إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار مع يسوع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مع يسوع

    [size=4]حوار مع يسوع[/size]


    اجتزت باب الكنيسة الرئيس الذي تعودتُ أن أسند راحة كف يدي اليسرى على وجهها عندما آتي كل يوم أحد الى هذا المكان ، ثم أجمع قوتي لأدفعها قليلا بكلتا يديَّ ، ملقيا بثقل جسمي عليها ، لضخامتها وارتفاعها ، من أجل أن أجعلها تتحرك من موضعها وتنفتح صانعة لي شقا بين دفتيها يوازي في ارتفاعه ارتفاعها ، فأعمد الى أن ينزلق جسدي عبر ذلك الشق لانجح في اجتيازها الى داخل فضاء كنيستي ، لأداء صلاتي في هذا المكان الملتصق وجوده دائما بشغاف القلب . لكني عجزت عن فعل كل ذلك اليوم . فنفس تلك الباب كانت مختلفة كثيرا عن آخر مرة لمستها فيها . لقد تحول هيكلها المعدني السميك الى صفائح معوجة متطايرة هنا وهناك تدوسها الأقدام أثناء محاولتها المستميتة في أيجاد طريق لها عبر كل ذلك الحطام . أما زخارفها وأعمدتها التي تنتهي بأشكال كمثرية فقد أضحت قضباناً مشوهة معوجة غادرها لون طلائها الاسود اللامع دائما تحت وهج الشمس ، كأنها يد ساحر شرير قد أزالها عنوة ، ليعلو سطح ذلك الباب بدلا منه طبقة مفتتة من صدأ قبيح المنظر لم تألفه عيناي ، حوّلها الى باب صنعت لا لتفتح مؤدية الى فضاء كنيسة ، بل هي فتحة مشوهة تتخلل سطح الهواء تقود العابر لها الى الجحيم . وقد مرت عليها ملايين السنين من النسيان والألم منذ آخر مرة ابتعدت فيها دفتاها عن بعضهما البعض .

    أما فسيفساء زجاج أبواب الكنيسة الداخلية والخارجية الملون الذي كان يرسم عشرات الأشكال من قوس قزح بعد أن تُهديه الشمس خصلة من أشعتها ، قد ثناثر اليوم الى آلاف القطع المتكسرة ، كأنها دموع امرأة منحنية الظهر تركها الأصحاب والأحبة ، سالت فوق أديم الفضاء .

    اجتزت كل ذلك الحطام المشوّه وتركته خلفي ودخلت ، لأجد نفسي وسط باحة كنيسة قد تهدم كل شيء داخلها بعد أن هزتها أمس سلسلة من انفجارات ، آتية من عوالم خوف مجهولة ، ليس لانسان عادي القدرة على تقبل ما آل اليه حال ذلك المكان ، بكل ما يحويه من قطع أثاثه ، وكتبه المقدسة ، ولوحاته الفنية ، وأدواته الموسيقية . فالداخل اليه يمكن له أن يشاهد كراسيه الخشبية وقد تفتت أوصالها في كل مكان على أرضية الكنيسة ، ورائحة دخان حرائق منطفئة يعبق بفراغ أخلاه الانفجار من كل شيء مما جعله عالما ضائعا لا يمت الى الحياة بصلة ، موغل في غرابته وكآبته .

    أما فتحات الكنيسة الجميلة التي تتوسط جدرانها والتي كانت تُعرف بالماضي بالشبابيك هي اليوم شقوق خالية من زجاجها ، ترسم بقاياها فجوات وجروح في جسد الجدران الحجرية ، والريح الدائمة الهبوب عبرها تؤدي الى تطاير آلاف الجزيئات من رماد اصطبغ بلون السواد يتحرك دون انقطاع من موضع الى آخر في فراغ الهواء ، يهبط تارة ويرتفع تارة أُخرى ليملأ فضاء السقف كله .

    كان مشهد الأسلاك الكهربائية المحترقة ، والمقابس المشوهة عيون قافزة من جوف محاجرها بعد اقتلاعها ، يرسم لوحة سريالية يحاول الناظر اليها جاهدا إعادة ترتيبها في خياله ليستطيع أن يفهم ماذا جرى قبل ساعات . أيمكن لمكان رائع بكل ما يضمه من وحدات زخرفية بديعة ، وعناصر معمارية متناسقة ، وأشكال محببة لعيون زائريه ، تآلفت مع أرواحهم وتآلفت أرواحهم معها ، أن يتحول في غمضة عين الى … فحم . ولكنه يظل عاجزا عن فهم وادراك كيف يموت كل ما يختلج في وجدان الانسان ، خاصة عندما يجد كتب كنيسته المقدسة وقد تحولت الى عصافة تذروها الرياح ، ما زالت حافات أوراقها المتفحمة تبدو وكأنها رسمت بحبر أسود داخل فراغ المشهد في كل مرة يندفع الهواء باتجاهها حتى تصير … أثر بعد عين .

    رفعت رأسي ناظرا نحو الأعلى مستطلعا زوايا سقف كنيستي وانحنائاته محاولا تتبع حركة تلك الجزيئات وهي ترتفع ببطئ لأجد منظرا حزينا شديد الألم ، ففي زاوية عالية بعيدة لفجوة شباك ، كانت هناك حمامة ما تزال واقفة على نتوء حجارة مهدمة برزت وسط الجدار الأسود ، اتخذتها موطنا مؤقتا لها ، وقد تناثرت حولها ، مواد بيتها الأولية التي جمعتها بكل محبة ودفء ، عيدان قش وأشواك ، وكرات صغيرة من قطن ، وأغصان خشبية رفيعة جدا وقصيرة جدا ، وورق شجر يابس تآكلت حافاته ، لتشيده هناك بيتاً محصورا بين اطار شباك الكنيسة وحافة جدارها ، ضامنة بوجوده في ذلك الموضع الحميم ، سلامتها وسلامة أفراخها داخله ، محتمية به من عاديات الزمان لكونه بيتاً شيّد داخل بيت الله ، مما يحول دون اعتداء الآخرين عليه .

    لم تمضي لحظات حتى اندفعت الحمامة بجسمها من موضعها المتناهي في ارتفاعه ، قافزة من أعلى حجارة السقف لتحط في موضع فوق ما تبقى من منضدة مركونة وسط جدار مقابل لباب مدخل الكنيسة الرئيس ، تعجبت لطريقة طيرانها الغريبة ، وحركة أطرافها الأمامية المتلاطمة الغير منسجمة مع بعضها البعض . لأكتشف بعد وقوفها هادئة على مسافة ليست بعيدة عني ان ريش احدى جناحيها قد احترق وتلاشى من موضعه حتى ظهر لحم طرفها الأمامي ولم تعد تملك الا جناحا واحداً ، مما أفقدها القدرة على الطيران كبقية أفراد جنسها . ولا تزال بعد وقوفها ساكنة تدير رأسها حول محيط المكان بتوجس وانتباه شديدين ، تحسبا لأي خطر يمكن أن يداهم بقايا مملكتها المهدمة أصلا .

    رحت للحظات أتفرس في ما تبقى من تلك المنضدة المستندة بظهرها على الجدار بحافاتها المتآكلة بفعل الحريق الذي شبَّ فيها ، وقد فقدت بريق خشبها المضيئ ، وتحولت الى كومة من خشب يابس قد انتفضت عروقه الميتة متلمسا من خلالها رشفة شهيق لعله يستعيد بواسطتها نبض الحياة الى تلك العروق الميتة .

    كانت ثمة شمعة صغيرة بيضاء مشتعلة مركونة على طرف المنضدة البعيد ، يرتجف نورها المضئ ما أن تلامسه نسمة ريح ، قادمة من بين ما تبقى من زجاج الشبابيك المتكسر ، المتحول بدوره الى شظايا حادة مخيفة مغروسة في جسد الجدران المسوّدة ، المحيطة بالمكان من كل اتجاه . وقد انتصبت باتضاع منيرة ظلمة المكان البارد .

    اقتربت من مكان الضوء ، حريصا بدوري على عدم الاتيان بأية حركة تتسبب في زرع الخوف في روح هذا الطائر المسكين ، الذي حرص على أن يواجه نار الشمعة بطرفه العلوي المنزوع الريش لعله يدفئ لحمه العاري .

    وقفت أمام الشمعة ورفعت بصري زاحفا نحو لوحة معلقة خلفها . انها لوحة الصلب . حيث الصليب الخشبي مزروعاً في الأرض ، شامخا بقوة ليظهر جسد يسوع كشجرة مغروسة ممتدا بين الأرض والسماء . وبدا رأسه كعادته مكللا بتاج الشوك . تمعنت قليلا في اكليل العذاب ذاك ، فهالني ان بعض الشوك ، الذي كان قبلا حجارة في بيت الحمامة ، قد اندفع بفعل قوة الانفجار الهائل الى داخل اللوحة ، والتصق حول رأس يسوع في موضع اكليل الشوك .

  • #2
    مشاركة: حوار مع يسوع

    وكان هناك بعض من شظايا الخشب المتطايرة من حافات أبواب الكنيسة الخشبية بعد انفصالها من أمكنتها ، ملتصقا على الأطراف الخارجية للصليب المغطى بقيته بجسد يسوع المصلوب ، الذي أثخنته جراحات الزجاج المتكسر الحاد الأطراف الذي انغرس بقوة في اللحم الذي مزقه العذاب والنزيف ، حتى ظننت لوهلة ان دم يسوع أخذ يسيل على أرضية كنيستي .

    كان نور الشمعة يضيء مركز اللوحة ، جسد يسوع ووجهه ، وراحتي يديه مسمرتين على الصليب ، كأنهما غصني كرمة امتدا فوق قضيبين خشبيين حملتهما لئلا ينكسرا . كرمة أورقت وأثمرت من الشرق ، لتمتد بنعمتها نحو الغرب ، وكأنهما تضمان بعظيم محبته ، جميع خلائق الله على أرضه .

    جمعت كلتا يدي وضممتهما الى بعضهما وجلست على الأرض المفروشة بساطا جارحا من زجاج متكسر ، وبقايا حجارة ، وأشياء لم تعد تُعرف هويتها من شدة ما عانت من تشوه وتبديل ، ناظرا الى قدمي يسوع العاريتين وقد وضعت الواحدة فوق الأُخرى ملتصقتين مثبتتين بمسمار عذاب ، رافعا نظري الى وجه مخلصي ، ورحت في حوار مع نفسي وفادي الحبيب :
    قلت له :
    - أرأيت يا يسوع ، ماذا فعلوا بكنيستك المقدسة ؟
    فأجابني :
    - سلام لكم .
    فاستمرت الكلمات تتدفق على شفاهي
    - انهم يكررون فعلتهم هذه كل يوم ، فكيف تريدنا أن نتصرف ونحن نراهم يحطمون كل ما نملك و…
    فقاطعني هادئا كعادته :
    - … فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ .
    - يا سيدي الرب ، قد أتوا على كل شيء في كنيستك الحبيبة . ونحن بعد كل الذي فعلوه لا نملك المقدرة على أن نرحم أحداً .
    - طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ. طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
    - لقد فقدنا القدرة حتى على أن نسامحهم أو نغفر لهم .
    - فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.
    - لكننا في أوقات كثيرة نشعر اننا وحدنا خائفون من القيام بأي عمل كان ، وليس هناك أحد يمكن أن يمد لنا يد المساعدة .
    - وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلَكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.
    - وهل نسكت يا ربنا الحبيب ؟
    - بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً.
    - هل نبقى مسالمين هكذا ؟ أم يجب علينا أن نتغير ؟ وإذا تغيرنا هل معنى ذلك اننا لم نعد نؤمن بكلماتك يا فادينا ؟
    - «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ.
    - ولكن يا معلم ، لم نعد نستطيع التمييز بين الذي علينا والذي معنا .
    - مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ .
    - ولكن سؤالنا الأبدي سيبقى هو ما العمل ؟ ماذا علينا أن نفعل ؟
    - وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هَكَذَا. وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ. وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا.
    - لماذا ؟ لماذا ؟
    - اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ. وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذَلِكَ الْبَيْتَ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ.
    - يا ربنا ، كنائسنا فُجرت ، ابنائنا قتلت ، مؤمنيك تركوا البيوت والدور وهاجروا وتشتتوا في أرجاء الأرض ، لقد نجحوا في ابعادنا عن ديارنا ، يجب أن … !!
    فقاطعني قائلا :
    - أنتم ملح الأرض ، ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح ؟ لا يصلح بعد لشيء الا لأن يطرح خارجا ويُداس من الناس . أنتم نور العالم . لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل ، ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال ، بل على المنارة ليضيء لجميع الذين في البيت . فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ، لكي يروا أعمالكم الحسنة ، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات .
    فاجبته باصرار غريب :
    - انهم أعداء بلدنا ، كل بلدنا ، وأعداء شعبنا ، كل شعبنا ... يا يسوع !
    - أما أنا فأقول لكم : احبوا أعدائكم ، باركوا لاعنيكم . احسنوا الى مبغضيكم ، وصلّوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم .
    - تأمرنا يا رب أن نحب أعدائنا . لم نعد نملك قلبا للمحبة يا فادينا . ومن الذي نحبهم ؟ هم اعدائنا ، انه صعب ، صعب … ولماذا نفعل ذلك ، لماذا ؟
    - لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
    - أتساءل دائما هل هم بشر سُلبت الرحمة من قلوبهم . هل هم هكذا لأنهم ضاعوا وسط تعاليم أنبياء كذبة ، ولم يعرفوك أنت الإله الحقيقي .
    - فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.

    أحنيت رأسي بكل اتضاع ورحت في صلاة عميقة ..
    الهي وسيدي الرب نباركك ونمجدك ونحمدك . نصلي أن تسود مشيئتك في حياتنا لا مشيئتنا . أنحني أمام صليبك يا ربنا وفادينا يا يسوع المسيح ، فما من شيء قلته أو فعلته الا كان بلسما لجراحاتنا . نحن عبيدك السالكين في روحك القدوس دائما يا ربنا في برية هذه الحياة . لك كل المجد والعظمة والقدرة . باسمك أُصلي . آمين .

    تعليق


    • #3
      مشاركة: حوار مع يسوع

      حملت نفسي تاركا خلفي كل تلك الفوضى التي يعج بها ذلك المكان ، مخلفا ورائي نور الشمعة الصغيرة البيضاء الذي ما زال يطرد الظلمة ، ويقود أنظار الداخلين الى بهو الكنيسة المحترق ، الى مركز لوحة الصلب ، وجه يسوع .

      اجتزت باب الكنيسة خارجا الى العالم الكبير ، مخترقا سياجها الخارجي الذي ما زال مغروسا بقوة في الأرض ، لم يتزحزح ، ولم تسقط منه حبة رمل ، عجباً … رغم شدة هذه الانفجارات المخيفة فهو ما زال يضم فضاء كنيستي مشكلا سورا منيعا حولها . وتناهت الى سمعي صيحات مجموعة من الأطفال جالسين على حافة سياج الكنيسة تلك ، وقد تدلت أرجلهم القصيرة بسراويلها الأكثر قصرا ، نحو رصيف الشارع المحاذي لهم ، كانوا يؤرجحون سيقانهم بحركات طفولية محببة نحو الأمام والخلف ، كما يفعل جميع الأطفال في مثل عمرهم . وشيئا فشيئا علت أصوات مجموعة ضاحكة منهم لتغطي على أصوات المارة ومنبهات السيارات التي لا تنقطع المارة بذلك الشارع طوال اليوم ، ثم علت حتى غطت على زقزقة العصافير ، مرنمين بفرح غريب :
      يسوع أتانا - وزار ربانا - وفاض حنانا - وجال هنا
      لتجيبهم مجموعة ثانية بأصوات أكثر دفئا :
      لذا يا هنانا - بفادٍ أتانا - اليه هدانا - له شكرنا
      غادرتهم مبتعدا وقلبي مفعم بسرور غريب ، لم أتعوده ، غادرني منذ أن دخلت كنيستي المحترقة، كأن قلبي الآن قد أمسك بقبس من نور عجيب .
      لهم كل الحق في أن يفجروا كنائسنا ، لهم كل الحق في أن يسرقوا أحلامنا ويدمروننا ، لأنهم لم يعرفوا يسوعنا ... ومحبة يسوعنا ... وعظمة يسوعنا ، ونور يسوعنا العجيب . لهم كل الحق في أن يقتلوننا ، ويهجروننا ويلحقون الأذى بنا ، لأنهم عاجزون على أن يأخذوه منّا ، انه فادينا نحن ... المؤمنين به نحن .
      لهم كل الحق في أن يلحقوا بنا كل هذا الأذى ، لأن أذاهم يبرهن للعالم ان يسوع المسيح هو وحده نور الحق ، وإلهنا هو الاله الحقيقي الذي يخافونه ويخافوننا لئلا تهتز عروش أصنامهم ، التي كلما عظّموها أكثر وأكثر ، كلما صغرت أفعالهم في عيون الناس .
      دسست يدي في جيب سترتي ورحت أتهادى في الطريق ، وبدأت شفتاي ترنم ، رغما عني ، بصوت خافت مبتهج :
      يسوع أتانا .... وزار ربانا … وفاض حنانا … وجال هنا
      ومن بعيد ما زالت تجيبني أصداء أصوات أطفال مغردة لتملأ وسيع هذا الكون :
      لذا يا هنانا … بفادٍ أتانا … اليه هدانا … له شكرنا

      تعليق


      • #4
        مشاركة: حوار مع يسوع

        بسم الله القوى0
        الى كاتب هذه القصه او الروايه لم اعرف باى صيغه اناجيك مزك ام مؤنث ولكنى اقول بانها نفس ذكيه لها عشره قويه مع فاديها بارك الله فيها0 واعطاها السلام الذى يفوق كل عقل 0 لقد فرحتنى وناصرة نفسى الضعيفه0 وخاصتا بذالك الحوار المفيد مع كلمات المخلص0 لقد دار هذا الحوار معى ولكن لم انتظر الاجابه وها انت قد احضرتها0 نعم نعم لهم الحق فيما يفعلون وان يلحقوا بنا كل الاذى لان اذاهم يبرهن للعالم ولنا ان يسوع المسيح هو وحده نور العالم 0 السلام لك ولى ولكل من آمن 0

        تعليق


        • #5
          مشاركة: حوار مع يسوع

          مع المسيح نحيا حياه سعيده
          والى المسيح نلقى بهمومنا فيحلها لنا
          معه الامان معه السلام معه كل الخيرات
          وله يجب ان ندافع ديننا ضد كل ما هو شر وخطر عليه
          قصه جد تحمل معانى جميله
          وكلها معانى تشجع على ان نحيا لنحمل صليبنا ونواجه به شرور الاخرين
          الروح القدس هو الذى غسل خطايا النفس بدم المسيح فى ماء المعمودية . وقدسها ، وبررها بروحه القدوس

          تعليق


          • #6
            مشاركة: حوار مع يسوع

            جميلة قوي القصة يا سحر

            تعليق

            من قاموا بقراءة الموضوع

            تقليص

            الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

              معلومات المنتدى

              تقليص

              من يتصفحون هذا الموضوع

              يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                يعمل...
                X