إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تــاريـــخ الأقبــاط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تــاريـــخ الأقبــاط

    تــاريـــخ الأقبــاط


    كلمة أقباط تنحدر من الأصل اليوناني "ايجبتوس" والتي هي بدورها منحدرة من كلمة "ها كا بتاح" وهي واحدة من أسماء منفيس أول عاصمة في تاريخ مصر القديم. أما الاستخدام الحديث لكلمة "قبطي" فيعني مسيحيو مصر كما يستخدم هذا اللفظ للدلالة على آخر مرحلة من مراحل اللغة المصرية "القبطية". كما أنه يطلق أيضا على الفن والعمارة التي ظهرت مع دخول مصر في العصر المسيحي.

    الفترة البطلمية: من 330 – 30 ق.م
    بعد أن حكم الفراعنة مصر لمدة عدة آلاف من السنوات قبل التاريخ، تم إستعمار مصر بواسطة العرب والفرس ولكنهم لم يتركوا تأثيراً يُذكر على الثقافة المصرية. ثم غزا الاسكندر الأكبر مصر في سنة 332 ق.م وأسس مدينة الاسكندرية على الطراز الاغريقي.
    هذا وقد أحكم المقدونيون البطالسة سيطرتهم على البلاد بعد حكم الاسكندر الأكبر. وفي خلال 300 عام من حكمهم، إستوطن كثير من اليونانيين في مدينة الاسكندرية التي انتعشت كمركز إشعاع للثقافة الهيلينية، الفسلفة، الفنون والتجارة. وبينما كان اليونانيون هم الطبقة الحاكمة كان للمصريويين دور هام في الحياة العامة والفنون وقد شجع الحكام الرومانيون ذلك.

    الامبراطورية الرومانية: من 30 ق.م – 395 ب.م
    كان لمصر إستقلال اقتصادي في الحكم البطلمي ولكن عندما غزا الرومان مصر سنة30ق.م، تم الحد من هذا الاستقلال اذ أعلن الرومان أن مصر مقاطعة رومانية وتم الاستيلاء على محصولاتها الزراعية وفرض الضرائب عليها. وقد كانت هذه الكوارث الاقتصادية سببا لانتعاش الحياة الروحية عند المصريون وزيادة إيمانهم بالحياة بعد الموت "البعث" كمفهوم ديني عرفته مصر منذ القدم.
    إضطهد الرومان عدة ديانات في القرنين الثالث والرابع وعلى الأخص الديانة المسيحية. وقد كان عهد دقلديانوس هو ذروة الاضطهاد الذي لاقاه المسيحيون وقد بدأ التقويم القبطي في بداية عصره "بداية عصر الشهداء". وقد تولى دقلديانوس سنة 284 م. وقد اُعتبرت هذه السنة، سنة 1 للشهداء على حسب التقويم القبطي. وربما يرجع إضطهاد الرومان للمسيحية بسبب سوء فهم حيث كان يُظن بوجود تعارض بين القيصر وبين الديانة المسيحية وخاصة أنه كان الأقباط يتولون مناصب قيادية في الدولة وفي الجيش.

    العصر البيزنطي: 395 – 641 م
    أنهى الامبراطور قسطنطين الاضطهاد ضد المسيحيين في سنة 313م بواسطة مرسوم ميلان الذي تبنى مصالحة دينية واسعة. وفيما بعد تبنى الامبراطور قسطنطين الديانة المسيحية كديانة رسمية للدولة وللامبراطور.
    وفي منتصف القرن الرابع كانت الكنيسة غاية في التنظيم في مصر كما تم تدوين الكتاب المقدس وكتب القراءات باللغة القبطية. وكانت الأحرف اليونانية هي المستعملة في تدوين اللغة القبطية بالاضافة إلى بعض الأحرف من اللغة المصرية. كما إنتشرف وإزدهرت البراري بالرهبان.
    وتعتمد الكنيسة القبطية على التعليم الذي تم إستلامه من القديس مار مرقس الرسول، وهو أحد الانجيليين الأربعة، بعد صلب رب المجد يسوع المسيح وقيامته بسنوات قليلة. وقد إنتشرت المسيحية في مصر في خلال نصف قرن منذ وصول القديس مار مرقس الرسول إلى الاسكندرية وقد عثر على نسخة من العهد الجديد في البهنسا بوسط مصر ويرجع تاريخها إلى سنة 200م. كما تم العثور على أجزاء من الانجيل حسب البشير يوحنا مكتوبة باللغة القبطية في صعيد مصر ويرجع تاريخها إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي. والكنيسة القبطية كانت موضع نبؤات كثيرة في العهد القديم. كما أن مصر ذُكرت في الكتاب المقدس مرات كثيرة كما أنها إستقبلت العائلة المقدسة اضافة الى أن كثير من الأنبياء ورجال الله في العهد القديم قد ذهبوا اليها. أما النبؤة في أشعياء 19:19 فتقول "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها".
    وقد حافظ الأقباط بكل القوة على هويتهم الدينية والعرقية في العالم المسيحي. كما أن للأقباط تاريخ عريق في الحفاظ على العقيدة. أما مجمع نيقية الذي تعترف به كل الكنائس فكان بطله هو القديس أثناسيوس الرسولي بابا وبطريرك الاسكندرية رقم 20 في الفترة من 327م – 373م. كما أن العائلة المقدسة قصدت مصر وقت الهروب من هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل "من مصر دعوت إبني"مت15:2.
    قدم الأقباط الكثير إلى المسيحية. فمنذ البداية تصدى الأقباط لكل البدع والهرطقات فقدم الأقباط الآف الكتب والدراسات ضد هذه البدع. أما الكتاب المقدس فقد تم ترجمته إلى اللغة القبطية في القرن الثاني الميلادي. وتحتوي المكتبات العالمية والمتاحف على الآف القطع من الكتب القبطية.
    وتعتبر مدرسة الاسكندرية هي أقدم مؤسسة علمية في العالم. ففي سنة 190م كانت مكتبة الاسكندرية التي رأسها في هذا الوقت بنتينوس هي أهم مدرسة دينية في العالم في العلوم المسيحية. وقد تتلمذ في هذه المدرسة الكثير من الآباء الأساقفة وعلماء المسيحية من شتى بقاع العالم مثل أثناسيوس، إكليمندس، ديديموس الضرير وأوريجانوس الذي يعتبر أبو الدراسات الكتابية المقارنة. وقد كتب أوريجانوس أكثر من 6000 مدونة حول الكتاب والعقيدة إضافة إلى مدونته السداسية نظرا لأنها كتبت بستة لغات. وقد زار مكتبة الاسكندرية القديس جيروم للحوار والمناقشة مع علماء هذه المدرسة. وقد إهتمت مدرسة الاسكندرية بتدريس العلوم الأخرى مثل الرياضيات والعلوم الفيزيائية والعلوم الانسانية إضافة إلى العلوم الدينية. أما نظرية الدراسة بالاسئلة والأجوبة فقد بدأت في هذه المدرسة التي سبقت "برايل" بـ 15 قرنا في إختراع تقنية للكتابة البارزة لتعليم المكفوفين أيام ديديموس الضرير.
    الرهبنة أيضا ولدت وترعرعت وإزدهرت في مصر على يد آباء الكنيسة القبطية الأوائل الذين سكنوا الجبال والمغائر وشقوق الأرض وتركوا كل شئ من أجل اسم المسيح. وقد ظهرت الرهبنة في السنين الأخيرة من القرن الثالث الميلادي وإزدهرت في القرن الرابع. ويعتبر القديس الأنبا أنطونيوس الكبير أبو الرهبان في العالم كله وهو قبطي من صعيد مصر. أما الأنبا بولا أول راهب في العالم فهو أيضا قبطي. وإشتهر أيضا الكثير من الآباء الرهبان مثل الأنبا مكاريوس، القديس موسى الأسود ومار مينا العجايبي.. الخ. وفي نهاية القرن الرابع الميلادي زُينت البراري المصرية بمئات من الأديرة العامرة وآلاف لا تُحصى من القلالي في الجبال والصحاري. ولا يزال الكثير من هذه الأديرة عامرا بنعمة المسيح في عصرنا الحالي.
    يُذكر أن القديس باسيليوس الذي نظم الرهبنة في أديرة آسيا الصغرى كان قد إعتمد على نظام الرهبنة المصري عندما زار مصر في سنة 357م. القديس جيروم الذي ترجم الكتاب المقدس الى اللاتينية زار مصر في سنة 400م. وكثيرون آخرون من الذين نظموا الحياة الديرية في العالم في القرن السادس نهلوا من نفس نظام الدير وحياة الشركة الرهبانية التي أسسها القديس باخوميوس في مصر.

    هذا ومع الأسف فقد تم الصاق تهمة باطلة بالكنيسة القبطية المصرية في القرن الخامس الميلادي فيما يسمى "مجمع خلقيدونية". ربما يكون الذين اجتمعوا في هذا المجمع فهموا الكنيسة القبطية بطريقة صحيحة ولكنهم أرادوا ابعاد الكنيسة القبطية وعزلها هي وبطركها. ورغم كل ذلك لاتزال الكنيسة القبطية محافظة على عقيدتها كما تسلمتها من الآباء ووفقا للكتاب المقدس. ورغم سوء الفهم والخلاف الذي وقع في هذا المجمع إلا أن الأمل مازال معقودا على وحدة الكنيسة في قلوب كل المؤمنين. وقد سعى قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك 117 في عداد بطاركة الاسكندرية في إقامة حوار مع كرسي روما وقد تم الخروج بوثيقة مشتركة إستنادا على آراء آباء الكنيسة قبل الانقسام الذي حدث في مجمع خلقيدونية.

    وحاليا فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي أحد مؤسسي مجلس الكنائس العالمي منذ عام 1948. كما أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عضو في مجلس كنائس أفريقيا والشرق الأوسط. ومازال هناك حوار جاري مع مختلف الكنائس.

    ربما يعتبر أعظم ما يميز الأقباط هو الصليب الذي حملوه طول التاريخ وحتى الآن. فقد عانى الأقباط من الاضطهاد من الكثيرين. فكاروز الديار المصرية وهو القديس مار مرقس الرسول استشهد بأن تم سحله في شوارع الاسكندرية في 8 مايو سنة 68م حيث قام الرومان بتعذيبه وسحله في شوارع الاسكندرية يوم الاثنين بعد عيد القيامة مباشرة. ومنذ ذلك الوقت وكل الحكام، تقريبا، إضطهدوا الشعب القبطي. فقد بدأ الاضطهاد من الرومان ثم بواسطة الملكانيين أتباع ما يسمى بـ "مجمع خلقيدونية" في سنة 451م. ثم العرب الذين إحتلوا مصر في عام 641م وحتى الآن. ونظرا للاضطهاد الشديد الذي رآه الأقباط فقد إعتمدوا على التقويم الخاص بهم والذي يسمى تقويم الشهداء والذي بدأ في 29 أغسطس سنة 284م. (بداية حكم دقلديانوس) الذي إضطهد الأقباط إضطهاداً شديداً جداً حتى أن الأقباط إعتبروا أن هذا هو بداية التاريخ القبطي وتُسمى السنة القبطية بسنة الشهداء.

    وقد بدأ التغيير الواضح للتركيبة السكانية لمصر مع بداية الألفية الثانية فقد عانى الأقباط من دفع الجزية وإضطهاد على يد الحكام العرب الذي تم في عهدهم تخريب معظم أديرة وكنائس مصر أيضا تم حظر التحدث باللغة القبطية إضافة إلى إضطهاد شديد مما تسبب في أنه مع القرن الثاني عشر أصبح أغلب سكان مصرهم من المسلمين.

    أما القرن التاسع عشر فقد شهد تحسنا في حالة الأقباط في مصر تحت حكم محمد علي وأسرته. فقد شهد عام 1855 الغاء الجزية التي ظل الأقباط يدفعونها منذ الغزو العربي وبدأ بعدها السماح للأقباط بالانخراط في الجيش. أما في عام 1919 وقت ثورة مصر التي أعطتها شكلها الحديث فقد كان للأقباط دور هام وفعال في معظم نواحي إدارة البلاد. وقد تفاعل الأقباط مع كل الأحداث التي مرت بالبلاد في هذا الوقت.

    لا يوجد احصاء دقيق وموثوق لعدد الأقباط فتتراوح الاحصائيات بين 6 مليون (وهي إحصاءات حكومية غير سليمة على الاطلاق) وإحصائيات أخرى تقول بأن عدد الأقباط حوالي 20 مليون. وعلى الأرجح أن الرقم الصحيح لعدد الأقباط يقع بين هذا وذاك فمعظم الأطراف المعتدلة تقدر عدد الأقباط بـ 12 مليون حاليا اضافة الى حوالي 1.5 مليون بالمهجر. وقد نجح الأقباط في تشييد كنائس كثيرة بالمهجر في الولايات المتحدة، كندا استراليا وأوروبا وآسيا وأفريقيا. ويعيش الأقباط في كل محافظات مصر ولكن يقل تواجدهم في محافظات الدلتا في شمال مصر ويتركز تواجدهم في الصعيد وخاصة في محافظات المنيا، أسيوط وسوهاج.

    ومازال الاضطهاد قائما حتى الآن فبعد أن ظل الأقباط قرونا يدفون الجزية للعرب ثم للأتراك ويتعرضون فوق ذلك لاضطهاد على حسب ما يحلو للحاكم العربي أن يوقعه. فمازال الأقباط يعانون أشد المعاناة في حرية العقيدة. فبناء الكنائس تشوبه معوقات كثيرة مثل ضرورة أن يوافق رئيس الجمهورية على بناء كنيسة جديدة وحديثا أصبح موضوع هدم كنيسة وبناءها مرة أخرى وترميمها من اختصاص المحافظين ويجب التنويه الى أن دور العبادة الأخرى (المساجد) لا تخضع لهذه الشروط. كما يتعرض الأقباط الى تمييز ديني واضح واضطهاد يصل الى درجة المذابح في بعض الأحيان.
    http://copticnews.ca/a_copticHistory.htm
    التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 10-06-09, 03:43 PM.
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: تــاريـــخ الأقبــاط

    المعلم يعقوب: الاختلاف على قراءة التاريخ

    GMT 5:30:00 2009 الإثنين 8 يونيو مجدي خليل

    يختلف المصريون على قراءة التاريخ، ليس فقط القديم والوسيط، ولكن الحديث والمعاصر أيضا. مصدر الاختلاف الرئيسى يأتى من المدخل لقراءة هذا التاريخ وتحليل أحداثه، هل من زاوية وطنية أم زاوية دينية.
    مما يؤسف له أن الاهواء والانحيازات الدينية تؤثر على قراءة التاريخ وإنتقائية أحداثه عند كل من المسلمين والأقباط. ولكن الخطر يكمن عندما يتعدى الموضوع مسألة الإنحيازات والانتقائية إلى مرحلة التزييف والتزوير، والأخطر أن يتبنى الموقف الرسمى للدولة تروييج هذا التاريخ المزيف... وهذا ما حدث ويحدث للأسف فى مصر.
    فى قصة المعلم يعقوب أو الجنرال يعقوب(1745-1801) تبدو امامك كل هذه القراءات المختلفة للتاريخ.
    عند الأقباط المعلم يعقوب بطل قبطى وبطل مصرى، بطل قبطى لأنه كون قوة قبطية مدربة ومجهزة لحماية نفسه وحمايتهم من هجوم الرعاع والغوغاء عليهم، وبطل مصرى لأنه صاحب اول مشروع حقيقى لاستقلال مصر عن العثمانيين والمماليك والفرنسيين كذلك، ولأنه أول من كون جيشا وطنيا مصريا يتشكل من المصريين من الصعايدة والفلاحين ويتساوى فيه المسلم والقبطى، والذى كان محروما من حمل السلاح منذ الغزو العربى لمصر وحتى تكوين هذا الفيلق القبطى.
    عند المؤرخين المسلمين المنصفين المحترمين، الجنرال يعقوب شخصية مصرية وطنية، حيث يعد أول مصرى طرح مشروعا متكاملا لأستقلال مصر عن كل القوى الخارجية، وصاحب رؤية ثاقبة لمستقبل مصر السياسى والأقتصادى.
    عند كثير من المسلمين الشعبويين والإسلاميين المتعصبين، الجنرال يعقوب خائن لأنه راهن على الأجنبى، على حد زعمهم، فى مواجهة دولة الخلافة الإسلامية التركية، ولأنه تجرأ على تكوين قوة قبطية تحمل السلاح وتواجه المعتدين من المسلمين، وتخل بالمعادلة التقليدية: المسلم فى مواجهة الذمى.
    المشكلة تأتى عندما تتبنى الدولة موقف الشعبويين وغلاة المتعصبين .. وهذا ما حدث بالفعل فى موقفها من الجنرال يعقوب.
    فقد نشرت مؤخرا الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية نسخة شعبية رخيصة الثمن من كتاب احمد حسين الصاوى المعنون "" المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة"، والذى يروج للفكر الشعبوى عن خيانة الجنرال يعقوب وللفكر المتعصب عن تعاون الأقباط مع الاحتلال الغربى لمصر، وهى أمور مجافية تماما للحقيقة. والغريب أن رئيس تحرير هذه السلسلة أسامة عفيفى كتب فى مقدمة الكتاب " مؤرخو التاريخ المصرى الحديث أجمعوا على خيانة المعلم يعقوب لتعاونه مع المحتل، وأن وثائق المحتل نفسه كشفت دوره فى التآمر على المقاومة الشعبية المصرية"... وهذه الجملة من اولها إلى اخرها لا تمت للحقيقة بصلة، ويؤسفنى القول إنها جملة تحريضية مختلقة، كما أن نشر وزارة الثقافة لهذا الكتاب يأتى فى سياق التزييف الرسمى المستمر على مدى قرون للتاريخ الوطنى الحقيقى للمصريين.
    لن اتحدث عن الكتابات القبطية التى تناولت الجنرال يعقوب حتى نبعد شبهة الانحياز، ولأن معظمها اعتمد بشكل رئيسى على كتابات شيخ مؤرخى مصر الحديثة الدكتور محمد شفيق غربال.كما أن الوثائق الاجنبية التى يتحدث عنها السيد اسامة عفيفى سواء كانت فى محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية أو وزارة الخارجية البريطانية أو وزارة الحربية الفرنسية، ومحفوظات بلدية مارسيليا وكتابات المؤرخ الفرنسى جورج دوان هى التى انصفت المعلم يعقوب.
    كما هو معلوم للمتابعين للموضوع إنه فى 17 سبتمبر 1801 سلم لاسكاريس، مترجم الجنرال يعقوب، مذكرة بمواد مشروع يعقوب لاستقلال مصر لجوزيف إدموندز، ربان البارجة الانجليزية بالاس، لرفعها إلى الحكومة البريطانية. وقد نشر هذه الاوراق المؤرخ الفرنسى جورج داون فى سنة 1924. وعثر عليها شفيق غربال فى محفوظات الخارجية البريطانية اثناء اعداده لرسالة الدكتوراة وترجمها للعربية ونشرها كملحق لرسالته بعنوان " الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس ومشروع استقلال مصر فى سنة 1801"، ونشرت بدار المعارف عام 1932.
    هناك ثلاثة مسائل جدالية مرتبطة بالجنرال يعقوب وهى: تكوين الفيلق القبطى، ومشروع استقلال مصر، والتعاون مع الفرنسيين .. وسوف اتناولها باختصار شديد ووفقا لما كتبه المؤرخون المسلمون المنصفون.
    الفيلق القبطى
    اولا هذا الفيلق تكون مباشرة بعد الاعتداءات الهمجية على الأقباط التى قادها التركى نصوح باشا وغيره من المغاربة والحجازية فى مارس عام 1800، حيث نادى نصوح باشا وقتها " اقتلوا النصارى وجاهدوا فيهم" ويحدثنا الجبرتى عن هول المأسى التى حدثت للأقباط، وفى ابريل 1800 وبعد هذه الواقعة مباشرة ظهر الفيلق القبطى. وثانيا هذا الفيلق تم تكوينه وتدريبه على نفقة المعلم يعقوب الخاصة. وثالثا هذا الفيلق ظهر بعد ثلاثة اشهر من توقيع معاهدة العريش لجلاء الفرنسيين عن مصر والتى وقعت فى يناير 1800. ورابعا هذا الفيلق كان موجها بالاساس ضد المماليك والعثمانيين وبعض الرعاع الذين يعتدون على الأقباط. وخامسا هذا الفيلق أتاح للأقباط لأول مرة منذ غزو العرب لمصر حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم. وسادسا تتراوح تقديرات المؤرخين للفيلق بين 800 إلى 2000 فرد مدرب على الأسلحة الحديثة بواسطة الضباط الفرنسيين . وسابعا هذا الفيلق كما يصفه محمد شفيق غربال يعد "اول جيش كون من ابناء البلاد منذ زوال الفراعنة" ويواصل محمد شفيق غربال وصف هذا الفيلق بقوله "وكان وجود الفرقة القبطية إذن أول شرط أساسي ُيمكّن رجلا من أفراد الأمة المصرية، يتبعه جند من أهل الفلاحة والصناعة، من أن يكون له أثر في أحوال هذه الأمة إذا تركها الفرنسيون وعادت للعثمانيين والمماليك يتنازعونها ويعيثون فيها فسادا، علي الرغم من أنه لا ينتمي لأهل السيف من المماليك والعثمانيين. وبغير هذه القوة يبقى المصريون حيثما كانوا بالأمس: الصبر على مضض أو الإلتجاء لوساطة المشايخ أو الهياج الشعبي الذي لا يؤدي لتغيير جوهري والذي يدفعون هم ثمنه دون سواهم. وهنا الفرق الأكبر بين يعقوب وعمر مكرم: يعقوب يرمي إلى الاعتماد على القوة المدربة، بينما السيد عمر يعتمد على الهياج الشعبي الذي تسهل إثارته ولا يسهل كبح جماحه؛ إذ أن يعقوب لا يريد عودة المماليك والعثمانيين وإنما يعمل على أن تكون لفئة من المصريين يد في تقرير مصير البلاد".
    مشروع استقلال مصر
    الفيلق القبطى كان واقعا موجودا أما استقلال مصر فكان مشروعا وحلما عند الجنرال يعقوب، وهو المشروع الذى حمله عن يعقوب الفارس لاسكاريس وترجمه لنا كما ذكرت سابقا المؤرخ الكبير شفيق غربال حيث وصف خروج يعقوب بقوله
    " خرج لتحقيق مشروع خطير وهو السعى لدى الحكومات الأوروبية لتقرير استقلال مصر"، وتنطلق حجية المشروع كما ذكرها المعلم يعقوب فى " جشع العثمانيين المالى، وعنف التخريب المماليكى، وفشل الحملة الفرنسية لتفوق الاسطول الانجليزى.. وذلك هو جوهر الوثيقة التى بنت على تلك الأسس حججها فى استقلال مصر وحيادها". ويشكل هذا المشروع، أولا أول رؤية مصرية خالصة للاستقلال منذ عصر الفراعنة. وثانيا مشروع مصرى خالص لم يعثر فيه مطلقا على كلمة قبطى بل كان رؤية وطنية مصرية. وثالثا كان اول عمل سياسى يحاول جعل المسألة المصرية مسألة دولية كما يقول محمد فهمى عبد اللطيف فى جريدة البلاغ بتاريخ 22 ديسمبر 1947. ورابعا كان مشروعا متكاملا يشمل استقلال مصر وحيادها السياسى وتنميتها لتصبح مركزا للتجارة الدولية، أى يحمل رؤية متكاملة لمستقبل مصر. وخامسا يظهر تأثير الحملة الفرنسية الإيجابى على الفكر المصرى فى الحرية والاستقلال والذى مهد لاحقا لظهور محمد على باشا.
    التعاون مع الفرنسيين
    نعم تعاون الجنرال يعقوب اقتصاديا وعسكريا مع الفرنسيين كما تعاون من قبل مع الاتراك ومع المماليك.. مثله فى ذلك مثل الشيخ الشرقاوى والجبرتى وكلاهما تعاون مع الفرنسيين.. ومنذ سقوط دولة الفراعنة، كانت مصر دائما تحت الاحتلال، ولا يختلف الاحتلال الفرنسى عن الاحتلال العثمانى.. ومصطفى كامل كان فى مقدمة ممن تعاونوا مع الاحتلال العثمانى وكان يدافع عنه باستمرار، فهل كان مصطفى كاملا خائنا؟ وهل كان عزيز باشا المصرى، الذى تعاون مع الالمان ضد الانجليز، خائنا؟، وهل كان عبد الرحمن الجبرتى ومحمود الشرقاوى من الخونة؟، وهل كل من تعاون مع الاحتلال الاجنبى لمصر والذى استمر قرونا طويلة كان خائنا؟.
    لم يختلف الجنرال يعقوب عن ملايين المصريين الذين تعاونوا مع الاحتلال الاجنبى لمصرعبر تاريخها الطويل، ولكنه اختلف عن الكثيرين بأنه أول من حلم فى العصر الحديث باستقلال مصر تماما عن كل القوى الاجنبية.. وهو بهذا يعد رائدا لمبدأ
    " مصر للمصريين" والذى تبنته الحركة الوطنية فيما بعد.
    magdi.khalil@yahoo.com

    http://www.elaph.com/Web/ElaphWriter/2009/6/448896.htm
    بالله عليكم انا جبت حاجة من عندياتى علشان بعدين نصدق اللى كتبه الزيناتى

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X