إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما كل هذه المسوخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما كل هذه المسوخ

    ما كل هذه المسوخ

    بينما كنت أشاهد إحدى الفضائيات المسيحية، وجدت أمامي واعظة تتحدث بأسلوب آلفه كثيرا. وبالرغم من سعادتي الشديدة بأن أشاهد واعظة تتحدث أمام حشد كبير من الناس في ظل واقعنا الشرقي الذكوري، إلا أنني أصبت بإحباط شديد عندما رأيتها صورة طبق الأصل من ذلك الواعظ الشهير الذي يتحدث من نفس المنبر وفي نفس القناة الفضائية.
    الحقيقة أن دهشتي لم تكن نتيجة التشابه الذي يصل إلى حد التطابق في الخطاب الوعظي الذي تستخدمه الواعظة مع خطاب أستاذها الشهير، ولكن في استخدامها نفس طريقة الإلقاء والتشديد في نطق كلمات بعينها، بل وطريقة نظرة العين بشكل جعلني أشعر وكأنها قد تقمصت شخصية ذلك الواعظ. فإذا كان الاستاذ يعاني من مشكلة ما في إحدى عينيه فتلميذته كذلك، وإذا كان الواعظ يرغب في أن تكون لديه لزمة كلامية فهي كذلك!
    الأمر المثير أن هذا الواعظ استطاع بدون منازع أن يخلق من ورائه مجموعة من المسوخ، الذين بشكل أو بآخر أصبحوا يقودون بعض مجموعات الصلاة كظاهرة موازية للكنائس التقليدية. وعندما تسمعهم أو تراهم من الصعب أن تميزهم في أي شيء عن قائدهم ومؤسس الحركة.
    ولا تكمن المشكلة – من وجهة نظري – في التشابه في الأفكار، فبلا شك أن المعلم يؤثر في تلاميذه ويكون له بصمته الواضحة في اتباعه. ولكن المشكلة عندما يصبح التابع أو التلميذ ليس سوى مسخ أو صورة باهتة من أستاذه في التفكير والتوجه والنطق والنظرة فهذا بلا شك أمر يثير القلق على اتباع هؤلاء المسوخ، الذين بدورهم يتحولون إلى مسوخ عن مسوخ وتابعين لتابعين لقائد واحد سلطوي يرى في نفسه أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، ويشجع تلاميذه – بشكل أو بآخر – أن يدوروا في فلكه.
    وكان الله في عون كنيستنا التي تعاني في الأساس من دكتاتورية القيادات الكنسية وتبعية مطلقة من قبل المرعيين في معظم الكنائس. فتأتي المجموعات الموازية للكنيسة لتزيد المشكلة تعقيدا من خلال قائد جديد يظهر ويتبعه مجموعة من المغيبين، الذين، إذا كانوا يقلدون زعيمهم في كل شيء، فبالتالي من المستحيل أن يناقشوه أو يختلفوا معه. وإذا حدث اختلاف فسيكون اختلافا شكليا كتلك الاختلافات التي تجري داخل أحزاب الأغلبية الحاكمة في بلادنا.
    ومن منظور موضوعي أرى أن هذا الأمر لا يتواجد فقط في المجموعات خارج إطار الكنيسة الرسمية، ولكنه ينتشر كذلك في الكثير من الكنائس المعروفة، وخاصة تلك التي تميل إلى الطابع الكارزماتي أو السلطوي، حتى أن إحدى أبرز كنائسنا المعروفة، إذا دخلتها سوف تسمع معظم الحاضرين يتكلمون بأسلوب القس..... ويصلون مثله ويفكرون – أو لا يفكرون – مثله.
    وفي رأيي أن هناك ارتباط وثيق بين اتجاه تغييب العقول في الكثير من كنائسنا اليوم وبين تزايد ظاهرة المسوخ. فعندما يتم تغييب العقل، يميل الأشخاص التابعون إلى توهم التطابق المطلق بين الزعيم الروحي وبين الروح القدس. ومن ثم فإن السبيل الوحيد للوصول إلى أعماق فكر الله هو اتباع فكر وأسلوب ذلك الزعيم، والعمل على التوحد مع شخصيته، سعيا للتطابق مع فكر الله.
    في المقابل فإن الزعيم يعمل باجتهاد على ترسيخ تلك المزاعم الخطيرة من خلال تأكيده على أن ما ينطق به ليس سوى كلام الله. وهكذا يزعم أنه أصبح يمتلك وحيا جديدا.
    وفيما يلي أقدم بعض الاقتراحات التي قد تساعد في التغلب على هذه الظاهرة المعيقة لنضجنا في كنائسنا ومنها:
    1- زيادة الاهتمام بالتفكير والمناقشة في كنائسنا وتعميق الحس النقدي الذي يسمح بالبناء والتكامل ويعمل على تجنب الروح الفردية والسلطوية.
    2- علينا كمؤمنين أن ندرك أنه لا يوجد من يمتلك الله، ومن يمثل الله في الأرض، إنما الكنيسة متحدة في شركته واتحادها كجسد واحد يمكنها أن تعرف فكر الله وتتبعه. ولا يوجد من يمكن أن نعتبره جسرا أو قناة اتصال بين الله والكنيسة.
    3- نرجو أن يتحلى هؤلاء الزعماء بقدر من التواضع يجعلهم يتمهلون قليلا عن وصف كل ما ينطقون به ويفعلونه أنه رسائل من الله مباشرة. وأن يحاولوا مساعدة تابعيهم على ألا يتحولوا إلى مسوخ منهم بل أن يكون لهم شخصيتهم وأسلوبهم وأفكارهم المستقلة.
    أخيرا.. ربما أكون قد تحاملات على البعض فأرجو المعذرة. ولكني أثق أن الله يرغب أن تكون كنيسته تابعة للمسيح لا لأفراد، وأن يكون كل شخص هو خليقة متميزة من إبداع الله الخالق العظيم والإنسان نفسه لا أن يصير مسخا وصورة باهتة لإنسان آخر.

  • #2
    مشاركة: ما كل هذه المسوخ

    معك حق فيما قلت

    ولكن قد يكون الأمر ليس مسوخ ... ولكنها المحبة

    المسيح طلب منا أن نتلمذ آخرين ... وأحيانا في تلمذة الآخرين تأتي التشبه (ولو بدون قصد) المسيح أرادنا أن نتمثل به ونصل الى تلك الصورة التي فيها نشببه بالكامل

    إذا تكلما ببعض الايجابية ...نجد أن في الاسرة الواحدة الابن يشبه أباه ومع الزمن تجد الاسرة كلها تشبه بعضها الزوج وزوجته يشبهان بعضهما البعض ... والاولاد كذلك

    هذا الأمر يأتي من خلال التأثير والمحبة ... نجد أيضا في الكنيسة الواحدة الميول تتقارب والعادات تتقارب وهذا بفعل الشركة والمحبة ... فلماذا نراها مسخ؟!! ربما هو التأثير الايجابي

    سؤالي ... هل السيدة التي رأيتها كانت تقول عظات جيدة مباركة مفيدة ممسوحة بالروح القدس ... أم هي ببغاء يتكلم

    إذا كانت من الصنف المؤثر ولكنها اكتسبت بعد العادات من معلمها فهذا شيء لا أجد فيه ضرر ... أما إذا كانت مجرد ببغاء يتلكم هنا تصير المشكلة ... وهذا رايي المتواضع

    تحياتي
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X