقولون للجبال «اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومَن يستطيع الوقوف؟» ( رؤ 6: 16 ).

              كاتب غير معروف
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                الاثنين 8 نوفمبر 2010

                الحقل هو العالم

                اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ( مر 16: 15 )

                ربما تسألني: ”لماذا نذهب بعيدًا قبل أن ينال جميع مَن حولنا الخلاص؟ فهناك الكثير جدًا مما نستطيع أن نعمله في بلادنا.

                أحبائي، هناك إجابة واحدة لهذا السؤال وأنا أقدمها من كلمات الكتاب المقدس: «الحقل هو العالم» ( مت 13: 38 ). الولايات المتحدة ليست هي العالم. بريطانيا ليست هي العالم. الحقل هو العالم كله. لا أظن أنك سمعت عن مُزارع يعمل في ركن صغير من حقله تاركًا بقية الحقل بلا زراعة. المُزارع يعمل في كامل حقله.

                هل تعرف ما الذي تقصده حينما تقول إنك لا تؤمن بالعمل المُرسلي؟ أنت بذلك تقول إن بولس ارتكب خطأً، وإنه كان ينبغي أن يترك أجدادنا في أوروبا على حالتهم السابقة كوثنيين، وكان من الأفضل أن يمكث في بلاده، وبذلك كان من الممكن أن تظل أنت أُمميًا وثنيًا. هل هذا ما تراه صائبًا؟ هل أنت آسف لكونك لم تظل وثنيًا؟ لا بد أن هذه هي الحقيقة لو أنك لا تؤمن بالإرساليات!

                أتذكر بهذه المناسبة معجزة إشباع الرب يسوع الخمسة آلاف شخص، هل تتذكر كيف جعلهم يجلسون صفًا وراء صف؟ وكيف أخذ الأرغفة والسمكتين وبارك ثم كسَّر وأعطى التلاميذ؟ وأيضًا كيف بدأ التلاميذ من عند طرف الصف الأمامي ثم تحركوا على طول الصف الأول مُعطين لكل شخص طعامه؟ هل تتوقع أنهم استداروا مرة أخرى إلى هذا الصف الأمامي، وهم يسألون كل شخص أن يأخذ وجبة ثانية؟ هل تتوقع شيئًا كهذا؟

                لا! كلا وألف كلا! لو أنهم فعلوا هكذا، لكان الذين في الصفوف الخلفية سيعترضون بشكل حاد ويقولون: ”تعالوا هنا. أعطونا بعض المساعدة. نحن نتضور جوعًا؛ هذا ليس عدلاً؛ هذا ليس صوابًا. لماذا يحصل الجالسون في الصفوف الأمامية على وجبتين، بينما نحن لم نحصل حتى على واحدة؟“ وهم سيكونون مُحقين في ذلك.

                نحن نتكلم عن البركة الثانية. بينما هم لم يحصلوا على البركة الأولى. نحن نتكلم عن المجيء الثاني للمسيح، وهم لم يسمعوا أبدًا عن مجيئه الأول. ”لماذا يسمع شخص واحد رسالة الإنجيل مرتين قبل أن يسمع كل شخص رسالة الإنجيل مرة واحدة“. نحن نعلم أنه لم يوجد شخص واحد من الخمسة آلاف رجل والنساء والأطفال قد أخذ أكثر من وجبة واحدة إلى أن حصل الجميع على وجبتهم الأولى.

                أزوالد سميث
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                  الثلاثاء 9 نوفمبر 2010
                  مجيء المسيح ومُلكه
                  إن كنا نصبر فسنملك أيضًا معه ( 2تي 2: 12 )
                  قبل أن يَكمُل إثم الإنسان، وقبل الدينونات التي بها ستسكت كبرياؤه، لا بل يتحول تعظمه إلى بكاء وعويل وصرير أسنان، وقبل مُلك المسيح بالبر والسلام ـ قبل ذلك (بكل تأكيد) سيأتي الرب نفسه، وقديسوه الأحياء المنتظروه سيتغيرون إلى صورة جسد مجده، والقديسون الراقدون سيُقامون والجميع سيُخطفون لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب. هذا هو رجاء الكنيسة كما هو رجاء الفرد. وبعدما يُخطف المؤمنون، سيكمل الإثم على الأرض، ويبدأ عُرس الخروف في السماء، وعندئذٍ ستجتمع الأمم، بما سيُصيبها من جنون، ضد الله وضد الخروف، وسيفسح صبر الله وحلمه الطريق للدينونة العادلة. وعندها سيأتي المسيح متبوعًا بقديسيه، ثم يُطرح الوحش والنبي الكذاب حَيين إلى بحيرة النار، ويُقتل جنودهما. إن الدينونات ستلحق الجميع ما عدا الذين ستُبقيهم النعمة. ثم تستريح الأرض بعد ذلك من متاعبها وسني شقائها التي قضتها تحت سلطان المُضِل القاسي. سترتاح تحت حكم الرب الذي طالت أزمنة رفضه واحتقاره. وعندما يغلب المسيح سنغلب نحن أيضًا. وعندما يملك سنملك معه. وعندما يبعث صولجانه الحرية والأفراح إلى جميع أقاصي المسكونة سنُكرم نحن باعتبارنا أواني إظهار مجده وأواني انتشار سخائه الملكي وبركاته العديدة. نعم وفوق تمتعنا بهذا سيكون تمتعنا بالوجود مع ذاك الذي جعل بيته بيتنا ونصيبه نصيبنا وفرحه فرحنا. سيكون لنا هذا كاملاً من اللحظة التي نلاقيه فيها وجهًا لوجه.

                  إن الرب هو رجاؤنا، ولا تُعتبر الأرض برية من أجل ما فيها من متاعب وأحزان وأوجاع فقط، بل أيضًا لأنه هو ليس هنا. لو لم يكن المسيح في السماء لَمَا صارت للمؤمن سماء. ليت قلوبنا تتعلق بهذا الرجاء، ليت لمعانه يجذب قلوبنا حتى تحتقر جمال العالم لأنه يحولها عن موضوع آمالها.

                  يا مخلصًا تعال نحنُ قد تُقنا إليكْ تُقنا أن نراكَ، أن نحيا وأن نبقى معكْ حتى نُدرك ونفهم ونعرف اليقينْ عن عجيبِ حبكَ وعن فدائكَ الثمينْ أقبلْ ربَّنا يسوعْ شعبُكَ ينتظر بالشوق ميعادَ الرجوعْ
                  كاتب غير معروف
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                    الأربعاء 10 نوفمبر 2010
                    كل مَن لمسه شُفيَ
                    ربما تسألني: ”لماذا نذهب بعيدًا قبل أن ينال جميع مَن حولنا الخلاص؟ فهناك الكثير جدًا مما نستطيع أن نعمله في بلادنا.

                    أحبائي، هناك إجابة واحدة لهذا السؤال وأنا أقدمها من كلمات الكتاب المقدس: «الحقل هو العالم» ( مت 13: 38 ). الولايات المتحدة ليست هي العالم. بريطانيا ليست هي العالم. الحقل هو العالم كله. لا أظن أنك سمعت عن مُزارع يعمل في ركن صغير من حقله تاركًا بقية الحقل بلا زراعة. المُزارع يعمل في كامل حقله.

                    هل تعرف ما الذي تقصده حينما تقول إنك لا تؤمن بالعمل المُرسلي؟ أنت بذلك تقول إن بولس ارتكب خطأً، وإنه كان ينبغي أن يترك أجدادنا في أوروبا على حالتهم السابقة كوثنيين، وكان من الأفضل أن يمكث في بلاده، وبذلك كان من الممكن أن تظل أنت أُمميًا وثنيًا. هل هذا ما تراه صائبًا؟ هل أنت آسف لكونك لم تظل وثنيًا؟ لا بد أن هذه هي الحقيقة لو أنك لا تؤمن بالإرساليات!

                    أتذكر بهذه المناسبة معجزة إشباع الرب يسوع الخمسة آلاف شخص، هل تتذكر كيف جعلهم يجلسون صفًا وراء صف؟ وكيف أخذ الأرغفة والسمكتين وبارك ثم كسَّر وأعطى التلاميذ؟ وأيضًا كيف بدأ التلاميذ من عند طرف الصف الأمامي ثم تحركوا على طول الصف الأول مُعطين لكل شخص طعامه؟ هل تتوقع أنهم استداروا مرة أخرى إلى هذا الصف الأمامي، وهم يسألون كل شخص أن يأخذ وجبة ثانية؟ هل تتوقع شيئًا كهذا؟

                    لا! كلا وألف كلا! لو أنهم فعلوا هكذا، لكان الذين في الصفوف الخلفية سيعترضون بشكل حاد ويقولون: ”تعالوا هنا. أعطونا بعض المساعدة. نحن نتضور جوعًا؛ هذا ليس عدلاً؛ هذا ليس صوابًا. لماذا يحصل الجالسون في الصفوف الأمامية على وجبتين، بينما نحن لم نحصل حتى على واحدة؟“ وهم سيكونون مُحقين في ذلك.

                    نحن نتكلم عن البركة الثانية. بينما هم لم يحصلوا على البركة الأولى. نحن نتكلم عن المجيء الثاني للمسيح، وهم لم يسمعوا أبدًا عن مجيئه الأول. ”لماذا يسمع شخص واحد رسالة الإنجيل مرتين قبل أن يسمع كل شخص رسالة الإنجيل مرة واحدة“. نحن نعلم أنه لم يوجد شخص واحد من الخمسة آلاف رجل والنساء والأطفال قد أخذ أكثر من وجبة واحدة إلى أن حصل الجميع على وجبتهم الأولى.
                    أزوالد سميث
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                      الخميس 11 نوفمبر 2010

                      راعوث والنمو في النعمة
                      فقالت راعوث الموآبية لنُعمي: دعيني أذهب إلى الحقل وألتقط سنابل وراء مَنْ أجد نعمة في عينيه ( را 2: 2 )

                      من قصة راعوث نكتشف سر النمو في النعمة. وفي راعوث2: 2 نجدها تقول لنُعمي: «دَعيني أذهب إلى الحقل وألتقط». وتقول للغلام في عدد7 «دعوني ألتقط». ونقرأ في عدد17 «فالتقطت»، وفي عدد23 أيضًا «فلازمت فتيات بوعز في الالتقاط حتى انتهى حصاد الشعير وحصاد الحنطة».

                      وتُستحضر أمامنا راعوث كمَن تلتقط فضلات الحِصاد، ولكن ما هو المعنى الروحي للالتقاط؟ لقد وجدت نُعمي وراعوث نفسيهما في وفرة الحصاد. ولكن مهما كان الحصاد وفيرًا، فإنها ما لم تجمع منه فلا تستطيع أن تُطعم جوعها. واستطاعت راعوث بجمعها أن تخصص لنفسها حاجتها وحاجة نُعمي، لأن رب الحصاد قد وفّر لهما بغنى.

                      أ فلا يمكننا أن نقول كذلك: إن الالتقاط الروحي معناه أن يخصص المؤمن لنفسه البركات الروحية التي منحها الله له. وفي تاريخ إسرائيل أعطى الله لشعبه الأرض ملكًا مطلقًا، وحدودًا متسعة، ومع ذلك قال الله لهم: «كل موضع تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم». كان عليهم أن يمتلكوا الميراث. ولقد أمكن لبولس أن يقول بثقة عظيمة أن المؤمنين قد بوركوا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح، ولكن هذا لم يمنعه من أن يصلي ليكون في داخلهم عمل خاص، بالروح القدس في الإنسان الباطن، لكي يدركوا ما هو العرض والطول والعُمق .. لكل تلك البركات الروحية ( أف 3: 14 - 21).

                      إنها لحظة عجيبة عندما يدعونا الرب لنفسه، ونتعلم أن خطايانا قد غُفرت، وأننا خُتمنا بالروح القدس، وصرنا مؤهلين لشركة ميراث القديسين في النور، ومع ذلك فالرسول يتطلع للنمو بواسطة معرفة الله الحقيقية ( كو 1: 10 ). ويا للأسف، فكم نحن فقراء في التقاطنا، وقليلاً ما دخلنا إلى غنى المسيح الذي لا يُستقصى!

                      ولإحراز التقدم الروحي، فإنه لا بد من توفر حالة نفس تتميز بالخضوع والاجتهاد والمُثابرة والتأمل، وكل هذا اتصفت به راعوث. وفضلاً عن ذلك، فلا بد من معونات نستقيها من الآخرين لإحراز التقدم الروحي. فقد وجدنا نُعمي والفتيات والحصادين والغلام المُوكَّل على الحصادين، وفي النهاية وجدنا بوعز جبار البأس الغني، ورأيناهم جميعًا بالارتباط براعوث، والجميع بطرق مختلفة قدموا المعونة للالتقاط، ونرى فيهم الوسائل المختلفة التي يوفرها المسيح لدفع النمو الروحي بالنعمة لشعبه المحبوب.

                      هاملتون سميث
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                        الجمعة 12 نوفمبر 2010

                        خطورة الثقة بالذات
                        فأجاب بطرس وقال له: وإن شكَّ فيك الجميع فأنا لا أشُكُّ أبدًا ... ولو اضطررت أن أموت معكَ لا أُنكركَ ( مت 26: 33 ، 35)

                        نحن لا نشك مُطلقًا في إخلاص بطرس، ونثق تمام الثقة أنه كان يعني كل ما قاله، ولكنه كان يجهل نفسه. نحن نلاحظ دائمًا أن الجهل والثقة بالذات دائمًا يمشيان جنبًا إلى جنب، أما معرفة الذات فتبدد الثقة بها، وبقدر ما تكون الذات معروفة، بقدر ما يكون عدم الثقة بها عظيمًا. لو كان بطرس فقط عرف ذاته، وعرف أمياله، ومبلغ قوته الذاتية، لَمَا نطق أبدًا بتلك الكلمات التي سطرها لنا الوحي. ولكنه هكذا كان مملوءًا بالثقة بالذات، حتى أنه عندما أخبره سيده صراحةً عما هو مُزمع أن يفعل، أجاب بسرعة: «وإن شك فيك الجميع، فأنا لا أشك أبدًا ... ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك!».

                        إن هذا الأمر خطير للغاية، ومملوء بالإنذار والتعليم لنا. كلنا نجهل قلوبنا جهلاً هذا مقداره حتى أننا نستبعد على أنفسنا السقوط في بعض الخطايا الجسيمة، ولكن ليعلم كل واحد منا أنه إذا لم تحفظنا نعمة الله في كل لحظة، فإننا مُعرَّضون للسقوط في أي شيء، إذ فينا الاستعداد الكافي لكل شر مهما اختلف مقداره أو نوعه. وعندما نسمع أي شخص يقول: ”حقًا إني مخلوق مسكين وضعيف وكثير العثرات، ولكن غير ممكن أني أسقط في شر كهذا“. فلنتأكد أن هذا الشخص لا يعرف حقيقة قلبه للآن. وليس ذلك فقط، بل هو في خطر كبير أن يسقط في خطية مُحزنة. فالأحسن لنا أن نسير متواضعين أمام الله، غير واثقين بذواتنا، بل مُتكلين عليه، فهو سر كل انتصار أدبي في كل الأجيال والعصور. ولو كان بطرس عَلم هذا، لكان نجّا نفسه من سقطته المُريعة هذه، ولكنه كان واثقًا بذاته، والنتيجة كانت أنه لم يسهر ويصلي. وهذا كان دور آخر من أدوار انحداره إلى أسفل. لو كان فقط شَعَر بعجزه الكامل، لكَان سعى للحصول على قوة إلهية، ولكان طرح نفسه بالتمام على الله لكي يجد نعمة وعونًا في حينهِ. انظر إلى السيد المبارك! مع أنه الله المرتفع إلى الأبد فوق الجميع، ولكنه كإنسان قد أخذ مكان المخلوق، نراه عندما شعر بخطورة الموقف، أخذ يجاهد في الصلاة، بينما بطرس كان نائمًا ( مت 26: 36 - 41). نعم، إن بطرس قد نام في بستان جثسيماني، بينما كان سيده يقاسي مرارة لم يَذُق مثلها من قبل، ولو أن أعظم منها كانت تنتظره.

                        ماكنتوش
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                          السبت 13 نوفمبر 2010

                          المخدع المهجور
                          يا رب، اهدني إلى برِّكَ ... سهِّل قدامي طريقك ( مز 5: 8 )

                          ذهبت مرة سيدة مؤمنة، إلى أحد رجال الله، تشكو إليه قلة صلاتها، وعدم شعورها فيها باللذة التي كانت تشعر بها في أيامها الأولى، وأنها قد جاهدت كثيرًا لكي تسترجع حرارة الصلاة الأولى فلم تقدر. فقال لها: ماذا عملتِ؟

                          قالت: جرّبت كل طريقة ممكنة ولكن فشلت.

                          قال: كيف صرتِ مسيحية؟

                          قالت: اجتهدت أولاً لأحرر نفسي من الخطية ولكن فشلت، ولما وجدت ألاّ فائدة من كل مجهود، طرحت نفسي عند قدمي الرب، وآمنت أنه قادر أن يمنحني غفرانًا وسلامًا، فنلت ذلك بسرعة من السيد الكريم.

                          قال: جرِّبي هذا الأمر عينه في أمر الصلاة. فعند شعورك بالجمود والظلام لا تجتهدي أن تغيري هذه الحالة بقوتك بل ارتمي أمام السيد مؤمنة بمحبته وقيمة دمه لقبولك لدى الله، وعظمة شخصه كالكاهن العظيم الذي يترفق بالجهّال والضعفاء وهو كفيل بما بقي.

                          فذهبت من عنده، وبعد أيام أخبرته بأن نصيحته أتت بالثمر المرجو، وأن الإيمان بمحبة وعظمة شخص المخلِّص هو العلاج الشافي لجمود القلب وظلامه.

                          يا أخي العزيز: إن كنت تريد أن تخلص من حالة الجمود الروحي والصلاة الباردة، الهزيلة، الضئيلة، فلا تستطيع ذلك بناموس موسى، بل بنعمة ذلك الذي أحبك فضلاً، ويحبك فضلاً، وسيحبك فضلاً. إن خلاص الله هبة مجانية، للمؤمن العاثر كما للخاطئ الفاجر «لا تضطرِب قلوبكم .. آمنوا بِي».

                          لا يضطرب قلبك، جزعًا على حالتك، أو يأسًا من شفائك واستعادة روحانيتك ... آمن بالرب يسوع المسيح، الصديق القديم، فتخلص من هذه الحالة، وثق أنه قادر أن يخلِّص إلى التمام ( عب 7: 25 ). وأنه لأجلك «حي في كل حين» وأنه «واقف على الباب يقرع»، فادخل مخدعك واغلق بابك، وصلِ إلى أبيك الذي في الخفاء، ولا تنسَ أن تأخذ معك الكتاب المقدس لأن منه سيكلِّمك الله. اقرأ بعض أعداد منه حسب ترتيب قراءتك اليومية، مؤكدًا أن الله يتكلم إليك منه. طبّقه على حياتك ثم أجب الرب، أو أعطِهِ جوابًا عن نفسك، عن حاجتك، عن ضروراتك، مُسلِّمًا له كل شيء، وليكن طلبك مُحددًا واضحًا، مقدمًا الشكر للسيد لأنه سمعك واستجاب لك.

                          أندرو موراي
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                            الأحد 14 نوفمبر 2010

                            الأزلي والواجب الوجود
                            قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ( يو 8: 58 )

                            ما الذي يعنيه قول المسيح: «أنا كائن» قبل إبراهيم؟ إن المسيح لا يقول لليهود: ”قبل أن يكون إبراهيم أنا كنت“، بل لاحظ عظمة قول المسيح: «قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن». إنها كينونة لا علاقة لها بالزمن، كينونة دائمة!

                            إن عبارة «أنا كائن» تعادل تمامًا القول «أنا الله» أو «أنا الرب» أو «أنا يهوه» الذي هو اسم الجلالة بحسب التوراة العبرية. فهذا التعبير «أنا كائنٌ» هو بحسب الأصل اليوناني الذي كُتب به العهد الجديد ”إجو إيمي“ وتعني ”الواجب الوجود والدائم، الأزلي والأبدي“. فمَن يكون ذاك سوى الله؟

                            عندما ظهر الرب لموسى في العلّيقة، كي يرسله إلى بني إسرائيل «قال موسى لله: ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آباءكم أرسلني إليكم، فإذا قالوا لي: ما اسمه، فماذا أقول لهم؟ فقال الله لموسى: أهيه الذي أهيه». وقال هكذا تقول لبني إسرائيل «أهيه أرسلني إليكم» ( خر 3: 13 ، 14). وعندما تُرجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية، فقد تُرجم اسم الجلالة «أهيه»، إلى ”إجو إيمي“. نفس الكلمة التي استخدمها المسيح مع اليهود عندما قال لهم: «أنا كائن»!

                            وعبارة «أنا كائن» مُشتقة من الفعل ”أكون“، والذي منه جاء اسم الجلالة «يهوه». ولقد تكررت هذه العبارة ”إجو إيمي“ عن المسيح في إنجيل يوحنا 21 مرة (3× 7). كأن المسيح يرى في نفسه، بحسب ما أعلن عن ذاته، أنه هو ذات الإله القديم الذي ظهر لموسى في العلّيقة في جبل حوريب، والذي أرسل موسى ليُخرِج بني إسرائيل من أرض مصر.

                            إن هذا الإعلان الذي ذكره المسيح في يوحنا8: 58 يُعتبر أعظم الأدلة والبراهين على لاهوت المسيح، بحيث لو لم يكن لدينا في كل الكتاب سوى هذا الإعلان لكان يكفي، لكن لدينا العديد من البراهين.

                            ولقد فهم اليهود جيدًا ماذا كان المسيح يقصد من هذه الأقوال، ولم يكن ممكنًا التجاوب مع ذلك الإعلان العظيم إلا بأسلوب من اثنين: إما أن ينحنوا أمامه بالسجود باعتباره الله، أو أن يعتبروه مجدفًا. وللأسف لقد اختاروا الأسلوب الثاني المدمِّر لهم! ويذكر البشير أن اليهود «رفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا» (ع59) مما يدل على أنهم فهموا ما كان يعنيه المسيح تمامًا، أنه هو الله.

                            يوسف رياض
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2010

                              الاثنين 15 نوفمبر 2010

                              مثال عظيم
                              كونوا مُتمثلين بي كما أنا أيضًا بالمسيح ( 1كو 11: 1 )كونوا متمثلين بي معًا أيها الإخوة ( في 3: 17 )

                              من المفيد أن نلاحظ الفرق بين هذين التحريضين اللذين يوجههما الرسول بولس:

                              فالتحريض الأول ( 1كو 11: 1 ) يرتبط بنهاية الأصحاح العاشر، يوضح الطريقة التي بها تمثَّل الرسول المحبوب بالرب. فالمسيح الفادي قد تخلى عن كل شيء لمجد الله، ومع أنه غني لكنه افتقر لكي نستغني نحن. فهو الإنسان التاجر الذي ـ وهو يطلب لآلئ حسنة ـ وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن، فمضى وباع كل ما كان له واشتراها! (مت13). ومن هنا يحرِّض الرسول المؤمنين ليتمثلوا به في أنه كما يقول: «غير طالبٍ ما يوافق نفسي، بل (ما يوافق) الكثيرين، لكي يخلصوا» ( 1كو 10: 33 ). فالرسول بهذه الطريقة يحاول أن يتمثَّل بالمسيح الذي جاز الطريق قبله، ويرغب الرسول أيضًا أن نعدّ أنفسنا بهذه الكيفية لصالح الآخرين، كما فعل الرب يسوع. ويذكِّرنا الرسول يوحنا في رسالته الأولى بأن: «مَن قال: إنه ثابتٌ فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضًا» ( 1يو 2: 6 ).

                              وأما التحريض الثاني فهو يقدِّم لنا فكرة مختلفة ( في 3: 17 )، ويا له من تحريض هام! لقد كان الرسول في السجن عندما كتب هذا التحريض، ومع ذلك فهو يشير هنا إلى ركضه في السباق المسيحي نحو الهدف، فهو يسعى نحو الغرض لأجل الجعالة (الجائزة)؛ جعالة دعوة الله العُليا، واستطاع أن يتطلع إلى اللحظة التي فيها سيُؤخذ في حضرة الرب، الذي سيغير أجساد التواضع هذه ويجعلها على صورة جسده الممجد، تلك اللحظة المجيدة عندما نكون مثله، لأننا سنراه كما هو.

                              ولا نقدر أن نقول هنا إن الرب سار في هذا الطريق التي يُشير إليها التحريض الثاني، لأن الرب نفسه هو الغرض، على الأرض وفي السماء. والرسول يركض ويحرِّضنا نحن أيضًا على الركض في السباق لكي ننال في النهاية. ولذلك فالرسول هنا يحرِّضنا على أن نتمثل به، ولكنه لا يقول: «كما أنا أيضًا بالمسيح».

                              ولكن ألاَ يشير هذا التحريض أيضًا إلى البذل والتضحية؟ يقول الرسول المكرَّس لله: «لكن ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة ... الذي من أجله خسرت كل الأشياء» ( في 3: 7 ، 8). ما أحوجنا حقًا في أيامنا هذه ـ أيام التراخي وإرضاء الذات والفتور ـ أن نعطي أهمية لهذين التحريضين!

                              كاتب غير معروف
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

                                  يعمل...
                                  X