إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصورة الفائـــــزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصورة الفائـــــزة

    الصورة الفائزة


    وقف مدير البنك وهو ممسكا بالصورة الفوتغرافية وهتف في الحاضرين " اخيرا .. هذه هي الصورة التي اريدها .. انها فعلا الصورة الفائزة " ابتسم الحاضرون ابتسامة الارتياح وهم يشاهدون اخيرا نظرة الرضا والسعادة على وجه المدير الحازم ، الذي استطرد,وهو لازال ممسكا بالصورة قائلا " انظر الى الطفلة التي تجري نحو أمها وترتمي في احضانها في أمان وطمأنينة ، ونظرة الام وهي مرتاحة البال تستقبل ابنتها بمحبة ومرح وجهها يشع بالسلام " ، ثم ربّت المدير على كتفي مبتهجا " احسنت يا عزيز .. انها فعلا لقطة موفقة وتعبر عن سياسة البنك التي يريد ان يعلنها للجمهور في المرحلة القادمة ".

    وابتسمتُ .. او هكذا حاولتُ ان تبدو ملامح وجهي وانا اتذكر يوم أعلن المدير عن رغبته في اطلاق هذه المسابقة بين موظفين البنك ، فهو يريد صورة ليضعها في الاعلان الجديد الذي سوف يصاحب اصدار بطاقة الائتمان الجديدة التي سوف توفر المال الكافي للسعادة وراحة البال وعدم الخوف من المستقبل لكل من يقتنيها ، يومها اخذت كاميرتي على كتفي وخرجت باحثا عن غنيمتي ، وقلت في خاطري اين يمكنني ان اجد مثل هذه الملامح السعيدة على الوجوه الهانئة الا في احدى الاحياء الراقية والتي يسكنها اغنياء البلدة ؟؟

    وما ان وصلت الى احدى هذه الاحياء ووقفت اتأمل سكانها فوجدت ضالتي في شخص تبدو عليه علامات الغنى في ملابسه وهيئته ، واقتربت منه لكي التقط له الصورة المرجوة ، ولكن .. ما ان اقتربت منه حتى وجدته يرد على هاتفه المحمول ، منزعجا .. ويردد كلمات تنم عن قلقه عن تذبذب الاسعار في سوق الاوراق المالية ، بالطبع لم يكن في ملامح وجهه ماينم عن اي ارتياح او رضا يمكنني ان التقط له صورة اشارك بها في المسابقة.

    ثم لمحت رجلا آخر معه زوجته الشابة الجميلة ، وطفلتهما المدللة ، يتجهون جميعا نحو سيارة فارهة وفخمة ، وقلت في نفسي ، نعم انها الصورة المطلوبة ، فاقتربت منهم ، لاستمع مصادفة الى شكوى الرجل الى زوجته من شريكة في التجارة ، الذي يختلس الاموال والارباح لنفسه ، وقلقه من الايام القادمة وما يخبئه له المستقبل من خسائر فادحة نتيجة هذه السرقات . هل انا في حاجة لاقول ان ملامح وجههما لم يكن لها اي اغراءلالتقاط صورة لهما بعد ذلك ؟؟؟

    ياله من يوم مرهق قضيته في التنقل بين الاحياء الغنية محاولة مني ان اجد شخصا او اسرة تصلح لكي التقط لها الصورة المثال ، التي تغري الجميع بمحاولة الحصول على المزيد من المال الذي يوفر السعادة والرضا بالحصول على البطاقة الائتمانية التي يصدرها البنك الذي اعمل به ، الا ان جميع من قابلتهم كانت تشع من وجوههم نظرات القلق على اسعار الاوراق المالية ، او قلق على الصفقة الجديدة لتحقيق احسن الارباح ، او قلق على مقتنيات الشقة او على السيارة الجديدة الفاخرة .

    وتذكرتُ انني في نهاية هذا اليوم وانا عائد من هذه الجولة في نهاية النهار، رأيت السيدة أم رضا وهي تداعب ابنتها الصغيرة في الحديقة التي صنعتها بيديها في ذلك الركن الذي اختصته لنفسها بين المباني الشعبية التي نقطنها ، وقامت بزراعته بيديها باجمل الازهار والورود ، بالاضافة الى الياسمين الابيض ذو الرائحة الجميلة المميزة ، آه لو عرف مدير البنك أن الصورة التي انتزعت اعجابه بين كل الصور التي رآها ، لم تكن لاحد الاغنياء الذي يرتاح بالهم بالركون الى ارصدتهم في البنك ، وانما هي السعادة التي اختبرتها أم رضا عن الأطمئنان والركون بثقة واتكال على من قال انه يقوت طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن ، ان من وعد ان يُـلبس زهور الحقل بمجد يفوق ما لأي ملك أرضي في اي زمان ومكان .

    وأفقت من شرودي على تهنئة الحاضرين لي بحصولي على الجائزة الأولى ، وانا اسأل نفسي ، ترى من هو الفائز الحقيقي ؟؟؟ أنا أو أم رضا ؟؟؟
    ولكن ان كان انجيلنا مكتوما فانما هو مكتوم في الهالكين -
    الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين
    لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله .
    (2 كورنثوس 4: 3 - 4)
    للمراسلة
    sayNewMan@yahoo.com
    المدونة
    http://www.newman-in-christ.blgospot.com

  • #2
    مشاركة: الصورة الفائـــــزة

    قصة جميلة وهادفة يا أخي نيومان

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X