إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعليقات على عبارات السيارات (4)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعليقات على عبارات السيارات (4)

    تعليقات على عبارات السيارات
    (الجزء الرابع والأخير)


    بقلم القس / الفريد فائق صموئيل


    في الأجزاء الثلاثة السابقة علّقت على مائة وأثني عشر عبارة من عبارات وتعبيرات وأقوال مكتوبة على سيارات النقل ونصف النقل وغيرها. وهي عبارة عن أمثلة وتعبيرات متنوعة جاءت من العديد من المصادر؛ وهي التى تكوّن ثقافة قطاع عريض جداً من شعبنا المصري المحبوب والذي نتعامل معه كل يوم.

    وفي ختام المقال سأركز على أهم ما يشغل ثقافة وذهن معظم شعبنا المصري.

    (1) إننا نحيا في مجتمع ثقافته التواكلية والقدرية:
    تشعر بأن الأيديولوجية الفاسدة لتغييب وتخدير الشعوب؛ ما زالت موجودة في عالمنا. وهذه الأيديولوجية يتم امدادها بالمقولات من الموروث الثقافي الشعبي وحتى الديني الذي يُوظف بصورة سلبية للأسف. وكل هذه تدفع الإنسان:
    1. للسلبية
    2. والاستسلام
    3. والانسحاب
    4. والكسل
    5. والخنوع
    6. وصغر النفس
    7. والضعة
    8. والرضى بالقليل
    9. وعدم المطالبة بحقه
    10. والتسليم بقضاء وقدر الله الذي لا راد له وليس لك قدرة على تغييره ـ اقرأ مقال رفيق رسمي نصف الكوب الفارغ بعدد يوليه 2007م. في جريدة الطريق والحق ص 4 ـ وهو ما أؤيده.
    إن الإيمان بالقدر مترسخ في أعماق الشخصية المصرية. فالمصري يؤمن بأن كل ما يحدث حوله هو من صنع القدر. وهذه سمة من سمات مجتمعنا الزراعي. فمصر عبارة عن وادٍ أخضر ضيّق يشقه نهر النيل، وكل أجدادنا كانوا يعملون بالزراعة. وكان الفلاح يلقي البذار في الأرض وينتظر الشهور الطويلة إلي وقت الحصاد. فإن جاء الحصاد كثيراً كان القدر خيراً، وإن هاجمته الآفات وأكله الدود كان القدر شراً. وكان الفلاح المصري طوال آلاف السنين يجلس في حالة تمن. إنه يتمنّى الحصاد الكثير، ويتمنى نزول المطر ويتمنى الفيضان ... إلخ.
    يقول الدكتور أحمد يوسف: "ظاهر أن التسليم بالقضاء والقدر من شيم المصريين". وبذلك رأينا الأمثال الشعبية التي يرددها الناس ويكتبونها على السيارات تعبر عن ذلك خير تعبير. إن ثقافة شعبنا المصري تعبر عن إيمانها بالقدر وبالمكتوب.

    (2) والتواكلية والقدرية تقود لثقافة المستقبل في يد الله:
    وبذلك يتجاهل المصري تماماً الدور البشري. نحن نؤمن أن الله هو المتحكم في كل شيء ويضمن الحاضر والمستقبل وكل شيء هو بين يديه. لكن الله يريد أن نقوم بدورنا. علينا أن ننبر على التوازن بين الدور البشري والدور الالهي. الله هو الذي ينقذ لكن من خلال بعض البشر أو بعض مجهوداتهم. صحيح أن المستقبل في يد الله لكنه يصنعه بنا.
    يقول الدكتور القس جون ستوت: "لم يخلق الله كوكب الأرض لكي ينتج من تلقاء نفسه، فعلى الكائنات البشرية أن تُخضعه وتطوّره. ولم يغرس جنة تتفتح أزهارها وتنضج ثمارها من تلقاء نفسها بل عيّن بستانياً يعتني بالتربة".
    إن الله يريد ويُسرّبأن يُشرك الإنسان معه في العمل. وكل ما نستطيع نحن أن نفعله لا يفعله هو بدلاً منا، وإلا سيعلمنا الكسل والتراخي. وهو يريد أن نقوم بدورنا على أكمل وجه.
    إن الروح القدس يريد أن يستخدم قدراتنا وامكانياتنا، فنحن لسنا مجرد دُمي أو قطع شطرنج، إنه يحترم فكر الإنسان وقدراته. هل الاستناد على الروح القدس يعني أن تسير حياتنا وخدمتنا بعشوائية؟ كلا. إن اعتمادنا على الروح القدس يجب أن يدفعنا للمزيد من الإعداد والدراسة والتخطيط. فهل نعيش بعشوائية ونظن أن هذا هو الاتكال على الروح القدس!

    (3) علينا بالجهاد القانوني؛ والقيام بدورنا الإنساني الغائب في مجتمعنا:
    علينا بالتدريب وبذل الجهد. علينا الكثير لتسير حياتنا حسب خطة الله. لكي تفوز بسباق عليك بالتخطيط والتدريب. وهذا ما قاله بولس لكورنثوس عن أهمية التخطيط والتطلّع إلي الأهداف والسعي وراءها: "ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحداً يأخذ الجعالة؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا" (1كو 9: 24). وفكرة بولس مقتبسة من ساحة الالعاب الرياضية الأولمبية حيث كانت تُقام المباريات والأولمبيات سنوياً في أستيموس والتي تبعد حوالي عشرة أميال عن كورنثوس. وكان اللاعب قبل أن ينزل الملعب يبذل اقصى مجهود في التدريب والتخطيط لكي يفوز بالجائزة، وهكذا على كل إنسان أن يبذل أقصى مجهود في التدريب والتخطيط حتى يستخدمه الروح القدس بقوة وفاعلية، ويحقق أعظم الإنجازات لمجد الله.

    (4) هناك رعب وخوف عام من موضوع الحسد وبطريقة مرضية لاداعي لها:

    وهي القضية التي تشغل فكر وتعبيرات ومعتقدات الناس. وقد لمسته في أكثر من تعليق بوضوح وتفصيل نوعاً ما. فنحن نؤمن أنه لا توجد عين حسودة وعين غير حسودة. والحاسد لا يضر إلا نفسه. الحسد لايضر المؤمنين. وأستودعكم بركة ونعمة ورحمة ومحبة المسيح. صلوا لأجلي.
    القس / الفريد فائق صموئيل
    قسيس إنجيلي

    D. Min. Studies, Fuller

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X