إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صنديد قادم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صنديد قادم

    صنديد قادم



    بقلم : عماد حنا


    كانت صرخة قوية حطمت ذلك الصمت الذي كان يعم المنزل، وأنا جالس على مكتبي.. كان مصدرها ابني جون.. ذلك الصبي الذي تجاوز الخامسة بقليل.. لم تفاجئني الصرخة وهو يقول بكل قوته "صنديد قادم" .. انها تلك الحلقات التي يزيع الmbc كل يوم حلقة منها منذ أكثر من عام حتى أنه كررها أكثر من أربع أو خمس مرات. وعلى الرغم من هذا لم يمل الأولاد أبدا من مشاهدتها. وحفظ وحوشها الرقمية ومقاتليها الشجعان الذين ينتصرون على الأشرار!!!. مما جعل ابني الذي استوعب حلقات هذا المسلسل جيدا يقول بملء صوته الصغير " صنديد قادم".
    وفي الواقع هذه الصرخة جعلتني اتأمل في مسلسل أبطال الديجتال والذي لم أنجح في فهمه كثيرا رغم اني شاهدت بعض الحلقات المتفرقة .. ولكن ما فهمته يمكن أن يعلمني درسا عظيما.. فهناك مجموعة من الأولاد يسيرون وهدفهم التخلص من الشرير , وأيضا أن يخلصوا العالم الرقمي (؟؟) من الأشرار.. يتعرضون لكثير من المخاطر والوحوش الخطيرة التي تحاول أن تقضي عليهم، وعليهم أن يثبتوا شجاعتهم وحبهم للخير وللآخرين, عليهم أن يثبتوا ضد هؤلاء الأشرار.. كيف .. ببساطة عن طريق استدعاء مقاتل قوي يحارب عنهم.. وما أن يستخدموا تلك الآداة التي في ايديهم ويطلبوا ذلك المقاتل القوي حتي يأتي بمنتهى السرعة قائلا " صنديد قادم" وينجيهم من الأخطار..
    يا له من درس عظيم .. فهؤلاء الأولاد مصدر قوتهم في ذلك الاستدعاء الخطير الذي يعطيهم النصرة.. هم لا يحاولوا التصدي لذلك الشرير بقوتهم, ولكنهم يختبرون تلك القوة وذلك الانتصار بنجاح مقاتلهم وانتصاره على الشرير فيعدونه انتصار شخصي لهم يهنئون أنفسهم عليه.. أهدافهم نبيلة, وفي مسيرهم في ذلك الدرب الرقمي نمت أفكارهم ونمت حياتهم, وكل انتصار يصنعونهم يزيدهم ثقة في أنفسهم أكثر وكلما زادت الضغوط عليهم تشبثت ايديهم بتلك الآلة وتلك الصرخة الرائعة " احضر يا صنديد" فتأتي الصرخة المضادة " صنديد قادم"

    عزيزي

    ألا يذكرك ما قلته بحياتنا الروحية؟ .. فمن منا في هذه الحياة لا يسير وحوله أجناد الشر الروحية تحاوطه تريد أن توقعه في الشر. ولكننا كثيرا ما نحتاج أن نسلك سلوك هؤلاء الاولاد.. ولكن الذي يحدث أننا نتباكي على حالنا وعلى أمورنا ونعيش في حالة من الهزيمة المؤسفة.. رغم أن لدينا قوة أكبر من تلك القوة التي يملكها أبطال الديجتال .. قوة تستطيع أن تصنع منك بطل حقيقي على الرغم من أنك لم تشارك أبدا في القتال، ولكنك ببساطة توجه تلك القوة فتحارب عنك وتنتصر عنك.. دعني أذكرك بها فربما تكون قد نسيتها. هل لديك تلك الآلة التي من خلالها تستطيع أن تصرخ يا أبا الآب .. انه يقول أدعوني في وقت الضيق أنقذك فتمجدني..
    كلما حاوطنا التجارب والأخطار.. لماذا نخاف ولدينا من هو أقوى من صنديد، وهو وعد أنه قادم.. وهو يحارب عنا, والغلبة منذ البداية كانت له.. لماذا لا نتعلم من هؤلاء الأولاد ونحن نقاتل الشر.. أن لا نقاتل بقوتنا وأنفسنا بل نسرع لذلك الاستدعاء الرائع.. فنسمع صوت الهنا قادم.. هو يسرع لنجدتنا, هو يعطينا الغلبة, والجدير بالذكر أننا كلما واجهنا هذه الأجناد الروحية بنفس الأسلوب وأختبرنا لذة الانتصار سوف ننمو بدورنا ونكبر وننضج فكريا وروحيا ، هو ينمينا في معرفته وفي حقه .. تذكر .. ربما تجد نفس في المصاعب ، في الضيقات ، في الآلام، في مواجهات لا قبل لك بها .. تذكر أن معك القوة التي تساعد على الانتصار .و هو قادم.. فقط عليك أن تتذكر أن تستدعيه.
    هل توافقني ؟
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

      يعمل...
      X