إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هو مارتن لوثر و لماذا ندعى بإنجيليين لوثريين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو مارتن لوثر و لماذا ندعى بإنجيليين لوثريين

    بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الإصلاح في 31 ت 1 سنة 1937.



    إن الكنيسة الإنجيلية قد لبست بعمل لوثيروس حلة فخار تبقى ما لبس النهار حلة الشمس وتاج مجد يدوم ما كلل البدر هامة الليل.

    وما عساه يقال في لوثيروس الراهب السكسوني البابوي المخلص لدينه! وماذا حمله على أن يقاوم العالم وقوة السياسة. وأي الدنيويات تجعل الإنسان يخالف أوامر الذين يكرمهم ويخاطر بحياته ليكون عارا ويلقب بمبتدع هرطوقي ضال.

    لا شيء حمل لوثيروس على اعتزال الكنيسة البابوية سوى تلك التجارة القبيحة التي قام بها الراهب تتزل Tetzel وأعوانه من بيع الغفرانيات مدعين أن كلامهم ككلام الله. ولما نزل تتزل على بضعة أميال من مدينة "وتنبرغ" حيث كان لوثيروس أصغى إليه كثير من العامة لسذاجتهم. ولم يجسر أحد من العلماء أن يعترض جهارا أو أن يقاوم هذه الخرافات. حتى قام العلامة لوثيروس مرسلا من قبل الله الذي يؤهل كلا منا للعمل الذي يفرضه عليه فيخلق للأعمال الشاقة أناسا أقوياء البنية ولقيادة الجيوش رجالا أشداء القلوب لا يهابون الأهوال وللاصلاح أفرادا صلتي الالسنة عابسي الوجوه لا يرهبون إنسانا.

    إن لوثيروس على ما حواه من الأوصاف المحبوبة كان حاد الطبع قاسي الخلق وفي قيافته ما يدل على ذلك فإن ما اجتمع فيه من استدارة الوجه وغلظ العنق وانضمام الشفتين يدل على الإرادة الحديدية والقدرة على احتمال ما لا يحتمله إلا القليلون من المشاق وشدة الأعمال وقد أعده الله لمحاربة الأبالسة بأن آتاه طبعا ترجف الأبالسة منه خوفا فكان شجاعا باسلا لم يهب صغيرا ولا كبيرا غير أنه ولد ونشأ فقيرا وهكذا شب لوثيروس بين حقائق الأشياء المرة وكانت تلك الأشياء انفع مدرسة له تعلم سنة الحق وألف صحبة الحقائق وهذا واجبه في الحياة أن يعرف الحقيقة ثم يرجع إليها هذا العالم الكبير ليعلن أن عفو الله لا يحتاج إلى شفاعة إنسان ولا يباع في السوق بالذهب الرنان.

    فثار لوثيروس على أوراق الغفرانيات الكاذبة فدمغ بالحق باطلهم ثم كتب الخمس والتسعين قضية وعلقها على باب كنيسة وتنبرغ من أعمال ألمانيا يبطل بها بيع الغفرانيات وقد أجرى ذلك في الساعة الثانية عشرة ظهرا يوم الجمعة في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول من السنة السابعة عشرة والخمسمائة بعد الألف. لله أنت يا لوثيروس. وقد أتيح لك أن تكون للخرافات البابوية ممزقا. ولنظامها مبددا. وللكنيسة مصلحا.

    إن غيرة لوثيروس لم تكن لأجل المقاومة بل لأجل إعلان الحق وهو لم يخترع شيئا في الدين إنما كشف عنه نقاب البدع والأباطيل وأبان للناس الأسس القديمة التي كانت قد علاها الشوك والحسك. فبنى هيكل الله على الأسس التي وضعها الرسل وتابعهم أُلو الرأي المستقيم. وقد استمرت الكنيسة اللوثرية على الاحتفال بهذا اليوم التاريخي كعيد ميلاد للإصلاح.



    لوثيروس هبة منحت للإنسانية وأعظم مفكر بين فلاسفة الأرض وعظمائها. أين الملوك والأمراء. أين الشعراء والخطباء. أين الفقهاء والفصحاء من لوثيروس؟

    فهو الأستاذ الشهير. والكاتب التحرير. والخطيب القدير. والموسيقي الساحر. واللاهوتي الفريد. عجيب في صراحته وحرية ضميره وجسارته وثباته. ولولا ذلك لما استطاع تعليق الخمس والتسعين قضية على باب الكنيسة الباقية إلى هذا اليوم.

    جدير به أن يدعى نبي القرن السادس عشر إذ ينطبق بالحق ولا يبالي بتلك المحكمة التي تألبت عليه. ولم يقف إنسان قط وقفته في محضر جماعة كهذه.

    إذ كان فيها الإمبراطور تشارلي الخامس وأخوه فريدنند رئيس الأمراء. وستة من الملوك وأربعة وعشرون أميرا. وثمانية شرفاء وثلاثون من رؤساء الأساقفة وسبعة سفراء. ووكلاء عشر مدن حرة وعدد كبير من الأعيان والأشراف والجملة مئتان وأربعة.

    قال لوثيروس أمام تلك المحكمة الرهيبة والعزم يتمشى في روحه. "إني لا أتنازل عن اعتقاداتي ما لم أقتنع ببطلانها من الكتاب المقدس" خصمان متوجهان الأول قوة العالم وجيوش الأرض والثاني رجل فرد هو لوثيروس قام في نصرة الحق خطيبا فتكلم ساعتين أبكم كلا من الحاضرين وأبان لهم أنه يخضع للحق وليس لغيره يخضع.

    ألا ترون أن هذه كانت أخطر ساعة في التاريخ الحديث وأجل مشهد في تاريخ أوربا وأن عليها قامت دعائم الدستور الإنكليزي والحرية الأمريكية والثورة الفرنسية.

    ولا يزال دفاع لوثيروس عن نفسه أمام المجلس الديني معدودا من أجل صفحات التاريخ والمنبع الذي منه فاض تاريخ المدنية الحديثة. فاينما لفت المرء فكره يدرك أن لوثيروس منشئ للحرية العصرية الحديثة. وأن البشر لم يعودوا بهائم عجماوات يسوقها الرعاة البابويون. وإلى شجاعته يرجع الفضل في إطلاق الفكر من قيوده والاعتراف بما للعقل البشري من الحقوق العظيمة. ولا نعلم قط في التاريخ الحديث والغابر إنسانا أشجع قلبا من لوثيروس!

    ولما قال كلمته المأثورة أنه "لو كان عدد الشياطين في ورمس. أضعاف ما على السطوح من قرميد لابد لي من أن أدخلها" لم تكن هذه الكلمات لمجرد الافتخار بل كانت عن عقيدة راسخة بأن هنالك شياطين يعترضون عباد الله في عبادتهم. ومن يذهب إلى الغرفة التي كان يكتب فيها حيث كان قد ظهر له شيطان مخيف أتاه ليقعده عن ترجمة الإنجيل قثار لوثيروس ثورة جبار وأخذ الدواة فرمى بها الشيطان وأثر الدواة في الحائط باقٍ إلى الآن ومن كان لا يهاب شياطين الجحيم فهو أحرى أن لا يهاب ملوك الأرض وقواتها. خلاصة القول: إننا نعيش في عالم يختلف عن العالم الذي كان، وكاد يستمر عليه البشر لو لم يرسل الله لوثيروس!

    فلنشكر الله تعالى لإرساله لوثيروس مصلحا للكنيسة ونتوسل إليه تعالى أن يجعل هذا اليوم مباركا على الكنيسة المسيحية وأن ينكس الراية الشيوعية الإلحادية وأن يلاشي من الكنيسة جميع البدع والتعاليم الكفرية ويحمينا من أحفاد آخاب الطماع ويهوذا الخائن وهيرودس الفاجر وفيلكس الدنيوي.

    وأن يملأ قلب كل مسيحي بالمحبة والأمانة والتضحية لخدمة من أحبنا ومات عنا معلقا على خشبة الصليب الذي له ينبغي كل المجد والإكرام والسجود إلى أبد الآبدين آمين.


    المرجع
    مرجعنا هنا


    إن الوردة البيضاء التي اتخذها العلامة المصلح الشهير شعارا له، معروفة جيدا لدى جميع العالم الإنجيلي اللوثيري وقد طبع فيها كتب عديدة انتشرت انتشارا واسعا في العالم وقد نقشت أيضا ووضعت في كثير من الكنائس اللوثرية . وأخذ كثيرون يعلقونها على صدورهم متخذين إياها شارة لهم.

  • #2
    مشاركة: من هو مارتن لوثر و لماذا ندعى بإنجيليين لوثريين

    لماذا نسمي نفوسنا لوثيريين ؟


    ) لماذا لا نقتصر على تسمية نفوسنا مسيحيين فحسب؟



    بعد موت المسيح بنحو عشر سنوات بشر الرسولان بولس وبرنابا في مدينة إنطاكية : "ودُعي التلاميذ مسيحيين في إنطاكية أولا" (أع 26:11 )



    وعقيب ذلك بمدة تناهز الثلاثماية سنة كان يكفي للمرء أن يقول عن نفسه "أني مسيحي" ليطلع الناس على حقيقة معتقده. على أن الحال انقلب بعد ذلك.



    وقد انقسم اليوم المسيحيون إلى طوائف وشيع عديدة فمنهم الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيليون وهم الاسقفيون والمشيخيون والمعمدانيون وغيرهم. ولكي يتسنى للناس معرفة الطائفة التي ننتمي إليها نسمي نفوسنا لوثيريين.



    ولو اقتصرنا اليوم على تسمية نفوسنا باسم المسيحيين فقط نرى أنه يفهم من ذلك أننا نذهب إلى عدم وجود مسيحيين غيرنا تحت القبة الزرقاء مع أنه مما يبهج القلب أنه ثمة مسيحيون في العالم غير اللوثيريين.



    فلذلك لا نقتصر على تسمية نفوسنا باسم "المسيحيين" أو "التلاميذ" أو "أبناء الكنيسة" أو "كنيسة الله" بل نسمي نفوسنا اللوثيريين المسيحيين.

    لمَ نسمي نفوسنا لوثيريين؟



    دعي أتباع المسيح مسيحيين في إنطاكية أولا والأرجح أنهم تكنوا بهذه الكنية تحقيرا لهم غير أنه لم يعتم أن أصبحت هذه الكنية المزرية شعار كرامة ومجد لهم.



    وكذلك في بدء عهد الإصلاح كني الدكتور ايكُ الكاثوليكي اتباع لوثيروس باللوثيريين تحقيرا لهم على أن هذه الكنية لم تعتم إلى أن انقلبت إلى شعار مجد لهم.



    إن لوثيروس الرجل الوديع حقيقة لم يشأ أن تسمى كنيستنا باسمه بل قال: "أرجو أن يسدل على أسمي ستار النسيان وأن لا يدعو الشعب نفسه لوثيريا بل إنجيليا. فمن هو لوثيروس؟ عن التعليم ليس مني فإني لم أصلب عن أحد فلم يأخذ أولاد المسيح اسما لإنسان حقير وفان مثلي؟ احذروا من أن تفعلوا ذلك لنطرح جانبا أسماء الأحزاب ونسمي باسم المسيح الذي نتمسك بتعاليمه"



    فإذا لم نسمي نفوسنا لوثيريين ؟ قال لوثيروس: -



    "هناك بعض الناس عند الحمل عليهم يقولون: "الإنجيل" "مع الكنيسة" وبذلك ينجون من الاضطهاد مع أنهم يعتبرون في قلوبهم تعاليمي تعاليم إنجيلية فاعتراف من هذا القبيل لا يكفي بل يعتبر بمثابة إنكار للمسيح فإن كنتم تعتقدون أن ما عمله لوثيروس هو تعليم الإنجيل فلا يسعكم أن تلقوا كليا بلوثيروس جانبا دون أن تطرحوا معه تعليمه الذي تقرون بأنه تعليم المسيح. ويسوغ لكم حقا أن تقولوا لا بأس سواء كان لوثيروس خاطئاً أم قديسا فإن التعليم ليس تعليمه بل هو تعليم المسيح على أنه يجب الحذر والاحتراز من إجابة جواب مبهم حين تسألون عن عقيدتكم في تعليم لوثيروس بل الاعتراف جليا بالمسيح سواء أن بشر به لوثيروس أم غيره فاضربوا بالشخص عرض الحائط واعترفوا بالتعاليم"



    فلذا نسمي نحن نفوسنا لوثيريين ويريد بذلك بأننا نعتقد بالتعاليم التي كشف حقيقتها لوثيروس من ظلام البابوية وذلك في عهد الاصلاح المبارك.



    اعترض معترضون على جورج ماركريف من براندنبورغ – ذلك الرجل النبيل الصلب العود – على تسميته نفسه لوثيريا فأجاب على المعترضين جوابا مفحما كما يلي: "لم أعمد باسم لوثيروس وليس هو إلهي ولا يستند عليه إيماني ولم أخلص به ولذا فلست بهذا المعنى لوثيريا. على أن سئلت هل يعترف قلبي وشفتاي بالتعاليم التي كشفها الله بواسطة عبده لوثيورس فلا أتردد ولا أخجل من تسميتي نفسي لوثيريا وبهذا المعنى أنا لوثيريا وسأظل كذلك ما دمت حيا".


    إن الوردة البيضاء التي اتخذها العلامة المصلح الشهير شعارا له، معروفة جيدا لدى جميع العالم الإنجيلي اللوثيري وقد طبع فيها كتب عديدة انتشرت انتشارا واسعا في العالم وقد نقشت أيضا ووضعت في كثير من الكنائس اللوثرية . وأخذ كثيرون يعلقونها على صدورهم متخذين إياها شارة لهم.

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X