إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بـريــد الأهــرام : خــــريف الحـــرمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بـريــد الأهــرام : خــــريف الحـــرمان

    http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...1.HTM&DID=8688

    بـريــد الأهــرام
    43460 ‏السنة 130-العدد 2005 ديسمبر 2 ‏30 من شوال 1426 هـ الجمعة


    خــــريف الحـــرمان


    سيدي‏..‏ قرأت رسالة الزواج الحرام التي نشرت في بريد الجمعة الأسبوع الماضي‏,‏ والغريب أني لم أغضب من هذه السيدة‏,‏ ولم أدنها‏,‏ والأغرب أني رأيت مشكلتها بسيطة‏,‏ بدءا من اختيار الانفصال عن زوجها مضحية بحياة مستقرة‏,‏ بحثا عن الحب لدي شاب أصغر منها بعشر سنوات‏,‏ وانتهاء باكتشافها سوء خلقه‏.‏ تفهمت ضعفها وتعاطفت مع عدم مقدرتها علي تجاوز أزمة هذا العمر عند المرأة الأربعينية‏.‏

    لا أقصد من مقدمتي هذه التعليق علي ماجاء في الرسالة‏,‏ ولكني وجدتها صورة أخري لمأساة نعيشها كأسرة منذ شهور‏,‏ تجسد وجها أصعب لمثل هذه المشكلة‏,‏ ولانعرف طريقا للخروج‏.‏

    فأنا سيدة عمري‏36‏ عاما من أسرة عريقة‏,‏ كنت الوسطي بين شاب وفتاة‏..‏ والدي كان يشغل مركزا مرموقا‏,‏ ووالدتي كانت موظفة حتي وصلت إلي سن المعاش‏.‏

    كنا أسرة نموذجية‏:‏ أب وأم متفاهمان‏,‏ كلاهما له شخصيته القوية مع احترام كامل لدور الآخر في الحياة‏..‏ كانت أمي تعشق أبي‏,‏ لا تستطيع إغضابه‏,‏ حتي لا تغضب الله‏,‏ فالله سبحانه وتعالي كان حاضرا بقوة في بيتنا‏,‏ نصلي جماعة في البيت‏,‏ لا نشاهد في التليفزيون‏,‏ إلا ماهو مفيد وأخلاقي‏..‏ نجتمع نهاية كل أسبوع في النادي‏.‏

    سارت حياتنا هانئة حتي تخرجنا نحن الثلاثة من أفضل الكليات‏,‏ وتزوجنا من مستويات تقاربنا‏,‏ تصادفنا العواصف التقليدية‏,‏ حتي هبت رياح القدر ورحل والدي عن دنيانا منذ‏11‏ عاما‏,‏ وهو يوصينا بأمنا خيرا‏,‏ ويوصيها بنا طويلا‏,‏ لأنه كان يلمس مقدار رغبتها في السيطرة الدائمة علينا‏.‏

    مات أبي تاركا أمي علي عتبات الخمسين من عمرها‏,‏ وكان هذا الرحيل هو بداية التغيير‏..‏ أصبحت أمي أكثر استبدادا‏,‏ فرضت علينا مجموعة من القوانين‏,‏ لانخرج بدون أن تعرف إلي أين نذهب‏,‏ لانشتري‏,‏ لا نبيع‏,‏ لا نحلم إلا بعد عرض الأمر عليها‏,‏ فإذا وافقت فعلنا‏,‏ وإذا اعترضت لانملك إلا الرضوخ‏,‏ ومن يخرج علي هذا القانون‏,‏ يجد صدا وموقفا عنيفا منها‏..‏ كنا نقبل هذا راضين‏,‏ مبررين كل هذه التصرفات بحبها الشديد لنا‏,‏ وإن كان الأمر لايخلو من تذمر صامت غالبا ومعلن أحيانا‏.‏

    تعمقت أمي في الدين أكثر‏,‏ هجرت التليفزيون نهائيا‏,‏ وبدأت في حضور الدروس الدينية في منازل صديقاتها‏,‏ ثم أصبحت تقيم ندوة دينية كل أسبوع في بيتها‏..‏ أصبحت لاترتدي إلا الملابس المسدلة‏,‏ لا تضع الماكياج‏,‏ لاتصافح الرجال‏,‏ ثم تتابع كل واحد فينا هل أدي فروضه في أوقاتها أم لا‏.‏

    خلال هذه السنوات ياسيدي‏,‏ زادت المشكلات بيني وبين زوجي‏,‏ الذي بدأ يضيق بتدخل أمي‏,‏ بالإضافة إلي إساءته معاملتي‏,‏ حتي فاض بي الكيل‏,‏ فأخبرت والدتي برغبتي في الطلاق بعد أن أيدني شقيقي وشقيقتي‏,‏ ولكن والدتي ثارت في وجهي‏,‏ وهددتني إن انفصلت عن زوجي‏,‏ وقالت لي إن المرأة وجدت لخدمة أولادها‏,‏ وعليها أن تضحي بسعادتها وحياتها من أجلهم‏,‏ وعلي الرغم من عدم مقدرتي علي الاستمرار إلا أني رضخت مؤقتا لقرارها‏.‏

    لا أذكر تحديدا منذ متي بدأ التغير في علاقتنا بأمي‏,‏ انشغلنا بحياتنا‏,‏ أو ابتعدنا عمدا بحثا عن راحة أو استقلال‏,‏ تباعدت اللقاءات‏,‏ والاتصالات‏,‏ مرة في اليوم‏,‏ كل يومين‏,‏ لقاء وحيد يوم الجمعة‏,‏ حوارات مبتورة‏,‏ ودفء قديم هارب خلف نظرات العيون‏,‏ حتي حدث ما جمعنا من جديد‏..‏ مصيبة‏,‏ فاجعة‏,‏ صدمة لم يكن أحد فينا يتخيلها‏..‏

    أمي ياسيدي‏,‏ الجدة لثمانية أحفاد‏,‏ بعد أن بلغت الخامسة والستين من عمرها‏..‏ فجأة ودون مقدمات‏,‏ غيرت من طريقة ملابسها‏,‏ بدأت تهتم بمكياجها‏,‏ لا تعاتبنا علي عدم الاتصال‏,‏ وإذا سألنا عن سر غيابها‏,‏ أخبرتنا باقتضاب بأنها كانت مع صديقاتها في النادي‏.‏

    شك ما تسلل إلينا‏,‏ خصلة الشعر التي بدأت تسقط من أسفل حجابها‏,‏ المبالغة في الأناقة‏,‏ ثم هذا التورد الذي تسلل إلي وجهها‏,‏ وتلك القوة التي دبت في جسدها الذي كان يشكو من آلام الشيخوخة‏..‏ هل يمكن أن يكون هو‏...‏ الحب؟‏..‏ سؤال طرحناه علي أنفسنا‏,‏ لا‏,‏ مستحيل‏,‏ صعب‏..‏ لماذا لا؟‏..‏ هكذا قلت لشقيقي وشقيقتي‏,‏ حقها‏,‏ ربما تكون قد تعرفت علي رجل قريب لها في العمر‏,‏ ونس‏,‏ ولكن لماذا لاتخبرنا؟‏..‏ طلب أخي أن ننتظر علي أن يأتي لنا بالخبر اليقين‏,‏ ولم تمر أيام طويلة حتي جاءنا بالخبر الفاجعة‏,‏ أمنا‏,‏ تلك السيدة العظيمة‏,‏ علي علاقة بسائق تاكسي‏,‏ شاب يقترب من نصف عمرها‏,‏ تلتقي به يوميا‏,‏ منظرهما مخز‏,‏ يتصرفان كأنهما عروسان في شهر العسل‏.‏

    كارثة حلت بالعائلة‏,‏ ماذا لو عرف الناس‏,‏ أزواجنا‏,‏ الأقارب‏,‏ الأحفاد‏..‏ هل جنت؟ لابد من إيقافها عند حدها‏.‏

    ذهبنا إليها‏,‏ واجهناها بما لدينا من معلومات‏,‏ ثارت في وجوهنا‏,‏ فتراجعنا‏,‏ قالت لنا‏:‏ الآن فقط تذكرتموني‏,‏ ليس لكم شأن بي وبحياتي‏,‏ لم تؤكد ولم تنف‏,‏ وتركتنا في حيرتنا وأزمتنا‏,‏ وكادت تطردنا من بيتها‏.‏

    الحل‏,‏ اقترحته أنا سيدي‏,‏ وليتني مافعلت‏,‏ لقد انفجر في وجوهنا بركان‏,‏ ليتنا ما فجرناه‏...‏ أحضرت جهاز تسجيل لمراقبة هاتفها الذي كان ينشغل طوال الليل‏,‏ وجلسنا نستمع للمكالمات‏,‏ كارثة حقيقية‏,‏ أمي علي علاقة بهذا الشاب‏,‏ السائق‏,‏ النصاب‏,‏ متزوجة منه سرا‏,‏ يقول لها كلاما معسولا لايليق بفتاة صغيرة‏,‏ يعترف لها بأنه متيم بها‏,‏ وأنه لايري إمرأة سواها‏,‏ وبعدأن يغرقها في بحر من الكلام‏,‏ يطلب منها مايشاء من نقود وأشياء أخري‏,‏ وهي تعده بالتنفيذ في الحال‏.‏

    وصلنا جميعا إلي طريق مسدود‏,‏ تحولت حياتنا إلي جحيم دائم‏,‏ نخشي من مواجهتها بما عرفناه‏,‏ ونخشي أن تطردنا تماما من حياتها‏,‏ ونخشي أن نتركها فريسة لهذا النصاب‏,‏ ونخشي الفضيحة‏,‏ ونخشي أن نتركها حتي تفيق علي الوهم الذي عاشته‏.‏
    أعيانا التفكير‏,‏ فلجأنا إليك‏..‏ فهل من رأي تنصحنا به؟‏..‏

    ************************************************** *

    سـيدتي‏..‏ قبل أن أشاركك في إدانة السيدة والدتك‏,‏ أسألك هل انشغلت مع شقيقيك وأنتم تواجهون الأزمة بتفسير‏:‏ ما الذي دفع تلك المرأة المحترمة إلي هذا الطريق؟ ولماذا تغيرت هكذا فجأة من امرأة ملتزمة جدا‏,‏ إلي امرأة تمارس المراهقة في هذا العمر؟‏!‏

    إنها الوحدة ياعزيزتي‏,‏ هي التي دفعت أمك في البداية إلي التشدد دينيا‏,‏ فوصلت في هذا العمر إلي عدم مصافحة الرجال‏,‏ لجأت أكثر إلي الله بحثا عن أمان لم تجده في وجودكم حولها‏,‏ فقد انشغلتم عنها بحثا عن راحة أو استقلال دون أن تلتفتوا إلي أن الإنسان بعد أن يضحي بعمره من أجل أولاده‏,‏ يحتاجهم معه في خريف العمر‏,‏ ولكن كلا منكم انشغل بحياته تاركا إمرأة وحيدة‏,‏ غاضبة‏,‏ وهي التي إعتادت أن تأمر وتنهي‏,‏ فتجيبوا‏,‏ ويبدو أن ابتعادكم طال‏,‏ ابتعاد سمح لها بالخروج إلي النادي‏,‏ ثم إلي الشارع لينقض عليها قناص‏,‏ يشغل وحدتها‏,‏ ويمنحها الفرصة للانتقام منكم‏,‏ تلاقت الأهداف‏,‏ فهو يبحث عن ممول‏,‏ عن صيد دائم‏,‏ وهي تريد أن تؤكد لنفسها أنها مازالت تعيش‏,‏ ويجب عليها ألا تجلس في بيتها وحيدة تنتظر الموت‏...‏ فرصة جديدة ــ من وجهة نظرها ــ للحياة‏,‏ قد تكون في قرارة نفسها توقن أنه مخادع ونصاب‏,‏ ولكنه يمنحها السعادة في الحلال‏,‏ يعطيها الوقت والكلام الجميل‏..‏ الأمان لها في الليل عبر الهاتف‏,‏ والثمن له في الصباح‏,‏ تراه مثلكم‏,‏ بل ربما أفضل منكم‏,‏ لقد أخذتم منها الكثير‏,‏ فأين أنتم الآن‏,‏ أما هو فيعطي ثم يحصل علي المقابل‏,‏ صفقة مغلوطة وخادعة ولكنها تمتلك تبريرا كافيا لتقبل بها‏.‏

    ماذا فعلتم أنتم لاستعادة أمكم التي ضلت الطريق‏,‏ لقد انشغلتم بالفضيحة‏,‏ والأهل والأصدقاء‏.‏ ماذا لو عرف الناس؟‏..‏ وكان السؤال الأهم كيف ننقذ تلك الأم المسكينة؟

    إنها الأنانية التي مارستموها طويلا‏,‏ وعليكم أن تعيدوا النظر فيما ارتكبتموه‏,‏ فالخطأ ليس مقصورا عليها‏,‏ بل هي التي في أشد الحاجة إلي مساعدتكم‏,‏ فالله سبحانه وتعالي أمرنا أن نقول لهما قولا كريما حتي لو جاهدانا للشرك به‏,‏ فما بالكم والخطأ ليس في حق الخالق ولكن في حقكم‏,‏ هل هذا يمنحكم حق التجاوز في حديثكم معها؟‏!‏

    سيدتي‏..‏ عليكم التوقف عن الحديث معها في هذا الموضوع‏,‏ أحيطوها أولا بحبكم ورعايتكم‏,‏ صاحبوها في يومكم وهمومكم وسعادتكم‏..‏ اجعلوها تصدق أنكم تحبونها وتحتاجون إليها ولن تتركوها أبدا وحيدة‏,‏ وقتها فقط ستعترف لنفسها بخطئها وتعود إلي حياتها وحياتكم‏..‏ وسامحيني إذ لم أقس علي تصرفها‏,‏ فأنا لا أستطيع القسوة علي أم في مثل هذا العمر‏,‏ حتي لو أخطأت الطريق‏..‏ ومن منا لا يخطئ يا عزيزتي‏..‏ المهم أن يجد من يأخذ يده إلي شاطئ الأمان‏.‏
    وفي النهاية أقول لوالدتك ليس عارا علي الإنسان أن يسقط أمام الألم ولكن العار أن ينهار أمام اللذة وإلي لقاء إنشاء الله‏..‏
    ولكن ان كان انجيلنا مكتوما فانما هو مكتوم في الهالكين -
    الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين
    لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله .
    (2 كورنثوس 4: 3 - 4)
    للمراسلة
    sayNewMan@yahoo.com
    المدونة
    http://www.newman-in-christ.blgospot.com

  • #2
    مشاركة: بـريــد الأهــرام : خــــريف الحـــرمان

    كنت زمان فاكرة أن الحكايات ده بتحصل فى الأفلام عشان الكاتب يريد حبجة درامية فى قصته.وأما الآن فان على يقين إن كتير من هذه الحكايات وغيرها يحدث فى عالمنا الذى ينقصه الحب والأمان

    تعليق


    • #3
      مشاركة: بـريــد الأهــرام : خــــريف الحـــرمان

      بسم الله القوى 0
      الى الاخت صاحبت الرساله 0 لكى ان تعرفى ان الدافع هو البحث عن الانا انسان بعد ما وصل الى هذا العمر شعر بانه وحيد لا يهتم به احد 0 واستمر زمن ليس بقليل وقد حدث هذا بعد رحيل الزوج المحبوب والرفيق الطيب 0 اه لو كنا نفهم 0 لجائت الى الدين لعلها تجد راحه لما فى نفسها ووجدانها اليى لا تسطتيع البوح به عندنا نحن الشرقيون 0 وغلت فى تعصبها الدينى ولم تجد الراحه المرجوه فانقلب الحال واخذت تبحث فى الدنيا عما يريح النفس من الامها فوقعت فى براسن هذا الذئب0 ولذا وجب عليكم مساعدتها فى الخروج من هذا المازق0 كيف؟ ابدوا لها التفهم 0 واجعلوها تاتى به الى المنزل لتعرفوه 0 وذالك مفيد من عدة نواحى 0منها ان يظهر لكم ما به وتدرسوه
      وثانيا يشعر انها ليس بمفردها فى هذه الحياه 0 وعندما يكون كل شىء فى النور تخف مفاجآته واوجاعه 0 وهى لم تفعل خطيه شرعا
      وان حدث ذالك تعاملوا معه باللين حتى يكون لكم دور فيما يجد من احداث وحتى تستطيعوا ان توقفوا او تقللوا النذيف المادى 0 وان يكون فى المكان ان تنهوا هذه العلاقه بعد قليل من الايام 0 نعم اشعر بان هناك بعض الموانع لتنفيذ ذالك 0 منها هل يجب ان يعرف بهذا المر 0زوج الاخت وزوجة الاخ ام لا 0 اقول ان وجود هذه العلاقه فى النور احسن من الظلام فى كل الاحوال
      0واخيرا اقول لكى 0 عنما يتعرف عليكم ويجد منكم قبول وفى نفس الوقت لا نعطوه فرصه ان يستغلها كما يريد بل يجب ان يتعامل معها بصحيح المعامله 0لربما ترك الجمل بما حمل 0 والله يوفقكم الى ما فيه الصالح للجميع
      والسلام

      تعليق


      • #4
        مشاركة: بـريــد الأهــرام : خــــريف الحـــرمان

        مش فاهم حاجة ؟؟؟؟ لكن ليه هى عملت كدة

        تعليق

        من قاموا بقراءة الموضوع

        تقليص

        الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

          معلومات المنتدى

          تقليص

          من يتصفحون هذا الموضوع

          يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

            يعمل...
            X