إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

    الجمعة 1 إبريل 2005

    رؤية الرب في العُلى


    --------------------------------------------------------------------------

    رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار عجيجها. من أصوات مياه كثيرة، من غمار أمواج البحر، الرب في العُلى أقدر(مز 93: 3 ، 4)


    هناك في المقادس، أمام كرسي الرحمة، بل أمام عرش النعمة، رأى صاحب المزمور أن حبيبه الذي إليه يصرخ مُصليًا، ليس هو المُحب العطوف الودود فقط، بل هو أيضًا صاحب السلطان، الذي بيده نسمة حياة كل إنسان. رآه العلي المتسلط في مملكة الناس، الذي يعزل ملوكًا وينصّب ملوكًا، فيعطيها مَنْ يشاء وينصّب عليها أدنى الناس!

    رآه كما رآه نبوخذ نصر، بعدما عاد إليه عقله: «الحي إلى الأبد، الذي سلطانه سلطان أبدي، وملكوته إلى دور فدورٍ ... وهو يفعل كما يشاء في جُند السماء وسكان الأرض، ولا يوجد مَنْ يمنع يده أو يقول له: ماذا تفعل؟» (دا 4: 34 ، 35).

    إنه ببساطة رأى الرب في العُلى، فرآه أعلى من كل أمواج البحار، وأقدر من كل ضجيج الأنهار، فهتف قائلأ: «الرب في العُلى أقدر».

    وما السر يا ترى أيضًا في هذه القوة التي امتلأ بها بولس أمام كل التحديات التي ذكرها في رومية8: 31- 39؟ إنها ذات الرؤيا: رؤية الرب في العُلى، رؤيته بالإيمان الذي يقبل الإعلان ويصدّقه. فقبل أن يعلن تحديه بالقول: «مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح؟» سبق له أن دخل إلى حضرة الرب، وتمتع هناك بقوة هذا الإعلان: أن المسيح هناك الآن على عرش الله في العُلى يشفع دائمًا لنا!

    لقد رأى المسيح في العُلى شافعًا لنا، فسجل ما رآه والذي لخصه في أربع حقائق مجيدة، وكتبه هكذا: «المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضًا، الذي هو أيضًا عن يمين الله، الذي أيضًا يشفع فينا». ولذلك استطاع أن يقول بعد هذه الرؤيا المجيدة: «مَن سيفصلنا عن محبة المسيح؟» (رو 8: 34 ، 35). لقد رأى المسيح لأجلنا هناك، وقال له الروح القدس: إن هذا الذي تراه هناك قد أحبك حتى الموت، وقد قام وقهر الموت، وقد ارتفع ليجلس على عرش الله في المجد، وهو الآن مخصص نفسه لك! فخرج ليقول لنفسه: مَنْ مثلي؟ لي شفيع في العُلى: من جهة محبته، أحبني حتى الموت، ومن جهة قدرته، قهر حتى الموت، ومن جهة سلطانه، هو على أعلى عرش للمجد، فماذا يعوزني بعد؟

    ماهر صموئيل
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

    السبت 2 إبريل 2005

    اتركها! .. اتركوهم!


    --------------------------------------------------------------------------

    يا سيد، اترُكها هذه السنة أيضًا... وإلا ففيما بعد تقطعها(لو 13: 8 ، 9)
    اتركوهم. هم عميان قادة عميان(مت 15: 14 )


    «يا سيد، اتركها هذه السنة أيضًا»، كان هذا طلب وتوسل الكرَّام لأجل التينة غير المُثمرة. إن رب الكرم أتى وتطلع إلى الثمر لثلاث سنوات، وقد أصابه الإحباط تمامًا وأعطى الأمر بقطع هذه الشجرة. إن الشجرة تُبطِّل وترهق الأرض، وهي تشغل مكانًا يمكن أن يُزرع بما هو مُفيد. فهي ليست غير مُثمرة فقط، ولكنها تضر كذلك. وهذا هو قضاؤها. ولكن الكرَّام يعلم أن سيده ليس "إنسانًا قاسيًا"، بل "رحيمًا وصالحًا"، ولذلك يطلب منه سنة أخرى يُظهر فيها النعمة، وفي هذه الفرصة سيعمل بكل جهده لكي يحرث الأرض ويُسمّدها ويُقلّم الشجرة، فإذا لم تُثمر ستُصيبها الكارثة وتُقطع.

    وقد أُجيب طلب الكرَّام، وتُركت الشجرة لسنة أخرى. ولكن هذه الشجرة ، أي شجرة التين ـ سقطت. وهذه هي إسرائيل التي جاءها المسيح يطلب منها ثمرًا ولم يجد. ولكن إذا كان هذا الأمر صحيحًا على حالة الأمة، أَ فليس صحيحًا كذلك على الفرد؟ «هذه السنة أيضًا» .. وأيضًا .. وأيضًا .. وإلى متى؟ .. يا للاسف! فمع طول الأناة، لا يوجد ثمر، وماذا سيحدث "بعد ذلك"؟ القضاء الذي ينتظر طويلاً ليقضي على الخاطئ فيُقطع!

    «اتركوهم. هم عُميان قادة عُميان». إنه حكم خطير .. نطق به المسيح بالنظر إلى المعلمين الكذبة الذين وضعوا التقليد فوق الكتاب المقدس، والذين علّموا تعاليم هي وصايا الناس. فمن جهة الديانة، كانوا يقتربون بالشفتين، أما قلوبهم فبعيدة عن الله.

    ويا له من اختلاف! إن ديانة الشفتين جذابة وسهلة، ولكن ما أكثر خداعها الوهمي. إنها تتضمن صلاة وترنيم وخطابة، ولكنها لا تؤثر في عرش الله ولا في ضمير الإنسان، وتترك النفس في جفاف وعدم اكتفاء بالرغم من مظاهرها الخلابة جدًا من الخارج، وذلك لأنها لا تعبِّر عن حقائق الكتاب المقدس الصريحة.

    ويا لها من مفارقة عجيبة! فكلما كانت الديانة أكثر تزييفًا وحُمقًا، كلما عظم العناد والتمسك بها «لما سمعوا القول نفروا» (ع12). وشكرًا لله، فإن الكلمة المكتوبة عندما نقبلها بالإيمان البسيط، تجعل كل شيء واضحًا، أما بالنسبة للمعلمين المتكبرين الذين يعتمدون على التقليد، فهم ضد الكتاب، ويقول الرب: «اتركوهم». لقد وضعوا أساسهم وسيتجرعون كأس خرابهم.

    ولسون سميث
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

      الأحد 3 إبريل 2005

      في الأبدية: خروفٌ قائم كأنه مذبوح (3)


      --------------------------------------------------------------------------

      ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروفٌ قائم كأنه مذبوح(رؤ 5: 6 )


      انتهت حياة الرب، على الأرض، وقد أُغمدت المسامير في يديه ورجليه، وآثار إكليل الشوك على رأسه، وطعنة حربة مزقت جنبه، وسياط ألهبت ظهره، ثم دُفن في قبر، لكنه قام منتصرًا ناقضًا أوجاع الموت. ولقد ظهر الرب للتلاميذ في العُلية، بجسد القيامة، وإذ تشكك أحد التلاميذ في حقيقة شخصه (يو 20: 25 - 28). حقًا إن مسيحًا بلا جروح لا يمكن أن يكون مخلصًا للبشر.

      لكن وها الرب قد صعد الآن، مُرفَّعًا، ومُمجَّدًا، فماذا عن آثار هذه الجروح؟ هل انمحت؟ هل تلاشت أمام مجده؟

      أحبائي .. إن هذه السمات، في جسده المبارك، لن تمحوها الأبدية بطولها، إذ سنراه في المجد كخروف قائم كأنه مذبوح. هذا وإن كان في لمحة ظهوره لتلاميذه، بعد القيامة، كانت علامات الصليب في يديه وجنبه سبب فرح لقلوبهم، بدد خوفهم «ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب» (يو 20: 20 )، فهي ستكون أيضًا مصدر أفراحنا، ومادة تشكراتنا، في الأبدية، إذ نتغنى: «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه» (رؤ 1: 5 ).

      وها قد رأينا، أن المسيح أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، بعد أن تشبَّه بنا كالحَمَل. ولِمَ كل هذا؟ «لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب» (أف 5: 25 - 27). فإن عوامل الزمن، التي ظهرت علينا، وما أنتجته الخطية فينا من عيوب ونحن على الأرض، لن يكون لها آثار ونحن في بيت الآب. أما حَمَل الله، فسيكون هو الوحيد الذي ستظل به آثار الصليب إلى أبد الآبدين.

      ليت هذا يكون سبب شكرنا وسجودنا الآن، قبل أن نصل إلى المجد فنراه بالعيان، لتنحني ركبنا له إذ نراه بأعين الإيمان «كخروف قائم، كأنه مذبوح» فتفرح قلوبنا إذ نراه.

      نشأت راغب
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

        الاثنين 4 إبريل 2005

        البيت المسيحي


        --------------------------------------------------------------------------

        فضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم ... وعلموها أولادكم... واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك(تث 11: 18 - 20)


        نرجو ألا يتبادر إلى ذهن أحد أن مجرد قراءة فصل من كلمة الله وسط العائلة يوميًا ثم سكب القلب بصلاة مختصرة لله، هو كل ما تتضمنه هذه الجملة الخطيرة «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» (يش 24: 15 )، كلا، فمرمى هذه الآية أبعد من ذلك بكثير، وهي تشمل كل شيء له مساس بحياتنا الشخصية والبيتية، وتتناول كل تفاصيل الحياة العملية اليومية. ولقد أُعطيت وصية هامة في هذا الخصوص للآباء في إسرائيل في سفر التثنية11: 18- 21.

        ويا لها من أقوال رائعة وجّهها الله لشعبه! ويا له من وصف بديع لِما يريد الله أن يراه في كل بيت. فالله يريد أن توضع كلمته في القلب، وتُربط علامة على الأيدي، وتكون عصائب بين العينين؛ أي أن كلمة الله هي التي توجه وتوحّد سلوكنا ليستقيم ويتوافق مع المكتوب. وعلى الآباء أن يعلّموا تلك الكلمة لأولادهم دائمًا، وأن تُكتب على قوائم أبوب البيت (the doors أي الأبواب الداخلية) وعلى أبوابه (the gates أي البوابات الخارجية)، أي أن تكون كلمة الله سائدة في داخل البيت وتحكم تصرفات الجميع، وبالتالي يسهل جدًا أن يكون مظهر العائلة في الخارج ـ أمام العالم ـ وقد زينته تعاليم كلمة الله بالتقوى والسيرة الحسنة، فتكون العائلة عظة عملية، كلمة حية ومُعاشة عمليًا أمام الجميع (2كو 5: 20 ). فالداخل أولاً، والمظهر الخارجي بعد ذلك لا بد أنه سيعكس حقيقة خضوع أفراد العائلة لكلمة الله.

        ثم يعطي الرب الوعد بطول العمر، وأن تكون أيام الحياة «كأيام السماء على الأرض» (تث 11: 21 )، هذه هي بركة البيت المسيحي الحقيقي حيث تُحَّب كلمة الله وتُطاع. ذلك البيت حيث يعيش الكل بحسب كلمة الله ولأجل مجده، إنما هو قطعة من السماء على الأرض.

        فيا عزيزي القارئ: هل الأمر كذلك في بيتك؟ وإلا فماذا؟! .. ولماذا؟! وإن هذا يمكن أن يكون عندما تُختزن كلمة الله الثمينة فوق كل شيء آخر في قلوب الوالدين، ويسير نظام العائلة وفقًا لتعليماتها، حينئذ تُرى كلمة الله عمليًا على قوائم الأبواب وعلى البوابات، ويتغذى بها الصغار ويشبّوا في طريق الحق. وإن كان الآباء لا يحبون كلمة الله، ولا يسلكون بحسبها، فكيف يمكن أن يكون أولادهم مُحبين للكلمة ومُطيعين لها؟! إنه من العبث أن نعلِّم أولادنا كلمة الله، بينما حياتنا العملية ليست محكومة بمقتضاها.

        فايز فؤاد
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

          الثلاثاء 5 إبريل 2005

          دموع في بيت عنيا


          --------------------------------------------------------------------------

          فلما رآها يسوع تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون .. بكى يسوع(يو 11: 33 - 35)


          وهل ينكر أحد الدموع على المسيحي المحزون؟ وهل من الخطأ أن يبكي المؤمنون إذا هم فقدوا أحباء لهم؟ كلا، إن كنا مثل مريم نبكي عند قدمي يسوع. إن لربنا قلبًا فهيمًا، وهو يعرف أعماق أحزاننا أفضل مما يعرفها أصدقاؤنا وأحباؤنا. وإذ يرى دموعنا يأتي إلينا، وحضوره سلوى لقلوبنا، وتعزية تُسرى عنا أكثر مما تُسرى الدموع.

          إن مرارة القلب معروفة عنده. فعندما مرض حزقيا للموت، أرسل إليه الرب قائلاً: «قد سمعت صلاتك، قد رأيت دموعك» (2مل 20: 5 )، لقد ربط الحزن بين الرب وحزقيا الملك الممسوح، وأُنقذت حياة حزقيا وتحولت أناته إلى نغمات.

          لكن رثاء قلب الله لحزن البشر لم يُستعلن بالتمام إلا عندما جاء ابن الله نفسه إلى هذه الأرض، إلى عالم الدموع. الآن نحن نختبر فيه قوة المحبة الألهية المعزية، أما أولئك الذين رأوا عطفه ورثاءه للمحزونين في أيام جسده، فيستطيعون أن يقولوا مع النبي «أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها» (إش 53: 4 ).

          ويعقوب ويشوع وإرميا، لم يعرفوا قط استعلانًا للعواطف الإلهية كما حصل في كفر ناحوم ونايين وبيت عنيا. وأيوب التقي المُجرَّب كان يحتاج إلى قلب يشاركه حزنه العظيم عندما كانت عيناه «تقطران» الدموع «واحمّر وجهه من البكاء» (أي 16: 16 ، 20).

          لقد جلس أيوب «في وسط الرماد» صامتًا منطويًا على نفسه سبعة أيام وسبع ليالٍ، وجلس معه أصحابه الثلاثة ولم يكلمه أحد منهم بكلمة رثاء. صمتت شفتاه ويبست روحه بسبب الغم الثقيل الذي ملأ قلبه. في تلك الأيام المؤلمة لم يكن يعرف أيوب المتفرد المتوحد شيئًا عن ذاك الذي جاء بيت عنيا معزيًا ومواسيًا.

          صحيح إن الأحزان كثيرًا ما تأتي بالأفكار السوداء المُعتمة المبلبلة، ولكن شكرًا لله أنها أيضًا تأتي بالرب نفسه إلى المحزونين، كما جاء إلى محزوني بيت عنيا. ولما رأت مريم الرب، خرّت عند قدميه خضوعًا وترحيبًا بالفرج القريب.

          ونحن أيضًا نتذكر وعده «لا أترككم يتامى. إني آتي إليكم» (يو 14: 18 ). وإذا حل، له المجد، في القلب، فسنعرف وسنختبر محبته الكهنوتية ورثاءه، ومواطن الجفاف والحرقة في النفس ستترطب بمحضره، وتجد النفس في شخصه الكريم عزاءها وسلواها.

          و.ج. هوكنج
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

            الأربعاء 6 إبريل 2005

            زيارة الرعاة للمولود الإلهي (2)


            --------------------------------------------------------------------------

            فجاءوا مُسرعين، ووجدوا مريم ويوسف والطفل مُضجعًا في المذود. فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي(لو 2: 16 ، 17)


            كم كانت كلمات الرعاة هذه تعزية لقلب المطوبة مريم ... أ تراها صُدمت وهي تلد عمانوئيل في مكان للبهائم؟ قبل أن يطلع النهار كان الرعاة قد حضروا وأخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن الصبي، ولهذا نقرأ أن «كل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها».

            وأما الرعاة أنفسهم فقد رجعوا بعد تلك الزيارة القصيرة، وقد امتلأت نفوسهم بركة في تلك الليلة التي لا تُنسى، إذ يقول البشير: «ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم».

            إنهم أولاً سمعوا رسالة السماء، وسمعوا تسبيحة الجُند السماوي. أما الآن فقد رجعوا يسبحون على ما سمعوا ورأوا. فلقد رأوا بعيونهم المخلص، المسيح الرب، عمانوئيل. وهكذا كافأ الله إيمانهم البسيط إذ صاروا أول بشر، بعد المطوبة مريم ويوسف رجلها، ينظرون وجه الطفل السماوي العجيب، مسيح الله، في ذات ليلة ميلاده.

            وكل رحلة تبدأ بتصديق الخبر، لا بد أن تُختم برؤية المخلص، مسيح الله. وكل رحلة تُختم برؤية المخلص المسيح، لا بد أن يعقبها تسبيح يستمر العمر كله، بل والأبدية أيضًا!

            لقد سمعوا أولاً تسبحة الملائكة، لكنهم بعد أن رأوا مسيح الله لم يعودوا مجرد مستمعين للتسبيح، بل هم أنفسهم سبحوا الله. فتصاعد التسبيح من الأرض إلى السماء ردًا على تسبيح السماء إلى الأرض. بل ربما كانت النغمة ورنة الفرح في تسبيح هؤلاء البسطاء، لا نجد ما يشبهها في نغمة الجُند السماوي. ألم يَقُل الملاك: «وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب؟». صحيح لقد تراءى الله لملائكة، فسبّحوا تسبيحتهم الجميلة، لكن المسيح لم يأتِ ليفدي الملائكة، بل لكي يخلّص البشر.

            طوباكم أيها الرعاة، لقد تعلمتم لغة أهل السماء بمجرد أن وقعت أعينكم على ضيف السماء.

            لكن هذا التطويب الذي للرعاة هو من حقك أنت أيضًا، أيها القارئ الكريم، إن رأيت مسيح الله بالإيمان. المسيح الذي كان مضجعًا في مذود من ألفي عام. والذي مات أيضًا من أجلنا، لكنه قام أيضًا، وهو الآن فوق جميع السماوات.

            يوسف رياض

            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

              الخميس 7 إبريل 2005

              يوسف


              --------------------------------------------------------------------------

              أما الشهوات الشبابية فاهرب منها(2تي 2: 22 )
              ترك ثوبه في يدها وهرب إلى الخارج(تك 39: 13 )

              لقد ترك يوسف ثوبه في يد المرأة الشريرة، امرأة فوطيفار. لكن أين كان هو؟ لقد كان في يده. ثوبه في يدها، لكن هو كله في يده «جميع قديسيه في يدك» (تث 33: 3 ) «ولا يخطفها أحد من يدي» (يو 10: 28 ). ويقول آساف «ولكني دائمًا معك. أمسكت بيدي اليُمنى» (مز 73: 23 ).

              «كان الرب مع يوسف» لكن بأية كيفية كان معه؟ وكيف يكون الرب معنا؟ إنه معنا بقلبه، ومعنا بقوة ذراعيه .. «لكني دائمًا معك».

              لقد خلعت عنه ثوبه، ما هي قوة يديها؟ يقول الكتاب عن المرأة الشريرة «فَوُجَدْتُ أمرَّ من الموت، المرأة التي هي شباك، وقلبها أشراك ويداها قيود. الصالح قدام الله ينجو منها» (جا 7: 26 ). شمشون قطّع الحبال، لكن بعد ذلك وُضعت في يديه سلاسل النحاس، وكان يطحن في بيت السجن، بعد أن قُلعت عيناه، لكن يوسف الذي كان في يد الرب، لأنه «كان الرب مع يوسف» نجا من قيود تلك المرأة الشريرة.

              لا نخف. لقد خلع اخوته عنه قميصه الملون، لكن ظل هو بعينه يوسف. وأخذت المرأة الشريرة ثوبه وظل هو يوسف. لكن للأسف هناك أشخاص، يكونوا مثل يوسف بقميصهم أو ثيابهم، لكن إذا خُلع الثوب لا يعودون مثل يوسف. أما يوسف فهو لم يكن يوسف بقميصه ولا بثوبه، لكن كان يوسف ولو من غير قميصه ومن غير ثوبه.

              أنزلوه إلى البئر، وكان هو يوسف، بيع لفوطيفار عبدًا، وظل هو يوسف، تقوَّلوا عليه كلامًا، وهو نفسه يوسف، دخلت في الحديد نفسه، وما زال هو يوسف. ولما جاء الوقت، كان الرب يقول: ماذا أعمل لواحد قلبي مسرور به جدًا؟ أخرجه من السجن وأجلسه على عرش، والذي خلعوا عنه قميصه وثوبه، ألبسه هو ثياب البوص. واليد التي كانت مُمسكة به وضامنة سلامته، فتحت له القصر، ونُودي أمامه اركعوا.

              لا يوجد أخطر من صورة هذه الأيام، لكن لا يوجد أعظم من الإمكانيات الموجودة لحسابنا.

              ليفتح الرب قلوبنا لنرتمي عليه، ليحفظنا ويسندنا ويلمّع شهادتنا وينطّقنا بالقوة فنُكرمه، وقريبًا سيأتي ونقف أمام كرسيه حيث ينال كل واحد منا ما كان بالجسد.

              وديع جندي
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                الجمعة 8 إبريل 2005

                ما أروع الإيمان !


                --------------------------------------------------------------------------

                فقال له يسوع: إن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن(مر 9: 23 )


                عندما ذهب هدسون تايلور إلى الصين لأول مرة، كان على ظهر مركب، وبينما كانت السفينة تعبر مضايق "مالاكا" جاء القبطان إلى تايلور، إذ كان يعلم إيمانه وأنه يعرف كيف يصلي، وقال له: إنه لا توجد ريح، وفوق هذا يوجد تيار مائي قوي يحمل السفينة صوب جزيرة يسكنها آكلو لحوم البشر، وأضاف القبطان: أرجو أن تصلي لتهب الريح.

                فأجاب تايلور: سأصلي لو رفعت القلوع للريح. فضجر القبطان قائلاً: لو فعلت ذلك قبل أن تأتي الرياح فسيسخر مني البحارة. فأصرَّ تايلور على رفع القلوع قبل أن يصلي. ولما أذعن القبطان لرغبة تايلور، بدأ هدسون تايلور يصلي بإيمان، وبعد 45 دقيقة هبت الريح الشديدة ونجوا.

                قال وليم ماكدونالد: "الإيمان لا يتمم عمله في دائرة الممكن، فلا مجد لله في إتمام ما يمكن إتمامه بشريًا، إنما الإيمان يبدأ حيث تنتهي قوة الإنسان. الشك يرى الصعوبات، أما الإيمان فيرى الطريق. الشك يحدق إلى الليل، أما الإيمان فيرى النهار. الشك يخاف أن يخطو خطوة، أما الإيمان فيحلق في الأعالي. الشك يتساءل مَنْ يصدق هذا؟ فيُجيب الإيمان أنا".

                وقال تشارلس ماكنتوش: "الإيمان يُنزل الله إلى دائرة العمل ولذلك لا يصعب عليه شيء، لا بل هو يهزأ بالمستحيلات. يرى الإيمان أن الله يحل كل مشكلة وكل صعوبة. إنه يضع كل أمر أمام الله. فلا يهم الإيمان في كثير أو قليل إن كان المطلوب ستمائة ألف جنيه أو ستمائة مليون، فإنه يعرف أن الله قادر على كل شيء وهو يسد كل عوز، أما عدم الإيمان، فيسأل: كيف يمكن هذا؟ وكيف يمكن ذاك؟ فهو مملوء تساؤلات، أما الإيمان فله الجواب الأعظم الأوحد لألف كيف وكيف، وذلك الجواب هو الله".

                وقال أحد الأفاضل: "جاء الإيمان متهللاً إلى غرفتي، فإذ كل الضيوف قد اختفت: الخوف والقلق والحزن والهم، ذَهَبتْ في حلكة الظلام، فتعجبت كيف كان ذا السلام؟! فإذا الإيمان يُجيبني: ألا ترى إنهم لا يطيقون الحياة معي؟!

                عزيزي، ألا تشاركني مع الرسل الصلاة للرب يسوع قائلين: «زِد إيماننا! فقال الرب لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذه الجميزة: انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم» (لو 17: 5 ، 6)؟

                زكريا استاورو
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                  السبت 9 إبريل 2005

                  الإيمان والصلاة


                  --------------------------------------------------------------------------

                  لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه(عب 11: 6 )
                  وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه(مت 21: 22 )


                  الصلاة هي القرعات على الباب، والإيمان هو الانتظار والتوقع للاستجابة في الحين الذي يراه الله. قال داود: «بالغداة أوجِّه صلاتي نحوك وأنتظر» (مز 5: 3 ).

                  لقد كان إيليا «إنسانًا تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة (يع 5: 17 ، 18).

                  لقد كان واثقًا كل الثقة وهو يتكلم بجرأة أمام أخآب «حي هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه، أنه لا يكون طلٌ ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي» (1مل 17: 1 )، مستندًا على ما جاء في أقوال الله في سفر التثنية. ثم بعدما قدّم المحرقة واستجاب الله له بنزول النار التي أكلت المُحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه، وهتف الشعب قائلين: «الرب هو الله» وتحولت قلوبهم رجوعًا إليه، كان إيليا واثقًا بأن الرب سيرسل المطر عند قوله كما قال.

                  لقد قال لأخآب اصعد كُل واشرب لأنه حسّ دوي مطر، رغم أن الغيمة الصاعدة من البحر كانت غيمة صغيرة قدر كف إنسان (1مل 18: 41 - 45).

                  وما أجمل أن يُقال عن أبي المؤمنين إبراهيم «إذ لم يكن ضعيفًا في الإيمان، لم يعتبر جسده وهو قد صار مُماتًا إذ كان ابن مائة سنة، ولا مُماتية مستودع سارة. ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله، بل تقوى بالإيمان مُعطيًا مجدًا لله. وتيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضًا» (رو 4: 9 - 21).

                  إن الإيمان يستند على إله وَعَدَ وهو قادر أن يفعل (رو 4: 21 ).

                  إله قد وَعَدَ وهو صادق (عب 11: 11 ).

                  إله قد وَعَدَ وهو أمين (عب 10: 23 ).

                  وقد لا يستجيب الرب الصلاة سريعًا، لكن الصلاة محفوظة ولا بد أن الرب يُجيب عنها في الوقت المعيّن حسب مشيئته وحكمته. «جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب» (مرا 3: 26 ).

                  عايد هنري
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                    الأحد 10 إبريل 2005

                    الابن الوحيد


                    --------------------------------------------------------------------------

                    .. خُذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق... واصعده هناك محرقة (تك 22: 2 )

                    في تكوين 22 تتكرر كلمة "الابن" حوالي عشر مرات (ع2، 3، 6، 7، 8، 9، 10، 12، 13، 16) ومن هذا التكرار يضع الروح القدس أمامنا بصورة بارزة تلك العلاقة الأزلية العجيبة الكائنة والتي سوف تظل إلى آباد الدهور بين الآب والابن. «الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد».

                    وتتكرر كلمة "وحيدك" 3 مرات في هذا الفصل. وكلمة «وحيد» في الأصل تعني "وحيد الجنس" فريد ليس له نظير. وهذا الفصل ـ تكوين22 مرتبط بالمُحرقة، فالذي قُدِّم على المذبح كان هو الابن المحبوب، وعلى قدر ذلك سَمَت وعظمت قيمة ذبيحته. وهذا أيضًا ما نراه في إنجيل يوحنا الذي يكلمنا عنه كالابن الأزلي. فالمحرقة ترتبط بالبنوة الأزلية لأن قيمتها مُستمدة من تلك العلاقة، فالذي بذله الآب على الصليب كان هو الابن المبارك الأزلي.

                    صحيح يجب أن نضع في اعتبارنا أن الذي مات على الصليب كان هو الإنسان يسوع المسيح، لكن هذا الإنسان في شخصه ابن الآب الوحيد، ولا يجوز أن نقول إن الآب حجب وجهه عن ابنه على الصليب ـ لأنه حتى في ثلاث ساعات الظلمة التي فيها كان الإنسان يسوع المسيح تحت دينونة الله العادلة، حتى أنه صرخ «إلهي إلهي لماذا تركتني» كان في نفس الوقت بلاهوته هو الابن الوحيد الكائن في حضن الآب.

                    وقد نتساءل: كيف يكون هذا؟ إنه سر الأسرار العجيب. فعندما يقول الرب يسوع في متى11 «لا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومَنْ أراد الابن أن يُعلن له». لكن لما قال: «وليس أحد يعرف الابن إلا الآب» لم يَقُل كلام بعدها. معنى هذا أن سر الابن المبارك ولا سيما سر اتحاد لاهوته بناسوته، وكذلك موته الكفاري على الصليب هما فوق الإدراك البشري. لكن هل كونه الابن، حتى وهو على الصليب، قلل من الآلام التي قاساها كإنسان؟

                    في الواقع إنه على قدر سمو العلاقة والمحبة، على قدر ما كان إدراكه كإنسان لآلام احتجاب وجه الله عنه عميقًا، وعميقًا للغاية.

                    إن صليب المسيح أمر عجيب جدًا يقف بين الأزل والأبد، لا نظير له على الإطلاق. إن الذي بذله الآب عنا فوق الصليب هو ابن الله الأزلي، يا ليتنا نقدِّر هذا بقلوبنا وعواطفنا.

                    نبيه إسحق

                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                      الاثنين 11 إبريل 2005

                      احفظ قلبك

                      --------------------------------------------------------------------------

                      فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة(أم 4: 23 )

                      الأعداد 20ـ 27 من الأصحاح الرابع من سفر الأمثال. تصلح لأن تكون امتحانًا روحيًا يقيس مدى خضوعنا للرب .. ولمعرفة ذلك، دعونا نسأل أنفسنا الأسئلة الآتية:

                      1ـ إلى أي شيء تميل أذناك لتنصت؟ «يا ابني، أصغِ إلى كلامي، أَمِل أذنك إلى أقوالي» (ع20). إن ما يدخل آذاننا يؤثر على الذهن والقلب، ومن ثم على قرارات الحياة المختلفة. والرسول يحذرنا من «كلام السفاهة والهَزَل» (أف 5: 4 )، ومزمور1: 1 يحذرنا من سماع مشورة الأشرار، ويحضنا الرب في يوحنا10: 3- 5، 16 على تمييز صوته وإطاعة كلامه.

                      2 ـ ما الذي يشغل قلبي؟ (ع23). فالذي يحبه القلب سوف تنصت إليه الأذنان وتتطلع إليه العينان. عندما كان أولادي أطفالاً صغارًا، كانت عيونهم تستقر دائمًا على محلات الآيس كريم ومعارض لعب الأطفال أينما ذهبنا. ومفتاح هذا الجزء هو الآية التي في رأس الكلام. وهي بحسب إحدى الترجمات «لأنه (مز 139: 23 ).

                      3 ـ ما هو الكلام الذي تردده شفتاي؟ «انزع عنك التواء الفم، وابعد عنك انحراف الشفتين» (ع24). إن ما يشغل قلوبنا سوف يعبِّر عن نفسه بكلامنا (مت 12: 33 - 35). وأولاد الله ينبغي أن يكون كلامهم «كلامًا صحيحًا غير ملوم» (تي 2: 8 )، بل وينبغي أن يكون «كل حين بنعمة، مُصلحًا بملح» (كو 4: 6 ). وتتكرر في سفر الأمثال كلمة «فم» ومشتقاتها أكثر من 50 مرة، وكلمة "شفة" ومشتقاتها أكثر من 40 مرة. «مَنْ يحفظ فمه، يحفظ نفسه، ومن يَشحَر شفتيه (أم 13: 3 ).

                      4 ـ ما الذي تتطلع إليه عيناي؟ «لتنظر عيناك إلى قدامك، وأجفانك إلى أمامك مستقيمًا» (ع25).

                      ليتنا مثل داود الذي قال: «لا أضع قدام عينيَّ أمرًا رديئًا» (مز 101: 3 ). وأن نقول مع كاتب مزمور119: 37 «حوّل عينيَّ عن النظر إلى الباطل».

                      وارين ويرسبي

                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                        الثلاثاء 12 إبريل 2005

                        صوت حبيبي


                        --------------------------------------------------------------------------

                        صوت حبيبي. هوذا أتٍ طافرًا على الجبال، قافزًا على التلال(نش 2: 8 )

                        إن ما يميز خراف المسيح عمَن ليسوا من خرافه، هو أنها «تعرف صوته» (يو 10: 4 )، «خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني» (يو 10: 27 )، «وأما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنها لا تعرف صوت الغرباء» (يو 10: 5 ). ومع أن العريس لم يكن قد أتى بعد ليأخذ عروسه إليه، ولكن العروس في شركتها المقدسة معه إذ تسمع صوته، يمتلئ قلبها «فرحًا من أجل صوت العريس» فتهتف على الفور: «صوت حبيبي». حقًا ما أغبط النفس التي تجلس عند قدمي العريس المبارك "لتسمع كلامه".

                        عندما أظهر الرب المُقام ذاته لمريم المجدلية التي كانت واقفة عند القبر تبكي وقال لها: «يا مريم»، عرفته وعرفت صوته، وقالت له: «ربوني»، وكذلك عندما أظهر ذاته لبعض تلاميذه عند بحر طبرية، وتحدث إليهم، قال يوحنا: «التلميذ الذي كان يسوع يحبه» والذي كانت له شركة خاصة معه، «هو الرب» (يو20، 21). ما أحوجنا حقًا إلى شركة أعمق معه حتى تكون لنا «الحواس مدربة» على الإصغاء إلى صوت الحبيب، فإنه بقدر ما تزداد شركة خاصته معه ومحبتها له، بحيث تستطيع أن تقول بحق: «حبيبي»، بقدر ما تجد سرورها وغبطتها في سماع صوته الحلو.

                        «هوذا أتٍ» ومع أن العريس لم يأتِ بعد، إلا أن قلب العروس قد امتلأ شوقًا إليه، وحنينًا إلى لقائه، ويقينًا بأن مجيئه أصبح قريبًا جدًا. هذا الحنين وهذا اليقين هما بعمل الروح القدس الساكن فينا «والروح والعروس يقولان: تعال!»، وهو له المجد يُجيب على حنين القلوب المشتاقة إليه «أنا أصل وذرية داود. كوكب الصبح المنير ... نعم! أنا آتي سريعًا» (رؤ 22: 16 - 20) «لأنه بعد قليل جدًا سيأتي الآتي ولا يبطئ» (عب 10: 37 )، ولا يمكن أن يتباطأ عن وعده، وإن كان قد مضى ما يقرب من ألفي سنة من وقت أن وعد الرب «أنا آتي سريعًا»، ولكن لا يفوتنا «أن يومًا واحدًا عند الرب كالف سنة، وألف سنة كيوم واحد» (2بط 3: 8 )، فكأن مدة غيابه في السماء هي عنده كيومين فقط، ومتى نظرنا إلى المدة بين ارتفاعه إلى السماء ورجوعه ثانية في نور الأبدية، تبدو أمامنا تلك المدة فترة قصيرة حقًا.

                        متى بهنام
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                          الأربعاء 13 إبريل 2005

                          لماذا منتصف الطريق ؟


                          --------------------------------------------------------------------------

                          ثم رفعن أصواتهن وبكين أيضًا. فقبَّلت عُرفة حماتها، أما راعوث فلصقت بها(را 1: 14)


                          عزيزي .. لماذا ترجع من منتصف الطريق وأنت ما زلت في خطاياك؟ طوّح بكل عائق في طريقك. تقدم بلا وجل. أكمل الطريق إلى مخلص النفوس الذي مات لأجلك فوق الصليب، ستراه مُرحبًا بك، يقبلك كما أنت، ويفرح بك، ستفوز في تلك اللحظة بخلاصه الثمين، وتُغفر خطاياك الكثيرة، وتتطهر منها، ولا يعود يذكرها فيما بعد، وتغدق عليك كل البركات التي بلا حصر منه.

                          عزيزي القارئ .. ربما حضرت فرصًا روحية كثيرة، وسمعت أقوالاً مباركة عن المخلص والخلاص، والدعوة وُجهت لك أنت شخصيًا. وقبلت الأقوال بفرح ونشوه، وحاصرك الروح القدس ولم تطعه، وازدريت به وبقيت كما أنت. اسمح لي أن أسألك: «فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره» (عب 2: 3 ). لماذا يا صديقي هذا الإهمال والتقاعس؟ هلا سمعت قصة المرأتين اللتين خرجتا من موآب مع نُعمي؛ واحدة رجعت من منتصف الطريق، هي عُرفه التي معنى اسمها عظام الرقبة "القفا"، أعطت لبلاد الرب، بل للرب نفسه القفا لا الوجه. ولماذا رجعت من منتصف الطريق؟ لأنها حينما خرجت من بلاد موآب، خرجت بقدميها ولم تخرج بقلبها، لكن راعوث واصلت الطريق مع نُعمي إلى النهاية وقال لنعمي: «لا تلّحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنك ... شعبك شعبي، وإلهك إلهي ... ودخلتا بيت لحم في ابتداء حصاد الشعير» (را 1: 16- 22). وبعدها دخلت إلى حقل بوعز، ثم إلى قلب بوعز، ثم إلى بيت بوعز. إنك برجوعك إليه ستصل إلى بوعزنا الحقيقي ربنا يسوع المسيح، وتتمتع بكل ما له، والكلمة تُنير السبيل أمامك. فلا تعمل كعُرفه وترجع من منتصف الطريق، فيكون مصيرك بحيرة النار والكبريت، ودخان عذابك يصعد إلى أبد الآبدين.

                          عزيزي .. نفسك غالية قدّرها الرب بقوله: «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه». ألا تعلم أن العالم باطل وقبض الريح، والأرض والمصنوعات التي فيها سوف تحترق بالنار، والعمر كالخيال إذ يعبر. الآن وأنت تقرأ هذه الكلمات، أغمض عينيك وارفع قلبك بتوبة صادقة بدون تردد قائلاً: "اللهم ارحمني أنا الخاطئ" سوف تسعد في هذه اللحظة .

                          خليل حزقيال
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                            الخميس 14 إبريل 2005

                            يهوذا مُسلمه


                            --------------------------------------------------------------------------

                            وفيما هم يأكلون قال: الحق أقول لكم: إن واحدًا منكم يسلمني ... فأجاب يهوذا مسلمه وقال: هل أنا هو يا سيدي؟ قال له: أنت قلت(مت 26: 21 - 25)


                            في عشاء الفصح الأخير في العُلية، جلس الرب يسوع إلى المائدة مع تلاميذه، وأخذ كل واحد من التلاميذ مكانه المخصص له. وبالتأكيد، كان الرب يسوع يجلس في الوسط، وعن يمينه يوحنا الحبيب لأنه كان «متكئًا في حضن يسوع» (يو 13: 22 ). وأعتقد أن الذي كان متكئًا على يسار الرب يسوع، هو بعينه ذلك التلميذ الخائن: يهوذا الإسخريوطي.

                            وقد يتطرق الشك إلى قلوب الكثيرين من جهة هذا الاستنتاج. لكن البشير متى يدحض الشك بما تضمنه إنجيله، فقد شعر كل التلاميذ بالأسف عندما أنبأهم سيدهم أن واحدًا منهم سيسلمه، فسألوه جميعًا: «هل أنا هو يا رب؟». وردد يهوذا السؤال، يشفعه بلقب بارد، كتلك الألقاب المتداولة بين الناس، «هل أنا هو يا سيدي؟ (مت 26: 20 - 25).

                            وليس من المعقول أن التلاميذ سمعوا هذه الإجابة ولم يحركوا ساكنًا. إذًا لم تطرق أسماعهم كلمات الرب الخطيرة التي أجاب بها سؤال يهوذا. ولو سمع أحد شيئًا من ذلك، لَمَا كان بطرس يومئ برأسه إلى يوحنا، يوعز إليه أن يسأل الرب عن اسم الشخص الذي يقصده بالذات. ولو أن التلاميذ سمعوا الإجابة، ما تركوه يمضي لكي يوقع المعلم والسيد المحبوب في أذى أو شر. ولا يوجد شرح أو تعليل لصمت التلاميذ أمام هذه الكارثة التي أوشكت على الوقوع، إلا أنهم لم يسمعوا ذلك التصريح الذي أجاب به الرب يسوع تلميذه الخائن، ولم يكن ممكنًا أن يمر الأمر بهذه السهولة ما لم يكن الرب قد نطق بتلك الإجابة بصوت منخفض يكفي لتوصيلها إلى أذني يهوذا وحده.

                            ونتصوّر الرب يجلس، يميل على يهوذا ويهمس في أذنه بالرد على سؤاله: ثم تظهر ملامح الصورة كاملة، فنرى الرب يجلس بين يوحنا الحبيب من ناحية، ويهوذا الإسخريوطي من الناحية الأخرى. وكانت الصورة مظهرًا رائعًا للمحبة الإلهية، الفائقة المعرفة. ورغم احتلاله المكان المقرَّب من قلب سيده، ورغم لفتات الحب العجيب، لم تُذِب هذه المنزلة الخاصة قلبه فيتوب ويرجع من غيه، بل تقسى قلبه أكثر وتحجَّر ... فيا للقساوة!!

                            فايز فؤاد
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - إبريل 2005

                              الجمعة 15 إبريل 200
                              اختيار الكنيسة


                              --------------------------------------------------------------------------

                              مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح، كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم(أف 1: 3 ، 4)


                              هناك سبعة أفكار مرتبطة باختيار مؤمني الكنيسة، واضحة في العهد الجديد:

                              1- سلطة الاختيار: الاختيار هو عمل الله بمقتضى نعمته السيادية «المختارين بمقتضى علم الله الآب السابق» (1بط 1: 2 انظر أيضًا أف1: 3- 5؛ رو8: 29، 30؛ تي1: 1).

                              2- زمان الاختيار: قبل تأسيس العالم (أف 1: 4 ). فمهما رجعنا إلى الوراء عصورًا ودهورًا وحقبًا، فإننا لن نصل إلى الأزل عندما لم يكن للكون وجود، وعندما لم يكن خليقة ولا حركة ولا زمن، لا شيء سوى الله وحده. في تلك الأزلية التي لا نعلم عنها شيئًا، حيث لم يكن ملاك يسبح، ولا كروب يطير، في ذلك الأزل السحيق كان المختارون في فكر الله ومقاصده الثابتة.

                              3- مسوغات الاختيار: الاختيار هو «حسب مسرة مشيئة الله» (أف 1: 5 )، و«حسب اختيار النعمة» (رو 11: 5 ) وبالتالي فهو ليس مبنيًا على أي استحقاق من جانب الإنسان (رو 9: 11 - 13، 10: 20، 11: 4- 6؛ يو9). فلا الأعمال الصالحة، ولا حتى التوبة والإيمان كانت سببًا للاختيار، بل هذه جاءت نتيجة له وبرهانًا عليه.

                              4- غاية الاختيار: ليس الاختيار هو لكي لا نهلك، ولا حتى لكي نخلص. فالخلاص يَرِد كحلقة متوسطة تربط بين الاختيار الأزلي والمجد الأبدي (2تس 2: 13 ). لقد كشف الله عن مقاصده الأزلية السماوية، إذ أراد أن يمتلك لنفسه شعبًا يسكنون معه إلى أبد الآبدين في بيته السرمدي، ويكونون مُشابهين صورة ابنه الحبيب ليشاركوه في كل مجده، لكي ينظروا مجده الخاص (يو 17: 20 - 24).

                              5- مدى الاختيار: إن اختيار الكنيسة هو إلى أبد الآبدين «له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع إلى جميع أجيال دهر الدهور» (أف 3: 21 )، إذ سيظل لنا وضع خاص ومميز إلى أبد الآبدين.

                              6- برهان الاختيار: القبول والإيمان والطاعة بالنسبة لإعلان الإنجيل في البداية، ثم حياة الصلاة والتقوى والقداسة والأعمال الصالحة بقية العمر والحياة (2بط 1: 5 - 11).

                              7- هدف الاختيار النهائي: «حسب مسرة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب ... لنكون لمدح مجده» (أف 1: 5 ، 6، 12).

                              يوسف رياض

                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X