إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقد كتاب - عيسى بن الانسان- بقلم:- جبران خليل جبران

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقد كتاب - عيسى بن الانسان- بقلم:- جبران خليل جبران

    عيسى بن الانسان



    مقدمة

    من أجمل ما قرأت عن السيد المسيح هو كتاب عيسى بن الإنسان وفي الواقع هذا الكتاب المكون من مائتين وخمس وخمسين صفحة من الحجم المتوسط لا أستطيع أن أقول أنه فكر جبران فقط ولكن المترجم ثروت عكاشه أضاف إليه من خلال الترجمة رأيه وطريقة تفكيره..

    وفي الواقع لقد أقترف كاتب البحث خطأ في البداية حيث أنه قرأ مقدمة ثروت عكاشة وتحليله قبل أن يقرأ نص جبران مما جعله يكون فكرة عن الكاتب سرعان ما تغيرت بعد قراءة الكتاب . ومع ذلك وجد كاتب البحث صعوبة في التحليل وذلك لعدة أسباب:
    ( أولا): نظرة عكاشة للكاتب تلك النظرة التي لم أستطع أن أطردها من ذهني أثناء القراءة.
    (ثانيا): فكرة الكتاب وهي ليست سيرة ذاتية لعيسى بن الإنسان – كما كنت أعتقد- ولكنها نظرة بعض الشخصيات التي عاصرت المسيح (بحسب خيال المؤلف) ولكن اختار المؤلف عدة شخصيات متباينة التفكير والثقافة والنظرة إلى يسوع.. ذلك التباين الذي جعل من الصعب استنتاج نظرة جبران نفسه للموضوع والعودة الى تقييم عكاشة للاستسهال، فيجد كاتب البحث نفسه من جديد رافضا لتلك النظرة التي ينظر بها عكاشة الى جبران

    نظرة جبران للمسيح
    تحليل ميخائيل نعيمة

    يقول ميخائيل نعيمة في مقارنة بين يسوع في الانجيل ويسوع الذي وصفه جبران " فيسوع كما في الإنجيل ولد في بيت لحم من عذراء, ويسوع الذي تخيله جبران ولد في الناصرة من رجل وامرأة .. يسوع كما ذكر في الإنجيل يبكي ويتألم، ويسوع كما ذكره جبران فوق الدموع والألم وفوق الألم.. ويسوع في الإنجيل يظل المساكين والفقراء بروحه، ويسوع عند جبران لا يعرف المسكنه ولا يرى غبطة في الفقر..ويسوع في الإنجيل يهتف على الصليب : الهي الهي لماذا تركتني ! لأنه كما يرى جبران لم يكن قد تغلب بعد على كل ضعف في بشريته، ويسوع جبران كما تخيله لا ضعف فيه فهو يهتف : لماذا تركتنا" . في الواقع كاتب التحليل لا يرى ما يراه الكاتب الكبير ميخائيل نعيمة ففي الواقع لا نستطيع أن نجد رأي واضح في هذه الرواية لكل هذه الآراء, وقد استطاع كاتب البحث من خلال كتابات جبران أن يرى ما لا يراه ميخائيل .. فها هو يتكلم عن ميلاد عذراوي على لسان مريم المجدلية فيقول " ولكن عندما تقيم السنون على تلك الهوة جسرا.. فسوف تعرفون أن هذا الذي عاش بيننا لا يموت , وأنه كان ابنا للرب كما نحن أبناؤه، وأنه قد ولدته عذراء كما تلد الأرض وهي لا زوج لها" كما أن جبران كان له رأي في وداعته لقد أراد جبران يقول أن يسوع هذا كان وادعا و لكن ليس كل الوقت فالوداعة في الظروف التي تستدعي الحسم تعتبر ضعفا, والمسيح كان وديعا ولم يكن ضعيفا في عرف جبران..لنقرا ما كتبه جبران على لسان نثنائيل " أترى الرجل الذليل المهين يقول : إني أنا الحياة ، أنا هو الطريق والحق والحياة؟ .. أترى الرجل المتواضع الوادع يقول : أني أنا روح الرب، وفي حلت روح الرب ؟ أترى الرجل الذي لا علم له يما أوتي من قوة يقول : إن من لا إيمان له بي لا ايمان له بالحياة ولا بالأبدية ؟ " ولكن ما أثق فيه وأتفق فيه مع ميخائيل نعيمة هو أن جبران لم يتخذ من كتابه المقدس مرجعه الوحيد ولكن أضاف مرجعا أخر هو عقله وخياله الذي لا مانع عنده أن يخالف الكتاب المقدس مرات, فها هو يتهم عيسى بالتمرد صبيا وبالطيش فتيا على الرغم من شهادة لوقا الرسول " وكان خاضعا لهما" الا أنه ضرب بالكلمات عرض الحائط ونسب له طيش وتمرد. كما أن جبران من الواضح أنه أساسا يحتقر ضعف الشعوب فيقول على لسان نثنائيل " أني لأحس بالغثيان وبأحشائي تضطرب حين أسمع الى هؤلاء الذين في قلوبهم خور ، يسمون عيسى متواضعا ويدعونه وادعا، يسوغون بذلك خواء قلوبهم وضعف نفوسهم . وكذا المسحوقين إذ ينشدون طمأنه نفوسهم بالانتماء الى صحبة المسيح حين يحدثون عنه فيجعلونه كالدودة تزحف متالقة في جوارهم "
    نظرة جبران إلي المسيح في رأي كاتب البحث
    يرى كاتب البحث أن جبران قدم لنا صورة رائعة عن المسيح، وجملها وصورها على أحسن تصوير بالنسبة لباحث غير مؤمن ولكن لم تكن تلك النظرة هي نفسها نظرة الإنجيل على طول الخط, بل على ما يبدوا لم يقتنع جبران في المسيح أشياء كثيرة ورفضها ولكنه لم ينكر عليه ألوهيته أو إنسانيته ولكنه صاغ تلك الألوهية وتلك الإنسانية في قالب خاص به هو على النحو التالي:
    1- عيسى بن الله
    يقول جبران
    ونرى هنا أن المسيح كان هو الله في عرف جبران .. فهو مستحق السجود "... هكذا تكلم يسوع . وقد كنت أتوق الى أن أركع بين يديه إعظاما له، لكن الحياء غلبني فلم أستع أن أتحرك أو أن أنطق بكلمة. وعندما انتهي تكلمت وقلت : بودي لو استطعت الصلاةفي هذه اللحظة غير أن لساني ثقيل فلتعلني كيف تصلي.. " فنرة من هذه الفقرة أنه مستحق السجود وأيضا هو المعلم للصلاة.. وهو الكلمة فيقول : " فالمسيح الذي وجد من قديم الأزمان هو قبس من نور الله حل في روح الانسان وهو نسمة الحياة تحل فينا ثم تتخذ لها جسدا كأجسادنا تسكنه.. هو إرادة الله ومشيئته.. هو الكلمة الأولى التي تود لو جرت في أصواتنا وعاشت في آذاننا، لعلنا نعيها ونتدبرها.. وإن كلمة الله ربنا قد بنت لها بيت من لحم وعظم، واستوت بشرا مثلي ومثلك… اما المسيح الكلمة الذي كانفي البداية، والروح التي تريد لنا أن نعيش حياة كاملة فقد جاء عيسى واتحد معه. والروح كانت يد الله الخبيرة، وعيسى كان القيثارة..الروح كانت الأنشودة، وكان عيسى اللحن الذي رددها.. " ولكنه اله مختلف عن اله العهد القديم لنقرأ في هذا الأمر " ان الاله الأزلي لإسرائيل شديد البطش لا تأخذه رحمة وجدير ببني اسرائيل أن يطلبوا الها غيره: الها رحيما غفورا يتجاوز عن سيئاتهم رأفة بهم ، الها يتنزل مع شعاع الشمس ويسرى على الطريق الى غاياتهم ولا يجلس الى الأبد في مجلس القصاص يزن سيئاتهم ويقيس خطاياهم. على بني اسرائيل أن يعبدوا ربا لا يحمل حقدا ولا ضغنا، ولا يذكر من نقائصهم الا النزر اليسير، ولا يقتص لنفسه منهم ولا من حفدتهم وذراريهم... لكن عيسى ، هذا الرجل الناصري قد تحدث عن رب هو من الجلال والاحاطة بحيث يشبه الاس كلهم، ومع علمه كل شئ فتعالى عن العقاب، وفاض بالحب لمخلوقاته فتجاوز عن آثامهم " ولكننا نجد مفهوما خاطئا لرحمة الله في عرف جبران إذ يضع ويكرر كلمة (يتجاوز) وهي بالعامية المصرية بمعنى (يطنش) وهذا بعيد عن مفهوم الكتاب المقدس إذ أنه دفع في المسيح كل تلك الخطايا فهو لم يتجاوز عن الخطايا أبدا.

    2- عيسى بن الانسان
    أما عيسى بن الانسان ذلك التعبير الذي أحبه بالأكثر جبران فنقرا المقصود به فهو يقول " لقد كان عيسى بن الانسان يجلس على مائدة العرس وقد ألقى بالا الى الأغاني كلها، أغنية ذلك الحبيب وهو يحمل محبوبته الى خيمته، وأغنية هذا الحدث حارس الكرمة الذي أحب ابنة صاحب الكرمة ثم صحبها الى دار أمه، وأغنية هذا الأمير الذي التقى بفتاة تتسول فحملها الى مملكته وتوج رأسها بتاج أسلافه. وكان يبدوا كأنه يصيخ السمع أيضا الى أغاني أخرى غيرها لم أستطع سماعها " فنجد هنا المسيح الانسان الذي يهتم بالمشاعر الانسانية والمحبة الانسانية والمجاملات , كما نجد المسيح الذي يهتم بالشعر والأدب والغناء .. الخ
    ما هي الرسالة التي يريد ان يوصلها جبران
    يقول جبران " أنما أبشر بالمسيح القانص المقتدر، والروح الصلدة التي لا تقهر" فهو لا يحب أن يبشر بالمسيح الوديع الذي جاء زارعا المحبة والسلام ولكنه يحب ذلك المسيح القوي الذي لا يعرف اللين والتسامح, ومع ذلك هو متسامح وديع!! وفي الواقع نظرة جبران للمسيح مأخوذة من شخص كره الاستعمار وكره الذل والخنوع.. ومن خلال تلك البيئة فرض ذلك الأسلوب على يسوع وبشر به من خلال تلك النظرة .. فكان المسيح الذي بشر به جبران (مسيح تفصيل) كما يريد أن يرى جبران وليس كما يراه الانجيل... كذلك هو وضع عقله في كل الأمور ورفض كل ما هو وراء الطبيعة ..فنراه يرفض المعجزات .. ويفسر على هواه أسلوب الميلاد العذراوي .. وعلى سبيل المثال واقعة تحويل الماء الى خمر فقال " ... واعتقد المحتفلون أن عيسى قد أتى بمعجزة، وأنهم سوف ينالون مزيدا من نبيذ في ختام العرس أطيب من ذلك الذي كان في أوله.... وانك لتسمع اليهم يقولون : كانت خمر عيسى النابعة من روحه أطيب نبيذ وأعتقه"


    لماذا اختلفت رؤية كاتب البحث عن رؤية ميخائيل نعيمة وثروت عكاشة
    بكل بساطة لأن كاتب البحث أراد أن يرى ما قد رأى وهذه هي المعادلة الصعبة في هذا الكتاب.. لقد أستطاع جبران أن يكتب كل ما يريد أن يراه صاحب أي عقيدة.. لقد استطاع أن يفصل مسيح يتناسب مع كل المعتقدات وكل الآراء.. أما رأيه الشخصي فهذا كلام آخر يستحيل من خلال هذا الكتاب معرفته. وفي اعتقادي أن هذا أسوأ شئ في هذا الكتاب.. فعلى الرغم من جماله و روعته الأدبية الا أن كاتبه لا يستطيع أن يقدم رسالة واحدة, بل يقدم رسالة ورسالة معكوسة في نفس الصياغة الأدبية.. وربما أن له بعض الحق في هذا ففاقد الشئ لا يعطيه. وأن كان كاتب التحليل لا يريد أن يكون متجنيا على الكاتب الغير واضح المعالم في هذا الكتاب.
    الخاتمة
    على الرغم من أن الكاتب لا نستطيع أن نسميه كاتب انجيلي الى أن نظرته الى المسيح لا نستطيع أن نتجاهل تلك اللمحة الايمانية فيها ولا ذلك النقدير الذي يأتي بين السطور لذلك الشخص المسيح، وعلى الرغم من أنه يبدوا للوهلة الأولى أن الكاتب تجاهل الكتاب المقدس الا أني أرى في طياته المرجع الأول لكتابات جبران عن المسيح.. ولكن الأسلوب الأدبي الممتزج بالعمل جعل كل انسان يرى ما يريد أن يرى في حياة يسوع.. فأنا كمحلل مسيحي انجيلي استطعت أن أرى الجمال في هذا الكتاب ونظرة رائعة ليسوع من خلال نظرة تلاميذ يسوع ومن آمن به من تلاميذ..
    هل حقق جبران المعادلة الصعبة في ارضاء جميع الأذواق في هذا الكتاب.. ربما, ولكن إذا كانت حياة جبران تتناسق مع ذلك الكتاب فلا يمكن معرفة هوية جبران أبدا.. فهو غير واضح التفكير غير واضح الهوية.. يعشق الأدب أكثر مما يعشق المسيح نفسه.. وصوره الأدبية ونسيج الحبكة الدرامية لديه يأتي في المرتبة الأولى من كتاباته.. أما كصاحب رسالة تقديم المسيح الى الناس فهو لا يملك أي رسالة يستطيع أن يقدمها.. كثر من عمل أدبي رائع. ولكني بدوري استطعت أن أمجد الله من خلال ذلك العمل الذي أعطاني بعدا جديدا عن يسوع – بدون أن يقصد الكاتب ولا يسعني الا أن أتفق مع الكاتب ثروت عكاشة في قوله" فالذي لا شك فيه أن جبران صاغ أراءه في قالب أدبي رائع يفيض بالحب والتجرد. وهنا تأتي الوحدة العاطفية في كتاب جبران الذي يذخر بعاطفة رقيقة يتسامى بها خيال شاعر فإذا هي أدب شائق ممتع يعرض لجوانب مختلفة مفعمة بالحياة فتحس وأنت تقرأ الكتاب أن صفحاته صور من حياة تتحرك بين يديك وتحت بصرك"
    لذلك يمكن أن الخص في جملة واحدة الكاتب والكتاب .. الكتاب هو عمل أدبي عظيم لكاتب لا يريد أن يدخل أغواره أحد.. كتاب يستطيع أن يرضي ذوق المؤمن و الملحد.. وتتناسى تماما هوية المؤلف

    رأي : عماد حنا"
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

  • #2
    مشاركة: نقد كتاب - عيسى بن الانسان- بقلم:- جبران خليل جبران

    شكرا اخي عماد قرأت تعليقك الجميل .
    لم تتح لي فرصة قراءة هذا الكتاب رغم اني قرأت للكاتب كتبا اخرى،

    تعليق


    • #3
      مشاركة: نقد كتاب - عيسى بن الانسان- بقلم:- جبران خليل جبران

      شكرا اخ عماد للموضوع
      لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام.

      تعليق

      من قاموا بقراءة الموضوع

      تقليص

      الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

        معلومات المنتدى

        تقليص

        من يتصفحون هذا الموضوع

        يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

          يعمل...
          X