إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرآة العجيبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرآة العجيبة

    المرآة العجيبة

    (هذه المرآة قديمة وثمينة جداً ولأني أريد الخير والبركة فلكَ أهديها، وسترى فيها نفسك بوضوحٍ تام فهي أوضح من أيةِ مرآة في العالم، احفظها فتحفطك، وإياك أن تحطمها لئلا تتحطم حياتك)

    كانت هذه كلمات الحكيم الذي أهدى أثمن مرآة لجاهلٍ عابر في السبيل، فاستلمها الجاهل وعلى لسانه كلمات الشكر وفي باطنه استهزاء لأقوال الحكيم، وأخذها إلى بيته وكان ذلك الشخص معجب بنفسه وبجمال مظهره فهو يتباهى كالطاؤوس أمام الآخرين، فوضعها في غرفته وما أن أزال الستار عنها، حتى تفاجئ عندما تفرس فيها فرأى نفسه شخصا آخر، ابتسم أمام المرآة فشاهد أسنانه سيوف وأضراسه سكاكين مُعدّة لأفتراس المساكين، شّدق فمه فرأى تحت لسانه سم الأصلال لقذف ذيفان الكلمات، تمعّن في نظراته فرآها في زيغان إلى الباطل، تطلع إلى جبهته فإذا بأفاعي الافكار تخرج من ذهنه....
    صرخ بغضب ما هذا الذي جلبته لنفسي؟ أ هذه هدية كريمة أم مصيبة كبيرة؟
    فنطقت المرآة العجيبة:
    أتظن أني كباقي المرايا التي لا تنطق وتظهر جمالك الخارجي الذي يبدو صالحاً في عينيك ولا تعرف قباحة جوهرك الداخلي الفاسد؟
    فأنا أوبخك وأصفّ خاطاياك أمام عينيك فتعرف إن قلبك غير طاهر وتحتاج الى تغسيل من الداخل لأني أراك مُرّبط في الخطايا ومنجس في الشهوات.
    حنق الرجل بقلبه وصر باسنانه وهجم على المرآة بمطرقة وأخذ بتحطيمها، وهو يصيح لا أريد بعد الآن مرآة تعكس آثامي وتحكم على خطاياي، بل أريد مرايا تظهرني كما أريد أنا....

    بعد ذلك تنهد الرجل وقال:
    آه .. الآن إستريحي يا نفسي، فقد زال من كان يضايقك وذهب عنك من كان يحاصرك، هلمّ إلى المتعة، سأذهب لكي أرّفه عن نفسي في مكان للتسليه فيه آحلى المرايا، فوصل الى المكان المقصود ودخل غرفة المرايا التي كان فيها عدد ليس بقليل من الناس، ووقف أمام مرآة جعلته يبدوا طويلاً ونحيفاً فضحك على نفسه، وانتقل إلى أخرى فبدى قصيراً وبديناً فقهقه كثيراً وتخطى قليلا ووقف كثيراً أمام مرآة أظهرته متموجاً ومتعرجاً ، ... تضاحك الرجل وخرج سعيداً وقال لروحه هذه هي المرايا التي تناسبني على الأقل إنها تخدّر ضميري المشتكي فأنا أحب أن أظهر على غير حقيقتي!!!




    عزيزي القارئ للاسف الشديد هذا ما يفعله أغلب الناس مع مرآة الله، مرآة الله؟!! نعم الله له مرآة لأنه لا ينظر كما ينظر الإنسان إلى الخارج بل الى قلب وأفكار الإنسان، وهذه المرآة هي ( الكتاب المقدس) كلمته المقدسة التي إذا أخذتها وقرأتها ولم تعجبك لأنها كشفت خفايا قلبك، فأنت تفعل نفس الشيء، ترميها وراء ظهرك وتبدأ في البحث على ما يناسبك لتتناسى حقيقتك ومصيرك الأبدي، لكن عندما تقبل بمرآة الله بوداعةٍ في قلبك وتصرخ من بشاعة ذنوبك ويل لي إني سأهلك في الجحيم، وتستغيث بخلاص الرب الكامل الذي صنعه يسوع المسيح على الصليب لأجل محبته لك، فإن تلك اللحظة تكون نقطة تغيير في حياتك ويوم سعيد لأنه تم خلاصك من الهلاك الأبدي عندئذٍ ستشكر الله على محبته العجيبة وعلى تدبيره العظيم لأن الرب يسوع حمل دينونة خطاياك فوق الصليب، وبذلك ترى نفسك في عيني الله مقبولا ومحبوباً.
    وللمؤمنين الحقيقين بالرب يسوع أقول نحتاج ان ننظر كل حين لمرآة الله لكي نتعرف يوما فيوما على ترتيب الله ومشيئته الصالحة في حياتنا ولكي نسلك مدققين بالحياة التي تمجد اسم الرب. آمين
    لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( إنجيل يوحنا 16:3 )

  • #2
    مشاركة: المرآة العجيبة

    عزيزي احسان

    من حسن الحظ هذه المرآه تجعلنا نشوف أنفسنا على حقيقتها , ولكنها لا تفضحنا أمام الآخرين ... وشكرا لله أننا في كلمته المقدسة نستطيع أن نعالج عيوبنا وأخطاءنا فنتقدم لنصبح على تلك الصورة التي يريدنا المسيح أن نكون .. والمسيح يريدنا أن نكون على صورته هو

    في الكتاب المقدس يتحول قبحنا الى جمال ... تماما مثلما رأي العريس عروس النشيد جميلة حتى وان رأت هي نفسها قبيحة ...

    شكرا عزيزي إحسان على هذه القصة الجميلة
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X