تعليقات على عبارات السيارات (3)

[القس / الفريد فائق صموئيل]

تعليقات على عبارات السيارات
(الجزء الثالث)

بقلم القس / الفريد فائق صموئيل

في الجزءين الأول والثاني علقت على خمسة وستين من تعبيرات وعبارات وأقوال مكتوبة على سيارات النقل ونصف النقل وغيرها. وهي عبارة عن أمثلة وتعبيرات متنوعة جاءت من العديد من المصادر؛ وهي التى تكوّن ثقافة قطاع عريض جداً من شعبنا المصري.

وهنا أكتب التعبير ثم تعليقي عليه ـ راجياً أن تضعوا في الاعتبار أنها بداية؛ أرجو أن تُشجّع آخرين على الكتابة في هذا الموضوع ـ وسيكون التعليق بين قوسين؛ ثم في ختام المقال سأركز على أهم ما يشغل ثقافة وذهن معظم شعبنا المصري.

فلنتابع التعبيرات والتعليق عليها؛ وهي متناثرة ووضعتها حسب ما قرأتها:

(66) وعد الحبيب. (هل وعد اسم أم فعل؟ وفي الحالتين نتمنى تنفيذ الوعد لك لتعيش سعيداً وتدوم المحبة. لكن ما أتمناه أن لا نكثر من الوعود؛ لأن ما حولنا وما يحدث لنا مرات كثيرة ما يجعلنا لا نستطيع تنفيذ الوعود؛ وهنا تحدث الجراح النفسية ونؤذي من نحب عندما لا ننفذ الوعود دون قصد ولأسباب خارجة عن الإرادة).
(67) بنت الأكابر. (من هي يا ترى؟ سيارتك ولا حد تاني غير قادر أن تصل له). أم العيال الفقيرة / أم العيال الغلابة. (وهو هنا أكثر تواضعاً؛ لكنه يريد أن يُبعد عين الحسود عنه. يريد أن يقول هذه السيارة هي أم العيال هي وسيلة الرزق للأولاد؛ فأرجوك لا تحسدها بعينك. والعين الحاسدة غير موجودة و لاتؤثر على المؤمن. إن ثقافة الجهل أنجبت الإيمان بالعين الحاسدة). وأحدهم بعد أن كتب أسماء أولاده وبناته كتب: ربنا يبعد عنهم الحرام ويغنيهم بالحلال. يا بركة دعاء الوالدين. (روح الدعاء والصلاة من أجل الأولاد جميلة؛ ولعل أفضل دعاء هو أن يعرفوا طريق الله المعرفة الصحيحة. وبعد ذلك ستأتي الأمور الأخرى الجميلة ثمرة لمعرفة الله والتي تأتي بالإيمان وينتج عنها طبيعة جديدة جميلة. والأولاد يتعلمون ما يعيشون ويرون في أهلهم أكثر مما يتعلمون بما يسمعون منهم). أوعى تقول أنا الأمير دي مهنة ملهاش كبير. (وهذا أمر يقود للتوازن مع الأقوال الأخرى التي تخالف ذلك).
(68) نعمة على الطريق واللي يكرهها يعمى. (أي كانت النعمة الموجودة على الطريق التي يقصدها سواء سيارته أم شيء آخر؛ فإن النعمة لا تعرف مبدأ الايذاء ـ يعني إيه اللي يكرهها يعمى. إن الله صاحب النعمة هو الغافر الرحيم بل وهو المحب الذي يعطي الفرصة للتوبة وهو يستطيع أن يُغيّر الانسان الكاره للنعمة).
(69) الغربية أحلاهم. (متعصب لمحافظته. وربنا يخلي كل المحافظات حلوة).
(70) كيداهم. (يا ترى مين اللي كيداهم؟سيارتك ولا شخص تاني. اصل هناك اسم بهذه الاسم: كيداهم. ربنا يرفع من وسطنا في التعاملات الكيد والشماته؛ أصلهم اولاد عم).
(71) سوبر فاستر. (ربما هذا مرتبط بماركة سيارة معينة. وكرر السائقين كتابتها على ماركات أخرى. ربنا ينقذ النا من مخاطر السرعة الزائدة).
(72) يا عم دوس سيبها تجيب فلوس. (قول متناقض مع الكثير من الأقوال. قول شخص مستهتر لا يلتزم بقواعد المرور).
(73) سيبها على الله. (عكس القول السابق. فهو هنا يتركها على الله ولا يعتمد على السرعة في الدوس على البنزين أو الجاز. لكن هذا القول عند البعض هو عكس ذلك. يريد أن يقول اسرع و لايهمك؛ وسيبها على الله واللي يحصضل يحصل. والسؤال كيف تعلن ايمانك بالله وتريد أن تخالف النظام في نفس الوقت. يا ترى نعمل إيه في المخالف والغلطان. ربنا يكون في عون الشرطة).
(74) ساعة القدر يعمى البصر. (ربما يقصد أنه لا يعرف كيف يتصرف وقت الخطرز لكن على الإنسان أن يتعلّم كيف يواجه الخطر؟ وكيف يتصرّف بطريقة صحيحة؟). قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا. لا تتعجب إنها إرادة الله. (وكل هذا صحيح؛ لكنه لا ينفى مسئولية الإنسان. فهذا ليس مدعاة للسرعة الزائدة أو أية مخالفة أخرى)
(75) نصيبك يصيبك. واللي يصيبك يصيبك. والنصيب غلاّب. ( إذا كانت تُقال والغرض منها التسليم؛ فهذا شيء جميل. ولكني أعتقد أنه يستخدمها وكأنها حجة لعمل المخالفة؛ كما علمت من مناقشة أحد السائقين. وهنا يكمن الخطر).
(76) قسمة ونصيب. (نعم، لكنها ليست عذراً للمخالفات وعدم الالتزام). اللهم أعطِ كل واحد ما يتمناه لي. (لعل الطلبة هنا تحمل المجال السلبي والإيجابي معاً. فهو يتمنى الخير لمن يتمنى له الخير. ويتمنى الشر لمن يتمنى له الشر. وهذه الروح العدائية مرفوضة. المهم أن نقوم نحن بالدور الإيجابي وبعمل الخير ونترك الباقي على الله؛ فهو تعالت قدرته الديّان والذي يُعاقب البشر على ذنوبهم. ونحن علينا أن لا ننسى القاعدة الذهبية: "فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم")
(77) بسيطة. (يهوّن من المصيبة أو الموقف الصعب).
(78) الشقي. (يا سلام. يريد أن يخيف السائقين الآخرين والمارة. أو هو شقي في حاجة تانية).
(79) النمر نمر. الأسد أسد. الملك ملك. الكبير كبير. الباشا باشا. ابن العز باشا. احترام الكبير واجب. (يقصد كل واحد له مقامه ـ لكن ليس عليه أن يطيح في الآخرين حسب هواه. أما احترام الكبير المحترم فهو مبدأ رائع وفضيلة لا نقاش عليها؛ ويا ليت الاحترام الذي كان موجوداً في الزمن القديم للوالدين والمعلمين والمديرين يعود مرةً أخري في زماننا الحديث).
(80) هو العاطي. هو الحارس. هو المالك. هو الحامي. ( ومن يقل غير ذلك؛ فعليه أن يراجع ايمانه وعقيدته).
(81) العبد في التفكير والرب في التدبير. (أكيد؛ لكن هذا لا يمنع العبد من عمل الشيء المناسب والمطلوب منه في الوقت المناسب وحسب الموقف. هذه ليست حجة للسلبية والتراخي).
(82) العزة في طاعة الله. (وينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس. وهذا هو مصدر العزة والقوة).
(83) والعاقبة للتقوى. (التقوى والبر يتمتعان بنتائج طيبة على المدى القريب والبعيد).
(84) هو الرب وانت العبد. (لا جدال في ذلك. ولكل انسان حدوده أما الله فلا حدود لقدراته). احترام الكبير واجب. (مبدأ جميل).
(85) لا تنس ذكر الله. اذكر الله. خاف الله. فاذكر ربك إذا نسيت. (ولنذكره بصلاتنا وسلوكنا المميز والملء بالقيم والفضائل والمباديء والأخلاق الحميدة).
(86) قدّر وما شاء فعل. (الأفضل قضى أو قصد). أمر الله وما شاء فعل. الله وما أراد وكل ما شاء فعل. (بالتأكيد؛ فإن كل الأمور التي حدثت وتحدث وسوف تحدث هي جميعها داخلة ضمن قضاء الله وقصده سواء بقضاء محتوم منه أم بسماح إلهي منه بسبب خطأ الإنسان).
(87) عادل يا رب في قضاك. (بلا شك؛ فهذا يقين المؤمن).
(88) عادل يا رب في حكمك. (طبعاً؛ والمؤمن يقبله بالشكر).
(89) المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين. (هو أمر واقع؛ لكنه ليس رخصة للنوم وعدم العمل).
(90) من العين يا رب سلّم. (خايف ليه؛ هو معاك ويحميك). عضة أسد و لا نظرة حسد. ( ياراجل مش للدرجة دي. لماذا هذه المبالغة. إن الحاسد لا يأذي إلا نفسه. لا تخف؛ إن الحسد لا يؤثر في المؤمن)
(91) كفاية يا عين. (الأفضل أن تصلي من أجل سلامتك وتتكل على الله و لا يهمك عين ولا الكلام الفاضي ده).
(92) خليك في حالك. الله يصلح حالنا وحالك. الله يربحك؛ سيبني في حالي. (إذا كان المقصود هو اختصار العلاقات؛ فهو إلي مستوى ما وتحت أحوال معينة لا مانع. أما إذا كان خوفاً من الحسد؛ فهذا خوف لاداعي له. ليس هناك عين تختص بالتدمير. هذا وهم).
(93) يا ناس يا شر كفاية أر (وبالصعيدي: قر. لكن أر الناس لا يؤثر في المؤمنين. لماذا كل هذا الرعب من أشياء لا وجود لها. إن حدث شيء ما في هذا الخصوص فهو مصادفة ليس إلا). منهم لله. هو المنتقم الجبّار. (أكيد إن الله ىيعاقب المخطيء). خليك مع الله. (يا ريت المؤمنين بعين الحسود يؤمنوا بهذا التعبير الجميل؛ خليك مع الله. خليك مع الله فعلاً وقولاً وفكراً وسلوكاً وعقيدةً و لا تخف من الحاسد).
(94) عين العبد غدارة وعين الرب ستارة. (أكيد عين الله حارسة؛ ومادامت تحرسك ـ فلا تخاف من العين الحاسدة لإنه لا وجود لها و لا قوة لها). وردة في الكاس. يكفيك شر عيون الناس. (وهذه عبارة من العبارات الكثيرة التي سنتعرض لها عن الحسد. وبالتالي سنتابع التعليق عليها في حينه).
(95) الدنيا غدارة والأرض دواره. (لا ضمان في عالمنا. الضمان والأمان وحده في الله؛ فراجع علاقتك الروحية معه). ريم ومروة ـ اسقينا من حنانهم نُروى. (لعله يتحدّث عن ابنتيْه ريم ومروة مش عن حد تاني).
(96) العين صابتني ورب العرش نجاني. (إلهك رب الأرباب وجميع العروش وهو بالفعل ينجيك فلماذا أنت خائف من شيء لاتاثير له عليك يا مؤمن).
(97) أعوذ برب الناس. أعوذ برب الفلق. (والعديد من الآيات القرآنية مكتوب على السيارات. وفيها يستغيث الداعي بالله. وجميل أن يوّجه الإنسان دعاه وصلاته لله).
(98) ما تبصليش بعين ردية. بص للي ادفع فيَّ. (لا تخليه يبص لك ولا يبص للي دفعته. عامل زي اللي بيقول بص بعينك وارحم بقلبك. مخاوف لا أساس لها).
(99) يا عم قول يا رب. (بس ما تغلطش).
(100) خليها على الله. (هو سندنا لكن ما تتشطرتش بالفهلوة والتهرّب والمخالفة).
(101) يقيني بالله يقيني. (وليس لنا يقين إلاه).
(102) إنت مالك الملك. (ومن يتجرأ لينكر ذلك؛ أو يقول بغيره).
(103) يا ناس يافل الخير للكل. نهارنا أبيض إن شاء الله. يا صباح الفل الرزق للكل. يا ناس يا فل الرزق للكل.
(تفاؤل طيب ـ بس شيل من ذهنك العكس).
(104) في حفظ ورعاية الله. (له نسلّم نفوسنا وسياراتنا وطريقنا).
(105) يا لطيف يا رب. (من ماذا تخاف وترتعب؟ اتكل عليه وسلّم له طريقك). كريم في عطائه لطيف في قضائه. (وهي تعبير جميل عن كرم الله في عطائه ولطفه في قضائه).
(106) سترك يا رب. يا رب سترك. يا رب سترك ورضاك.. مستورة بأمر الله. على الإبرة والمسمار وربك الستّار. (وكل هذه دعوات جميلة. وهنا يعلن بلغة خفيفة و ظريفة أن سيارته تسير لكن يمكن أن تتوقف بسبب إبرة أو مسمار عندما ينفجر الإطار. لكني هنا أريد أن أقول أن أفضل ستر هو كفارة دم المسيح التي تستر كل خطية وتغفرها وتطهرنا من كل اثم).
(107) يا رب سلّم. سلّم يا رب سلّم. (ليعطي الرب السلامة للجميع).
(108) يا رب عفوك ورضاك. (وعفو الله ورضاه مطلوبان في كل الأوقات).
(109) عين الحسود فيها عود. (قلنا لاخوف من الناس وليس هناك عين تملك قدرات خاصة مدمرة. ثم لماذا الأذية لوضع عود في عيون الناس؟ أين أمنيات الخير للجميع؟).
(110) اثنان في النار الحاقد والحاسد. (لكن هناك مجال للتوبة والتغيير. والله وحده له سلطة المعرفة والتحديد والدينونة وليس نحن البشر).
(111) إيه النظام حبيت أرمي الشبك. (ولد فرود ولا نقول روميو ملهب قلوب العذارى. وهنا التناقض في الشخصية المصرية الحالية: يظهر بأن شديد الايمان والتقوى وبعدها وفي نفس اليوم أو حتى اللحظة ينقلب ليكون المشاكس والذي يقوم بأفعال عكس التقوى. وكله ماشي). عمري ما أنساك. (جميل الإخلاص في الحب الحقيقي والذي يقود للزواج).
(112) بادحرج التماسي و لا أنت ناسي. (شقاوة عبيطة). ابقى تعالى بالليل. (هنا لا نعلم من يخاطب من؟ وإذا كان الحديث بين زوجين؛ كان الواجب أن لا يُكتب هذا علناً. أما إذا كان شيء آخر فهو من نوع الشقاوة العبيطة). راجعة بإذن الله. تمنياتنا برحلة سعيدة. (أمنية جميلة. وانتبه للقيادة ولا تفكر في شيء آخر. ويحفظك سلام وأمان وعناية الله باستمرار. أمنية لجميع من هم على الطريق).
(يتبع بالجزء الأخير)