إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة حقيقية : الموعد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة حقيقية : الموعد

    شجعتني عبارة الشيخ الواردة في نهاية قصته (الثلاثة أشجار) والتي تقول : ( انه عندما تكون الامور لا تسير حسب طريقك ، تذكر دائما ان الله له خطة لك . إذا ما وضعت ثقتك فيه ، وهو سيعطيك عطايا عظيمة … ونحن لا نعرف دائما ما هي خطط الله من أجلنا . ولكننا نتيقن ان طرقه ليست مثل طرقنا ، ولكن طرقه دائما الأفضل على الاطلاق) أن أمسك القلم وأكتب قصة حقيقية حدثت ذات يوم عندما …

    صرخت الفتاة في سائق سيارة الشركة العجوز المكلف بنقلها من محل سكناها وإيصالها الى مقر الشركة التي تعمل فيها رئيسة لقسم المعلوماتية والانترنيت ، بعد أن اجتاز الشارع الرئيس الذي كان من المفروض أن يمر به :
    - لماذا تجاوزت الشارع الرئيس ، ولم تدلف اليه كعادتك في كل يوم . ما الذي فعلته ؟ لقد غيّرت اتجاه سيرك . الساعة 12 ظهرا الآن ، لقد أخرتني عن موعد الاجتماع الاسبوعي عامداً متعمداً .
    - نسيت يا ابنتي . سامحيني . هناك ميدان صغير في طريقنا سأُحاول أن أدور حوله وأعود مرة ثانية الى طريق فرعي يؤدي الى الشركة .
    - لماذا نسيت ؟ ما الذي نسّاك ؟
    - لا أدري ، الله بيده الأمر ، ولستُ أنا .
    - ولكنني سأتأخر (5) دقائق عن موعدي . وقد ألغيتَ بنسيانك هذا موعد مروري على محل البقالة الكبير لأُسلم لمديره (سالم) مبلغ المال المتفق عليه لإقامة حفل عشاء الليلة ، حيث تقيمه شركتنا من أجل وفد زائر نعقد معه أكبر صفقة تجارية في تاريخ الشركة .
    - لا تغضبي يا ابنتي . فيمكن انك ترتبين لنتيجة معينة ، والله يرتب لك نتيجة أُخرى . يمكنك بعد وصولك الى الشركة ترتيب كل شيء ، فهناك وقت طويل من الآن لغاية موعد العشاء .
    - تباً لك ايها العجوز تجعل كل شيء ممكناً ، كأن الوقت عبداً لديك . فالخمس دقائق والعشر دقائق لا قيمة لها عندك . سأستقطع من راتبك جزاء إهمالك ونسيانك . أنا لا أعتمد على ترتيب الله في إدارة شؤون حياتي ، أنا أعتمد على عقلي أنا … وفكري أنا … وتخطيطي أنا .
    - لا تقولي هذا يا ابنتي . فمهما فعلت لا تستطيعين أن تغيري أو تبدلي عمل الله في حياتك . فسلطان الله هو فوق سلطان خليقته . ونحن جزء صغير جدا من خليقته .
    - هذا الكلام الذي تعودنا سماعه من الذين لا يحسنون اتقان عملهم مرارا وتكرارا .
    - يا ابنتي الله هو الذي يملك الوقت والساعات والثواني ومصائر حياتنا ، جميعنا ، دون اسثناء مُلك يمينه .
    صرخت بحدة :
    - توقف هنا بسرعة .

    توقفت السيارة قرب الرصيف الكبير المجاور للشركة . ترجلت منها وغادرتها مسرعة . صفعت بابها بشدة خلفها وصاحت بالسائق : اذهب عليك اللعنة .
    فأجابها مبتسماً :
    - شكرا لك يا ابنتي والرب معك دائما .
    - لا تنافق ، كيف سيكون معي ، وأشعر ان الدنيا كلها ضدي اليوم .

    كانت معتادة في حياتها القلقة على التصرف بمثل هذه العصبية الغريبة والجري المستمر لإكمال العمل المتراكم دائما أطناناً من الورق فوق مكتبها ، الذي حالما تنجزه بلحظات ليتراكم أضعافه خلال لحظات تالية . فعليها في بداية كل يوم أن ترتب المواعيد وتعقد الاجتماعات وتُنهي البريد الوارد اليها من بقية أقسام الشركة وتنهي المكالمات الهاتفية الخاصة بعقود الشركة وتصدر الأوامر الادارية الخاصة بادارة شؤون قسمها وترتب مواعيد جديدة ليوم غد.
    وعليها اليوم ، بصورة خاصة ، أن تستعد لحفلة العشاء الذي تأخرت عن تسديد ما خُصص لإعدادها من المال ، ولا زالت تفكر بكيفية إيصاله الى سالم . كل هذا التأخير حدث بسبب غباء سائقها ، ذلك الشيخ العجوز ، وعليها الآن أن تنهي كل ذلك قبل الساعة الخامسة مساء .

    دق الهاتف في مكتبها . رفعت سماعته مسرعة . هناك من يتحدث بعصبية على الطرف الآخر . بادرته قائلة :
    - أهلا فهمي . ما بك ؟ ما هي أخبار قسم العلاقات اليوم ؟ هل ستحضر الى موعد العشاء الليلة ؟
    - الغي جميع مواعيد الليلة حتى موعد العشاء .
    - ماذا !! هذا لا يجوز سألتقي بعد دقائق بمدير الشركة وأعرض عليه الأمر ، لا تجعلوا صفقة عمري تطير من بين يدي .
    - ليس هناك أية صفقة بعد اليوم فمدير الشركة … قد مات .

    تسائلت بذهول :
    - ماذا ؟ كيف ؟
    - ذهب الى محل البقالة لمقابلة سالم لأن الأخير اتصل به شاكيا عدم وصول المبلغ اليه في موعده المحدد . وأثناء جلوس الاثنين لتناول فنجان قهوة ، انقلبت عربة ضخمة لنقل المحروقات أمام محل البقالة مما أدى الى اشتعالها واشتعال محل البقالة بكامله ، وعجز رجال الإطفاء من إنقاذ المدير أو سالم . لقد توفيا محترقين بالكامل في نفس اللحظة .
    - متى حدث ذلك ؟
    - الساعة 12 ظهرا بالضبط .

    انهارت الفتاة فوق الكرسي وأخذت تبكي وتتمتم : صدقت يا عجوز .

  • #2
    مشاركة: قصة حقيقية : الموعد

    [b]فعلا اخت سحر ان الحياه مش مضمونه
    ان الكتاب المقدس يتكلم عن الحياه انها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل وايضا انما كخيال يتمشى الانسان وحياه الانسان مثل الحلم
    وسرعان ما ينتهى والكتاب المقدس يذكر ان الحياه ايضا كقصه افنينا سنيننا كقصه
    فلهذا لابد ان نعمل حساب لابديتنا اكثر من حياتنا على الارض واين سنقضى ابديتنا

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X