إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الزيارة = قصة قصيرة مسلسلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزيارة = قصة قصيرة مسلسلة

    الزيارة



    بقلم: عماد حنا







    كانت أوامر المعلم أن أذهب اليوم إلى السجن كي أزور فتحي... لم أكن أحب هذا المشوار ابداً ... فهل من المعقول أن أدخل السجن بقدمي؟!! ذلك المكان الذي أسعي دائما إلى الهروب منه بشتى الطرق ولكنه دائما ما يداهم أحلامي فيجعل من نومي كابوساً أخاف أن يتحول إلى حقيقة فتكون النتيجة أن أخاف النوم أساساً، خاصة بعد أن رأيت مصير فتحي. لذلك أنا أستيقظ كل صباح وأدعو الله أن يسدد خطواتي وينجح طريقي ويعمي عيون الشرطة عني ويجعل أبواب السجن موصدة أمامي دائما، فيأتي الوقت الذي فيه أقدم طلب إلى إدارة السجن حتى أدخله ولو من قبيل الزيارة ... على أي حال لم أكن أستطيع مخالفة المعلم فسلمت أمري لله وهيأت نفسي لزيارة فتحي.

    ها قد أتى الوقت الذي فيه أطرق باب السجن لأقدم طلب الزيارة، وأنا محمل بأمانة على أن أسلمها لفتحي، هذه الأمانة عبارة عن لفة صغيرة إذا رآها مأمور السجن تكون كافية لإقناعه أن أنضم إلى السجن في صحبة فتحى خمسة وعشرين عاماً كاملة... ولكني أحسنت أخفاء هذه اللفة وسط مجموعة كبيرة من الاحتياجات الأخرى... لقد كان معي الكثير من الطعام المعلب حتى لا يفسد، ووجبة لذيذة ساخنة يأكلها أثناء الزيارة... ومعجون حلاقة وأسنان وفرش وأدوات استحمام وما إلى ذلك من احتياجات بالإضافة إلى كارت تليفون طويل العمر حتى يتسنى لفتحي أن يتصل بالمعلم.

    كانت الأمانة هي سبب زيارتي الأساسية لفتحي إذ أن فتحي كان يبيع محتوياتها لزبائن مهمة في السجن، وبالطبع كان يعطي ثمنها للمعلم. زبائن هذه اللفة لا يستطيعون العيش بدونها لذلك كانوا يدفعون مبالغ طائلة مما جعل المعلم حريص على أن يرسل هذه اللفة إلى فتحي بصورة دورية مع احد رجاله المخلصين مثلي حتى لا تطير الزبائن ويبحثون عن مورد آخر.

    على أي حال ها أنا في السجن الآن ومعي زكيبة من القماش بها كل الأشياء. كان المكان مزدحم جداً بأقارب المساجين الذين يحتاجون إلى زيارة... على الأقل هناك من يسأل عن أهله علىعكس فتحية زوجة فتحي إذ رفضت تماماً أن تزور فتحي وتؤدي هذه المهمة نيابة عني.



    تزاحمت لأقدم طلبي إلى العسكري المسؤول ... كان أمامي شاب هاديء الملامح جداً وبجانبه فتاتين، كانوا يتكلمون مع ذلك العسكر من السهل أن أحصل على مكانهم... فأندفعت لأكلم العسكري ضارباً عرض الحائط ذلك الشاب إذ كنت أثق أنه لن يعترض وقلت للعسكري:

    - صباح الخير يا باشا... هل من الممكن فقط أن أزور أبن خالتي ... أنه عندكم منذ ثلاث أعوام... لم أزره من قبل لذلك تجدني متلهف على هذه الزيارة... هل من الممكن أن تأخذ أسمي؟

    نظر العسكري إلى نظرة نارية ثم تجاهلني تماماً واتجه للشاب الهاديء وقال له

    - من تريد

    - لم أحب هذا التجاهل يا باشا .. يا باشا أنا باكلمك يا باشا

    فضرب العسكري المكتب المتهالك الذي يبدوا وكأنه موجوداً في هذا المكان منذ أيام الملك فاروق فأحدث فرقعة كبيرة واهتز كوب الشاي الموضوع أمامه بشدة وقال

    - إذا لم تسكت الآن سأدخلك زنزانة لتزور قريبك وسأتركك هناك حتى تخرجوا معاً.

    تراجعت بسرعة

    - لا يا سيدي ... سأنتظر

    ونظرت إلى الشاب وقلت له

    - تفضل يا سيدي أكمل كلامك

    نظر الى الشاب مبتسماً وأكمل حديثه

    - أريد عوني رفيق

    كتب العسكري الاسم في الكشف بسرعة ثم قال دون أن يرفع وجهه

    - صلة القرابة...؟

    - ابن خالتي

    - وصلة القرابة بالآنسات

    - ابن خالتهن أيضا

    أخذ العسكري يكتب وأخذ نمر البطاقات الشخصية وما إلى ذلك، وظننت أنه جاء الدور على... ولكن الشاب همس في إذنه قائلاً

    - أريد أن أزور أحمد فارس جاد المولي

    - نظر اليه العسكري شذرا وقال متعجباً

    - وهذا أيضا أبن خالتكم ؟!!

    وبسرعة اندفعت وقلت

    - يا باشا مش ممكن يكون ابنه خالته فهذا مسلم والأخ مسيحي... هل من الممكن أن تأخذ أسم ابن خالتي يا باشا ... احنا الاثنين ديانتنا واحدة ... يعني لازم نكون قرايب

    لوح العسكري الي بيده منذرا فتراجعت من جديد ثم نظر إلى الشاب وسأله

    - صلة القرابة

    - انه صديق وأهل هذا الصديق أرسلوا معي بعض الطعام له وأظن أن هذا الأمر لن يضايق أحد ... أرجوا يا سيدي ألا تمانع هذا الأمر لأنه محتاج كثيراً إلى هذه الزيارة، فهو ليس لديه من يسأل عنه

    - أهله أرسلوا له الطعام وفي نفس الوقت ليس لديه من يزوره... أليس هذا غريباً

    - كلا يا سيدي... القرابة من الممكن ألا تكون بالدم... فهو صديقي لذلك هو قريب إلى... بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى

    - أفهم من هذا أنك أنت قريبه الذي أعددت له الطعام

    - أجل

    - إذا فأهل هذا الصديق لم يرسلوا لك شيئا...

    - نحن الآن أهله

    تردد العسكري ثم التفت الى رئيسه وراءه وسأل

    - هل يمكن أن يزور شخص صاحبه ... أليس من المفروض أن تكون هناك صلة قرابة؟

    ولكن رئيسه كان يشرب الشاي وفي عالم آخر فأسرع الشاب يخرج عشرة جنيهات ودسها في يد العسكري ويقول له

    - حضرة الضابط نائم الآن ... لا تزعجه... ثم أنه لم يرد والسكوت دليل الرضا... أرسل أحمد مع عوني حتى ينال نصيبه

    وكان للعشرة جنيهات فعل السحر.



    قريبا الجزء الثاني من القصة
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

  • #2
    مشاركة: الزيارة = قصة قصيرة مسلسلة

    المشاركة الأصلية بواسطة emad hanna
    الزيارة

    بقلم: عماد حنا

    وكان للعشرة جنيهات فعل السحر.
    صدقنى أخى العزيز الأخ عماد
    كان لقصتك فعل أقوى من السحر فلك هدف كبير فيها - الرب يباركك
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: الزيارة = قصة قصيرة مسلسلة

      يا عزيزي تاسرني بكلماتك

      نكمل القصة قليلا ثم نرجع لأبو حمادة

      ***

      كنا ننتظر المساجين... جلست متعمداً بالقرب من الشاب والفتاتين... كنت أريد أن أعرف ما الذي يجمع مجموعة نصارى مع ذلك الشاب المسلم... هل يتبعون عصابة ويريدون أن يعطوه احتياجاته مثلي... وإذا كانوا عصابة الى أي نشاط ينتمي؟!
      كنت أحاول أن استرق السمع، فكان الشاب يقول للفتاتين
      - أحمد هذا مسجون بتهمة مخدرات وعوني سجن في شيك بدون رصيد... والاثنان يشعران بالظلم ويحتاجان كثيراً إلى نعمة ربنا
      "نعمة ربنا؟!!" ... هل هذا نوع جديد من المخدر؟!! لم أفهم ما معنى هذه الكلمة , ثم رنت كلمات أخرى من الفتاة
      - لنرفعهما في الصلاة لحين حضورهما... أعتقد أنهما يحتاجان إلى هذه الصلاة
      "صلاة؟!!" ... من هؤلاء؟
      صارت همهمات خفيفة يصلون واحد تلو الآخر... وبعدها بدأوا يغنون بكلمات غريبة لم أفهمها... اقتربت أكثر سمعتهم يغنون
      انت اقوى
      انت أعظم
      انت حي
      انت تقدر
      ما هذا الكلام... ماذا يفعلون
      ضربت بالزيارة عرض الحائط ... نسيت فتحي والهدف الذي جئت لأجله ... لقد كان اهتمامي بهؤلاء أكثر... ما الذي أتي بهم إلى هذا المكان الشاق الصعب... ودارت بداخلي أسئلة كثيرة لم أعرف لها أي إجابة.

      الى اللقاء قريبا
      أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
      Emad Hanna

      تعليق


      • #4
        مشاركة: الزيارة = قصة قصيرة مسلسلة

        [B]اخى الحبيب عماد
        هو احنا خلصنا من ابوحماده عشان تدخلنا فى فتحى واحمد وغيرهم
        الرحمه يا عماد !
        خذ دى :
        http://www.annaqedcafe.com/showthread.php?t=634 قصه السبعة آلاف قارئ على الإنترنت ، انتحارى فى مواجهه الحقيقه ، اربعة اجزاء
        مع محبتى للجميع

        تعليق

        من قاموا بقراءة الموضوع

        تقليص

        الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

          معلومات المنتدى

          تقليص

          من يتصفحون هذا الموضوع

          يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

            يعمل...
            X