إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخليقة أصلها وظروفها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخليقة أصلها وظروفها

    أ.د. ميشيل عوض

    عرفنا في المقال السابق أن الله هو الخالق الوحيد لهذه الخليقة سواء كانت منظورة أم غير منظورة، ووجود هذه الخليقة هو أكبر دليل على وجود الخالق، وترابط وتلازم وتناسق هذه الخليقة هو برهان أكيد وصادق وشهادة حية على الخالق الواحد الذى لا يشاركه أحداً. تخضع هذه الخليقة لنظام دقيق وثابت طبقاً للأحكام الإلهية والشرائع والسنن السماوية التى تجعل الخليقة ذات طبيعة واحدة في نظام متكامل بعضها مع بعض، ومهما اختلفت التضاريس والأجواء المحيطة بهذه الخليقة إلا أنها ذات أصل واحدوتعيش تحت ظروف واحدة، ففى كل القارات جبال ووديان، بحار وأنهار، محيطات المياه من كل ناحية، نور وظلام، نهار وليل، شمس وقمر، كواكب ونجوم، أرض خصبة وارض مجدبة، نباتات وأشجار وأعشاب، طيور وحيوانات وزواحف برية وبحرية، ثم الإنسان الذى توج به الله هذه الخليقة، وفوق الجميع إلهاً يدير هذا الكون بكل معرفة وحكمة. ومهما تعددت الأصناف والأنواع لهذه المخلوقات يظل كل جنس كجنسه فالنبات نبات والطائر طائر والحيوان حيوان والبحريات بحريات والإنسان إنسان، ولا يستطيع التقدم العلمى أو الهندسة الوراثية أن تغير في أصل هذه الأجناس، بل يبقى الحق صادقاً في قوله أن كل شئ "كجنسه" أما الإنسان فقد وضعه الله على قمة هذه الخليقة وخلقه على صورة الله وشبهه، ووضعه في الأرض ليعملها ويعمل فيها، وأصل الإنسان المادى هو التراب وقال الله للإنسان أنت تراب وإلى تراب تعود، ونفخ الله فى الإنسان المادى نسمة حياة فصار آدم نفساً حية، من الإنسان الحي ولدت الشعوب والقبائل والأمم وتكاثرت‘ وهذا التكاثر أصله نفساً واحدة وآدم واحد قال عنه الوحى المقدس "وصنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم"، فلا تفرقة بين شعب وشعب ولا بين أبيض واسود، فالأصل واحد والتركيب الوراثي واحد حتى ولو اختلفت مواطنهم وأعراقهم. هذه الخليقة الآدمية تعيش تحت ظروف واحدة، فالخطية سادت على الجميع، وبآدم دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت لأن أجرة الخطية موت، والشر ملأ كل العالم لأن العالم وضع في الشرير، وفي كل مكان يوجد الجوع والفقر والمرض حتي الدول الغنية والمتحضرة تعاني من الفقر والأمراض الفتاكة مثل السرطان والإيدز وغيرها، هذا بجانب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير والصواعق والفيضانات التى تلتهم الأخضر واليابس وتشرد الآلاف من الآمنين. ومع هذه الظروف تزداد كراهية البشر بعضهم لبعض، وتزداد الأحقاد والضغائن وظهر الإرهاب الذى لا يرحم ولا يشفق على احد، ويزداد حدة رغم المحاولات الجادة لقضاء عليه. أمام هذه الظروف نسأل من يتفاخر على الآخر؟ وأي شعب يعيش في حالة الكمال؟ وأين يوجد السلام والاطمئنان ونحن نعيش في خليقة تئن وتتمخض تنفق أكبر ميزانية على التسلح العسكرى، بالإضافة إلى هيمنة الدول واستعراض قواها المادية والحربية لبث روح الإطمئنان بين شعوبها، لكن الحقيقة تقول أن كل هذه الوسائل لا تفيد في عالم بعيد عن الله ولم يختبر إله المحبة الذى يدعو المتعبين إلى الراحة والخائفين إلى الأمان ويدعو العالم للعيش في سلام ، هذه هي إرادة الله التى سنراها في العدد القادم بمشيئة الرب.

    http://www.akhbarsarra.com/news.php?Id=90
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X