تويت
الكوبرى
كان هناك فى احد الأيام كوبرى متحرك فوق نهر كبير . وكان أغلب اليوم يكون
الكوبرى مفتوحا فى وضع يكون فيه الجزء المتحرك بطوله مواز لشاطئ النهر ،
كيما يسمح بمرور السفن فى حرية مارة جوار جانبى الكوبرى . ولكن فى بضعة
أوقات من اليوم ، كان هناك قطارات تعبر النهر من شاطئ الى الآخر ، حيث كان
يدار الجزء المتحرك من الكوبرى ، بحيث يكون عموديا على النهر مما يسمج بمرور
القطارات .
كان هناك رجل يقوم بعمليات التحويل هذه ، يقيم فى كوخ صغير بجوار الشاطئ
، حيث يقوم بعمله متحكما فى دوران الجزء المتحرك من الكوبرى ليؤمنه فى
الموضع الصحيح وقت عبور القطارات .وفى إحدى الأمسيات وبينما الرجل ينتظر مرور
آخر قطارات هذا اليوم ، نظر على البعد خلال ضياء الغسق الخافت ، ولاحظ ضوء
القطار على البعد . فذهب لآلة التحكم ، وانتظر حتى صار القطار على المسافة
التى يجب عندها تحريك الكوبرى طبق للتعليمات أدار الكوبرى . ووضع الجزء
المتحرك من الكوبرى فى مكانه الصحيح ، ولكنه ارتعب ، لما وجد أن نظام تأمين
بقاء هذا الجزء فى وضعه هذا لا يعمل . ولو لم يؤمن وضع الجزء المتحرك فمن
الممكن أن يرتد من موضعه مما يسبب سقوط القطار فى النهر . وهذا القطار كان
قطار ركاب ، يركبه كثير من الناس .
ترك الجزء المتحرك من الكوبرى فى وضع عبور القطارات ، وأسرع على عجل
مهرولا الى الجانب الآخر من النهر حيث يوجد توجد ذراع تحكم يدوية لتثبيت الجزء
المتحرك فى مكانه . كان عليه أن يمسك بهذه الذراع الى الخلف بقوة ، بينما
القطار يعبر النهر فوق الكوبرى . كان قد بدء يسمع صوت القطار وقتها ،
فأمسك بذراع التثبيت ومال بثقل جسمه للخلف فوقها ، مثبتا الجزء المتحرك من
الكوبرى فى مكانه ليسمح بمرور القطار . واستمر فى تشبسه بها ، والضغط بثقل
جسمه على ذراع التثبيت اليدوية ليحتفظ بالكوبرى ثابتا أثناء عبور القطار .
فحياة كثيرين كانت تتوقف على مقدار قوته فى تثبيت الكوبرى .
وفجأة عبر الكوبرى قادما من الناحية التى بها كوخ التحكم الذى يقيم به ،
سمع صوت جعل الدم يتجمد فى عروقه . قائلا " أبى أين أنت ؟ " كان هذا صوت
ابنه البالغ من العمر أربع سنوات وهو يعبر الكوبرى فى اتجاهه ليبحث عنه .
كان رد فعله الأول أنه صرخ للطفل " أن يجرى بعيداً " ، ولكن القطار كان قد
اصبح قريباً ، وسيقان الصغير لم تكن تستطيع أن تعود به عبر الكوبرى فى
التوقيت المناسب . تقريباً تخلى الرجل عن ذراع التحكم اليدوى ، ليجرى فى
اتجاه ابنه وليحمله سالما بعيدا عن عجلات القطار . ولكنه أدرك لحظتها أنه لن
يستطيع أن يعود مرة أخرى لذراع التحكم فى التوقيت المناسب ، وعليه أن يختار
بين حياة راكبى القطار ، وبين موت ابنه الصغير الحتمى .
كان عليه أن يتخذ قراره فى لحظة . وعبر القطار النهر فى سلام ماضيا فى
طريقه بسرعة ، ولم يعرف أى من ركابه شئ عن جسد الصغير الممزق الذى قذف به فى
غير رحمة الى النهر بينما القطار يسير . ولم يدركوا أيضاً صورة الرجل التى
يرثى لها وهو ينتحب ، وهو ما زال يمسك بعصا التثبيت اليدوى بقوة لفترة
طويلة بعد عبور القطار . لم يروه وهو يعود ماشياً فى انكسار ببطء أبطأ مما
سار به قبل ذلك الى بيته ، ليخبر زوجته كيف مات ابنهما بهذه الطريقة الوحشية
.
والآن إذا فهمت هذه العواطف التى امتزجت فى قلب هذا الأب . فإنك تكون قد
بدأت تفهم عواطف أبانا الذى فى السموات ، عندما بذل ابنه الوحيد ليسمح لنا
بعبور الهوة العميقة القاتلة التى بيننا وبين الحياة الأبدية .فهل هناك أى
تعجب من أن الأرض تزلزلت وصارت ظلمة عظيمة على الأرض حين مات ابن الله
الوحيد من أجلنا ؟ . ترى كيف يشعر هو حينما نسرع نحن فى طريق حياتنا ، غير
عابئين بما قد فعله من أجلنا ، ببذله يسوع المسيح ابنه ؟ .
ترى متى كانت آخر مرة شكرته فيها لأجل بذله ابنه ؟
" الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه
كل شيء (رومية 8 : 32) "
" لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من
يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يوحنا 3 : 16) "
" بهذا اظهرت محبة الله فينا ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي
نحيا به (يوحنا الأولى 4 : 9) "
كان هناك فى احد الأيام كوبرى متحرك فوق نهر كبير . وكان أغلب اليوم يكون
الكوبرى مفتوحا فى وضع يكون فيه الجزء المتحرك بطوله مواز لشاطئ النهر ،
كيما يسمح بمرور السفن فى حرية مارة جوار جانبى الكوبرى . ولكن فى بضعة
أوقات من اليوم ، كان هناك قطارات تعبر النهر من شاطئ الى الآخر ، حيث كان
يدار الجزء المتحرك من الكوبرى ، بحيث يكون عموديا على النهر مما يسمج بمرور
القطارات .
كان هناك رجل يقوم بعمليات التحويل هذه ، يقيم فى كوخ صغير بجوار الشاطئ
، حيث يقوم بعمله متحكما فى دوران الجزء المتحرك من الكوبرى ليؤمنه فى
الموضع الصحيح وقت عبور القطارات .وفى إحدى الأمسيات وبينما الرجل ينتظر مرور
آخر قطارات هذا اليوم ، نظر على البعد خلال ضياء الغسق الخافت ، ولاحظ ضوء
القطار على البعد . فذهب لآلة التحكم ، وانتظر حتى صار القطار على المسافة
التى يجب عندها تحريك الكوبرى طبق للتعليمات أدار الكوبرى . ووضع الجزء
المتحرك من الكوبرى فى مكانه الصحيح ، ولكنه ارتعب ، لما وجد أن نظام تأمين
بقاء هذا الجزء فى وضعه هذا لا يعمل . ولو لم يؤمن وضع الجزء المتحرك فمن
الممكن أن يرتد من موضعه مما يسبب سقوط القطار فى النهر . وهذا القطار كان
قطار ركاب ، يركبه كثير من الناس .
ترك الجزء المتحرك من الكوبرى فى وضع عبور القطارات ، وأسرع على عجل
مهرولا الى الجانب الآخر من النهر حيث يوجد توجد ذراع تحكم يدوية لتثبيت الجزء
المتحرك فى مكانه . كان عليه أن يمسك بهذه الذراع الى الخلف بقوة ، بينما
القطار يعبر النهر فوق الكوبرى . كان قد بدء يسمع صوت القطار وقتها ،
فأمسك بذراع التثبيت ومال بثقل جسمه للخلف فوقها ، مثبتا الجزء المتحرك من
الكوبرى فى مكانه ليسمح بمرور القطار . واستمر فى تشبسه بها ، والضغط بثقل
جسمه على ذراع التثبيت اليدوية ليحتفظ بالكوبرى ثابتا أثناء عبور القطار .
فحياة كثيرين كانت تتوقف على مقدار قوته فى تثبيت الكوبرى .
وفجأة عبر الكوبرى قادما من الناحية التى بها كوخ التحكم الذى يقيم به ،
سمع صوت جعل الدم يتجمد فى عروقه . قائلا " أبى أين أنت ؟ " كان هذا صوت
ابنه البالغ من العمر أربع سنوات وهو يعبر الكوبرى فى اتجاهه ليبحث عنه .
كان رد فعله الأول أنه صرخ للطفل " أن يجرى بعيداً " ، ولكن القطار كان قد
اصبح قريباً ، وسيقان الصغير لم تكن تستطيع أن تعود به عبر الكوبرى فى
التوقيت المناسب . تقريباً تخلى الرجل عن ذراع التحكم اليدوى ، ليجرى فى
اتجاه ابنه وليحمله سالما بعيدا عن عجلات القطار . ولكنه أدرك لحظتها أنه لن
يستطيع أن يعود مرة أخرى لذراع التحكم فى التوقيت المناسب ، وعليه أن يختار
بين حياة راكبى القطار ، وبين موت ابنه الصغير الحتمى .
كان عليه أن يتخذ قراره فى لحظة . وعبر القطار النهر فى سلام ماضيا فى
طريقه بسرعة ، ولم يعرف أى من ركابه شئ عن جسد الصغير الممزق الذى قذف به فى
غير رحمة الى النهر بينما القطار يسير . ولم يدركوا أيضاً صورة الرجل التى
يرثى لها وهو ينتحب ، وهو ما زال يمسك بعصا التثبيت اليدوى بقوة لفترة
طويلة بعد عبور القطار . لم يروه وهو يعود ماشياً فى انكسار ببطء أبطأ مما
سار به قبل ذلك الى بيته ، ليخبر زوجته كيف مات ابنهما بهذه الطريقة الوحشية
.
والآن إذا فهمت هذه العواطف التى امتزجت فى قلب هذا الأب . فإنك تكون قد
بدأت تفهم عواطف أبانا الذى فى السموات ، عندما بذل ابنه الوحيد ليسمح لنا
بعبور الهوة العميقة القاتلة التى بيننا وبين الحياة الأبدية .فهل هناك أى
تعجب من أن الأرض تزلزلت وصارت ظلمة عظيمة على الأرض حين مات ابن الله
الوحيد من أجلنا ؟ . ترى كيف يشعر هو حينما نسرع نحن فى طريق حياتنا ، غير
عابئين بما قد فعله من أجلنا ، ببذله يسوع المسيح ابنه ؟ .
ترى متى كانت آخر مرة شكرته فيها لأجل بذله ابنه ؟
" الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه
كل شيء (رومية 8 : 32) "
" لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من
يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يوحنا 3 : 16) "
" بهذا اظهرت محبة الله فينا ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي
نحيا به (يوحنا الأولى 4 : 9) "
تعليق