إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصياد والاسطورة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصياد والاسطورة

    يركب الصياد البحر وهو لا يعرف اذا كان سيرجع لأهله أم لا . لقد اعتاد الصياد على هذا الامر بالذات الذي يصيد في مياه البحر. إذ البحر شديد التقلب. لذلك يخرج الصياد من بيته ويركب سفينته ويدخل الى العمق سعياً وراء رزقه. أثناء ذلك قد يواجه بحرا ساكنا وايضا قد يواجه العواصف. وعند حدوث العاصفة قد ينجح في التغلب عليها وقد لا ينجح. ومع ذلك لم تمنع هذه الفكرة الصيادين من ركوب البحر. بل وجدوا فيها متعة مع الرزق. ولكن الخوف من الموت أيضا كان لا يزال موجودا. لذلك نمت الاسطورة . أن الصياد يواجه العاصفة ويواجه معه الموت ولكن مع ذلك يظل على قيد الحياة ويعود سالما... ولكن من يرى ذلك الشبح الآتي من بعيد ماشيا على سطح الماء يكون قد رأى ملاك الموت الذي لا فكاك من بعده. لم يرى أحد من الصيادين ذلك الملاك وعاش ليحكي ما رآه. ولكن الصورة نمت واصبحت كما الحقيقة الواقعة في بحيرة طبرية الصغيرة التي تواجه الكثير والكثير من العواصف الفجائية. والتي راح ضحيتها العديد والعديد من الصيادين. حتى أنه عندما يموت صياد من الصيادين في العاصفة... لا يقولون أنه مات أو أنه غرق . ولكنهم يستخدمون ذلك التعبير "فلان جاءه المهلك".

    أسطورة تحولت الى حقيقة مع الوقت

    ولكن الكتاب المقدس يحكي لنا عن تلاميذ المسيح الذين واجهوا خطر الموت، وظلوا يواجهونه طوال الليل حتى رأوا ذلك الشبح الآتي من بعيد. كان من الطبيعي أن يعرف كل واحد منهم أن نهايته قد اقتربت. يقو ل إنجيل متى " أما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج، لأن الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر. فلما أبصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين :انه خيال! ومن الخوف صرخوا" متى 14: 24-26

    وهنا ملاحظات بسيطة. ان التلاميذ ظلوا طوال الليل يواجهون الموت ولكنهم كصيادين قدامى كانوا يواجهون ذلك الموت بصبر عالمين أنه سيتغير حال الطقس ما أن يبزغ النهار. لذلك هم يتعاملون مع الموج بصبر وطول أناه. ولكن الامر تغير مع الهزيع الاخير من الليل. لم يعد للصبر والرجاء معنى فقد أتى ذلك الخيال معلنا نهاية الامر كله. – هكذا تصوروا - لذلك أصابهم الهلع وصرخوا ما أن رأوا ذلك الخيال الذي سمعوا عنه من قبل كاسطورة‍!!.

    في الواقع أن الهزيع الرابع يشكل بالنسبة لله وقتا في غاية الأهمية, إذ هو الوقت الذي يتحرك فيه الله، ولكن بالنسبة لنا لا نعرف متى يكون ذلك الهزيع الرابع الذي يأتي الينا. أحيانا نواجه المشاكل بصبر وكل فترة تتعقد الامور أكثر. ومع ذلك يظل رجائنا ثابت. ولكن يأتي الوقت الذي فيه نصاب بالهلع إذ أن الموضوع لم يعد في حيز الامان بل استفحل الامر وصار هناك خطر أكبر من مقدرة الانسان.

    وفي هذه القصة ظن التلاميذ أن الموت هو الآتي اليهم ماشيا على الماء. ولكننا نرى أن النجاة والحياة هي التي أتت. لذلك لا معنى للخوف. إذ لا مكان للأسطورة مع تلاميذ السيد. لأن السيد يكسر كل مقاييس الامور. فبدلا من الموت يعطي حياة... وبدلا من الخوف يعطي الطمأنينة ... بل بدلا من الخوف من الماء ركوبه ... هكذا أمر بطرس... وهكذا فعل بطرس... وحتى بعد لحظات الضعف التي سببت في أن بطرس يرجع ليغرق لم يعاقبه السيد على ضعف ايمانه بل مد يده وانتشله

    عزيزي
    هل تواجه ظروف صعبة سأتركك مع باقي الآيات لتعرف انه لا مكان لاسطورة الموت مع معطي الحياة

    " فللوقت كلمهم يسوع قائلا: تشجعوا أنا هو لا تخافوا. فأجاب بطرس وقال يا سيد ان كنت أنت هو فمرني أن آتي اليك على الماء. فقال تعال. فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي الى يسوع. ولكن لما رأى الريح شديدة خاف. وإذ ابتدأ يغرق صرخ يارب نجني ففي الحال مد يسوع يه وأمسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت. ولما دخلا السفينة سكنت الريح." متى 14: 27-33

    من جديد أختم بهذه العبارة " مع معطي الحياة لا مكان لأسطورة الموت"


    عماد حنا
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

      يعمل...
      X