إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

    الأربعاء 1 يونيو 2005

    بمَن تؤمن ؟ .. وكيف تؤمن ؟


    --------------------------------------------------------------------------

    لكنني لست أخجل، لأنني عالمٌ بمَنْ آمنت، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم(2تي 1: 12 )

    مع أن الإيمان فعلاً هام، لكنه ليس هو الأهم. فأهم منه جدًا: بمَنْ تؤمن. فلو أنك آمنت، وأخلصت في إيمانك جدًا، لصنم أو لغير الله الحي الحقيقي، فستجلب ضررًا هائلاً لنفسك لا بركة. ولذا فإننا نهيب بالقارئ العزيز أن يتأكد في البداية من صحة الأساس قبل أن يعلي البنيان. وأن يتأكد من وضع مرساة نفسه على صخر الدهور، لا على الأوهام والظنون من أقوال البشر وآراء الفلاسفة المتغيرة. لهذا كان من المهم جدًا أن نبني إيماننا على الإعلان الإلهي. وفي هذا قال الرسول بولس: «الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله» (رو 10: 17 ).

    يلي ذلك في الأهمية: كيف تؤمن. فهناك نوع من الإيمان يسميه الوحي إيمان الشياطين «أنت تؤمن أن الله واحد، حسنًا تفعل، والشياطين يؤمنون ويقشعرون» (يع 2: 19 ). فمن جهة المعرفة، فإن للشياطين معرفة دقيقة عن الله. نتذكَّر قول الشياطين للمسيح: «أنا أعرفك مَن أنت قدوس الله» (مر 1: 24 ). كما أنهم يعلمون شيئًا صحيحًا عن مستقبلهم المُظلم. نتذكر قول الشياطين أيضًا للمسيح: «أَجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا» (مت 8: 29 )، ولذلك فإنهم لا يؤمنون فقط، بل إنهم «يؤمنون ويقشعرون». ولكنهم رغم هذا الإيمان وهذا الخوف، فهم شياطين. ويُخبرنا الرسول يعقوب أن هذا النوع من الإيمان قد يكون في بعض البشر أيضًا.

    ثم هناك الإيمان الوقتي. قال المسيح عن المزروع على الصخر إنهم «ليس لهم أصل، فيؤمنون إلى حين، وفي وقت التجربة يرتدون» (لو 8: 13 ). بكلمات أخرى هو الإيمان بدون توبة، لا قيمة له على الإطلاق. لذا ليحذر القارئ من هذا الإيمان أيضًا.

    أما الإيمان الذي هو عطية الله، فهو يُشبه توصيلة تربط النفس بالله لتستمد منه كل الاحتياجات كيفما كانت. هل هذا الشخص خاطئ؟ لو تم اتصاله بالله، سيحصل منه على الخلاص. هل هو طفل لا يعلم؟ اتصاله بالله يمتعه بالإعلان الإلهي في كلمته. هل هو ضعيف خائر؟ اتصاله بالله يعطيه الثبات والقوة.

    عزيزي .. هل تؤمن؟ .. بمَن تؤمن؟ .. وكيف تؤمن؟

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

    الخميس 2 يونيو 2005

    نعمي ومرارة النفس


    --------------------------------------------------------------------------

    وقالوا: أ هذه نعمي؟ فقالت لهم: لا تدعوني نُعمي، بل ادعوني مُرّة، لأن القدير قد أمرّني جدًا(را 1: 19، 20)

    «نُعمي» معناها "سرور" و«مُرّة» كلمة معناها "مُرّ". فنعمي في مرارة روحها تتهم القدير أنه علة مرارة نفسها. وهذا الكلام محض افتراء، فلم يكن الله مُطلقًا علة مرارة لأحد، بل هو فقط يؤدبنا عندما نخطئ، وهو يفعل ذلك في محبة قلبه، وقصده رّد نفوسنا إليه. أما المرارة التي تشعر بها نفوسنا أحيانًا، فسببها راجع إلى تمردنا على معاملاته معنا، إذ عندما لا نخضع تمتلئ نفوسنا مرارة، ولكن إذ نعترف أننا أخطأنا وأن الرب يعاملنا كذلك من مجرد محبته ورحمته، ونحتمل التأديب، ففي هذه الحال تحزن نفوسنا فينا، ولكنها لا تشعر بشيء من المرارة مُطلقًا. إذًا المرارة ليس مصدرها الرب، بل علتها عدم خضوعنا نحن لمعاملات الرب معنا.

    الرب يحبنا ويعزنا، ولا يهون عليه أن نبقى بعيدًا عنه، وعواطفنا مشغولة بآخر سواه، ولذلك يسعى حتى يُرجع عواطفنا إلى المشغولية بشخصه الكريم وحده.

    رجعت نُعمي ومعها راعوث، وكان ذلك «في ابتداء حصاد الشعير» (را 1: 22). وما أجمل المعنى الروحي الذي ترمي إليه هذه العبارة، فراعوث تمثل لنا المؤمن في بدء إيمانه بالله، فهي قد تركت موآب وارتبطت بالله وبشعبه، ولقد كان ذلك الوقت بمثابة ابتداء حصاد الشعير.

    كان حصاد الشعير أولاً، وكان يليه حصاد الحنطة ثم جني الكروم ... إلخ. فإذا ذلك الوقت كان بدء جمع خيرات تكثر وتزداد على مرّ الأيام. ولا شك في أن الخيرات في زمن حصاد الشعير كانت كثيرة، ولكنها كانت أيضًا بمثابة وعد بخيرات عتيدة أكثر.

    هذا نصيب كل مؤمن، إذ عند إيمانه بربنا يسوع المسيح، يتمتع بأشياء كثيرة، فيختبر محبة الرب له، ويتحقق غفران خطاياه، ويعرف خلاص نفسه، هذه كلها بركات كثيرة وعجيبة جدًا، ولكن سرعان ما يتقدم المؤمن في الطريق حتى يختبر عُمق وغنى بركات الله. فالروح القدس يكشف له أكثر فأكثر عن حقيقة محبة الرب له، وهكذا يتدرج به من إعلان إلى إعلان عن محبة الرب وكفايته حتى يرى هذا المؤمن أن ما عرفه وتمتع به في بداية الإيمان، إنما كان بمثابة ابتداء حصاد الشعير الذي أُغدقت بعده بركات كثيرة غنية.

    ج.ب. روبرت
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

      الجمعة 3 يونيو 2005

      صوت حبيبي قارعًا


      --------------------------------------------------------------------------

      أنا نائمة وقلبي مستيقظ. صوت حبيبي قارعًا: افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي! لأن رأسي امتلأ من الطل، وقُصصي من ندى الليل(نش 5: 2 )

      نرى العروس في سفر النشيد وهي في القمة روحيًا في نهاية الأصحاح الرابع، حيث تقول: «ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمره النفيس». لقد كان كل شيء في توافق مع رغبات وأشواق العريس الذي يُسّرّ بأن يرى من تعب نفسه ويشبع. ولا يوجد ما يعكر أو يكدّر. إنها مستعدة لاستقباله ومُرحِّبة به بسرور واشتياق. وهذه صورة المحبة الأولى في نضارتها. لكننا بكل أسف نرى تحولاً كبيرًا وانحدارًا مُحزنًا في حالتها مع بداية الأصحاح الخامس. فنسمعها تقول: «أنا نائمة وقلبي مستيقظ». فالقلب يحّن للرب، ولكنها لا تميل أن تجهد نفسها من أجله.

      كان الرب في الخارج يقرع وهي في الداخل في حالة الاسترخاء والكسل. وكم من المرات يصل المؤمن إلى هذه الحالة التي يستثقل فيها الأمور الروحية. فإما أن يهملها أو يتممها ببرود، ويمارسها بلا قلب، فتصبح مجرد شكليات. وقد يصل إلى حالة من الاستغناء والاكتفاء بالنفس ولا يشعر بالخسارة إذا انقطعت الشركة بينه وبين الرب.

      ولكن هل جفاء العروس وفتور محبتها، يمكن أن يغيِّر قلب العريس ومشاعر محبته؟ حاشا. لقد أحب خاصته إلى المنتهى. لقد تكلم إلى قلبها بأعذب وأرق الكلمات قائلاً: «افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي». أما هي فلم تكن مستعدة لاستقباله، فقدمت أعذارًا واهية. آه، عندما نرضي ذواتنا ونهمل حقه علينا ورغباته في أن يشبع بنا. نعم، إن تحقيق رغباته قد يكلفنا بعض التضحيات وإنكار النفس، لكن الحبيب الذي أعطانا نفسه يستحق أن يأخذ منا كل شيء.

      إن صوت الحبيب وقرعاته الحانية لم يكونا كافيين لإنهاض العروس. فيا لها من حالة تبلد. لكنه لم يفشل. لقد أظهر المزيد من محبته. «حبيبي مدَّ يده من الكوة فأنَّت عليه أحشائي». وهذا كان مؤثرًا ومُحركًا ومُنهضًا لها. إنه يستعمل أساليب مختلفة، وقد يكون بعضها مؤلمًا، لكي يسترد محبتنا وعواطفنا له. لقد نجح في أن يصل إلى قلبها، ويلهب هذا القلب ويشعل المحبة فيه. فصارت لا تستطيع أن تجد راحة بدونه، ولا تجد لذة في غيابه. لقد صار لها كل شيء. فقالت: «إني مريضة حُبًا». وهذا دليل الصحة الروحية عندما يُمتلك القلب بمحبة المسيح الغامرة.

      محب نصيف
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

        السبت 4 يونيو 2005

        النفس الشبعانة


        -------------------------------------------------------------------------

        النفس الشبعانة تدوس العسل، وللنفس الجائعة كل مُرّ حلو(أم 27: 7 )


        الطبيعة الجديدة في المؤمن تملأه بالرغبة للإتجاه إلى الله والحديث والتعامل معه والاحتماء فيه. هذا التعامل الصحيح مع الله، يُمارس في علاقة تتضمن معرفة صحيحة وإدراك واعِ عمن هو الله؛ مَنْ هو في سلطانه، وكيف أنه صالح في كل ما يفعل، وبالتالي الخضوع له في كل شيء، وفي يقين كامل أن «كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله»؛ مَنْ هو الله في قداسته وبره، في محبته ونعمته، في مراحمه وصبره وطول أناته، وكيف أنه في صف المؤمن بلا حدود وبلا نهاية، وأنه «إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى» (يو 13: 1 ). هذه العلاقة تتضمن أيضًا معرفة مَنْ هو الإنسان، وعدم محدودية فساده وعناده، وأيضًا مسكنته وضعفه، والتفكر بهذه الأمور وتذوقها اختباريًا بصفة مستمرة، فيه إشباع روحي «لأنه حسنٌ أن يُثبَّت القلب بالنعمة» (عب 13: 9 ). إن التعامل الصحيح مع الله (وليس مجرد الإيمان) على أساس صحيح من المكتوب، هو أعظم واقي من العلل النفسية.

        وعندما يقود الروح القدس المؤمن في حياته، ويسيطر على أفكاره وعواطفه ودوافعه، ويجعل علاقته مع الله ليست علاقة غرضها فقط سداد الأعواز، بل علاقة شركة مُمتعة يشبع فيها القلب وترتوي فيها النفس، عندئذ يسمو العنصر الروحي، وتتقدم مطاليب الروح مسيرة حياة المؤمن، وينخفض معها صوت الاحتياجات النفسية الإنسانية، ويكون هناك توافق وانسجام بين رغبات الروح ومتطلبات النفس البشرية وحتى الجسدية، ويكون هناك اندماج وانسجام مُريح بين وظائف كل مكونات الإنسان: الروح والنفس والجسد، مثلما نقرأ: «يا الله، إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء» (مز 63: 1 ) أو «قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي» (مز 84: 2 ). فنفس المؤمن تكون في هذه الحالة في هدوء واستقرار، كما تكون كل رغباته وآماله متوافقة مع رغبات الروح القدس. فما يُسرّ الله ويرضيه، هو نفسه الذي يملأ نفس المؤمن بالسرور ويُسعده، وعندئذ سوف تكون كل تفاعلات المؤمن؛ سروره وأحزانه، هدوءه وانفعاله، محبته وبغضته، متوافقة مع ما يراه الله.

        عصام عزت
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

          الأحد 5 يونيو 2005

          الغني الذي افتقر


          --------------------------------------------------------------------------

          فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره (2كو 8: 9 )


          لا شك أننا نخطئ فهم صفة آلام المسيح على حقيقتها، ونضل كل الضلال، إن نحن لم نحمل في بالنا ونؤمن في قرارة نفوسنا أنه ابن الله هو الذي جاء ليبذل حياته لمجد أبيه وفداء الآخرين.

          فارفع عينيك من النهر إلى منبعه، ومن أشعة النور والمحبة إلى المصدر والينبوع الأصلي الأزلي. فأنت تعرف نعمة ربنا يسوع المسيح، كيف كان فقيرًا، ولم يكن له أين يسند رأسه. واذكر أن هذا الذي كان فقيرًا، قد صار فقيرًا بمحض إرادته مع أنه الغني، رب السماء والأرض. وأنت تعرف نعمة ربنا يسوع المسيح، كيف وُلد من امرأة وصار تحت الناموس، وكيف أنه هو نفسه، من محض إرادته، وبفضل قوته ومحبته اللانهائية، قد أخلى نفسه وترك مجده جانبًا. وأنت إذ تذكر لطفه ووداعته، تعبه وجهاده، غيرته التي لا تكّل وصبره الذي لا يمّل، وكيف أنه تعلَّم الطاعة، لا تنسَ أن الابن، المعادل للآب، هو الذي باختياره تعلّم الطاعة.

          تراه مرفوضًا ومحتقرًا من الناس، مرذولاً ومخذولاً، مضروبًا ومتفولاً على وجهه، مجلودًا ومُسمرًا على الصليب، فتقول إنه رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن، ولكن لا تنسَ أيضًا أن تقول إنه ابن الله القوي المجيد الذي له تخضع جميع ربوات الملائكة وتطيع أمره، وهو الذي من محض إرادته الإلهية وسلطانه المُطلق جُعِل خطية، وقدّم نفسه بروح أزلي فدية عن كثيرين.

          انظر في حياة وطاعة وآلام يسوع البرهان على بذل نفسه الاختياري واحتضانه لك ولقضيتك ـ ذلك البذل والاحتضان الذي تم شرعًا وقضاءً في الأزلية وهو بعد في لاهوته الكُلي المجد، وما تجسده وحياته وعمله على الأرض إلا التتميم العملي لتلك المشيئة القديمة الأزلية؛ مشيئة المحبة الإلهية. احذر من أن ترى فيه مجرد إيمان وطاعة وآلام وموت ابن الإنسان، بل اذكر على الدوام لاهوته الأزلي مالئًا ناسوته ومعضدًا إياه في جميع خطواته. فلأن دمه هو دم ابن الله، المسفوك طوعًا واختيارًا بحسب العهد الأبدي، لذلك فإن هذا الدم يستطيع أن يطهر من كل خطية. حقًا مَنْ يستطيع أن يسبر غور هذه المحبة، وعمق هذه النعمة، ومقدار هذه التضحية؟

          أدولف سفير
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

            الاثنين 6 يونيو 2005

            محبة العالم


            --------------------------------------------------------------------------

            لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب(1يو 2: 15 )


            لا يوجد تباين صارخ بين محبتين، كما توجد بين محبة العالم ومحبة الآب. والوحي يُخبرنا أنه كما أن الجسد يشتهي ضد الروح (غل 5: 17 )، وكما أن الشيطان هو العدو الشخصي للمسيح (مت 13: 24 ، 25، 37، 39)، فإن العالم مضاد للآب. قال الرسول يوحنا: «إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب» (1يو 2: 15 ). كما قال الرسول يعقوب: «أيها الزناة والزواني، أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله، فمَنْ أراد أن يكون مُحبًا للعالم فقد صار عدوًا لله» (يع 4: 4 ).

            ولا يمكن أن نتصور أسلوبًا أقوى مما استخدمه الرسول يعقوب وهو يحذرنا من محبة العالم. لقد نعتها بأنها زنى روحي، كما قال إنها عداوة لله.

            هكذا إلى هذا الحد؟ زنا وعداوة. فكما تخون المرأة رجلها، هكذا المسيحي عندم يريد أن يصادق العالم! ورسول المحبة، الرسول يوحنا، يقول لنا: «لا تحبوا العالم»! وكلمة العالم هنا هي باليوناني "كوزموس"، وتعني النظام الذي ابتدعه الشيطان وجمَّله ليحفظ الإنسان فيه بعيدًا عن الله. وهو نظام من وحي الشيطان، ويكره كل شيء مصدره الله، ومُعادٍ تمامًا له. فهل نتهاون بعد ذلك مع محبة العالم؟!

            وجّه أليهو سؤالين إلى أيوب في العهد القديم: «إن أخطأت، فماذا فعلت به (أي 35: 6 ). والإجابة على هذين السؤالين يمكننا أن نفهمها أفضل في ضوء العهد الجديد، وفي ضوء علاقتنا الخاصة مع المسيح. إننا من كلمات الرسول يعقوب، يمكننا أن نقول: إننا إن أخطأنا، فقد كسرنا قلب المسيح الودود، تمامًا كما يحدث عندما تخون المرأة رجلها الذي يحبها. فهي عندما خانته، مع صديقه أو مع عدوه، لم تعمل له شيئًا فعليًا أو ماديًا، لكنها في واقع الأمر عملت الكثير جدًا، لقد كسرت قلبه نظرًا لخيانتها له. هكذا إلى هذا الحد محبة العالم يا قديسي الله!

            بل إنها ليست خيانة زوجية فقط، بل هي أيضًا خيانة قومية. بلغة العصر الحاضر، هي انضمام إلى العدو في أثناء الحرب. محبة العالم من هذا المنطلق هي إعلان للحرب ضد الله. «ومَنْ أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صار عدوًا لله»!

            يوسف رياض
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

              الثلاثاء 7 يونيو 2005

              يُعلق الأرض على لا شيء


              --------------------------------------------------------------------------

              يمد الشمال على الخلاء، ويعلق الأرض على لا شيء(أي 26: 7 )


              عندما نطلب الرب للخلاص والإنقاذ من أي أمر، نحن ميالون إلى معرفة أي الأشياء المادية المنظورة جاهزة ليستعملها الله في خلاصنا. إن كنا نصلي من أجل مساعدة مالية، نميل إلى التفكير فيما يحيط بنا، وهل هناك شخص غني يحركه الرب ليقرضنا ما نحتاج إليه!! وإن فشلت أعيننا في العثور على هذا الشخص الغني، يصبح من الصعب علينا أن نؤمن بإمكانية سد حاجتنا من المال.

              وإن كنا نطلب وظيفة لنضمن الحصول على معيشة الحياة الحاضرة، نجدّ ونسعى في الأوساط التجارية والصناعية لعلنا نعثر هناك على وظيفة خالية، وإن وجدنا أن الأيدي العاملة أكثر من المطلوب، قلما يبقى لنا أمل في الحصول على أية وظيفة.

              وإن كنا في مرض وتحير الأطباء في الدواء، ولم نشعر بأي تحسن في الصحة، صعب علينا أن نُقنع أنفسنا باحتمال السرعة في الشفاء .. وهكذا دائمًا ننظر ونبحث عن وسائل مادية منظورة يمكنها أن تساعد الرب في تنفيذ أعماله. هذه النظرة مهما كانت لا بد وأن تلقي ظلاً قاتمًا على أفكارنا، وكلما اختفى أثر الأمور المادية التي نؤمل فيها، كلما ازداد الجو اكفهرارًا وقتامًا أمامنا.

              ولكن تفكّر في الأمر قليلاً، فإنه ليس ضروريًا بأي حال من الأحوال بأن ترى معونة منظورة، لأن الله ليس محتاجًا إلى شيء منظور ليبدأ بواسطته «في البدء خلق الله السماوات والأرض» (تك 1: 1 )، فمن أي شيء خلقها؟ من لا شيء على الإطلاق (عب 11: 3 )، ومع ذلك فإن السماوات والأرض تؤدي وظائفها بإتقان تام.

              ولما خلق الله الأرض، على أي شيء علّقها؟ «على لا شيء» (أي 26: 7 )، ومع ذلك فإنها معلقة بإتقان كامل. أ ليس كذلك؟ إنها تسير في فلكها حول الشمس سيرًا منظمًا ودقيقًا. حسنًا، فالله الذي عمل الشمس والقمر والنجوم من لا شيء، ويحفظها في سيرها المنظم وهي معلقة على لا شيء، يستطيع أن يسد كل أعوازك، سواء كان هناك شيء يبدأ به أو لم يكن شيء على الإطلاق. أ ليس هذا عجيبًا؟!

              عزيزي .. ثق فيه، فإنه سيملأ كل احتياجك ويسد كل عوز لك، ولو لم يكن هناك شيء منظور أو بالحري من «لا شيء».

              تشارلس سبرجن
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                الأربعاء 8 يونيو 2005

                المحبة العُظمى


                --------------------------------------------------------------------------

                ولكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا(رو 5: 8 )


                في هذه الآية يمكننا أن نلاحظ الآتي:

                أولاً: الله في القول: «ولكن الله». الله القدوس، الله العظيم، الله القدير، الله العادل، الله الديان، وقُل فيه كيفما شئت في صفاته وعظمته، فكلمة الله تؤكد عنه أنه هكذا، لكن هنا في هذه المناسبة لم يعلن لنا أن الله بيَّن غضبه وإن كان هذا سيُعلن في المستقبل «يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة» (رو 2: 5 )، لكن يقول الروح القدس لنا «ولكن الله بيَّن محبته لنا»، وكان لا بد من استعلانها في مشهد خراب الإنسان الذي لا يصلح معه إلا المحبة والنعمة اللتان بهما يُرجعه الله إليه.

                ثانيًا: نحن في القول: «لأنه ونحن» .. وهنا نسأل: مَنْ نحن يا ترى؟ مكتوب عنا «الإنسان الرِّمة، وابن آدم الدود» (أي 25: 6 )، الإنسان الذي ناصب الله العداء «فيقولون لله ابعُد عنا، وبمعرفة طرقك لا نُسرّ. مَنْ هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» (أي 21: 14 ، 15). ويقول الروح القدس عن أوصاف الإنسان الذي أعلن له الله محبته «إذ كنا بعد ضعفاء .. فجار .. ونحن بعد خطاة .. إن كنا ونحن أعداء..» (رو 5: 6 - 10). رغم هذه الأوصاف الرديئة، لكن الله ـ تبارك اسمه ـ «بيَّن محبته لنا»

                ثالثًا: المسيح في القول: «مات المسيح لأجلنا»، وهنا نرى سمو الإعلان، فالله لم يتكلم إلينا كلامًا عن محبته، لكن أعلن وأظهر هذا الحب من خلال بذله لابنه الوحيد «الذي لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين» (رو 8: 32 ). لم يشفق على ابن محبته، مسرة قلبه، وحيده، موضوع لذته وشبعه، بل بذله لأجلنا!!

                نعم، إنها المحبة الحقيقية التي بلا رياء، إنها المحبة العظمى التي لا تُقارن بها محبة أخرى ... إنها المحبة التي تذهب لأجل الضال حتى تجده لتُسعده وتُفرّحه (لو 15: 4 - 7) .. إنها المحبة التي تعطي الحياة الأفضل لأنها دبرت هذا في الصليب (يو 10: 10 ).. إنها المحبة التي أتت لكي تطلب وتخلص ما قد هلك (لو 19: 10 ). إنها المحبة التي ترحّب وتسعى وتطلب ولا ترفض أحدًا (يو 6: 37 ).

                عزيزي القارئ .. هل تبحث عن مُحب لك؟! تقدَّم إلى الرب يسوع المسيح بثقة، إنه «مُحب للعشارين والخطاة» (لو 7: 34 ).

                حليم حسب الله
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                  الخميس 9 يونيو 2005


                  بتروباس ... مثل أبيه



                  --------------------------------------------------------------------------

                  سلموا على ... بتروبَاس(رو 16: 14 )


                  «بتروبَاس» اسم يوناني معناه "حياة أبيه" أو "مِثل أبيه" أو "يسير في خطوات أبيه" (father's walk).

                  ونحن نعلم كم يسعد الآباء حين يرون أولادهم يتمثلون بهم ويتبعون خطاهم. وإذا رأينا فتى صغير يتبع خطوات أبيه عن قُرب، نجده يستطيع أن يسلك بدون رياء وتصنُّع، نفس سلوك أبيه. إن هذا الصبي يحمل ذات الملامح والصفات التي للأب، ذلك لأنه يمتلك ذات حياته وطبيعته التي تجعل تصرفاته حقيقية. وهذا ما يريدنا الله الآب أن نتممه إذ قد وُلدنا من زرع إلهي وصرنا أولادًا لله وأُعطيت لنا الحياة الأبدية وصرنا شركاء الطبيعة الإلهية أدبيًا (2بط 1: 4 )، فعلينا أن نتصرف في حياتنا مُظهرين صفات الله أبينا «فكونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء» (أف 5: 1 ). إنه ـ تبارك اسمه ـ ينتظر منا أن نتمثل به، وهو مثالنا في كل شيء؛ في الفكر والكلام والعمل. فدستور أو قانون سلوك المسيحي، ليس هو مجرد أوامر أو نواهي، بل هو الله نفسه مُعلنًا ذاته وصفاته في ابنه الحبيب ربنا يسوع المسيح (يو 1: 18 ؛ يو14: 9؛ كو2: 9؛ 1يو2: 6). ويمكننا تتبع هذا الفكر في بعض أيات الكتاب المقدس:

                  * «لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات» (مت 5: 45 )، أي لكي تُظهروا بحياتكم العملية حقيقة ما أنتم عليه.

                  * «كونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل» (مت 5: 48 ). والمقصود هنا النُضج الروحي الذي يُمكِّن المؤمن من إظهار البر العملي للجميع، فيكون في عطائه مثل أبينا السماوي الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيِّر (مت 5: 43 - 48).

                  * «كونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم» (لو 6: 36 ).

                  * «وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضًا في المسيح» (أف 4: 32 ).

                  * «فكونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء، واسلكوا في المحبة» (أف 5: 1 ، 2).

                  * «بل نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة» (1بط 1: 15 )، وهذا يتطلب انفصالاً عن كل دنس، كما يتطلب تكريسًا كاملاً لله (2كو 6: 14 - 7: 1).

                  فايز فؤاد

                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                    الجمعة 10 يونيو 2005

                    أواني على الطريق


                    --------------------------------------------------------------------------

                    فقام يوناثان بن شاول وذهب إلى داود إلى الغاب وشدد يده بالله، وقال له: لا تخف لأن يد شاول أبي لا تجدك، وأنت تملك على إسرائيل(1صم 23: 16 ، 17)


                    إن الإيمان الحقيقي يُقرّ بالوسائل البشرية ولا يحتقرها أو يستخف بها، تلك الوسائل البشرية التي يرتبها الله لخدمتنا ونحن في الطريق. وإن كان الإيمان الحقيقي لا يضع قلبه على تلك الوسائل بديلاً عن الله، على أن يقبلها من يد الله كلٌ في وقتها. فالإيمان يستند على الله في كل شيء، في الوقت الذي لا يستخف بوسائله البشرية المنظورة إن اختلفت أو تنوعت في خدمتها لنا حسبما تقتضي الحاجة والحالة، فمن وراء هذه كلها يقف مَنْ يرتكز عليه إيماننا بشدة.

                    فأمامنا ثلاثة من الأواني البشرية ظهرت في حياة داود عندما أعيا من مطاردة شاول له، فقد تبعه من مكان إلى آخر كما يتبع الصياد الحَجَل في الجبال (1صم 26: 20 ). و"الحجل" طائر بري ويُسمّى "موري" في العبرية ومعناه "الصارخ" وهو يطير على جبال فلسطين، ويطارده الصيادون حتى يتعب، ثم يتم صيده. وهذا التشبيه هو ما أطلقه داود على نفسه كطائر الحجل، وشاول كالصياد الذي يطارده. وعليه فأين يذهب داود، ذلك الطائر المُتعب من مُطاردة الصياد؟ لقد أعدت له عناية الله شيخًا يحمل قلبًا رعويًا وجد في أبوته مصدرًا للراحة والأمان، هذا ما وجده الشاب داود في صموئيل الشيخ (1صم 19: 18 ).

                    وعندما أصرّ الصياد على مطاردة ذلك الطائر المسكين، أرسلته عناية الله هاربًا إلى مدينة الكهنة في نوب حيث كانت هناك آنية رحمة في انتظاره حيث أمده أخيمالك بطعام وهو جائع، وعند ذهابه أمده بسيفه (1صم 21: 6 ، 9). فقد استمد كزيتونة خضراء في بيت الله (مز 52: 8 ) أكسير حياته وقوتها. وأ لسنا نجد في طريقنا أواني تحمل لنا كلمة الله التي تمدنا ونحن في حالة الإعياء، بالقوة والطاقة لنواصل سيرنا. وعندما ذهب داود إلى برية زيف، أراد الزيفيون أن يسلموه إلى شاول (1صم 23: 19 ، 20). ففي هذا الجو نراه وحيدًا مُحاطًا بالبغضة والكراهية، فأين الله في مشهد كهذا؟ لقد أرسل الله آنية أخرى تحمل لداود حبًا رقيقًا صادقًا مُخلصًا لينعش قلب عبده؛ لقد أرسل له حبيبه يوناثان (2صم 23: 16 ، 17).

                    فما أعجب تنوع تلك الأواني البشرية التي في جُعبة الله والتي يستحضرها لقديسيه وقت الحاجة حيث الشركة والأمان في صموئيل، والإطعام والقوة في أخيمالك، وأخيرًا المحبة والإنعاش في يوناثان.

                    جوزيف وسلي
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                      السبت 11 يونيو 2005

                      جذبة المحبة


                      --------------------------------------------------------------------------

                      اجذبني وراءك فنجري(نش 1: 4 )


                      ما أشد حاجة المؤمن الحقيقي في هذه الأيام التي سادت فيها روح لاودكية، روح الفتور والهُزال الروحي حتى بين المؤمنين الحقيقيين، فقصرت خطواتهم في المسير والركض وراء الرب، أقول ما أشد حاجة المسيحي الحقيقي إلى سكب قلبه أمام الرب والتوسل إليه بهذه الطلبة «اجذُبني».

                      ثم أن هنا شيئًا آخر جديرًا بالملاحظة، وهو قول العروس: «اجذُبني» (بصيغة المفرد) «فنجري» (بصيغة الجمع). فإن ركْضنا وراء الرب لا ينشئ بركة لنفوسنا فقط، بل يؤثر في نفوس الآخرين ويوقظ مشاعرهم ويقودهم إلى معرفة المخلص الوحيد، وبالتالي ليجروا معنا وراءه. فيا لها من مسئولية خطيرة إذ أن كل كلمة ننطق بها وكل عمل نعمله، لا بد أن يترك أثره في نفوس الآخرين.

                      نعم، إن مسئولية كنيسة الله، التي هي عمود الحق وقاعدته، خطيرة جدًا. فإذا ما كانت الكنيسة ناهضة وأمينة لرأسها المبارك، فإنها تستطيع أن تربح نفوسًا كثيرة وتجتذبها إلى المسيح، وحيثما تجد مؤمنين قريبين من الله ورجال صلاة يُرون ـ أفرادًا وجماعات ـ على ركبهم أمام الرب، فإنه تكون لحياتهم قوة مؤثرة وجذابة للبعيدين إلى المسيح. لما حدثت الزلزلة العظيمة في سجن فيلبي بسبب صلاة وتسبيح بولس وسيلا (أع16) وانفكت قيودهما، انفكت معها قيود بقية المسجونين، هكذا إذا تحرر المؤمنون من الرُبط العالمية ومن الفتور الذي استولى على الكثيرين منهم، فلا بد أن هذا يؤول إلى تحرير كثيرين من أهل العالم الذين ربطهم الشيطان بقيود الموت الأبدي «رُد لي بهجة خلاصك، وبروح مُنتدبة اعضدني. فأُعلِّم الأثمة طرقك، والخطاة إليك يرجعون» (مز 51: 12 ، 13 انظر أيضًا يو4: 28- 30، 39).

                      ومن الناحية الأخرى، فإن عدم أمانتنا للرب لا يقصر ضرره علينا، بل يسبب ضررًا للآخرين. لما قال بطرس للتلاميذ الذين كانوا معه عند بحر طبرية: «أنا أذهب لأتصيد، قالوا له نذهب نحن أيضًا معك» (يو 21: 3 )، وبذا لم يسبب تعبًا لنفسه فقط، بل وللباقين أيضًا «اصنعوا لأرجلكم مسالك مستقيمة، لكي لا يعتسف الأعرج، بل بالحري يُشفى» (عب 12: 13 ). ليتنا لا نجعل عثرة في شيء، ولنذكر دائمًا قول السيد: «ويل لمن تأتي به العثرات».

                      متى بهنام
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                        الأحد 12 يونيو 2005

                        الله ظهر في الجسد


                        -- -- -- --------------------------------------------------------------------

                        وبالإجماع عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد(1تي 3: 16 )


                        هل هذا معقول؟ أ يظهر الله في صورة بشر؟! كيف يكون هذا؟ ولماذا؟

                        أما كيف يكون، فليس مستحيل عند الله. والله إن أراد أن يدخل إلى خليقته في شبه صورة البشر، لن يكون هذا بالمستحيل عليه، وإلا ما كان هو الله.

                        أما: لماذا ظهر الله في الجسد؟! فهناك العديد من الأسباب بحسب كلمة الله:

                        أولاً: تواصل الإنسان مع الله. كم حَنَّ الإنسان لأن يرى الله. هذا الحنين نسمعه من أفواه الكثير من رجال الله في العهد القديم: فمثلاً قال أيوب الصدّيق في سفر أيوب 23 «هأنذا أذهب شرقًا فليس هو هناك، وغربًا فلا أشعر به. شمالاً حيث عمله فلا أنظره، يتعطف الجنوب فلا أراه». وموسى، كليم الله، تجاسر يومًا وقال لله: «أرني مجدك». فقال له الرب: «لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش» (خر 33: 20 ).

                        بل حتى في العهد الجديد، عبَّر فيلبس، عن هذه الأمنية العزيزة، إذ قال للمسيح: «يا سيد أرنا الآب وكفانا» (يو 14: 8 ).

                        ثانيًا: قرب الله إلينا: الله العظيم العالي، الذي صوَّرته بعض الفلسفات البشرية أنه يعيش في برج عاجي، هل هو يحس بآلام البشرية المسكينة المعذبة؟ هل يحس بما تكتوي به قلوبنا عندما نفقد عزيزًا لدينا؟ هل يحّس بنا لو دخلنا في ضائقة، ولم نجد حتى قوت يومنا؟ ماذا عندما يتعرض القديسون لبُغضة الناس واضطهادهم؟ أين الله في كل هذا؟ إن أمثال هذه الأسئلة وُجدت عميقة في وجدان البشر والأتقياء عندما طحنتهم رحى المصائب واكتووا بنيرانها.

                        ثالثًا: لكي يكون هو الكفارة: لقد أخطأ الإنسان. وأجرة الخطية هي موت. ولقد اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع. فكيف يمكن للإنسان أن يتبرر عند الله؟ وكيف يزكو مولود المرأة؟ لقد كنا نبحث عن فادٍ يفدي نفوس البشر. فجاء الإعلان الكريم مؤكدًا أن «الأخ لن يفدي الإنسان فداءً، ولا يعطي الله كفارة عنه. وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر» (مز 49: 7 ، 8). و كان الأمل في شخص يأتينا من عند الله، يكون كفوًا أن يسدد، نيابة عن الإنسان الخاطئ، كل مطاليب الله العادلة، ليمكنه أن يقول: «قد وجدت فدية» (أي 33: 24 ).

                        لقد تحقق لنا ذلك عندما «الكلمة صار جسدًا». له كل المجد

                        يوسف رياض
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                          الاثنين 13 يونيو 2005

                          التكريس القلبي للرب


                          --------------------------------------------------------------------------

                          فتعطي اللاويين لهارون ولبنيه. إنهم موهوبون له هبة من عند بني إسرائيل(عد 3: 9 )


                          ضرب الرب كل بكر في أرض مصر وافتدى شعبه يوم الفصح (خر 12: 12 ، 13)، وكرّس الأبكار لنفسه (خر 13: 2 ، 12)، ولكننا نعرف بعد ذلك أن الرب أخذ اللاويين بدلاً من الأبكار لأجل خدمة خيمة الاجتماع (عد 3: 12 ، 13؛ 8: 16- 18). وهكذا كان اللاويون سبطًا مُفرَزًا، ملك الله الخاص، وأخذوا مقام كل بكر في إسرائيل، مقام أولئك الذين نجوا من سيف المُهلك بدم الخروف.

                          وهكذا كان اللاويون مثالاً حيًا مؤثرًا لشعب الله الآن؛ لاويي العهد الجديد، هؤلاء الذين رُفعوا من أعماق انحطاطهم وخرابهم كخطاة، واغتسلوا بدم المسيح الثمين، وتطهروا بغسل الماء بالكلمة، فأصبحوا لائقين للخدمة المقدسة التي دُعوا إليها، وأعطاهم الله لابنه ليكونوا عماله وخدامه في هذا العالم «كانوا لك وأعطيتهم لي» (يو 17: 6 ). فكر عجيب! أن يُقال عن أُناس نظيرنا مثل هذا الكلام: إننا ملك لله وعطيته لابنه!! وكما قيل عن اللاويين إنهم موهوبون هبة لهارون رئيس الكهنة (عد 3: 9 )، هكذا المسيحيون المؤمنون الآن هم كهنة، وهم موهوبون لرئيس الكهنة العظيم؛ الرب يسوع المسيح (يو 17: 2 ، 6 (مرتين)، 9، 11، 12، 24). حقًا يمكننا القول إن هذا يفوق كل عقل بشري، فليس أننا فقط خلصنا من جهنم، وتبررنا، وقُبلنا، مع أن هذا حق، وإنما نحن أيضًا مدعوون للعمل السامي الشريف، وهو حَمْل ذلك الاسم العظيم في هذا العالم، والشهادة لمجد الرب يسوع المسيح؛ ذلك هو عملنا كلاويين حقيقيين.

                          إن المسيح يجب أن يكون هو الغرض الوحيد الذي أمام المسيحي المؤمن (في 3: 14 )، وهو المصدر والدافع لكل ما يفعل وكل ما يقول وكل ما يفكر. والسؤال الهام: هل أستطيع أن أتحد المسيح بهذا العمل أم لا؟ وهل المسيح يتمجد من هذا الأمر أم لا؟ فإذا كان الجواب سلبيًا، فيجب أن لا تكون لي علاقة بهذه المهمة مهما كانت. وهذا هو الطريق القويم الصحيح في النظر إلى الأمور. وليس السؤال هو: أ صواب أم خطأ هذا الأمر أو ذاك؟ كلا، بل السؤال فقط هو: إلى أي حد يختص هذا الأمر باسم المسيح ومجده؟ لأننا لسنا لأنفسنا، بل قد اشتُرينا بثمن، ولذا فيجب أن نمجد الله في أجسادنا وفي أرواحنا التي هي لله (1كو 6: 19 ، 20).

                          فايز فؤاد
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                            الثلاثاء 14 يونيو 2005

                            إلى أن يجيء


                            --------------------------------------------------------------------------

                            تُخبرون بموت الرب إلى أن يجيء(1كو 11: 26 )


                            «إلى أن يجيء» هذه هي الكلمات التي يجب أن لا تبرح من أذهننا، بل ويمكن أن نسميها رسالة السماء للذين ينتظرون الرب. فإن كنا نرددها ونُعيد ترديدها في قلوبنا، سنجد أن الكل خير، وسنجد الفرح والسلام يملآن قلوبنا، وسنتمتع بشركة حقيقية مستمرة معه.

                            «إلى أن يجيء» نحن نذكر محبته ونشكره ونعظمه. و«إلى أن يجيء» نخدمه، ليس حسب استحساننا ولكن حسب مشيئته قائلين له: "ماذا تريد يا رب أن نفعل". ويا للخدمة التي نحصل عليها في ضوء هذه الكلمات الثلاث «إلى أن يجيء». أية غيرة وإنكار للذات، أي اجتهاد وتكريس سترافق خدمتنا له!

                            «إلى أن يجيء» هذا الفكر يعيننا ويحفظنا في السلوك حسب الدعوة التي دُعينا بها بنعمته في حياة الاتضاع كما سبق وسار قبلنا، وبمحض اختيارنا نتبعه بل ونخرج إليه خارج المحبة حاملين عاره، إن كنا نذكر أن كل ذلك «إلى أن يجيء».

                            إن الجهاد نصيبنا ما دمنا في أجساد الضعف هذه، وأعداؤنا أجناد الشر الروحية والعالم والجسد، ولكن الغلبة لنا. فهو قد غلب ونحن فيه نغلب أيضًا «إلى أن يجيء»، وعندئذ تنتهي الحرب ويُسحق الشيطان تحت أقدامنا. وكم هو مُحفز لنا أن نحارب حروب الإيمان ونقاوم ما دام أمام عيوننا هذه الكلمات «إلى أن يجيء».

                            أما عن التجارب والاضطرابات وأعباء الحياة، فلنا السلام في قلوبنا، والصلاة هي ملجأنا، والرب يحمل أحمالنا. فالجأ إليه والقِ كل أحمالك عليه. وفي وسط كل هذا يجب أن تذكر رسالة السماء الخاصة «إلى أن يجيء»، فإن أتى المسيح اليوم ماذا سيتبقى من همومك؟ ستُطرح كلها في الأعماق كما طُرحت خطاياك.

                            والدموع: دموع الألم، دموع الحزن، دموع الفراق ـ هناك أحباء فارقونا، وآخرون مرضى، ولكن مبارك اسم الرب «عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم» (مز 30: 5 ). كل هذا «إلى أن يجيء». وعندما يجيء سيمسح الله كل دمعة من عيوننا، سنلاقي الأحباء في محضره «فإلى أن يجيء» فيها العزاء لقلوبنا المتألمة.

                            «بعد قليل جدًا» لا بد أن تنتهي غربتنا. ويا للفرح سنراه كما هو. إن هذا يكفي لنا. فهلم نخدمه بكيفية أفضل، ونقضي القليل الباقي أمناء مكرسين له «إلى أن يجيء».

                            كاتب غير معروف
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يونيو 2005

                              الأربعاء 15 يونيو 2005

                              وماذا بعد ؟


                              --------------------------------------------------------------------------
                              وُضع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة(عب 9: 27 )


                              بعد أن تنتهي الحياة الدنيا، ماذا يكون؟ .. بعد الربح والخسارة، بعد الأفراح والأحزان، بعد الملذات الدنيوية بكافة أنواعها، ماذا يكون؟ إن الجميع متفقون على أنه في نهاية طريق الحياة على الأرض، هناك الحقيقة القاسية وهي الموت «وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة». لقد عيَّن الله ذلك ولا بد أن ينفذه.

                              لا القوة ولا الثروة تستطيع أن تمنع يده، فالموت المكروه يزور القصر والكوخ على السواء، وماذا يحصل بعد الموت؟ أ يستطيع أي شخص أن يُخبرنا؟ يقول البعض: "مَنْ يعلم؟ ويُجيب غيرهم بما يُظهر الشك والارتياب.

                              وفي وسط إجابات الناس التي تضايق وتربك وتبلبل فكر الشخص الراغب في معرفة الحقيقة بخصوص مصيره بعد فترة الحياة الحاضرة، ما أعظمها نعمة أن نجد صوتًا واحدًا واضحًا يعلو فوق بقية الأصوات، ألا وهو صوت الله الأزلي الأبدي. إلى هذا الصوت نتجه والثقة تملأ قلوبنا، له نسمع بكل خشوع وإجلال. إن الله هو إله الأبدية كما هو إله الزمان الحاضر، المستقبل مكشوف قدامه مثل الحاضر، وماذا يقول الله عما سيحصل بعد فترة الحياة؟ اسمع كلامه الصادق «بعد ذلك الدينونة» نعم بالنسبة للخاطئ الذي يعيش ويموت في خطاياه، تتبع الدينونة الموت ـ الدينونة العادلة، دينونة الله «الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله» (رو 2: 6 ).

                              ولكن بالنسبة لآخرين، لا دينونة بالمرة، ذلك لأنهم علموا من كلمة الله أنهم أثمة وقبلوا شهادة الله هذه عنهم، وإذ أتوا إليه مقرين بخطاياهم تائبين عنها، قبلهم في نعمته وبررهم وأعطاهم الحق بدم المسيح للدخول إلى عالم آخر سعيد بمجرد خروجهم من العالم الحاضر، يمضون ليكونوا مع المسيح وذاك بالنسبة لهم أفضل جدًا.

                              وهذا الأمر لا شك فيه لأن الله هو الذي صرّح به وأعلنه، واليقين من دخول السماء بعد ترك الدنيا، يملأ قلب كل مؤمن يصدّق كلمة الله بهذا الخصوص. أما الخاطئ غير المؤمن الذي لم تُغفر له خطاياه، فالدينونة لا بد أن تلحقه بعد الموت ... فيا قارئي العزيز .. ماذا ينتظرك: المجد أم الدينونة؟

                              «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» يو3: 36).

                              أزوالد سميث
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X