إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لأنه .. أبى !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لأنه .. أبى !

    ]
    لأنه .. أبى !


    مُنذ عدة سنوات خلال شهر فبراير هبََّت عاصفة ثلجية عنيفة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية وتجمدت مياه الأنهار وأُعلنت حالة الطوارىء في جميع المطارات ... وفى هذه الأثناء كانت إحدى الطائرات تقلع من المطار الدولي بمدينة واشنطن ومع إنه تم رش أجنحتها بمادة خاصة لإذابة الثلوج التي تراكمت عليها إلا أنهُ بمجرد إقلاعها لم تستطيع الصعود وسقطت في النهر المتجمد الملاصق للمطار واِنشطرت إلى نصفين وغاصت في الأعماق بكل ركابها ماعدا خمسة أشخاص وجدوا أنفسهم وسط الماء المتجمد فأمسكوا ببعض الحطام المتبقي من الطائرة وهم في حالة رعب وخوف ليس من هول الصدمة فقط بل لأنهم عرفوا أن أجسامهم ستتجمد خلال دقائق! .

    وتعالوا لنعرف بقية القصة من أحد الناجين الذين تم انتشالهم في اللحظات الأخيرة ... كان يتكلم أمام عدسات التليفزيون وهو مذهول ... يبكى ... لقد أحسست إنها النهاية ! لم يكن هناك أمل ... كانت أطرافي تتجمد بسرعة .. تملكني يأس شديد ... وفجأة سمعت صوتا خلفي هادئا ً واثقا ً! فنظرت إليه ووجدته أحد الناجين معنا ... قال لنا بهدوء ... قد نتجمد الآن قبل أن تأتى النجدة , فهل تعرفون إلى أين ستذهبون؟؟ وفوجئنا بهذا السؤال الذي لم يكن أحد منا يفكر فيه ... ولكن عندما نظرنا إلى حالتنا وواجهنا حقيقة موقفنا ... استسلمنا! ولم نستطيع الرد عليه ... لأننا لم نكن نملك إجابة واضحة ... إجابة حاسمة!!!
    وحاول الرجل أن يتكلم معنا ولكننا لم نتجاوب معه .

    وابتدأنا نفقد الوعي .. وفجأة جاءت طائرة مروحية ... هليكوبتر .. وأنزلت حبل به طوق نجاة وفوجئت بهذا الرجل الغريب .. العجيب .. يأخذ طوق النجاة الذي سقط بجانبه ويعطيه لأحدنا! وجذب مساعد الطيار الحبل بسرعة ثم قذفه مرة أخرى وتكرر نفس المشهد أخذ الرجل الطوق وأعطاه لآخر!! ولم يتبق أحد إلا أنا وهذا الرجل ... وكانت قوانا قد خارت تماما وبدأت أجسامنا تتجمد ... وجاء الطوق من فوق ... ووجدت الرجل يعطيه لي! ولم أمانع ... فقد كنت أتشبث بالحياة ... وابتدأ مساعد الطيار يرفعني فنظرت إلى الرجل وسألته ... لماذا؟ فأجابني بكلمات ... هزتني ... رجتني ... حيرتني ... كلمات لن أنساها مدى عمري .. قال لي بهدوء وثقة ... لأني أعرف إلى أين أذهب ... أعرف أن أحضانه في انتظاري!!!

    وفى وسط إعيائي وحيرتي والطوق يرتفع بي في الهواء صرخت وسألته ... لماذا أنت متأكد وواثق هكذا؟ فأجابني بكلمة .. كلمة واحدة .. كلمة قلبت حياتي .. كلمة غيرت حالي .. كلمة زعزعت كياني .. كلمة لم أسمعها من قبل .. هتف بها من أعماق قلبه قائلا ... لأنه أبى !!!

    وعندما نزل الطوق مرة أخرى ... رجع فارغا ً! لان الرجل لم يكن هناك .. كان جسده متجمدا هناك .. كان في أحضان أباه!!

    وفى اليوم التالي وأثناء مراسم دفن جسده وقفنا نحن الأربعة الذين كنا معه في الماء ... كنا مثله مسيحيين! نذهب إلى كنائسنا .. نحترم فرائضنا .. نمارس طقوسنا .. نصوم أصومنا .. كانت مسيحيتنا جزء من روتين حياتنا!

    كان مسيحنا الذي نحمل اسمه يجرى طول الوقت وراءنا! .. يلهث خلفنا .. يعيش على هامش حياتنا .. خارج قلوبنا! ولكن مسيحه كان يعيش .. بداخله!!

    أه ... لم نكن مثله ... كان مختلفا ً عنا ... كنا نعرف مسيحا ً بالجسد أما هو فكان يعرف مسيحا ً بالروح !

    ومن خلال دموعنا طلبنا من الذي حملنا اسمه طوال عمرنا نتيجة ولادتنا من عائلات مسيحية بدون إرادتنا! وظننا إننا على هذا الأساس سندخل السماء ... بالوراثة !!

    طلبنا من الذي ذهب إلى الصليب من أجلنا .. وأعطانا دمه ليُطهر قلوبنا ... ولكن في زحمة حياتنا ... واهتمامنا بأجسادنا وأعمالنا وأموالنا ... وروتين عبادتنا ... نسيناه !!!

    آه ... نسينا أنهُ مكتوب أن ليس بأحدٍ غيره الخلاص ( أعمال 4 )
    آه ... نسينا أنهُ مكتوب ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي ( يوحنا 14 )
    آه ... نسينا أنهُ مكتوب أن كثيرون يُدَعون وقليلين يُنتخبون ( متى 22 )
    آه ... نسينا أنهُ ينادى علينا ... منذ ولادتنا ... راجيا هامسا ... هاأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل إليه وأتعشى معه وهو معي ( رؤيا 3 ) .

    وأمام القبر سمعنا الصوت وفتحنا أبوابنا ... فتحنا قلوبنا ... وطلبنا منه أن يدخل! طلبنا منه بكلمات بسيطة ... ضعيفة ... لم نَكنْ نَملك غيرها ... لم نعرف أن نقول غيرها ... ولكن عنده كانت تكفى ... وتزيد! لأنه لم يَكنْ يريد غيرها ... فهو يريدك كما أنت لأنه يعرف قلبك وما في داخلك ... وعرفنا معنى ما هو مكتوب ... وأما كُل الذين قَبِلوهْ فأعطاهُم سلطانا ً أن يصيروا أولاد الله أي المُؤمِنونَ باِسمهِ الذين وُلِدوا ليس مِن دمٍ ولا مِن مَشيئة جسد ولا مِن مَشيئة رجل ... بل مِن الله ( يوحنا 1 ) .
    أه ... ما أروع أن نكون أولاده ونناديه قائلين ... يا أبى !!
    ستعرف معنى الفرح الذي لا يستطيع أحد أن ينزعه منك
    وستختبر معنى السلام الذي لا يستطيع أحد أن يأخذه منك
    وسيذهب القلق ... ولن يكون هناك مكان للخوف أو المرض
    لأن الذي سيكون بروحه في داخلك لن يسمح للعالم أن يمس شعرة واحدة من رأسك ( لوقا 21 ) ولن يستطيع أحد أن يؤذيك لأن من يمسكم يمس حدقة عينه ( زكريا 2 ) وستعرف إلى أين ستذهب ... وستعرف الطريق ... لأن يسوع هو الطريق والحق والحياة ... ومن آمن به ولو مات فسيحيا ( يوحنا 14 , 11 ) فتعال الآن لأحضانه ... إنها في انتظارك .


    ولا تؤجل ... لأن طوق النجاة قد يرجع فارغا ً... في وقتٍ ما ... بدونك !![/]
    [/size]
    التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 04-05-04, 01:53 AM.
    Hallelujah Praise the Lord

  • #2
    مشاركة: لأنه .. أبى !

    عزيزي الأخ بولس
    اسف لتعديلى حجم الكتابة ياعزيزي لأنك قمت بكتابتها بفونط 7 الكبير جدا والذى يصعب قراءته حتى فى العناوين
    يستحسن استخدام فونط 4 فهو الحجم الذى يمكن قراءته حتى وان كان النظر ضعيف- مثل هذه الكتابة-
    و نشكرك على هذه القصة ولو أنني أتذكر أنني كتبتها هنا فى المنتدى
    الرب يباركك
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: لأنه .. أبى !

      برافووا عليك يا بولس قصه رائعه جدا ياريت توصل لكل الناس علشان يعرفوا بجد هما رايحيين فين .. ربنا يباركك ويبارك تعب محبتك
      اخوك
      امجد ناجح مكرم gono

      تعليق

      من قاموا بقراءة الموضوع

      تقليص

      الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

        معلومات المنتدى

        تقليص

        من يتصفحون هذا الموضوع

        يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

          يعمل...
          X