(للبيع أو للإيجار) لربما قابلتك هذه العبارات في طريقك في يوم من الأيام، هذا إذا كان المعروض شقة سكنية أو مشروعاً تجارياً !!!
أو عبارة (بيع شراء استبدال) على واجهة معرض السيارات!!! أو ( استعمال طبيب) عندما يرغبون في بيع سيارة عفا عليها الزمن خادعين العملاء بأنها كالجديدة بإيهامهم أن الطبيب يستعمل سيارته بطريقة تختلف عن سائر البشر!!!
فنون بيع مختلفة وطرق متنوعة تتغير وتتبدل حسب البضاعة المعروضة وكذلك حسب نوعية الزبائن.
أما في مجال الرعاية الكنسية فدائما ما تحتاج الكنسية لراعٍ يرعى شعبها ويقود الكنيسة للأمام وليس للخلف، للارتفاع وليس الانحطاط ، وهذا مطلباً أساسياً أن يكون للكنيسة قسيساً يقوم بمهام الرعاية يكون في المقام الأول والأخير ـ من الرب وحسب قلب الرب، ذوي معرفة وأصحاب فهم ، لديهم رؤية بنائية لجسد الرب يسوع المسيح ـ كقول الرب في سفر إرمياء والأصحاح الثالث والعدد الخامس عشر هذه الكلمات
" وَأُعْطِيكُمْ رُعَاةً حَسَبَ قَلْبِي فَيَرْعُونَكُمْ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ."
" وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ" أف 4: 11، 12.
فهذه كنيسة تقبع في قرية صغيرة تضع شرطاً أساسيا يجب أن يتوفر في القسيس الذي يجب أن يتولى رعايتها ألا وهو انه لديه القدرة على معاملة الأراضي الزراعية بأنواعها وأنواع المحاصيل ومواعيد زراعتها والآفات الزراعية ودودة القطن حتى يقدر ان يتكيف مع ظروفهم ويهتم بطينهم ـ وهذا حقهم ـ فالزبون دائما على حق!!!
وأخرى في نفس حالتها تطلب منه ان يجيد الأمور الطبية حيث أن القرية بعيدة عن أقرب مستشفى مسافة كبيرة ولابد من امتحانه عملياً في فن التوليد ولوازم الرضاعة (الشيء لزوم الشيء) فهو الوحيد الذي سيقدر على ذلك سيشفيهم من المرض و يمنع عنهم الوجع!!!
أما هذه الكنيسة فأفضل حالاً فلقد قرر مجلس الكنيسة وبالإجماع أن يكون راعي المستقبل قادراً على شرح المناهج الدراسية بكل أنواعها في جميع المراحل الدراسية وخطتهم توفير نفقات الدروس الخصوصية !! ودعموا قرارهم بآية من الكتاب المقدس (من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له). وابن الطاعة تحل عليه البركة!!!
أما كنيسة المدينة فهي أفضل من الجميع... فكل أعضائها من العاملين ذوي المؤهلات العليا فمنهم الطبيب والمهندس و.. و... ولكن الطامة الكبرى هي أن نساهن من العاملات أيضا (سيدات أعمال) والحاجة هنا لمن يرعى الصغار فدور الرعاية بلا ضمير في أيامنا هذه !!! ومن نستطيع أن نثق به سوى الراعي فليباركه الرب وياريت ياقسيسنا ما تتأخر في تغير الحفاضة عشان المحروس النهاردة عنده إسهال!!!
وحينما نلتفت للرعاة أنفسهم الذين أقامهم الرب (رعاة ومعلمين و حاملي آنية الرب) نجد صديقنا الراعي الشاب هذا وقد سمع عن الكنيسة الأولى التي تبحث عمن يرعى الأرض أنها تطلب راعيا فقام بتوصيل رسالة خفية لهم عن طريق فاعل خير انه لديه مواهب أكثر ستخطف أنظارهم وسيفوز بالمنصب بالتأكيد ألا انه ابن بلد هو الآخر ويستطيع حلب البقرة أسرع عدة مرات من زوجة شماس الكنيسة الشابة العفية، والتجربة خير برهان!!!
ونراه هو نفسه يرسل رسولاً قريباً له من أعضاء مجلس الكنيسة الثانية التي تبحث عن تومرجيا (ممرضاً) مقيماً يرعاها ويمرضها (يقوم بأعمال التمريض) فيصرح لهم ذلك الرسول أن صديقنا إياه (القسيس ) قد أجريت له عدة عمليات جراحية متكررة بسبب البلهارسيا فهو خير من يفهم في هذه الأمور... وربنا يخفف المواجع!!!
وها هو يسهر الليالي في المراجعة والاستذكار بداية (بزرع وحصد) وانتهاء ( بكبريتد الهيدروجين) فقد نسي جناب الراعي كل ذلك في غمرة احتياجات الخدمة !!! تمهداً لما سيقوم به في الكنيسة التي تحتاج معلما مدرسياً بتاع كله بعد أن تختاره لكفاءته المبهرة !!! والتقييم في نهاية العام بعد ظهور النتيجة!!!
أما حينما سمع عن كنيسة المدينة التي يسيل لها اللعاب ولكن عيبها الوحيد ـ في نظره ـ صراخ الأطفال وبكاءهم من السابعة صباحاً و حتى الخامسة عصراً (لا يهم) فقد لجأ لجدته التي لا زال يستقي منها مبادئه وعظاته، لجأ لها طالباً منها أن تعطيه كورساً مكثفاً وسريعاً في فن معاملة الأطفال حتى يقدر على هذه الكنيسة (أطفال الكنيسة). ومن منا يقدر على أن يرفض طلباً لطفلاً؟ فما بالك بمجموعة!!!
والآن أسألكم أحبائي وانتظر إجاباتكم:-
ما هي الطرق والوسائل (العملية) التي يتم بها البحث عن قسيس لرعاية الكنيسة؟ هل نقوم بعمل نشرة في الجرائد تحت العنوان (مطلوباً حياً أو ميتاً) ؟ أم نبحث عن شخصاً ناجحاً في مكانه الحالي فنقتلعه من خدمته المثمرة ولدينا يقيناً بأننا قد وضعنا أقدامنا وأقدامه على الطريق الصحيح؟
ما هي الاختبارات ـ إن جاز التعبير ـ التي بعدها نقرر إذا كنا سنختار هذا أو ذاك؟ هل تقوم الكنيسة بسماع عدة عظات له يحفظها ويلقيها عند كل مقابلة؟؟ أم تسأله إن كان سيقبل مكافأة متواضعة أخر كل شهر حيث أن الأعضاء فروا وقلوا بسبب من كان قبله؟؟
ما هي المعلومات الأمينة التي توفرها الكنائس للرعاة عندما تطلب أحدهم ليقوم برعايتها؟ أو التي يعلنها الراعي عن نفسه حينما يسأل عن رعاية كنيسة ما؟ هل نتحدث عن عدد أعضاء الكنيسة مثلاً ؟ أو ضخامة معاملاتها البنكية؟؟ هل يتحدث الراعي مثلا عن منجزات سابقة في عصور غابرة أو يقدم صوراً لشهادات داخل إطارات على الجدران؟
ما هي الطرق السليمة والكريمة لفعل ذلك دون التعرض لوضع احدهم وأسرته تحت المجهر نهاراً وليلاً، سراً وعلنا؟ فنفتح الباب للتظاهر والتمثيل حتى يتحقق المراد لطرفين !!! أم نقوم بسؤال كل من نقابله فنفتح باباً للمجاملين والمنافقين أصحاب مبادئ توفيق الرؤوس في الحلال!!!
هل هناك مقاييس واضحة ومحددة لراعٍ ناجح وآخر خلاف ذلك؟ أو أن هناك كنائس حية وأخرى ـ لا سمح الله ـ ميتة؟
من هو ـ أو هم ـ المخول لهم القيام بمهمة (فحص) القسيس ؟؟ ماهي خبراتهم في ذلك؟ وما هى نتائجها ؟ هل مجرد النظر للعينين يكفي؟ أو الأشعة المقطعية على المخ أفضل؟
إلى أي مدي يجب على القسيس أن يتوغل في كنيسة بحجة فحصها؟؟ ومتى يجب عليه أن يتركها وشأنها ؟
في رأسي أسئلة كثيرة وأمثلة حقيقية لكني سأكمل حديثي بعد أن استمع لصدي هذه الكلمات بينكم
تعليق